اخر الروايات

رواية اريدك في الحلال الفصل الخمسون 50 بقلم ايمان سالم

رواية اريدك في الحلال الفصل الخمسون 50 بقلم ايمان سالم 


                                    
الفصل الخمسون
أريدك في الحلال
إيمان سالم

+


-انتِ مجنونة أنتِ مراتي بلاش انفعال ومتعليش صوتك الناس حولينا
هتفت في استياء من سلوكه: خايف من الناس.. بس أنا مبقاش يهمني حد ..الا نفسي وبس ونظرت لها نظرة كلها إنكسار لو فهمها لبكى دما ندما على قلب ما نال من حبه إلا الالم ..قلبها ينزف تريد أن تغمض عينيها وتفتحهم لتجد أن كل ما حدث ما هو الا كابوس سيء وانتهى 
-"يعني ده كلامك الاخير" قالها بإصرار وحزم علها تتراجع عن قرارها ولم يزيدها ذلك الا تصميم فقالت بكبرياء وثبات 
"ايوه" قالتها بتأكيد شديد وهي تغادر مع عدلي تحت نظراته الغاضبة .. يشعر بأن الدنيا بعد أن ضحكت له مليا ادارت وجهها مع صفعة افقدته اتزانه ..ما كل هذا الذي يحدث له وفوق هذا كله الاخرى تطالبه بحقها في أن يزورها وتتوسله بأنها في اشد وقتها احتياجا له وأن لا يتركها كل تلك المدة وحدها ..الدنيا تضيق به هما يشعر بأن دخولها لحياته اصابه بالنحس .. ومازال لا يصدق التحول الكبير الذي حدث لضحى لكنه يتوقع ان يكون هذا تأثير فريدة وحنة عليها فهي ابسط من أن تتخذ موقف كهذا وتصر عليه
لا يعلم أن الكف الذي نالته منه جعلها تدرك مقدار حبه لها وحجمها في حياته ادركت بعد فوات الاوان أنها لا شيء وأنه لم يحبها يوما كما احبته.. تتألم لانها احبته بجنون وعشقت واعطت دون قيد لو طلب عيناها لما تأخرت عنه حبا 
عيناها التى لم ترى رجل غيره وهو بكل يسر وجد امرأة غيرها .. كم تتألم حينما تتخيل كيف عاملها كزوجة له .. كيف كان لها وكانت له دموعها لا تتوقف عند تلك الخاطرة تحديدا لو قتلها او دفنها حية لسامحته .. تتألم وقلبها موجوع .. تعلم جيدا أنه لن يدرك مدى كسرتها وما تعانية وهي لن تعطيه الفرصة ليشعر بذلك لو علم مقدار حبها حقا لم فعل ذلك من البداية ربما رءف بحالها وصرف نظر عن تلك الذلة ..تجلس في غرفتها .. غرفتها وهي فتاة في بيت والدها على اريكتها الوثيرة كما كانت تفعل سابقا .. لكن هناك اختلافات كثيرة عن الماضي بداية من بروز بطنها الذي يخبرها أنها لم تعد تلك الفتاة البريئة وقلبها المكسور النازف، أين ضحكتها وبراءتها لقد خطفها ودهست تحت اقدام الحياة في الزحام .. لقد اغتال قلبها ونجحت العملية دون تقصير والمحصلة شبح امرأة تجلس ككاهل غير قادرة على رفع يدها لمسح عبراتها المتتالية
عبرات
حب جارح 
قلب نادم
ذنب لا يغتفر
وبين كل هذا هناك روح صغيرة تركل احشاءها بحركة اعادت النبض لقلبها من جديد .. روح صغيرة تخبرها أنها هنا لجوارها .. ربما تكن هي الدعم الذي تحتاجه الفترة القادمة
شعور جميل طغى على كل الالم الذي تشعر به .. حب أكبر يولد في قلبها ويتجدد مع كل يوم يمر

+


طرقت حنة الغرفة عليها لتجدها في تلك الحالة من الشرود المؤلم 
اقتربت ومازالت ضحى في شرودها الذي اقلقها تتسأل برهبه في داخلها ما الذي تمر به اختها يجعلها تصل لتلك الحالة التي لم تراها عليها من قبل 
اخدت تحرك يدها بلطف على ارجلها في حركة تشبه التدليك جذبت انظار ضحى في شبه انتفاضه زالت عندما رأت من يفعل ذلك 
قالت حنة بصوت حان قلق: شكلك مرهق اوي .. الهالات زادت عندك اليومين دول، مالــك يا ضحى؟!
ابتسمت ضحى بسخرية فالهالات السوداء طالت حياتها كلها ليست عيناها فقط ولم تجب بشيء 

+



          

                
مازالت تمسد ارجلها بحنان وانتهزت الفرصة تسألها عن ما يحزنها لتلك الدرجة وتترجها لتجب؟!
صمتت ضحى بماذا ستجيب؟! لا تريد أن تحزنها هي الاخرى لكنها تعلم بالنهاية أنها ستعرف كالجميع حينما يحدث الطلاق فقالت بصوت مهتز بعض الشيء لتنهي الامر: هطلق أنا و.. كيان يا حنة
شهقت حنة بفزع تزامنا مع اتساع عيناها وقالت بصوت متعجب: ايه؟! تطلقي؟! ازاااي؟!
ايوه زي ما سمعتي .. هننفصل

+


مازالت الصدمة تظهر على وجهها فهتفت بصوت مهتز: وكيان وافق على الكلام ده؟! سألتها وكأن الاجابة ستشكل فارق لديها
فهتفت ضحى بالامبالاة: مش هتفرق كتير 
مش هتفرق كتير ليه؟!! ايه اللي حصل من ساعة ما كنتِ في المستشفى وخبيتوا عليا وأنا حاسة إن في حاجة كبيرة قوليلي في ايه بالظبط؟ حصل حاجة بينك وبين جوزك ..زعلك مثلا اتكلمي يا ضحى؟!

+


اخفضت بصرها في الم وخجل لقد افقدها الثقة في نفسها كأنثى فقالت بصوت مبحوح: اتجوز عليا
مالت برأسها للامام في بلاهة متحدثه بعدم فهم لما قالت :هااااا اتجوز ازاي مش فاهمة؟!
شهقت ببكاء مرير متحدثه "اتجوز اتجوز مفهومة اهي "ما كان من حنة الا انها ارتفعت سريعا لجوارها تضمها برفق لصدرها
تشعر ولأول مرة بأنها تريد الاحتواء الحنان ..تفتقد تلك الضمة من كانت تعطي كل هذه الاشياء بسخاء وكأنه زائد عن الحد لديها الآن تريده تشعر بأن ارضها قاحلة تأن من بين دموعها بلوعة 

+


تربت عليها بحنان وتحاول استيعاب الكلمة في عقلها مازالت غير مصدقه لما قالت امسكتها من كتفها تسألها بهدوء شديد عندما هدأت بعض الشيء عيناها تحاول فهم الامر دون خطأ: اتجوز عليكِ بجد ولا أنا سمعت غلط؟!
هتفت بصوت مذبوح: للاسف سمعتي صح ..شفتهم بعنيا يا حنة شفته وهو معاها ودبحني وقال انه اتجوزها عليا.. أنا اللي حبيته من كل قلبي يعمل فيا كده 
سقطت حنة تجلس من جديد فاقدة للقدرة على النطق .. تتخيل ما رأته ضحى .. تطبقه على نفسها لو رأت آذار يفعل ذلك تفكر ما سيكون حالها ورد فعلها الاول.. لكانت قتلتهما معا .. جاءت من الشرود البعيد تتطلع لاختها في شفقة كبيرة و حزن رهيب ..تتسأل كيف يحمل هذا القلب البريء جرح بتلك القسوة؟! كيف ستتجاوز هذا الامر المؤسف تلعنه في سرها كيف فعل بها ذلك ولماذا .. تنظر لاختها بضعف وحزن ولم تجد بد من ضمها مجددا بقوة دون كلام فمهما قالت لن يخفف ما تشعر به 
وصدقت فيما فكرت هي لا تريد سوى أن يضمها الجميع تريد أن تلملم شتات روحها تريد أن يربت الجميع على قلبها الموجوع 

+


تغلي من اجل اختها وتستحلف له هذا النذل الحقير وتذكرت وسام وما فعله بها سابقا وهتفت في دخلها دون ارادتها «عيلة وس...» 
بعد وقت طويل غفت ضحى كانت تريد النوم لقد جافها مع تلك المأساة وكأنه عقاب لها على شيء لم تفعل مطلقا 
خرجت حنة تتسحب ببطء على اطراف اصابعها حتى لا ييقظها مجددا فالنوم لها الان راحة على الاقل ترتاح من الفكر ولو قليلا.. تناولت هاتفها وبعدها لغرفتها تغلق الباب وتتصل بفريدة
جاءها الرد سريعا: حنة، عامل ايه يا حبيبتي؟

+



        

          

                
مش كويسه ابدااا، ليه يا فريدة مقولتيش اللي حصل بالظبط مع اختك ليه خبيتوا عليا لحد دلوقت؟!
زفرت فريدة متحدثه بحزن: منا قلت لك انها زعلانه مع جوزها،وبعدين مردتش انكد عليكِ الفترة دي وأنتِ بتجهزي شقتك مش عاوزه اكسر فرحتك هي دي كل الحكاية يا حنة،متزعلش 
لا بجد ..!! تولع الشقة اختك اهم من كل حاجة .. الندل عمل فيها كده ليه دي لسه عروسة مفرحتش حتى.. اختك اتكسرت يا فريدة، وصلت لها عبر الهاتف زفرة حارقة وقالت فريدة بصوت منكسر: عارفة اسكتي يا حنة انا قلبي مكسور على اختك

+


عارفة واسكت انتِ بتتكلمي ازااي؟! ..ده أنا هروح له واخلي اللي فضحته بجلاجل بقى ده الجنتل المحترم ابن الناس والاصل ، هو ده جوز اختك، ده الانسان اللي عاشرنااه مستحيل يكون هو ..أكيد في حاجة غلط أحنا ليه بيحصل معانا كده يا فريدة؟ إحنا وحشين في ايه؟! 
استغفر الله العظيم ..حنة! بلاش تتكلمي بالطريقة دي الله يخليكِ .. خلي عندك ثقة أنا كل حاجة بتحصل مهما كانت شر في عنينا أكيد فيها الخير وإحنا مش عارفين الحكمة في ده

+


زفرت حنة متحدثه: ماشي يا فريدة هسكت ومش هتكلم بالطريقة دي حاضر .. بس قوليلي هنا حد اتكلم مع الاستاذ
عدلي راح له وعرفه إن القرار هيكون بعد اللي عمله في ايد ضحى وهو لازم ينفذ مجبر، اللي هي عاوزاه هنعمله.. إختك هي اللي هتقرر
تنهدت تنظر لاعلى متحدثه بهمس: موقفها صعب اوي وهي بتفكر لازم تعمل حساب حاجات كتير ووجدت دموعها تسيل دون ارادتها
هتفت فريدة بألم:عارفة انه موقف أصعب ما يكون والمشكلة الكبيرة إن اختك بتحبه .. خايفة تسيبه تتعب بعده وخايفة تكمل يدوس عليها بعد كده خايفة اووي بس في نفس الوقت مش قادرة ادخل في قرارها لانها حياتها وهي.اللي تقرر المناسب ليها

