رواية خلف الظلال الفصل الخامس 5 بقلم يسرا
الفصل الخامس .... بقلم يسرا
استيقظت هاله صباح اليوم التالى واعدت لنفسها افطارا بسيطا وجلست على سريرها تعد ماتبقى لها من اموال وتضع لنفسها ميزانيه صغيره تتفق مع ضآله اموالها وجدت ان عليها البحث عن وظيفه اخرى فى اقرب وقت ممكن
فاتجهت الى طاوله السفره وافرغت حقيبتها حتى عثرت على ذاك الكارت فقامت وارتدت ملابسها
انهت هاله زينتها بالكامل وصففت شعرها وخرجت من المنزل شاعره بمشاعره مختلطه مابين شعورها بالذنب لعدم ارتدائها الحجاب وبين رغبتها فى العمل...
اخذت تبرر لنفسها فعلتها ....لم النفاق ..ما الذى يجعلها تتوجه الى عملها مرتديه حجابها وتخلعه فور وصولها ..وترتديه مره اخرى لدى انصرافها ...وهى تظن ان صاحب العمل الجديد سيطلب منها بالتأكيد خلع الحجاب كما فعل الاخير
الم يرها وهى سافره لذلك اعطى لزميلاتها كارت العمل الخاص به ؟؟؟!!!
وصلت هاله الى مقر عملها الجديد والذى كان يقع على مشارف القاهره
وتوجهت الى مكتب الاستقبال وابرزت لهم الكارت الموقع من صاحب العمل
فأرشدتها الموظفه الى سكرتيره "رفيق " ...بوسى
طرقت هاله باب المكتب الزجاجى بخفه ودخلت قائله : صباح الخير
رفعت بوسى نظرها بعيدا عن شاشه الحاسوب وقالت : صباح النور
هاله : الحقيقه انا معرفش صاحب الكارت ده بس هوا قالى ابقى احود عليه هنا عنده شغل ليا
رفعت بوسى حاجبها الرفيع تعجبا ومدت يدها واخذت الكارت من يد هاله بتعالى وقالت : طيب خليكى هنا
طرقت بوسى باب مكتب "رفيق " ودخلت وعادت بعد قليل وقالت لهاله : اتفضلى
دخلت هاله المكتب الواسع الانيق والذى كان يملك اطلاله زجاجيه عريضه على داخل المعرض ...
وقام رفيق من مقعده قائلا بوجه بشوش: مريم ...كويس انك جيتى ..اهلا ..اهلا
تعجبت هاله فقد نادها باسم مريم ذاك الاسم الذى كانت تستخدمه فى عملها القديم
...ولكن شيئا ما جعلها لا تصحح له خطأ معتقده
فقالت فى ثبات : صباح الخير ...انا اسفه جيت منغير ميعاد
رفيق : لا ميعاد ايه عادى يعنى ..همم قوليلى تحبى تشربى ايه ؟
هاله : لاء مالوش لزوم ...
