اخر الروايات

رواية دماء علي اوراق الورود الفصل الثالث عشر 13 بقلم آثر توفيق

رواية دماء علي اوراق الورود الفصل الثالث عشر 13 بقلم آثر توفيق

الحلقة الثالثة عشر 
كانت الاحوال مضطربة فى مصر فى تلك الفترة من العام ٢٠١١ وحتى بدايات العام ٢٠١٢ وكان الامن مفقودا والبورصة تخسر يوميا ولكن حاتم لم يكن يهتم سوى بالعثور على داليا او اى معلومات عنها ولكنه كان يبحث عن طريق الاهالى الذين تعرف عليهم مبتعدا قدر الامكان عن الطرق الرسمية تحاشيا للفت الانظار وبالطبع بحث فى المكان الخطأ فى الرياض ولم يخطر بباله انها كانت محطة قبل الانتقال للدمام وبعد ان فشل فى العثور على اى طرف خيط اضطر للعودة لانتهاء تاشيرته وايضا لتزايد الاتصالات بسبب خسائر البورصة 
وصل الى مطار القاهرة واصطحب سيارته عائدا الى الاسكندرية وحين دخل الى جاراج العمارة فوجئ بشخصين يسرعان نحوه بترحاب مبالغ فيه ويستعدان لحمل حقائبه 
سعد : حمد الله على السلامه يا حاتم باشا 
حاتم : انتوا مين وبتعملوا ايه هنا ؟
سعد : انا سعد يا باشا اللى ماسك الجاراج هنا احنا رجالة المعلم جابر والمعلم مسعود اللى ماسكين الجاراجات فى المنطقه 
حاتم : ماسكين ايه ؟ ايه الكلام الفارغ ده ؟ من امتى الكلام ده ؟ وفين سعيد ؟ 
سعد : المعلم جابر حيبقى يتكلم معاك يا باشا فى اى حاجه انما احنا ......
حاتم : طيب سيب بقى الشنط دى ومالكش دعوه بيها ولا بالعربيه هو فين سعيد ؟ يا سعيد 
سعد : يا باشا احنا بنحافظ على حاجتكم احسن ولاد الحرام يكسروا قزاز العربيه واللا ينيموا الكاوتش احنا فى الخدمه 
حاتم : ااااه طيب خلى ولاد الحرام دول يقربوا من العربيه علشان اولع فيهم امشى من قدامى 
اقبل سعيد مسرعا وهو يهتف 
سعيد : حمد الله على السلامه يا حاتم باشا 
حاتم : ايه يا سعيد التهريج ده ؟ مين دول ؟ 
نظر سعيد للرجلين بتوجس وقال 
سعيد : تعالى يا باشا اطلعك فوق وانا افهمك 
حاتم : وما تفهمنيش ليه قدامهم ؟ انت خايف منهم ؟ 
سعيد : يا باشا انت لسه جاى من السفر تعبان هات بس الشنط 
رفع سعيد الحقائب وصعد مع حاتم الى شقته ووضع الحقائب جانبا فى صمت قبل ان يقطعه حاتم 
حاتم : اقعد يا سعيد قوللى مين الناس دول ؟ 
سعيد : دول يا باشا عيال بلطجيه . من حوالى عشرين يوم حصلت عركه كبيره هنا بين جابر الميكانيكى ومعاه قريبه لسه طالع من السجن قريب وبين شوية بلطجيه من الرمل الميرى وبعدها جابر جاب العيال دول ومسكهم الجاراجات والعماير وعمل فرده على كل محل او شقه هنا ولولا الدكتور مصطفى رئيس اتحاد العماره هنا خلاهم يسيبونى مكانى كنت مشيت زى كتير من البوابين اللى مشيوا وقليلين قوى اللى استنوا 
حاتم : يا سلام ؟ بلطجيه ياخدوا مننا احنا فرده ؟ هم مش عارفين احنا مين ولا سكان الشارع ده مين ؟ وفين الحكومه ؟ 
سعيد : يا باشا انت سيد العارفين من بعد الثوره مافيش حكومه والباشوات اللى زى حضرتك لازم يستحملوا اليومين دول يعدوا بحلوهم ومرهم لحد ما الدنيا تتظبط 
