رواية اريدك في الحلال الفصل الثامن والاربعون 48 بقلم ايمان سالم
في تكمله للفصل تحت يا بنااات 👇👇
الفصل الثامن والأربعون
أريدك في الحلال
إيمان سالم
+
جئتُ بعدك كي أغنّـي
تاه منّـي اللحنُ
وارتَجَفَ المغنّـي
خانني .. الوتـر الحزين
لم يعُد يسمعُ منّـي
هل ترى أبكيك حباً
أم تُرى أبكيك عمراً
أم ترى أبكي .. لأني
صرتُ بعدك .. لا أغنـي
"منقول."
+
في غرفة والده
من المفترض أنها تذاكر.. لكن عقلها مشغولا بشيء أخر
كلمات شمس في بالها كالنار في الهشيم
+
عاد كيان من الخارج ودلف الغرفة حاملا لهم بعض الحلوى .. تشعر ضحى بأن هناك شيء متغير به لا تعلم ماهيته .. وهذا ما يقلقها
ظل بعض الوقت ثم نهض متحدثا: هحلق وهاخد شاور على السريع كده
اومأت له مع بسمة متحدثه: اجهز لك حاجة؟!
اجابها وهو ينهض فعليا: لا متتعبيش نفسك ذاكري انتِ
-حاضر كان جوابها المختصر وكأنها تريد أن تستعجله ليفعل ما يريد لغرض ما في نفسها
+
لكنها لم تلتزم بكلماته بل انتظرت قليلا حتى تتأكد من دخوله ثم ذهبت خلفه بهدوء، اغلقت بابا الغرفة برفق واطمئنت لصوت الماء في الحمام ثم اقتربت من الطاولة .. تنظر للهاتف بخوف وتوتر كبير .. تتهيأ لأن تفتش به وتتراجع في ذات اللحظة حتى حسمت امرها بعد وقت وهي ترفعه تحاول فتحه وكتابة الرقم السري الخاص به لكن لم يفلح الامر فهي لا تعرفها
فهمست لنفسها بصوت خافت: ممكن يكون ايه ياترا .. اكتب ايه ياربِ؟! وبينما هي تفكر انتهى من حمامه وجاء متعجبا ما تفعل فانتفضت وكاد الهاتف يسقط من يديها عندما استمعت لصوته خلفها متحدثا: بتعملي ايه يا ضحى؟!
+
تنفست بقوة بعد أن امسكت الهاتف مجددا بصعوبة وقالت بصوت مهتز: كنت بشوف الساعة كام
تعجب من ردها لكنه متأكد أنها ابسط من أن تبحث خلفه
فابتسم هاتفا: طب هاتي التليفون
ناولته اياه ووقفت لجواره تحاول التركيز لحفظ الرمز إن فتحه
وبالفعل فتحه لكنها لم تلتقط الا جزءا من الرمز.. فـ اغمضت عيناها تحاول حفظ ما رأته
تعجب لافعالها أكثر ولم يستطع اخفاء ما يرواده من شعور فقال بصوت مرح: مالك يا ضحى حاسس أنك مش طبيعية النهاردة؟!
جاهدت لتظهر بسمة على وجهها متحدثه وهي تداعب بروز بطنها:م مفيش، زوزو تعباني شوية
اجابها وهو يتجه للفراش: خلاص يعني قررتوا تسموها زينات؟
هزت اكتافها بلامبالاة وقالت: مامتك اللي عاوزه وأنت أكيد عارف
تطلع لها بنصف عين ولسان حله يخبرها: بقيتي بتعرفي تردي عليا يا ضحى
+
لم تجب لكن الامر زاد من الضوضاء التي في عقلها فكل شيء اصبح يزعجها .. لا تعلم هل هي هرمونات الحمل كما اخبرتها فريدة ام أن الامر يستحق أن تفكر به، ترغب في أن تخرج عن صمتها تحدثه تشكو ولو جزء مما يضيق به صدرها فاقتربت منه تسأله بقلق: كيان كنت عاوزه اقولك حاجة كده
نظر لها مصدرا صوت همهمه خفيف لتتابع: ممممم؟
-أنت مش ملاحظ أنك بقيت تسافر كتير اليومين دول .. هو مفيش حد في الشغل الا أنت؟!