رفيق : لا مايصحش ..ثم غمز بعينيه وابتسم وقال : هطلبك قهوه
ابتسمت هاله ابتسامه واسعه وقالت : اوك ...قهوه مظبوط
رفع رفيق سماعه الهاتف وطلب القهوه ثم قال عاقدا حاجبيه : قوليلى انتى معاكى ايه؟
هاله : نعم؟
رفيق : مؤهلك ؟؟؟
هاله : ااااه ..بكالوريوس تجاره ...قسم محاسبه وبعرف كومبيوتر كمان
رفيق : عندك كام سنه يا مريم
هاله صادقه:32
رفيق : شكلك يدى اصغر من كده ..متجوزه؟...مخطوبه؟؟؟
هاله مبتسمه بسخريه : لاء
رفيق مهللا : طيب جميل اووى ...ايه رأيك تشتغلى فى قسم خدمه العملا تستقبلى العملاء تحت وتشوفى طلبهم... وطبعا هيكون معاكى استاذ اشرف والمهندس وليد الاتنين هيكون من اختصاصهم الرد عن اى اسئله احترافيه بخصوص العربيات احنا هنا توكيل كبير لماركه ليكسوس تسمعى عنها ؟
هاله نافيه بأسف: الحقيقه لاء
رفيق :هيا لسه جديده فى مصر لكن بنبيع عربيات من ماركات تانيه بالاضافه ليها ..وان شاء الله ترتاحى معانا ...اشربى قهوتك الاول وبعدين هبعت لمهندس وليد يوريكى الشغل
هاله : لاء خلاص انزل للمهندس احسن
رفيق : ماتبقيش حاميه الدنيا ماطرتش... كمان شويه هوا بشحمه ولحمه هيجيلى هنا... كنت طالب منه شغل قبل ما انتى تيجى
هاله : خلاص اذا كان كده
بالفعل ما كانت الا دقائق معدوده حتى سمع كلاهما طرقا واضحا على الباب
ودخل رجل فى اوائل الثلاثينيات يحمل مظهرا عابثا بعض الشىء مرتديا حله انيقه بلون رمادى وقميص سماوى مقلم بخطوط رفيعه من اللون الابيض
رفيق : ها خلصت يا وليد
وليد : كله تمام يا باشا ...شويه وهيجلى اوراق الاعتماد بالفاكس تمضيها حضرتك
رفيق : طيب الله ينور ...بص يا سيدى دى مريم ...عايزك تعرفها اصول الشغل هتشتغل معانا فى خدمه العملا
نظر وليد الى هاله نظره ذات معنى وقال : ده المعرض كله ينور يا انسه مريم
ابتسمت هاله بفتور وقالت : ميرسى
رفيق : خلاص يا مريم ...روحى مع وليد وهوا هيوريكى المكان
هاله : متشكره اوى يافندم وان شاء الله اكون عند حسن ظنك
انصرفت هاله برفقه وليد داعيه الله فى سرها ان يقف الى جوارها خاصه بعد اكاذبيها الصغيره المتتاليه فهى ليست بمريم وليست بآنسه بالتأكيد
مر الوقت سريعا على هاله وجدت ان العمل مسلى للغايه فهى ستستقبل الزبائن وتطلب لهم المشروبات وترشدهم الى وليد ليجيب عن استفسارتهم
فهى ليست الا وجه جميل وجسد رشيق يقف واجهه للمكان مما يشجع البعض على شراء السياره من هذا المكان بالتحديد
بالاضافه الى امتلاكها مكتبا ضخما فى غرفه زجاجيه تطل على باحه المعرض الداخليه والخارجيه ايضا
مرت ايام عديده على هاله تذهب الى مدرسه اطفالها صباحا لتجد نفس الاجابه المتأففه من مديره المدرسه لتتجه بعدها الى عملها فى تمام العاشره وتنصرف فى السابعه مساءا كل يوم وتقضى ليلها مابين بكاء واحلام مزعجه تؤرق مضجعها
واعتادت هاله على ذلك الروتين
ولا تدرى لما اطاعت تيار الحياه واستسلمت لدربها املا ام يأسا ....لا تدرى
فحاولت الانشغال والتلاهى عن جراحها بالانغماس فى عملها اكثر واكثر
كان اكثر ما يبهر هاله فى عملها الجديد هو اناقه المكان وفخامته على الرغم من قله الزبائن وقله حركه البيع والشراء
الا ان رفيق ومعاونه وليد والاخر اشرف كانو دائما يبدون فى قمه الانشغال ....
كانت هاله تلاحظ دوما حمل وليد لملفات كثيره واوراق فى يده ..
اما الاستاذ اشرف فكان دائم الانشغال باستقبال مكالمات هاتفيه غامضه ...
