رواية كيف اعيش معك الفصل الحادي عشر 11 بقلم حسناء محمود
الحلقه الحاديه عشر
لمار بصوت متردد : الو ؟
المتصل : اخيرا فتحتيه
لمار باستغراب : اسامه ؟
اسامه : ههههههه ايه دا عرفتينى بسرعه دى دا انا صوتى معلق معاكى بقى
لمار باحراج : لا انا اصلا الاصوات بتعلق معايا بسرعه ع طول
اسامه : اممم ماشى ياقمر ايه رأيك فى المفجأه دى
لمار : حلو اوى الورد عرفت منين ان دا اللى بحبه ؟
اسامه : ملكيش دعوه عرفت وخلاص المهم انه عجبك
لمار : بس انا مش هقدر اقبل الموبايل واكيد هشوفك عشان تاخده
اسامه باستغراب : ليه كده ؟
لمار : عشان الموبايل غالى اوى ومينفعش اقبله منك لو ع ورد ماشى شكرا
اسامه بعتاب : كده برده تزعلينى ؟
لمار : معلش يا اسامه والله صعب
اسامه : صعب بس مش مستحيل وبعدين اعتبريه عربون صداقه بينا ايه المشكله دا حتى الرسول قبل الهديه
تنهدت لمار : عليه الصلاه والسلام لو على الصداقه احنا خلاص بقينا صحاب من غير هدايا
اسامه : لا انا مصمم وحتى عشان اعرف اطمن عليكى من وقت للتانى ممكن متزعلنيش بقى ؟
لمار باحراج : ماشى يا اسامه شكرا اوى على الهديه الجميله دى
اسامه : انتى اجمل من الف هديه
لمار : ربنا يخليك
اسامه : شكلك تعبانه انتى لسه جايه ولا ايه ؟
لمار : اه جيت من شويه
اسامه : خلاص اسيبك تنامى بقى واكملك الصبح تصبحى على الف خير
لمار : وانت من اهله
تنفست لمار العداء فلقد خافت كثيرا ان تكون هذه الهديه من احد يعرفها ويخبر عمها عن مكان وجودها
ولكن لماذا هذا الاهتمام المفاجئ يا اسامه
ليس مفاجئ يا لمار فأنت تعرفين جيدا من اول مره رأكى فيها وهو مهتم لامرك
ولكن على ان اقف الامور عند حدودها انا لن استمر فى هذا البيت كثيرا فلقد اقترب وقت الرحيل
امور ماذا انه فقط يطلب صداقتك وما المشكله فى ذلك اهذه اول مره يكون لك اصدقاء فلتعتبريه تعويضا من الله على كثير خسريته
ذهبت لمار فى سبات عميق بعد تفكير كثير ككل ليله
-----------------------------------------------------------------------
كان عمر من شده غضبه يشعر انه يجلس فى باطن بركان
توجه للاستحمام لعله يهدأ من هذه الافكار
نزلت المياه على رأسه كالتى نزلت على اناء به زيت شديد الغليان تخيل انه سمع صوت ارتطام المياه برأسه
ولكنها لم تستطع ايقاف افكاره بل جعلتها سيلا ينهال عليه اكثر
ترى من الذى ارسل لها تلك الهديه
ايعقل ان يكون هو ؟ ايكون اسامه ؟ نعم ومن غيره تعرفه لمار
الن تكف يا اسامه عن افعالك السخيفه ف انت بالكاد ترى اى فتاه فورا توقعها فى حبالك وتتركها كغيرها
ولكن لا لن اتركها له فانا الاولى منه بها انا الذى احبها وليس هو
لمار لى انا فقط
وسأخذها بأى طريقه كانت
------------------------------------------------------------------------
فرحت سلمى كثيرا عندما رجعت لبيتها ووجدت صغيرها وزوجها ينتظراها اخذتهم فى حضنها وحمدت الله كثيرا فكانت هذه احدى امنياتها منذ الصغر
سلمى بفرحه : الحمد لله انه رجع بالسلامه
ممدوح مقبله اياها ع جبينها : حمد الله على سلامتكوا انتوا الاتنين
الداده : زى القمر تصدقوا شكل عمر
ممدوح : هههههه الحمد لله انه طالع لعمه اهو احلى من ابوه
سلمى : بس ابوه عنده اطيب قلب فى الدنيا
ممدوح : ربنا يخليكوا ليا
سلمى للداده : هى لمار كل دا لسه مجتش ؟
الداده : لا جت بس ياعينى مرهقه خالص وطلعت تنام وقالت هتشوفكوا الصبح
سلمى : انا مش عارفه ايه خلاها تستنى ومتجيش معانا فى عربيه عمر