+


هتفت حنة في صلابة الموضوع صعب عليها أنا تخيلت الموقف مع آذار حسيت ان ممكن اموته لو عملها
-عارفة انه صعب بدعيلها يا حنة في صلاتي ربنا يقويها ويبرد قلبها الجرح مش سهل ابدا وضحى من الاساس هشه مش هتقدر تتخطى ده بسهولة
جففت حنة دموعها وهتفت واحنا فين احنا جمبها ندعمها ونخليها تتخطي اي حاجة 
اجابتها فريدة بحزن: حاسة إن الموضوع مأثر في نفسيتها فوق ما تتخيلي ..لاحظت ده في تعاملها معانا .. لاحظي بس وأنتِ هتعرفي قصدي ايه

+


شردت حنة تفكر فيما قالته اختها وتتسأل هل من الممكن أن يحدث ذلك؟ هل تلك الازمة ستغير ضحى لتصبح شخص اخر .. ؟!
شعرت بخنجر حاد يغرس في قلبها وتمنت ان تكون مجرد احاسيس ليس أكثر 

+


______________________________

+


دلف كيان بعد غياب طويل ..
عندما رأته يدخل بوجه مكفهر .. شعور وليد بالقلق اجتاح قلبها فاتجهت اليه تهتف بشيء من عتاب: كل المدة دي يا كيان وأنت عارف اللي كنت بمر بيه وقد إيه كنت تعبانة 

+


نظر لها نظرات قاسية ففي نفسه لا ينكر أنه يحملها ما حدث فالذنب ذنبها، هي السبب لولا وجدها يومها لما كانت رأتهم ضحى وحدث كل ما حدث بتوابعه
زفر وهو يدخل يجلس كمن على اكتافه اطنان من الهم اثقل عاتقيه صامتا تماما مكفهر الوجه
اقتربت تحدثه بقلق: في إيه مالك ساكت كده ليه مش عادتك ؟!
مسح وجهه ببطء يحاول تخطي الأمر لكنه شبه مستحيل فقال بنبرة متأثرة: أنا في مصيبة من يوم ما كنت معاكِ اخر مرة، ضحى شافتنا وحصل مشكلة كبيرة وطالبه الطلاق مش بس كده ووالدي في المستشفى هو كمان وغضبان عليا 

+



        
          

                
همست بصوت خافت متجوز وفي داخلها "كنت حاسة" ..ثم رفعت صوتها قليلا متحدثه: هي مراتك اسمها ضحى؟
ارتفع حاجبها في دهشة وقال بغضب وغيظ في آن واحد: هو ده اللي لفت نظرك في كلامي كله إن اسمها ضحى مش إني في مصيبة بسبب تهورك وطريقتك في الكلام يومها ومجيك ليا ؟!
تنهدت متحدثه: أنت اللي ادتني عنوان المكان ده مش انا اللي اختارته .. يعني متلومنيش يا كيان .. كان المفروض تكون حريص وبعدين مش يمكن ربنا عمل كده عشان عاوزها تعرف!

+


صوب نظراته الغاضبة نحوها متحدثا بقسوة: لا والله؟!!
اخفضت بصرها وحاولت الجام نظرات الضيق في عيناها وهتفت بصوت تحاول اكسابه تأثرا زائف: طب وايه اللي حصل ،وعملت ايه؟ 

+


سرد له سريعا بعض الاحداث 
عضت شفتاها الما وندما فالمنظر بالنسبة لزوجة اولى لا تعلم بوجود غيرها في حياة زوجها كارثة بكل المقاييس فقالت بصوت باهت: لو اي واحده مكانها هتطلب الطلاق، اكيد هي مجروحه دلوقت خصوصا بعد ما شفتنا مع بعض زي ما قلت لي ..الموقف صعب جداا اعذرها يا كيان 
رفع حاجبا واحد كأنه لا يصدق أنها من تقول ذلك
فاخفضت بصرها تقول بعد صمت دام لدقائق: مالك حاسة أنك شايفني شيطان كده ليه؟! .. اوع تكون مشيلني الذنب في أنها عرفت وكأني كنت قاصدة انها تعرف؟؟
نهض كيان متحدثا بغضب وهو يتجه للطاولة يفرغ من الزجاجة بعض الماء في كوب: لا شيطان ولا ملاك، خلاص هو اللي حصل حصل، المصيبة وقعت وانتهى

+


شعرت بأن كلامه يتجه لمنحنى خطير هي لا تريده وخصوصا الان بعد ما حدث وما طلبته منه سابقا
فسألته بقلق: طب وهتعمل ايه هتطلقها؟!
التفت لها بغضب ووضع الكوب بقوة اصدر صوتا مدويا وانتشر الماء حوله هاتفا: اتجننتي اطلقها ازااي دي مراتي و حامل في بنتي لا يمكن اعمل كده 
اتسعت عيناها قليلا من طريقته شعرت ببعض الاهانة تقبلتها مرغمه وسألته بتوتر: طب وطلبي اللي طلبته منك إننا نتجوز رسمي ..هتنفذه ولا دلوقت بقى صعب؟

+


تعمقت النظرة في شرود اخذه ليوم قريب بعيد يتذكر عندما كانت في حالة يرثي لها بكاء وجنون وطلبت منه بضعف أن يتزوجها فهو امانها الوحيد وهو الذي سيمنع عنها كل العيون والالسان يتذكر ذلك جيدا هذا الطلب ووقتها لم يرفض ولم يقبل ترك الأمر معلقا لا يعلم السبب لكن ربما أحس تجاهها بالشفقة وللعجب أصبح الآن شعوره مختلف ففي تلك الايام القليلة تغير ما بداخله لقد اختفت الشفقة او تبدلت بغضب تجاهها لا ينكر فهو بداخله يحملها الذنب في معرفة ضحى بالامر 

+


اخرجته من شروده بندائها المتردد: كيان .. كيان رحت فين؟!
نظر لها هاتفا بهدوء مفيش سرحت غصب عني، اعملي لي كوباية قهوة من فضلك يا جمانة لاني مش قادر حاسس إن دماغي هتنفجر 
حاضر قالتها بإنهيار واستسلام ونهضت تجهز له كوب القهوة المحبب لديه بفكر حائر ..تتسأل هل شرد في سؤالها صدفة ام تعمد عدم الرد لسبب في نفسه؟
اسئلة كثيرة جوابها خفقات وخوف شديد .. ضياع لا حدود له .. تريد أن ينفذ لها ما طلبته منه وكأنه نهاية العالم تريد أن تثبت لاحدهم ولنفسها انها ليست برخيصة أنها غالية ذات قيمة .. لم تدرك بعد أنه تذوق الطعام ..ناله بسهوله فهل سيدفع فيه الكثير بعد ذلك!

+



        
          

                
كادت القهوة تفور لحقتها على آخر لحظة تضعها في الفنجان واتجهت له في خطوات متفحصة تراقبه بتدقيق متعجبه تشعر وكأنه تبدل ليس هو ذات الشخص الذي كان عندها منذ أيام 

+


جلست أمامه تنتظر رد .. جواب على سؤالها ..يرد لها اعتبارها امام الجميع وامام نفسها.. لكن الصمت طال حتى بات الجواب بعيد تمام عما سيشفي جروحها .. لم يبقى كثيرا بل رحل سريعا محدثا اياها بطريقة مغايره: مش هقدر اقعد عندك اكتر من كده الفترة دي أنتِ بقيتي عارفة الظروف 
اجابته بصوت غاضب رغم هدوءه: هتروح فين البيت ما مراتك مش هناك خليك هنا النهاردة يا كيان 
لم يغضب بل اكتفى بكلمات باردة لكنها المتها: حتى لو مش هناك الاجواء متوترة لوحدها بحاول احل الموضوع ووجدي هنا دلوقت مش هيسبب الا في زيادة للمشاكل 

+


نظرت لها في الم وقالت بصوت تحاول اكسابه قوة: براحتك يا كيان اللي يريحك اعمله
ترك لها مبلغا من المال لا بأس به وقال بصوت هاديء :خلي الفلوس دي لو احتجتي حاجة وهبقى اكلمك اطمن عليك 
نظرت له تنتظر أن يخبرها انها سيعود قريبا سيحل اموره ويعود لها .. لكن احلامها من الواضح انها مستحيله.. ظلت مكانها تتأمل الباب المغلق، الفراااغ، وضعها الذي اصبح اسوء مما كان .. وهي التي كانت تتطلع للكمال لا تعلم اي حظ عسر يتقصدها، نهضت تاركه كل شيء خلفها لم تتناول الا المفتاح فقط ونزلت تسير في الشوارع تحاول استنشاق هواء نظيف عل قليل منه يدخل حياتها ويحسنها للافضل لكن سرعان ما شعرت بالارهاق فجلست على اريكه خشبية صغيرة على جانب الطريق تتأمل ما حولها في صمت 

+


عاد كيان لبيته ..
كانت الخادمة جالسة بمفردها عندما رأته اعتدلت تغلق التلفاز متحدثه: اجهز لحضرتك العشا؟
نظر لها متفحصا ثم قال بصوت مجهد: جهزي 
اتجهت تنفذ ما قال لكنها لم تغفل عن اخبار سيدتها بقدومه سريعا قبل كل شيء 
انهى حمامه وتبديل ثيابه ثم جلس على طاولة الطعام بإرهاق يتنفس وبدأ في تناول طعام
تذوق أول ملعقة ثم توقف عن المضغ تتسع عيناه باشمئزاز وناد الخادمة بعلو صوته فجاءت مسرعة متساءلة: خير يا بيه؟ 
تحدث وعيناه متسعة تشع نار: ايه الارف ده؟!
اجابته ببساطة: ده محشي يا بيه.. اللي حصرتك بتحبه
هتف بامتعاض ده اللي بحبه .. انت اتجننتي صح شيلي القرف ده من قدامي بسررعة
اسرعت الخادمة ترفع الطبق متحدثه بهمس واحترام: اسفه يا بيه المرة الجاية هاخد باللي وانا بعمله اكتر
اشار لها بيده لان تبتعد واخذ يتناول اللحم بفتور يشعر بأن الطعام كله سيء يلوكه في فمه بمذاق العلقم 
ترك الطعام ونهض متجها للتلفاز يفتحه يشاهد مبارة كرة قدم لفريقه المفضل ربما هدأت اعصابه قليلا

