اخر الروايات

رواية دماء علي اوراق الورود الفصل الرابع عشر 14 بقلم آثر توفيق

رواية دماء علي اوراق الورود الفصل الرابع عشر 14 بقلم آثر توفيق


الحلقة الرابعة عشر
اتصل قائد الشرطة العسكرية بحاتم بعد يومين طالبا لقاءه فذهب اليه حاتم على الفور 
حاتم : خير يافندم 
القائد : كل خير ان شاء الله انا فكرت كويس فى الموضوع ده ولقيت ان الافضل اننا نحتفظ بالناس دول كظهير شعبى لينا لو قدرنا نخفف احكامهم حيبقوا سند لينا وامان لاننا محتاجين تكاتف الجيش مع الشعب علشان نحمى البلد 
حاتم : كلام جميل جدا وواقعى طيب نقدر نعمل ايه ؟
القائد : انا ما اقدرش طبعا اقفل الموضوع نهائى لكن المحاضر اتعملت ان كان فيه خناقه فى الكافيه بين حضرتك وبين بعض الاشخاص اخترت اسماؤهم من اللى ما عندهمش سوابق يعنى استبعدت محروس من الاخر وحتتحول للمحكمه وممكن حضرتك تروح تتنازل فى المحكمه 
حاتم : وبكده يطلعوا براءه ؟
القائد : لا احنا بنديهم الفرصه لكن لازم نفضل ماسكينهم هم حيحتاجوا محامى شاطر علشان يقدر ياخد احكام بسيطه وغالبا حتبقى مع ايقاف التنفيذ وده يبقى سلاح ذو حدين اولا طلعناهم من مشكلتهم وثانيا لو عملوا مشكله تانيه وما كانوش فعلا ناويين يتصلحوا وعملوا اى غلطه تانيه حيتنفذ عليهم الحكم الجديد والقديم كمان 
حاتم : انا حاشوف المحامى واتكفل بكل المصاريف وبعد خروجهم حادبر لهم شغل واتابعهم وحابقى ان شاء الله متابع مع سعادتك باستمرار 
القائد : هو ده اللى احنا محتاجينه توفير فرص عمل لان البطاله والجهل هم اعدائنا اللى لازم نركز فى حربنا معاهم اولا وبعدها نقدر نواجه الاعداء الخارجيين بقوه 
.....................
تم الافراج عن معظم المتهمين والابقاء على خمسة فقط منهم جابر حتى تقدم محامى للدفاع عنهم طالبا الافراج عنهم بكفالات لحين نظر الدعوى وتكفل حاتم بالكفالات وكل مصاريف التقاضى حتى الانتهاء تماما من القضية وقد كون صورة كاملة على ما ينوى فعله معهم بعد الافراج عليهم 
اما الان فقد حان وقت الاهتمام بالعمل قليلا 
بدا حاتم فى تصفية معظم اسهمه فى البورصة والتقليل قدر الامكان من خسائره فيها ثم بدا يعيد اتصالاته بالمجموعة الماليزية التى كانت قد ابلغته بالتوقف مؤقتا عن تنفيذ المشروع المشترك بسبب اضطراب الاحوال الامنية والاقتصادية بعد احداث يناير 2011 ودعاهم للحضور لمصر لمحاولة اقناعهم بالبدء فى الخطوات الفعلية للمشروع ووعدوه بالرد والزيارة فى اقرب فرصة 
......................
