رواية انجبت وما زالت عذراء الفصل التاسع 9 بقلم صباح عبدالله
التاسع من: أنجبت وما زالت عذراء.. الكاتبة صباح عبدالله فتحي.
في منزل عزيز وقفت صبا تنظر له في ذهول وهي لا تصدق ما قاله عامر لأن، فكيف هي متزوجة ولا تعلم، ثم تذكرت تلك الكذبة التي ألفتها اماما ولدته لتسبب له المشاكل، لكن لا يعقل ان يكون صدق تلك الكذبة واقتنع بها، فهي تعرف أنه مجنون لكن ليسه لهذا الدرجة، تفوهت آخراً بعد صمت طال لدقائق قائلة بغضب.
صبا: انت بتخرف تقول اي هي مين دي اللي متجاوزة.
نظر لها عامر متسم كعادة عندما يكون قريب منها، وتفوه ببرود ليغضبها فهو أشتاق لمشاكستها معه.
عامر: انتى يا مدام صبا معقولة لحقتي تنسي جوزك حبيبك.
صبا بغضب: حبك برص وعشره خرس هو فين ده.
أشار عامر علي نفسه وهو يقول بابتسامة بلهاء: اي يا حبيبتي جالك حول نظر ما انا وقف قدامك أهو.
عواطف بدهشة: يالهوى بقا المعفنة دي تتجوزك انت.
لم يكلف عامر نفسه عناء لينظر لها، فعواطف كانت ترتدي ثواب حريري اقل ما يقال عنه قميص نوم ولم تشعر بالخجل منه رغم كبر سنها، كان يتأمل ملامح قططه الغاضبة وهو يقول بابتسامة ساخرة.
عامر: ايوه شوفتي سبحان الله المعفنة دي بقت مراتي انا.
نظرت صبا له بغيظ شديد وتجاهلت تعبها وكل ما تشعر به من ألم واخذت تبحث عن شيء تضربه به، فرأت مزهرية على طاولة أمامها حملتها وألقتها في وجهه، لكن كان عامر يعرف تلك الحركة جيداً، فانحني سريعاً، وكان يقف ذاك الاحمق ياسين خلفها فأصابته المزهرية في أنفه، فصرخ متألماً وهو يجلس مكانه واضع يديها علي أنفه، فعضت صبا شفتيها السفلية بتوتر وخوف واخذت تدور بعيناها كقطة تبحث عن من يحميها، كان يتأملها عامر بذهول مغيب عن العالم وشعر أنه يريد أتهم تلك الشفاء الوردية والذهاب بتلك القطة الي عالم أخر لا يوجد في احد غيرهم، استيقظ من عالمه علي صوت صراخ ياسين يسب ويلعن طفلته المشاكسة.
ياسين: والله لا اقت*لك يابت الك*لب...
اوقفه لكمة قوية من يد صلبه تهبط علي وجهه وعامر يهجم عليه مثل الثور يمسكه بغضب من قميصه وهو يقول بغضب جامح.
عامر: ابقي فكر كدا تقرب منها وانا هعرفك مين هي اللي بت ك*لب يأبن ستين ك*لب.
كان ياسين يرتجف بين يدي عامر.. نظرت له عواطف وهي تلوي شفتيها بسخرية، تركه عامر بعنف ليسقط علي المقعد مكانه، اقترب عامر من عزيز وهو يشعر بالقرف بسبب رائحة المشروب، وتفوه قائلاً.
عامر: اسمع انا اول مره لما جيت لك هنا انا اخدت منك صبا بطريقة غلط وجاي النهارده علشان أصلح الغلط ده انا عاوز اتجوز صبا.
وقفت صبا في ذهول، وقفت عواطف مثل الحمقاء لا تفهم شيء، تفوهت قائلة باستفهام؟
عواطف: هي البت مش كانت مراتك من شويه هتتجاوزها تاني أزاي أفهم بس؟
لم يكلف عامر نفسه عناء ان يجيب عليها، وتفوه قائلاً موجه حديثه اللي عزيز.
عامر: قولت اي موافق تجوزني بنتك.
كان سيجيب عزيز لكن قاطعه ياسين قائلاً بغضب جامح مهدد عزيز بالق*تل وهو يتجاهل الدماء الذي يخرج من انفه وفمه.
