رواية خلف الظلال الفصل السادس 6 بقلم يسرا
الفصل السادس......بقلم يـــــســرا
غادر سالم واتجه الى حجره المكتب الخاصه برفيق صاعدا الدرج المعدنى فى سرعه بالغه
دخل سالم الغرفه دون ان يطرق الباب وقال : بأه جبت اللى اسمها مريم تشتغل هنا؟
رد رفيق دون اكتراث للعاصفه التى اثارها سالم لدى دخوله الغرفه : ايوه
سالم : بالبساطه دى منغير ماترجعلى ؟
رفيق بحزم: اللى حصل ...انا ليا فى المكان اد اللى ليك بالظبط
سالم : ااه يا حبيبى بس شغلنا التانى ده ماينفعش معاه تجيب اى حد من الشارع وتشغله
رفيق : مالها هيا ومال الشغل التانى ..دى تحت فى خدمه عملا ..وبعدين ماهو عشان شغلنا التانى ده لازم المعرض يعمل شغل ويجيب فلوس والا بعد كده هيتقال ..من اين لك هذا؟
سالم بتهكم : وهيا بأه اللى هتعمل الشغل
رفيق : باعت 3عربيات فى اسبوعين بقالنا فاتحين المعرض من سنه كل شغلنا على معارفنا ...وبس
سالم : طيب ..ماشى يارفيق ..بس اخر مره تعمل حاجه من ورايا ..ماشى ياجوز اختى ؟
رفيق : انت اللى كنت مسافر وعشان كده ماعرفتش ااقولك ..طمنى ..عملت ايه فى ليبيا ؟
سالم : كله تمام ..وتعالى البيت عندى بالليل نتكلم هناك احسن
رفيق : مش هينفع اتأخر خد بالك ...منى قالبالى الاريال ومشدده الحصار
سالم : تستاهل ماهو من عمايلك
رفيق: عمايلى انا ...طيب وعمايلك انت
سالم : انا راجل فرى ...انت راجل متجوز ...قولى هتروح الحفله بتاعه المرشدى ؟
رفيق : ااه ان شاء الله وبفكر ناخد معانا اصطف الشغل يمكن نعرف نطلعلنا بقرشين
سالم : تعجبنى ....خد الاصطف كله معاك ..بما فيهم... مريم
رفيق : مش كفايه بوسى ؟
سالم : لاء ماعدتش تنفع ..وااقولك ...ماتجيبهاش انا عايز ابقى على راحتى فى الحفله ..سلام يا جوز اختى
خرج سالم... فتمتم رفيق : غور فى ستين داهيه
قاربت ساعات العمل على الانتهاء ولملمت هاله اشياءها واستعدت للانصراف عندها سمعت طرقا خفيفا على باب غرفتها الزجاجى فرفعت وجهها لترى رفيق يبتسم لها وقال : ايه لسه قاعده لحد دلوقتى ؟
هاله : ااه كنت بس بسيف حاجات على الكومبيوتر
رفيق : طيب ...انا كنت جاى ااقولك ان فى حفله مهمه هروحها بعد بكره عايزك تحضرى نفسك وتيجى معانا عايزين نطلع بشغل حلو وكام بيعه كده من اللى هما من الحفله دى
هاله بتردد : حفله؟؟ حفله فين؟
رفيق : فى فيلا ...او قولى قصر ...
