رواية اريدك في الحلال الفصل التاسع والاربعون 49 بقلم ايمان سالم
الفصل التاسع والأربعون
أريدك في الحلال
إيمان سالم
+
في غرفتها في المشفى ..
لقد تصنعت النوم حتى تتركها فريدة .. بات وجودهم حولها يشعرها بالضعف أكثر .. تريد الوحدة تريد الاختلاء بنفسها وبقلبها المكسور ..تعتدل على الفراش بوهن لقد دمرها كليا منهكه تشعر بألم العالم كله في جسدها ..تغمض عيناها ولا تراه الا وهو يحتضن غيرها ويربت على وجنتيها بطريقة لم تشعر بها من قبل تتسأل في نفسها ماذا ينقصها عن تلك ما الفرق الكبير الذي جعله يذهب لغيرها .. مشتته ضائعة متألمة .. كم من الوقت مر حتى شعرت بأن رأسها سينفجر .. تكاد لا ترى امامها .. تمددت تدس وجهها بالوسادة عل النوم يأتي ويريحها مما تشعر .. انفاسها ثقيلة محملة بألم كبير
1
مر وقت حتى غفت ..غائبة عن العالم بكل ما يحمله من قساوة... حتى اشتمت رائحته في منامها .. شعرت بأن انفاسها تضيق أكثر .. الرائحة تقترب تكاد تخنقها فتقلبت وفتحت عيناها ورأته امامها حقيقة غير قابلة للشك ..انتفضت وكأنما رأت شيطان رجيم .. لقد اهلكته تعبيرات وجهها وما تلاها من توابع .. تقزز ونفور وكأنه أحقر مخلوق وجد على وجه الأرض عندما انتفضت للوراء في نومتها فعطره اصابها بالغثيان فوق النفور القائم .. كيف أصبح خانق بعد أن كان اجمل شيء تشتمه بعد رائحة جسده .. رفعت كفها بعجز تمسد جانب وجهها متسائله باضطراب: ايه اللي جابك مش فريدة قالت لك اني مش عاوزه اشوفك ..جاي ليه؟!
+
تنهد متحدثا بثبات كبير: ضحى اهدي واسمعيني الأول سبيني اتكلم
اهدي؟!! قالتها بصرخة افزعته شخصيا فاتسعت عيناه يرى شخصا يخاطبه غيرها ثم اتبعت في ذُهول وذُبول : أنا مش عاوزه اشوفك تاني .. مش عاوزه اشوفك ابدا .. من وقت .. وصمتت تتألم ففهم ما تقصد تابعت بحزن: ما شفتك معاها وأنتِ خسرتني للابد
+
ضحى اعقلي كده واهدي صدقيني محصلش حاجة لدا كله انتِ مراتي وام بنتي
انتفضت تجلس على الفراش بفزع تتطلع لعيناه كقاتل محترف وهتفت: محصلش حاجة ..فعلا محصلش حاجة ايه يعني لما اشوفك مع وحده غيري ..بتحضنها وبتضمها لحضنك بتطبط عليها بحنيه بطريقة انت نفسك مبتعملهاش معايا .. أنا مراتك امال مين دي اللي .. عرفني؟!
بصوت حاد بعض الشيء: اهدي بس الاول وبعدين نتكلم
اهدي ..
نهضت من على الفراش وكأن التعب والالم غادر جسدها وواجهته بقلب ينزف لكن روحها تكابر تعافر عشقها واخلاصها يحركاها بجنون .. تتسأل في داخلها مئات المرات: هل ما رأته حقيقي. ام مجرد وهم كابوس وستسيقظ في اي لحظة لكن الوقت يطول ولم تفق ..عارف شعوري وقت ما شوفتك معاها عارف كأن حد جاب سكينة وغرسها في قلبي اووي مش بس كده لا دا شالها من قلبي لرقبتي دبحني.. معقول بتطلب مني اهدي بالبساطة دي .. طب ازاااي وانا شايفة واحدة غيري في حضنك عرفتها فين وامتى قولي عرفتها ازاااي .. طب هنت عليك؟!