الداده بتفكير : والله منا عارفه
ممدوح : اكيد اتخانقوا كالعاده من يوم ما جت وهما ناقر ونقير هبقى اشوف عمر بكره
سلمى : ههههههههه اهو عمر دا مش بيبطل خناق مع اى حد
الداده : ربنا يهديه يلا يا بنتى هاتى انتى اسر وريحى شويه
سلمى : لا ياداده سبيه معايا
الداده : لا لازم ننيمه فى اوضته عشان ييتعود ينام من غير ما حد يشيله ويريحك بعد كده
سلمى بقلق : بس هنسيبه لوحده
االداده : لا انا هنام معاه فى الاوضه ولو احتاج يرضع هاجى اصحيكى
ممدوح : كتر خيرك يا ست الكل
الداده بابتسامه : عيب يابنى دا حفيدى واعز من الولد ولد الولد
سلمى : ربنا يخليكى لينا كلنا
-----------------------------------------------------------------------
استيقظ كل من فى الفيلا بحال مختلف عن الاخر فمنهم الفرح والمتفائل والمترقب والغاضب فى حين ان الداده وسلمى كانوا ع وشك النوم بسبب بكاء الطفل الصغير طوال الليل
نزل عمر الى مكتبه ليجلب بعض الاوراق قبل ذهابه لشركته فسمع طرقات على الباب فأذن للطارق بالدخول
ممدوح : صباح الخير يا عمو
عمر بابتسامه : صباح النور يا بابا
ممدوح : هههههه لا شكل الواد هيقولك انت يا بابا دا شكلك خالص يا عمر
عمر بزهو : اكيد سلمى اتوحمت عليا عشان اانا احلى منك
ممدوح : ههههههه لا دا انت شكلك رايق على الصبح
عمر : ولا رايق ولا حاجه ياخويا عندى شويه مشاكل فى الشركه وعايز اخلص منها
ممدوح بجديه : مش عايز اى مساعده
عمر : لا ان شاء الله كل حاجه هتتحل سلمى كويسه ؟
ممدوح :الحمد لله نفسيتها بقت احسن لما جت هنا
عمر : طيب الحمد لله
ممدوح : بس اسر منيمهاش طول الليل ياعينى
عمر : معلش فى الاول بس ايه كنت عايز حاجه ؟
ممدوح : اممم قولى ايه بينك وبين لمار
عمر بتوتر : بينى وبين لمار ازاى !
ممدوح : شكلكوا متخانقين ومتقولش لاء انا عرفت انها مرضتش تركب معاكوا وانتوا راجعين من المستشفى
عمر وقد رفع حاجبه : وافرض اننا متخانقين اعمل ايه يعنى ؟
ممدوح : ياخى حرام عليك بطلوا منقاره بقى
عمر : هى من بقيه اهلى عشان اتناقر معاها وبعدين واحده ومش عايزه تركب عربيتى انزل ابوس رجلها يعنى
ممدوح : بص من غير كلام كتير انا بقولك البنت دى امانه فى رقبتنا ولازم نتعامل معاها احسن من كده
زفر عمر بشده : طيب يا ممدوح حاضر هبقى اتحايل عليها بعد كده
ممدوح وربت على كتفه : انا مش قصدى ياخويا هى لجأت لينا بعد ربنا ميبقاش دى المعامله احنا طول عمرنا رجاله واللى يتحما فينا بننجده ولا ايه
عمر : معاك حق
ممدوح : انا قولت برده عمر راجل وقلبه طيب وهيسمع كلامى يلا انا همشى عشان ورايا شغل كتير وهى زمانها نازله لو تقدر توصلها بالعربيه عشان السواق مش موجود انهارده
يبقى كتر خيرك
قال ممدوح هذه الجمله وخرج مسرعا قبل ان يعطى فرصه لعمر للاعتراض
----------------------------------------------------------------------
استعدت لمار للذهاب الى عملها ارتدت الملابس الرقيقه التى تزيدها اشراقا وجمالا حيث ان اللون الازرق عليها يزيد من جمال عيناها وبريقهما
نزلت لمار من غرفتها وانتظرت ممدوح فى الصاله حتى تذهب مع الى المستشفى
انتظرت كثيرا لكنه لم ينزل خمنت انه لن يذهب اليوم
قررت الخروج لترى اذا كان السائق فى انتظارها
ذهبت لمار للجراج فلم تجد اى سياره لهم
مطت شفتيها وقالت فى نفسها : شكلك هتتمرمطى انهارده يا لمار
توجهت لمار الى البوابه ولكنها وجدت عمر يقف جنب سيارته
ابعدت عيناها عنه واكملت طريقها ولكن استوقفه صوتها
لمار !