حاتم : لالالا كلام فارغ الدنيا لو مش متظبطه احنا اللى لازم نظبطها ولو سبناها حتخرب اكتر قوللى هو جابر ده هو جابر الميكانيكى بتاعنا واللا اسم متشابه ؟
سعيد : هو يا بيه بس عنده قريبه اسمه محروس لسه طالع من السجن قفل الورشه ومشى معاه فى السكه دى وقال قرشها اسهل واكتر 
حاتم : والدكتور مصطفى ازاى وافق على التهريج ده ؟
سعيد : يا باشا الدكتور مصطفى ده راجل دكتور مش صايع علشان يتخانق مع الاشكال دى وبعدين الناس كلها فى الشارع وافقوا وسكتوا 
حاتم : انا بقى مش حاسكت هو فين جابر ده دلوقت مكانه فين ؟
سعيد : هو حيجيلك يا بيه حتلاقيه ناطط دلوقت بعد ما العيال بتوعه يكلموه 
فكر حاتم قليلا وقال 
حاتم : لو جه دلوقت ما يطلعش بلغه انى جاى من السفر تعبان ومش حاقابل حد ولو عاوز يقابلنى يجيلى بكره الكافيه الساعه واحده بعد الضهر 
......................
فى اليوم التالى خرج حاتم باكرا جدا لقضاء بعض الامور ثم عاد الى الكافيه قبل الواحدة وجلس على طاولته المعتادة وفى ذلك الوقت لم يكن هناك الكثير من الزبائن عدا بعض الزبائن المعتادين وبعض الغرباء عن المنطقة فى اماكن متفرقة ليسوا من اهل المنطقة .
عند الواحدة وصل جابر ومعه محروس واثنين من رجالهم والقى جابر السلام فتجاهله حاتم وعندما جلس جابر قال بحدة 
حاتم : انا ما سمحتلكش تقعد 
جابر : كده البدايه غلط يا حاتم باشا احنا جايين بالاصول على حسب ميعادك 
حاتم : هى الاصول انك تاخد فرده على الناس اللى فى المنطقه اللى بتاكل فيها عيش ؟ قوم اقف ولو عاوز تتكلم معايا يبقى وانت واقف 
قام جابر قائلا 
جابر : ادينى وقفت بس خد بالك انا ما عملتش كده مع حد قبلك بس احتراما للمرحوم والدك 
حاتم : ماشى قوللى بقى ايه الحكايه ؟
جابر : الحكايه بسيطه يا باشا وانت عارف ظروف البلد اليومين دول والدنيا مش امان وولاد الحرام كتير واحنا يعنى اللى متصدرين ومعرضين ارواحنا للخطر علشانكم وبعدين دى كلها ملاليم ومش حتخس يعنى لما تدفع وزيك زى غيرك 
حاتم : طيب لو ما دفعتش حيحصل ايه ؟
جابر : ما تضمنش ساعتها ممكن عيل صغير يخبط طوبه فى قزاز العربيه واللا واحد ابن حرام ما نعرفوش يولع فى العربيه خالص انت وحظك ولو العربيه مش مهمه ممكن بعد الشر يعنى تلاقى ناس ينطوا على شقتك يقلبوها ومافيش حكومه تدور على حد 
اغتاظ حاتم حين راى التلميحات فضرب بقدمه المائدة لتصطدم بساق جابر الواقف امامه ووقف قائلا بحدة 
حاتم : انت بتهددنى يا كلب ؟ 
محروس : مالوش داعى الغلط يا باشا احسنلك احنا مش جايين ناويين على الشر 
حاتم : احسنلى ؟ انت مين انت كمان ؟ حتعمل ايه يعنى فرجنى 
اخرج محروس مطواة من جيبه وفتحها قائلا  
محروس : حاخلى الكل يعرف احنا مين واى لسان حيطول حاقطعه 
تقدم حاتم منه ووقف امامه متحديا 
حاتم : طب ياللا ورينى شطارتك اقطع لسانى لو راجل 
