اخر الروايات

رواية خلف الظلال الفصل الثامن 8 بقلم يسرا

رواية خلف الظلال الفصل الثامن 8 بقلم يسرا

الفصل الثامن .... يسرا

فى اليوم التالى اتجهت هاله الى المقابر لتزور امها فقد اوحشتها كثيرا واخذت تردد لدى عبورها البوابه " السلام عليكم اهل الدار انتم السابقون
ونحن اللاحقون"

حتى وصلت الى قبر امها وجلست الى جواره تحدثها قائله : ازيك يا ماما وحشتينى اووى ...

ثم تنهدت وقالت :انتى ماكونتيش راضيه عنى باينلك انتى كمان ياست الكل ...بس والله يا ماما انا مظلومه ومن كتر ظلمى خلااااص هانت عليا الدنيا والعيشه .... املى انى اوصل لولادى ولو مالقتهومش يبقى ياريت ترضى عنى احصلك قريب لانها خلاااص مابقتش فارقه

تساقطت دموع هاله بغزاره ثم ضحكت ضحكه صغيره وقالت لامها : سامحينى ....وماتخفيش عليا ...بكره ربنا يعدلها ..انا هقوم بقى احسن اتأخر على شغلى واول ما الاقى وقت هجيلك تانى بتوحشينى بس كل
لحظه انتى على بالى ومابتغبيش ابدا

غادرت هاله ارض الاموات بسلام واتجهت الى عملها

ووصلت هاله فى الموعد لتجد سالم جالسا على الكرسى المقابل للمكتبها
رافعا كلتا قدميه على سطح المكتب بغطرسه واضحه ...مما آثار تأففها
ولكنها اجبرت نفسها على رسم ابتسامه صفراء على شفتيها

قابلها سالم ببسمه ملؤها التسليه فقال دون اى مقدمات : مش عارف
يا....ثم صمت قليلا واتبع .... مريم ليه مكتبك دونا عن اى مكتب اللى
برتاح فيه رغم ان عندى بدال الشركه تلاته وبدال المعرض اتنين

لم تبالى هاله بحديثه المتصنع وقالت بصوت جاف : تحب حضرتك اجيبلك
القهوه

سالم ساخرا : يااه قهوه مره واحده ....مش خايفه ؟

تعجبت هاله وقالت : اخاف من ايه؟

سالم : شكلى انا اللى مفروض اخاف مش كده يا ..........مريم

هاله بنفاذ صبر: استاذ سالم ..ياريت حضرتك تقصر وتجيب من
الاخر..مطلوب منى ايه بالظبط؟

سالم : بس لو تبطلى عصبيتك دى ...ااقولك ياستى ...انا اصلى كنت عايز اشترى لخطيبتى هديه... هند اللى انتى قابلتيها فى الحفله بس مش عارف
قلت استشيرك انت واهو انتو ستات زى بعض...

وضاقت عيناه وقال: وشكلكو كده .....اصحاب من زمان


قالت هاله بسخريه : خطيبتك!!! ...اسفه يا استاذ سالم انت وخطيبتك
احرار تجيبلها ماتجيبلهاش ماليش فيه وبعدين فيه هنا سكرتيره انا
تخصصى خدمه عملا ...وزى ما قلت لحضرتك انا اول مره اشوف خطيبه
حضرتك فى الحفله

خبط سالم بيده على جبهته متصنعا النسيان: ااه صح صح ..نسيت معلش

قام سالم وقال : انا ماشى لما يجى رفيق ابقى قوليله يتصل بيا ضرورى ..ولا ااه نسيت انتى مش السكرتيره صحيح ..بس كلام فى سرك انتى احلى
من السكرتيره

غادر سالم المعرض تاركا هاله فى حاله من الضيق يمزوجه الشك ان
تكون هند قد اخبرته حقيقتها تمنت لو كان بحوزتها رقم هاتفها