ياسين: ما تنساش يا عزيز إني دافع ماهرها ولو ما تجوزتهاش انا هق*تلك.
شعر عزيز بالخوف من تهديد ياسين فهوه حقاً أخذ منه مال كمهر صبا وقد صرفها على ما يشربه، وفي نفس الوقت خاف ايضاً من عامر، فعامر دفع له مال كثير واذا لم يحصل على صبا سوف يسترجعه منه، اما تلك التي كانت تقف تستند على الطاولة بضعف بجانبه اخر من أتت على باله نظر لها مستنجد به، ابتسمت له بسخرية وتفوهت قائلة بحزن لم يراه غير عامر الذي شعر بها، وشعر هو بطعنه بارده تخترق قلبه، عندما سمعها تقول.
صبا: ما تبصش ليا كده انا كمان ماستني اشوف هتبعني لمين فيهم المرة دي.
في هذا اللحظة كان وصل هشام وسمع حديث صبا، شعر بالحزن والغضب الشديد من نفسه لأنه لم يستطيع حمياتها من البداية، لكن عندما لاحظ ضعفها وتعبها الشديد وجرحها الذي ينزف، أقترب منها وهو يقول.
هشام: صبا انتى كويسه.
نظرت له بسخرية وهي تبتسم ودموعها تنهمر على خديها في صمت، وتفوهت قائلة.
صبا: مرحب يا دكتور هشام جاي انت كمان تحضر المزاد.
شعر هشام أن كلماتها سكين بارده وطعنة قلبه، تفوه بهدوء قائلاً متجاهل شعوره وحزنه وخجله من نفسه.
هشام: لو سمحتي اقعدي يا صبا وخليني اشوف جرحك وبلاش كلام الهبل اللي انت بتقوليه ده.
ضحكت صبا بقهر وصوت مرتفع وهي تقول: هبل تصدق ضحكتني هم فتحين عليا مزاد مين هيدفع فيا اكتر وانا بقيت هبله وكلامي هبل.
اجابها عامر بحزن على حالها: بس انا المرة دي مش جاية اشتريكي يا صبا المرة دي انا جاية اصلح غلطتي واتجوزك على سنة الله ورسوله.
صفقة صبا على كفيها بقوة وهي تقول بسخرية.
صبا: برافو برافو كويس انك عارف انك غلط واعترفت بالغلط ده.
نظر لها باشمئزاز: بس جاي تصلحه ازاي انك تتجوزني تتجوز خدامه وتخدها الأهلك وناسك يذلوها ويدوس على كرامتها ده انا كنت خدامه ومش رحمني اش حال بقا اما اكون مراتك وكمان حامل من حضرتك من قبل الجواز هيعملوا فيا اي.
ثم تنظر الي ياسين قائلة وهي تقترب منه: تعرف انا موفقه اتجوز ياسين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في منزل عامر في الحديقة بالأخص. كان يقف ابراهيم ينظر للمنزل في حيره بدأت على ملامحه، هل يدلف ليطمئن عليها فمر يومين على ما فعل به ولم يراها من وقتها. اما يظل بعيد عنها خوفاً ان تغضب عليه ويكتشف احد تلك الكارثة فيوقع بنفسه ولده في الهلاك على شيء لم يقصده، لكن كان شعوره بالخوف والقلق عليها اكبر بكثير من اي شعور آخر فحزم أمره وصعد الي غرفتها دون أن يجعل احد يشعر به.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في غرفة ريم كانت جالسه كالعادة تضم ساقيها اليها وتبكي بقهر على ما خسرته، وكانت تضع أمامها العديد من الكتب الخاص بدراستها، لا أجل أن دلف عليها احد أفراد عائلتها وسألها عن سبب جلوسها الدائم في غرفتها تتحجج انها تدرس، سمعت صوت طرقات طفيفة على باب غرفتها اسرعت في مسح دموعها وحملت اول كتاب قابلها وتظاهرات انها تدرس. وقالت بصوت رقيق.
ريم: ادخلي يا دادا.