أنتفض قلبه بداخله عندما تحدثت في تلك النقطة تحديدا وهو الذي كان يرتب للذهاب قبل العمل يومان للمبيت عند جمانة
ماذا عن الان .. مضطرب يحاول ايجاد كذبة مناسبة يتسأل هل لاحظت شيء .. فاعتدل يحاول أن يبرر الامر: الفترة اللي فاتت كان في ضغط على الشركة والرحلات .. لكن الفترة الجاية الامور هتبدأ تظبط ..متخافيش
ابتسمت متحدثه: أنا ببقى مطمنه وأنت جمبي يا كيان
+
تجمد عند تلك الكلمة تخبره أنه الامان لو صفعته كان أفضل مما يشعر به..اتخبره انه الاطمئنان وهو الغادر ..سحبها لصدره .. وكأنه لا يريد أن يرى سوء فعلته في نظرات عيناها.. يهرب من نفسه، وكم كانت تتمنى ذلك القرب الدفء الاحتواء .. تنفست بعمق تشتم رائحته التي اشتاقتها ولسان حلها يخبره «وحشتني اووي يا كيان »لا تبوح .. لكنه يشعر بما يموج بدخلها اي عقل مغيب لا يدرك كم هذا الحب
+
حاله سيء للغاية ..لقد بات فاقدا الشغف تجاهها .. وكأن جسده اصابه ضعفا في قربها وكأن لعنة اصابته كعقابا لما فعل .. يتحجج يبتعد .. لكن هذه المرة لم يستطع الابتعاد والهروب كما يفعل دائما .. ضمها له وهي مازالت متمسكه به ..تريد الحب .. الدفء .. تريد أن تغوص في بحره ولا تغرق، اعطته الامان التام ..و لم تدرك بعد أن بحره بلا شاطئ وعليها أن تعافر مع الامواج .. لتحيا بينها
كم مر من الوقت،كم سرق من الزمن الجميل الذي لن يتحصلا عليه مجددا ؟! لايعلم ..الا انها نائمة بين ذراعاااه ...
شعرها القصير الاسود متناثر حولها بفوضويه لا ينكر أنها محببه لقلبه وكم افتقدها .. جافاه النوم .. قربها تلك المرة كان مختلف لا يعلم سببه .. زفر ببطء وسحب نفسه مغادرا للشرفة .. يتنفس بثقل ولسان حاله يتسأل ماذا بعد يا كيان إلى متى ستظل في هذا الوضع؟
من يلوم وهو من وضع نفسه في وسط النار
يتطلع لبعيدا فوجد ضوء غرفة والده مضاء فعلم أنه مستيقظ فقرر الذهاب له والتحدث معه ولو قليلا ربما خفف عنه حدة ما يشعر به
______________________________
3
استيقظت في نشاط وبهجة لم تكن فيها منذ وقت .. فليلة أمس اخذتها لمكان آخر
شردت في وجهه تتأمله .. فطافت كلمات شمس من جديد بعقلها تعلم انه نام متأخرا احست به فحاولت فتح الهاتف مجددا في هدوء شديد ونجحت .. بحثت في كل شيء
الرسائل، المحادثات، الصور .. لكنها لم تجد شيء.. زفرت براحة وهي تتقين أنها ظلمته .. وضعت الهاتف محله بشعور رائع واتجهت تقبله على وجنته وهو نائم ..ولأول مرة تبار وكأنها هدية الصباح .. فتح عيناه قليلا غير مدرك لم يحدث وعندما رأها ابتسم ثم تابع نومه في سلام
+
ارتدت ملابسها وقررت النزول للجامعة مبكرا فاليوم لديها اختبار هام وبعدها ستتجه للتسوق ستفاجيء الجميع بهدايا ومشتريات لطيفة كونها تشعر بسعادة لتحسن علاقتها بكيان امس ولن تنساه هو تحديدا
________________________________
+
لا تسقطي يوما وان حدث كوني كقطرات الندى
+
أجازة قصيرة لكنها عظيمة ..