وكأنما استجابت السماء لامنيتها فى الحال ورن الهاتف


فردت هاله فاتها صوت هند قائلا : الو ممكن اكلم مريم

ردت هاله غير مصدقه : هند؟؟؟
هند: هاله ...كويس انك انتى اللى رديتى


هاله : عرفتى نمره شغلى منين

هند : اخدتها من سالم منغير مايحس اصلى امبارح نسيت اخد منك نمره
موبايلك قلت اتصل اطلبك على التليفون الارضى

هاله : كويس انا مبسوطه ااووى انك اتصلتى ..انتى جيبتى لسالم سيره
عنى ؟؟ سألك عنى وقولتيله اى حاجه

هند : ابدا والله يا هاله لاهوا سألنى عنك ولا انا اتكلمت بحاجه ..خير ؟

هاله : الانسان ده مش مريح مش عارفه مش بستريحله خالص ونفسى
انتى كمان تبعدى عنه انا خايفه يأذيكى

هند باستنكار: يأذينى ..ده اكتر حد واخد باله منى ومراعينى يا هاله
...حرام عليكى سالم طيب وحنين جدا ..هوا عصبى ساعات وبتاع ستات
انا عارفه وعينه زايغه بس هوا كويس معايا ...المهم ماتقلقيش زى
ماقولتلك سرك فى بير ولو انى مش فاهمه انتى مغيره اسمك ليه؟

هاله : اللى حصل اما نتقابل ابقى افهمك مش هينفع احكيلك فى التليفون

هند : خلاص خدى نمرتى عندك ********* وابقى كلمينى نخرج او
حتى نروح نزور امانى وحشتنى خاالص

هاله : خلاص يبقى نروحلها بكره الجمعه انا اجازه

هند : اتفقنا ..سلام وماتنسيش ترنيلى

هاله : لاء حالا اهو ..سلام

وضعت هاله سماعه الهاتف واتصلت بهند من هاتفها النقال وعادت
لممارسه عملها

وفى اليوم التالى التقتا الفتاتان وذهبتا سويا لرفيقه سجنهما السابق
"امانى" والتى تقطن فى احد احياء القاهره الشعبيه

صعدت هاله الدرج الحجرى المتهالك فى حذر واتبعتها هند حتى وصلت
لشقه صديقتهما فطرقت هاله الباب بيدها

بعد قليل فتحت امانى الباب مرتديه جلبابا واسعا متسخ قليلا حامله فى
يدها منشفه مبلله

يبدو انها كانت تقوم باعمال التنظيف

وما ان رأتها امانى حتى القت المنشفه ارضا واحتضنت هاله صارخه :
هاله ...يا بنت الايه وحشتينى اوووى ...

واخذت فى تقبيلها بقوه حتى صاحت هند : ياختى كفايه بوس عدينا نرتاح
من السلم

افسحت لهم امانى الطريق وادخلتهم لصالون البيت المتواضع قائله : دا
البيت نور هاله عندنا يا مرحبا يا مرحبا

ابتسمت هاله وقالت : وحشتنى خفه دمك يا امانى عامله ايه وازى الحاجه
؟

قالت امانى : الحمد لله والحاجه بخير والله نعمه وفضل... المهم انتى
طمنينى مامتك وولادك كانو فين

اطرقت هاله برأسها وتسابقت العبرات الى مقلتيها فاسود وجه امانى
وقالت : خير يا هاله ما تطمنينى

تنحنحت هند قائله : الحاجه تعيشى انتى ...وولادها.. طليقها الهى لا يوعى
اخدهم وطفشان بيهم منه لله

خبطت امانى على صدرها بقوه وقالت : لا حول ولا قوة الا بالله ..وازاى
ده حصل

قصت هاله على مسامع صديقتها احداث الايام الماضيه والتى تلت
خروجها من السجن

حتى قالت امانى بأسف : البقاء لله يا هاله ...ادعيلها وماتعيطيش ارتاحت
والله

هاله باكيه: ما انا كان نفسى اخرج واشيل عنها الحمل اللى شيلتهولها
غصب عنى

امانى : راحت للى ارحم بيها منك ومنى ومن الخلق كلهم ....ومنه لله
طليقك ده طيب انتى ماروحتيش لاهله تتصرفى معاهم