ولكن آثرت هاله عدم فتح مجالا للاسئله التى ظلت تجوب برأسها الجميل فهى ايضا لديها ماتحمله من خبايا واكاذيب خاصه بماضيها
حتى ذات يوم كانت هاله منشغله فى استقبال احد المكالمات وسمعت زمورا عاليا ولكنها لم تعر الامر اهتماما
وُهرع وليد لاستقبال صاحب السياره الفارهه قائلا فى حماس : اهلا اهلا سالم باشا ...المعرض نور والله يا باشا
دخل سالم وجال بنظره فى المعرض حتى وقع نظره على هاله التى لم تلحظ وجوده بعد
فعقد حاجبيه والتفت الى وليد وقال : مين اللى جابها هنا؟
وليد : مريم !! ااه ..رفيق باشا بقالها معانا بتاع اسبوعين كده ...بس حركه ومخها مفتح
لوى سالم شفتيه استياءا وقال : بقى كده يا رفيق ...ماشى
اتجه سالم صوب هاله والتى كانت مائله على سطح المكتب ..مركزه انظارها على شاشه الحاسوب تراجع احد الموديلات التى سألها عليها احد الزبائن فى المحادثه التليفونيه منذ قليل
وقف سالم خلفها يتأمل جسدها بنظرات وقحه..شعرت هاله بأحدهم خلفها فاستدرات سريعا وظهرت معالم الدهشه والاستنكار على وجهها
فابتسم سالم بسخريه وقال : يا اهلا ..يا اهلا ...شوفتى الدنيا صغيره ازاى ..لاء وغريبه كمان يا شيخه والله ...امبارح كنتى حته جرسونه ولا تسوى فى مطعم والنهارده واقفه فى افخم معرض سيارات فيكى يا مصر وبتاع مين ...بتاع العبد لله ..."مشيرا الى نفسه بزهو"
امتقع وجه هاله فهى كانت تظن ان المعرض ملكا لرفيق فقالت فى ثبات : نورت يا افندم
عض سالم على شفتيه واتجه الى الكرسى الخاص بهاله وجلس عليه وقال : روحى هاتيلى فنجان قهوه ...
ثم مال برأسه الى الامام وقال :تصدقى من ساعتها ماشربتش فنجان يعدلى مزاجى
انصرفت هاله شاعره بالحنق تجاه الماكينه وصبت القهوه فى فنجان وحملته مصممه الا تجعله ينال من اعصابها كما فعل فى المره السابقه فكلفها عملها
وضعت هاله الفنجان على سطح المكتب وابتعدت خطوتين للخلف وقالت : اى حاجه تانيه يا فندم
خبط سالم على فخذه بخفه وابتسم وقال : تعالى اقعدى واقفه ليه
احمر وجه هاله حنقا وخجلا وقالت بصوت مخنوق : متشكره مرتاحه كده
اطلق سالم ضحكه عاليه وقال : براحتك يا قمر
قاطع حديثهم وليد قائلا : باشا ...كنت عاوزك خمسه
نظر سالم الى هاله وقال : طيب روحى انتى دلوقتى
ظهر على وجهها امارات التعجب ..... الا يملك مكتبا يذهب اليه؟؟!!! ... الى اين قد تذهب هى...وانصرفت صامته شاعره بالحنق
واتجهت الى مكتب بوسى بالطابق العلوى وطرقته ودخلت
وما ان رأتها بوسى حتى لوت شفتيها استياءا وقالت بتعجرف : افندم؟؟..عاوزه ايه؟
هاله : ابدا ...اصل سالم بيه وصل وقاعد فى مكتبى فقلت اجى اشوف ان كنتى محتاجه مساعده فى حاجه
تهلل وجه بوسى فرحا وقامت من مجلسها وسارت بخيلاء : بجد..طيب كويس ..شاطره ..خليكى فى مكتبى ردى على التليفونات عبال ما ارجع
هاله : بس ده مشانى عشان بيتكلم فى شغل مع وليد
قالت بوسى مشيره لها باصبعها بغرور : يمشيكى انتى ااه ..انما انا نووو
انصرفت بوسى مغلقه وراءه الباب بحده
فتمتمت هاله : كتك خيبه على خيبتك انا اللى غلطانه ان جيت اصلا
بعد قليل رن الهاتف فردت هاله وكانت المتصله زوجه رفيق "منى"....والتى تعجبت لدى سماع صوت هاله الغير مألوف بالنسبه لها ..