زفر متحدثا بصلابة: عرفتها مش مهم ازاي وامتى بس المهم اني هنا معاكِ دلوقت
+
معايا!! فكرك انه هيفرق كتير دلوقت .. لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها يا كابتن خلاص بتكون ماتت مش هتحس
+
ضحى.. واقترب يمسك كتفيها
قالها بصوت ضعيف يحمل من الرجاء ما لم يحمله سابقا
دفعت ذراعاه بعيدا وابتعدت ..جسدها يرتجف احست ان لمساتهةفتحت عليها باب من الجحيم طالها كلها قالت بصوت اجوف بلا اي شعور: حبيتك وكنت عندي اغلى من عينيا نفسها... لو كنت اعرف اني عينيا دي في يوم هتشوفك مع غيرها وكنت عميت اهون لي وبدأت في نهش وجهها باظافرها .. انتفض على فعلتها غاضبا يهتف بحدة: انت ِ اتجننتي ايه اللي،بتعمليه ده .. حرام عليكِ
صعبااانة عليك .. حرام عليا .. أنت تعرف الحرام .. لو تعرفه مكنتش سمحت لنفسك تعمل كده مع واحدة غيري
+
اهدي يا ضحى
ضرحت متحدثه: متقوليش الكلمة دي تاني ولا اقولك مش عاوزه اسمع منك اي كلامة تاني أنت اصلا عمرك ما هتحس باللي حسيته عارف ليه لان عمرك ما حبتني .. أنا اللي كنت ببني قصور من رمال وقعت كلها .. واكتشفت في النهاية اني في الخلا لا بيت ولا مأوى ولا حاجة من اللي فات بقت الا جرحك وخينتك
+
أنا اسف يا ضحى..صدقيني أنا ندمان واللي هتطلبيه هعمله خلينا ننسى اللي حصل، كان يتطلع لها ولوجهه المنهوش بندم لم يتخيل أن يحدث هذا يوما
+
اللي عاوزاه منك انك تطلقني من غير كلام عاوزه انفصل في هدوء
إيه ننفصل؟!
ايوه ننفصل، طلقني لوسمحت .. ده اخر حاجة هطلبها منك وبعدها هخرج من حياتك وهسيبك لنزواتك ولمعجباتك يا كابتن
1
مش هطلقك يا ضحى وبعدين انا معملتش حاجة حرام أنا اتجوزت
كانت تظن أن الشاة لا تتألم بعد الذبح مابلها تنتفض الان وهي مذبوحة وكأن الروح عادت لها لتتألم مرارا .. اتجوزت قالتها بصوت مذهول وكأنه سيشكل فارق كبير .. لكنها لم تتخيل أن يصل به الامر الى ذلك الحد كانت تظنها نزوة .. شيء من هذا القبيل .. لكن بقوله تلك الكلمة .. التفتت له تتأكد تريد معرفة حقيقة الامر .. ساقها فضول غريب .. جنون والم .. فهتفت بصوت مهتز: اتجوزت عليا ده احنا لسه مكملناش سنة جواز حتى اقول انك زهقت مني.. انا سمعت صح ولا بحلم
+
زفر بقوة ..
شعرت بدوار رهيب يزلزل كيانها فسقطت ارضا تجلس على ركبتيها في انهزام .. لقد هزمت لقد كسرت
يتطلع لها من علو في شيء من الحزن .. فاقترب منها متحدثا بهدوء: قومي معايا
لم تجبه بشيء بل ظلت على وضعها تنظر للفراغ بألم
طويلا واخيرا خرج صوتها متسائلا: اتجوزتها امتى
+
لم يرد على سؤالها قصدا فالتفتت له تسأله وعيناها الجمر المطفي امتى عاوزه اعرف
اجابها بعصبية ومازال ممسكا ذراعها: متعمليش في نفسك كده قومي معايا وبلاش اسئلة مش هتستفيدي منها حاجة
هتفت بألم وضياع: حبتها .. ولا كنت بتحبها قول لي عاوزه اعرف ..
ضحى قالها بنفاذ صبرا فقالت وهي تبعد كفه عن ذراعها في حزم: ايدك .. خلاص مبقاش من حقك ده ..