جابر : محروس امسك نفسك حاتم باشا برضه بتاعنا واكيد حيشاور عقله وان كان عليا انا مسامح 
حاتم : انا شاورت عقلى ولو خربوش فى عربيتى قصاده عمركم مفهوم ؟ اما فتحة المطوه دى عليا مالهاش عندى غير رد واحد 
رفع يده ليهوى على وجه محروس بصفعة قوية فاندفع نحوه بغضب بالمطواة ولكن حاتم تفاداه وامسك بذراعه يلويه خلف ظهره وفى ثوانى فوجئ جابر ومحروس بالغرباء الجالسين يشهرون اسلحتهم فجأة حيث كانوا من رجال الشرطة العسكرية لضبطهم متلبسين بناء على اتفاق مسبق مع حاتم 
حاتم : عامل لنا كمين يا حاتم باشا ؟ ماشى مسير الحى يتلاقى ولو بعد مية سنه 
تم القبض على حابر ومحروس ومن معهم دون مقاومة وتقدم الظابط قائد الحملة من حاتم قائلا 
الظابط : خلاص يا حاتم بيه الامور كلها تحت السيطره ما تقلقش من اى حاجه انا رجالتى فى المنطقه وكلهم حيتلموا فى وقت واحد بس علشان ماحدش يهرب احنا حنلم كل البوابين وعمال الجاراجات ومش حنسيب حد الا بشهادة اللى يتطوع منكم انه من البوابين الاصليين ومالوش علاقه بيهم 
حاتم : يافندم انتم بصراحه عملتم الواجب ورجعتوا لينا الاحساس بالامان تانى واحنا كلنا تحت امركم واى وقت تطلبونى اشهد حاكون عندكم 
الظابط : تمام حضرتك عارف سرية الشرطه العسكريه اللى فى سموحه خلف التعاونيات ؟ حنكون فى انتظارك الساعة سته تشرفنا هناك 
حاتم : الساعه سته بالثانيه يافندم حاكون عندكم والف شكر مره تانيه 
....................... 
وفى السادسة تماما وصل حاتم امام بوابة سرية الشرطة العسكرية وبعد التحقق من شخصيته سمح له بالدخول واستقبله قائد السرية بترحاب واضح 
القائد : احنا مشطنا المنطقه كلها وقبضنا على سبعه وعشرين واحد لكن فيه منهم سبعه بيقولوا انهم بوابين من زمان فى المنطقه ومش مع جابر ورجالته انما الاهالى اللى اتوسطت لهم علشان يفضلوا فى مكانهم لو حضرتك تتعرف على حد منهم حنسيبه فورا 
حاتم : ممكن اشوفهم ؟
القائد : ممكن طبعا فورا 
دق الجرس ودخل جندى الحراسة فطلب منه القائد احضار السبعة المطلوبين وتم عرضهم على حاتم فوجد سعيد وابراهيم وتعرف على اثنين اخرين وتم اطلاق سراحهم فورا وبعدها سال حاتم عن الوضع القانونى للمقبوض عليهم 
القائد : والله احنا لقينا معاهم سلاح ومخدرات وترامادول يعنى رايحين رايحين فيه السلاح ده تبعنا فى القضاء العسكرى بالاضافه للترويع والابتزاز اما المخدرات حتبقى قضايا مدنيه 
حاتم : مش ممكن يخرجوا منها ؟
القائد : صعب جدا دى حاجات ثابته 
حاتم : المشكله ان جابر ده كان ميكانيكى شاطر وفى حاله مش عارف ازاى دخل فى السكه السوده دى ؟ صحيح ورشته بقالها مده مش شغاله انما مش مبرر 
القائد : فعلا مش مبرر القصه ان جابر ده عنده جوز اخته محروس ده لسه خارج من السجن من شهر وشويه ممكن يكون هو صاحب الفكره وبعدين الموضوع ده احنا بنعانى منه على مستوى البلد كلها بعد الثوره خاصة فى ظل غياب الشرطه والمشكله ان الاهالى بتخاف وتفضل تدفع احسن ما تتعاون معانا بس حضرتك خالفت القاعده دى وضربت مثل ارجو ان الناس تتبعه علشان نقدر نحمى البلد داخليا 