لقد خلصتها من هموم وضغوط كثيرة كانت تحملها بداخلها .. لقد طاقت نفسها لشيء يعيد له البهجة والروح فهي فقدتهم منذ امد .. وكيان لن تنكر أنه اعطاها شيء مما تحتاج إليه
+
عادت لشقتها في شيء من السلام ..ليس سلاما كليا لانها لن تنكر أنها تشعر بالقهر والعجز عندما تعامل ككائن ليلي يعيش فقط في الظلام وللظلام .. ليس من حقه النور .. عندما يبتعد عنها دون تفسير ولا يحق لها أن تسأل إلى أين؟ هكذا كان الاتفاق .. يأتي كما يشاء ويغادر بإرادته وحده.. تنفست بغضب وهي تدفع باب الثلاجة بعد أن اخرجت بعض الفطائر الجاهزة وعبوة من العصير واتجهت لغرفة المعيشة تضعهم على الطاولة وعند تلك النقطة استمعت لجرس الباب ..
تعجبت من القادم ثم تحدثت لنفسها بهمس: مين ياترى ..؟ اكيد البواب
واتجهت تفتح الباب متحدثه بهدوء: ايووو
لكن الكلمة قطعت في حلقها فقط صدى بعيد .. تجمد الصوت والجسد وهي تطالع أمامها ماهر .. تسبل بقوة وكأن العين لم تصدق بعد كـ باقي الجسد أنه هنا امامها
النظرات بينهم تحمل من القسوة والحنين ما يجعلهما كقضبي الحديد
كلمة اخرجتهما من تلك الحالة دون قصدها قالتها مجردة وكأنها تقذفه في الهواية "أنــت"
+
نظر لها نظرة تعلمها جيدا رأتها في عيناه سابقا مرارا.. لكن الآن لا يحق له النظر ولا اي شيء أخر
تحاول ايجاد صوتها لتعنفه .. لكنه كان اسبق حيث دفع الباب وتخطاها للداخل تبحث عيناه عن المسخ
شهقت وابتعدت عن الباب مفزوعه من رد فعله لكن سرعان ما تحرك الادرنالين في جسدها فاتجهت خلفه تحدثه بحدة: أنت ايه اللي جابك هنا؟! وعرفت إن هنا ازااي؟!
ضحك ساخرا دون النظر لها وقال: ايه جيت في وقت مش مناسب؟! ثم رفع بصره لها وكانت من نصيبها نظرة احتقار مؤلمة
ازدردت ريقها وضاع الكلام وغابت الحدة وتبدلت لحزن وضعف
اتبع في قهرا على ما وصلت له من دناءة: تصدقي بقيت بشفقك عليكِ من نفسك المقرفة دي .. مش عارف ازااي فكرت في يوم أني ممكن اصلحك واعمل منك بنادمه نظيفة .. مش عارف ازااي؟!
+
ارتفعت انفاسها وكأنها في سباق كلماته كرصاصات حية تصيب الهدف بإتقان .. ماتت في عيناه وما بعد ذلك من حياة
هاجت وشوحت في الهواء متحدثه بجنون: مين أنت عشان تحاكمني، مين أنت اصلا روح للذبالة اللي تعرفها متجيش تعيش لي دور الشريف .. ملكش دعوة بيا مش خرجت من حياتي وطلقتني لسه عاوز مني ايه تاني، جاي ورايا ليه؟!