زفر من جديد متحدثا: أنتِ مراتي يا ضحى ومن حي المسك وقت ما احب كلك ملكي
ابتسمت من وسط حطامها متحدثه: باللي عملته ده سقط حقك فيا .. من النهاردة أنت بارة حياتي
اطلع مش عاوزه اشوفك تاني ومش مسمحاك لاخر يوم في عمري
ضحى صرخت مجددا وبدأت في نهش وجهها مجددا ابعد عني واخرج باااارة
صرخ فيها وهو ينزع كفاها عن وجهها:يا مجنونة بتعملي ايـــه
كان صرختها التي لا تنقطع: ابعد عني .. اخرج باارة
1
على دخول الممرضة وتبعتها فريدة التي صرخت في وجهه متحدثه بغلظة: أنت ازااي تدخل هنا، مين سمح لك أنت مفكرك نفسك ايه ومين .. اوعى تفكرها ضعيفة لا تبقى غلطان محدش هيقف ليك غيري
+
لكنها تحدثت بانهيار وهي مازالت ارضا تتألم: مش عاوزه حد يدافع عني أنا اللي هقف له انا اللي هاخد حقي ..هخده بنفسي
+
نظرت فريدة لحالتها ولما تمر به من ضياع بقلب مفطور حاولت مساعدتها على النهوض هي والممرضة بصعوبة وغادر كيان .. مهموم يشعر ان الامر ضاق به ذراعا .. اتجه للخارج يريد ان يتنفس وهو في الطريق لا يتردد في ذهنه سوى سؤال واحد، منذ ايام و ساعات كان سعيد للغاية .. ماذا عن الان هل دام ما كان يشعر به من سعادة ام ولي بعيدا
وصل للبيت ومنه لغرفته ..
يشعر،بإرهاق شديد .. جاءته الخادمة تطرق بابه تخبره: البيه الكبير عاوز حضرتك
اجابها وهو على الفراش: قوليله نااام
خرجت مسرعة تهاتف وليه نعمتها تخبرها عن مجيئة بمفردة وغياب زوجته من الصورة
1
ثم بعدها ذهبت لوالده تخبره ماقال ..
فقال لها بصوت مهتز: لم يصحى عرفيني على طول
حاضر قالتها وهي تغادر
+
وفي قلعتها العالية تتسأل سيادة السفيرة عن سبب اختفاء ضحى وتحاول ربط الخيوط ببعضها .. لقد علمت انها في المشفى فما سبب اخفاء كياان للامر حتى الان .. قلبها يخبرها بأن هناك شيء كبير ..اومأت تؤكد افكارها وتبتسم في دهاء
2
في المشفى ..
تهزها فريدة برفق: ليه تعملي في نفسك كده،ليه يا ضحى كنتِ خربشتيه هو ليه تأذي نفسك؟!