لم تدرى هاله كيفيه تحويل المكالمه لمكتب رفيق ...فقامت واتجهت الى غرفته وطرقت الباب ودخلت لتجد رفيق يتحدث فى هاتفه الجوال
اغلق رفيق الهاتف وابتسم لهاله وقال : خير يا مريم؟
هاله: مدام منى على التليفون الارضى بس انا ماعرفتش احولك المكالمه ازاى
عبس رفيق قليلا وقال : وفين بوسى؟
ردت هاله بصوت شابه بعض الضيق وقالت : اصل الاستاذ سالم جه تحت وكان عايز مكتبى فطلعت اشوف اذا كنت اساعد بوسى فى حاجه بدال ما انا مش لاقيه حاجه اعملها فهيا سابتلى المكتب ونزلت
لوى رفيق فمه وقال : ااه قولتيلى ..سالم هنا
قالت هاله فى تردد : هوا الاستاذ سالم صاحب المعرض
قال رفيق مطمئنا اياها : لاء ...احنا شركا ..بس اطمنى هوا مش بيجى كتير ...
قالت هاله فى خجل : طيب استأذن انا... وبرضه ماقولتليش احولك المكالمه ازاى
رفيق : اقفلى انتى معاها وانا هكلمها على الموبايل ..وياريت تنزلى مكتبك وتخلى بوسى تطلع تشوف شغلها
توجهت هاله الى مكتبها بعدما وضعت سماعه الهاتف ...ودخلت الغرفه لتجد بوسى جالسه فى احضان سالم تداعب شعره
فاحمر وجهها بشده وكانت وحدها من شعرت بالاحراج
فسالم قد نظر لها نظره وقحه ...اما بوسى فقد نظرت لها بغضب وقالت : انتى ايه اللى نزلك من فوق ؟
عقدت هاله حاجبيها بغضب وقالت : نعم؟؟؟ انا طلعت فوق من نفسى على فكره وكتر خيري اووى دلوقتى حضرتك اللى تتفضلى على مكتبك عشان استاذ رفيق عاوزك
قامت بوسى وقالت لسالم بدلال: معلش يا بيبى هطلع اشوف رفيق عاوز ايه ساعه وارجعلك ..اوعى تمشى منغيري
مرت بوسى بجوار هاله ناظره لها بتكبر وقال سالم : هاه ايه اخبار الشغل ؟؟
نظرت له هاله بتعجب وقالت : الحمد لله
سالم : مرتاحه معانا؟
هاله : الحمد لله
سالم : طبعا رفيق ابو قلب رقيق هوا اللى جابك هنا بعد اما اترفدتى من المطعم مش كده
زمت هاله شفتيها ثم قالت : اللى حضرتك كنت السبب فى رفدى
سالم : يا حبيبه قلبى انتى لسانك طويل مع الزباين كده ولا كده كنت هتترفدى
هاله باندفاع: وانت ايدك طويله
اطلق سالم ضحكه عبثيه وقال: ماهى هيا دى الخدمات الاضافيه اللى بيقدمها المطعم ...عامله نفسك طاهره وشريفه اووى ...طيب بتروحى تشتغلى فى مكان زى ده ليه ؟؟؟
اتسعت عينا هاله وشعرت انها بالفعل غبيه وانها هى من وضعت نفسها فى هذا الموقف
فقالت مدافعه عن نفسها : لاء انا ماحدش قالى على الخدمات الاضافيه دى واصلا ما لحقتش اقعد هما اسبوعين ...وفى الاسبوعين دوول الزباين كانو محترمين
قام سالم واقترب منها وقال بصوت منخفض : انا يعنى اللى مش محترم؟؟
هزت هاله رأسها وقالت بعند : ااه
رد سالم بصوت يشبه فحيح الافعى واقترب منها حتى كاد ان يلتصق بها : ما انا برضه معذور... قدام الجمال ده كله ...كنت امسك نفسى ازاى
نظرت له هاله فى خوف وتقزز وابتعدت عنه واتجهت الى مكتبها وجلست عليه وتظاهرت بالانشغال فى بعض الاعمال
استيقظت هاله صباح اليوم التالى واعدت لنفسها افطارا بسيطا وجلست على سريرها تعد ماتبقى لها من اموال وتضع لنفسها ميزانيه صغيره تتفق مع ضآله اموالها وجدت ان عليها البحث عن وظيفه اخرى فى اقرب وقت ممكن
فاتجهت الى طاوله السفره وافرغت حقيبتها حتى عثرت على ذاك الكارت فقامت وارتدت ملابسها
انهت هاله زينتها بالكامل وصففت شعرها وخرجت من المنزل شاعره بمشاعره مختلطه مابين شعورها بالذنب لعدم ارتدائها الحجاب وبين رغبتها فى العمل...