ظنت ريم أن الشخص الواقف خارج الباب هي المربية الخاص بها، ومن غيرها سوف يضيع وقته الثمين ويصعد ليطمئن عليها، ف ولدتها سلوى هانم دائما مشغولة في اجتماعاتها وسهرتها، أما شقيقتها الاكبر منها هي دائما مشغولة في عملها ولا تحب التدخل في شؤون الاخرين، أم عامر الذي كان دائما يسالها عن شؤونها ويطمئن على احوالها أصبحت الان سجينه في غرفتها لمده يومين ولم يكلف نفسه عناء ليصعد اليها ويسالها عن السبب، لكنها تفاجأت عند سماع صوته قائلاً بتردد وخوف شديد وهو يغلق الباب خلفه.
ابراهيم: انتى كويسه يا ريم.
نظرت له بنظرات من الجحيم والقت الكتاب من يديها وقفت تصرخ في وجهي بغضب.
- انت بتعمل ايه هنا أمشي اطلع بره مش عاوزه اشوفك وشك.
أجابها بحزن ظاهر في نبرة صوته: ماشي يا ريم همشي ومش هخليك تشوفي وشي تاني بس طمنيني عليكي انتى كويسه.
نظرت له بكبرياء وتفوهت قائلة: وحتى لو مش كويسه مش هروح وأشكي لأبن البواب اللي استغلني وعمل فيا اللي عمله.
ابراهيم: انا مش هزعل منك يا ريم علشان عارف انك زعلانه بسبب اللي حصل بس ما تنسيش اني حذرتك وقولت لك بلاش يا ريم وانت اللي شربتي وأجبرتني أشرب معاكي انا وانتي ما حدش فينا كان في واعيه انا مستعد اصلح غلطي واتجوزك يا ريم.
ريم بغضب: اتجوز مين اتجوز أبن البواب انت أهبل. امشي اطلع بره ومش عاوزه اشوف وشك تاني انت فاهم.
ابراهيم بحزن: يعنى مشكلتك أني أبن البواب يا ريم يعني لو كان واحد من معرفكم كان عادي.
ريم بكبرياء: على الأقل كان هيكون أبن ناس مش أبن البواب.
لم تشعر غير بصفعة قوية تهبط على وجهها واقترب منها بغضب مرعب وتفوه قائلاً.
ابراهيم: أبن البواب ده اشرف منك ومن أهلك انا كنت عاوز أصلح غلطي اللي غير مقصودا بس بعد اللي حصل ده ما يشرفنيش إنك تكوني مراتي اساساً.
قال كذلك وتركها تقف تضع يداها على خديها اثار الصفعة، نظرت الي اثاره بغضب شديد وهي تقول.
ريم: ماشي انا هعرفك ازاي واحد زايك يرفع ايده على واحده زاي؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تركها وغادر الغرفة وهو لا يري أمامه من شدة الغضب، فلأول مره تهينه ريم بهذا الشكل، فهو كان يعتبرها أكثر من صديقه قبل ما يحدث ما حدث بينهم، لكن هي بغبائه دمرت كل شيء جميل كان بينهم، أنه كان ينوي ان يصلح خطأه معها رغم انها هي المخطئة من البداية لكنه يحبها ولا يريد لها الاذى، لكنها جرحته وجرحت كرمته بكلماتها المسمومة، كان يخطو بخطوات شبه البرك وهو لا يري أمامه، حتي انصدم في تلك التي صرخت في وجهه بغضب.
لمياء: فتح يا حيوان انت.
نظر لها بغضب جامح ولا اول مره يرفع عيناه في عيناها، شعرت بالخوف منه رغم صغير سنه فبتلعة ريقه واخذت تنتظر اي ردت فعل منه، لكنها تفاجأت به يكمل مسيرته دون قول شيء، وقفت تنظر الي اثاره في دهشة فهي لأول مره تراه غاضباً بهذا الشكل.
لمياء: غريبة ماله ده.
ثم وجهة نظرها صوب غرفة ريم وهي تقول: اممممم اكيد الست ريم عملت مصيبة جديد!؟ بس خليني اخلص لأول من الست صبا وبعدين نشوف حكاية الست ريم.
ابتسمت وهي تنظر الي زجاجة صغيرة تحملها في يديها، وتفوهت قائلة.
لمياء: خلاص يا حبيبي كله النهارده وهتكون ليا انا وبس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في المستشفى دلفت علياء الي مكتبها بعد ما اطمأنت على احد مرضها، جلست على مقعدها وهي تشعر برجفه صغيرة تتسلل الى جسدها كلما تذكرت ما حدث في الصباح بينها وبين هشام وكيف أقترب منها وكيف كان ينظر لها، كلما تذكرت كانت تشعر بالخوف وتظن به السوء، حملت كوب الماء بجانبها واخذت تشرب منه لعل عقلها يهدا قليلاً وتبتعد عنها تلك الأفكار السوء التي تخطر على بالها.