وقفت قليلا متردده قبل ان تدير وجهها له ثم نظرت له وردت ببرود : نعم ؟
عمر بهدوء تام : تعالى هوصلك للمستشفى
لمار : لا شكرا انا عارفه طريقى كويس
عمر : تعالى يا لمار يلا عشان منتاخرش
لمار : قولتلك شكرا انا هروح لوحدى
لم تعلم لمار كيف انتقل عمر اليها فى خلال ثانيه من الزمن واقترب منها كثيرا ثم قال بنفاذ صبر : بقولك ايه انا مش ناقص كل شويه حد يقولى مزعل الست هانم ليه انا مش فاضى للعب العيال دا
اركبى معايا خلينى اوصلك واخلص
دمعت عينا لمار بعد انا شعرت بكم الاهانه فى صوته وكلامه ولم تستطع السيطره عليها فترقرت داخل عيناها الجميلاتان مما زادها براءه ورقه
رق قلب عمر لها وقال فى حنان : انتى بتعيطى انا اسف مقصدش
مسحت لمار عيناها بغضب وردت عليه : لا طبعا وانا هعيط عشانك ولا ايه
رفع عمر يده الى عيناها ومسح ما تبقى من دموعها قائلا : والدموع دى مش عياط بقى
نظرت له لمار غاضبه ولم تستطع الرد فهى حقا دموعها التى تكره ان تنزل امام احد
قال عمر بجديه : بصى يا لمار متزعليش من كلامى بس انا كنت فاكر اننا صحاب ولو حصل حاجه بينا مفروض محدش يتدخل فيها مش معقول تقولى لممدوح انك زعلانه
وهو يجى يزعقلى زى الطفل الصغير
قاطعته لمار بسرعه : انا مقولتش حاجه لحد
عمر باستغراب : اومال ممدوح عرف منين
قالت لمار فى طفوليه : معرفش بس اانا مقولتش لو مش مصدق انت حر
ابتسم عمر للهجتها : طيب خلينا نعمل اتفاق احنا نبقى صحاب ومنزعلش بعض ومندخلش حد بينا موافقه ؟
لمار : انا مزعلتكش انت اللى زعلتنى
عمر بعتاب : انا كنت خايف عليكى ع فكره ايه مش من حق الصاحب يخاف ع صاحبه ؟
لمار : ايوه بس اللى انت عملته مينفعش يبقى بين صحاب
عمر باحراج : انا اسف عايزك تنسى الموضوع دا ونبدا صفحه جديده ممكن
لمار بتفكير : ماشى
عمر : صافى يا لبن ؟
ابتسمت لمار : شيكولاته باللبن
عمر : لا اسمها حليب يا قشطه انتى هتخمى
لمار : لا انا بحب الشيكولاته اكتر
عمر : ماشى يلا بقى اتاخرنا اركبى
لمار بمزاح : لا انا عارفه طريقى برده مش عايزه منك حاجه
عمر ونكزها ف ذراعها : يلا يا بت من هنا انا هتحايل عليكى ولا ايه
ثانيه واحده والاقيكى فى العربيه
ضحكت لمار ثم توجهت الى سياره عمر وتوجها معا الى المستشفى
وفى الطريق الى المستشفى
عمر : شوفتى اسر ولا لسه ؟
لمار : لا لسه جيت تعبانه من الشغل ونمت هشوفه لما ارجع ان شاء الله
عمر بزهو : بيقولوا انه شكلى
لمار : ايه دا يعنى وحش ؟
عمر : نعم ؟ طب دا انا حتى قمر
لمار واخرجت لسانها له : قمر بالستر
عمر متصنع الغصب : طب تصدقى انا غلطان انى قولتلك نبقى صحاب يلا خاصمى
ضحكت لمار كثيرا فأسرت قلب عمر اكثر بضحكتها
ابتسم عمر لها : بس حلو الطقم دا عليكى البسى البالطو كده خلينى اشوفك وانتى دكتوره
لمار : هههههه ماشى وانا نازله بقى
عمر : ماشى يا دكتوره ولو انك صغيره ع لقب دا
لمار ورفعت نفسها : لا انا كبيره اهو
عمر : ماشى يلا وصلنا اتفضلى يا دكتوره
ابتسمت لمار : ماشى شكرا
عمر : هخلص شغلى واجى اخدك اوعى تمشى
لمار : ماشى يلا ربنا معاك
عمر : ومعاكى
بحبك يا لمار
قالها بعد انا ابتعدت عنه وتمنى لو انها تسمعها وتعلم ما فى قلبه ولكن صبرا يا عمر فلقد اتممت اول خطوه