اخذت تبرر لنفسها فعلتها ....لم النفاق ..ما الذى يجعلها تتوجه الى عملها مرتديه حجابها وتخلعه فور وصولها ..وترتديه مره اخرى لدى انصرافها ...وهى تظن ان صاحب العمل الجديد سيطلب منها بالتأكيد خلع الحجاب كما فعل الاخير
الم يرها وهى سافره لذلك اعطى لزميلاتها كارت العمل الخاص به ؟؟؟!!!
وصلت هاله الى مقر عملها الجديد والذى كان يقع على مشارف القاهره
وتوجهت الى مكتب الاستقبال وابرزت لهم الكارت الموقع من صاحب العمل
فأرشدتها الموظفه الى سكرتيره "رفيق " ...بوسى
طرقت هاله باب المكتب الزجاجى بخفه ودخلت قائله : صباح الخير
رفعت بوسى نظرها بعيدا عن شاشه الحاسوب وقالت : صباح النور
هاله : الحقيقه انا معرفش صاحب الكارت ده بس هوا قالى ابقى احود عليه هنا عنده شغل ليا
رفعت بوسى حاجبها الرفيع تعجبا ومدت يدها واخذت الكارت من يد هاله بتعالى وقالت : طيب خليكى هنا
طرقت بوسى باب مكتب "رفيق " ودخلت وعادت بعد قليل وقالت لهاله : اتفضلى
دخلت هاله المكتب الواسع الانيق والذى كان يملك اطلاله زجاجيه عريضه على داخل المعرض ...
وقام رفيق من مقعده قائلا بوجه بشوش: مريم ...كويس انك جيتى ..اهلا ..اهلا
تعجبت هاله فقد نادها باسم مريم ذاك الاسم الذى كانت تستخدمه فى عملها القديم
...ولكن شيئا ما جعلها لا تصحح له خطأ معتقده
فقالت فى ثبات : صباح الخير ...انا اسفه جيت منغير ميعاد
رفيق : لا ميعاد ايه عادى يعنى ..همم قوليلى تحبى تشربى ايه ؟
هاله : لاء مالوش لزوم ...