اجابتها وهي ترتمي بين احضانها: كان نفسي بس اعمل كده بس حتى ده مقدرتش عليه.. انا بقيت بكرهه وبكره نفسي الضعيفة دي
ضمتها فريدة بقوة متحدثه: مش كده اهدي .. خلاص حقك عليا
+
تشعر ضحى بالالم من اجلها .. وتدعو على من كان السبب فيما حدث
نامت بعد وقت طويل .. والم كبير .. فغادرت فريدة تشعر بإرهاق شديد ..وقفت في الممر الخاص بغرفة ضحى .. تشعر بألم في،رأسها .. وجدت يد تمتد في الظلام ارعبتها .. لكنها يد حبيبة لقلبها .. هتفت بصوت يلومه: خضتني يا عدلي ..؟! انا اصلا مش ناقصة حاجة دلوقت اللي فيا مكفيني
+
مازالت تسير لجواره وهو يطبق على كفها متحدثا :تعالي بس .. اخذها لغرفة الاجتماعات .. ثم اغلق الباب بالمفتاح .. فنظرت له تسأله بتوتر: عدلي بتعمل ايه انت اتجننت افتح الباب يقولوا علينا ايه الممرضين والدكاترة دلوقت
هشششش قالها بحزم وهو يجذبها مجددا للغرفة المتصلة بها للصالون المريح ثم دفعها برفق لتجلس على الاريكة متحدثا: ارتاحي شوية
اعترضت متحدثه: مش هينفع اللي بتقول عليه ده
اقترب منها ينزع حجابها برفق تحت موجة اعتراض كبيرة .. لكنها استسلمت في النهاية لاصراره .. نظرت له بغيظ رغم الحب فابتسم لها متحدثا: بلاش النظرة دي وبعدين الحق عليا عاوز مصلحتك ...وجذبها لتتمد على الاريكة
ففعلت مجبرة حبا لا شيء اخر فقال بصوت هاديء حان: صدقيني كل حاجة هتتحل مهما كانت صعبة
ادمعت متحدثه: دبحها يا عدلي مش دي ضحى انا مبقتش لقيا اختى .. دي شبحها
نهض ليجلس جوارها وهي متمدده فافسحت له المجال .. ضمها قليلا متحدثا: الصدمة كانت كبيرة عليها.. على قد الحب على قد ما بيكون الزعل
+
ياريتها ما كانت حبته ولا عرفته
اجابها بثقه: كل شيء قسمة ونصيب وكل شيء مكتوب ووراه بتكون حكمة ممكن منعرفهاش لكن لازم نرضي بقضاء الله .. ولعل بعد العسر يسر
-خايفة عليها اووي خايفة يجرالها حاجة هي ولا البنت
متخافيش الضربة اللي مش بتموت بتقوي وهي هتقوم اقوي واحنا رحنا فين احنا جمبها وعمرنا ما هنسبها هندعمها لاخر نفس
ربنا يخليك لينا يا عدلي
2
------------------------------------------------
+
مر يومان ..
تجلس مع طبيبة نفسية ..كما اصر عليها عدلي واخبرها انها بحاجة لشخص يخفف عنها حدة ما تشعر ..يريح قلبها المتعب ولو قليل.. كان الامر في بدايته سئ بقدر ما تشعر حتى باتت تشعر أن روحها بالحديث معها تهدأ لو قليلا
اصبحت تتحدث عما بداخلها دون خوف او خجل تشعر بحرية وهذا ما كانت تفتقده سابقا
لقد تغيرت تلك الازمة غيرت بها دون قصدها اشياء هي نفسها لم تتخيل انها تتغير يوما حتى اصبحت لا تصدق انها هي ضحى ذاتها .. قلبها النقي تبدل لاخر ملي بالسواد والظلم يريد القصاص لمن قتله
+
ظلت المدة كاملة في المشفى دون أن تعلم حنة شيء عن الامر .. لم تخبرها فريدة .. الا بعد عودتهم وكم المها هذا كثيرا
+
جاءه اتصال..
جعله يحضر سريعا فهو علم بخروجها من احد العاملين عندما اعطاه كيان نقود ليخبره بذلك دون ان يشعر به احد
جاء وفي نيته أن تعود معه .. وأن ما كسر من الممكن ان يرمم ثانية دون عناء .. يتخيل أنها ورقة مزقت وسيضع قليل من الضمع فتسير الامور بطريقة عادية ..يمر،الار وكأن شيء لم يكن .. لكنه مخطيء فجرح القلوب .. اصعب ما يكون
+
انهت فريدة من تجميع اشياءها .. وقالت بصوت ودود حان :عدلي مستنينا برة تعالي يالا .. ارادت ان تسندها .. لكن ضحى لم تقبل بل اتخذت من الحائط داعم لها وكأن السند باتت تخشاه من الغير .. لقد سببت لها تلك الازمة فقدان ثقة من الجميع
لم تحزن فريدة منها بقدر حزنها على ما وصلت له لقد شوه ما بداخلها .. وستحتاج وقت طويل لتعود كما كانت
+
وصل في توقيت مناسب كانت تقف في الممر تنظر وصول عدلي وفريدة التي ذهبت لامر هام
فجاء من خلفها متحدثا بهمس : حمدلله على السلامة .. يالا عشان تروحي معايا يا ضحى
اغمضت عيناها وكانها استمعت لصوت نشاذ فالتفتت تخبره بذهول تام:أنت تاني .. عرفت منين اني هخرج وجاي ليه؟! مفكر اني هرجع معاك .. اتجننت، خلاص ضحى الطيبة بتاعت زمان المغلوبة على امرها ماتت على ايديك
قال بصوت هاديء: لسه في بينا كلام محتاج اتكلم معاكِ فيه
دفعت يده التى حاولت امساكها وقالت: كل اللي بينا انتهى ياريت تفهم ده مفيش كلام هيخليني انسي اللي عملته فيا مستحيا وزي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف
-مستحيل اعمل اللي بتقوليه ده ناسيه انك شايله في بطنك بنتي؟!
