رواية الملاك الشرس الفصل العاشر 10 بقلم زينب فراج
نظر له آسر متعجبا لأقوال صديقه ثم حشرج صوته بغيظ : تت إيه يا أخويا!!؟
إبتسم ببرود قائلاً : أتدوز
_ مين تعيسه الحظ إللي أمها داعيه عليها في ليلة مفترجه..
_ ليلي
رمش آسر عددت مرات لم يعد يعلم كم الصدمات فقال ببرود : محمود قوم أغسل وشك
أردف متسائلاً : ليه هو وشي عليه حاجه؟
فرد آسر حانقاً : لاء أنت شكلك دايخ وعايز تفوق
تنهد محمود قائلاً تظهر من حروفه الجامده : أنا مش بهزر على فكره
إبتسم آسر بجانبيه قائلاً بسخريه واضحه : أه ومعجبه بيها وغارقان في دباديبها من أول ما شوفتها..
جاوب محمود بهدوء جلى عليه : آسر أنا مش بهزر.. أنا فعلا زي ما بتقول أعجبت بيها وعايز أدخل الباب من بيته
إبتسم آسر بسخرية على حديث صديقه السخيف قائلا : دمك شربات ما شاء الله
مسح محمود على صدره وهو يبتسم في رخو قائلاً : ها هتيجي معايا أنا وزونه علشان نطلب إيدها..؟
_ هو يزن موافق على المهزله دي؟
_ لسه مقولتلوش
إبتسم آسر ببرود قائلاً : طب بالرفاء والبنين أن شاء الله
_ آسر ركز معايا بقولك هتيجي معايا أطلب إيدها وأنت تقولي بالرفاء والبنين
جز آسر على أسنانه ثم قال : أجي ايه هي عربية رايح تعينها؟! محمود انتو حصل بنكم حاجه؟؟
تحدث محمود بسخط : آسر أحترم نفسك وأعرف أنت بتقول إيه
تنهد الآخر وهو ينظر له بتدقيق وصاح : لا حول ولا قوه إلا بالله.. أعمل إللي يريحك بس متجيش تضرب نفسك بالجزمه بعدين
إبتسم محمود متلاشياً ضيق صديقه وقال : خلاص يا معلم بكره الساعه ٤ العصر
هز آسر رأسه بضيق تاركاً له حرية التصرف ليس بالطفل الرضيع ليحكي له عن أهمية أختيار الزوجه الصحيحه.. لا يمس ليلي بآي من كلماته أو فكره لكن لم يتعرف عليها محمود كما الظاهر، لم يتعتد عليها ليعلم ماذا تحب وماذا تكره.. حتي وإذ إعتاد عليها أن يفهمها..!؟
قاطع خروج محمود صوت آسر قائلا : ياريت تفكر علشان ميجيش من وراك ضحايا ملهمش آي ذنب ولا حتي تظلمها معاك ولا تظلم نفسك معاها
إبتسم محمود بهدوء وقال : أنا مش صغير يا بابا آسر وعارف أنا بعمل إيه كويس.. ليلي كويسه لما تتعرف عليها هتعرف أنها أحق واحده تكون أم بناتي؟!
ضحك بسخرية وهو يقول : ما شاء الله وجبتوا بنات كمان..
إبتسم محمود وهو يجاوبة بتأكيد مما جعل آسر يغضب منه أكثر : طبعا يا بابي أحنا في عصر السرعه
رامقه آسر بنظره حارقه ليخرج محمود قبل أن ينقض عليه آسر قاتلا إياها من شده غضبه منه وعليه..
★★★
أوصل يمان أخيه إلي منزلة تاركاً إياها وذهب إلى محل ورد يمكن في أحد الشوارع المار به : أيوه هو ده
حدث نفسه قائلا بتسأل : اجيب ورد ولا لاء.. بص أنزل أشتري وبعدين شوف هتدهولها ولا أي..؟
وبالفعل قام بإختيار باقة ورد في غاية الجمال والهدوء وأضاف إليها علبة من الشوكلاته وإتجهه إلي وجهته ليأخذ نفس عميق : لاء لاء مش هينفع اوديلها ورد هيقول عليه وهو برده صاحبي من زمان.. بس يا يمان انت تدخل بالشوكلاته بس انو جاي لصحبك وكده شطور يلا يا حبيبي..