رفيق : لا مايصحش ..ثم غمز بعينيه وابتسم وقال : هطلبك قهوه
ابتسمت هاله ابتسامه واسعه وقالت : اوك ...قهوه مظبوط
رفع رفيق سماعه الهاتف وطلب القهوه ثم قال عاقدا حاجبيه : قوليلى انتى معاكى ايه؟
هاله : نعم؟
رفيق : مؤهلك ؟؟؟
هاله : ااااه ..بكالوريوس تجاره ...قسم محاسبه وبعرف كومبيوتر كمان
رفيق : عندك كام سنه يا مريم
هاله صادقه:32
رفيق : شكلك يدى اصغر من كده ..متجوزه؟...مخطوبه؟؟؟
هاله مبتسمه بسخريه : لاء
رفيق مهللا : طيب جميل اووى ...ايه رأيك تشتغلى فى قسم خدمه العملا تستقبلى العملاء تحت وتشوفى طلبهم... وطبعا هيكون معاكى استاذ اشرف والمهندس وليد الاتنين هيكون من اختصاصهم الرد عن اى اسئله احترافيه بخصوص العربيات احنا هنا توكيل كبير لماركه ليكسوس تسمعى عنها ؟
هاله نافيه بأسف: الحقيقه لاء
رفيق :هيا لسه جديده فى مصر لكن بنبيع عربيات من ماركات تانيه بالاضافه ليها ..وان شاء الله ترتاحى معانا ...اشربى قهوتك الاول وبعدين هبعت لمهندس وليد يوريكى الشغل
هاله : لاء خلاص انزل للمهندس احسن
رفيق : ماتبقيش حاميه الدنيا ماطرتش... كمان شويه هوا بشحمه ولحمه هيجيلى هنا... كنت طالب منه شغل قبل ما انتى تيجى
هاله : خلاص اذا كان كده
بالفعل ما كانت الا دقائق معدوده حتى سمع كلاهما طرقا واضحا على الباب
ودخل رجل فى اوائل الثلاثينيات يحمل مظهرا عابثا بعض الشىء مرتديا حله انيقه بلون رمادى وقميص سماوى مقلم بخطوط رفيعه من اللون الابيض
رفيق : ها خلصت يا وليد
وليد : كله تمام يا باشا ...شويه وهيجلى اوراق الاعتماد بالفاكس تمضيها حضرتك
رفيق : طيب الله ينور ...بص يا سيدى دى مريم ...عايزك تعرفها اصول الشغل هتشتغل معانا فى خدمه العملا
نظر وليد الى هاله نظره ذات معنى وقال : ده المعرض كله ينور يا انسه مريم
ابتسمت هاله بفتور وقالت : ميرسى
رفيق : خلاص يا مريم ...روحى مع وليد وهوا هيوريكى المكان
هاله : متشكره اوى يافندم وان شاء الله اكون عند حسن ظنك
انصرفت هاله برفقه وليد داعيه الله فى سرها ان يقف الى جوارها خاصه بعد اكاذبيها الصغيره المتتاليه فهى ليست بمريم وليست بآنسه بالتأكيد
مر الوقت سريعا على هاله وجدت ان العمل مسلى للغايه فهى ستستقبل الزبائن وتطلب لهم المشروبات وترشدهم الى وليد ليجيب عن استفسارتهم
فهى ليست الا وجه جميل وجسد رشيق يقف واجهه للمكان مما يشجع البعض على شراء السياره من هذا المكان بالتحديد
بالاضافه الى امتلاكها مكتبا ضخما فى غرفه زجاجيه تطل على باحه المعرض الداخليه والخارجيه ايضا
مرت ايام عديده على هاله تذهب الى مدرسه اطفالها صباحا لتجد نفس الاجابه المتأففه من مديره المدرسه لتتجه بعدها الى عملها فى تمام العاشره وتنصرف فى السابعه مساءا كل يوم وتقضى ليلها مابين بكاء واحلام مزعجه تؤرق مضجعها
واعتادت هاله على ذلك الروتين
ولا تدرى لما اطاعت تيار الحياه واستسلمت لدربها املا ام يأسا ....لا تدرى
فحاولت الانشغال والتلاهى عن جراحها بالانغماس فى عملها اكثر واكثر
كان اكثر ما يبهر هاله فى عملها الجديد هو اناقه المكان وفخامته على الرغم من قله الزبائن وقله حركه البيع والشراء
الا ان رفيق ومعاونه وليد والاخر اشرف كانو دائما يبدون فى قمه الانشغال ....
كانت هاله تلاحظ دوما حمل وليد لملفات كثيره واوراق فى يده ..
اما الاستاذ اشرف فكان دائم الانشغال باستقبال مكالمات هاتفيه غامضه ...