+


لم يمر وقت طويل ووجد جرس الباب يدق ..تعجب من يكون الطارق الآن لكنه تأمل في داخله ربما كانت ضحى فاعتدل محدثا الخادمة افتحي الباب بسرعة 
اتجهت الفتاة للباب تفتحه وتحدثت باحترام لمن دلفت تنظر لها نظرة تفهمها جيدا:ازيك يا زينات هانم؟
"بخير" قالتها برأس مرفوع وكبرياء ثم دلفت ليتفاجيء كيان بوجودها أمامه 
نهض متعجبا وكانت اولي كلماته: ماما .. خير في حاجة حصلت؟!
شعرت بالاستياء من كلماته فهتفت بضيق: ايه مالك كده كأنك شفت عفريت؟؟
عفريت ايه بس يا ماما كل الحكاية اني مستغرب الزيارة مش اكتر لان في العادة سيادة السفيرة مش بتتنازل وتزورني ولا كلامي غلط.. وبعدين انا قلقت لـ يكون بابا جراله حاجة؟؟
لا متقلقش ابوك جامد أنا جايه لك في حاجة تانية خالص قالتها بمكر ثم اتبعت وهي تجلس على المقعد في خيلاء تضع قدم فوق الاخر: هو صحيح اللي سمعته ده؟

+



        
          

                
رفع حاجبه كسؤال "قصدك إيه " فاتبعت بصوت متأني: اتجوزت على مراتك يا كيان؟ 
اتسعت عيناه ولم يجب حتى انه لم يبدى اي ردت فعل
اخرى، ارجعت ظهرها للخلف تستريح على المقعد متحدثه بشبه صدمة: يبقى صحيح .. عملت ده امتي وازاي معرفتنيش حاجة زي دي؟!
ارتفع حاجبه أكثر متعجبا وهتف في غيظ: هو ده كل اللي مزعلك اني معرفتيش الا دلوقت يا ماما؟!
انتفضت تعتدل وانزلت قدمها تجاور الاخر ثم حدثته باستياء: كان لازم اعرف من البداية عشان ميحصلش مصيبة زي اللي أنت فيها دلوقت دي.. عجبك كده؟!

+


ضحك متحدثا بسخرية: ما شاء الله دي الاخبار كلها عندك!
تجاهلت تلميحه وكأنها لم تسمعه من الاساس وزفرت متحدثه: هتعمل ايه في الجاي ده المهم عندي دلوقت؟
مسح وجهه متحدثا: مش عارف هعمل ايه مش عارف .. ثم نظر لها في انهزام متحدثا: بما انك عرفتي فاعرفي الباقي بقى ضحى طلبه الطلاق
لم تتفاجيء وكأن لديها خلفيه مسبقه عن الامر، اجابته بعد تنهيدة قصيرة: مش قلت لك من البداية انها مش هتنفعك .. مش هتكملوا كتير اهه .. كلامي طلع صح في النهاية

+


انتفض كمن لسعته حية متحدثا بغضب: مش عاوز اسمع كلام من ده دلوقت .. أنا عاوز حل
اجابته بشبه ضحكة ساخرة: حل ايه البنت معاها حق أنت اللي غلطان باللي عملته ده مستني منها ايه حقها 
رفع حاجباه بشدة متحدثا: سبحان الله زينات هانم اول مرة تبقى في صف مرات ابنها
زفرت بضيق متحدثه :مش حكاية في صف ولا كلام من ده لكن دي الحقيقة وأنت اللي اخترت وعاندتني من الاول وشوف وصلنا لفين في النهاية 
تنهد متحدثا: خلصتي تقطيم أنا اصلا مش محتاج والله لكلمة واحدة زيادة
-ماشي يا كيان سكت اهه لما اشوف هتتصرف ازااي.. بس اعمل حسابك مش عاوزه شوشرة سمعتنا ومستقبلك اوعي تنسى انهم اهم حاجة
نظر لظلها وهي تغادر في خيلاء كما دلفت وحدث نفسه بشيء من قلق«ترى هل القادم سيكون سيء لتلك الدرجة كما لمحت والدته »

+


_____________________________

+


انتهت من المكالمة وخرجت تبحث عنه من المفترض ان لديهم عملية هامة و دقيقة للغاية بعد قليل أين هو؟ 

+


في الطرقة وجدته يقف ولجواره الطبيبة حسناء تلك الفتاة المتحررة ذات الشعر الاشقر القصير
توقفت لجزء من لحظة في حركتها عندما رأتهما معها يحادثها بطريقة مرحة ثم تابعت الحركة رغما عنها .. تشعر بغيرة غريبة لم تشعر بها من قبل ..متعجبة من نفسها لماذا تغيرت احاسيسها امن المعقول أن مشكلة اختها بدأت في التأثير على مشاعرها وحالتها العامة
اتجهت لهم وعلى وجهها بسمة صفراء لم يلحظها سوى عدلي وسألت بصوت هادي ناعم كعادتها: الحالة جهزت؟

+


التفتت حسناء لها تقول بصوتها الجميل الذي يشبهها: بيجهزوها لسه يا دكتور، عن اذنكم هستعد أنا 
ونظرت لعدلي وكأنها تطلب الإذن فابتسم لها وكأنه يسمح لها مع ايماءه خفيفة
عبست فريدة وشعرت بضيق حتى ظهر على ملامحها فسألها عدلي بلين شديد: حبيبتي مالك شكل في حاجة مضيقاكِ؟ ولم يتوقع ولو للحظة السبب 
-مفيش يا عدلي هيكون في ايه يعني قالتها بطريقة غريبة حادة 
تعجب ردها وهتف بهدوء مراعيا ربما هناك شيء بداخلها لم تفصح عنه: طب لو محتاجة ترتاحي روحي وأنا هدخل العمليات مع حسناء
رفعت حاجبها في دهشة وقالت بصوت متوتر: من امتى بتشيل الالقاب بينك وبينهم يا دكتور
نظر لها متعجبا وطيف من شعور بدأ يرواده 
فقال بصوت رزين: فريدة مالك محتدة في الكلام كده ليه، اهدي وزي ما قلت لك أنا شايف انك متوترة لو حابه تروحي ترتاحي أنتِ وأنا هنا 
لا مش تعبانة أنا كويسه جداا قالتها وتركته كي تدخل لتستعد فموعد العملية اقترب دلف خلفها بعد لحظات
ابدلت ثيابها وارتدت روب العمليات .. والتعقيم وفي كل الخطوات يتأملوا بعضهم في صمت وكل واحد في جعبته شيء للاخر يحزنه

+



        
          

                
في الغرفة .. تركيزها مشتت وهذا اكثر شيء يكرهه عدلي بها فالطبيب لابد له من ان يفصل كل شيء عن عمله .. نظر لها نظرة اغضبتها ولولا كرامتها لتركت له المكان دون رجوع .. لاحظت حسناء الاجواء الساخنة بينهم فالتزمت الصمت هي الاخرى

+


بعد انتهاء العملية ..
ابدلت ثيابها وكادت تغادر الغرفة المتصلة بغرفة العمليات اتجه لها متحدثا ببعض الحدة: فريدة
رفعت انظارها بحدة هي الاخرى اضافة لـ شعورها بالاستياء فقال بتقريع بهتت له: مش نبهتك قبل كده إنك لازم تكوني في العمليات مركزة مليون في الميه
اجابته بصلابه رغم الالم: منا كنت مركزة ايه الغلط اللي عملته يستدعي الكلام ده؟!
كان هيحصل!! ..هو أنا هستنى لحد ما يحصل؟!
رفعت حاحبها بغضب العالم واشتعل وجهها باحمرار شديد لكنها اجابته عكس ذلك بصوت جليدي: اوك يا دكتور عدلي هاخد باللي بعد كده اي اومر تانية؟

+


كل هذا ولم يتخيل وجود أحد بالغرفة .. لكنه انتفض في داخله وتلجلج عندما وجد حسناء تخرج هي الاخرى في حالة لا تقل عنهما توتر .. ثم غادرت المكان سريعا تلملم نفسها عن اعينهم المحدقة بها 

+


زفر ببطء يتطلع لعينان فريدة التي تلومه لكن ما المه حقا نظرت الوجع والدموع التي تجمعت بها .. تركت الغرفة بقلب مكسور وغادرت لن تذهب للمنزل اليوم ستذهب لاختيها لعله يستريح منها

1


وقف عدلي مصدوم دقائق حتى غادرت .. استند على المكتب لجواره بكفيه يضغطهم بقوة هامسا في نفسه "اتسرعت يا عدلي .. مكنش ينفع تقول كده قدام حد"

+


.................................... 

+


غادرت بينما ظل هو حتى حل المساء ..
عاد البيت وجد الانوار مغلقة فحاول الاتصال بها كان هاتفها مغلق .. فبعث برسالة نصها «طمنيني عليكِ يا فريدة »
واتصال صغير لحنة يسألها عن احوالهم واطمئن لوجود فريدة هناك فاغلق معها ثم وضع الهاتف لجواره .. متنهدا بثقل ربما اخطأ ويستحق العقاب لكن بعدها عنه بتلك الطريقة الم لا يستطيع تحمله فوق طاقته حقا

+


_______________________________

+


آذار كنت عاوزه اكلمك في حاجة بس قبل اي حاجة عاوزه اعرفك إني واثقة فيك
ابتسم متحدثا: قولي واسئلي كل اللي بتحبيه يا تمر حنة كلي أذان صاغية
تنفست براحة متحدثه: في بنت كلمتني وقالت لي حاجة غريبة كده أنا مش مصدقها بس في نفس الوقت عاوزه اسمع منك الرد 
علم ما تقصده فهز رأسه ببطء متحدثا: كملي قولي

+


اتبعت في شك: صور اتعملت لها مع شاب هي متعرفوش .. حاجة كده بتفكرني ب... وصمتت
اتبع هو في حسم: بتفكرك باللي اتعمل فيكِ زمان
توترت كثيرا عاد الماضي امامها في ثانية فوجدت دموعها تخرج من العدم وهتفت: ايوه زي ما قلت بالظبط المشكلة عندي انها بتتهمك انك اللي عملت كده!!