بعد عام من العزلة بدات داليا فى الخروج من منزلها للهروب من شبح الوحدة والاكتئاب 
بدات اولا فى التنزه فى الشوارع المحيطة بالمنزل حتى عثرت قريبا من المنزل على حديقة واسعة بها بعض المقاعد الخشبية وتمتلئ باشجار الورود والنباتات العطرية كالريحان والفل فاصبحت تذهب للجلوس بها يوميا وفى نهاية اليوم تعود لمنزلها وقبل الصعود كان تمر على السوبر ماركت الموجود اسفل المنزل والذى يملكه الحاج منيع القحطانى صاحب المنزل لشراء لوازمها 
دخلت للسوبر ماركت واشترت بعض اكياس المكسرات وقطع الشيكولاته وذهبت للكاشيير وقبل ان يحين دورها حضر الحاج منيع وصرف الكاشيير ووقف مكانه لمحاسبتها 
منيع : اهلا اهلا يا ست الستات انتى نورتى المحل  
داليا : اهلا بيك يا حاج شوف حساب دول كام ؟ 
منيع : ما تشغليش بالك خديهم وحسابهم وصل 
داليا : ميرسى يا حاج معلش شوف حسابهم 
منيع : خلاص اللى يريحك هاتى عشره ريال 
داليا : ازاى يا حاج ؟ دول حاجات ييجوا بخمسين ريال 
منيع : اه اه اصل يعنى علشان انتى من سكان العماره ليكى خصم مخصوص 
داليا : والخصم ده لكل سكان العماره ؟
منيع : هاه ؟ اه اه طبعا بس مش كلهم نفس الخصم انتى بتيجى تنورى المحل وده كله مش من مقامك 
داليا : طيب متشكره يا حاج كنت عاوزه اسالك على حاجه هو مافيش هنا اماكن اقدر اتمشى فيها اغير جو واشوف حاجات اشتريها ؟
منيع : اه طبعا فيه منطقة المولات اركبى اى تاكسى قوليله عاوزه اروح عند مول العالميه او الوطنيه حتلاقى خمس او ست مولات جنب بعض 
داليا : متشكره جدا يا حاج 
بدات داليا تذهب الى منطقة المولات حيث وجدت هناك فى بعض المولات كافيهات مخصصة للنساء فقط ممنوع تواجد الرجال فيها الا عامل ومدير غالبا من الهنود او البنجلاديش وبدات تعتاد على الذهاب لشرب القهوة والتسوق وشراء العباءات والاحذية والعطور والتجول بين المحلات لمشاهدة المعروضات لمجرد التغيير ولكنها بدات تلاحظ ان الحاج منيع قد وضع مقعدا امام السوبر ماركت يجلس عليه ليراها فى دخولها وخروجها كما لاحظت انه يتعمد لمس يدها حين تدفع مقابل ما تشتريه وانه دائما يحاسبها باسعار اقل كثيرا من الثمن المكتوب على السلع فقررت عدم الذهاب للسوبر ماركت مرة ثانية 
.....................
خرج جابر ومن معه بكفالة لحين الفصل فى الدعوى وذهب بصحبة محروس فورا لمقابلة حاتم فى الكافيه بعد العصر 
جابر : السلام عليكم يا حاتم باشا 
حاتم : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حمد الله على السلامه يا رجاله اتفضلوا 
جابر : ما يصحش يا باشا احنا جايين نشكرك على وقفتك جنبنا 
حاتم : انا الحمد لله ربنا قدرنى احل المشكله اللى انا عملتها 
جابر : العفو يا باشا المشكله احنا السبب فيها والغلط عندنا ولو كنا اتحبسنا كان يبقى جزاءنا 