حاتم : هو محروس ده كان فى السجن ليه وقعد قد ايه ؟
القائد : ده قعد فى السجن تلات سنين كانت قضيته ضرب افضى الى موت 
حاتم : يعنى بلطجى اصيل وبقاله شهر طالع ما هانش عليه يبعد عن السجن 
القائد : لا بصراحه هو ما كانش بلطجى انا اطلعت على ملف قضيته وعرفت منها انه قتل صحيح لكن المحكمه اتعاطفت معاه وقدرت ظروفه ده كان راجل طيب وفى حاله بيشتغل ميكانيكى فى شركة تفريغ حبوب فى ميناء الدخيله والمشرف بتاعه كان دايما يتعمد يهينه وهو كان ساكن فى الورديان وفى يوم اجازه كان مع جماعته فى السوق بيشترى شوية لوازم للبيت ومن ضمنها مفتاح انبوبه كبير وكان شايل مفتاح الانبوبه فى جيبه اللى ورا زى عادة الصنايعيه وقابله المشرف بتاعه واتعرض له باسلوب مهين قدام مراته واولاده ما استحملش ضربه بمفتاح الانبوبه على دماغه مات 
حاتم : طيب انا ممكن اقابل جابر ومحروس على انفراد ؟
القائد : يستحسن يكون فيه جندى حراسه مع حضرتك 
حاتم : مافيش مشكله بس اقابلهم 
دق القائد الجرس وطلب من جندى الحراسة احضار جابر ومحروس فلما حضرا قال القائد 
القائد : ايه يا محروس لحق السجن يوحشك ؟ ما قدرتش على بعده ؟ ادينا حنحقق امنيتك ونرجعك السجن تانى وعلشان ما تزهقش وانت لوحدك حنبعت جابر نسيبك يونسك 
محروس : يا باشا انا غلطان وفى عرضك احنا مش بلطجيه احنا كنا بنحمى المنطقه 
القائد : بتحمى المنطقه وتاخد فرده من السكان ؟ طيب مين يحميهم منك ؟
جابر : يا باشا انا بقالى فى المنطقه دى خمستاشر سنه عمرى ما اذيت حد ولا .....
القائد : خلاص مش عاوز كلام كتير حاتم بيه عاوز يتكلم معاكم على انفراد بس انا عاوز انبه عليكم الادب معاه علشان شهادته ممكن تنفعكم تاخدوا احكام بسيطه ولو ان عندكم بلاوى تكفى كل واحد فيكم عشر سنين 
انصرف القائد تاركا جندى مسلح للحراسة ووقف جابر ومحروس والندم بادى عليهما بينما قال حاتم بحزن 
حاتم : انا مش قادر اصدق لحد دلوقت ان جابر احسن ميكانيكى مرسيدس فى مصر يبقى بلطجى 
جابر : يا باشا ولا عمرى فكرت فى البلطجه حضرتك عارفنى من سنين عمرك سمعت عنى حاجه وحشه ؟
حاتم : اكيد الشيطان جوز اختك هو اللى لعب بدماغك 
محروس : يا باشا ما تظلمنيش انا قتلت ودخلت السجن صحيح لكن لو حضرتك تسمع حكايتى تقول ان عندى حق فى اللى عملته وتعذرنى 
#دماء_على_اوراق_الورود
#الجزء_الاول
حاتم : انا جاى دلوقت مخصوص علشان اسمع حكايتك وحكايته 
محروس : حاحكيلك يا باشا وانا راضى ضميرك 
flash back
كان محروس موظفا فى احدى شركات تفريغ الحبوب فى ميناء الدخيلة كميكانيكى وكان يجيد عمله اجادة تامة وكان دخله جيدا وكان يتمتع بالخلق الحسن والطيبه والتواضع ولم يكن يبخل على احد بالمعونة لذلك كان محبوبا من كل زملائه ومرؤوسيه .
