اخر الروايات

رواية خلف الظلال الفصل السابع 7 بقلم يسرا

رواية خلف الظلال الفصل السابع 7 بقلم يسرا

الفصل السابع...........بقلم يسرا


معشوقتى

اين انتى؟

بلحظه مسروقه من عمر الزمان

التقيتك وقد كان ما كان

وصار القلب عبدا مخلصا فى محراب هواك

وعشقى المحرم يكوينى باهات فى ليل الولهان

يزيدنى عذابا فوق العذاب اضعافا

الا يكفينى البعاد بامر من غريمى

ليزداد انينى

معشوقتى ...يا واحدتى..... نعم

فمن وحدك يعشقه القلب والروح والوجدان

مزقت احلامى ان تكونى لى وحدى ولكن يكفينى انى لك وحدك

يا واحدتى

ظل رفيق يبحث بقلبه الملتاع حتى ابصرها تقف على بعد مترين

معشوقته ...واحدته

بجدائل شعرها المموجه الغجريه المسدله وقد نجحت نسمات الليل البارده فى حمل بعضها لترتفع مظهره كتفها الناعم

وتسلب لبه بردائا مخمليا بلون الليل القاتم لكأنما يحاول ان يخفى ضي
بشرتها العاجيه وكان الفشل الذريع من نصيبه

وعيناها تشعان بريقا أخاذا كاد ان ينطق باسمه من فرط لهفتها

وعوضا عن ذلك تساقطت حبات الكرز من شفتيها لتنطق اسمه هامسه

نظرت اليه وبادلته نظره طويله واشارت له برأسها للطرف الاخر من الحديقه

بعيدا عن الناس

عن الاضواء

والاهم

عن العيون

تحرك رفيق فى الحال واتبعته معشوقته حتى وصلا الى ركن مظلم عندها
امسك بها من خصرها واحتضنها بشغف حتى صارا جسدا واحدا

وروى قلبه الظمآن بقبله هائمه

واخيرا تباعد العشيقان والقلب لازال ظمآنا وبدأ كلام العيون

حتى نطق لسان رفيق : وحشتينى ...وحشتينى اووى ...كل ده انا ما وحشتكيش يا نانسى

تساقطت عبره من عيون الجميله وقالت هامسه :وحشتنى اووى
بس انت عارف الظروف عامله ازاى ...رجالته فى كل حته محوطانى ...الحفله دى جت من السما ..انا حاسه انه عرف حاجه او حد قاله علينا

رفيق بتصميم: قولتلك الف مره اطلقى ونتجوز

نانسى : يا رفيق انت فاكر مرشدى سهل وهيسبنا فى حالنا دا ممكن يقتلنى ويقتلك ..انا مايهمنيش انى اموت لكن ماقدرش اعيش لحظه وانا عارفه ان نهايتك ممكن تكون على ايده ..عندى ابعد العمر كله عنك ولا انك يجرالك حاجه

فى تلك الاثناء كانت هاله فى طريقها الى غرفه السيدات

وما ان فتحت الباب حتى كادت ان تصطدم بأحدهن فقالت بعفويه : آسفه

ردت الفتاه : مين ؟؟؟هاله ؟؟ مش معقول مش مصدقه نفسى

نظرت هاله الى الاسفل بقليل لتجدها هند فقالت فى حبور : هند ..ازيك
وحشتينى ...وحشتونى اووى انتى وامانى

هند : قال يعنى يا نادله انتى سألتى دا انتى خرجتى ولا سمعنا عنك خبر بعديها

قالت لها هاله فى صوت خفيض : وطى صوتك

هند : ياخبر عليا وعلى لسانى ..تعالى تعالى ...انا اعرف مكان هنا بعيد
عن الدوشه

هاله : انتى جايه هنا مع حد

هند مرتبكه : هه ..اااه اااه ...واحد معرفه كده تعالى معايا

امسكت بها هند واتجهت الى شرفه مظلمه بعيده عن الضوضاء وجلست واياها على ارجوحه معدنيه صغيره

قالت هند : قوليلى اخبارك ايه ..والدنيا عامله معاكى ايه يا هاله؟

هاله بحزن : الدنيا ملطشه معايا اووى يا هند كل ما افتكر انها خلاص
هتاخدنى بالحضن الاقيها اديتنى بالقلم ..قلم وره التانى لحد ما خلاص
اتكسرت وبقول ادينى عايشه والسلام

هند متأثره : ليه يا هاله بس احكيلى

هاله بحسره: امى ماتت ياهند ..ماتت قبل ما اخرج ب 17 يوم ...وولادى كأن الارض اانشقت وبلعتهم طليقى اخدهم واختفى فص ملح وداب ...واخويا عايز يطردنى من الشقه ..ادى يا ستى ملخص حياتى

هند : يااا.. يا هاله وانا اللى كنت فاكره انك لما تخرجى من السجن حالك هيبقى احسن مننا كلنا