------------------------------------------------------------------------
دخلت لمار الى المشفى وسجلت حضورها ثم الى الصيدليه لتبدأ عملها اليومى
وجدت الصيدليه مغلقه ها هى سهام لم تأت بعد كعادتها دائما متأخره
فتحت لمار الباب وقبل ان تدخل
دكتوره لمار
التفت لمار للمنادى فوجدته امجد : ايوه يا دكتور
امجد بابتسامه واسعه : صباح الجمال
لمار : صباح النور
وقف امجد ينظر لها من رأسها حتى اخمص قدميها ولازلت تلك الابتسامه على وجهه
استغربت لمار لموقفه فسألته : فى حاجه يا دكتور
امجد وافاق كمن القى عليه دلو مياه بارده : ها لا ابدا دا انا كنت معدى وقولت اصبح عليكى
ابتسمت لمار ابتسامه صفراء : ماشى يا دكتور بعد اذنك
دخلت لمار ولم تلبث دقيقه حتى وصلت سهام
سهام : صباح الفل
لمار : ياصباح التأخير
سهام : هههههه اعمل ايه يعنى المستشفى بعيد
لمار : انزلى بدرى زى ما انا بعمل ياختى
سهام : جيت انزل بدرى الحجه حلفت بالله منا نازله غير لمار تجهز لينا الفطار
ورفعت سهام كيس ابيض فى يدها امام لمار
قائله : يلا بينا نفطر بقى انا واقعه من الجوع
لمار : هههههه انتى مش هتبطلى طفاسه ابدا بس طنط دى حبيبتى والله مفروض الفطار ليا انا بس
سهام : نعم يا اختى دا انا اموتك
لمار : يا ساتر يارب طيب يلا بسرعه بقى عشان عندنا شغل كتير انهارده
-------------------------------------------------------------------------
وفى مكتب عمر
سعد : اسامه ابن عمك دا مبيعتقش
عمر بغيظ : مش هيتغير ابدا يارتنى ما خليته يشوفها
سعد : مش للدرجه يابنى وبعدين لمار محترمه معتقدش انها هتوافق بيه
عمر : تلاقيه عامل قدامها الملاك البرئ وهى اصلا اللى ملاك وقلبها ابيض
سعد بمزاح : يا زيدى يا زيدى واخيرا شوفتك واقع لشوشتك
عمر : ياخى اتلهى وشوفلى حل
سعد : اممم ولا حل ولا حاجه انت كده ماشى كويس معاها بطل بس عصبيه ورخامه وخليكوا اصحاب وقرب منها واحده واحده
عمر بتفكير : منا قولت هعمل كده بس قلقان من اسامه
سعد : خليها تثق فيك وتحكيلك تحركاته معاها واحنا هنعرف نتصرف
عمر : تفتكر ؟
سعد : ايوه مفيش حل غير كده
عمر : ماشى لما نشوف يلا خلينا نشوف شغلنا قولى هنعمل ايه فى الشحنه الجايه
------------------------------------------------------------------------
اكملت لمار وسهام عملهما حتى جاء لها ممدوح واعتذر على عدم ايصالها هذا اليوم بسبب تعجله لشئ مهم
وفى منتصف اليوم سمعت لمار تليفونها والتى كادت ان تنسى انه معها
لمار : الو
اسامه : صباح الخير
لمار بمزاح : صباح ايه احنا بعد الضهر نموسيتك كحلى
اسامه : هههههه اعمل ايه كان ورايا شغل طول الليل
ونظر بجواره الى تلك الفتاه بجواره يظهر نصف جسدها عاريا !
اه يا لمار لو تعرفى ما هو العمل الذى يتحدث عنه
لمار : ربنا معاك
اسامه : انتى فى الشغل دلوقتى ؟
لمار : اه
اسامه : طب ايه رأيك افوت عليكى ونتغدى سوا انهارده ؟
تفجأت لمار بطلبه وتذكرت فورا ان عمر سوف يأخذها بعد انتهاء عملها ولكن ماذا تفعل
لمار بتردد : اه ماشى طب ما تخليها بكره
اسامه بنبره حانيه : لا اصلك وحشتينى وعايز اشوفك انهارده
لم تعرف لمار بماذا ترد ولكن وجدت نفسها تقول له : ماشى هستناك بعد الشغل
اغلقت لمار معه وسرحت بماذا ستفعل مع عمر !