حاتم : مش عاوزين نتكلم كتير فى اللى فات ومين السبب احنا ننسى اللى فات ونبدا صفحه جديده واول سطر فى الصفحه دى تقعدوا علشان نتكلم فى المفيد 
جلس جابر ومحروس وطلب لهما حاتم قهوة ثم قال 
حاتم : قوللى يا جابر انت ورشتك محتاجه عده قد ايه علشان تشتغل ؟ 
جابر : محتاجه فلوس كتير يا بيه ومافيش منها قرش متوفر وحضرتك عارف ان الورشه فى المكان ده ايجارها بمبلغ حتى لو محل عادى وانا ممكن اشتغل اى شغل انا ومحروس 
حاتم : يعنى تقفل ورشتك اللى تعبت فيها وتضيع اسمك وزبونك وتروح تدور على شغل تانى ؟ انا شايف ان ده مش حل عملى شوف يا جابر انا مستعد اديلك الفلوس اللى تحتاجها علشان تجيب العده وتشغل الورشه تانى وتبقى انت ومحروس فيها وممكن كمان تشغل معاك واحد او اتنين من الشباب اللى معاك والباقى انا بافكر لهم فى شغل كويس وقريب حاكلمك فيه 
جابر : بس كده يا باشا حيبقى دين على الورشه وعليا حيتسد ازاى وامتى ؟
حاتم : لا مش مهم يتسد ازاى وامتى المهم ان الفلوس اللى حتيجى من الورشه حتفتح كام بيت ؟ الدين ده يخصنى ولو سديته بعد عشر سنين انا مش حاقول لا طول ما انا شايف الورشه مفتوحه والناس بتاكل عيش منها بالحلال اسمع يا جابر اللى باقوله ده كلام بالعقل يحل مشاكل ويفتح بيوت انما الكسوف والحيا مش حياكلوا العيال الصغيره انت قلتلى ان كان معاك صنايعيه تانيه فيهم حد بيشتغل فى السيارات برضه ؟
جابر : اه كان فيهم واحد كهربائى وواحد سروجى  
حاتم : خلاص انا شايف المحل اللى جنب الورشه مقفول بقاله فتره طويله نشوف مين صاحبه ونأجره ويبقى مركز صيانه متعدد وتدوروا على واحد بتاع دوكو كمان معاكم وساعتها بقى تقدروا تعلموا خمسه سته من الشباب اللى معاكم والباقى سيبوهم على الله وعليا 
محروس : كلام حضرتك صح يا حاتم باشا وعين العقل واحنا موافقين عليه وتحت امرك مش كده يا جابر ؟ 
جابر : خلاص يا باشا احنا حنقعد نكتب كل العده اللى محتاجاها الورشه ونشوف باقى زمايلنا وحضرتك موضوع المحل التانى حنسيبه على الله وعليك 
حاتم : تمام شوفوا كل اللى محتاجينه وانا تحت امركم 
......................
اعتادت داليا على الخروج الى المولات يوميا وامتنعت تماما عن الذهاب للسوبر ماركت وكانت كل مساء تنتظر على لتصب عليه جام غضبها ومر عدة اشهر على هذا الحال حتى جاوزت العام والنصف وذات يوم حين دخولها الى الكافيه فى مول العالمية وجدت فى انتظارها مفاجاة اذهلتها !!!
وجدت حاتم جالسا على طاولة جانبية منعزلة تلاصق الحائط كانت تعتاد على الجلوس بها لمتابعة ما حولها فى صمت اثناء شرب القهوة لم تصدق عينيها اول الامر حاتم هنا ؟ وفى هذا المكان بالذات بعد ان تملك منها الياس ؟ لقد فقدت كل امل فى العودة لمصر ورؤيته مجددا ولكنها تراه الان امامها وفى هذا المكان بالذات هذه حقا معجزة !