لوت هاله شفتيها وقالت : روحت وقفت الست حماتى سابقا بهدلتنى
وشتمتنى ....ست قليله الادب من يومها ولسانها متبرى منها

امانى : بت يا هاله احنا نتغدى ونقوم ننزل تودينى عند حماتك دى وعزه
جلال الله لاحبطحهالك فى نافوخها واخليها تقر وتقول عيالك فين

هند : ماتصلى على رسول الله يا امانى هوا انتى على طول كده واخده
الدنيا بالدراع

امانى حانقه : اسكتى انتى انا عارفه العالم دى

هاله : انا فكرت انى اروح اعمل محضر فى القسم بس هيعمولولى
ايه؟يعنى هما كان حققوا وجابولى حقى الا اتسجنت ظلم

امانى : اسم الله عليكى اديكى قولتيها هيعملولك ايه ....ولاااااااااا ايوتها
حاجه يبقى مافيش غير بالقوه

هاله : يا امانى انتى لسه طالعه من الحبس مستعجله ترجعيله


امانى : انا رقبتى فداكى يا هاله

هاله : يخليكى ليا ....المهم قومى يالا البسى ولبسى الحاجه وتعالى انا
عزماكى نتغدى بره

امانى : لاااا مستحيل انتى بتشتمينى ولا ايه لا طبعا هنتغدى هنا

هند : يابت يافقريه تعالى نتغدى بره والمره الجايه خليها عندك

امانى : اصل الحاجه مش بتاعه خروج ومرواح وانا مقدرش اسيبها لوحدها

هند : يا سلام والسنتين اللى كنتى محبوساهم مش كانت برضه لوحدها

امانى : كانت مرات اخويا بتطل عليها انما من بعد ما خرجت كله خالع ايده ....انما بسم الله ما شاء الله ايش ايش ايه الحلاوه دى انتو الجوز طيب
هاله وبنت ناس من الاول ...انما انتى يا بت يا هند الا بالحق من ساعه ما مشيتى من عندى روحتى فين ؟

هند بتردد: هه ...اناا..... اقولك وماتهبيش فيا ؟؟

امانى متوجسه: قولى ربنا يستر
هند : اتجوزت واحد عليوى اووى

نظرت لها هاله فبادلتها هند نظرتها بنظره رجاء حاره واكملت : معيشنى
حلو اووى

امانى : وده عرفتيه منين وجواز جواز على سنه الله ورسوله

هند : لاء هوا جواز عرفى

امانى صارخه: يخربيت سنينك ....عرفى ياهند ؟؟؟

هند باكيه مدافعه عن حالها : امال انتى فاكره ايه هجيب منين واحد
يعيشنى ويسترنى ويبيتنى تحت سقف وانا واحده نشاله ورد سجون كمان

تنهدت امانى وقالت : طيب بس بس ...خلاص ماتعيطيش وماتزعليش
روحك ...مبروك يا هند الف مبروك ..بس يابت ياهبله انا خايفه لا ياخد
اللى عاوزه وبعدين يرميكى

هند : ياخد ياستى انا كمان باخد من دلوقتى وعامله احتياطى

هاله : ازاى ؟؟؟؟؟؟؟؟

هند : بالنشل هيكون ازاى

امانى : يانهارك اسود شوفى البت

هند : ههههههههه يا تحفه هوا عشان انشل يبقى لازم احط ايدى فى جيبه
...فتحى مخك ..شويه دلع على شويتين دحلبه قوم هوووب الاقيه مطلع
محفظته ويدينى اللى انا عاوزاه