ولكن آثرت هاله عدم فتح مجالا للاسئله التى ظلت تجوب برأسها الجميل فهى ايضا لديها ماتحمله من خبايا واكاذيب خاصه بماضيها
حتى ذات يوم كانت هاله منشغله فى استقبال احد المكالمات وسمعت زمورا عاليا ولكنها لم تعر الامر اهتماما
وُهرع وليد لاستقبال صاحب السياره الفارهه قائلا فى حماس : اهلا اهلا سالم باشا ...المعرض نور والله يا باشا
دخل سالم وجال بنظره فى المعرض حتى وقع نظره على هاله التى لم تلحظ وجوده بعد
فعقد حاجبيه والتفت الى وليد وقال : مين اللى جابها هنا؟
وليد : مريم !! ااه ..رفيق باشا بقالها معانا بتاع اسبوعين كده ...بس حركه ومخها مفتح
لوى سالم شفتيه استياءا وقال : بقى كده يا رفيق ...ماشى
اتجه سالم صوب هاله والتى كانت مائله على سطح المكتب ..مركزه انظارها على شاشه الحاسوب تراجع احد الموديلات التى سألها عليها احد الزبائن فى المحادثه التليفونيه منذ قليل
وقف سالم خلفها يتأمل جسدها بنظرات وقحه..شعرت هاله بأحدهم خلفها فاستدرات سريعا وظهرت معالم الدهشه والاستنكار على وجهها
فابتسم سالم بسخريه وقال : يا اهلا ..يا اهلا ...شوفتى الدنيا صغيره ازاى ..لاء وغريبه كمان يا شيخه والله ...امبارح كنتى حته جرسونه ولا تسوى فى مطعم والنهارده واقفه فى افخم معرض سيارات فيكى يا مصر وبتاع مين ...بتاع العبد لله ..."مشيرا الى نفسه بزهو"
امتقع وجه هاله فهى كانت تظن ان المعرض ملكا لرفيق فقالت فى ثبات : نورت يا افندم
عض سالم على شفتيه واتجه الى الكرسى الخاص بهاله وجلس عليه وقال : روحى هاتيلى فنجان قهوه ...
ثم مال برأسه الى الامام وقال :تصدقى من ساعتها ماشربتش فنجان يعدلى مزاجى
انصرفت هاله شاعره بالحنق تجاه الماكينه وصبت القهوه فى فنجان وحملته مصممه الا تجعله ينال من اعصابها كما فعل فى المره السابقه فكلفها عملها
وضعت هاله الفنجان على سطح المكتب وابتعدت خطوتين للخلف وقالت : اى حاجه تانيه يا فندم
خبط سالم على فخذه بخفه وابتسم وقال : تعالى اقعدى واقفه ليه
احمر وجه هاله حنقا وخجلا وقالت بصوت مخنوق : متشكره مرتاحه كده
اطلق سالم ضحكه عاليه وقال : براحتك يا قمر
قاطع حديثهم وليد قائلا : باشا ...كنت عاوزك خمسه
نظر سالم الى هاله وقال : طيب روحى انتى دلوقتى
ظهر على وجهها امارات التعجب ..... الا يملك مكتبا يذهب اليه؟؟!!! ... الى اين قد تذهب هى...وانصرفت صامته شاعره بالحنق
واتجهت الى مكتب بوسى بالطابق العلوى وطرقته ودخلت
وما ان رأتها بوسى حتى لوت شفتيها استياءا وقالت بتعجرف : افندم؟؟..عاوزه ايه؟
هاله : ابدا ...اصل سالم بيه وصل وقاعد فى مكتبى فقلت اجى اشوف ان كنتى محتاجه مساعده فى حاجه
تهلل وجه بوسى فرحا وقامت من مجلسها وسارت بخيلاء : بجد..طيب كويس ..شاطره ..خليكى فى مكتبى ردى على التليفونات عبال ما ارجع
هاله : بس ده مشانى عشان بيتكلم فى شغل مع وليد
قالت بوسى مشيره لها باصبعها بغرور : يمشيكى انتى ااه ..انما انا نووو
انصرفت بوسى مغلقه وراءه الباب بحده
فتمتمت هاله : كتك خيبه على خيبتك انا اللى غلطانه ان جيت اصلا
بعد قليل رن الهاتف فردت هاله وكانت المتصله زوجه رفيق "منى"....والتى تعجبت لدى سماع صوت هاله الغير مألوف بالنسبه لها ..