+


اعتدل آذار في مقعده متحدثا: بتثقي فيا يا حنة؟ 
-طبعا واثقة فيك فوق ما تتخيل كمان.. لاني بحبك
ابتسم بسعادة فلاول مرة تخبره مشاعرها بتلك الشفافية وبهذا العمق ..جوابها برد على قلبه عناء ما مر به اليومان الماضيين فهتف منهيا للحوار: ده حساب قديم ولازم يخلص
عبست بخوف متحدثه :يعني البنت كلامها صح
اجابها بتردد: مش كله صح ومش كله غلط
سألته بقلق وخوف: طب احكيلي لو سمحت يا آذار متسبنيش متعلقه كده عاوزه اعرف الموضوع مش عاوزه حاجة تحصل تأثر على علاقتنا
اجابها بهدوء وصدق: هعرفك كل حاجة في وقتها المهم اللي عاوزك تعرفيه اني بحبك ومش هسمح لحد انه يأذيكي ابدا 
ابتسمت ودق قلبها بعنف ..تخلت عن المشاعر السلبية والخوف الان لن تدع شيء يفسد عليها قربه وحبه لها فاليذهب الجميع الي الجحيم فداء لتلك اللحظة 

+



        
          

                
وكأنه شعر بما يدور في رأسها فدعمها ببسمة ازاحت كل مخاوفها حتى ولو لوقت قصير 

+


________________________________

+


هتروحي لوحدك طب استني هكلم لك عدلي يجي معاكِ لو مشىعاوزه عدلي خلاص اجي أنا معاكِ
جلست بإرهاق على الفراش ترتدي الحذاء ببعض الصعوبة متحدثه: لازم اعتمد على نفسي لازم اتخطى كل حاجة لوحدي وبعدين انا هطلع بعدها على الكلية مش عاوزه السنة تضيع عليا عندي محاضرة مهمة النهاردة
زفرت فريدة بضيق طب هوصلك حتى
اومأت ضحى في بعض الضيق ..لقد باتت تكره انها ضعيفة والكل خائف عليها اصبحت تكره ذلك وتريد أن تتمرد على ضعفها تريد أن تكون ضحى اخرى غير خائبة الرجى التى تزوج عليها زوجها بعدها بعدة شهور ..تنفست بقوة ونهضت تحمل حقيبتها وغادرت

+


في السيارة سألت فريدة باهتمام: هو تعليم السواقه بيحتاج كتير
انتبهت فريدة متفاجئة من السؤال وبدل من ان تجيبها سألتها بقلق: بتسألي ليه؟
عاوزه اتعلم السواقة ..عشان اشتري عربية
اتسع فم فريدة بقوة لو اخبرها احد ذلك من قبل لما صدقت فهتفت ببعض بتوتر: أنتِ طول عمرك بتخافي من السواقة ومردتيش تتعلمي زمان 
ردت في انفعال: كنت كنت يا فريدة أنا دلوقت عاوزه اتعلم كل حاجة 
اجابتها فريدة لتنهي الحوار: مفيش مشاكل اتعلمي..بس أنا من رأي تستني لحد ما تولدي
اجابتها بإصرار هسأل الدكتورة لو في غلط هأجل قالت لي عادي شوفي لي الموضوع ..ثم صمتت للحظات متابعة ولا اشوفه أنا بنفسي 
اجابتها فريدة بقلب منفطر: لا خلاص هشوف الموضوع بنفسي بس لم تسألي الدكتورة الاول
"اوكي" قالتها ضحى بجفاف تنهي الحوار بينهم ثم نظرت من النافذة للطريق في صمت حتى وصلت للمشفى

+


نزلت تتوقع وجد الكائن الجليدي الملقب بزوجها لكنها لم تجده حمدت الله كثير فدخلت بنفس هادئة عن المرة السابقة لوالده الذي تحسن ونقل غرفة عادية
جلست لجواره على مقعد فاحس بوجود شخص ففتح عيناه ليجدها ضحى
انتفض الرجل بسعادة وحزن في آن واحد هاتفا: ضحى إنتِ هنا يا حبيبتي 
ايوه يا بابا أنا هنا .. عامل ايه دلوقت؟
مبسوط اني شفتك ...

+


ظلت جواره بعض من الوقت الاجواء ببنهم متوترة هي الاخرى كل منهم يحرص في التحدث وكأنه يخشى ايذاء الاخر حتى غادرت اغلقت الباب متنفسه بعمق لكنها انتفضت بداخلها عندما استمعت لصوته البارد: أنتِ هنا
تنفس بهدوء ثم فتحت عيناها الكسيرة تستبدلها باخرى قوية متحدثه: كنت هنا ومشيه.. عن إذنك 
واتجهت تغادر المكان اسرع خلفها يمسك ذراعها بقوه لتقف متحدثا: استني هنا .. مش معقول هنقضيها كده هروووب

+


وقفت بالفعل ليس غصبا وانما تريد أن تعلم ماذا يريد فقال بصوت هادي به رجاء: مش ترجعي بقى واللي إنتِ عاوزاه هنفذه ليكِ 
ابتسمت بألم وقالت: اللي عاوزاه أنت مش عاوزه واللي عاوزه أنا مش عملاه ابدا
لم يفهم قصدها او ربما تدعى الغباء متحدثا: دي فزوره دي ولا ايه قالها باستياء شديد 
مش هرجع لك لو جبت لي نجمة من السما يا كيان مش هرجع لانسان كسرني لاني كنت طيبة معاه زيادة عن اللازم مش هرجع لانسان ريل علي واحدة غيري عشان بعيده عنه مش بمزاجي للدرجة دي وجودي في حياتك مكنش له قيمة؟!
نظر لها بغضب متحدثا: ده مش مكان للكلام ده
اجابته بصلابة: هتكلم في المكان اللي يعجبني .. اتجوزتها عشان حلوة مش كده .. مش هنكر هي احلى مني بتعرف تلبس وتتكلم مش كده مناسبة انها ترضي غرورك 
"ضحى اسكتى" 
تابعت في حسرة مش هسكت جالك قلب تكون معها في سرير واحد مفكرتش ولو لمرة واحدة اني لم اعرف هتوجع ازااي مفكرتش انك باللي عملته ده محيت حبك من قلبي ومبقاش من الحب ده الا الجرح اللي عملته بايدك .. الحب راح والجرح لسه مكمل .. مستحيل ارجع لك يا كيان بعد اللي حصل مش هقدر 
هتف في عزيمة واصرار: وأنا مش هطلقك يا ضحى
اجابته ببسمة قوية لم يرها من قبل: شكلك ناسي اني محمية
اجابها بغيظ وتهكم: محامية ايه بس؟!
تابعت في الم من سخريته: بكرة هكون محامية كبيرة متخافش ..اوعدك بده ورغم كده بقولك اوع تفكر اني هسكت وهرجع لك هرفع عليك قضية طلاق مش خلع وحبالها طويلة وانا عاوزه كده .. وكل ما الموضوع طول كل ما سمعتكم والكلام يكتر على عيلتك

+


نظر لها لا يصدق أنها من تتحدث "ضحى" فقال بصوت متعجب: مش معقوا أنت ضحى اجابته وهي تنوي المغادرة: كتر البكاء بيعلم الاسيه .. بلاش تختبر ضعفي لانك هتندم فطلقني بهدوء من غير شوشرة
وغادرت تشعر بالزهو لقد انتصرت عليه تعلم هذا جيدا لقد اعطته ما يستحق لكنها اتجهت للخارج سريعا ثم لسيارة اجرة وبدأت دموعها في السقوط لقد اختفت القوة الوهمية وظهر الضعف .. كاذبة هي مازالت تحبه .. حبة لعنة .. لقد تعذبت بما يكفي لتقوى امامه وتكون بتلك الصورة ..لقد تغيرت حقا لم تعد هي ضحى القديمة ابدا .. لقد تغيرت كثيرا 

+


______________________________

+


على الهاتف ...
من الناس التي تعلم جيدا مدي شماتته الان هي امه
لكن لن تدعها تفرح فيها كثيرا، فتحت الخط تجيبها ببرود: مين معايا؟ 
رفعت زينات حاجبها في ضيق متحدثه: أنا زينات قالتها باعتزاز وكأنها السفيرة عزيزة
"خير" كلمة واحدة جعلت من زينات تنظر للهاتف لاتصدق اذنها ايعقل ان هذا هو صوت ضحى 

+


.....................................................

+


هتفت في ضيق مش مجبرة اني انزل لها يا وسام أنا حرة.. الله!
اجابها في غضب: هو انتِ بتنزلي تشتغلي عندها ده أنتِ بتنزلي باشا رجل على رجل ده حتى الحاجة بتجيلك لحد عندك وانتِ قاعدة!
حتى لو زي ما بتقول مش حابه انزل انا حرة
ماشي قالها بغيظ واتجه لاسفل دونها
صفع الباب بقوة نفضتها فهتفت بغل: ضربه في قلبك يارب تموت وتريحنا منها مش عارفة هي متمسكة بالحياة ليه 

+


بعد وقت على الهاتف صديقه تخبرها بغرضها من زيارتها فدعتها لمنزلها بعد يومان شقتها الاخرى بالطبع فهي تفتخر بتلك الشقة وتتباهى بها امام اصدقائها
اغلقت معها ووجدت اتصال من رقم غريب يحدثها بصوت حاد: أنت السبب عجبك كده؟!
هتفت بضيق: قصدك ايه مش فاهمة؟!
اجابها بصوت حاد خرق اذنها: موضوع الصور اللي مش هينتهي ده والسبب فيه انتِ
أنا مين وانا مالي انت اللي عملت كل حاجة
اجابها بقهر بس ساعديني فلازم تساعديني دلوقت
زفرت متحدثه بغضب: اساعدك في ايه حدد
اذار عمل مع اختي نفس اللي عملته معاه فبرك لها صور مع ولد وبعت لي نسخه وليها نسخة انا عارف انها بريئة بس الناس مش بترحم وبيهددني

+


صدمت مما قال ولم تعرف بماذا تجيب
فقال بصوت حاد: مش الواد ده قريبكم وتعرفيه ادخلي وحلي الموضوع ده 
هتفت في تراجع :وانا مالي يا شاطر كنت ضربتك على ايدك أنت اللي عملته ده لانك كنت عاوزها بس معرفتش تطولها ،مليش فيه ادخل ليه بقى؟!
اجابها بصراخ: لو متصرفتيش هيبقى عليا وعلى اعدائى
كان جوابها ......