امانى : دا انتى ما يتخافش عليكى

هاله : ولا والله يا امانى يتخاف عليها ...فتحى عينك يا هند ..سالم مش
سهل

هند : انا ماليه ايدى منه كويس

امانى : وانتى تعرفيه منين يا هاله

هاله : بشتغل عنده ...الصدف خليتنا نتلاقى انا وهيا

هند : انما انت قيلالهم ليه انك اسمك مريم؟؟

امانى : انا مش فاهمه حاجه خالص

هاله : انا هقولك بقى يا ستى انا الاول اشتغلت فى مطعم وصاحبه شرط
عليا ااقلع الحجاب والصراحه خفت لا يسأل كيت وكيت روحت قيلاله انى
اسمى مريم والحمد لله ما سألش تانى بس يافرحه ماتمت بعدها بأأقل من
اسبوعين رفدنى بسبب خناقه دبيتها مع اللى اسمه سالم ده كان جاى فى
يوم يتغدى فى المطعم ومد ايده عليا فاهمين طبعا راح شريكه بعد كده
سابلى الكارت بتاعه قالى انه عنده شغل ليا لما رحت لقيته معرض
سيارات كبير وقتها كنت بشوف رفيق وبس طلع ان سالم مشاركه
..فهمتو؟؟؟؟

هند : اااااااااه عشان كده مش طيقاه بقى

رفعت هاله انظارها فوجدت ان امانى تنظر لها بأسف فقالت هاله : ايه يا
امانى بتبوصيلى كده ليه

امانى : يعنى قلعتى حجابك يا هاله عشان تشتغلى

هاله : اعمل ايه يا امانى ماكنش معايا غير تلاته جنيه اول عن اخر كنت
محتاجه للشغل والا كنت همد ايدى

امانى : طيب واديكى سيبتى المطعم مارجعتيش لبستيه تانى ليه

تنهدت هاله وقالت : ماهو رفيق شافنى قلعاه قلت لو لبسته ممكن
مايرضاش يشغلنى

امانى : وممكن يرضى وبعدين احنا بنرضى الخلق ولا بنرضى الخالق يا
هاله ....بقى هاله المتعلمه اللى مخها بسم الله ماشاء الله يكون تفكيرها كده

صمتت هاله خجلا فقالت هند مدافعه عنها : كل واحد ادرى بظروفه يا
امانى ...المهم انا جعانه هاا هناكل فين

امانى : حتما ولا بد تدقوا طبيخى دا انا عليا حته صينيه مسقعه

هند : الله نفسى فيها

امانى : ساعه زمن والسفره تكون جاهزه

امضت الفتيات وقت الظهيره سويا وعندما انتهين من تناول طعام الغداء
جلسن قليلا يحتسين شراب الشاى الساخن مسترجعين بعضا من احداث
ماضيهم المؤسف بسجن النساء

حتى قالت امانى : احنا اول ما نخلص الشاى البس واجى معاكى يا هاله للست حماتك دى

هاله رافضه: دى ست لسانها طويل يا امانى وانتى عصبيه

امانى : ماتخافيش همسك اعصابى ماهو لازم تعرفى راسك من رجلك
هتفضلى لحد امتى تروحى المدرسه تسألى على عيالك مش يمكن ابوهم
نقلهم

هاله : لو كان نقلهم كانت المديره قالتلى لكن دى كله مره بتقولى انها
بتكتبهم غياب

امانى : خلاص يبقى مافيش غير سكه حماتك لما تحس ان فيه مشاكل
هتحصلها ...وممكن كمان قلبها يرق ماهى ام برضه قومى بينا يالا
..هتيجى معانا يا هند

هند : طبعا عشان لو عملت حاجه كده ولا كده اخبط راسى فى الحيط
واعملها محضر تعدى ههههه

هاله : لسه متهوره زى ما انتى يا هند مش تعقلى بأه

هند : اخدتى ايه من العقل يا هاله ؟

تنهدت هاله واسترجعت بعضا من ذكرياتها وقالت: والله اخدت يامه ويوم
ماسيبت قلبى يحكم اديكى شفتى اللى جرالى كل اللى حواليا كانو شايفين
ان عادل مش كويس واهله ناس مش كويسين ...عقلى ياما وافقهم بس
قلبى ماطوعنيش قلت هيتغير بعد الجواز اتاريه كان طمعان فى ورثى ولما
لاقانى يامولاى كما خلقتنى ....ظهر على حقيقته اللى كان قلبى مخبيها ...