ابتسمت هاله وقالت : بس انا الصراحه موضوع الحفلات ده انا خيبه فيه
رفيق : ماتقوليش على نفسك كده ولو ماكنتش بثق فيكى وقدراتك ماكونتش قولتلك ..المهم ...خدى دوول هاتى بيهم فستان مناسب
اخرج رفيق من جيبه رزمه كبيره من المال ووضعها على مكتبها فقالت هاله فى اعتراض : ايه ده يا افندم بس ...لازمته ايه؟
رفيق : خوديهم ماتتكسفيش لسه بدرى على اخر الشهر وبعدين سميه بدل شياكه بمناسبه حضور الحفله ولو عملتى شغل حلو وسوقتى للمعرض بتاعنا وجيبتى زباين هيبقى ليكى كوميشن معتبر ...اتفقنا
هاله : منغير حاجه ده واجبى ...هيا الحفله هتبقى الساعه كام
رفيق : هههههههه الحفلات اللى زى كده بتبقى طول اليوم اصلا بس احنا هنروح على 10 كده
قالت هاله فى ذعر : بالليل ..ده متأخر اووى
رفيق : معلش انا عارف بس اهى ليله وهتعدى ..انتى عندك فى البيت هيعارضو
هاله : لاء ..ماليش حد فى البيت اصلا
رفيق متأثرا : عايشه لوحدك؟
هزت هاله رأسها وقالت : ابويا مات من عشر سنين وامى ماتت من شهرين كده ...وليا اخ بس مسافر بره
رفيق : انا اسف يا مريم معلش حقك عليا بكره ربنا يرزقك بابن الحلال اللى يملى دنيتك
ابتسمت هاله فى سخريه وقالت : مش باين ...على العموم شكرا ...طيب العنوان فين ونتقابل هناك ؟
رفيق : لاا انتى تيجى هنا ونروح سوا ...الحته بالليل صعبه اووى واخاف عليكى ...اتفقنا
هاله : وهو كذلك
فى اليوم التالى ذهبت هاله لانتقاء فستانا لتحضر به الحفله ...كان المبلغ الذى اعطاه لها رفيق ضخما للغايه ...
فانتقت ثوبا طويلا ضيقا بلون الفراوله وحذاءا فضيا لامع وتبقى معها مايقرب على نصف المبلغ فاحتفظت به جانبا كى ترده لرفيق ..
وامرها رفيق بالانصراف مبكرا حتى تتمكن من السهر فى الحفله ليلا
رافضا اخذ المال المتبقى منها
قائلا فى قلق : انا واثق فى ذوقك ...اوعى تكونى جيبتى حاجه كده ولا كده انتى واجهه المكان
ابتسمت هاله وقالت: اطمن بجد ..المبلغ اللى ادهتهولى كتير فعلا
ابتسم رفيق وقال بحسره : اااخ بس لو المدام تسمعك ...بالك انتى كان زمانها طختك بالنار ..دى بتاخد منى اضعاف اضعافه ولا بيكفيها
قالت هاله بتهكم : مش بيقولو كل برغوت على قد دمه
اشار لها رفيق متوعدا بأصبعه وقال : ياخوفى يا بدران ...مريم ...الفستان شكله ازاى... اوعى يكون بترتر وكرانيش الله يخليكى
اطلقت هاله ضحكه عاليه وقالت : ااه كرانيش كروازيه صف فوشيا وصف برتقانى هههههههه
ضحك رفيق هو الاخر وقاطعهم سالم بصوت يشوبه الغيظ : طيب ماتضحكونا معاكم ..خير صوتكم جايب اخر المعرض
طارت البسمه من على وجهيهما وحل العبوس مكانها سريعا ...وقالت هاله : طيب عن اذنك يارفيق بيه همشى انا
رفيق : طيب يامريم ..معادنا هنا 9 ونص اوعى تتأخرى
هاله : لاء حاضر ..ماتقلقش
سالم : ومافيش عن اذنك يا سالم بيه ...ولا انا مش اد المقام
هاله باقتضاب : العفو يا افندم مقامك محفوظ ..عن اذنك
خرجت هاله فقال رفيق : انا مش عارف يا اخى نقرك من نقرها ليه ؟
سالم : الله ..الله ..الله...دى الحته عجبتك يا معلم ...عينى عليكى يا اختى ..هتلاقيها منين ولا منين
رفيق بصوت غاضب : سالم ...لزومه ايه الكلام ده ؟
سالم : طيب خلاص خلاص انت هتعملهم عليا ولا ايه ....هاه اخبار الشغل ايه ؟ جهزت ورقك؟