اندفعت نحوه وكادت تحتضنه ولكنه اشار اليها بابتسامة لتجلس فى مواجهته متسائلة 
داليا : انا مش مصدقه عينيا انت جيت هنا امتى وازاى ؟ وبعدين ازاى دخلت الكافيه وده مخصص للحريم بس ؟ 
حاتم : كان لازم اشوفك انتى وحشتينى جدا بقالك مده طويله 
داليا : اااه يا حبيبى بقالى اكتر من سنه ونص انا كنت خلاص يئست 
حاتم : انا جيت مخصوص علشان اقول لك حاجه مهمه جدا 
داليا : هى ايه ؟
حاتم : بحبك 
شعرت داليا ان جسدها كله يرتعش ولم تصدق اذنيها وهزت راسها كأنما لتفيق قائلة 
داليا : انت قلت ايه ؟ انا زى ما اكون سمعت حاجه مش عارفه صح واللا غلط 
حاتم : بحبك بحبك اكتر من روحى وكل اللى عاوزك تعرفيه انى باحبك وانى ندمان انى ما اعترفتش بحبى قبل السفر وندمان انى سافرت اصلا وسيبتك 
داليا : ما تزعلش مش مهم كل اللى حصل مش مهم كل المهم انك اخيرا قلتلى الكلمه اللى كنت باعتبرها مستحيله وعاهدت نفسى ما اطلبهاش 
حاتم : الكلمه دى كان لازم اقولها يوم ما اتقابلنا اول مره فى النادى فى حفل الربيع 
حضر الجرسون ليسالها عن طلباتها فقالت لحاتم بدلال 
داليا : حتعزمنى على ايه يا حبيبى ؟ 
حاتم : اطلبى انتى اللى يعجبك 
داليا : ( للجرسون ) ادينا اتنين قهوه زياده بن محوج 
نظر اليها الجرسون بدهشة وسال للتاكيد 
الجرسون : اتنين يافندم ؟
داليا : ايوه وعاوزه قزازة ميه معدنيه كبيره وكبايتين 
ثم نظرت لحاتم بعشق قائلة 
داليا : عاوز حاجه تانيه يا حبيبى ؟
ابتسم حاتم بحب ولم يرد وانصرف الجرسون لياتيها بالطلبات ولكنه اتجه الى مدير الكافيه اولا قائلا 
الجرسون : على فكره يافندم الست اللى على ترابيزه 7 مش طبيعيه بتكلم نفسها 
المدير : خلى عينك عليها ولو لقيت اى قلق نادى الامن 
فى ذلك الوقت كانت داليا تحدث حاتم قائلة 
داليا : انا مش مهم عندى كل العذاب اللى شفته ومستعده اتحمل اكتر منه كفايه انك جنبى وصرحتلى بحبك 
حاتم : ياريت اقدر اكون جنبك 
داليا : انت جنبى دلوقت يا حبيبى 
مدت يديها لتمسك يديه ولكنها لمحت نظرة حزينة فى عينيه وغابت الابتسامة عن وجهه وقبل ان تتلامس ايديهما اختفى فجاة فشعرت بالذعر وتلفتت حول نفسها تبحث عنه فلمحت نظرات الخوف والارتياب فى عيون الجالسات من حولها واحست بالحرج وادركت انها كانت تحلم وتكلم نفسها فلملمت اغراضها وانصرفت 
.......................
ذهب حاتم لتناول العشاء فى المطعم المفضل لها وحجز نفس المائدة وطلب وضع بعض الشموع عليها مع عشاء خفيف لم يكن راغبا فى الطعام بقدر رغبته فى استعادة بعض ذكرياتهما السعيدة معا 
تلك الذكريات كانت اجمل ايام حياته التى اضاعها بتردده تذكر يوم حفل الربيع الذى كان اخر حفل يحضره فلم تعد لديه اى رغبة فى حضور الحفلات بل لم تعد لديه الرغبة فى الذهاب لاى مكان الا الاماكن التى جمعتهما معا 