علياء: معقوله الدكتور هشام من النوع القذر ده والله مش قادره اصدق أنه اتصرف معايا بشكل ده انا لازم اعرف الدكتور عامر.
نهضت لكي تذهب وتشتكي لعامر عن تصرف هشام معاها في الصباح، لكنها تراجعت وعادت لتجلس على مقعدها قائلة.
علياء: بس انا متأكدة ان الدكتور عامر مستحيل يصدق حاجه زي دي عن الدكتور هشام وبالأخص انهم اصدقاء مقربين جداً احسن حاجه افضل سكتها ولو عملها مرة تانيه ابقي اعرف الدكتور عامر على الاقل اكون متأكدة ان نيته اتجاهي مش كويسه.
دلفت احد اصدقائها الي الغرفة وسمعتها تحدث نفسه تفوهت قائلة.
- بت يا علياء هو انتى اتجننتي ولا ايه؟ بتكلمي مين.
رمقتها علياء بحنق قائلة: بالله عليكي تسبني في حالي يا سارة الساعة دي مش ناقصه خفة دم.
جلست سارة على مقابلها قائلة وهي تغمز لها: اي هو الدكتور عامر ما صبحش عليكي ولا ايه؟
علياء بغضب دفين في صوتها: سارة قولت لك مئة مرة انا والدكتور عامر ما فيش حاجه بيني وبينه لو سمحت بلاش تطلعي اشاعات علينا فى المستشفى انا عاوزه أكل عيش والدكتور عامر صاحب المستشفى مش معقوله يبص لواحده شغاله عنده فلو سمحتي تخدي بالك من كلامك.
نظرت لها سارة بغيظ فتلك سارة تغير من علياء بسبب جمالها واخلاقها رغم انها بالهاء في بعد الاحيان، نهضت قائلة بنبرة شبه ساخرة.
سارة: على العموم يا حبيبتي انا كنت بهزر معاكي وعلي فكره مش انا لواحدي اللي بطلع اشاعات عيونك فأضحينك ياقلبي والمستشفى كلها عارفه انك بترسمي على الدكتور عامر.
قاطعتها علياء قائلة من بين ذهولها وهي تنهض لتقف وجه لوجه لتلك سارة.
علياء: قصدك ايه اني برسم عليه مش فاهمه.
سارة ساخرة: قصدي يا حبيبتي انتى اكتر واحده فاهمه وبلاش شغل الاستعباط ده علشان احنا لاتنين فاهمين بعض كويس عن اذنك عندي شغل.
جلست بإهمال على اول مقعد قابلها، وتلك الكلمات
المسمومة تتكرر في عقلها، انهمرت علي خديها دمعه خائنه، وهي لا تصدق أنها أصبحت في نظر الآخرين بهذا الرخص وتركض خلف الأثرياء لأجل المال، انها لا تلوم غير ذاتها فهي من فعلت ذلك بنفسها عندما سمحت لقلبها يعشق شخص لا يراها من الاساس.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في منزل عزيز وقف مذهول يرقبها وهي تتقدم لتجلس بجوار ذاك المدعو ياسين ترمقه بتحدي قائلة بنبره شبه ساخرة.
صبا: شوف شغلك يا مولانا انا موفقة اتجوز ياسين.
وقفت عواطف توزع نظراتها بذهول بين عامر وياسين وتلك الحمقاء التي ستترك شاب مثل عامر وتتزوج بذلك الغبي ياسين، اما هشام وقف مقيد اليدين ينتظر ردت فعل ذاك الأحمق ف مهما كان قريباً منها فهو ليس ده اي سلطه عليها ليعترض قراراتها، اما هو توقع منها هذا القرار الأحمق مثلها فظل صامتاً ينظر الي الهاتف كأنه ينتظر شيء ما، حتي وصل له رسالة من مجهول فارتسمت على ملامحه ابتسامة ماكره، وتفوه قائلاً بخبث يحمل السخرية، في حين كان يحضر المأذون لكتب كتاب تلك صبا على ياسين الذي كان يرمقه بانتصار.