لمار بصوت متردد : الو ؟
المتصل : اخيرا فتحتيه
لمار باستغراب : اسامه ؟
اسامه : ههههههه ايه دا عرفتينى بسرعه دى دا انا صوتى معلق معاكى بقى
لمار باحراج : لا انا اصلا الاصوات بتعلق معايا بسرعه ع طول
اسامه : اممم ماشى ياقمر ايه رأيك فى المفجأه دى
لمار : حلو اوى الورد عرفت منين ان دا اللى بحبه ؟
اسامه : ملكيش دعوه عرفت وخلاص المهم انه عجبك
لمار : بس انا مش هقدر اقبل الموبايل واكيد هشوفك عشان تاخده
اسامه باستغراب : ليه كده ؟
لمار : عشان الموبايل غالى اوى ومينفعش اقبله منك لو ع ورد ماشى شكرا
اسامه بعتاب : كده برده تزعلينى ؟
لمار : معلش يا اسامه والله صعب
اسامه : صعب بس مش مستحيل وبعدين اعتبريه عربون صداقه بينا ايه المشكله دا حتى الرسول قبل الهديه
تنهدت لمار : عليه الصلاه والسلام لو على الصداقه احنا خلاص بقينا صحاب من غير هدايا
اسامه : لا انا مصمم وحتى عشان اعرف اطمن عليكى من وقت للتانى ممكن متزعلنيش بقى ؟
لمار باحراج : ماشى يا اسامه شكرا اوى على الهديه الجميله دى
اسامه : انتى اجمل من الف هديه
لمار : ربنا يخليك
اسامه : شكلك تعبانه انتى لسه جايه ولا ايه ؟
لمار : اه جيت من شويه
اسامه : خلاص اسيبك تنامى بقى واكملك الصبح تصبحى على الف خير
لمار : وانت من اهله
تنفست لمار العداء فلقد خافت كثيرا ان تكون هذه الهديه من احد يعرفها ويخبر عمها عن مكان وجودها
ولكن لماذا هذا الاهتمام المفاجئ يا اسامه
ليس مفاجئ يا لمار فأنت تعرفين جيدا من اول مره رأكى فيها وهو مهتم لامرك
ولكن على ان اقف الامور عند حدودها انا لن استمر فى هذا البيت كثيرا فلقد اقترب وقت الرحيل
امور ماذا انه فقط يطلب صداقتك وما المشكله فى ذلك اهذه اول مره يكون لك اصدقاء فلتعتبريه تعويضا من الله على كثير خسريته
ذهبت لمار فى سبات عميق بعد تفكير كثير ككل ليله
-----------------------------------------------------------------------
كان عمر من شده غضبه يشعر انه يجلس فى باطن بركان
توجه للاستحمام لعله يهدأ من هذه الافكار
نزلت المياه على رأسه كالتى نزلت على اناء به زيت شديد الغليان تخيل انه سمع صوت ارتطام المياه برأسه
ولكنها لم تستطع ايقاف افكاره بل جعلتها سيلا ينهال عليه اكثر
ترى من الذى ارسل لها تلك الهديه
ايعقل ان يكون هو ؟ ايكون اسامه ؟ نعم ومن غيره تعرفه لمار
الن تكف يا اسامه عن افعالك السخيفه ف انت بالكاد ترى اى فتاه فورا توقعها فى حبالك وتتركها كغيرها
ولكن لا لن اتركها له فانا الاولى منه بها انا الذى احبها وليس هو
لمار لى انا فقط
وسأخذها بأى طريقه كانت
------------------------------------------------------------------------
فرحت سلمى كثيرا عندما رجعت لبيتها ووجدت صغيرها وزوجها ينتظراها اخذتهم فى حضنها وحمدت الله كثيرا فكانت هذه احدى امنياتها منذ الصغر
سلمى بفرحه : الحمد لله انه رجع بالسلامه
ممدوح مقبله اياها ع جبينها : حمد الله على سلامتكوا انتوا الاتنين
الداده : زى القمر تصدقوا شكل عمر
ممدوح : هههههه الحمد لله انه طالع لعمه اهو احلى من ابوه
سلمى : بس ابوه عنده اطيب قلب فى الدنيا
ممدوح : ربنا يخليكوا ليا
سلمى للداده : هى لمار كل دا لسه مجتش ؟
الداده : لا جت بس ياعينى مرهقه خالص وطلعت تنام وقالت هتشوفكوا الصبح
سلمى : انا مش عارفه ايه خلاها تستنى ومتجيش معانا فى عربيه عمر
الداده بتفكير : والله منا عارفه