+


يتبع
دمتم بخير

+

                                    
أنتِ للورد بستان

+


تغيبت أمس عن المشفى وعنه هو شخصيا لقد قضت اليوم بأكمله في شقة والدها تريد أن تهدأ اولا والسبب الآخر رغبتها في أن تقتص منه لما فعله بها من توبيخ امام حسناء تلك الطبيبة الصغيرة بنت أمس

+


ارتدت ملابسها الفاخرة تسير كأميرة بأناقتها وجمالها الطبيعي .. غادرت ووصلت في وقت قياسي الطريق لم يكن مزدحم ،صعدت تحمل حقيبة يدها تعلم جيدًا أن عدلي في هذا الوقت تحديدًا يكون في المشفى 
فقررت الوصول قبله واصطناع النوم حتى لا تحتك به تريد أن تعلنها الحرب وتطيل الخصام
دلفت الشقة لم تجده حمدت الله في نفسها وضعت حقيبتها واتجهت للغرفة تبدل ثيابها وتمشط شعرها ولم تكد تنتهى حتى وجدته يفتح الغرفة وعلى وجهه بسمة هادئة شعر براحة كبيرة عندما عادت واشتم رائحتها .. تفاجئت من وصوله مبكرا وظهر ذلك على شكل انتفاضه فهي ظنت ان مازال لديها وقت حتى تنتهي مما تفعل تتسأل هل داهمها الوقت دون أن تشعر 

+


القى السلام في محبه
فاجابته في جفاء وهي تبعد عيناها عنه كليا ..فهي مازالت حزينة كلما تذكرت كلماته القاسية دون ارادتها وكلما تذكرت مشهد وقوفه مع حسناء تشتعل غضبا
شردت وهي مازالت تمشط شعرها بحركة الية
لاحظ ذلك فاحس بتأنيب الضمير .. فاتجه له يحتضنها ناظرا لانعكاسها في المرآة متحدثا بهمس حان: وحشتيني يا فريدة.. لسه زعلانه مني؟

+


شهقت متفاجئة من احتضانه لها وحاولت التملص منه متحدثه بضيق: هزعل ليه حقك طبعا مش أنت المدير!
اقترب منها مجددا وقال باسترضاء: طب يا ستى والمدير نفسه جاي يعتذرلك ويرضيكي اهه 
عبست ونظرت للجهة الاخرى بإيباء متحدثه: لا محصلش حاجة تستدعي الاعتذار، ايه يعني كلمتين تهزيق عادي يا دكتور مش تدق على كل حاجة كده!
ابتسم عدلي متحدثا: ادق .. ايه ده يا فريدة ملاحظ إن مفرداتك بقت ااا
نظرت له بتحفز وارتفع حاجبها تنتظر ان يكمل فحمحم متحدثا: بقت جميلة اكتر ما كانت 
كادت تضعف وتظهر ابتسامة خائنة وينتهي كل شيء في لحظة واحدة.. لكنها ابتعدت تتماسك ثم نفضت الشرشف بغضب متحدثه: لم تخلص اطفي النور لاني تعبانة وعاوزه انام يا دكتور وضغطت على اخر كلمة بضيق

+


نظر لساعته متحدثا بتعجب: هتنامي دلوقت يا فريدة ..مش غريبة شوية؟!
اجابته وهي تتدثر بالغطاء لتعانده: مرهقة ..مفيهاش حاجة يعني؟

+


تنهد بخيبة أمل كان يظن أن اعتذاره سينهى الامر .. ويبدد حزنها لكن من الواضح أن الامر سيحتاج لمشقة اكبر
زفر بضيق ثم اتجه لخزانته يخرج ثيابه ومنها للمرحاض أخذ حمامه وتوضأ ليصلي وبعدها اتجه للفراش مباشرة .. علم أنها مازالت متيقظة من ارتفاع انفاسها تارة وانخفاضها تارة وكأنها تفكر في شيء ما وتعود للواقع 

+


اقترب منها يحتضنها كانت رأسها لاسفل قليلا فبات حضنه وسادة لها
اعترضت بصوت خافت فشدد الاطباق عليها متحدثا بثبات: ابداااا مش هسيبك
عدلــي!!! قالتها بغيظ وكبرياء
ضم خصرها أكثر متحدثا: لا يا فريدة مش هسيبك كفاية يوم بالليلة بعيدة عني .. حقك عليا لو كلامي زعلك بالشكل ده ..خلينا نتصافى دلوقت لاني مبتحملش بعدك عني ولا زعلك وأنتِ عارفة كده 
حاولت الابتعاد لكنه رفع وجهها له ليصدم بدموع اميرته فـانتفض قلبه داخل صدره بقوة فدموعها طعنات نافذة، هتف وهو يمد كفه يمسحها بندم: مالك يا فريدة فيكِ ايه .. اتكلمي مين مزعلك؟ 
"ابعد يا عدلي" كان صوتها الباكي الحزين يسكر رغم كل شيء 
قبل جبينها طويلا ثم وجنتها متحدثا: طب خلاص اهدي ووعد هبعد
تنهدت تحاول التماسك .. صمتت وامسكت دموعها
فابتعد مسافة قليلة للغاية لدرجة انها ضربته على صدره متحدثه بغضب: عدلي أنت بستهبل مفكرني عيلة صغيرة بقولك ابعد يعني ابعد 
"آاااه" صرخة قوية خرجت من فمه اربكتها ..متوترة تكاد تجزم أن ضربتها لم تكن قوية لدرجة انه يتألم لا تعلم انه اراد مداعبتها قليلا واظاهر خوفها عليه 
ازدردت ريقها تسأله بقلق: ايه وجعتك؟!
اجابها بتمثل: آااه قوي
حزنت من اجله وقالت بصوت نادم: بجد؟! لكنها تذكرت ما فعله سابقا فقالت بغيظ: أحسن تستاهل
ضحك عدلي بقوة وهو يضمها متحدثا: والله بحبك يا فريدة مهما تعملي فيا بردة بحبك
يا سلام .. آه ..ده على اساس بتراعي مشاعري .. مش كده
تعجب متحدثا بحزن لم تدركه: الكلام ده ليا أنا يا فريدة؟! 
اجابته وهي تعتدل على الفراش: ايوه ما أنت لو بتحبني يبقى لازم تحترمني مش كده ولا ايه 
اعتدل هو الاخر متعجبا ما تقول لا يعلم الي ماذا تريد أن تصل لكنه ايدها في كلامها متحدثا: الاتنين بعملهم يا فريدة امتى قللت احترامك قولِ لي ؟
نظرت له بغيرة وهتفت: ووقوفك مع حسناء ولا غيرها تضحك معاها ولا كأني موجودة ده مش تقليل لحترامي بردة؟ 
رفع حاجبة يحاول فهم ما تقول وعاد بذاكرته سريعا يتذكر متى وقف مع حسناء او غيرها بصورة غير لائقة تسيء لها .. شعر باحباط وغضب فرأسه لم يستجيب لما يريد اخبره انه ليس هناك شيء مما تقول فهتف ومازال التعجب يسيطر عليه: حددي امتى حصل ده
اخبرته الموقف كاملا
فنظر امامه في صمت للحظات .. يحاول التعقل فهو لا يريد حزنها وفي ذات الوقت يشعر بالقهر لعدم ثقتها وفهم الامر بتلك الطريقة المؤذية له هتف وهو يشبك اصابعه معا .. هسألك كام سؤال وعاوزك تجوبيني عليهم يا فريدة
كانت تتطلع له بتركيز فمنذ اعتداله شعرت انه تغير .. قلبها اخبرها انه غاضب الان
لم تجبه بشيء فتابع كلامه متحدثا اول حاجة: أنت شفتيني اتكلمت معاها في حاجة خارج نطاق الشغل
هتفت بحزن: لا
تابع بقهر: كنت بضحك معاها بطريقة ... واطلق لفظة بذيئة الا حد ما .. فشهقت فريدة متفاجئه من كلمته تدقق في ملامحه الغاضبة الحزينة ثم نفت برأسها فهو حقا لم يضحك سوى ابتسامات وضحكات صغيرة لا تذكر 
سالها اخيرا: هل أنا انسان مش محترم يا فريدة ..هل بتحسي ده في تصرفاتي او معملتي للزملا في المستشفى او حتى برة المستشفى ؟!
اجابت بلا تردد: لا
نهض يدقق في ملامحها بحزن وهتف وهو يقترب خطوات كثيرة .. طب ليه الموقف ده بالذات اللي زعلك هي المشكلة في حسناء نفسها ولا فيا أنا عشان ابقى فاهم
نهضت من على الفراش متحدثه بتوتر: خلاص يا عدلي المشكلة فيا أنا واتجهت تغادر الغرفة
امسك ذراعها بقوة لم تؤلمها بقدر ما افزعتها ..حيث سحبها لتواجهه متحدثا عاوز افهم الدماغ ده في ايه؟!
اتسعت عيناها متحدثه بقلق: هيكون في ايه يعني
رفع حاجبه في هدوء متحدثا: شوفي انتِ بقى فيها ايه؟!
اخفضت بصرها في اسوء شعور من الممكن أن تعيشه المرأة يوما
تنهد بغضب من كل شيء لم يستطع الضغط عليها اكثر فامسك وجهها بين كفيه متحدثا بملامح صادقة: هل عندك شك ولو واحد في المية اني مش بحبك
نفت برأسها دون كلام ودموعها ترسم على وجهها لوحة للشجن
اتبع بحنان كبير: عارف ان مشكلة ضحى مأثرة على نفسيتك الفترة دي ومديكي العذر الكافي لكل حاجة يا فريدة الا انك تشكي فيا ده الا عمري ما هقبله وامسك كفها متابعا حديثه: لان القلب ده واضعا كفه محله والعقل ده ثم نقل كفه لرأسه سريعا متحدثا: مش شيفين غيرك ولا عمرهم هيشوفوا غيرك وأنتِ عارفة كده كويس 
ارتفع صوت نحيبها فضمها له بقوة
هتفت من بين دموعها وبكاءها وهي تتمسح في صدره باشتياق اسفه يا عدلي اسفه بجد مكنش قصدي ازعلك أنا حاسة اني مضغوطة قوووي، أنا كمان بحبك وثقتي فيك ملهاش حدود 
قبل رأسها بعمق متحدثا: مش زعلان منك يا فريدة أنتِ روحي 
رفعت وجهها له متحدثه ببقايا دموع: يعني مش زعلان مني
نفى برأسه فابتسمت متنهده .. ولم تلبث الا ان كشرت عن انيابها متذكرة توبيخة لها وهتفت وهي تتخصر قليلا: بس ده ميمنعش انك مطولش لسانك عليا قدام الموظفين يا عدلي 
تفاجيء عدلي مما قالت وضحك متحدثا يا مجنونة وجذبها ليقع بها على السرير متحدثا: تعرفي يا فريدة انك عاوزه تتربي من اول وجديد عشان تبطلي تنكدي عليا.. في كل حاجة كده
شهقت بفزع متحدثه: ايه؟؟ ليه شايفني مش متربية ونكدية كمان طب ابعد عني يا عدلي 
اجابها بمكر: احلى نكدية في الدنيا و ايوه هربيكي بطريقتي انا عندك اعتراض قالها: واقترب منها ففهمت مقصده فحاولت دفعه الا انه تمكن منها وسيطر على عنفها تجاهه «في اطار المشاكسة »
هتفت وهي تنهج من شدة المقاومة تعبت ابعد بقى 
اجابها وهو يقربها منه بهدوء تيجي نعمل ديل
رفعت انفها بكبرياء متحدثه: لما اسمع الاول؟
اقترب يمس لها بكلمات خافته فدفعته متحدثه: ابعد يا عدلي لا مش هيحصل الكلام ده وفر الديل ده ليك
لكنه اقترب منها اكثر هامسا بكلمات اذابتها عشقا وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح

+

                
الليل يطول والعشق عام له فصول
شتاء ببرده القاسي يناجي حبيبا لديه دفء وبقلبه عشق
بعده ربيع تزهو به الايام تنبض قربا وفرحا كفراشة تطير بين الازهار تداعب عينيك لا تعرف حينها أيهما تختار، ما الاجمل هي ام الازهار
وصيف حار كلهيب القلب ونار الغيرة ..والغيرة لا يعرفها الا من دق قلبه بحمية، تذوب في هوى المحب ولا تبوح
لنجد انفسنا على اعتاب خريف متطرف ان لم تقدر نفسك ومن حولك جيدا تهوى كورقة شجر يابسة تدهسها الاقدام ولا يشعر بها احد ..بينما لو كنت عاشق مقاتل لتماسكت و نلت كل الفصول تتابعا وتعاد لك الكره مرارا لتشعر بلذة العشق وفصوله