شرد قليلا مع ذكرياته وفجأة ظهرت امامه هل هى حلم ام حقيقة ؟ كيف جاءت هنا وهى مسافرة لا يعرف لها طريقا ؟ كان حلما بالتاكيد وكان يدرك ذلك فى قرارة نفسه ولكنه مع ذلك شعر بفرحة طاغية وبعد فترة من الصمت نطق اخيرا بكلمة واحدة 
حاتم : بحبك 
ابتسمت ابتسامة حزينة شعر معها انها تعانى وحدها وقالت باسى 
داليا : استنيتك كتير قوى علشان تقولها 
حاتم : اسف انا عارف انى غلطان خبيت مشاعرى واترددت كتير خفت يكون حبك وهم لكن حبك كان الحقيقه الوحيده فى حياتى انا مخلوق فى الدنيا علشان احبك بحبك وندمان انى ما قلتهاش قبل سفرى بحبك وندمان حتى على سفرى 
داليا : مسامحاك يا حبيبى لكن تعبانه انا لوحدى وانت بعيد قوى عنى وحشتنى قوى 
حاتم : انتى كمان وحشتينى قوى نفسى المسك واخدك فى حضنى واعوضك عن العذاب اللى شفتيه 
داليا : وعرفت منين انى باتعذب ؟
حاتم : قلبى حاسس انك بتتعذبى لوحدك ومع الاسف مش قادر اوصل لمكانك علشان اخلصك من العذاب ده وافديكى بروحى وعمرى 
داليا : اهلى ظلمونى كلهم ظلمونى 
كانت تتكلم بحزن حتى انه شعر انها تبكى رغم انه لم يرى دموعها ولكنه شعر بها كجمرات من نار تكوى قلبه فقال باصرار 
حاتم : وحياة حبك وده اغلى حاجه عندى لازم كل اللى ظلمك يشوف الويل على ايدى ولو كان انا اقسم بحياتك انى لازم اخلص تارك وارد لك كل حقوقك حتى لو كان التمن عمرى 
داليا : عمرك وروحك اغلى عندى من الدنيا وما فيها ما يهمنيش حقوقى اللى راحت والظلم اللى شفته على ايديهم وما يهمنيش حتى العذاب اللى عايشاه دلوقت بسببهم كل اللى يهمنى انك تكون بخير وانى اشوفك تانى ولو بعد عمر طويل 
حاتم : حنتقابل يا داليا حنتقابل وساعتها حنعوض اللى فاتنا ونعيش فى سعاده لاخر يوم فى عمرنا 
عاودتها الابتسامة الحزينة وذهبت كما جاءت وكما ظهرت اختفت 
......................
عادت داليا الى منزلها ومشاعرها تتارجح بين الحزن والفرح لا تدرى اتحزن لحالها ام تفرح بزيارة طيف حبيبها التى بعثت فيها الامل والسعادة 
هل قال انه يحبها ؟ نعم قالها وكررها مرارا واكدها ولكن هل كان طيفه وهما نسجه خيالها المشتاق ام انه رسول من حبيبها يبلغها رسالة تبث فيها الطمأنينة والامل ؟
اخرجها من خواطرها دخول على الذى وصل الى البيت وجلس فى الصالة متململا فتجاهلته لانها لم تكن ترغب فى رؤيته او توبيخه اليوم الا انه بعد قليل اقترب من حجرة المعيشة التى تجلس فيها ووقف على الباب قائلا 
على : انا جايلى شغل تانى 
داليا : شغل ايه ده ؟
على : شغل احسن وبعموله اكبر 
داليا : ماشى روحه 
على : بس المشكله انه مش هنا ده فى الجنوب فى بلد اسمها القنفذه 
داليا : ايه ؟ دى فين دى ؟
على : دى فى الجنوب فى محافظة اسمها المظيلف وفيه سكن تبع الشركه برضه 
داليا : انا لا رايحه جنوب ولا شمال انا مش حاتحرك من مكانى لحد ما ارجع 
على : بس دى وظيفه احسن بكتير حرام تضيع مننا 