ممدوح : اكيد اتخانقوا كالعاده من يوم ما جت وهما ناقر ونقير هبقى اشوف عمر بكره
سلمى : ههههههههه اهو عمر دا مش بيبطل خناق مع اى حد
الداده : ربنا يهديه يلا يا بنتى هاتى انتى اسر وريحى شويه
سلمى : لا ياداده سبيه معايا
الداده : لا لازم ننيمه فى اوضته عشان ييتعود ينام من غير ما حد يشيله ويريحك بعد كده
سلمى بقلق : بس هنسيبه لوحده
االداده : لا انا هنام معاه فى الاوضه ولو احتاج يرضع هاجى اصحيكى
ممدوح : كتر خيرك يا ست الكل
الداده بابتسامه : عيب يابنى دا حفيدى واعز من الولد ولد الولد
سلمى : ربنا يخليكى لينا كلنا
-----------------------------------------------------------------------
استيقظ كل من فى الفيلا بحال مختلف عن الاخر فمنهم الفرح والمتفائل والمترقب والغاضب فى حين ان الداده وسلمى كانوا ع وشك النوم بسبب بكاء الطفل الصغير طوال الليل
نزل عمر الى مكتبه ليجلب بعض الاوراق قبل ذهابه لشركته فسمع طرقات على الباب فأذن للطارق بالدخول
ممدوح : صباح الخير يا عمو
عمر بابتسامه : صباح النور يا بابا
ممدوح : هههههه لا شكل الواد هيقولك انت يا بابا دا شكلك خالص يا عمر
عمر بزهو : اكيد سلمى اتوحمت عليا عشان اانا احلى منك
ممدوح : ههههههه لا دا انت شكلك رايق على الصبح
عمر : ولا رايق ولا حاجه ياخويا عندى شويه مشاكل فى الشركه وعايز اخلص منها
ممدوح بجديه : مش عايز اى مساعده
عمر : لا ان شاء الله كل حاجه هتتحل سلمى كويسه ؟
ممدوح :الحمد لله نفسيتها بقت احسن لما جت هنا
عمر : طيب الحمد لله
ممدوح : بس اسر منيمهاش طول الليل ياعينى
عمر : معلش فى الاول بس ايه كنت عايز حاجه ؟
ممدوح : اممم قولى ايه بينك وبين لمار
عمر بتوتر : بينى وبين لمار ازاى !
ممدوح : شكلكوا متخانقين ومتقولش لاء انا عرفت انها مرضتش تركب معاكوا وانتوا راجعين من المستشفى
عمر وقد رفع حاجبه : وافرض اننا متخانقين اعمل ايه يعنى ؟
ممدوح : ياخى حرام عليك بطلوا منقاره بقى
عمر : هى من بقيه اهلى عشان اتناقر معاها وبعدين واحده ومش عايزه تركب عربيتى انزل ابوس رجلها يعنى
ممدوح : بص من غير كلام كتير انا بقولك البنت دى امانه فى رقبتنا ولازم نتعامل معاها احسن من كده
زفر عمر بشده : طيب يا ممدوح حاضر هبقى اتحايل عليها بعد كده
ممدوح وربت على كتفه : انا مش قصدى ياخويا هى لجأت لينا بعد ربنا ميبقاش دى المعامله احنا طول عمرنا رجاله واللى يتحما فينا بننجده ولا ايه
عمر : معاك حق
ممدوح : انا قولت برده عمر راجل وقلبه طيب وهيسمع كلامى يلا انا همشى عشان ورايا شغل كتير وهى زمانها نازله لو تقدر توصلها بالعربيه عشان السواق مش موجود انهارده
يبقى كتر خيرك
قال ممدوح هذه الجمله وخرج مسرعا قبل ان يعطى فرصه لعمر للاعتراض
----------------------------------------------------------------------
استعدت لمار للذهاب الى عملها ارتدت الملابس الرقيقه التى تزيدها اشراقا وجمالا حيث ان اللون الازرق عليها يزيد من جمال عيناها وبريقهما
نزلت لمار من غرفتها وانتظرت ممدوح فى الصاله حتى تذهب مع الى المستشفى
انتظرت كثيرا لكنه لم ينزل خمنت انه لن يذهب اليوم
قررت الخروج لترى اذا كان السائق فى انتظارها
ذهبت لمار للجراج فلم تجد اى سياره لهم
مطت شفتيها وقالت فى نفسها : شكلك هتتمرمطى انهارده يا لمار
توجهت لمار الى البوابه ولكنها وجدت عمر يقف جنب سيارته
ابعدت عيناها عنه واكملت طريقها ولكن استوقفه صوتها
لمار !