رفيق : ااه
سالم : طيب هتفاتح المرشدى النهارده؟
رفيق : على حسب الجو اذا كان ينفع ولا لاء
سالم : سيبنى انا اشيل الليله
رفيق : وانا لايمكن اسيبك لوحدك ..انا عارف انت ممكن تودينا فى داهيه والمرشدى ده اخطبوط وليه دراع فى كل حته
سالم : ماهو عشان كده اكيد هينفعنا
رفيق : ينفعك انت ااه ..انا ماليش فى البودره وانت عارف كويس
سالم : تفرق ايه البودره عن السلاح ...ياسى رفيق
رفيق : ماهو انت اصلك لو اتوجعت منها زيي ماكنتش قلت كده ...وبعدين انا بعمل لبكره انا عندى عيال عايز اربيهم
سالم : هههههههه ضحكتنى وانا ماليش نفس ....يعنى هوا حلو اووى لما تربيهم من فلوس السلاح وغسيل الاموال
ومن المخدرات لاء ؟
رفيق : والله بقى دى دماغى وانا حر ابعد عنى واطلع من نافوخى يا سالم
سالم : خلاص ..خلاص انت غاوى فقر واصلا ماتنفعش فى الشغلانه دى ..الشغلانه دى عايزه حد قلبه ميت مش رفيق ابو قلب رقيق
رفيق : خلصت تريقه ؟؟؟؟
سالم :العفو يا جوز اختى ...استأذن انا ...اصلى عايز اعملى كام ماسك واروح للكوافير يسشورلى شعرى ..الا مش هتدينى فلوس انا كمان امشى بيهم حالى لحد آخر الشهر
نظر له رفيق بتعجب وقال : عرفت منين؟
سالم : انا اعرف دبه النمله فى المكان مش هعرف حاجه تافهه زيي دى
رفيق : الجاسوسه اللى انت مشغلها قالتلك مش كده ..طيب يا بوسى
خبط سالم على كتف رفيق وقال بتهكم : براحه يا اوفه ...غلط على قلبك
خرج سالم تاركا رفيق غاضبا للغايه واتجه الى غرفه هاله ليجدها قد انصرفت
فقال داخله : هتروحى منى فين ..انا خلاص حطيتك فى دماغى وياعينى على اللى امه داعيه عليه واحطه فى دماغى يا ست مريم
مرت هاله اولا على المطعم الذى كانت تعمل به وردت الى رانيا المبلغ الذى اقرضته اياها الاخيره ثم كعادتها ذهبت الى مدرسه ابناءها غير عابئه بوجه المديره العبوس الا انها وجدت نفس الاجابه فى انتظارها
ان ابناءها لم ينتظموا بعد فى دراستهم!!!!!
فعادت الى المنزل شاعره بالحزن مشوبا بالغضب من عادل الا يكفى اختفاؤه بأبنائهما ليزيد عليه ضياع مستقبل الاولاد
وفى تمام التاسعه والنصف دخلت هاله المعرض مرتديه فستانها الانيق يعلوه وشاحا من اللون الفضى متهدلا على كتفيها الناعم وحذائها ذو الكعب المرتفع من اللون نفسه رافعه شعرها البنى الى الاعلى تاركه غره عريضه مداعبه وجهها الجميل لتضفى عليه مزيدا من السحر
نزل رفيق درجات السلم ناظرا اليها باعجاب شديد مطلقا صفيرا طويلا فضحكت هاله ضحكه صغيره
فقال رفيق : يابنت الايه ..ايه الحلاوه دى كلها ..بجد ماعرفتيكيش
هاله : هاه انفع ...
رفيق مداعبا اياها : بس انتى كنتى قلتى صف فوشيا وصف برتقانى ينفع كده
هاله : ماشى المره الجايه
رفيق : خلاص واوعدك احضر ساعتها كرافته تليق معاه
هاله : برتقانى
رفيق : لاء فوشيا ههههههه....المهم تروحى فى عربيتى ولا عربيه وليد ...انا من رأيي تيجى معايا بمنظرك ده اخاف على الواد ...يتهبل بيكى مايركزش فى السواقه يعمل حادثه لاقدر الله ...ساعتها يبقى راح فى ابو نكله
عبست هاله وقالت : ياساتر على فالك ...طيب ما انا هبقى معاه فى العربيه ...وممكن اتصاب من الحادثه انا كمان
رفيق : بمنظرك ده ..دا انتى تعدى من الحديد ...