+


يضمها بقوة يتنفسها عشقا يهمس لها بكلمات تكاد تذوب من فرط جمالها .. تتنهد على صدره آه من هذا القلب الذي لا يرى سوى ولا اعشق غيره
نهض يجذبها متحدثا بامر لا جدال فيه: يالا البسي هدوم خروج 
تعجبت متحدثه: البس دبوقت ليه في ايه؟ 
اجابه وهو يخرج ملابسه من الخزانة امام عيناها المتعجبة: هنخرج يالا قومي 
هتفت في اعتراض: دلوقت يا عدلي؟!
اجابها بتأكيد ايوه دلوقت يالا 
-طب هنروح فين .. انت قلقتني؟
هخطفك يا فريدة تمام كده حلو قالها وقد انتهى امام عينها من ارتداء ملابسه
نظرت له بذهول في اعتراض كبير لكنه لم يطل وهي تجد من يجذبها حتى نظراتها المذهولة وقفت امام خزانتها واخرج ملابس لها رغم الاعتراض الذي يظهر على ملامحها بقوة ورغم ذلك يرافقه ضحك كقبول بدعوى الجنون الذي يدعولها لها 
في السيارة تهتف بضحك صاخب: مش عارفة وافقتك ازاي نخرج من البيت في الوقت ده ونركب فريدة كمان
اجابها بمكر ومرح في ان واحد: فريدة وحشتيها اووي وبصراحة وحشني حاحات كتير تانية 
ضحكت بقوة متحدثه: عدلي اسكت ايه اللي بتقوله ده.. وبعدين هي كانت قالت لك إن فريدة وحشتني؟
ايوه قالت لي ثم اتبع ضاحكا: وبعدين انا بفهم في لغة اليخوووت يا ديدا 
ضحكت بسعادة وهي تهز رأسها بنفي لا تنكر جمال السعادة التي تحيها.. فقلبها يوشك ان ينفجر فرحا 

+


صف سيارته .. واتجهوا لليخت كم اشتاقت له حقا ..وكم اشتاقت للبحر ..لن تنكر انها شعرت بشيء قبض قلبها فهتفت بتوتر: مش عارفة ازااي سمعت كلامك ومخدتش التليفون .. أنت صعب يا عدلي
اجابها بحنان مش صعب بس مش كتير علينا ليلة نقضيها بعيدا عن كل حاجة محتاج اننا نبقى لوحدنا يا فريدة .. محتاج افصل بعيد عن الشغل العيلة المسئولية كل حاجة .. وبعدين هي اقل من ليلة! 
اومأت برأسها وهي تحتضنه بقوة متحدثه بسعادة: عمري كله مش كتير عليك يا عدلي مش بس ليلة واحده
سحبها للاعلى تقف وهو خلفها تستند على صدره وكأنه حمايتها ظهرها سندها .. تتنفس هواء منعش ..رغم برودة الجو النسبية لكنها تشعر بالدفء فالحب له طاقة تغمرك ولا تستطيع النجاة منها 
هتفت وهي تغمض عينها لو فضلت كل ثانية في عمري اقولك بحبك مش كفاية عليك يا حبيبي .. أنت أعظم حاجة شافتها عينيا واحن قلب عرفته طول حياتي أنت فيك كل حاجة حلوة يا عدلي اتمنتها ربنا يخليك ليا وتفضل جمبي لاخر يوم في عمري .. 
ضمها بقوة فكلماتها لها في قلبه ما يعادلها واكثر يتنفس الهواء المحمل بعبقها وكأنه اكسير الحياة 

+



        

          

                
___________________________
___________________________

+


«صفق بحرارة لمن علمك القسوة 
ثم اصفعه بقوة ليعلم أنك تعلمت الدرس»

+


مقولة قد تظنها بسيطة لكن بها بُعد خطير 
نعم يوجد هناك من تعلم وتلقن القسوة على يداك ويريد اخبارك بل مفاجئتك عندما تتذوق بعضها على يداه

+


هتفت في تراجع :وانا مالي يا شاطر كنت ضربتك على ايدك أنت اللي عملته ده لانك كنت عاوزها بس معرفتش تطولها مليش فيه، ادخل نفسي ليه بقى أنا مش ناقصني مشاكل على اللي عندي فااهم اتصرف بعيد عني مليش دخل 
اجابها بصراخ: لو متصرفتيش هيبقى عليا وعلى اعدائى أنتِ اللي شجعتينيى على اللي عملته 
كان جوابها المفاجيء له: شجعتك ايه يا .... وقالت لفظة بذيئة للغاية ثم تابعت أنت هتعملهم عليا اوع تفكرني واحدة طرية هتخاف من كلمتين تهديد تبقى غلطان واعلى ما في خيلك اركبه ومعدتش تتصل هنا تاني
ثم اغلقت الهاتف في وجهه

+


كاد ينفجر من شدة الغضب فآذار يضغط عليه بشدة وأنا ما فعله وابتذاذه لحنة طوال تلك المدة سيقتص حقها منه .. ترجاه ووعده انه لن يفعل ذلك ثانية بل انه جاءه بالهارد الذي يحمل الصور الخاص بحنة كلها واعطاه له متحدثا غلطة صدقني مش هفكر اعمل كده تاني معاها ولا مع غيرها 

+


لكن آذار تحدث بفحيح شديد: دلوقت عرفت ان شرف بنات الناس وسمعتهم مش بالساهل، كانت عملت لك ايه حنة عشان تعمل فيها كده وصفعة بقوة

+


وضع الرجل يده على وجهه مكان الصفعة متألما يزأر كأسد جريح يريد الانقضاض واسترداد حقه كرامته لكنه اصبح مقيد يعرف قوة الخصم .. غير قادر على فعل شيء سوى اخراج زأير وكأنه يداوي كبرياءه المجروح
يقف آذار امامه كاشفا كل اوراقه .. صلبا .. قويا لا يهابه 
اقترب الرجل يحدث الجانب الانساني بداخله: أنا غلطت وبعترف قدامك اهه وندمان كمان،لكن اختى ذنبها ايه في ده كله تعمل معاها كده ليه، انتقم مني أنا قدامك اهه وفرد ذراعاه متابعا خد حقك مني أنا 
ضخك آذار ساخرا وقال بصوت باهت: وحنة كان ذنبها ايه تعمل فيها كده مفكرتش فيها للحظة واحدة انك دمرتها، معقول مجاش في بالك ان ممكن ده يترد لك، مفكرتش انها بنت متربية مش شبه الذبالة اللي تعرفهم 
هتف بلوعة: ارجوك يا آذار متنشرش الصور دي اختى هتموت لو حصل ده وجوازتها هتبوظ 
دفعه آذار متحدثا: خلاص وقت الرجاء انتهى ، مش هيفيد كل اللي بتعمله ده في حاجة.. وتركه مغادرا
ظل يتتبع اثره بنظرات جحيمية

+


كانت مونيكا في شقتها تشعر بدوار وجسدها يؤلمها.. تتسأل في داخلها هل من الممكن يكون حدث ما تكره.. "حامل" هتفت بها بشيء من الخوف
وجلست تفكر في الامر لكن لابد ان تتأكد قبل كل شيء
امسكت هاتفها تتصل به، تحدثه بلين: حبيبي .. وسام ؟
تنهد بثقل متحدثا: اتكلمي يا مونيكا عاوزه ايه؟ يعلم جيدا تلك الدخله 
قالت بصوت ناعم: هروح شقتنا هجيب من هناك شوية رفايع عاوزاهم ضروري .. بليييز 
نظر لساعته متحدثا بسخط دلوقت احنا دخلين على نص الليل يا مونيكا استني لبكره 
اجابته بدلال عشان خاطري يا وسام مش هتأخر
زفر بإرهاق متحدثا طيب بس خليكي في الشقة متروحيش لوحدك هعدي عليكِ يا نروح سوى يا نبات هناك النهاردة 
هتفت براحة: ماشي يا حبيبي قالتها وهي تغلق الهاتف معه وتنهض ترتدي حذائها وعلى اقرب صيدلية قبل الذهاب للشقة تشتري اختبار حمل للتتأكد من مخاوفها 

+



        
          

                
وصلت الشقة واول شيء دلفت تطمئن هل ظنها في محله ام مجرد شك ليس له اساس من الصحة 
سقط قلبها اسفل قدميها والشرطتان تظهران امام عينيها بوضوح تؤكد لها أنها حامل
ضربت جانب وجهها بصدمة متحدثه بهمس لا واعي: حامل يا خبر اسود ومنيل ..حصل ازاي ده؟!
هعمل ايه دلوقت وقذفت التحليل جانبا تجلس على مقعد صغير في ضيق .. هي لا تريد الان اطفال، تريد الحرية وان تستمع بالحياة ليس بالتقيد بحمل وولاده واطفال ومسئولية ..تزفر بقوة فكل موازينها قلبت 
اغمضت عيناها غضبا ثم تذكرت ربما جاء وسام في اي وقت فنهضت تحمل الاختبار سريعا و تضعه في القمامة وتخفيه حتى لا يراه احد

+


وخرجت تبدل ثيابها لفستان قصير اسود ..
فكرت لما لا تستغل الموقف في علاقة حميمية قوية ربما ادت لاجهاض هذا الطفل وارتاحت منه وتكون ارضت وسام إذن فلتضرب عصفورين بحجر واحد .. اتصلت به تؤكد عليه القدوم بصوت مغوي .. واخذت تتعطر وتمشط شعرها حتى جاءها اتصال فتحت سريعا ظنا منها انه وسام لكن وصلها الصوت الهادر معنفا: هروح لجوزك وعيلته وهفضحك هناك زي ما هيتعمل في اختى هعملك فيكِ مش بس كده لا ده أنا هصورك صور افظع كمان وهتشوفي يا مونيكا 

1


صدمت ما كان هذا الصوت الذي تنتظره ولا الكلمات فشعرت ببلبله فهتفت بحدة رغم القلق المتسرب لقلبها: متهددنيش اعمل اللي انت عاوزه انا مش بخاف
اجابها بقوة: هعمل وحياتك يا مونيكا لعامل
تراجعت متحدثه: وهتستفاد ايه من ده كله ..غبي
اغلق الهاتف في وجهها ينتوي الذهاب لـ بيتها وافتعال فضيحة كبيرة ستكون سبب في تدميرها دون شك

+


ذهب لشقتهم ولسوء حظها كانت هناك وبمفردها 
صعد الدرج بغل سيفضحها امام زوجها ويخبره ما هو اسوء سينتقم منها وبعدها ذلك الوغد المدعو آذار 
فتحت الباب دون ان ترى من بالخارج وكان هذا أكبر خطأ ارتكبته
ظهر امامها كشبح اسود مما ترتديه
عيناه بها شر العالم
وهي غير قادرة على النطق الصدمة الجمتها