وقفت قليلا متردده قبل ان تدير وجهها له ثم نظرت له وردت ببرود : نعم ؟
عمر بهدوء تام : تعالى هوصلك للمستشفى
لمار : لا شكرا انا عارفه طريقى كويس
عمر : تعالى يا لمار يلا عشان منتاخرش
لمار : قولتلك شكرا انا هروح لوحدى
لم تعلم لمار كيف انتقل عمر اليها فى خلال ثانيه من الزمن واقترب منها كثيرا ثم قال بنفاذ صبر : بقولك ايه انا مش ناقص كل شويه حد يقولى مزعل الست هانم ليه انا مش فاضى للعب العيال دا
اركبى معايا خلينى اوصلك واخلص
دمعت عينا لمار بعد انا شعرت بكم الاهانه فى صوته وكلامه ولم تستطع السيطره عليها فترقرت داخل عيناها الجميلاتان مما زادها براءه ورقه
رق قلب عمر لها وقال فى حنان : انتى بتعيطى انا اسف مقصدش
مسحت لمار عيناها بغضب وردت عليه : لا طبعا وانا هعيط عشانك ولا ايه
رفع عمر يده الى عيناها ومسح ما تبقى من دموعها قائلا : والدموع دى مش عياط بقى
نظرت له لمار غاضبه ولم تستطع الرد فهى حقا دموعها التى تكره ان تنزل امام احد
قال عمر بجديه : بصى يا لمار متزعليش من كلامى بس انا كنت فاكر اننا صحاب ولو حصل حاجه بينا مفروض محدش يتدخل فيها مش معقول تقولى لممدوح انك زعلانه
وهو يجى يزعقلى زى الطفل الصغير
قاطعته لمار بسرعه : انا مقولتش حاجه لحد
عمر باستغراب : اومال ممدوح عرف منين
قالت لمار فى طفوليه : معرفش بس اانا مقولتش لو مش مصدق انت حر
ابتسم عمر للهجتها : طيب خلينا نعمل اتفاق احنا نبقى صحاب ومنزعلش بعض ومندخلش حد بينا موافقه ؟
لمار : انا مزعلتكش انت اللى زعلتنى
عمر بعتاب : انا كنت خايف عليكى ع فكره ايه مش من حق الصاحب يخاف ع صاحبه ؟
لمار : ايوه بس اللى انت عملته مينفعش يبقى بين صحاب
عمر باحراج : انا اسف عايزك تنسى الموضوع دا ونبدا صفحه جديده ممكن
لمار بتفكير : ماشى
عمر : صافى يا لبن ؟
ابتسمت لمار : شيكولاته باللبن
عمر : لا اسمها حليب يا قشطه انتى هتخمى
لمار : لا انا بحب الشيكولاته اكتر
عمر : ماشى يلا بقى اتاخرنا اركبى
لمار بمزاح : لا انا عارفه طريقى برده مش عايزه منك حاجه
عمر ونكزها ف ذراعها : يلا يا بت من هنا انا هتحايل عليكى ولا ايه
ثانيه واحده والاقيكى فى العربيه
ضحكت لمار ثم توجهت الى سياره عمر وتوجها معا الى المستشفى
وفى الطريق الى المستشفى
عمر : شوفتى اسر ولا لسه ؟
لمار : لا لسه جيت تعبانه من الشغل ونمت هشوفه لما ارجع ان شاء الله
عمر بزهو : بيقولوا انه شكلى
لمار : ايه دا يعنى وحش ؟
عمر : نعم ؟ طب دا انا حتى قمر
لمار واخرجت لسانها له : قمر بالستر
عمر متصنع الغصب : طب تصدقى انا غلطان انى قولتلك نبقى صحاب يلا خاصمى
ضحكت لمار كثيرا فأسرت قلب عمر اكثر بضحكتها
ابتسم عمر لها : بس حلو الطقم دا عليكى البسى البالطو كده خلينى اشوفك وانتى دكتوره
لمار : هههههه ماشى وانا نازله بقى
عمر : ماشى يا دكتوره ولو انك صغيره ع لقب دا
لمار ورفعت نفسها : لا انا كبيره اهو
عمر : ماشى يلا وصلنا اتفضلى يا دكتوره
ابتسمت لمار : ماشى شكرا
عمر : هخلص شغلى واجى اخدك اوعى تمشى
لمار : ماشى يلا ربنا معاك
عمر : ومعاكى
بحبك يا لمار
قالها بعد انا ابتعدت عنه وتمنى لو انها تسمعها وتعلم ما فى قلبه ولكن صبرا يا عمر فلقد اتممت اول خطوه