دفع الاوراق في وجهها بقسوة متحدثا: جيت عشان دول، مش عشان حاجة تانية لان رصيدك عندي خلص من زمان اووي يا جمانة .. اوعي تفكري اني راجع عشان خاطر عيونك لا عشان وصية والدك قبل ما يموت يارتني ماعرفتك ولا قابلتك في يوم من الايام
+
اقتربت تضربه على صدره متحدثه: مش عاوزه منك حاجة ابعد عن طريقي أنا بكرهك
امسك ذراعاها متحدثا بخواء: بكرة هتندمي اشد الندم لما تلاقي نفسك بتغرقي في الوحل اكتر من كده ومفيش ايد هتتمد لك وقتها
لان دي اخر مرة هساعدك فيها يا جمانة .. خسارة والف خسارة .. ودفعها متحدثا: خليكِ في قذرتك وفي الوحل ده لانه شبهك حقيقي ..رخيصة اووي
2
وغادر يكاد لا يرى امامه .. في سيارته يشعر بأن قلبه سيتوقف،يشعر تنميل بطول ذراعه سيفتك به
اوقف السيارة... ونزل يستند على مقدماتها .. يريد البكاء يريد أن يعود طفلا حتى يبكي عندما يتألم كيفما يشاء .. ينظر للسماء .. بألم كبير .. عيناه تشكي همها وتبك في صمت دون دموع .. عل الفرج يكون قريب
+
تقلب في الاوراق والدموع لا تتوقف بل تزداد .. لماذا رد لها اموالها .. لماذا فعل ذلك وهو لا يراها في حياته
هي رخيصة ..نعم ومن متى كانت غالية لقد رخصت نفسها لمن لا يستحق فنالها ثم قذفها من فمه
شيء فاسد تدوسه النعال .. من سيرفع قدرها بعد ما حدث حتى هو لم يفعل ذلك .. تبك بقوة وقهر ولم تجد امامها سوى كيان اصبح هو ملاذها الوحيد هو اخر ورقة لديها لن تخسرها ستتمسك بها لن تكون تلك التي ينعتها بالرخيصة فهو زوجها
-----------------------------------------------
12
يمر الوقت ...
حتى أتته عدة نغمات للرسائل ..
لم يفتحها ولم يهتم بل ظل متابعا نومه
لكن الامر تطور لاتصالات عدة فامسك الهاتف ليجد اسمها المستعار يضيء الهاتف
زفر بغضب فهو اخبارها سابقا أن لا تتصل به مطلقا .. ان ارادت شيء فالرسائل هي خيارها الوحيد .. هو من يتصل فقط حين ميسرة
نهض يفتش عن ضحى في الشقة حتى اطمئن أنها غادرت فجلس على الفراش ليجد رقمها يضيء الشاشة مرة اخرى فتح الخط متحدثا بلهجة قاسية: ازااي تتصلي بيا يا جماانة مش قلت لك رسايل بس لو عاوزه حاجة؟!
كان الجواب صوت بكاااء عنيف افزعه فهتف متسائلا: في ايه .. جرالك حاااجة؟!
زاد بكاءها وهتفت بتوسل: انا عاوزه اشوفك دلوقت.. مش قادرة همووت يا كيان عاوزه اشووووفك
+
مالك في ايه؟!! اتكلمي
لم تقل شيء.. بكاء فقط
+
فقال بصوت متوتر: تعالي لي على المكان ده
كان اختياره لمكان بعيدا عن منطقته السكنية تمام وعن اقاربه .. مول وسط منطقة بعيدة عنه ليكن مطمئن حتى لا يراه أحد لا يدرك أن ما نخشاه قد يحدث الاسوء منه
+
ابدلت جمانة ثيابها ومازالت تبك قهرا تكاد لاترى امامها
ثم اخذت سيارة اجرة تقلها للمكان الذي حدده كيان
نزلت المنطقة تتطلع حولها لا تعلم هناك شيء...وأرسلت لكيان رسالة نصها «أنت فين يا كياان؟! أنا وصلت »
"داخل عليك يا جمانة اهه اصبري " هكذا بعث لها
+
وصل أخيرا ..فصف سيارته متجها لها عندما لمحها،
رأته من بعيد قادما .. فجرت عليه تتعلق في عنقه متحدثه ببكاء: كيااان أنا تعبانة اووي، مش قااادرة
وكأنها الغريق الذي رأى منقذه الذي يبحث فتعلق به بقوة
+
وهناك على مقربه ضحى رأت المشهد كامل فسقطت الحقائب من يدها أرضا وتناثرت الاغراض التي اشترتها من اجلهم .. من أجله هو ..تقبع حولها ارضا يطالعها المارة من حولها بتعجب
1
أخذها بين احضانه يضم ويربت .. واخيرا احتوا وجهها بين كفيه هامسا لها بكلمات لم تسمعها ضحى لكنها كانت كطعنات نافذة لقلبها ..آه من الالم .. ثم امسك كيان كفها يسحبها معه وفتح لها باب السيارة لتصعد جواره .. وهي لا .. ! من هي؟!