وحدث ان استقال رئيس قسم الميكانيكا وظن الجميع ان المرشح للترقية هو محروس نظرا لتميزه فى العمل ولكن تم تعيين شاب قليل الخبرة بسبب قرابته لاحد المسئولين فى هيئة الميناء ولم يكن بكر رئيس القسم الجديد يمتلك الخبرة ولا الكفاءة للمنصب فاصبح الكثيرون يعقدون المقارنات بينهما مما اوغر صدر بكر على محروس فاصبح يتعمد اهانته والاحتكاك به لاتفه الاسباب وبدون اسباب احيانا وتحمل محروس كثيرا من اجل الحفاظ على لقمة عيش لا غنى عنها لاولاده .
اثناء تفريغ احدى حمولات سفينة فى الميناء حضر مدير عام الشركة لمتابعة العمل وتعطلت سيارته اثناء الزيارة وتطوع بكر لاصلاحها ولكنه فشل فى معرفة الخلل وكاد يتسبب فى احتراق المحرك فغضب المدير وصاح فيه بحدة 
المدير : لما انت ما بتفهمش ومش عارف العيب بتمد ايدك فى العربيه ليه حتبوظها اكتر ؟ يا محروس شوف انت العربيه 
اخذ محروس المفتاح وادار المحرك واخذ دورة سريعة بالسيارة ثم طلب احضار قطعة غيار معينة وقام بتركيبها واصلح الخلل فصاح المدير امام الجميع 
المدير : الله يخرب بيت الواسطه اللى تخلى اللى ما يفهمش ريس واللى بيفهم يشتغل تحت ايده خد يا محروس 
واعطى محروس مكافاة مالية مجزية فزاد حقد بكر عليه وبعد انصراف المدير اقترب بكر من محروس وصفعه على قفاه قائلا بغل 
بكر : بتتحنجل يا ابن ال ..... وحياة امك يا انا يا انت فى الشركه 
ابتلع محروس الاهانة حفاظا على عمله وقال باعتذار
محروس : هو انا عملت حاجه يا ريس بكر ؟ انا صلحت العربيه بحسن نيه ده المدير بتاعنا 
بكر : حسن نيه ؟ انا عارف ان نفسك ومنى عينك تمسك ريس لكن ده بعدك 
محروس : والله ولا عاوز امسك ريس ولا غيره انا كل اللى عاوزه احافظ على اكل عيشى وقوت عيالى 
بكر : كداب انا عارف الاشكال دى وحياة امك حاقطع عيشك من هنا 
اصبح بكر يتعمد اهانته وسبه كلما رآه ومحروس يتحمل كل اهاناته امام كل العاملين بالشركة حتى جاء يوم جمعة الاجازة الاسبوعية للشركة واصطحب محروس زوجته واطفاله الى سوق الورديان لشراء بعض اللوازم والتنزه قليلا واثناء التجوال اشترى مفتاح انبوبة كبير الحجم وضعه كعادته فى الجيب الخلفى واثناء ذهابهم لشرب العصير رآه بكر الذى كان برفقة اثنين من اصدقائه فاقترب منه دون مراعاة لاولاده وزوجته وصاح امام الجميع 
بكر : انت بتعمل ايه هنا يالا يا ابن ال ...