------------------------------------------------------------------------
دخلت لمار الى المشفى وسجلت حضورها ثم الى الصيدليه لتبدأ عملها اليومى
وجدت الصيدليه مغلقه ها هى سهام لم تأت بعد كعادتها دائما متأخره
فتحت لمار الباب وقبل ان تدخل
دكتوره لمار
التفت لمار للمنادى فوجدته امجد : ايوه يا دكتور
امجد بابتسامه واسعه : صباح الجمال
لمار : صباح النور
وقف امجد ينظر لها من رأسها حتى اخمص قدميها ولازلت تلك الابتسامه على وجهه
استغربت لمار لموقفه فسألته : فى حاجه يا دكتور
امجد وافاق كمن القى عليه دلو مياه بارده : ها لا ابدا دا انا كنت معدى وقولت اصبح عليكى
ابتسمت لمار ابتسامه صفراء : ماشى يا دكتور بعد اذنك
دخلت لمار ولم تلبث دقيقه حتى وصلت سهام
سهام : صباح الفل
لمار : ياصباح التأخير
سهام : هههههه اعمل ايه يعنى المستشفى بعيد
لمار : انزلى بدرى زى ما انا بعمل ياختى
سهام : جيت انزل بدرى الحجه حلفت بالله منا نازله غير لمار تجهز لينا الفطار
ورفعت سهام كيس ابيض فى يدها امام لمار
قائله : يلا بينا نفطر بقى انا واقعه من الجوع
لمار : هههههه انتى مش هتبطلى طفاسه ابدا بس طنط دى حبيبتى والله مفروض الفطار ليا انا بس
سهام : نعم يا اختى دا انا اموتك
لمار : يا ساتر يارب طيب يلا بسرعه بقى عشان عندنا شغل كتير انهارده
-------------------------------------------------------------------------
وفى مكتب عمر
سعد : اسامه ابن عمك دا مبيعتقش
عمر بغيظ : مش هيتغير ابدا يارتنى ما خليته يشوفها
سعد : مش للدرجه يابنى وبعدين لمار محترمه معتقدش انها هتوافق بيه
عمر : تلاقيه عامل قدامها الملاك البرئ وهى اصلا اللى ملاك وقلبها ابيض
سعد بمزاح : يا زيدى يا زيدى واخيرا شوفتك واقع لشوشتك
عمر : ياخى اتلهى وشوفلى حل
سعد : اممم ولا حل ولا حاجه انت كده ماشى كويس معاها بطل بس عصبيه ورخامه وخليكوا اصحاب وقرب منها واحده واحده
عمر بتفكير : منا قولت هعمل كده بس قلقان من اسامه
سعد : خليها تثق فيك وتحكيلك تحركاته معاها واحنا هنعرف نتصرف
عمر : تفتكر ؟
سعد : ايوه مفيش حل غير كده
عمر : ماشى لما نشوف يلا خلينا نشوف شغلنا قولى هنعمل ايه فى الشحنه الجايه
------------------------------------------------------------------------
اكملت لمار وسهام عملهما حتى جاء لها ممدوح واعتذر على عدم ايصالها هذا اليوم بسبب تعجله لشئ مهم
وفى منتصف اليوم سمعت لمار تليفونها والتى كادت ان تنسى انه معها
لمار : الو
اسامه : صباح الخير
لمار بمزاح : صباح ايه احنا بعد الضهر نموسيتك كحلى
اسامه : هههههه اعمل ايه كان ورايا شغل طول الليل
ونظر بجواره الى تلك الفتاه بجواره يظهر نصف جسدها عاريا !
اه يا لمار لو تعرفى ما هو العمل الذى يتحدث عنه
لمار : ربنا معاك
اسامه : انتى فى الشغل دلوقتى ؟
لمار : اه
اسامه : طب ايه رأيك افوت عليكى ونتغدى سوا انهارده ؟
تفجأت لمار بطلبه وتذكرت فورا ان عمر سوف يأخذها بعد انتهاء عملها ولكن ماذا تفعل
لمار بتردد : اه ماشى طب ما تخليها بكره
اسامه بنبره حانيه : لا اصلك وحشتينى وعايز اشوفك انهارده
لم تعرف لمار بماذا ترد ولكن وجدت نفسها تقول له : ماشى هستناك بعد الشغل
اغلقت لمار معه وسرحت بماذا ستفعل مع عمر !