شعرت في تلك اللحظة انها فقدت روحها!
استمعت لصوت انفجار قلبها لتختلط الدماء بالدموع
+
تضحك وتبكي لا تصدق ما رأته عيناها ..تتسأل بجنون هل هو كيان حقا هل يخونها مع اخرى ومغادرته تاركا اياها وحدها شلت اقدامها .. يرافق اخرى ويمسك بيدها وهي لا ..لم تستطع السير أكثر من خطوتان وسقطت ارضا كطفلا رضيع لم يفهم المشي بعد لم يحذر لخطواته التالية فسقط .. والسقوط له ألما خاص .. تتسأل في داخلها اي شيء يؤلمك يا ضحى؟!
ما الذى مات بداخلك ولن يعود؟!
+
تجمعت الناس حولها يطالعون المرأة التى وقعت ارضا ..عيناها متسعه في شرودا بعيدا غريب وكأنها ترى شيء لا يراه الجميع .. يحاول من حولها سحبها .. معرفة ما أصابها .. وهي كما هي دقائق.. حتى انتشلوها من تلك النقطة البعيدة .. تنظر حولها بخوف، ألم، تتطلع في كل من حولها .. بفزع لقد تعرت أمام الجميع
لقد اخذ معه سترها وتركها عارية تتأكلها العيون .. نهضت تصرخ في الجميع يبتعد عنها ..حتى ظنها البعض انها مريضة نفسية فابتعدوا بالفعل ..تصرخ وتصرخ حتى فقدت صوتها الم رهيب يبس جسدها فاصبحت تسير بخطوات غير متزنة وكأنها انسان آلي
+
وجدت اقدامها تقودها للمشفى .. رحب بها الجميع رغم خوفهم من هيئتها
اول شيء سالت عنه: فريدة موجودة؟!
كان جواب فرد الامن: لا يا فندم مجتش النهاردة
اومأت وكادت تبتعد لولا ان تحدثت طبيبة بود: لا هي جاية في عملية مهمة وطلبوها من شويه .. اتفضلي جوه
شعرت بأن الحمل ما عادت قادرة على حمله
دلفت وسقطت مغشي عليها في ساحة المشفى
+
بعد وقت يقف أنس متعجبا ماذا اصابها لتكن بتلك الحالة .. ينتظر وصول فريدة بعد ان اخبرها منذ قليلا والتي جاءت تركض هي وزوجها
+
دلفت الغرفة بعد ان اعطاها التمريض رقمها
تسأل أنس والطبيب المسئول بخوف كبير وعدلي خلفها: مالها .. هي كويسة .. البيبي بخير
كان جواب الطبيب المطمئن: بخير يا دكتورة فريدة متقلقيش
امال ايه اللي حصل .. مقلقش ازااي بس؟!