عامر: اذا انا شريكي وتكرهني بشكل ده امال اما تعرفي انه بعاك هتعملي فيه اي.
يتبع
في منزل عزيز وقفت صبا تنظر له في ذهول وهي لا تصدق ما قاله عامر لأن، فكيف هي متزوجة ولا تعلم، ثم تذكرت تلك الكذبة التي ألفتها اماما ولدته لتسبب له المشاكل، لكن لا يعقل ان يكون صدق تلك الكذبة واقتنع بها، فهي تعرف أنه مجنون لكن ليسه لهذا الدرجة، تفوهت آخراً بعد صمت طال لدقائق قائلة بغضب.
صبا: انت بتخرف تقول اي هي مين دي اللي متجاوزة.
نظر لها عامر متسم كعادة عندما يكون قريب منها، وتفوه ببرود ليغضبها فهو أشتاق لمشاكستها معه.
عامر: انتى يا مدام صبا معقولة لحقتي تنسي جوزك حبيبك.
صبا بغضب: حبك برص وعشره خرس هو فين ده.
أشار عامر علي نفسه وهو يقول بابتسامة بلهاء: اي يا حبيبتي جالك حول نظر ما انا وقف قدامك أهو.
عواطف بدهشة: يالهوى بقا المعفنة دي تتجوزك انت.
لم يكلف عامر نفسه عناء لينظر لها، فعواطف كانت ترتدي ثواب حريري اقل ما يقال عنه قميص نوم ولم تشعر بالخجل منه رغم كبر سنها، كان يتأمل ملامح قططه الغاضبة وهو يقول بابتسامة ساخرة.
عامر: ايوه شوفتي سبحان الله المعفنة دي بقت مراتي انا.
نظرت صبا له بغيظ شديد وتجاهلت تعبها وكل ما تشعر به من ألم واخذت تبحث عن شيء تضربه به، فرأت مزهرية على طاولة أمامها حملتها وألقتها في وجهه، لكن كان عامر يعرف تلك الحركة جيداً، فانحني سريعاً، وكان يقف ذاك الاحمق ياسين خلفها فأصابته المزهرية في أنفه، فصرخ متألماً وهو يجلس مكانه واضع يديها علي أنفه، فعضت صبا شفتيها السفلية بتوتر وخوف واخذت تدور بعيناها كقطة تبحث عن من يحميها، كان يتأملها عامر بذهول مغيب عن العالم وشعر أنه يريد أتهم تلك الشفاء الوردية والذهاب بتلك القطة الي عالم أخر لا يوجد في احد غيرهم، استيقظ من عالمه علي صوت صراخ ياسين يسب ويلعن طفلته المشاكسة.
ياسين: والله لا اقت*لك يابت الك*لب...
اوقفه لكمة قوية من يد صلبه تهبط علي وجهه وعامر يهجم عليه مثل الثور يمسكه بغضب من قميصه وهو يقول بغضب جامح.
عامر: ابقي فكر كدا تقرب منها وانا هعرفك مين هي اللي بت ك*لب يأبن ستين ك*لب.
كان ياسين يرتجف بين يدي عامر.. نظرت له عواطف وهي تلوي شفتيها بسخرية، تركه عامر بعنف ليسقط علي المقعد مكانه، اقترب عامر من عزيز وهو يشعر بالقرف بسبب رائحة المشروب، وتفوه قائلاً.
عامر: اسمع انا اول مره لما جيت لك هنا انا اخدت منك صبا بطريقة غلط وجاي النهارده علشان أصلح الغلط ده انا عاوز اتجوز صبا.
وقفت صبا في ذهول، وقفت عواطف مثل الحمقاء لا تفهم شيء، تفوهت قائلة باستفهام؟
عواطف: هي البت مش كانت مراتك من شويه هتتجاوزها تاني أزاي أفهم بس؟
لم يكلف عامر نفسه عناء ان يجيب عليها، وتفوه قائلاً موجه حديثه اللي عزيز.
عامر: قولت اي موافق تجوزني بنتك.
كان سيجيب عزيز لكن قاطعه ياسين قائلاً بغضب جامح مهدد عزيز بالق*تل وهو يتجاهل الدماء الذي يخرج من انفه وفمه.
ياسين: ما تنساش يا عزيز إني دافع ماهرها ولو ما تجوزتهاش انا هق*تلك.