هاله : انت بتعاكس ولا ايه يا رفيق بيه
رفيق : انا؟ حاشا لله انا راجل متجوز وملتزم ..ماتقلقيش منى ...من البيت للحفله ومن الحفله للبيت ...ااه
هاله : طيب يالا بينا بقى عشان ما نتأخرش على الحفله
رفيق : يالا بينا
انصرف رفيق مع هاله وما كانت الا ساعه زمنيه حتى كان رفيق يسير برفقه هاله فى حديقه القصر الغناء
متبطئا ذراعها فى خيلاء واضحه واستقبله سالم بنظره ماكره وقال: سبحان الله تبقى فى ايدك وتقسم لغيرك
رفيق مبتسما : هى ايه دى يا سالم ؟
رد سالم وعيناه لاتفارق وجه هاله قائلا : كحكه..صغيره ..مدوره ..اد كده ..كنت خلاص همسكها احطها فى بوقى واكلها بسنانى
ردت هاله بتحدى : ماهو مش كل الطير اللى يتاكل لحمه يا سالم بيه
سالم : الله ينور عليكى ..بس انا قلت كحكه مش طير ...عليكى واحده يا كحكه.. ااقصد يا مريم
هاله : اللى تحسبه موسى يطلع فرعون
سالم : ياااااه اذا كان على دوول فهم كتير اووى ..بس مايعرفوش مين هوا سالم ابو النجا
رفيق مقاطعا حديثه : جرالك ايه يا سالم ..انت تقلت فى الشرب ولا ايه
سالم : لااا ده هوا كاس واحد ..مش انا اللى ادوخ من كاس ..اظن مريم تدوخ من شفطه مش كده يا مريم
هاله بحزم : حد الله بينى وبينها
اطلق عندها سالم ضحكه مرتفعه وقال : يبقى بتدوخى ...تبقى مدوخه العالم ده كله بجمالك وتدوخى من شفطه ..مش عيب
زمت هاله شفتيها وقالت لرفيق : عن أذنكم هروح اظبط ميكاجى
انصرفت هاله تاركه رفيق ينظر الى سالم بغضب فقال بعدما انصرفت : انت مافيش فايده فيك مش بتتغير
سالم : انا برده يا ابو قلب حنين ...
رفيق : عن اذنك
سالم متمتما فى ضيق : اذنك معاك يا جوز اختى ..
سار رفيق مبتعدا عده امتار حتى ظن انه اختفى عن ناظرى سالم واخذ يجول بعينيه باحثا عنها ..
لابد انها فى مكان ما ... لا يدرى سر اشتياقه الدائم لها
ياترى اين هى .
غادر سالم واتجه الى حجره المكتب الخاصه برفيق صاعدا الدرج المعدنى فى سرعه بالغه
دخل سالم الغرفه دون ان يطرق الباب وقال : بأه جبت اللى اسمها مريم تشتغل هنا؟
رد رفيق دون اكتراث للعاصفه التى اثارها سالم لدى دخوله الغرفه : ايوه
سالم : بالبساطه دى منغير ماترجعلى ؟
رفيق بحزم: اللى حصل ...انا ليا فى المكان اد اللى ليك بالظبط
سالم : ااه يا حبيبى بس شغلنا التانى ده ماينفعش معاه تجيب اى حد من الشارع وتشغله
رفيق : مالها هيا ومال الشغل التانى ..دى تحت فى خدمه عملا ..وبعدين ماهو عشان شغلنا التانى ده لازم المعرض يعمل شغل ويجيب فلوس والا بعد كده هيتقال ..من اين لك هذا؟
سالم بتهكم : وهيا بأه اللى هتعمل الشغل
رفيق : باعت 3عربيات فى اسبوعين بقالنا فاتحين المعرض من سنه كل شغلنا على معارفنا ...وبس
سالم : طيب ..ماشى يارفيق ..بس اخر مره تعمل حاجه من ورايا ..ماشى ياجوز اختى ؟
رفيق : انت اللى كنت مسافر وعشان كده ماعرفتش ااقولك ..طمنى ..عملت ايه فى ليبيا ؟
سالم : كله تمام ..وتعالى البيت عندى بالليل نتكلم هناك احسن
رفيق : مش هينفع اتأخر خد بالك ...منى قالبالى الاريال ومشدده الحصار
سالم : تستاهل ماهو من عمايلك
رفيق: عمايلى انا ...طيب وعمايلك انت
سالم : انا راجل فرى ...انت راجل متجوز ...قولى هتروح الحفله بتاعه المرشدى ؟
رفيق : ااه ان شاء الله وبفكر ناخد معانا اصطف الشغل يمكن نعرف نطلعلنا بقرشين
سالم : تعجبنى ....خد الاصطف كله معاك ..بما فيهم... مريم
رفيق : مش كفايه بوسى ؟
سالم : لاء ماعدتش تنفع ..وااقولك ...ماتجيبهاش انا عايز ابقى على راحتى فى الحفله ..سلام يا جوز اختى
خرج سالم... فتمتم رفيق : غور فى ستين داهيه
قاربت ساعات العمل على الانتهاء ولملمت هاله اشياءها واستعدت للانصراف عندها سمعت طرقا خفيفا على باب غرفتها الزجاجى فرفعت وجهها لترى رفيق يبتسم لها وقال : ايه لسه قاعده لحد دلوقتى ؟
هاله : ااه كنت بس بسيف حاجات على الكومبيوتر
رفيق : طيب ...انا كنت جاى ااقولك ان فى حفله مهمه هروحها بعد بكره عايزك تحضرى نفسك وتيجى معانا عايزين نطلع بشغل حلو وكام بيعه كده من اللى هما من الحفله دى
هاله بتردد : حفله؟؟ حفله فين؟
رفيق : فى فيلا ...او قولى قصر ...