وسبه بامه فنظر محروس الى زوجته واطفاله ثم نظر لبكر قائلا 
محروس : الله يسامحك يا ريس بكر انا مع عيالى زى ما انت شايف 
بكر : ايه يعنى مع عيالك ؟ انت عامل نفسك راجل قدام عيالك ؟ خليهم يعرفوك على حقيقتك 
محروس : يعنى انت شايف ان يصح الكلام ده قدام الحريم ؟ انا استحملت منك كتير انما قدام اهل بيتى كمان ؟ 
بكر : مش عاجبك يا روح امك ؟ طيب ايه رايك حاديك بالجزمه قدامهم 
وانحنى ليخلع حذاءه ولم يتحمل محروس اكثر من ذلك وغلى الدم فى عروقه فاخرج المفتاح من جيبه وضرب بكر على راسه ضربة واحدة قتلته فى الحال 
back
انتهى محروس من قصته وقال 
محروس : ايه حكمك يا باشا ؟ ده اللى حصل بالحرف والاتنين اللى كانوا معاه شهدوا فى صفى وكل زمايلى حتى المدير شهدوا معايا علشان كده المحكمه قدرت ظروفى وحولتها من قتل لضرب افضى للموت وادتنى حكم مخفف 
حاتم : انت معذور فى اللى عملته ولو بايدى الحكم ما كنتش حكمت عليك اصلا لكن برضه ده ما يمنعش انى ما ارضاش بالبلطجه اللى عملتوها 
جابر : يا باشا والله ما هى بلطجه ولا فكرنا فيها كده يا باشا انا حاحكيلك كل حاجه من الاول وانت احكم 
flash back 
 بعد سجن محروس لم تستطع زوجته دفع ايجار سكنها فى الورديان وطردت منه فذهبت للاقامة مع اخيها جابر هى واطفالها فى الوقت الذى كان جابر يمر بظروف سيئة ويعانى من كساد العمل فى الورشة حتى انه اضطر لبيع بعض قطع العدة لاطعام صغاره وصغار اخته وبعد خروج محروس من السجن لم يجد مكانا سوى عند جابر فى شقته الضيقة وكانا يخرجان صباحا للبحث عن اى عمل وفى نهاية المطاف يلجآن للجلوس فى الورشة .
وفى احد الايام كانا يجلسان فى الورشة وجيوبهما خاوية وهما يبحثان عن اى سبيل لشراء الطعام للصغار حين مر عليهم مجموعة من الغرباء من منطقة الرمل الميرى يتزعمهم رجل طويل القامة ضخم الجسم اقترب منهما قائلا
الرجل : السلام عليكم يا رجاله 
جابر : وعليكم السلام ورحمة الله 
الرجل : مين صاحب الورشه دى ؟
جابر : انا يا معلم خير ؟
الرجل : عاوزين خمسميت جنيه يا معلم 
جابر : خمسميت جنيه بتوع ايه ؟ انت مين الاول 
قال الرجل بتهديد 
الرجل : ادفع الاول وبعدين ابقى اسال بتوع ايه 
جابر : هو البعيد ما عندوش نظر ؟ دى الورشه قدام عينك بقت على الارض انا لو فى جيبى خمسه جنيه كنت جبت طفح لعيالى بدل قعدتى دى 
الرجل : اتصرف استلف علشان الورشه دى ما تتطربقش على دماغك ودماغ اهلك 
جابر : طربقها هو انت شايفها عمرانه ؟ هى متطربقه لوحدها 
اخرج الرجل من جنبه سيفا كبير الحجم وضرب جابر بصفحته على كتفه قائلا بغضب 
الرجل : باقول ايه انت شكلك مش ناوى تجيبها البر 
رفع جابر يده يدفع السيف عنه واندفع الى داخل الورشة واحضر مفتاح كوريك طويل باقى من العدة وخرج اليهم فاندفع محروس اليه يحتضنه قائلا للرجل 
محروس : معلش با معلم سيبنا يومين بس ندبر نفسنا واللى انت عاوزه حنعمله 
الرجل : علشان خاطرك حاسيبك يومين بس ابقى عقل صاحبك بدل ما تيجى تقعد على تلها لوحدك انا حاعدى بعد بكره العصر تدبروا نفسكم بدل ما تطلع تقرا الفاتحه على صاحبك بينا يا رجاله 
