اخر الروايات

رواية الملاك الشرس الفصل الحادي عشر11 بقلم زينب فراج

رواية الملاك الشرس الفصل الحادي عشر11 بقلم زينب فراج



أنتظر آسر حتي صعدت جيلان بمرافقه سيدرا فجذبها من يداها وأدخلها غرفة الصالون المفتوحه على الحديقه الخلفيه مع نظرات سيدرا الغاضبه منه فالواضح أنه إنسان غير خلوق..

أول مره يضيقها بالحديث والأخري يحملها بين يداه والأن يجذب نادين لغرفة مغلقا الباب خلفهم غير أبياً للجد الذي يقف تاركاً له حرية التصرف..
تباً لكم جميعا أناس لا تفهم غير المال وإحتراق الأخرين حتي لو كانوا أعلي منهم علماً..

ترك آسر يداها وهو يقول بغيظ : إيه إللي أنتي هببتيه ده

عقدت حاجبها قائلة بمكر : أنا عملت إيه يا بيبي؟

قالتها بمكر وهي تقترب منه لاصقه جسدها بجسده ليجذب خصلات شعرها بين يداه قائلاً : شغل الصياعه والسهوكه دا مش عليا يا روحمك.. أشرف ووساخة الغردقه مش هتدخل عليا لأني مبتختمش على قفايا.. كل يوم في شقه شكل وحرمات شكل تاني مش عليا بردو متخلنيش أقلب عشتك طين فاهمه ولا لاء.. رددددي

إبتعلت غثتها وهي تهز رأسها بسرعه قائلة : طب إبعد إيدك عن شعري بتوجع أوي

تركها آسر وهو يمسح عينه بغيظ وعندما فتحها لم يراها أمامه فقد جرت منطلقه الداخل حيث جدها وترتمي بأحضانه باكيه بدموع التماسيح خصتها : إلحقني يا جدو

وقف آسر خلفها ببرود وهو يضع يداه في جيب بنطاله منتظراً حديثها، فأكملت هي : آسر يا جدو.. هو عمال بيضرب فيا وبيشدني من شعري علشان.. يعني مقولش أن حصل بينا حاجه

لم ينصدم آسر على عكس سيدرا التي أصرت جيلان عليها للخروج من الغرفة فضحك هو عندما سأله الجد : رد يا أستاذ

جاوبت هي بدلاً عنه : أكيد هينكر يا جدو هو فضل يضحك عليا ويغويني لحد ما خد إللي هو عاوزه ومش وبينكر وخايفه أطلع حامل..!!

مسكت سيدرا يد جيلان لتدخلها للخارج عندما بدأت نادين قول حديث لا ينبغي على طفلة في سنها السماع له، لكنها رفضت الإنصياغ لها..
نظر آسر لعيون جيلان الداميه ثم نظر لسيدرا وأرسل لها غمزه مع إبتسامة رائعه منه فإبتلعت ريقها من حركته متعجبه من كم البرود الذي يحتله في موقف مثل هذا؟!

_ رد يا آسر حصل بينك حاجه

_ محصلش..

_ كـــداب والله العظيم كـــداب

جذبها آسر من خصلات شعرها وهو يقول بغيظ : مين دا إللي كداب يا روووحمك.. إسمع بقا يا خالد بيه.. بنت إبنك ماشيه على حل شعرها كل يوم بمعصيه شكل ومش محتاجه أوضح.. ولو كانت حامل مع كلب من إللي تعرفهم مش هشتال نتجته أنا.. مش من حبي مثلا للعيلة الكريمه علشان أخبي على فضايحها رقم واحد في السوق

ظل يقبض على شعرها وباليد الأخري أخرج هاتفه وأعطاه لجده وقال : أتفرج على بنت إبنك المحترمه...

بينما صفعها آسر وهو يقول : دي علشان زعقتي في جيلان.. ودي علشان قولتي على سيدرا جربوعه.. أما بخصوص تربيتك فجدك أولي يربيكي زي ما ربي أبوكي وأبويا..

قال الأخيرة بسخرية وهو ينظر لجده ببرود وصعد حيث جيلان التي تنظر له بفرحه غارمه..

بينما ذهب الجد إلي غرفة مكتبه وقال بجمود : حصليني.. تبعته نادين دون كلمه..