امانى : بس انتى كنتى قايله انكم وراثين حته ارض وحتى الحاجه الله
يرحمها باعتها لعمك لما اتسجنتى

هاله : دوول كلهم 3 فدادين بابا الله يرحمه كان دخل كذا مشروع وره
بعض وباع ورثه من جدى لعمى ...وللاسف اتنصب عليه فى المشاريع دى ... ومات وماكنش فاضل الا ال 3 فدادين دوول كان ناوى يبنى عليهم
بيت فى البلد هناك يلمنا فيه بعد كده زى عوايدهم .الجيران هنا بقى كانو
فاكرين اننا وراثين اطيان وعزب اكمن يعنى اهل ماما من البلد كانو اغنيا
وعمى كمان اما كان بيجى يزورنا بيجيب معاه شىء وشويات وماما كانت
دايما تقول الصيت ولا الغنى... وبس

هند : ااه ...يعنى من الاول عادل كان داخل على طمع

هاله : الله ينور عليكى لما اتجوزنا قعد يدحلب ان لازم امى توزع الورث على حياة عينها عشان انا ماضمنش يحصل ايه بعد كده وممكن نختلف انا واخويا ولما عرف انهم 3 فدادين بس ..وانا اصلا كنت رافضه ان اكلم امى فى الموضوع ده
قلب على الوش التانى ...كل يوم سهر للصبح وشرب وستات وضرب وقرف ..لحد اما فى يوم جابلى شغل فى الشركه اللى كنت فيها دى وقبلت ...قلت منى اساعد من المصاريف ولما اخرج من البيت وابعد عن خلقته مشاكلنا هتتحل شويه ماهو كمان كان خايب ومافيش قواضى كتير بتجيله بسبب اهماله

امانى : منه لله ودلوقتى واخد العيال عشان يذلك اكتر تصدقى بالله بعد اللى حكيته ده انا لازم ااقوم معاكى نروح لحماتك يالا بينا

وبالفعل ما كانت الا ساعه زمنيه او اقل حتى كانت هاله تطرق باب منزل حماتها وظلت تطرقه لفتره طويله ولا احد يجيب

فخرجت احدى الجارات من الطابق السفلى تحدثها قائله : مين اللى بيخبط عند اجلال ؟

ردت امانى بصوت مرتفع : احنا ناس قرايبها ..هيا فين ؟

نزلت امانى وهاله وهند الدرج مسرعين فقالت الجاره : الحاجه عزلت من زمان عقبال عندكم ابنها الاستاذ عادل جابلها شقه على النيل وساكنها فيها... وقبل ماتمشى كسرتلنا القله وقالتلنا مع السلامه يا حاره زباله ...انما انتو مين ؟

امتقع وجه هاله وقالت : عزلت ..ماتعرفيش راحت فين على النيل بالظبط ؟

ردت الجاره : علمى علمك..... ياختى فى ستين داهيه ...لامؤاخذه يعنى فى ديك الكلمه بس كانت ست لسانها متبرى منها

امانى : طيب ماتعرفيش حد يعرف عنوانها ولا حتى نمره تليفونها ؟

الجاره : ابدا والله يا حبيبتى الكل ماصدق انها غارت

هند : طيب متشكرين

دخلت الجاره منزلها واغلقت الباب ونزلت هاله درجات السلم ببطء شديد ثم شعرت ان ساقيها لا تقوى على حملها ف
جلست على احدى الدرجات تبكى فى يأس شديد مردده : انا ربنا مش راضى عنى ..ربنا بيعاقبنى

امانى : وحدى الله يا هاله ماتقوليش كده ما ابتلاك الا ليقربك

رددت هاله وهند :لا اله الا الله

هند : قومى يا هاله قومى ....ماتقعديش كده اللى طالع واللى نازل يتفرج
علينا

انصاعت هاله لامر صديقتها وقامت ونزلت الدرج وغادرن الصديقات
العقار القديم وسرن لامتار قليله