لم تدرى هاله كيفيه تحويل المكالمه لمكتب رفيق ...فقامت واتجهت الى غرفته وطرقت الباب ودخلت لتجد رفيق يتحدث فى هاتفه الجوال
اغلق رفيق الهاتف وابتسم لهاله وقال : خير يا مريم؟
هاله: مدام منى على التليفون الارضى بس انا ماعرفتش احولك المكالمه ازاى
عبس رفيق قليلا وقال : وفين بوسى؟
ردت هاله بصوت شابه بعض الضيق وقالت : اصل الاستاذ سالم جه تحت وكان عايز مكتبى فطلعت اشوف اذا كنت اساعد بوسى فى حاجه بدال ما انا مش لاقيه حاجه اعملها فهيا سابتلى المكتب ونزلت
لوى رفيق فمه وقال : ااه قولتيلى ..سالم هنا
قالت هاله فى تردد : هوا الاستاذ سالم صاحب المعرض
قال رفيق مطمئنا اياها : لاء ...احنا شركا ..بس اطمنى هوا مش بيجى كتير ...
قالت هاله فى خجل : طيب استأذن انا... وبرضه ماقولتليش احولك المكالمه ازاى
رفيق : اقفلى انتى معاها وانا هكلمها على الموبايل ..وياريت تنزلى مكتبك وتخلى بوسى تطلع تشوف شغلها
توجهت هاله الى مكتبها بعدما وضعت سماعه الهاتف ...ودخلت الغرفه لتجد بوسى جالسه فى احضان سالم تداعب شعره
فاحمر وجهها بشده وكانت وحدها من شعرت بالاحراج
فسالم قد نظر لها نظره وقحه ...اما بوسى فقد نظرت لها بغضب وقالت : انتى ايه اللى نزلك من فوق ؟
عقدت هاله حاجبيها بغضب وقالت : نعم؟؟؟ انا طلعت فوق من نفسى على فكره وكتر خيري اووى دلوقتى حضرتك اللى تتفضلى على مكتبك عشان استاذ رفيق عاوزك
قامت بوسى وقالت لسالم بدلال: معلش يا بيبى هطلع اشوف رفيق عاوز ايه ساعه وارجعلك ..اوعى تمشى منغيري
مرت بوسى بجوار هاله ناظره لها بتكبر وقال سالم : هاه ايه اخبار الشغل ؟؟
نظرت له هاله بتعجب وقالت : الحمد لله
سالم : مرتاحه معانا؟
هاله : الحمد لله
سالم : طبعا رفيق ابو قلب رقيق هوا اللى جابك هنا بعد اما اترفدتى من المطعم مش كده
زمت هاله شفتيها ثم قالت : اللى حضرتك كنت السبب فى رفدى
سالم : يا حبيبه قلبى انتى لسانك طويل مع الزباين كده ولا كده كنت هتترفدى
هاله باندفاع: وانت ايدك طويله
اطلق سالم ضحكه عبثيه وقال: ماهى هيا دى الخدمات الاضافيه اللى بيقدمها المطعم ...عامله نفسك طاهره وشريفه اووى ...طيب بتروحى تشتغلى فى مكان زى ده ليه ؟؟؟
اتسعت عينا هاله وشعرت انها بالفعل غبيه وانها هى من وضعت نفسها فى هذا الموقف
فقالت مدافعه عن نفسها : لاء انا ماحدش قالى على الخدمات الاضافيه دى واصلا ما لحقتش اقعد هما اسبوعين ...وفى الاسبوعين دوول الزباين كانو محترمين
قام سالم واقترب منها وقال بصوت منخفض : انا يعنى اللى مش محترم؟؟
هزت هاله رأسها وقالت بعند : ااه
رد سالم بصوت يشبه فحيح الافعى واقترب منها حتى كاد ان يلتصق بها : ما انا برضه معذور... قدام الجمال ده كله ...كنت امسك نفسى ازاى
نظرت له هاله فى خوف وتقزز وابتعدت عنه واتجهت الى مكتبها وجلست عليه وتظاهرت بالانشغال فى بعض الاعمال