اخر الروايات

رواية اريدك في الحلال الفصل الثالث 3 بقلم ايمان سالم

رواية اريدك في الحلال الفصل الثالث 3 بقلم ايمان سالم 


                                    
الفصل الثالث
أريدك في الحلال

+


••توضيح بسيط قبل الفصل للشخصيات••
( ضحى وفريدة وحنة بالترتيب ثلاث بنات اخوات 
وسام ابن خالتهم «رقية» وكان خطيب الصغيرة حنة
عدلي وفريدة بينهم قصة حب
كيان هيتقدم لضحى 
وفي كمان آذار وجمانة كانوا مخطوبين 
لسه في شخصيات هتظهر معانا وطبعا في شخصيات ثانوية لدعم الاحداث )
يبقى لحد دلوقتي 
(ضحى/كيان
فريدة/عدلي
حنة/وسام
آذار/جمانة)

+


كلمت العريس النهاردة وهو موافق على طلبك
قالت ضحى بشك: هو مين يا خالتو بليز عاوزه اعرف؟
كيان ابن طنطك زينات
هتفت ضحى بتعجب وكادت عيناها ان تغادر محجريهما: ابن طنط زينات
هو يا ضحى هاااه إيه  رأيك بقى؟ 
كاد الهاتف يسقط من يدها لمجرد استحضار صورته امامها، شعرت بنبضات غريبة وتلون وجهها بالاحمر القاني
تابعت ومازالت متعجبه: كيان يا خالتو مش معقول؟ 
ايوه هو يا ضحى ايه رأيك، مالك يا بنتي مستغربة كده ليه؟
صمتت تحاول استيعاب الأمر أكثر ثم هتفت بتوتر: طب إزاي وهو طيار دا هو يشاور بس والف عروسه تتمناه هو اكيد يقصد فريدة مش أنا يا خالتو

+


عبست رقية بغضب وهتفت: يقصد فريدة ليه وهو أنتِ أقل من فريدة في إيه، مش عاوزاكِ تتكلمي بالطريقة دي تاني، أنتِ زي القمر ومش عارفة قيمة نفسك

+


يا خالتو بلاش ترفعي من روحي المعنوية أنا عارفة اني حلوة وكل حاجة لكن بردة في حاجة اسمها تناسب، هل أنا مناسبة له؟ معتقدش دا ابدا، أنا حتى الكلية مكملتهاش يبقى ازاي يفكر يرتبط بيا أنا

+


يا بنتي يا حبيبتي حتى لو زي ما بتقولي هو طلبك أنتِ بالاسم هو عارفكم كويس ولو كان عاوز فريدة كان قالي، متستقليش بنفسك يا ضحى أنتِ بنت حلوة وفرصة لأي شاب، وبعدين ناسيه مركز والدك الله يرحمه ده لوحده يشرف الكبير قبل الصغير، عاوزه يكون عندك ثقه في نفسك اكتر من كده أنتِ تستحقي أمير مش طيار يا حبيبتي

+


ابتسمت ضحى وبدأ التوتر في الانحصار لكن قلبها مازال ينبض بقوة وجسدها يرتجف رجفة ضعيفة لا ترى كنسمة هواء باردة في صيف حار رجفة رقيقة لها رونق خاص فهي شابه اوشكت على الثلاثين من عمرها ومازال قلبها ابن السادسة عشر لم يشعر بعد ببلوغه مازال مراهق يريد أن يشعر ببعض مما يستحق 

+


لاحظت رقية ابتسامتها الحالمة فاستبشرت خير لم تشاء أن تقطع عليها تلك اللحظة .. ظلت صامتة تدعو الله في سرها ان يوفقها فقلبها وبراءتها اصبحوا عملة نادرة في هذا الزمان وتذكرت اختها وكم عانت في مرضها ورغم ذلك لاخر يوم في حياتها كانت تتمنى رؤيه ضحى بثوب الزفاف .. لكن هي إرادة الله .. تنهدت تدعم نفسها فالحمل الذي تركته اختها ليس بهين، ثلاث فتيات وليسوا أي فتيات فهم يملكون من الجمال والمال ما يجعلهم مطمع للجميع .. لكنها لن تتركهم فريسة فهي لجانبهم حتى تطمئن عليهم 