+


يتطلع لها بأنفاس هادرة ترتدي فستان اسود قصير ..
دفعها واغلق الباب تحت هتافها المعترض والخوف الظاهر في عينيها
تحدث بفحيح عال: الله ده أنا مكنتش احلم باحلي من كده واخرج هاتفه يلتقط لها عدة صور سريعا متحدثا هفضحك 
ابتعدت تجري للداخل تحاول الاسراع لارتداء شيء ساتر امسك كفها ودفعها للاريكة
صرخت بقوة وهي تسقط على الاريكة فهجم عليها يكتم فمها متحدثا بصلابة: صرخي والفضيحة هتبقى اكبر مش قلت لك عليا وعلى اعدائي
ارتجفت تحت وطأ ذراعاه تترجاه بعينيها الخائفتان والرعب يسيطر عليها مما قد يحدث
امرها متحدثا:هشيل ايدي، اوعي تصرخي تاني
هزت رأسها اسفل كفه بالايجاب فسحب يده متحدثا: انا عاوز حل عاوز حل اتصرفي قلت لك قبل كده متسبنيش دلوقت لوحدي 

+


ترتجف بقوة واخيرا خرج صوتها جوزي زمانه جاااي ارجوك امشي لو جه هتحصل مصيبه وهشوف هتصرف ازااي حاضر
رفع نظره لها في غضب وعيناه كبركتان من نار تقدح لهيبا قويا ولم يتحرك وكأنه لم يستمع لكلماتها
بكت متحدثه: الله يخليك .. اللي عاوزه هعمله ليك بس امشي دلوقت وسام على وصول 

+



        
          

                
وبالاسفل ...
وصل اخيرا .. وصف سيارته جانبا ونزل قاصدا شقته

+


اجابها بتأكيد: روحي للكلب ده أنا عاوز صور اختى باي تمن لو اختى اتفضحت مش هسيبك ولا هسيبه 
انفعلت متحدثه: وانا مالي بالليلة دي كلها هو انا اللي قلت لك اعمل كده 
-مليش فيه كنت موفقاني وشجعتيني يبقى تشيلي معايا أنا مش هغرق لوحدي ما أنتِ استفتدي اهه 
اجابته بتأكيد: طيب هروح له هروح وابوس ايده كمان عشان ميعملش حاجة بالصور كده كويس
انتفض متحدثا :لا انا عاوزهم كلهم مش هفضل تحت رحمته يبتزني كل يوم والتاني عاوز كل الصور 
-"حاااضر" قالتها بقهر وتابعت امشي يالا بقى امشي
نهض متحدثا صدقيني لو محصلش ده فضيحتك مش هتكون الا على ايدي وهقول لجوزك بالكذب انك نمتي معايا وكنت عشقيتي يا حلوة 

+


وانفتح الباب
ازاح الستار عن مشهد اقل ما يوصف بالكارثة زوجة وعشيق كما يقول وما هذا الذي ترتديه .. كان الثوب كفيلا بدفنهم احياء
شهقت برعب عندما رأته امامها.. وتلجلجت في نطق اسمه و..وسـام
ورأت نهاية حياتها في تلك اللحظة لا مفر

+


تجمد الرجل مكانه ملجما بصدمة كبيرة ظنها تمزح حين قالت انه على وصول او ربما اعماه الغضب عن وجوده من الاساس 
صفع وسام الباب بقوة نفضتهم معا وسقط قلبها رعبا ماذا سيفعل اتجه لها متحدثا بغضب العالم شرفي ... واطلق عدة الفاظ بذيئة وهو يعطيها كف اطاح بها 
والاخر استغل الفرصة للهرب ركضا
لحقه وسام بسرعة البرق قبل ان يفتح الباب ممسكا باحد التحف من جواره ونزل على رأسه ضربه واحده شعر وقتها بأن الارض تميد به وتعثرت الرؤية لديه كاد يسقط ارضا لولا أن تماسك بالجدار جواره
امسكه وسام يدفعه للداخل متحدثا وهو ينهال عليه باللكمات: انت يا ... مش كفاية اللي حصل منك قبل كده ..بس الحق مش عليك الحق عليا أنا اللي سكت لك لم عرفت اللي حصل كان المفروض وقتها اقتلك
وتركه ارضا واتجه لمن ترتجف هناك متحدثا بصراخ مدوي: ليييه عملت لك ايه عشان تعمل معايا كده؟!

+


أحلف لك ياوسام بايه اني مظلومة وسااام اسمعني 
لكنه جذبها من خصلاتها متحدثا: أنا اللي غلطان اني اتجوزت واحدة زبالة زيك وضربها كف اخر اسقطها ارضا واتجه للاخر يمسكه رافعا اياه ولم يدرك وسام ان معه شيء حاد اخترق احشائه بسهولة والطعنة الاخري كانت من نصيب مونيكا التي نهضت لتجوارهم في فزع .. الطعنة كانت مفاجئة  اخترقت قلبها مباشرة
وضع وسام يده على الجرح متألما وفي خضم المه باغته بضربه اطاحت به وهو يخبره بكل برود وكأن روحه تلبسها شيطان ما فعله مع حنة وكيف كان يريدها ويتمنها في فراشه 
الضرب بينهم كان سجالا حتى دفعه وسام بقوة فسقط على رأسه واخترقت الجمجمة قطعة حادة

+


ظل مبهوتا بما حدث ولم يشعر بعدها الا ......

8


------------------------------------------------

+


-مفيش حل غير ده خلاص يا ضحى قررتي .. مش عاوزاكِ تندمي 
-خلاص يا فريدة كل شيء قسمة ونصيب، كده احسن 
-اللي يريحك طبعا وانا معاكِ في كل حاجة هتقرريها 
لم تجيبها ضحى وكأنها لا تريد أحد لجوارها هي من ستدعم نفسها بنفسها 

+



        
          

                
عند المأذون ..
ينهون اوراق الطلاق
والجميع صامت عابس بشدة يتطلع لها بعينان لا تصدقان ما تفعل وهي تريد ان تستيقظ من هذا الكابوس لتجده جوارها يخبرها انه يحبها وحدها له وحدها 
انتهت الاجراءات في صمن ولم يتحقق شيء سوى كسرة قلب وفي نفس ذات الصمت اول شيء فعله كيان بعد الانتهاء نهض يقف امامها متحدثا بصوت ثائر: اوعي تفكري اني وافقت مجبور يا ضحى أنا محدش يلوي دراعي أنا عملت كده عشانك أنتِ 
نظرت له في شبه بسمة ساخرة .. ما كل هذه التضحية وكل هذا الحنان 
لكن سرعان ما تحولت نبرة صوته لاخرى وهتف ايضا بصوت اهدى: شكرا انك معرفتيش حد تفاصيل الطلاق .. كنت واثق أنك مشك هتعملي كده 
هتفت بصوت حزين رغم عنها: مش عشانك لا عشان بنتي بكرة لما تكبر محدش يعايرها بابوها اللي اتجوز على امها .. انا بصيت لبنتي بس متفسرش الامر بطريقة تانية 
"ماشي يا ضحى" قالها بجفاء ولم يتحمل كلماتها وغادر يهتف في داخله: ماااشي يا ضحى 
ليس قسما اوتوعدا اكثر من كونه استفاقه لخسارتها ومازال ادراكه في بداية الطريق .. مجرد بداية لخسارة كنزه الثمين 

+


وصلت البيت جامدة لم تزرف دمعة واحدة عليه حتى اختلت بنفسها في الغرفة تشهق بصوت خافت لا تريد ان يسمعها احد لاتريد أن يشهد أحد على كسرتها مهما كانت قرابته منها
امسكت بطنها تخبر طفلتها: اسفه يا حبيبتي هتيجي الدنيا من غير وجود بابا في حياتنا لكن انا جمبك وهفضل جمبك ...بحبك اووي يا نور عيني 
متخافيش هكون ليك الاب والام وكل حاجة تتمنيها هتغير عشانك أنتِ عاوزاكِ لما تيجي الدنيا تكوني فخوره بيا

+


غادر متخذا وجهته جمانة يريد أن يرتاح قليلا ما كل هذا الذي يعانيه دلف يشعر بإرهاق شديد عندما رأته ابتهجت كثيرا وراودها الحلم من جديد تريد تحقيقة 
دلف ملقيا تحية جافة عليها
تقبلتها ببساطة وانتظرت ما القادم
جلس على الاريكة في حالة استرخاء متحدثا: عامل ايه يا ض .. وعدل الكلمة يا جمانة
صفعة تلقتها عندما كاد ينطقها باسم ضحى ادمت روحها لكنها تجاهلتها 
نظرت له بحزن وهتفت: اعملك قهوة عشان تركز
كانت تقصد التلميح لما حدث وصله جيدا ما تريد فاعتدل هاتفا: مفيش مشاكل اعملي بس عاوزه شاي مش قهوة 
اتجهت تلبي طلبه في حزن وبعدها جلست جواره تحدثه بهمس: شكلك مهموم حصل حاجة جديدة؟
كانت تحدثه بصوت خافت وكأنه تهمس لتسحب الكلمات منه
اجابها ببطء: طلقتها يا جمانة 
"ايه طلقتها" قالتها متعجبة بصوت مرتفع.. فعاد من شروده متحدثا بصوت مجهد: جمانة خلاص اقفلي الكلام في الموضوع ده
لكنها لم تنهي شيء وهتفت متسائلة: ازاااي طلقتها
اجابها بصوت مهتز: هي اللي طلبت الطلاق انا مكنتش عاوز اطلقها هي عرفت تضغط عليا ازااي عشان اوافق

+


ياااه للدرجة دي قلتها بقهر ثم ابتسمت جمانة والحلم يلوح لها في الافق فحاولة مواساته متحدثه: خير يا كيان اكيد خير وبعدين انا جمبك مهما حصل 
اومأ لها في صمت لا تعلم هل هي اجابة .. أم هروب من اجابة 

+



        
          

                
مر يوم ..
قررت أن تحدثه مباشرة: كيان بدل انك طلقت ضحى ايه المانع اننا نتجوز رسمي هي خرجت من حياتك دلوقت اعتبرها صفحة واقفلها .. نظر لها يتابع ما تقول بصبر
خلينا نكمل مع بعض يا كيان ندي لبعض فرصة كل واحد فينا محتاج التاني في حياته خلينا نتجوز رسمي ونحاول نعوض او نحقق اللي مقدرناش نعمله بس مع بعض، ايه رأيك؟
اتسعت عيناه قليلا رغم يقينه بأنها ستطلبها منه 

+


فسألته بشك: مالك متفاجئ من كلامي كده ليه .. ايه مستهلش اني اكون مراتك في النور أنا كمان؟ 
اخفض بصره متحدثا بضياع: جمانة احنا جوزنا كان من البداية متفقين انه هيكون كده في السر ايه لازمته الكلام ده دلوقت مش عاوزك تفتحي الموضوع ده تاني او بالاخص دلوقت وانتِ عارفة ان الدنيا ملغبطة معايا  