بنتك!! أنت تعرف ايه عنها، انت عمرك اهتميت بيها اصلا أنت شخص اناني مبيفكرش الا في لنفسه وبس خليك لوحدك او روحلها روح لمراتك التانية هي اولى بيك مني
اجابها وهو يمسك كفها: هي مش فارقة معايا وبعدين الجواز عرفي مش رسمي ...هسيبها وننسي اللي فات اعتبريها غلطة
نزعت كفه متحدثه باصرار: معاك في انها غلطة، لكن اللي غلط لازم يتحمل نتيجة اخطائه
وابتعد تسير بكبرياء .. نعم مكسور .. لكنها لن تتنازل عنه لن تعود له بعد ما فعل .. لقد اذاقها الذل والقهر الوان
3
_________________________
+
لم تراه فريدة تلك المرة لكن ضحى هي من اخبرتها بوجوده منذ قليل كادت تجن .. لكن هدوء ضحى الغريب هو ما جعلها تهدأ .. اخبرتها برغبته في العودة لها وتفاصيلها
شعرت فريدة بأن الدماء تتقافز لاعلى رأسها ولم تصمت بل سارعت بالاتصال به لتوبخه لكن عندما رأى اسم فريدة لم ينظر للهاتف ثانية لم يجب
+
في الشقة ..
صعدوا لاعلى لم ترضى الذهاب سوى لبيت والدها فهو المكان الوحيد الذي يشعرها بالامان
تركها عدلي معاها وهو يشعر بالغيرة والاشتياق فكانت رغبته ان تستضيف حنة عندها لتبقى جواره اقرب لقلبه ولعقله لكن كل ما حدث خير
+
.......................................
+
يصورها بمفردها لقطات ستفيده فيما ينوي فعلعه دون شك
انتهي آذار وغادر لبيته مطمئن .. وجد اتصال من سمسار تجمعه به معرفة مسبقة يخبره انه وجده لشقة ايجار ممتازة في منطقة جيدة للغاية بالقرب مما يريد تماما
+
لم ينتظر وهو يرفع الهاتف لتكون البداية مشاركة: عامل لك مفاجئة حلوة
-قول على طول يا اذار أنت عارف اني لا اطيق الانتظار
ضحك آذار متحدثا: الشقة خلاص لقتها وممكن بكرة نروح نشفها ايه رأيك
شعرت بسعادة كبيرة ظهرت في صوتها المتلهف: بكرة، بكرة خلاص نروح نشوفها إن شاء الله
إيه رأسك نروح بعد الشغل؟!
حلو اووي أنا منتظره من دلوقت بفارغ الصبر
ضحك اذار مودعا اياها واغلق الهاتف يرتب ما سيفعل ...
1
____________________________
+
في الشقة ينتظره اليوم ..