+


نهضت ضحى تقول بتوتر: بس يا خالتو أنا حاسة إن .... مش عارفة.... 
تعجبت رقية وهتفت: مالك يا ضحى حاسة بإيه قولي يا حبيبتي

+




                
تحدثت بتردد:مش عارفه حاسه إني هكون وسطهم ولا حاجة إنت عارفة كويس إن كلهم دكاترة ومهندسين وسفراء حتى كيان لما حب يخرج عن المعتاد عندهم بقى طيار اكيد وصلك اللي عاوزه اقوله 
امسكت كفها تدعمها وتحدثت بتشجيع: لو فكرتي بالطريقة دي يبقى عمرك ما هتتقدمي خطوة هتكوني زي النعامة اللي بتدفن راسها في الرمل عشان خايفة وبعدين على الكلية بسيطة يا ضحى أنتِ ممكن تكملي أنا مش عاوزه الموضوع ده يأثر على ثقتك بنفسك أو يخليكي تحسي إنك قليله 

+


مش عارفه حاسة إني كبرت على موضوع الكلية ده اوي وان ادخل من تاني 

+


هتفت رقية في تحدي: العلم مفيش حد بيكبر عليه امال الناس اللي بتحضر ماجستير ودكتوراة دول من كوكب تاني ده بيفضلوا يدرسوا ساعات لسن الخمسين لازم تخرجي من الكهف اللي حبستي نفسك فيه ده شوفي اخواتك وغيرهم بيخرجوا ويشتغلوا مش عاوزاكي تكوني منغلقة على نفسك يا ضحى

+


اومأت لها في صمت تفكر على ستقدر على تجاوز تلك الغرفة المغلقة التي احتجزت فيها ام ستظل قابعة فيها لنهاية المطاف 

+


-----------------------------------------

+


ليه يا عدلي بتعمل كل ده ليه؟!
نظر لها بضعف وصمت، أحداث الماضي تجري أمام عينيه كشريط سينمائي سريع .. تابعت بغضب واعصاب بدأت في الانفلات: لو مش هتتكلم ممكن تمشي عادي

+


امشي يا فريدة! قالها بصوت متقطع 
صمتت تحاول السيطرة على دموعها التي تحركت دون ارادتها لكنها تمالكت نفسها تنتظر رده فخذلها، شعرت بإهدار كرامتها ففتحت باب السيارة لا تريد أن يرى ضعفها أكثر من ذلك إن كانت تلك هي رغبته فلن ينولها، صعدت دون أن يحاول منعها رغم أنها تريد ذلك، تستصرخه بداخلها أن يفعل، الرغبة ونقيضها في آن واحد  ... نظرات التمني واضحه بعيناها يكاد الاعمى أن يقرأها تريده أن يحاول التمسك بها شرح موقفه أي شيء عدا هذا السكون المميت لكن الصمت قطع الامل 
لم يفعل ما تمنت ... خرجت بالسيارة من المشفى سريعا تكاد لا ترى امامها حتى ابتعدت مسافة لا بئس بها وهنا صفت السيارة وتركت لدموعها وشهقاتها العنان لا تحب الضعف وتكرهه فماذا إن كان هو نقطة الضعف التي في قلبها وحياتها لقد عشقته منذ وقت مضى كانت تريده في الحلال زوجا لها، ليس أول من تقدم لخطبتها ولاخر شخص لكنه كان الاقرب للقلب والابعد في المسافات
تتذكر حينما رأته أول مرة كانت صدفة سيئة لكن العيون تعلقت والقلوب ارسلت اشارات وكأنها تعرف بعض منذ حين .. في بعض الاحيان تصادف اناس لا تعرفهم لكن من مجرد الحديث والتعامل معهم تشعر أنك تعرفهم من قرون مضت .. كان عدلي من هؤلاء الاشخاص