ابتسمت هاله وقالت : بس انا الصراحه موضوع الحفلات ده انا خيبه فيه
رفيق : ماتقوليش على نفسك كده ولو ماكنتش بثق فيكى وقدراتك ماكونتش قولتلك ..المهم ...خدى دوول هاتى بيهم فستان مناسب
اخرج رفيق من جيبه رزمه كبيره من المال ووضعها على مكتبها فقالت هاله فى اعتراض : ايه ده يا افندم بس ...لازمته ايه؟
رفيق : خوديهم ماتتكسفيش لسه بدرى على اخر الشهر وبعدين سميه بدل شياكه بمناسبه حضور الحفله ولو عملتى شغل حلو وسوقتى للمعرض بتاعنا وجيبتى زباين هيبقى ليكى كوميشن معتبر ...اتفقنا
هاله : منغير حاجه ده واجبى ...هيا الحفله هتبقى الساعه كام
رفيق : هههههههه الحفلات اللى زى كده بتبقى طول اليوم اصلا بس احنا هنروح على 10 كده
قالت هاله فى ذعر : بالليل ..ده متأخر اووى
رفيق : معلش انا عارف بس اهى ليله وهتعدى ..انتى عندك فى البيت هيعارضو
هاله : لاء ..ماليش حد فى البيت اصلا
رفيق متأثرا : عايشه لوحدك؟
هزت هاله رأسها وقالت : ابويا مات من عشر سنين وامى ماتت من شهرين كده ...وليا اخ بس مسافر بره
رفيق : انا اسف يا مريم معلش حقك عليا بكره ربنا يرزقك بابن الحلال اللى يملى دنيتك
ابتسمت هاله فى سخريه وقالت : مش باين ...على العموم شكرا ...طيب العنوان فين ونتقابل هناك ؟
رفيق : لاا انتى تيجى هنا ونروح سوا ...الحته بالليل صعبه اووى واخاف عليكى ...اتفقنا
هاله : وهو كذلك
فى اليوم التالى ذهبت هاله لانتقاء فستانا لتحضر به الحفله ...كان المبلغ الذى اعطاه لها رفيق ضخما للغايه ...
فانتقت ثوبا طويلا ضيقا بلون الفراوله وحذاءا فضيا لامع وتبقى معها مايقرب على نصف المبلغ فاحتفظت به جانبا كى ترده لرفيق ..