صعد آسر إلي أعلى وهو يبتسم بحنان لصغيرته فتشعبتت في رقبته وهي تقول بإمتنان : سكلاً (شكراً) يا آثور علشان خدت حقي وحق ثيدلا

قبل آسر وجنتها برفق ثم نظر لسيدرا بإبتسامه صافيه وقال : جهزيها علشان هنخرج أحنا التلاته

جاءت سيدرا أن تعترض فأضاف هو : مش غير إعتراض علشان جيجي زعلها وحش
هزت رأسها عددت مرات ناظره لسيدرا بتأكيد قائلة : صح يا آثور أنا أصلا زعلي وحس خالص وقموصه كتير كتير

مسحت سيدرا على شعرها وهي تقول : طب تعالي يلا علشان تغيري هدومك

★★★

بعد أربع ساعات..

ذهب فيهم محمود إلي يزن لإقناعه في الذهاب معه لطلب يد ليلي غداً وكان يزن أهدأ من آسر في إبدأ ردة فعله حتي يري ماذا سيحدث بالأمس..

ذهب يمان من منزل يزن قبل أن يأتي له محمود بعدما أنشغلوا في الحديث بسبب لارا ومشاكستها..

خرج آسر برفقة سيدرا وجيلان إلي الملاهي ثم تناولوا الطعام بعدما أنهكت سيدرا وجيلان في اللعب..

في السياره..
جلست سيدرا في المقعد الخلفي وعلى رجلها جيلان ذاهبه في ثبات عميق بينما آسر يقود السياره وكل حين يخطف نظره لسيدرا مره تبتسم وأخري تهدأ وتارة تزمر من خصلات جيلان التي تقتحم جبينها كل حين..

بعد قليل قد وصل إلي المنزل وحمل جيلان بين يداه وهمس لسيدرا كي لا تستيقظ جيلان : أقفلي باب العربيه وحصليني

أغلقت السيارة وتبعته فإنطلق يضع جيلان في سريرها وظلت هي تتثائب في محلها حتي هبط آسر السلم وقال لها بحنان : أدخلي غيري هتلاقي في هدوم في الدولاب ونامي الوقت أتأخر

هزت رأسها بنفي قائلة : لاء لازم أروح طنط هتقلق عليا و..

قاطعها آسر بهدوء وقال : كلميها وقوليلها أنك هتباتي هنا

أخفضت رأسها وهمست : مش معايا تلفون و..

قاطعها مره أخري : خدي تلفوني.. تصبحي على خير

أعطاها الهاتف فقالت مقاطعه له : الرمز إيه؟

صاح آسر بالرمز لتنظر لصورته مع جيلان وهي تتعجب من كم وقاره وهيئته الرائعه.. كم هو غريب وعجيب..؟
كم لديه من الهيبه؟ أنه لا مثيل له في حنيته وبروده.. تشعر بأنه يمتلك إنفصام في شخصيته..!!

أتصلت على ياسمين وأخبرتها بأنها ستمكث أول يوم لها وظلت تتأمل صورة آسر مع جيلان حتي غفت والهاتف بجانبها تنام أول أيامها في الغرفة بعدما أبدلت ملابسها من محتويات الدولاب..


أمام منزل ياسمين الذي تعرف عليه آسر فور الوقف على عاتقه لكنه لم يبوح بشئ يقفوا الثلاثه منتظرين أحدهم يفتح الباب لتلبي ياسمين طلبهم وهي تبتسم في هدوء فور رأيتها آسر : أهلا إزيك يا إبني



بادلها آسر الإبتسامة بود متحدثاً : أهلا بيكي يا طنط إيه ندخل؟!



فتحت الباب على مصراعيه وقالت : أكيد طبعا أتفضلوا



دخلوا إلي المنزل وكان التوتر وصل لزروته عند محمود تعجباً كثيرا من معرفة آسر لوالدة ليلي لكن ليس هذا الوقت المناسب، جلسوا الثلاثه بجانب بعضهم البعض وأمامهم ياسمين تنظر لنظراتهم لبعضهم البعض فحمحمت متسائلة : إيه يا شباب إيه الورد دا..؟!



لكز محمود آسر ويزن كل واحد بيد وحمحم بغيظ حاول كتمه، فتنهد آسر قائلاً : أحنا جايين نطلب إيدك ليلي بنت حضرتك



تعجبت ياسمين فأضاف يزن لحديث صديقه لعله يصلح من موقف : عارف أن حضرتك متفاحأه بس أحنا يشرفنا نطلب إيد الأنسه ليلي



عقدت حاجبها وهي تبتسم بتعجب وقالت : معلش بس مين العريس؟!