+


بداية التعرف .. كانت في كلية الطب .. كوب شاي يسكب بالخطأ على مرئ ومسمع من الجميع كانت مخطئه، لكنها ابت الاعتراف .. يكبرها بثلاثة اعوام .. كانت آخر سنة له بالكلية .. ظنت انه زميل .. كلامه كان لين رغم انها المخطئه شعرت بالحرج فأرادت ان تعتذر لكنه لم يعطيها فرصة الاعتذر  ليس فقط بل جلب لها كوب شاي آخر كترضيه عن شيء لم يفعله
سحرها الفعل قبل الشخص باتت تحلم كل يوم به .. تتمنى لو تلقاه من جديد .. فتشت الكلية بقلبها عنه تمنت لو تراه ثانية .. مر وقت على تلك الحادثة لم تنساه لكنها فقدت الامل في ان تجده مرة آخرى فأصبح ذكرى فارس احلام ضائع غير مقدر لها بأن يخطفها على حصانه الابيض حتى ولو لمرة

+



        

          

                
حتى كان موعد الامتحانات العملية
رأته هناك يجلس لجوار فتاة 
اسود العالم في عيناها وامتلئت سمائها بالغيوم لا يخصها لكن قلبها وضع صك ملكيته عليه ... ما هذا الجنون يا فريدة شخص لا تعرفيه وتحزني لمجاورته فتاة آخرى عن اي منطق تتحدثين .. ما شائنك يجالس فتاة أم عشر فتايات
سارت منكسرة الخطى للجنة الامتحانات
يشغلها المنظر ويتكرر امام عينها مهما حاولت ابعاده
تكاد تجزم انها لا تتذكر ماذا كتبت بالامتحان، 
انتهى أخيرا واتجهت للكافتريا .. تنوي شرب قهوة سادة على حب لم يكتب لقلبها ... جنون تحدث به نفسها لكن الامر خارج عن سيطرة عقلها .. اخبرت العامل طلبها ولجوارها فتاة مرحة تضحك .. جذبتها ضحكتها 
فحان منها التفاته .. نظرت لينشق قلبها نصفين وهي تراهم لجوارها ..لو يقصد تعذيبها لم اختار قربهم منها بهذا الشكل .... تحركت خطوة للخلف وكأن شيء لدغها خطوة خوف، حذر .. لكن بسمته الموجهة لها .. اربكتها أكثر مما ينبغي .. توترت حتى نست ما كانت تنتظره، تركت الطلب والمكان وغادرت 

+


جاء العامل بطلبها .. فتسائل بشك فين الانسة اللي كانت هنا .. تدخل عدلي ليتناول كوب القهوة منه متحدثا: هات هدهولها أنا واتجه خلفها سريعا ليلحق بها .. مناديا يا دكتورة
لم تستمع لنداءه الا على بُعد خطوات بسيطة فحاولت الاسراع متعجبة سبب نداءه لها .. والتفسير الوحيد الذي حضر لذهنها أنه لاحظ نظراتها الحزينة لهم، وكشف امرها هل جاء مشفقا عليها .. عند الضغط نفكر في اسباب لا منطقية بالمرة .. وكانت تلك الاسباب لا منطقية حقا

+


حتى تخطاها وهتف بنهجان: اقفي بقى كفاية
امر ..هل يأمرها بتلك الطريقة الوقحة!
رفعت عيناها له بنظرات غاضبة وقالت: أنت مين عشان تتكلم معايا كده؟
مد يده بالكوب متحدثا ببشاشة: هو احنا كل مرة هنتقابل هنتخانق كده،  قهوتك سبتيها ومشيتي 
اتسعت عيناها .. هل يتذكرها .. مثلها!
القهوة قالها وهو يحرك يده قليلا
نظرت للكوب بتشتت لقد نسيت امره تماما
تعجب هو الاخر فوق تعجبه لكن بسمته تتسع بداخله تدريجيا وكأنها الشمس وقت الصباح