داليا : ما تضيعهاش روح وتعالى فى الاجازات يعنى انت هنا عامل ايه ؟ على الاقل ترحم نفسك من ضرب الجزم كل يوم 
على : لكن ده ممنوع ولو حد عرف حتبقى مشكله 
داليا : لو حد عرف يبقى يحلها ربنا روح انت مالكش دعوه وغور من وشى ماليش نفس الطشلك
#دماء_على_اوراق_الورود
#الجزء_الاول
بدات الامور تستقر مع حاتم بعد انتهاء القضية وخروج الجميع وبعدها دعا حاتم لاجتماع فى الكافيه حضره كل رؤساء اتحادات العمارات فى المربع السكنى واقترح عليهم تشغيل الشباب كأفراد امن للمربع وتوفير زى موحد واكشاك فى مداخل الشوارع الداخلة للمربع السكنى على ان يتم اشهار اتحاد للشاغلين فى المربع وتحرير عقود عمل للعاملين تحدد التزامات وحقوق الافراد وكان يهدف الى امرين 
اولا توفير الامن للمنطقة السكنية فى ظل الاضطراب الامنى 
ثانيا توفير فرص عمل للشباب وغيرهم بعد ذلك برواتب معقولة 
وبالفعل وافق الجميع على الاقتراح وتم ترشيح استاذ عبد الرحمن التربوى المتقاعد رئيسا لاتحاد الشاغلين ودكتور مصطفى امينا للصندوق وكان حاتم يشرف على عمل الافراد 
كانت الخطوة التالية الناجحة فى مسيرة حاتم هى زيارة الوفد الماليزى لمصر حيث استضافهم لمدة اسبوعين اصطحبهم فى جولات سريعة الى القاهرة والاسكندرية والفيوم وبعد زيارة الارض المخصصة للمشروع فى برج العرب قدم تعهدات بضمان مساهمتهم فى المشروع وتم الاتفاق فى النهاية على البدء فى تنفيذ المشروع .
ومرت الايام وبعدها شهور حتى مر على غياب داليا قرابة العامين وحاتم لازال على محاولاته للعثور على اى معلومات عنها بلا جدوى ولكنه قرر الانخراط فى العمل وانجاح المشروع حتى تعود لتجده لازال صلبا قادرا على تعويضها عما اصابها فى الغربة 
وفى صباح احد الايام استيقظ حاتم باكرا وابدل ملابسه استعدادا للخروج وكانت سعديه تمارس عملها فى الطابق الاسفل 
حاتم : مش عاوزه حاجه منى يا سعديه قبل ما انزل ؟ 
سعديه : بعد اذنك يا استاذ حاتم بكره الخميس كنت عاوزه اخد اجازه واشتغل الاتنين بداله 
حاتم : عادى يا سعديه براحتك انتى عندك حاجه مهمه ؟ 
سعديه : ايوه مهمه قوى اصل عقبال عندك بكره جاى لنا ناس يتقدموا لمديحه بنتى 
حاتم : معقول مديحه الصغيره دى كبرت وبتتخطب ؟ 
سعديه : مين اللى صغيره يا بيه ؟ مديحه دلوقت عشرين سنه العمر بيجرى 
حاتم : بسم الله ما شاء الله طيب انتى كان واجب تاخدى النهارده كمان اجازه علشان تلحقى توضبى بيتك يمكن قرايبك ييجوا بدرى تكونى جاهزه 
سعديه : قرايب مين يا بيه ؟ احنا مالناش حد انا الصبح حاوضب البيت والناس حييجوا الساعه سته 
حاتم : معقول ؟ يعنى ماحدش من اهلك جاى خالص ؟ 
سعديه : يا بيه مالناش غير ربنا وبعدين انا بمية راجل ما تخافش عليا 
حاتم : طيب اسمعى يا سعديه الناس لما يلاقوا ست لوحدها ممكن ييجوا عليها فى الاتفاق بعد اذنك ممكن تعتبرينى ابنك واجى احضر القعده معاكى ؟