رفع محمود يداه وهو ينظر لها بود : أنا لو ينفع..



إبتسمت ياسمين في حنان قائلة بمرح كي تخفف من توترهم الجلي عليهم : الشرف ليا طبعا يا إبني بس الرأي في الأول والأخر ليلي.. بعد موفقتي طبعا



هز محمود رأسه وهو يقول في هدوء : أنا إسمي محمود الأطير عندي مطعم في الزمالك وليه فرع في المكسيك كنت بديره الفتره اللي كنت عايش فيها هناك ولما رجعت مصر صديق ليا بيديره وعايش في الزمالك وفي بيت ورثته عن أهلي هو ١٤ دور



إبتسمت في رخو وقالت : دا كله على عيني وراسي بس مش دا المهم.. المهم أنت كشخصك



هنا تدخل آسر وهو يقول بجديه : متقلقيش يا طنط مش هتلاقي واحد في قلة أدب محمود ولا غباءه ما شاء الله بجد ودا متوارث خدي بالك يعني ممكن تلاقيه في أحفادك في المستقبل..



كان محمود في بادئ الأمر يبتسم بفخر وإعتزاز لكن مع تكملة آسر فتحت فاهه بصدمه يشير بسبابته على نفسه، فأضاف يزن بنفي : أنت بتقول إيه يا آسر.. محمود!! دا نعمة وهدوء نازل من عند ربنا دا ملاك من غير جناحين.. دا كتلة حنان متنقلة.. ذكاء إداري مقولكش عليه.. حب للآخرين لا يعلي عليه



مسح محمود على صدره وهو يهز رأسه بكل حرف يخرج من يزن، فهز آسر رأسه بنفي وهو ينظر لياسمين المبتسمه بقوة وقال : أصل يزن من بيعرف يكذب فلما بيكذب بتوسع منه حبتين



ضحكت ياسمين بصوت واضح فقال محمود بغيظ : طب والله ظلمني دا أنا ملاك وعيوني هلاك



أطلقت ياسمين ضحكتها مره آخري بسبب الثلاثه الجالسين كل منهم ينفي حديث للآخر، فتحرك الباب معلناً عن دخول ليلي وهي تقول بصوتها العالي : أمايا يا أما بحبك يا أما بموت فيكي يا أما عايزه أتجو..






قاطعت وصلة غنائها عندما وجدت محمود يجلس بين شخصين فوضعت رأسها أرضاً ودلفت إلي غرفتها دون حديث.. فتبعتها والدتها بعدما أستأذنت من المتواجدين..

بينما همس آسر بإزدراء : سبحان الله الطيور على أشكالها تقع.. نفس الهطل ما شاء الله

نظر يزن لمحمود بمكر وقال : واضح أنها عرفاك ومكسوفه منك كمان يعني مشفتهاش مره واحده ولا حاجه..!!

لم يجاوب محمود فأضاف آسر بغيظ : سيبه يا إبني كل واحد حر في إللي بيعمله من أمتي وحد بيعرف عنكم حاجه أصلا

رد يزن بغيظ : شوفوا مين بتكلم آسر إختفاء بيتكلم..!!

صدح صوت محمود بغضب : أخرسوا بقا وقلوا كلمه عدله أنا مش واخدتكم كمالة عدد تتكم البله في شكلكم

دلفت ياسمين لغرفة ليلي ثم قالت وهي تغلق الباب خلفها منهره إبنتها : إيه إللي أنتي عملتيه دا يا ليلي

_ مين دول يا ماما وبيعملوا إيه هنا؟

_ نعم يا روحمك عايزه تفهميني بالصدمه دي كلها ومتعرفيش مين دول..

_ جاي يهبب إيه دا يا ماما

جاوبتها ياسمين ببرود : أبدا يا قلب أمك جاي يطلب إيدك

جحظت عين ليلي في صدمه من أمرها وقالت : أنا مش موافقه

جلست ياسمين تحاول التحكم في غضبها قبل أن تفترس إبنتها حيه وقالت : يا بنت الحلال متخرجنيش عن شعوري وفهميني أنا أمك يا حبيبتي

_ مفيش حاجه يا ماما أنا قابلته قبل كدا فعلا بس مرتحتلوش

نظرت لها والدتها بشك وقالت : يعني دا آخر كلام عندك؟

أماءت برأسها عددت مرات قائلة : أيوه يا ماما

هزت ياسمين رأسها بضيق لن تنهرها الأن وهي لا تفهم آس شئ لتنتظر قليلا وعندما يذهبوا ستعرف كل شئ، خرجت من الغرفة وهي تبتسم لهم بود فقالت : أنا سألت ليلي عن رأيها..