لقد فاض به الكيل ضحى غائبه ولا يعلم عنها شيء،هاتفها مغلق دائما، وهو لا يبالي بهذا
دلف كيان والغيظ يتاكله مما فعلت به وعصيانها له فوجد والده في الرده غير مهندم يظهر على وجهه الاعياء وشعر وكأنه على علم مسبق بمعاد وصوله فسأله باضطراب: شكلك مش كويس يا بابا في حاجة تعباك اتصل لك بدكتورك
+
-ضحى فين ومش عاوز لف ودوران بتاع كل يوم، هي تعبانة قولي صارحني
تنهد متحدثا: سابت البيت وطالبه الطلاق دي الحقيقة مكنتش عاوز اقولك .. ارتحت دلوقت
انتفض والده وزادت رجفه جسده متحدثا: حصل ايه بينكم ايه اللي حصل يخليها تطلب الطلاق عرفني كل حاجة ومتكدبش عليا
+
ابتعد كيان عنه متحدثا: كفاية اسئلة في حاجة ولا هتقدم ولا هتأخر
"ولد" قالها والده بحزم فوقف كيان مكانه والتفت له هاتفا: عاوزه تطلق عشان خنتها كده خلاص ارتحت
شهق الرجل وكاد يسقط ارضا .. يهتف بشك مش ممكن تعمل كده .. ازااي تعمل كده في ضحى ... دي ملاك ليه يا بني تعمل فيها كده؟!!
مسح كيان وجهه متحدثا: غلطت ايه هتعلقوا لي المشنقة ما كل الناس بتضعف وتغلط ولا مفيش الا انا بس
2
هتف في استياء: طالع لها بالظبط اناني مبتفكرش الا في نفسك اذيت اللي بتحبك عشان ايه ولا حاجة
بابا لو سمحت انا مش ناقص كلام يوجع انا فيا اللي مكفيني
هتف والده في قسوة وجسده يرتجف بشدة لم يلاحظها كيان: عاوزني اقولك برافوا خسرتني بنتي وحفدتي مش هسامحك يا كيان على اللي عملته معاهم ده ابداا
+
تركه وغادر لغرفته لم يغلق الباب الا واستمع لصوت سقوط قوي افزعه فالتفت ليجد والده على الارض جثة هامدة
3
_____________________________
+
الصور اللي معاه دي متفبركة انا معرفش عنها حاجة ولا اعرف الولد ده ولا ليا في الكلام ده ارجوكِ سعديني
1
باقي الفصل
لقد جاء اولا للشقة يراها ويدقق في كل تفصيلها يشعر ببعض القلق فبالتأكيد هي أقل بكثير من المستوى الذي تعيش به .. تنهد بثقل لكنه قرر وانتهى سيذهب فهي تنتظره ليقلها للمكان ..
اخذ سيارة عدلي وقبلها الإذن منه بذهابهم لرؤية الشقة ووافق فذهب لها .. لحظات وكانت امامه اسفل البناية ووجهها الوضاء مبتسم بفرحة كبيرة فرحة لم تعيشها سابقا .. صعدت جواره تحلم وتتخيل ما ستراه .. والفرحة تمليء قلبه ايضا لكنه لن ينكر ان هناك في ركن بعيد بعض القلق
خائف هو الوصف الدقيق لحالته
مر الوقت سريعا رغم شعورهم ببطئه ..صعد الدرج وهي تتبعه .. المكان لطيف هكذا احست .. فتح الباب ودلف الشقة تاركا بابها مفتوح ..بدأت في التجول معه في المكان .. غرفتين صالة كبيرة وغرفة صغيرة اخبرته بتلقائية نعملها غرفة المعيشه ايه رأيك
اللي تشوفيه انا سايب لك الموضوع كله
اجابته ببعض الغضب: لا أنا عاوزاك تشاركني الرأي
اجابها بتوتر الحاجات دي مش بفهم فيها اووي وكده
اقتربت خطوة تحدثه بجديه: حتى لو مش بتفهم اوي انا حبه رأيك .. عاوزه احس انك موجود معايا في كل حاجة
ابتسم متحدثا لها: بس كده ولا تزعلي انا تحت امرك
ضحكت حنة وهي تخبره الشقة حلوة .. انت رأيك ايه
لم يصدق ما قالت فسألها بنبرة قلقه بعض الشيء: بجد عجبتك ولا بتقولي كده
ابتسمت متحدثه: عجبتني لو مش عجياني اكيد هقولك