+


عندما تذكرت القهوة شعرت بالحرج الشديد ماذا سيقول عنها الآن مجنونة تطلب المشروبات وتتركها وتذهب والمرة السابقة اسقطت الكوب
لاحظ صمتها وشرودها فهتف بود: القهوة هتبرد
رفعت رموشها الكثيفة في حركة سحرته من يقول أن العشق يحتاج لسنوات وشهور وساعات فلتخبره أنا «ابوك السقا مات» هكذا حدث نفسه بدعابه لطيفه وابتسم يمد الكوب وهي كالبلهاء تمد كفها دون تركيز فـ سقط الكوب في المنتصف محدثا انتشار هائل على ملابسهم 
صرخت وهي تقفز للخلف خطوة وهو مثلها
حتى جاء الصوت المشتعل من خلفهم: دلق القهوة خير يا حبيبي

+


حبيبي! .. نظرت فريدة لكليهما بحزن وهتفت وهي تتناول الكوب الفارغ من الاسفل انا اسفه مقصدتش 
لكنه كان الاسرع وتناول الكوب متحدثا: مش مقامك
ابتلعت ريقها ونهضت سريعا ماذا يريد منها هذا الغريب الخائن ... تنعته بالخائن وهي لا تعلم عنه شيء ما هذا الجنون
اقترب يمسك ذراع اخته متحدثا بتهذيب أماني اختي زميله ليكي هنا في نفس الكلية
نظرت له بتمعن ماذا يقصد بتلك الكلمة تحديدا: اخته، هل يحاول تبرير الامر لها .. هل وصله ما شعرت به؟ 
حاولت افتعال بسمة متحدثه: اهلا وسهلا
مدت اماني يدها للمصافحة نظرت ليدها تشعر بالشك هل هي عصابة تنتوي سرقتها اما يكفي قلبها.. ماذا يجرى تحديدا لا تعلم! 
لكنها صافحتها وغادرت سريعا تكاد تسقط من فرط توترها
غادرت وظل هو يتطلع لاثرها مبتسما
جاءت أماني لجواره متحدثه بطريقة استفزازية: دي الجو ولا ايه النظام؟!
هتف معترضا: جو؟! في دكتورة محترمة تقول الكلام ده
اجابته ببسمة: لا منا لسه مبقتش دكتورة فعادي يعني اتكلم براحتي، هااا قول بقى؟
-معرفهاش حقيقي 
-نعــــم!! قالتها بطريقة درامية جذبت انظار من حولهم
فهتف بتحذير: هششش ايه يا اماني انتِ اتجننتي احنا في الجامعة! 
حمحمت معتذرة: اسفه يا دوله واقتربت متحدثه: هااا قول مين البت القمر دي،وأنا هسكت خااالص؟

+



        
          

                
هتف وهو يفرد كفاه في حسرة: معرفهاش بجد 
كشرت تتطلع له بشك
لكن نظرت عيناه جعلتها تتراجع، وهمست له في تردد: اظن في سابق معرفة حتى
اومأ في صمت وارجع بصره محل ما غادرت لعلها ترجع في قرارها وتعود
-هااا قول بقى؟
-تعالي احكيلك

+


قص لها ما حدث فهتف في ادعاء الجدية: ياااه اما قصة عبرة بصحيح يعني حضرتك واقع لشوشتك كده من شوية شاي ادلقوا
هتف في استياء وهو يبتعد: تصدقي بالله انا غلطان إني حكيت لك حاجة ابعدي 
ـ استنى يا عدلي، يا دوله، عدلي