نظروا لها في هدوء عكس محمود الذي يشعر بكل جزء به ينتفض مع كلمات ياسمين فأكلمت : وهي قالت م..

_ أنا موافقه

كان هذا صوت ليلي التي خرجت من غرفتها للتو، لتنظر لها والدتها متعجبة تكاد تجن من أفعال إبنتها، فإبتسمت على مضض للجالسين أمامها..

إبتسم محمود في هدوء وقال : خلاص على خيرة الله الجمعه الجايه الخطوبة وإللي بعدها كتب الكتاب

ظلت أعين ياسمين على ما هي عليه.. الصدمه.. فمنذ دخول هولاء الفتيان ولم تغادر الصدمه قط وجهها، جاءت أن تعترض والدتها لتهز رأسها وهي تغمز لها بمعني وافقي، فتنهدت والدتها وقالت على مضض : رأي ليلي

لم تكن الأم تترك حرية التصرف لإبنتها إلا لو لم تكن مرتاحه فعند دخولهم المنزل شعرت بفرحه تعم صدرها لما تعلم سببها، تعرف آسر وشهامته مع سيدرا فبالتأكيد صديق شهم كما هو الحال، يظهر على يزن الهدوء والرزانه أكثر منهم..






فحركت رأسها وقالت عندما هزت ليلي رأسها بالموافقه : خلاص على خيرة الله الخطوبة الإسبوع الجاي بس كتب الكتاب مش دلوقتي خالص لما تتعرفوا على بعض الأول

هز رأسه يمر الحكايه الأن وظلوا يتفقون على الحقوق والواجبات وكل ما يخص الزواج وأشلاءه..

في المساء....
كانت سيدرا تتدرس لجيلان ولا مناع لبعض المناقشات بين الحين والآخر، لتسأل سيدرا جيلان أي لغة تدرس حسب مدرستها فقالت : French, English

هزت سيدرا رأسها وقبل أن تجاوب سمعوا صوت آسر من خلفهم وهو يقول : أنا سامع زن إيه مفيش مذاكره..؟

نفت جيلان برأسها وتحدثت : لاء والله يا آثور أحنا كنا بنذاكل بث أنت مس جيت غير وأحنا بنتكلم

قبل أعلي رأسها ونظر لسيدرا وهو يقول : ماشي يا حبيبتي.. حصليني يا سيدرا

تبعته سيدرا للخارج فأخرج من جيبه هاتف باهظ الثمن ومد يداه وقال : أتفضلي دا

نظر للهاتف فوجدته آخر قطعة تفاح نزلت السوق "iPhone 12 pro" لتهز رأسها بنفي قائلة : لاء طبعا مش هاخده

إبتسم ببرود وهمس لها : أنا مش بحب أقرر كلامي كتير أصل أنا عصبي حبتين
هزت رأسها بنفي فأضاف آسر بهدوء : خدي كلمي ليلي في حاجه مهمه عايزه تقولهالك

عقدت حاجبها من أين يعلم ليلي وتخبره بأن يجعلها تجاريها..!! فهزت رأسها قائلة بتسأل : ليه؟!

_ شوف هنتكلم كتير بردو

_ آسر متتريقش عليا أكلمها ليه؟

إبتسم آسر بجانبيه وقال : آسر حاف كدا؟

توترت كثيراً ونادرا ما رأها متوتره فكانت هيئتها كلوحه فنيه برع رسام ماهر في تعبير ما يحتويه معناها..
فإبتسم هو وأردف : طالعه منك زي العسل

تاره بارد وأخري يغازلها بكلمات بسيطه تجعل من قلبها يفر من صدرها.. أصبحت على مشارف التصديق بأنه يمتلك إنفصام في الشخصيته التي لم تري من جوانبها إلا البسيط..

أخذت الهاتف دون المراوغه في الحديث ودلفت حيث جيلان تاركه إياها يبتسم بقوة متسائلا لما يعامله بتلك الطريقه الغربيه.. حتي هو يشعر بتيه منه ومنها.. قليلة الكلام مع إنسان متغير الأحوال.. هل يتوافقا؟!

دلفت إلي الداخل فرأت الهاتف بيد سيدرا فأخبرتها بأن آسر هو من أشتراه لها.. لم تعتاد لأخذ شئ دون مقابل.. لكن الأن أخذته لعدم الإطال في حديث مرفوض بالنسبه لها.. أخبرت جيلان بأنها ستحدث ليلي فأخبرتها جيلان بأنها ستتحدث إلي محمود..