اخذ رجاله وانصرفوا ومحروس يتشبث بجابر يمنعه من التهور حتى اختفى الغرباء 
محروس : انت عاوز تودى نفسك فى داهيه بدل ما يخبطك خبطه يموتك ومالكش ديه انت عارف اليومين دول قلق ولا فيه حكومه ولا حد يحوش عنك 
جابر : يعنى انت شايف ؟ نجيب منين ولو فيه فلوس نجيب اكل للعيال واللا ندفعهم فرده ؟ هى ناقصه بلطجه كمان ؟ 
محروس : خلاص يبقى نخلع بصنعة لطافه وبلاها قعدة الورشه خالص انشالله نشوف حد يأجرها وندور على اكل عيشنا بره 
جابر : طيب والناس اللى بقالى سنين فى وسطهم ؟ واللا هم جايين علينا احنا وبس ؟ 
اغلقا الورشة وذهبا لسؤال باقى المحال والبوابين وعرفوا ان هؤلاء الرجال قد مروا على كل المحلات تقريبا وحصلوا من بعضهم على مبالغ مالية بالفعل فقرر جابر انه لن يستسلم وبالفعل باع بعض العدة المتبقية فى الورشة ثم ذهبا الى منطقة باكوس الشعبية التى يسكن فيها قريبا من لوران وبدا فى جمع بعض الشباب من العاطلين عن العمل من ابناء منطقته وفى اليوم المحدد اعد كمينا للغرباء ولكن اصحاب المحلات خافوا من التعاون مع جابر وفضلوا البقاء بعيدا عن الصراع 
وفى اليوم الموعود حضر جابر ورجاله وانتظر احدهم عند المغسلة واثنان عند محل الخضروات والبعض عند السوبر ماركت حتى حضر رجال الرمل الميرى الى الورشة واثناء حوارهم مع جابر اعطى الاشارة لرجاله فهجموا على الباقين واستطاعوا التغلب عليهم وطردهم بعد معركة حامية بعد ان حصلوا منهم على بعض الاموال والسلاح الابيض وفرد خرطوش .
بدا جابر بترضية رجاله وجمع عدد اكبر من الرجال انتظارا لعودة رجال الرمل الميرى وبالفعل عادوا اكثر من مرة ولكن الغلبة كانت دائما لجابر ورجاله وفى النهاية تم عقد جلسة للصلح وتم ترضية رجال الرمل الميرى وتعهدوا بعدم الاقتراب من منطقة لوران وانتهى خطرهم تماما 
فكر جابر بعدها فى الحصول على المبالغ التى كانت المحلات قد تعهدت بدفعها للغرباء وذلك للانفاق على رجاله واصبحوا دون ان يشعروا عصابة اخرى من البلطجية 
جابر : احنا ما كانش فى دماغنا بلطجه ولا فرده ولا فكرنا فيها كده احنا كان فى دماغنا اننا نحمى الناس اللى بنعتبرهم اهلنا واحنا اولى بالحسنه اللى جايه الناس اللى معايا كلهم ناس مش لاقيه شغل ومنهم شباب معاهم شهادات وصنايعيه مش لاقيه شغل ولا لاقيين يصرفوا على بيوتهم طب قوللى يا بيه احنا غلطنا فى ايه ؟
حاتم : غلطتم انكم فرضتم عليهم زيكم زى البلطجيه . الحكايه بقت معقده ومش عارف حاقدر احلها واللا لا انا كمان غلطت انى ما سمعتش وعرفت الحكايه من الاول انما ربنا يقدم ما فيه الخير وبعدها لو ربنا سترها لينا كلام تانى مع بعض 
انصرف جابر ومحروس وعاد قائد السرية 
حاتم : انا عارف ان الكلام اللى حاقوله ده مش قانونى لكن اذا كان ممكن نساوى الموضوع ده يبقى حضرتك ليك جميل كبير فى رقبتى 
القائد : نساوى الموضوع ازاى مش فاهم ؟
حاتم : يعنى نقفله ويا دار ما دخلك شر الحقيقه الناس دى غلطت ماحدش يقدر ينكر انما ندمانين على غلطتهم وعندهم استعداد يكفروا عنها لو قدرنا نديهم فرصه تانيه 
القائد : اسف مش ممكن الموضوع كبير وفيه مظبوطات كتير ومعالجته بالشكل اللى تقصده مستحيله 