سعديه : انت بتتكلم جد يا بيه ؟ معقول حتيجى تقعد مع الناس ؟ 
حاتم : ده اذا سمحتيلى اكون ابنك واخو مديحه 
سعديه : ده شرف كبير يا بيه دى زيارتك دى اغلى عندى من خطوبة مديحه 
حاتم : لالالا اسمعى انا حاجى بس مش ضيف انا جاى بيتى وبيت امى واختى . اسمعى انتى اكيد حتحتاجى فلوس علشان مصاريف العزومه ياريت ما تقوليش لا 
واخرج من جيبه مبلغا من المال اخذته منه قائلة 
سعديه : انا مش قادره اقول لا المره دى لكن ياريت تعتبره سلفه 
حاتم : لا انا حاعتبره هديه منى لمديحه واظن دى ما فيهاش حاجه 
سكتت وهى تعرف انه محق وانها تحتاج للكثير جدا واودعت النقود فى حقيبتها دون ان تحصيها فقال حاتم 
حاتم : انتى تقدرى تروحى دلوقت وانا حاجيلك بكره الساعه اتناشر الضهر علشان نتفق على الكلام اللى حنقوله 
انصرف حاتم الى مكتبه وعاد اخر اليوم الى الكافيه لينادى عمرو الجرسون 
حاتم : تعالى يا عمرو عاوزك 
عمرو : تحت امرك يا حاتم بيه 
حاتم : انت متجوز يا عمرو ؟
عمرو : ايوه يا باشا من سنه 
حاتم : كويس كنت عاوز اخد فكره عن الاتفاقات فى المناطق الشعبى العريس بيجيب ايه والعروسه عليها ايه كده يعنى 
.....................
فى اليوم التالى ذهب الى بيت سعديه مبكرا وقد كون فكرة جيدة عن اتفاقات الزواج ولم تكن سعديه موجودة بالمنزل واستقبلته مديحه بترحاب وادخلته الى الصالون 
مديحه : منور بيتك يا استاذ حاتم الصراحه انا فرحت قوى لما امى قالت انك حتجيلنا النهارده علشان تقابل الناس معانا اهو كده بقالنا راجل نتسند عليه 
حاتم : انا برقبتى يا مديحه هى امك حتغيب ؟
مديحه : لا هى قالت قبل اتناشر حتكون رجعت تحب تشرب قهوه ؟
حاتم : لو بتعرفى تعمليها زى امك ماشى بس قبل القهوه اقعدى عاوز اتكلم معاكى كلمتين قبل ما امك تيجى 
جلست مديحه قائلة 
مديحه : خير يا استاذ حاتم ؟ على فكره حتى لو امى موجوده انا عمرى ما خبيت عنها حاجه 
حاتم : خبيتى ايه ؟ هو انا قلت مخبيه حاجه ؟ انا عاوز اسالك عن العريس 
مديحه : ماله ؟ ده شاب من منطقتنا هنا راجل متدين واخلاقه كويسه واهله ناس طيبين بس ده كل اللى اعرفه عنه 
حاتم : يعنى ما تعرفيهوش قبل كده ؟ ما اتكلمتوش مع بعض ؟
مديحه : لا والله يا استاذ حاتم عمرها ما حصلت لا هو ولا غيره هو انا بتاعة الكلام ده ؟ 
حاتم : انا مش قصدى حاجه يا مديحه انا اقصد يمكن طلب يكلمك علشان يعرف رايك قبل ما يتقدم 
مديحه : ابدا والله دى واحده جارتنا كلمت امى وبعدها امه جت زارتنا واتفقت مع امى ان الرجاله حييجوا النهارده يتقدموا رسمى ده كل الموضوع 
حاتم : مصدقك بس كنت عاوز اعرف انتى ايه رايك فى العريس ؟ 
مديحه : صراحه هو ما يتعيبش اخلاقه عاليه ومتدين ومحترم واهله ناس طيبين ووظيفته معقوله وكمان شكله كويس وسنه مناسب شاب لسه ما كملش التلاتين 
حاتم : طيب يعنى انا شايف فيه قبول يبقى على خيرة الله قومى بقى اعملى القهوه 