قام بوضع باقة الورد مره أخري داخل السيارة وإتجه نحو منزل يزن طارقاً بابه في هدوء
_ مين؟
قالها المتواجد في المنزل وفتح الباب وهو يقول : يمان باشا أتفضل
إبتسم يمان بهدوء ليكمل يزن وهو يشير بيداه داخل المنزل : أتفضل أتفضل
دلفوا في هدوء ووضع يمان العلبة على الطاوله لينظر يزن له بعتاب وقال : إيه دا يا يمان إحنا بنا كده بردو
_ دي حاجه بسيطه يا بني
وأضاف مسرعاً دون تفكير فلو فكر في سؤالة ثانيه لم كان أخرج كلماته من بين شفتيه : أومال آنسه لارا فين؟
نظر له يزن متعجباً قائلا : في أوضتها خير في حاجه؟
يمان : لاء لاء ابدا بس كنت جاي أطمن عليكو خصوصا انها كانت منهاره اوي امبارح يعني من إللي حصل
رد يزن عليه بجديه بعدما أوصله حديث يمان لنقطه لا يريد فهمها من أول مره تحدث فيها عن لارا : أنا بعرف أخد بالى منها كويسه
غير يمان مجري الحوار بعدما شعر بحزازية الموقف من ناحيه يزن : كنت جايلك في حاجه مهمه
أنصت له يزن بهدوء وهو يهز رأسه فأكمل يمان : أنا مش بحب اللف والدوران و..
قاطع كلامه عندما رأي لارا تخرج من غرفتها وترتدي هوت شورت جينز مع قميص باللون الاصفر لم يتعدي نصف بطنها واظهر لون بشرتها الحليبي الصافيه فكانت غافلة عن وجود أحدهم في المنزل ليسرح في جمالها لكنه تذكر ان اخها جالس بجواره.. فسعل يمان لكي تعلم انه في المنزل ثم حول نظره إلي الأرض..
كانت لارا تمشي شبه نائمه لكنها وقفت منزهله عندما رأت يمان وإتسعت عينها من الصدمه لا تعلم ماذا تفعل دخلت مسرعه الى الحمام وهي تتنفس بسرعه منهره نفسها : هو أنا دخلت ليه..؟
ردت على نفسها : علشان انتي لبسه قصيره يا هانم
_ بس انا بلبس كده على طول
_ تبقي إتكسفتي منه
_ أتكسف ليه
_ معرفش انا بقا
قالت بصوت عال بعدما وعيت لما فعلته : ينهار ابيض هقول عليه أيه دلوقتي أحسن حل أغسل وشي وأطلع أسلم عادي ولا كأن حاجه حصلت...
تنهد يزن بقوة وهو يحاول عدم الغضب من هذا يمان وأخته الشمطاء فقال بهدوء ظاهري : خير يا يمان كمل
لاحظ تعابير وجهه الحانقه فقال : لاء خلاص أنا همشي هبقي أجيلك وقت تاني
_ أنجز يا إبني خلينا نتفض سيرة.. بخصوص القضيه يعني ولا كلام أصحاب
فهم يمان بوضح مشاعره ليزن ليلعن صديقه ألف مره بعدما لعن غبائه وكلام الغير مرتب ولا مفهوم فحمحم بحرج قائلاً : وقت تا....
في هذا الوقت خرجت لارا من الحمام وذهبت إليهم بابتسامه صغيره قائله : صباح الخير يا يزونه
نظر لها يزن نظره قاتله ولكنها تجاهلته ونظرت إلى يمان الجالس بدهشه من لبسها كيف تخرج بهذا الشكل ويوجد رجل غريب في المنزل...؟ لكنه حمد الله أيضا على أتيانها قبل أن يصبح لوح شفاف أمام يزن الواضح بأنه غير مرحب بها..
إبتسمت ليمان بهدوء قائلة : صباح الخير يا حضرة الضابط
أماء برأسه وهو يوجهه نظراته حيث يزن الذي نظر له بتدقيق : بخير إزاي حالك أنتي؟
هزت رأسها بهدوء وجلست تتشعبت بكتف يزن قائلة : الحمد لله
كان يمان يعلم كم يحب يزن شقيقته الصغري، ويعلم كم يغير عليها عندما ضرب أحدهم في أحدي أجازات لارا وقابلة يمان صدفة وأخبره بأنه قال لها "ما تيجي ورا الباب ونجيب عمرو دياب" وقتها ضحك يمان محاولاً التحكم في ضحكته لكنها أبت وخرجت منه، وعندها أخبره يزن بأن لارا هي الوحيده التي يهاب عليها من الهواء الطلق وهي بطبعها خجوله جدا بالإضافة لكونها هشه ودلوعه بنفس الوقت..