اجابها الطبيب بحرج: الحالة اللي هيا فيها نفسية مش عضوية
+
تتطلع لضحى وللاطباء بتيه وسألت الطبيب وكأنها نست الطب ذاته: مش فاهمة يعني ايه انا عاوزه اعرف اختي مالها
امسكها عدلي يحاول تهدئتها متحدثا للطبيب: معلش يا دكتور امسحها فيا.. بس سؤال هي هتفوق امتى؟
اجابه الطبيب بعملية ساعتين وهتفوق
غادروا جميعا وتركوها معها .. تتطلع لها ولعيناها التى تذرف دموع وهي غائبة عن الوعي تكاد لا تصدق ما يحدث .. هل تبكي؟!
+
ولم تكمل ساعة ونهضت وكأن كائن غريب افزعها تصرخ جالسة .. تنهج ... انتفضت فريدة تضمها متحدثه بخوف :مالك يا ضحى؟!
+
سؤال بسيط للغاية: مالها؟
عن اي شعور تخبرها .. كسرتها ام المها
خيانة زوجها حبيبها
ام رؤيتها له يحتض امرأة غيرها
بل تخبرها بأن روح ونبض منه يسكن احشاءها
تتألم ولا سبيل لشفاء جرحها
+
ابتسمت وكأن لا ألم يسكن جسدها قالت بصوت هاديء عكس ما يجيش في صدرها أنها رأته مع امرأة غيرها
+
لم تفهم ما تقوله جيدا لذا سألتها مجددا: ازاي مع واحدة؟!
ابتسمت متحدثه: بيخوني .. حضنها قدامي .. اتعلقت في،رقبته .. كان بيحسس عليها يا فريدة
انتفضت فريدة لا تصدق تدافع: مش معقول يا ضحى اكيد حد شبهه
اجابتها برجاء: ياريت كان حد شبهه ياريت مت ولا شفته
هتفت فريدة بقسوة بعد الشر،عنك
اتبعت ضحى: ركبت معاه عربيته فتح لها الباب تقعد في مكاني يا فريدة شفته بعيني
نهضت فريدة الدماء تغلي في عروقها فهتفت بنبرة مترددة: تكون واحدة قريبته يا ضحى
لا أول مرة اشوفها
تتطلع لها فريدة تريد ان تسألها الف سؤال لكنها صامته
+
اتبعت ضحى في ألم: ليه يعمل معايا كده .. ليه يوجع قلبي كده .. مش ممكن يكون ده الانسان اللي حبيته
اهدي يا ضحى عشان خاطر بنتك
+
اجابتها ضحى بوجع: هي فعلا بنتي .. وتتذكر اهماله لها ومشهد خيانته لها كشريط يعاد ويكرر دون ارادتها
+
ظلت جوارها حتى هدئت ..
وخرجت لعدلي الذي ينتظر ان يفهم ما الامر .. لا تعرف ما الذي ستقوله
امسكها بقوة متحدثا: في ايه مالك وبلاش تقولي مفيش...
سبني يا عدلي بالله عليك أنا مش قادرة اقف حتى جسمي كله وجعني
+
ابجل القوة لضمه حانية وقال بصوته الرجولي الواثق: احكي اتكلمي يا فريدة مالها ضحى .. كيان ضربها؟
+
ياريت قالتها بأسف وتمني .. ابعدها عدلي،يحاول استنتاج ما الامر الاخطر من الضرب ..فهتفت بأسف شديد: بيخونها يا عدلي شافته مع واحدة تانية
+
اتسع فمه في،شيء من عدم الادراك لحظات حتى وعى ما يقال فقرر الذهاب له .. لكن للاسف هاتفه مغلق وبالطبع هل سيكون معها وهاتفه مفتوح
+
________________________________
+
القرار .. لي
+
اختاري قدامك ثلاث اختيارات
الاول اعيش هناك وخليكِ هنا هبقى اجيلك وقت ما اقدر
هتفت بغيظ اظبطها بقى وقول هتيجي وقت مزاجك مش كده؟!