وصلت سعديه ورحبت بحاتم وسالها مباشرة 
حاتم : قوليلى بقى انتى عامله حسابك على ايه ؟
سعديه : والله يا بيه انت عارف ظروفنا ومافيش حاجه مستخبيه عليك انا ما عنديش مقدره الا الحاجات اللى جبتها الهدوم وحاجة المطبخ 
حاتم : بس فيه حاجات عليكى المفروض تيجى 
سعديه : يا بيه دى امكانياتنا ان كانوا موافقين ويشيلوا الشيله ماشى مش موافقين ادى الله وادى حكمته
حاتم : طيب اسمعينى قبل ما تيجى مديحه انتى مش شايفه ان لما يشيلوا الشيله لوحدهم حترخصى بنتك ولو رفضوا حتميلى بختها ؟
سعديه : يعنى بايدى ايه اعمله اكتر من اللى عملته ؟ 
حاتم : طيب اسمعى بقى علشان ده وقت الجد زمان لما المرحوم عامر اتوفى رفضتى انى اعمل له معاش واساعدك وصممتى تشتغلى واخدتك عزة النفس وانا ايامها كنت لسه صغير وما قدرتش اقنعك وقلت ماشى خليها براحتها وخليتك تيجى شقتى علشان ما تتبهدليش وده الى قدرت عليه وقتها لكن دلوقت الوضع مختلف ده مستقبل بنتك وحياتها ومساعدتى ليكى ما تقللش ابدا منك . عم عامر الله يرحمه كان سواق المرحوم والدى سنين طويله وهو اللى علمنى السواقه ويعتبر مربينى وانا باعتبر نفسى زى ابنك انا باقول سعديه كده تعود انما ربنا العالم معزتك زى امى ومديحه دى اختى وانتم ليكم حقوق فى رقبتى 
سعديه : حضرتك تقصد ايه يا بيه ؟
حاتم : اقصد ان اللى ناقص لمديحه انا حاكمله والتزم بيه وطالما الراجل اخلاقه كويسه وحيحافظ عليها يبقى على خيرة الله  والكلام ده مش حاقبل تراجعينى فيه انا مصمم ومش حاقول اسيبك على راحتك 
سعديه : انا اسفه يا بيه مش حاقدر اقبل صدقه من حد 
قام حاتم وقال بحزن 
حاتم : يبقى انتى كده بتطردينى ومش معتبرانى ابنك 
سعديه : ماعاش اللى يطردك ده بيتك وكرامتك محفوظه وربنا العالم بمعزتك عندنا 
حاتم : انا مش حاسس بكده ولا حاسس انه بيتى زى ما بتقولى 
سعديه : طيب بس اقعد يا بيه حقك عليا انت عارف ان عامر الله يرحمه مات وسابلى بنتى عشر سنين تعبت وشقيت عليها علشان اربيها بعرقى ولا كان جنبى خال ولا عم ولا اى قريب يسندنى واتعودت اشيل الحمل لوحدى 
حاتم : انا عارف ان عزة نفسك كبيره بس ده واجب عليا دى مش صدقه المرحوم عامر مات فى حادثه قضاء وقدر يعنى كان فى شغله وله حقوق على اصحاب الشغل غير انه فضل سواق والدى سنين طويله واى موظف من حقه معاش ومكافاة نهاية خدمه اعتبرى دى مكافاة نهاية الخدمه لعم عامر وجت فى وقتها بلاش كده النبى قبل الهديه اعتبرى دى هديتى لاختى وما تزعلينيش 
سعديه : غلبتنى بذوقك يا استاذ حاتم اللى تشوفه صح ولمصلحة مديحه اعمله واحنا تحت جناحك 
حاتم : ايوه كده علشان نفرح يبقى لو العريس كويس وجاهز نعجل بالفرح واللا ايه رايك ؟
سعديه : خلاص يا استاذ حاتم اعتبر نفسك راجلنا والراى كله ليك



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close