حاتم : يا سعادة الباشا رجاء اعمل اللى يقدرك عليه ربنا علشان خاطر الاولاد الصغيرين
القائد : وهم ما فكروش فى الاولاد الصغيرين قبل ما يعملوا كده ليه ؟ يا حاتم بيه لو عطلنا القانون حنرجع لعصر الغابه واحنا مش عاوزين كده 
حاتم : يعنى مافيش امل ؟
القائد : انا اسف واجبى يحتم عليا انى اقدمهم للمحاكمه لكن ممكن نساعدهم لو هم فعلا ندمانين يقدروا ياخدوا احكام مخففه واسمحلى انا حارجعهم تانى واكلمهم قدامك علشان حضرتك اسف يعنى شاب وخبرتك محدوده 
امر القائد باعادة جابر ومحروس مرة اخرى فوقفا امام القائد وكان الخزى والندم باديا عليهما 
القائد : يا محروس انت علشان السابقه اللى عندك موقفك حيبقى صعب قوى وعقوبتك حتبقى كبيره والمره دى ماحدش حيستعمل الرافه معاك 
محروس : انا راضى يا باشا وعرفت غلطتى ومهما كان الحكم حاتحمله ولما اخرج من السجن عمرى ما حاعمل حاجه ترجعنى للسجن تانى صدقنى يا باشا المره الاولى انا مش ندمان وفخور بيها علشان كنت راجل بادافع عن كرامتى لكن المره دى انا غلطت وندمت بس ما عرفتش غلطتى الا متاخر 
القائد : وانت يا جابر لحسن حظك انك مالكش سوابق ونقدر نساعدك تاخد حكم مخفف لكن المشكله كلها فى الخرطوش 
جابر : يا باشا انا راضى ومش حاتكلم لكن ليا طلب عند حاتم باشا لو اذنتلى 
حاتم : طلب ايه يا جابر ؟
جابر : ان كان حضرتك تكرمت ودورت على حد ياجر الورشه علشان العيال تعرف تعيش حضرتك راجل محترم واحنا غلطنا فى حقك وحق الناس كلها لكن عشمانين فى ربنا وفيك 
القائد : حاتم بيه كان عاوز يعمل اكتر من كده كان عاوز يساوى الموضوع ويقفله لكن انا رفضت لانه ما ينفعش 
جابر : كتر الف خيره الله يرحم والده كانت افضاله على ناس كتير وهو برضه راجل ابن اصول كل اللى باترجاه فيه يشوف حكاية الورشه علشان العيال اكتر من كده نبقى بنحلم 
حاتم : اتطمنوا واعتبروا العيال مسئوليتى انا اسف حاولت احل لكن ما امكنش ياريت كنت عرفت الحكايه كامله من الاول ما كانتش الامور وصلت لكده وكنا حلينا بيننا وبين بعض بالعقل لكن قدر الله وما شاء فعل 
القائد : يعنى انت مقتنع يا باشا بالكلام اللى قالوه ؟
حاتم : انا مقتنع بكل كلمه قالوها لانهم ما انكروش غلطهم لكن انا كمان اقتنعت بوجهة نظرك واسف ان كنت فكرت فى شيء غير قانونى هو عمره ما كان اسلوبى ولا تربية والدى لكن كانت الفكره اننا ندى فرصه افضل من السجن لكن لما نكون واثقين ان الانسان ده تايب وندمان ويستحق فرصه تانيه 
القائد : وحضرتك شايف انهم يستحقوا فرصه تانيه ؟
حاتم : انا عن نفسى شايف كده ده رايى لكن القانون قانون وحضرتك ادرى بواجبك 
اشار للجندى باصطحاب جابر ومحروس الى الحجز وبعد خروجهم نظر لحاتم قائلا 
القائد : انا شايف انهم فعلا ندمانين لكن فيه حاجات ما اقدرش اغيرها وفيه حاجات اقدر اعملها وضميرى مرتاح حتى لو مش قانونيه لكن تتماشى مع روح القانون ارجو يا حاتم باشا انك تنتظر منى مكالمه تليفونيه خلال يومين 
حاتم : طيب بعد اذنك كنت محتاج كشف بعناوين كل المحبوسين علشان اشوف لو اسرهم محتاجه حاجه لحد ما نشوف حيحصل ايه



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close