زأر بغيظ وبرق بعيناه لان تستحي قليلا فصمتت
+
ثانيا تيجي معايا وخليكِ في شقتك معززة مكرمة مش هطلب منك حاجة تخصها
ثالث حاجة اجيب ماما تعيش معانا هنا لو عاوزه
+
والله كانت كلمة اعتراض ثم اتبعت روح مش هاجي معاك يا وسام ده قراري
+
اومأ في صمت قال بعدها: براحتك مش هغصب عليك
+
_______________________________
+
وصل له اخيرا بعد يوم كامل من الغياب
سأله عن مكانه فاخبره انه يخلص بعض الامور في مصلحة ما
فاتجه عدلي له مباشرة
كان أول شيء تلقاه كيان وهو يتحدث بتلقائية يسأله عن حاله صفعة قوية من عدلي غير متوقعة دوى صوتها عاليا
3
___________________
______________________
_________________________
+
تكملة الفصل....
+
وصل شقة والدته ..
تعجبت رقية من مجيئة بحقيبة للملابس دون مراته فسألته متعجبه: هي فين مونيكا؟
مش هتيجي .. أنا هقعد معاكِ فترة وهبقى اروح لها
الشقة
ليه يا وسام ده كله؟
مش هينفع اسيبك لوحدك
يعني اسيبك تخرب بيتك بإيدك أنت عارف طبع مراتك من البداية .. فخلاص تعامل على الاساس ده
ايه يا ماما معقول قصدك امشي على مزجها في الصح والغلط .. مش هعمل كده ومن هنا ورايح مش هسمح لها بده
بس يا وسام انا كويسه لو محتاجة وجودك صدقني هقولك
متتعبيش نفسك أنا خلاص قررت
هفضي شنطتي هنا مش طالع فوق بدل هبقى لوحدي
ابتسمت متحدثه: احسن طبعا هتطلع فوق ليه، ربنا يرضى عليك يا وسام
+
مر يومان ..
لم تستطع التحمل اكثر لن تتركه لها ..فمنذ رحيله لم يفكر حتى في الاتصال ليطمئن عليها
فقررت ان تفاجئه
استمع لصوت الجرس مبكرا فنهض ومازال النعاس يسيطر عليه .. كانت مونيكا تعجب من انها تقف امامه فسألها بدهشة معقول مونيكا
كان جوابها الرائع: طبعا مونيكا .. اللي بتحبك اكتر من نفسها
_____________________________
+
فاتجه عدلي له مباشرة
كان أول شيء تلقاه كيان وهو يتحدث بتلقائية يسأله عن حاله صفعة قوية من عدلي غير متوقعة دوى صوتها عاليا
اعتدل كيان جاحظ العينان منفعلا وقال بحدة: أنت اتجننت يا عدلي في إيه؟!
ضحك عدلي ساخرا وقال بصوت مستهزء: اتجننت؟! هو أنت لسه شفت جنان ودفعه في صدره متحدثا بقسوة داير على حل شعرك وسايب مراتك الحامل .. بترافق بنات شمال يا وسـ....
+
اتسعت عينه وثغره في دهشة كبيرة وتوقف النبض للحظات .. وكأنه سافر بعيدا تفاجيء بمعرفته للامر
لم يعد الا على دفعه جديدة في صدرة و كلمات عدلي المنفعلة: أنت بنادم عندك دم .. أنا مش عارف أنت إيه يا اخي ..؟
جل صوته متحدثا: مش فاهم قصدك ايه بالظبط ؟
قصدي ايه؟! لم يستطع عدلي التحمل اكثر ..فجذبه من تلابيب ثيابه بقوة متحدثا: لا أنت فاهم قصدي كويس متستهبلش، ماشي مع مين في الحرام يا كابتن يا محترم مين اللي ضحكت عليك
-هو حد قال لك حاجة؟
+
-ياريت كان حد قال لي ياااريت .. مراتك هي اللي شافتك بنفسها تخيل؟؟
+
صدمة غير متوقعة .. زلزلت كيانه .. فنظر للفراغ بتشتت وعدم تصديق كون أنها علمت بل ورأتهما معا ..كيف؟! ثم رفع بصره له يسأله بضياع: شافتني ازااي وفين؟!