هاله متحسره: حالى ..انا حالى يصعب على الكافر

هند : طيب انتى هنا مع مين وبتعملى ايه ؟؟

هاله : شغل ...لقيت شغلانه كده والمدير بتاعى معزوم هنا وجابنى عشان
اسوقله بضاعته...وانتى ؟

هند : هه.... انا جايه مع حد معرفه كده اهو بتسلى

هاله باستغراب : حد مين؟؟؟ واهلك رضيو يسيبوكى

هند : هههههه انا خرجت من السجن روحت قعدتلى كام يوم مع امانى كتر
خيرها وبعدين انطلقت اشوف الدنيا واتعرفت على واحد كده ..طيب معايا
وبيجيبلى اللى نفسى فيه ومسكنى فى حته حلوه اووى

هاله عابسه: مش فاهمه ..اتجوزتيه يعنى ؟؟؟

اطرقت هند برأسها فى خجل ونظرت لها هاله غير مصدقه

وقالت والصدمه ترن فى صوتها : هند ...معقول ..ايه اللى يخليكى تعملى كده ..ماكنتش اتخيل ابدا تبيعى شرفك يا هند

قاطعتها هند باكيه : ياهاله انتى اكتر واحده ممكن تفهمنى وتفهم ظروفى
واحده زيي كانت تبقى فرصتها فى بيت وعيله وراجل كام فى المليون حتى
...والله ولا واحد فى المليون ...غصب عنى ياهاله ..الفقر والجوع
والمرمطه كل ده عشان ايه ..عشان ابقى بشرفى ..شرفى ده كان جوز امى
هياخده ببلاش وبالجزمه كمان لو رفضت ..انا بقى اديته لواحد دفع فيه
كتير اووى وبيعاملنى ولا ست الهوانم

ربتت هاله على كتفها وقالت بأسف: انا مش ححكم عليكى ولا
احاكمك...ربنا يهديكى ويغفرلك ويتوب عليكى وعليا ... انا كمان عشان
اخد مرتب قلعت الحجاب بعد ما ربنا اكرمنى ولبسته .. والله ما انا عارفه
الدنيا دى مخبيلنا ايه تانى ...بالمناسبه انا ماحدش يعرف حكايتى ولا
قصتى واللى بشتغل معاهم فاكرين ان اسمى مريم ...

هند : سرك فى بير يا هاله ...انا هقوم بقى احسن انا كده اتأخرت عليه
اووى

هاله : انا جايه معاكى المفروض انى جايه فى شغل

وما ان همت كلاهما بالعبور عبر عتبه الشرفه الخشبيه حتى كادت هاله ان تصطدم بسالم الذى كان واقفا منذ قليل وسمع جزءا من حوارهما دون ان يدرين

قال سالم بابتسامه ماكره : اسم الله عليكى يامريم ...مش تحاسبى

امتقع وجه هاله فى الحال وقالت : سورى

هند : ايه ده ..انت تعرفها ؟

سالم مؤكدا : امال ...بتشتغل عندى فى المعرض ..انتو تعرفوا بعض يا
هنود؟

هاله بارتباك: هه ..لاء... لاء.... اول مره اتشرف بيها فى الحفله هنا

هند مؤكده: ااه ..ااه.اصل سوسته الفستان كانت اتفتحت وجينا هنا فى
المكان الضلمه ده عشان تقفلهالى

سالم : اخس عليكى يا هنود طيب مش انا اولى من الغريب ..ماشى ياحبى
اما نروح لينا كلام تانى مع بعض

نظرت هاله الى سالم باحتقار شديد وقالت : عن اذنكم ..فرصه سعيده يا هند

انصرفت هاله الى داخل القصر مبتعده عنهم .....

عندها قال سالم لهند : تعالى ياقمر نروح بقى عاوزك فى كلمتين

هند بدلال : سلومه اخس عليك الحفله لسه فى اولها

سالم : وبعدين معاكى ..اسمعى الكلام عشان احبك

هند بدلال: ليه ..هوا انت مش بتحبنى فعلا

سالم : هههههههه انتى تقلتى فى الشرب ولا ايه ..ياله بينا على البيت

سارت هاله حتى وصلت الى بوابه القصر الخلفيه المؤديه الى الحديقه

واخذت تجول بعيناها وسط المدعوين علها تعثر على رفيق ولكنها لم تجده
فانطلقت باحثه عنه فى ارجاء الحديقه حتى وصلت لركن مظلم ....عندها

وجدت رفيق سائرا الى جوار امرأه فى الثلاثينيات من عمرها بارعه الجمال والفتنه والتى سارت مبتعده عنه واختفت فى لمح البصر تاركه
رفيق يبحث عنها يمينا ويسارا ولكن دون جدوى

الا هاله التى استطاعت تتبعها فى هذا الظلام الدامس فوجدتها تسير مسرعه حتى وصلت الى رجل فى العقد السادس من عمره ضخما اصلع الرأس ينفخ سيجارا امريكيا بتلذذ وما ان شعر بها الرجل الى جواره حتى احاط كتفيها بتملك قوى