كانت سيدرا في إنتظار ليلي لتجاوب على مهاتفتها فجاوبت في نعاس : همم مين؟

_ بتاع المنامين

_ أسوسو إزيك يا ريسه هو لحق ياخدك مننا؟!

_ خدك ربنا يا شيخه.. ركزي معايا كدا وأحكيلي آسر قالي أكلمك






_ آسر مين؟

_ أنتي هتستعبطي يا بنتي.. أومال هو عرفك منين؟

_ يبقي إللي جه مع محمود إنهارده هو آسر

قالتها ليلي في تفكير لكن بصوت واضح، لترد الآخري متسائلة : أنتي تعرفي محمود منين يا بت؟

_ كل واحده هتحدف للتانيه سؤال ولا إيه؟ أهدي كدا وقولي بتكلميني من تلفون مين الأول

تذكرت الهاتف وحقه وقالت : دا باش مهندس آسر جايبه وهرجعه ليه مش هعرف أرد حقه.. أحقي بقا أنتي تعرفي محمود منين؟!

جاوبت ليلي في رخي : أبداً دا كان جاي يطلب إيدي والخطوبة الجمعه الجايه

_ أحيه..
هكذا أخرجتها سيدرا دون تفكير، فمن الواعيه التي تقول هذا الحديث..؟! آي خطبه تتحدث؟! هل تعرفه؟!

★★★

_ أبيه حوده عامل إيه

إبتسم محمود بقوة وأردف : أكيد كويس طلما سمعت صوتك

كان الهاتف كبير على يداها فكانت تضعه بإهمال على اذنها وهي تقول : كدا يا أبيه مس بتسأل عليا.. صاحب آثر هيطلع منك إيه يعني؟!

ضحك محمود بقوة وقال : يا زيدي على اللماضه.. خلاص حقك عليا يا ستي إيه رأيك نخرج أنا وأنتي بكره؟

قالت بحماس متلاشيه حزنها فهي طفلة تغضب لأقل الأشياء وتسعد لأخري : بجد يا حوده.. طب ممكن ثيدلا تيجي معانا

_ أكيد طبعا عندنا كام جيلان مثلا.. ولا هو فيه حد إسمه جيلان؟!

_ أثمي مس حلو يا أبيه؟!

إبتسم بحنان وهو يردف : مش حلو إزاي بس وأنا إللي مختاره وأنتي صحبته...

_ نعم يا ليلي..!! حب من أول نظره والكلام الفاضي دا مش هياكل معايا أنا
هكذا جاوبت سيدرا بعدما أخبرتها ليلي ببعض التفاصيل التي لم تكفي غريزتها لتصديق ما قالت، فأضافت ليلي : يا بنتي أنا تعبانه وبعدين كل ما أقول لحد أنا معجبه بيه يرميني بالكلمتين دول..!!

_ ماشي يا ليلي براحتك

هزت رأسها بضيق من أفعال سيدرا ثم قالت : يلهوي كتله قماصه متحركه غوري من وشي

ضحكت بإستفزاز قائلة : طب متنسيش تسلميلي على حبيب أول محل

جاوبتها ليلي متأففه : مع السلامه يا سيدرا

ولجت سيدرا إلي الغرفه مره أخري وذهبت حيث جيلان وقالت : خلصتي كلام مع باش مهندس محمود؟!
أماءت جيلان برأسها فقالت سيدرا بهدوء : يلا نكمل مذاكره

أمتعن وجه جيلان وقالت : كل سوية مذاكله مذاكله أنا زهقت أوي
ثم أنطلقت حيث الخارج تجري وهي تهبط درجات السلم حيث رأها آسر تجري بهذه الطريقه وخلفها سيدرا ليهز رأسه على مجنونه جلبها لرعاية مجنونة آخري..






تقدمت منها وهي تقول بغيظ : وربنا ما سيباكي غير لما أخلص حق مدرسين الفرنساوي منك

وقفت وهي تنهج بشراهه عندما رأت آسر لتنظر إلي الأسفل بخجل فقال آسر الذي جلست جيلان على فخذته : خير يا جيلان.. خير يا سيدرا

مطت جيلان شفتيها بملل وهي تقول : ثيدلا مس مخيلاني أبطل مذاكله كل سوية مذاكله مذاكله لحد ما زهقت وكلهت المذاكله مس لاضيه تثيبني ألتاح خالص

وجهة سيدرا سبابتها إلي صدرها وهي تقول : أنا!! يا كذابة ومين كان بيلعب X O ومين كان بيخليني أعلمه تركي؟ مين إللي زهق من الفرنساوي؟ مين إللي كان بيكلم محمود!!