هو وده اللي همك .. مش همك هي عمل ايه دلوقت ولا حالتها أنت مش واخد بالك انها حامل ..مراتك في المستشفي دلوقت من تحت راسك
+
اسود وجهه يشعر بأن ظلام الدنيا حل عليه فجأة دون سابق انظار .. يتخبط يمينا ويسارا، جلس على مقعد خلفه متحدثا بصوت مهتز : حصل لها حاجة .. حصل لهم حاجة؟!
ابتسم عدلي ساخرا وهتف باستهزاء يقصده: وهما كانوا فارقين معاك امتى .. ليه تعمل كده في ضحى ليه تكسرها بالشكل ده .. ايه يا اخي القرف ده
1
يشعر بأنه غريق وسط الماء ماذا يخبره فهتف يحاول ايجاد تبرير اي شيء فقال بصوت مهتز: اعتبرها غلطة
-غلطة .. وعلاقتك بالغلطة وصلت لحد فين بقى ان شاء الله؟!
سؤال جوابه اصعب ما يكون .. صمت كيان ماذا سيخبره
+
ضرب عدلي وجهه بغيظ متحدثا: يا دي المصيبة السودة، ايه حصل بينكم حاجة كمان .. رد ساكت ليه؟!
-متجوزها
ايه .. كانت الكلمة عباره عن صرخة قوية افزعت كيان شحصيا فاتبع مبررا: عرفي
ايه متجوزها عرفي .. كمااان .. من امتي المصيبة دي؟
تفصد جبينه العرق فمسحه بيد تهتز وقال منفعلا يحاول الخروج من تلك الحالة: هو تحقيق ولا ايه يا عدلي قوم خلينا نروح لضحى عاوز اطمن عليها
+
افهم علاقتك بالتانية دي الاول وبعدين نتحرك
+
-عاوز تفهم ايه، بقولك علاقتي بيها اني اتجوزتها
ممكن نتحرك ونروح لضحى بقى
ضحى؟! لا راجل وبتفهم مش معقول تكون خايف عليها يعني لو قلبك عليها كده مكنتش عملت اللي عملته
زفر كيان متحدثا: بلاش كلامك ده وبعدين مخفش عليها ليه دي مراتي يا عدليوام بنتي؟!
مراتك قالها باستنكار شديد وتابع وهو يغادر منك لله مش عارف هعمل ايه في المصيبة دي معاهم
+
في المشفي
اندفعت نحوه كادت تخنقه لولا نظرات عدلي المحذرة وامساكه لها قائلا برجاء: خلاص يا فريدة .. ملوش لازمه الكلام ده اللي حصل حصل .. المهم دلوقت ضحى عاوزه ايه شوفيها واللي تقرره احنا معاها فيه
تركته ودلفت لاختها لتخبرها برغبته في مقابلتها لكنهما استمعا لصوتها من الداخل متحدثه بصراخ: مش عاوزه اشوفه .. مش عاوزه اشوفه ابدا
شعر بالحرج والضيق معا لرفضها رؤيته .. لكنه اصر على مقابلتها
+
وعندما علمت فريدة بأمر زواجه العرفي ..
شعرت بأن قلب اختها سيكسر صمتت مرغمة لن تخبرها الان شيء كيف تخبرها وهي ضعيفة في تلك الحالة
+
ومع تكرار الزيارة والرفض القاطع منها لمقابلته ... انتهز الفرصة ودخل غرفتها مغلقا الباب خلفه بهدوء شديد
+
فوجدها نائمة اقترب من الفراش يتطلع لها بنظرات غريبة ربما ندم على ما اصابها من تحت رأسه لقد ادرك متأخرا فداحة ما فعل .. وعندما تقلبت وفتحت عيناها ورأته ..وكأنما رأت شيطان رجيم .. لقد اهلكته تعبيرات وجهها وما صاحبها من توابع
1
يتبع
+