بعد قليل وقف رفيق الى جوار هاله شاعرا بالسأم فقال : مش يالا بينا يامريم

هاله : بس انا لسه ماعملتش الشغل اللى اتفقنا عليه

رفيق : شكلنا مالناش نصيب ..تعالى ياله احسن انا مخنوق وعايز امشى

سارت هاله الى جوار رفيق وتتبعتهم نانسى بأعين ملؤتهما الغيره حتى
وصلا الى سياره رفيق الفارهه وهم رفيق بمغادره القصر

فقطع طريقه سياره سالم الذى اشار له ملوحا وقال : انا اخدت ميعاد الاسبوع الجاى مع المرشدى ..سلام يا وحش

تمتم رفيق : غور فى ستين داهيه انت والمرشدى

هاله : بتقول حاجه ؟؟

رفيق : همم لا ابدا ..انتى بيتك فين؟

هاله : لاء لاء ماتتعبش روحك نزلنى فى التحرير وانا خطوتين وهوصل
البيت

رفيق : لا ده اسمه كلام ...عايزه حد يخطفك ولا ايه انتى عارفه الساعه
بقت كام؟؟

هاله : ماتخفش عليا

رفيق : انتى اتعشيتى ولا حتى شربتى حاجه فى الحفله دى؟

هاله مبتسمه : لاء

رفيق : طيب تعالى اعزمك على حاجه نشربها وبعدين تروحى

هاله : مالوش لزوم ..مش حابه اطول فى السهر عشان اعرف اصحى
بكره

رفيق : لاا مايهمكيش اتأخرى بكره زى ما انتى عاوزه ...تعالى انا عازمك

بالفعل اصطحبها رفيق لاحدى المطاعم الفاخره والتى تطل على ضفاف
النيل الساحر وطلب وجبه عشاء لهما

فقالت هاله : احنا اتفقنا على مشروب مش عشا

رفيق : ماهو المشروب بعد العشا ...قوليلى يا مريم ..انت حبيتى قبل كده

ابتسمت هاله بخجل وقالت : ااه مره وياريتنى ماحبيته

رفيق : ليه كده ؟

هاله : طلع زباله

رفيق : سيبتوا بعض؟

هاله : من زمااان

رفيق : من امتى ؟

هاله : من 5 سنين

رفيق : يااه..ومن ساعتها ماحبتيش تانى

هاله : الحب ضعف ..بيعمى عينك ...ويلغى تفكيرك.... وانسان منغير نظر
ولا فكر مايفرقش عن الحمار حاجه... يمكن ساعتها الحمار يكون احسن
منه على الاقل بيشوف

رفيق : ههههه والله عندك حق انا ساعات بحس نفسى اكبر حمار ..بس
كده خليتى حتى الحمار احسن منى

هاله : خساره فيا العشا مش كده

رفيق : هههههههه لا ابدا مايغلاش عليكى انتى بنت حلال وانا من اول
ماشوفتك حاسس ان جواكى نضيف اووى

هاله : انا كمان حساك حاجه كده ومش عاوزه اقول

رفيق : لا بجد قولى

نظرت له هاله نظره ثاقبه وقالت : حاساك زيي ...الانسان الغلط فى المكان
الغلط ..

نظر لها رفيق مليا وظل صامتا حتى قال : وانتى فى المكان الغلط يا مريم

اطرقت هاله برأسها وقالت : مش عارفه هوا الغلط فينا ولا فى الدنيا اللى
حوالينا

تنهد رفيق وقال : نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا ....كلى
ياله قبل الاكل مايبرد

تناولت هاله وجبتها وظلت صامته طوال طريق العوده وغرقت فى احلام
اليقظه وتذكرت ميلاد طفليها يوم ان احتضنتهما بقوه وضمتهمها الى
صدرها حتى فرت دمعه من عيناها البنيه

التفت رفيق اليها سائلا : البيت هنا

هاله بصوت مرتجف : ااه حلو هنا هتمشها انا لحده

رفيق : مالك يا مريم؟

هاله : ابدا مافيش ....انا هنزل بقى تعبتك معايا

رفيق : لا تعب ولا حاجه ...انا هفضل راكن العربيه لحد اما اطمن انك
طلعتى بالسلامه ورنتيلى انا طبعا مقدر انك راجعه لوحدك فى الوقت
المتأخر ده وكلام الناس وكده

هاله : متشكره اووى يا رفيق بيه ...اشوفك بكره بأذن الله ...مع السلامه

رفيق : مع السلامه ..اوعى تنسى ترنيلى هه

هاله : لاء حاضر

ترجلت هاله من السياره وسارت مبتعده عنها تحت انظار رفيق حتى
صعدت الى منزلها الخاوى او بالاحرى منزل اخيها وامسكت بهاتفها
واتصلت برفيق فأطمن الاخر وغادر الى منزله

ولم تستطع هاله النوم وبقيت تنظر الى جدران المنزل وتتأملها حتى ظنت
انها تبكى ألما هى الاخرى .تسائلت هاله بداخلها ألكونها جماداً يجعلها لا
تشعر ولا تأن مثلى ...لا اظن


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close