شعر عزيز بالخوف من تهديد ياسين فهوه حقاً أخذ منه مال كمهر صبا وقد صرفها على ما يشربه، وفي نفس الوقت خاف ايضاً من عامر، فعامر دفع له مال كثير واذا لم يحصل على صبا سوف يسترجعه منه، اما تلك التي كانت تقف تستند على الطاولة بضعف بجانبه اخر من أتت على باله نظر لها مستنجد به، ابتسمت له بسخرية وتفوهت قائلة بحزن لم يراه غير عامر الذي شعر بها، وشعر هو بطعنه بارده تخترق قلبه، عندما سمعها تقول.
صبا: ما تبصش ليا كده انا كمان ماستني اشوف هتبعني لمين فيهم المرة دي.
في هذا اللحظة كان وصل هشام وسمع حديث صبا، شعر بالحزن والغضب الشديد من نفسه لأنه لم يستطيع حمياتها من البداية، لكن عندما لاحظ ضعفها وتعبها الشديد وجرحها الذي ينزف، أقترب منها وهو يقول.
هشام: صبا انتى كويسه.
نظرت له بسخرية وهي تبتسم ودموعها تنهمر على خديها في صمت، وتفوهت قائلة.
صبا: مرحب يا دكتور هشام جاي انت كمان تحضر المزاد.
شعر هشام أن كلماتها سكين بارده وطعنة قلبه، تفوه بهدوء قائلاً متجاهل شعوره وحزنه وخجله من نفسه.
هشام: لو سمحتي اقعدي يا صبا وخليني اشوف جرحك وبلاش كلام الهبل اللي انت بتقوليه ده.
ضحكت صبا بقهر وصوت مرتفع وهي تقول: هبل تصدق ضحكتني هم فتحين عليا مزاد مين هيدفع فيا اكتر وانا بقيت هبله وكلامي هبل.
اجابها عامر بحزن على حالها: بس انا المرة دي مش جاية اشتريكي يا صبا المرة دي انا جاية اصلح غلطتي واتجوزك على سنة الله ورسوله.
صفقة صبا على كفيها بقوة وهي تقول بسخرية.
صبا: برافو برافو كويس انك عارف انك غلط واعترفت بالغلط ده.
نظر لها باشمئزاز: بس جاي تصلحه ازاي انك تتجوزني تتجوز خدامه وتخدها الأهلك وناسك يذلوها ويدوس على كرامتها ده انا كنت خدامه ومش رحمني اش حال بقا اما اكون مراتك وكمان حامل من حضرتك من قبل الجواز هيعملوا فيا اي.
ثم تنظر الي ياسين قائلة وهي تقترب منه: تعرف انا موفقه اتجوز ياسين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في منزل عامر في الحديقة بالأخص. كان يقف ابراهيم ينظر للمنزل في حيره بدأت على ملامحه، هل يدلف ليطمئن عليها فمر يومين على ما فعل به ولم يراها من وقتها. اما يظل بعيد عنها خوفاً ان تغضب عليه ويكتشف احد تلك الكارثة فيوقع بنفسه ولده في الهلاك على شيء لم يقصده، لكن كان شعوره بالخوف والقلق عليها اكبر بكثير من اي شعور آخر فحزم أمره وصعد الي غرفتها دون أن يجعل احد يشعر به.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في غرفة ريم كانت جالسه كالعادة تضم ساقيها اليها وتبكي بقهر على ما خسرته، وكانت تضع أمامها العديد من الكتب الخاص بدراستها، لا أجل أن دلف عليها احد أفراد عائلتها وسألها عن سبب جلوسها الدائم في غرفتها تتحجج انها تدرس، سمعت صوت طرقات طفيفة على باب غرفتها اسرعت في مسح دموعها وحملت اول كتاب قابلها وتظاهرات انها تدرس. وقالت بصوت رقيق.
ريم: ادخلي يا دادا.
ظنت ريم أن الشخص الواقف خارج الباب هي المربية الخاص بها، ومن غيرها سوف يضيع وقته الثمين ويصعد ليطمئن عليها، ف ولدتها سلوى هانم دائما مشغولة في اجتماعاتها وسهرتها، أما شقيقتها الاكبر منها هي دائما مشغولة في عملها ولا تحب التدخل في شؤون الاخرين، أم عامر الذي كان دائما يسالها عن شؤونها ويطمئن على احوالها أصبحت الان سجينه في غرفتها لمده يومين ولم يكلف نفسه عناء ليصعد اليها ويسالها عن السبب، لكنها تفاجأت عند سماع صوته قائلاً بتردد وخوف شديد وهو يغلق الباب خلفه.