تنهد براحة متحدثا كنت خايفة متعجبكيش .. بس حتى لو ده كان حصل ده حقك .. تختاري المكان اللي هتقعدي فيه
اتجهت للنافذة تقف بظهرها ووجهها مواجها له وقالت: أنا اخترت من زمان
ابتسم وقلبه يخبره مغزي ما تقول لكنه اراد ان يسمع المزيد فسألها بشك مقصود: قصدك ايه
هزت اكتافها متحدثه: ولا حاجة
فهي لن تعطيه المزيد هذا الطامع
فاقترب وفي عيناه نظرة عابسة خطواته وئيدة تكاد تكون مقصودة .. شعرت بالتوتر والارتياب من التحول المفاجيء له وهتفت في نفسها «ايوه ماما بقى مش موجودة والكلام ده... يا نهار ابيض » اتسعت عيناها تنتظر منه الخطوة القادمة فاقترب منها حتى اصبح على بعد خطوة واحدة فارجعت نفسها للخلف تتهيأ لتحمي نفسها من هجوم قريب
رفع ذراعه متحدثا عاوز اخلد الذكرى دي ولم يكمل الكلمة ووجد حقيبتها تسكن احد عيناه ونصف وجهه صرخ مبتعدا عنها للخلف عدة خطوات
زفرت براحة متحدثه: احسن تستاهل
فتح عيناه الغير مصابه ينظر لها بهلع ..من تلك المجنونة وقال بصوت غاضب: أنا كنت هصورك مش هقتلك .. ايه اللي عملتيه ده بس
نظرت ليده بالفعل يحمل الكاميرا .. اتسعت عيناها تترجم ما كان يقصد وما فهمته فعضت شفتاها من الندم وهتفت بصوت متوتر: اسفه مكنش قصدي .. وريني حصل لك ايه .. بتوجعك
التفت لها من جديد بعين واحده وكأنه قرصان وقال بصوت حاد: بتوجع .. ادعي ربنا اني اشوف بيها تاني
ضحكت حنة دون قصد
غادروا الشقة ومازالت تحاول مرضاته بكل الطرق حتى اخبرها بصلابة:خلاص يا حنة قلت لك مش زعلان بس ده ميمنعش اننا نفكر بعد كده الاول لاني محتاح عينيا وكل اعضائي
ضحكت بصخب اغاظه متحدثه: حاضر هحافظ على اشياءك واعضاءك مفيش مشاكل وصعدت لاعلى بعد ان لوحت له بيداها
1
غادر ومازالت البسمة محفورة على وجهه حتى وصل لعدلي .. تعجب عدلي اللون المغاير المحاوط حول عيناه فقال بصوت متسأل مرح: اوعي يكون ده بسبب حنة
-لا مفيش الكلام ده اخوك مسيطر
ضحك عدلي متحدثا: امال ده من ايه يا استاذ مسيطر
-اتخبطت عادي جدا ولا مبتحصلش
-لا بتحصل اهدي اهدي
ظل الحوار بينهم سجالا حتى غادر
+
مازال في المشفى ...
رأى اتصال من كيان كانت رغبته في ان لا يجيبه لكن مع تكرار الاتصال وجد نفسه يفتح الخط معه دون ارادته كان فضوله يريد معرفة السبب وراء ذلك الاصرار وكان الشيء الذي لم يتوقعه .. والده في المشفى ويريد ضحى ..
+
ماذا سيفعل الان لقد اخبره كيان ان يعرض عليها الامر وهي تختار
فقرر ذلك .. يعلم كيان جيدا انها لن تتأخر عن والده مهما حدث بينهم
__________________________
+
سقط خلفه كورقة شجر بددها الخريف
التفت يتطلع له بغير تصديق ولم يشعر الا وهو يجثو على ركبتيه يرفعه يحاول افاقته دون جدوى .. فدوى صوته عاليا ينادي الخادمة
جاءت وعندما رأت هذا المشهد ضربت صدرها صارخة باسمه .. هتف كيان بصوت منفعل اتصلي بالاسعاف بسررررعة
فعلت ولم يمر الكثير والسيارة تقوده لاقرب مشفى .. استقبلته المشفى سريعا كحالة طواريء
ظل في الانتظار خارج الغرفة يشعر بالضياع .. يتخيل ربما فقده وهو غاضب منه يتسأل ماذا إن حدث ذلك كيف سيعيش مجرد الفكرة تقتله .. فدعا الله ان يقوم بالسلامة وتكن مجرد وعكة صحية لا اكثر
+
وبينما هو في خضم توتره
وجد اتصال من والدته .. والاهم تسأله اين هو؟!