حتى قالت هند : روحى انتى يا امانى وانا هروح هاله لبيتها

ردت هاله بمراره : بيتى ؟ حتى ماعدليش بيت ..لا عيال ولا بيت

امانى : ليه بتقولى كده عيالك بكره ربنا يردهوملك وبيتك موجود

هاله : اخويا هيرجع شهر 8 وبالذوق كده طردنى عشان هيتجوز فيه ....كنت ناويه النهارده اروح ادور على شقه ايجار

امانى : ليه ان شاء الله انتى ليكى فيها زيك زيه

هاله : لا يا امانى انا ماليش حاجه خلاص ...دا سافر واتغرب عشان يسدد الديون اللى علينا بعد ما اتحكم عليا ب 75 الف جنيه غرامه كتر خيره اووى

امانى : انتى مش قلتى ان الحاجه باعت الارض عشان تسدد الغرامه ..يبقى ديون ايه ؟

هاله : عمى الله لا يسامحه اخد الارض برخص التراب استغل حاجتنا للفلوس مضى امى الله يرحمها على عقد بيع ب خمسين الف جنيه بس والارض تدخلها النهارده فى ربع مليون

امانى : يا ساتر منه لله ...

هاله : ماحدش بيسيب لحد حاجه ..كله يالا نفسى مابتهونش الا على الغلابه يا امانى

امانى : لا وحياتك الغلابه كمان بقو بياكلو فى بعض مش دول اخواتى اللى
كتبت على روحى كمبيالات عشان اجوزهم دلوقتى تعالى شوفيهم حتى
السلام بيستخسروه ...سيبك ربك مابيسبش

هند : معلش يا امانى المهم ان معاكى امك ربنا يخليهالك

امانى : يارب ....خلاص تعالى ااقعدى معايا يا هاله واهو نسلى بعض

هاله : مش عايزه اتقل عليكى يا امانى كتر خيرك

امانى : تتقلى ايه دا انتى تاخدى بحسى بالله عليكى اديكى شايفه الحاجه
طول النهار والليل نايمه فى السرير بقومها بالعافيه ومش هنعملك اى ازعاج خالص

هاله : ياخبر يا امانى ..ماتقوليش كده مين بس اللى يعمل ازعاج للتانى

امانى : يبقى خلاص من بكره هاتى حاجتك وتعالى باتى معايا ولا عشان
البيت ماهو مش اد المقام

هاله : ازاى بس تقولى كده البيت عالى بمقام اصحابه كفايه قلبك الطيب

هند : ماتخلصونا بقى عشان نعرف راسنا من رجلينا... خلاص يا ست
امانى هتيجى تبات معاكى وانتى يا هاله ياله عشان تروحى تلمى حاجتك
وانا هروح بقى احسن اتأخرت على سالم

امانى : يا بت انتى طول عمرك قطر كده ياختى ورينا شويه من الدلع
والدحلبه بتوع سى سالم ابو ايد طويله ده

ضحكت هند ضحكه مرتفعه وقالت : خلاص خلاص ماتزعليش روحك
....بون سوار يا مونمون ...اورفوار يا لولو... سي يو ليتر

امانى : جيبتى الكلام ده منين يا هند

هند : وحياتك هما التلات كلمات دوول وااه يا مون شيرى يبقوا اربعه
....ههههه

هاله : كتر خيرك

امانى بنبره جاده : هاله مستنياكى النهارده على العشا تكونى عندى وانا
حالا هروقلك اوضه الواد اخويا اوضته شرحه وبعيده عن الشارع هتعجبك
اووى

هاله : مش هقدر النهارده خلينا يومين كده عبال ما اظبط حالى

امانى : ماشى يومين يومين ..يالا سلام

ودعت هاله وهند صديقتهما واتجهن كلا فى طريق مخلتف وعادت هاله
الى منزلها وشرعت فى جمع اشياءها القليله استعدادا للرحيل مودعه جدران المنزل التى شاركتها حزنها فى الايام القليله الماضية


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close