وامرها رفيق بالانصراف مبكرا حتى تتمكن من السهر فى الحفله ليلا
رافضا اخذ المال المتبقى منها
قائلا فى قلق : انا واثق فى ذوقك ...اوعى تكونى جيبتى حاجه كده ولا كده انتى واجهه المكان
ابتسمت هاله وقالت: اطمن بجد ..المبلغ اللى ادهتهولى كتير فعلا
ابتسم رفيق وقال بحسره : اااخ بس لو المدام تسمعك ...بالك انتى كان زمانها طختك بالنار ..دى بتاخد منى اضعاف اضعافه ولا بيكفيها
قالت هاله بتهكم : مش بيقولو كل برغوت على قد دمه
اشار لها رفيق متوعدا بأصبعه وقال : ياخوفى يا بدران ...مريم ...الفستان شكله ازاى... اوعى يكون بترتر وكرانيش الله يخليكى
اطلقت هاله ضحكه عاليه وقالت : ااه كرانيش كروازيه صف فوشيا وصف برتقانى هههههههه
ضحك رفيق هو الاخر وقاطعهم سالم بصوت يشوبه الغيظ : طيب ماتضحكونا معاكم ..خير صوتكم جايب اخر المعرض
طارت البسمه من على وجهيهما وحل العبوس مكانها سريعا ...وقالت هاله : طيب عن اذنك يارفيق بيه همشى انا
رفيق : طيب يامريم ..معادنا هنا 9 ونص اوعى تتأخرى
هاله : لاء حاضر ..ماتقلقش
سالم : ومافيش عن اذنك يا سالم بيه ...ولا انا مش اد المقام
هاله باقتضاب : العفو يا افندم مقامك محفوظ ..عن اذنك
خرجت هاله فقال رفيق : انا مش عارف يا اخى نقرك من نقرها ليه ؟
سالم : الله ..الله ..الله...دى الحته عجبتك يا معلم ...عينى عليكى يا اختى ..هتلاقيها منين ولا منين
رفيق بصوت غاضب : سالم ...لزومه ايه الكلام ده ؟
سالم : طيب خلاص خلاص انت هتعملهم عليا ولا ايه ....هاه اخبار الشغل ايه ؟ جهزت ورقك؟
رفيق : ااه
سالم : طيب هتفاتح المرشدى النهارده؟
رفيق : على حسب الجو اذا كان ينفع ولا لاء
سالم : سيبنى انا اشيل الليله
رفيق : وانا لايمكن اسيبك لوحدك ..انا عارف انت ممكن تودينا فى داهيه والمرشدى ده اخطبوط وليه دراع فى كل حته
سالم : ماهو عشان كده اكيد هينفعنا
رفيق : ينفعك انت ااه ..انا ماليش فى البودره وانت عارف كويس
سالم : تفرق ايه البودره عن السلاح ...ياسى رفيق
رفيق : ماهو انت اصلك لو اتوجعت منها زيي ماكنتش قلت كده ...وبعدين انا بعمل لبكره انا عندى عيال عايز اربيهم
سالم : هههههههه ضحكتنى وانا ماليش نفس ....يعنى هوا حلو اووى لما تربيهم من فلوس السلاح وغسيل الاموال
ومن المخدرات لاء ؟
رفيق : والله بقى دى دماغى وانا حر ابعد عنى واطلع من نافوخى يا سالم
سالم : خلاص ..خلاص انت غاوى فقر واصلا ماتنفعش فى الشغلانه دى ..الشغلانه دى عايزه حد قلبه ميت مش رفيق ابو قلب رقيق
رفيق : خلصت تريقه ؟؟؟؟
سالم :العفو يا جوز اختى ...استأذن انا ...اصلى عايز اعملى كام ماسك واروح للكوافير يسشورلى شعرى ..الا مش هتدينى فلوس انا كمان امشى بيهم حالى لحد آخر الشهر
نظر له رفيق بتعجب وقال : عرفت منين؟
سالم : انا اعرف دبه النمله فى المكان مش هعرف حاجه تافهه زيي دى
رفيق : الجاسوسه اللى انت مشغلها قالتلك مش كده ..طيب يا بوسى
خبط سالم على كتف رفيق وقال بتهكم : براحه يا اوفه ...غلط على قلبك
خرج سالم تاركا رفيق غاضبا للغايه واتجه الى غرفه هاله ليجدها قد انصرفت
فقال داخله : هتروحى منى فين ..انا خلاص حطيتك فى دماغى وياعينى على اللى امه داعيه عليه واحطه فى دماغى يا ست مريم
مرت هاله اولا على المطعم الذى كانت تعمل به وردت الى رانيا المبلغ الذى اقرضته اياها الاخيره ثم كعادتها ذهبت الى مدرسه ابناءها غير عابئه بوجه المديره العبوس الا انها وجدت نفس الاجابه فى انتظارها
ان ابناءها لم ينتظموا بعد فى دراستهم!!!!!