+


غلت الدماء في عروقها وتحدثت بنبرة محتده: مالها ظروفك ولا هي حجج وخلاص وايه يعني لما أكون عاوزاك تتجوزني رسمي حقي أنا احسن منها والا مكنتش اتجوزتني عليها لو كانت مريحاك كان زمانك في حضنها دلوقت مش هنا عندي ولا أنا غلطانه 

+


جماااانة قالها بانفعال ثم تبعها بنظر ثاقبة الغيظ يفتك به هل تقصد أن تعريه امام نفسه، صمت غير قادرا على ايجاد ردا مناسب الا انه زفر بحنق ناهضا متجها للشرفة وتركها خلفه غاضبه يظن ان الامر توقف عند هذا الحد .. لا يعلم انها سئمت العيش في الظلام كالخفافيش .. تريد أن ترى ضوء النهار بحرية وتفرد اجنحتها دون قيد .. ما عاد لديها قدرة على التخفي بعد 
تنفست بعمق وهي تتجه خلفه من جديد متحدثه لو مش هنخلي الجواز رسمي يبقى خلاص نبعد عن بعض من دلوقت احسن انا الوضع ده مبقتش قدرة استحمله
-جماااانة كفاية كده لو سمحتي
تابعت بتأكيد"لا يا كيان أنا مستنيه ردك عليا ودلوقت حالا
نفخ بقوة متحدثا: خلاص يبقى انتِ اللي اخترتي .. نسيب بعض وكل حاجة عاوزاها هعملهالك .. توقف قلبها عند تلك النقطة ودارت الدنيا بها هل هي رخيصة لتلك الدرجة التي لم يفكر ولو للحظة واحدة بـ ان يتمسك بها حتى ولو كذبا .. سقطت دموعها تتذكر كلمات ماهر التي لم تنسها ولم تنسى حرف منها تتردد في أذنها الان وكأنها صافرة قطار

+


اتجه كيان لغرفتهم يخرج حقيبه ويضع ملابسه باهمال
امسكت ذراعه ونظرات الذعر بها تستوقفه وتسأله هل بتلك السرعة يتخلى عنها
كان جوابه الغير منطقي بالنسبة لها: مش هقدر إنك تكوني مكانها .. افهمي بقى 
اتسعت عيناها وهتفت بصراخ: كنت واخدني للمتعة مش كده؟
صمت غير قادرا على الرد دفعته في صدره بقوة لكنه تحامل متحدثا: خلاص يا جمانة ملوش لازمه الكلام
. أنتِ أنتِ طالق يا جمانة .. تلقت الكلمة كقذيفة مدفعية
تابع بيأس: هقطع الورقة اللي معايا وأنت كمان هاتي الورقة بتاعتك قطعيها .. نفذ ونفذت في صمت وبكرامة مهدرة ..كانت آخر كلماته التي اذتها اكثر مما افرحتها: اتمنالك التوفيق ... ومن أين سيأتي التوفيق بعد ما حدث فهي الان محطمة 

+


الاوراق امامها ممزقة تجلس تتأملهم في صمت منذ أكثر من خمس ساعات وكأنها اصبحت تمثال لا يتحرك
وفي يدها زجاجة دواء تنظر لها بتردد بين الحين والاخر 
ترى شريط حياتها الاسود يمر امام عينيها تشعر بأنها ظلمت كثيرا لكنها ظلمت ايضا شخصين هما اذار وماهر تتمنى ان يعود الزمن للخلف لربما غيرت اشياء فعلتها وكانت النتيجة بتلك الصورة 
وضعت قدر لا بئس به من الحبوب المسكنة في كفه يدها وفي الآخرى الهاتف تبكي دون صوت دموعها تسقط بتتابع شديد اخيرا قررت مهاتفته لعله يزيل ما رسخ في عقله عنها تريد أن يعلم الحقيقة كاملة 

+



        
          

                
كان يجلس على الشاطئ..
لقد تغير كثيرا ترك الاموال واعتزل الجميع ترك كل متاع الدنيا ويعيش الان في شاليه صغير يطل على البحر فقط لا غير يومه بين صيد الاسماك والجلسه على الشاطىء والنوم حياة زهيدة خالية من البشر جميعا 

+


جاءها الرد بعد عدة مرات بصوت بارد للغاية في البداية لم تعرفه: الووو
ماهر قالتها بعاطفه واشتياق وندم
لم يكن يتوقع انها مطلقا تفاجئ كثيرا عندما علم هويتها من صوتها وحدثها بحدة لم تعتادها من قبل: عاوزه إيه تاني مني؟ مش قلت لك كل اللي بينا انتهى خلاص مش عاوز أكلم واحده زيك تاني .. خاينة رخيصة ساقطة، معقول ليكِ عين تتصلي بيا بعد اللي حصل 
-أنت مش فاهم الموضوع صح، سبني افهمك لان مفيش وقت وعاوزه اعترف لك بحاجة مهمة 
تابعت بتوتر: أنا بحبك دي الحقيقة اللي فضلت مخبيها جوايا كان نفسي اقولها لك من زمان لكن مقدرتش كان نفسي تحبني ..هتصدق لو قلت لك أنك الراجل الوحيد في حياتي اللي ماعزش مني حاجة مخدش مني حاجة حتى امنيته الوحيدة محققتهاش له .. أنت انضف حد قابلته 
اجابها بعد سبه عنيفة: الكلام ده كان زمان تقدري تضحكي بيه عليا لكن دلوقت لا، كل حاجة بينا أنتهت خلاص يا جمانة مفيش داعي للكلام ده سمعاني، مبقتش حابب اسمع صوتك حتى، انا نسيتك من زمااان
-طبعا مش مصدقني ليك حق لكن عشان اثبت لك صدق كلامي أنا اعترفت لك قبل ما اموت نفسي اتكلم قول اي حاجة خلي صوتك يكون اخر حاجة اسمعها يا ماهر ..واعرف اني عمري ما خنتك انا كنت متجوزة 

+


تحركت مشاعره بقوة خوفا عليها ولم يهتم بباقي ما قالت فلاول مرة يسمع الاصرار في صوتها بتلك الصورة هل حقا تفعلها وتقتل نفسها فهتف بخوف: جماااانة بتقولي ايه .. يا مجنونة؟
تناولت جزء من الدواء دفعه واحدة ودموعها تتسابق وهمست بصوت خافت لم يصل له ياريتك حبتني 

+


جماااانة ااالووو لم تجبه بشيء ظلت تستمع لصوته وخوفه عليها وكأنه مسكن لكل الالم حتى اغلق الاتصال
فـ ارتجف جسدها وهي تشعر بإنغلاق الخط بينهم .. وسقط الهاتف منها على الأرض محطما كقلبها ورفعت باقي الحبوب لفمها في لحظة يأس برغبة كبيرة منها في إنهاء حياتها وبقى اخر شيء يتردد في اذنها صوته ولهفته عليها التى لم تصادفها يوما في حياتها الا معه

+


_______________________________

+


انقضى الليل على عاشقان ودا لو يطول الليل عمرا كاملا حتى يظلوا جوار بعضهم البعض .. القلب جوار القلب والروح تعانق الروح ..لكن القدر سطر كلمته وسطعت الشمس تعلن عن ميلاد يوم جديد ..يحمل في طياته الكثير

+


تململ في نومته قبلها لقد تسرب الضوء المتسلل من النافذة الصغيرة لعينيه.. نهض بتكاسل يضع شيء يغطي تلك النافذة البغيضة حتى لا يدخل الضوء ويعاكس عيناها يريدها ان ترتاح فكم هو أناني في عشقها لقد طالت السهرة بهم حتى نامت على كتفه وهو يحدثها .آه كم شعر حينها بتأنيب الضمير ابتسم وهو يتذكر هذا الموقف وما تلاه وهي تتشبث به حتى لا يتحرك خطوة واحده من جوارها وهو من الاساس ما كان سيفعل ..اتجه يبحث عن اي طعام ليكون افطارهم فهو بالامس لم يحضر شيء كان متسرعا للغاية تنهد براحة وهو يجد بعض المعلبات أخذها كلها وصعد لاعلى يعد مائدة صغيرة لهما

+


شمس الصباح تداعب بشرته وعيناه وكم كان هذا ممتع لقد كان بحاجة ليوم كهذا .. نهضت بعد وقت تسير بخفة على اطراف اصابعها حتى لا يشعر بها ارادت ان تفاجئه وتمزح معه وعندما اقتربت منه وارادت الصراخ من خلفه 
التفت يصرخ بحب:قفشتك ارتبكت وكادت تطيح من الاعلى فأمسك خصرها بقوة وثبات تسارعت دقات قلبه يتخيل ماذا لو كانت سقطت من هنا شعر برعب حقيقي لمسته في نظراته وشروده البعيد فرفعت يداها لوجهه تتحسسه ببطء وكأنها ترسمه متحدثه برقتها المعتادة: كنت بتعمل ايه؟!

+


عاد من شروده لعيناها العاشقة وبسمتها الرائعة وقال بحنان قوي: بحضر فطر للاميرة فريدة
ضحكت متحدثه مصحتنيش ليه اعمله أنا
هز رأسه باستياء متحدثا هو مش فطار فطار ولا خد مني غير دقيقتين يا فريدة وأنا بفتح العلب
ضحكت فريدة وهي تقترب منه تقبله على وجنته متحدثه بفخر: ولو ثانية واحدة شكرا أنك عملتها بردة
ضمها متحدثا يالا عشان ممكن اغير رأي ومنفطرش دلوقت
ابتعدت عنه قليلا متحدثه: لا وعلى ايه أنا جعانة جدااا ووضعت يدها على بطنها

+


امسك كفها واتجه به للمكان جلست وهو امامها الطعام ابسط ما يكون .. لكن في نظرة المحب خروف
تكفيه ابتسامتها صدقا ليسعد وتكفيها تلك النظرة التي يخصها بها نظرة تخبرها أنها حقا أميرة
انتهوا من الافطار
تجلس مستنده على ظهره الشمس تداعب بشرتهم والهواء المحمل برائحة البحر ينعش وجدانهم، ما بين الصمت والحديث تجدهم يتخللون
تارة اشياء عفوية لا تناسبهم وتارة يتحدثون في تخصصهم كأنهم علماء وتارة تداعبه وكأنها ابنه العشرة سنين والادهى انه متقبل لكل ما تفعل بل يريد المزيد .. هما النموذج الفريد للعلاقة الزوجية بكل ما تحمل من مودة ورحمة ..ارادها في الحلال ونالها وكم لطعم الحلال من مذاق رائع لو يعرفه الجميع

+


تفاعل حلو وانتظروا الفصل الاخير
ممكن يتأخر شويه لانه طويل
دمتم بخير 💜

+


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close