رفع آسر حاجبه في سخريه متحدثا : أظهر وبان عليك الأمان وأنا إللي مفكركم بتذاكروا

ضربت جيلان على شفتيها وهي تقول ببراءه : قولتي كل أصللنا لآثل دا هيقتلنا

أخذ آسر عددت أنفاس ثم وقف في هدوء وقال : أطلعي فوق يا جيلان وأنتي حصليني يا سيدرا

إتجه إلي الحديقه وتبعته في وجيلان تنظر بحزن طفولي معتقده بأن آسر سيجعلها تذوق من العذاب ألوان..
فقالت جيلان قبل أن تتحرك سيدرا : كدا يا ثيدلا كثفتينا دا آثر هيخلي عشتنا حملااا (حمرا)

قلدتها سيدرا بغيظ : كثفتك..! أطلعي يا جيلان على أوضتك بالله عليكي

تبعت آسر مسرعه لتخرج للحديقه حيث هو فوقفت أمامه تنظر للأرض بينما قال هو : أحكيلي إللي حصل

عقدت حاجبها من نبرته فقالت : على فكره مش عيب أننا نلعب مش هنقضي كل الوقت مذاكره يعني
رفع حاجبه في سخريه فأكملت مبررة : أنا مش جايه لجيلان مدرسه أنا جيلها مربيه

تفوه بفظاظه : ولا جيلها تكلموا محمود؟!

رفعت حاجبها وهي ترمش عدتت مرات قائلة : نكلم مين معلش؟!

جاوب في برود : محمود

تنهدت بقوة وهي تحاول عدم الغضب ثم قالت : أولا أنا مكلمتش محمود.. ثانيا أنت مقولتش أنها ممنوعه من الكلام مع حد.. ثالثا ودا الأهم ملكش الحق تقول أكلم مين وملكلمش مين..

نظر لها بغيظ وقال : لاء ليا الحق

أخفضت صوتها بنبرة أكثر خشونه وقالت : عليهم مش عليا عن أذنك

جاءت أن تتحرك لكن نبرة صوته معنتها.. نبرته التي خرجت بعضب جامح من عنادها ويبوس رأسها : أنت بكلمك أنتي راحه فين

تنهدت بقوة وهي تحاول عدم البكاء ليس بسببه لكن بسبب الضغط.. تقسم الأن بأنه لو أخرج حرف واحد سيأتي داعسا على كرامتها.. ضغط وضغط وضغط.. لما لا ترحمها تلك الحياه..!! ضغط وضغط وضغط.. لما لا تتركها وشأنها..!! تريد إجابه تكره الصمت وتمقط التجاهل كما عاملتها والدتها دوماً..

لفت وجهها لآسر مره أخري وقالت : نعم

أخرج صوته بفحيح متلاشياً مشاعرها كأنثي : البنت المحترمه متكلمش راجل مفيش بنهم أي صلة يا ست هانم ولا تبجح بمجرد ما حد يجي ينصحها.. ولا أمك معلمتكيش الأدب!!؟

لا تعلم لما لم تقل له بأنه أيضا رجل لا تمسهم صلة ببعضهم..!! كان الصمت هو الأعظم قبل أن تحرر دموعاً أبت دوما في تحريرها.. كانت تشعر بحرارة دموعها كما لو أنها لهيب مشتغل يحترق وجنتها الحمراء من الغضب والغيظ.. فقالت دون وعي : أه معلمتنيش.. زي ما أهلك نسوك الأدب والأحترام.. وزي ما هي باعتني.. وزي ما الزمن باعني.. وزي ما الدنيا كلها بعتني.. كلهم أتخلوا عني.. ولأول مره هتخلي عن حاجه.. شغلك ميلزمنيش بتلاته عريف..

جاءت أن تتحرك لكن صوته الذي أخرجه عندما شعر بأنه لمس مناطق حذره لا يحق لأحد المرار بها وهو يقول : مقص..

لم يكمل حديثه حيث وقعت من أمامه أرضاً ليهرول تجاهه لا يصدق ما حدث...؟!!!

كدا يا آسر وأنا أقول عليك طيب..!!



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close