فعادت الى المنزل شاعره بالحزن مشوبا بالغضب من عادل الا يكفى اختفاؤه بأبنائهما ليزيد عليه ضياع مستقبل الاولاد
وفى تمام التاسعه والنصف دخلت هاله المعرض مرتديه فستانها الانيق يعلوه وشاحا من اللون الفضى متهدلا على كتفيها الناعم وحذائها ذو الكعب المرتفع من اللون نفسه رافعه شعرها البنى الى الاعلى تاركه غره عريضه مداعبه وجهها الجميل لتضفى عليه مزيدا من السحر
نزل رفيق درجات السلم ناظرا اليها باعجاب شديد مطلقا صفيرا طويلا فضحكت هاله ضحكه صغيره
فقال رفيق : يابنت الايه ..ايه الحلاوه دى كلها ..بجد ماعرفتيكيش
هاله : هاه انفع ...
رفيق مداعبا اياها : بس انتى كنتى قلتى صف فوشيا وصف برتقانى ينفع كده
هاله : ماشى المره الجايه
رفيق : خلاص واوعدك احضر ساعتها كرافته تليق معاه
هاله : برتقانى
رفيق : لاء فوشيا ههههههه....المهم تروحى فى عربيتى ولا عربيه وليد ...انا من رأيي تيجى معايا بمنظرك ده اخاف على الواد ...يتهبل بيكى مايركزش فى السواقه يعمل حادثه لاقدر الله ...ساعتها يبقى راح فى ابو نكله
عبست هاله وقالت : ياساتر على فالك ...طيب ما انا هبقى معاه فى العربيه ...وممكن اتصاب من الحادثه انا كمان
رفيق : بمنظرك ده ..دا انتى تعدى من الحديد ...
هاله : انت بتعاكس ولا ايه يا رفيق بيه
رفيق : انا؟ حاشا لله انا راجل متجوز وملتزم ..ماتقلقيش منى ...من البيت للحفله ومن الحفله للبيت ...ااه
هاله : طيب يالا بينا بقى عشان ما نتأخرش على الحفله
رفيق : يالا بينا
انصرف رفيق مع هاله وما كانت الا ساعه زمنيه حتى كان رفيق يسير برفقه هاله فى حديقه القصر الغناء
متبطئا ذراعها فى خيلاء واضحه واستقبله سالم بنظره ماكره وقال: سبحان الله تبقى فى ايدك وتقسم لغيرك
رفيق مبتسما : هى ايه دى يا سالم ؟
رد سالم وعيناه لاتفارق وجه هاله قائلا : كحكه..صغيره ..مدوره ..اد كده ..كنت خلاص همسكها احطها فى بوقى واكلها بسنانى
ردت هاله بتحدى : ماهو مش كل الطير اللى يتاكل لحمه يا سالم بيه
سالم : الله ينور عليكى ..بس انا قلت كحكه مش طير ...عليكى واحده يا كحكه.. ااقصد يا مريم
هاله : اللى تحسبه موسى يطلع فرعون
سالم : ياااااه اذا كان على دوول فهم كتير اووى ..بس مايعرفوش مين هوا سالم ابو النجا
رفيق مقاطعا حديثه : جرالك ايه يا سالم ..انت تقلت فى الشرب ولا ايه
سالم : لااا ده هوا كاس واحد ..مش انا اللى ادوخ من كاس ..اظن مريم تدوخ من شفطه مش كده يا مريم
هاله بحزم : حد الله بينى وبينها
اطلق عندها سالم ضحكه مرتفعه وقال : يبقى بتدوخى ...تبقى مدوخه العالم ده كله بجمالك وتدوخى من شفطه ..مش عيب
زمت هاله شفتيها وقالت لرفيق : عن أذنكم هروح اظبط ميكاجى
انصرفت هاله تاركه رفيق ينظر الى سالم بغضب فقال بعدما انصرفت : انت مافيش فايده فيك مش بتتغير
سالم : انا برده يا ابو قلب حنين ...
رفيق : عن اذنك
سالم متمتما فى ضيق : اذنك معاك يا جوز اختى ..
سار رفيق مبتعدا عده امتار حتى ظن انه اختفى عن ناظرى سالم واخذ يجول بعينيه باحثا عنها ..
لابد انها فى مكان ما ... لا يدرى سر اشتياقه الدائم لها
ياترى اين هى .