الأن فهم يمان سبب غيرة يزن على شقيقته.. فمن يدخل حياته بمثلها ولا يحبها ويهاب عليها.. فهي فتاه بمعني الكلمه، أنها شهيه قابلة للأكل..
إبتسم على تشبيه لها وكتم ضحكته بصعوبه بينما يزن ينظر له بتعقب ولارا تنظر لأخيها بإبتسامه طفولية بسبب غضبه منها الذي ظهر جلياً في وجهه..
★★★
ف
ي قصر الجراحي....
هبط آسر درجات السلم بعدما طلب من العاملين تحضير وجبة الغذاء، وجلسوا جميعا حول الطاولة التي يترأسها الجد خالد.. طلبت جيلان من سيدرا المكوث معهم لكي تتناول الإفطار لكنها هزت رأسها بالنفي قائلة بأنها ليست جائعه فلاحظ آسر همهماتهم وضيق وجه جيلان فقال بحروف جامده : أقعدي إتغدي
قالت في رخو : شكرا أنا مش جعانه
نظر لها بتوعيد قائلا : لما أقولك على حاجه تسمعيها أتفضل...
قاطعته سيدرا قائلة : أنا هنا مربية لجيلان مش عبده عند حضرتك
جز على أسنانه وهو يقول : مين قالك أني بشغل عبيد عندي، بس من أداب الطعام أنك تقعدي حتي لو مش هتاكلي
إبتسمت ببرود قائلة : طب ما تيته ناديه وعم لطفي مش قاعدين معاكم ليه؟!
كان الجد خالد يتابع حوارهم وهو يبتسم بتشفي في آسر فأخرج صوته في هدوء ووقار : أقعدي يا بنتي هما بياكلوا دلوقتي بس في المطبخ سمي الله وأقعدي
إبتسمت بود لهذا العجوز وقالت : حاضر يا باشا
أرسل لها غمزه بسيطه وقال : يعني الحجه ناديه تيته وأنا باشا.. أنا في مقام جدك
بادلته الغمزة وصاحت : جد إيه بس دا أنت أصغر من الواد زياد..!!
كان عمار والآن زياد قذفاً لتلك الشمطاء التي لا تترك فرصه حتي تدخل ولد جديد حياتها..!
خرجت كلماتها دون قصد لتتذكره الأن.. لم تتوقع أن يمر سفرها دون إشتياق جاف..! كانت تتوقع أن تتذكره عند كل حركه منها لكنها لم تكن كذالك بل تذكره الأن وبسلاسه تشعر بلذة إسمه لا بشوق له كما كانت تتصور..!!
قال الجد وهو يتابع تعبيرتها مع ملامح آسر الماقطه : ما شاء الله بكاشه قد الدنيا
لم تهم سيدرا بالإيجاب حيث وصل صوت آخر من الخلف يقول في دلال : look who i miss them!!
إقتربت من جدها مقبله إياه برقه ثم طبعت قبلة على وجنته آسر وسط دهشته من جرأتها وأمام جدها!! بينما سيدرا تنظر لها بضيق محدثه نفسها : أنا أصلا أول ما شوفتها جاتلي كرشة نفس.. تتها داهيه تاخد قرفها وهي ملزقه كدا
صدح صوت جيلان وهي تقول بغيظ : إبعدي عن آثر يا وحسه
قالتها وهي تقضم يداها بين أسنانها بشراسه لتقول نادين بغيظ : إبعدي عني يا مجنونه
نظرت لها جيلان بغيظ قائلة : أنا مس مجنونه يا وحسه
أنتظر الجد ليري ردة فعل آسر، فقال آسر بهدوء : نــادين جيــلان خلاص
رفعت نادين يداها بوجهه مردفة وهي تقترب منه : ينفع كدا يا آسر تعوضني بالشكل دا
قاطع آسر تقدمها وهو يقول : سيدرا خدي جيلان على أوضتها
نظرت نادين المدعوه سيدرا بحنق ثم نظرت لآسر وهي تقول : أنت مش هتقولها حاجه علي عضتها؟!
نظر آسر لسيدرا بمعني أن تذهب بها للغرفة، ففعلت ما قال وكانت تذهب وهي تمسك يد جيلان التي هبطت من عينها الدموع، ودون قصد خبطت يداها في معصم نادين فصرخت بها : أنتي يا مختلفه خدي بالك أنتي بتحركي دراعك فين يا جربوعه!!
نظرت لأعلها ثم أسفلها وقالت ببرود : يلا يا جيجي
جزت نادين على أسنانها بغيظ من تلك الفتاه التي لا تعلم لما هي هنا ولكن الواضح بأنها مساعده للصغيره التي كرهتها دوماً..