ابراهيم: انتى كويسه يا ريم.
نظرت له بنظرات من الجحيم والقت الكتاب من يديها وقفت تصرخ في وجهي بغضب.
- انت بتعمل ايه هنا أمشي اطلع بره مش عاوزه اشوفك وشك.
أجابها بحزن ظاهر في نبرة صوته: ماشي يا ريم همشي ومش هخليك تشوفي وشي تاني بس طمنيني عليكي انتى كويسه.
نظرت له بكبرياء وتفوهت قائلة: وحتى لو مش كويسه مش هروح وأشكي لأبن البواب اللي استغلني وعمل فيا اللي عمله.
ابراهيم: انا مش هزعل منك يا ريم علشان عارف انك زعلانه بسبب اللي حصل بس ما تنسيش اني حذرتك وقولت لك بلاش يا ريم وانت اللي شربتي وأجبرتني أشرب معاكي انا وانتي ما حدش فينا كان في واعيه انا مستعد اصلح غلطي واتجوزك يا ريم.
ريم بغضب: اتجوز مين اتجوز أبن البواب انت أهبل. امشي اطلع بره ومش عاوزه اشوف وشك تاني انت فاهم.
ابراهيم بحزن: يعنى مشكلتك أني أبن البواب يا ريم يعني لو كان واحد من معرفكم كان عادي.
ريم بكبرياء: على الأقل كان هيكون أبن ناس مش أبن البواب.
لم تشعر غير بصفعة قوية تهبط على وجهها واقترب منها بغضب مرعب وتفوه قائلاً.
ابراهيم: أبن البواب ده اشرف منك ومن أهلك انا كنت عاوز أصلح غلطي اللي غير مقصودا بس بعد اللي حصل ده ما يشرفنيش إنك تكوني مراتي اساساً.
قال كذلك وتركها تقف تضع يداها على خديها اثار الصفعة، نظرت الي اثاره بغضب شديد وهي تقول.
ريم: ماشي انا هعرفك ازاي واحد زايك يرفع ايده على واحده زاي؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تركها وغادر الغرفة وهو لا يري أمامه من شدة الغضب، فلأول مره تهينه ريم بهذا الشكل، فهو كان يعتبرها أكثر من صديقه قبل ما يحدث ما حدث بينهم، لكن هي بغبائه دمرت كل شيء جميل كان بينهم، أنه كان ينوي ان يصلح خطأه معها رغم انها هي المخطئة من البداية لكنه يحبها ولا يريد لها الاذى، لكنها جرحته وجرحت كرمته بكلماتها المسمومة، كان يخطو بخطوات شبه البرك وهو لا يري أمامه، حتي انصدم في تلك التي صرخت في وجهه بغضب.
لمياء: فتح يا حيوان انت.
نظر لها بغضب جامح ولا اول مره يرفع عيناه في عيناها، شعرت بالخوف منه رغم صغير سنه فبتلعة ريقه واخذت تنتظر اي ردت فعل منه، لكنها تفاجأت به يكمل مسيرته دون قول شيء، وقفت تنظر الي اثاره في دهشة فهي لأول مره تراه غاضباً بهذا الشكل.
لمياء: غريبة ماله ده.
ثم وجهة نظرها صوب غرفة ريم وهي تقول: اممممم اكيد الست ريم عملت مصيبة جديد!؟ بس خليني اخلص لأول من الست صبا وبعدين نشوف حكاية الست ريم.
ابتسمت وهي تنظر الي زجاجة صغيرة تحملها في يديها، وتفوهت قائلة.
لمياء: خلاص يا حبيبي كله النهارده وهتكون ليا انا وبس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في المستشفى دلفت علياء الي مكتبها بعد ما اطمأنت على احد مرضها، جلست على مقعدها وهي تشعر برجفه صغيرة تتسلل الى جسدها كلما تذكرت ما حدث في الصباح بينها وبين هشام وكيف أقترب منها وكيف كان ينظر لها، كلما تذكرت كانت تشعر بالخوف وتظن به السوء، حملت كوب الماء بجانبها واخذت تشرب منه لعل عقلها يهدا قليلاً وتبتعد عنها تلك الأفكار السوء التي تخطر على بالها.