راوده شعور بأنها تعرف ما حدث .. يفكر من يفعل ذلك ليس هناك الا الخادمة
اجابها في انهزام: في المستشفى يا ماما!
+
بتعمل حاجة هناك ...في حاجة؟!
مفيش هبقى اقولك بعدين
+
تتألم بقدر لا يعلم الا الله قلبها ينتفض بين ضلوعها .. الدماء تسيل بغزارة كان ينقصها مرض والده .. تتنفس بصعوبة زادت مع اقتربه ..حدثا بنبرة لينه: شكرا أنك جيتي
نظرت له في ألم وقالت من بين دموعها: جيت مش عشان خاطرك جيت عشان الانسان اللي جوه ده .. اللي كان يبعاملني كأني بنته مقدرش اعرف انه في الحالة دي واسيبه..اوع تدخل الامور في بعضها لان قراري اللي خدته مش هرجع فيه ابدا مهما عملت
-بس أنا مش عاوز اطلقك .. أنا عاوزك يا ضحى انتِ مراتي
ابتسمت والدموع تسيل لا اراديا وهتفت: عاوزني ليه مش لقيت بعدي اللي يملى مكاني خليك معاها .. وانسى اني دخلت حياتك في يوم انساني زي ما هحاول انساك وانسى جرحك ليا
-ضحى ارجوكِ اديني فرصة اتكلم اشرح لك، الموضوع مش زي ما انتِ فاكرة
نظرت له بتحد وهتفت: ايه هتقولي اتجوزتها كانت واقعة في ورطة ..كنت بساعدها .. اي حجة من دي مش كده
اجابها بتأكيد: هو فعلا الموضوع قريب من كده كله كان صدفة ممكن تسمعيني
نظرت لاسفل تستجمع شجاعتها الوليدة وقالت بصوت مجهد: اسامحك لو فعلا كان كده وملمستهاش لو جوازك منها كان مجرد ورقة ..هحاول اسامحك
ورفعت نظرها له ترى عيناه .. فعلمت ان السماح ابعد ما يكون لقد بان كل شيء في عيناه لقد قرأت اسوء مشهد في حياتها .. نظرت لاسفل مرة آخرى في انكسار وقالت: مش مسمحاك ابدا يا كيان مش هسامحك لاني اتوجعت بسببك اووي اووي
مش هبرر لك تاني لكن كل اللي هطلبه منك فرصة تانية لو مش عشاني علشان خاطر بابا وزيزي الصغيرة
+
صمتت بعد ان نزلت عليها كلماته كحمم البركانية وقالت بصوت مبحوح: فرصة تانية ليه واسمعك ليه منا كتير سمعتك بقلبي وعقلي ووداني ..انت طول الوقت اللي بتتكلم وانا بسمع .. انا عمري ما اتكلمت عمرك ما ادتني الفرصة اني اتكلم ولا حتى سمعتني بالله عليك انا كنت في حياتك ايه عرفني، صفتي ايه
-انتِ مجنونة كنتِ مراتي طبعا بلاش انفعال الناس حولينا
هتفت في استياء من سلوكه: مش هيهمني حد بعد كده
الا نفسي وبس
2
ده كلامك الاخير
ايوه قالتها بتأكيد شديد
+
_____________________________
+
-أنتِ حنة القاضي؟!
-ايوه انا اتفضلي سمعاكِ ..!!
الحقيقة انا سألت لحد ما عرفت اوصلك عشان اقولك الحقيني
-من مين مش فاهمة حاجه
خطيبك آذار صورني وركب صور ليا مع ولد تاني معرفوش اعمل ايه دلوقت ممكن اهلي يؤذوني
شهقت حنة غير متوقعه لما قيل و.....
+