علياء: معقوله الدكتور هشام من النوع القذر ده والله مش قادره اصدق أنه اتصرف معايا بشكل ده انا لازم اعرف الدكتور عامر.
نهضت لكي تذهب وتشتكي لعامر عن تصرف هشام معاها في الصباح، لكنها تراجعت وعادت لتجلس على مقعدها قائلة.
علياء: بس انا متأكدة ان الدكتور عامر مستحيل يصدق حاجه زي دي عن الدكتور هشام وبالأخص انهم اصدقاء مقربين جداً احسن حاجه افضل سكتها ولو عملها مرة تانيه ابقي اعرف الدكتور عامر على الاقل اكون متأكدة ان نيته اتجاهي مش كويسه.
دلفت احد اصدقائها الي الغرفة وسمعتها تحدث نفسه تفوهت قائلة.
- بت يا علياء هو انتى اتجننتي ولا ايه؟ بتكلمي مين.
رمقتها علياء بحنق قائلة: بالله عليكي تسبني في حالي يا سارة الساعة دي مش ناقصه خفة دم.
جلست سارة على مقابلها قائلة وهي تغمز لها: اي هو الدكتور عامر ما صبحش عليكي ولا ايه؟
علياء بغضب دفين في صوتها: سارة قولت لك مئة مرة انا والدكتور عامر ما فيش حاجه بيني وبينه لو سمحت بلاش تطلعي اشاعات علينا فى المستشفى انا عاوزه أكل عيش والدكتور عامر صاحب المستشفى مش معقوله يبص لواحده شغاله عنده فلو سمحتي تخدي بالك من كلامك.
نظرت لها سارة بغيظ فتلك سارة تغير من علياء بسبب جمالها واخلاقها رغم انها بالهاء في بعد الاحيان، نهضت قائلة بنبرة شبه ساخرة.
سارة: على العموم يا حبيبتي انا كنت بهزر معاكي وعلي فكره مش انا لواحدي اللي بطلع اشاعات عيونك فأضحينك ياقلبي والمستشفى كلها عارفه انك بترسمي على الدكتور عامر.
قاطعتها علياء قائلة من بين ذهولها وهي تنهض لتقف وجه لوجه لتلك سارة.
علياء: قصدك ايه اني برسم عليه مش فاهمه.
سارة ساخرة: قصدي يا حبيبتي انتى اكتر واحده فاهمه وبلاش شغل الاستعباط ده علشان احنا لاتنين فاهمين بعض كويس عن اذنك عندي شغل.
جلست بإهمال على اول مقعد قابلها، وتلك الكلمات
المسمومة تتكرر في عقلها، انهمرت علي خديها دمعه خائنه، وهي لا تصدق أنها أصبحت في نظر الآخرين بهذا الرخص وتركض خلف الأثرياء لأجل المال، انها لا تلوم غير ذاتها فهي من فعلت ذلك بنفسها عندما سمحت لقلبها يعشق شخص لا يراها من الاساس.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في منزل عزيز وقف مذهول يرقبها وهي تتقدم لتجلس بجوار ذاك المدعو ياسين ترمقه بتحدي قائلة بنبره شبه ساخرة.
صبا: شوف شغلك يا مولانا انا موفقة اتجوز ياسين.
وقفت عواطف توزع نظراتها بذهول بين عامر وياسين وتلك الحمقاء التي ستترك شاب مثل عامر وتتزوج بذلك الغبي ياسين، اما هشام وقف مقيد اليدين ينتظر ردت فعل ذاك الأحمق ف مهما كان قريباً منها فهو ليس ده اي سلطه عليها ليعترض قراراتها، اما هو توقع منها هذا القرار الأحمق مثلها فظل صامتاً ينظر الي الهاتف كأنه ينتظر شيء ما، حتي وصل له رسالة من مجهول فارتسمت على ملامحه ابتسامة ماكره، وتفوه قائلاً بخبث يحمل السخرية، في حين كان يحضر المأذون لكتب كتاب تلك صبا على ياسين الذي كان يرمقه بانتصار.
عامر: اذا انا شريكي وتكرهني بشكل ده امال اما تعرفي انه بعاك هتعملي فيه اي.
يتبع