+


مر اسبوع وأماني تحاول جمع المعلومات عنها في السر ما اقلقها شيء واحد هو الفارق المادي الكبير بينهم لكنها حاولت ترك الامر جانبا وخصوصا أنها بسيطة في ملبسها معاملتها مع من حولها فلا يظهر عليها أنها من هؤلاء الناس المتكبرين حاولت التقرب منها .. في البداية وجدت أماني صد من طرفها وخوف لم تغضب بل اعطتها العذر فلو تبدلت الادوار لفعلت أكثر منها
لكن اماني لم تستسلم وحاولت مرة آخرى فـ« لأجل الورد ينسقي العليق» كما يقولون
اصبحت صديقه مقربه لها وتنقل اخبارها لعدلي حرفاحرفا، الاعجاب يتحول والحب يكبر وهي كحمامة سلام تنقل في الجهة الأخرى اخبار عدلي تريد توفيق رأسين في الحلال ..فهم لا يريدون اتخاذ الخطوة الا في الحلال .. لم يتقابلوا كما يفعل غيرهم .. بل تركوا الحب يكبر حتى يأتي وقت حصاده وكان الوقت بعد انتهاءها من السنة الأخيرة ..
تقدم عدلي لخطبتها بعد آخذ موعد 
اليوم الاجمل في حياتهم 
كانت ترفض الكثير والكثير .. حتى جاء فارس الاحلام نعم لا يمتلك حتى الحصان ليخطفها عليه لكنه يمتلك قلبها .. الحب وحده لا يكفي هكذا قالها والدها مباشرة له هل الحب سيطعمها إن جاعت هل سيسقيها ماذا إن تحملت الجوع والعطش يوم اثنان هل ستسمر الحياة وقتها لن يكون سوى الموت وهو لن يرضي لابنته بالهلاك

+


"طلبك مرفوض يا دكتور" كان جواب والدها القاسي

+


دكتور! كم لعن حتى هذا اللقب الذي لم يحقق له ابسط احلامه، فـ شريكة حياته التي انتظرها كثيرا و يرغبها زوجه له اغلقت الباب في وجهه 
اول شيء فعله بعد عودته هو تمزيق شهادة تخرجه المعلقة على الحائط في عيادة لا يمتلك فيها سوى اجهزه بدائية فهو لا يمتلك المال..على ذكره دفع المقعد بقدمه فارتطم بالمكتب محدثا دويا عال .. انهيار كبير اصابه كانت اماني لجواره تدعمه لم تتركه في تلك الفترة الصعبة الانكسار واحساس الرجل بأنه لا شيء مؤلم، هدمت كل احلامه في لحظة كيف يكون الفقر متحكم في مصائرنا بتلك الطريقة .. يشعر بأنه الان اصغر من البعوضة ليس له قيمة في الحياة 

+


اما هي فاعترضت، الفتاة المطيعة المدللة تثور على قرار والدها
يا بابا أنا عاوزاه
يعني ايه عاوزاه دي .. أنا حتى مخلتكيش تقعدي معاه .. عاوز اعرف ايه اللي بيحصل من ورايا بالظبط؟!
قصدك ايه يا بابا .. أنا متربية وعمري ما أعمل حاجة غلط، كل الحكاية إنه اخو صحبتي .. وشفته معاها قبل كده،  شخص محترم جدا
ده ميخلكيش تتعلقي بيه بالشكل اللي أنا شايفه ده يا دكتورة؟ الواد ده باين عليه ضحك عليكي وعلقك بيه طبعا مه كحيان وقال فرصة حلوة بنت متريشة هترفعني معاها لفوق
ـ يا بابا عدلي مش بيفكر كده .. عدلي انسان هايل ارجوك عشان خاطري اديله فرصة اقعد واتكلم معاه صدقني هتغير رأيك فيه
-أنا قراري خدته خلاص الولد ده مش هتتجوزيه الا على جثتي
يا بابا ارجوك اسمعني
دخل الغرفة وقبل ان يغلق الباب بعنف في وجهها ولأول مرة هتف: الكلام انتهى واقطعي علاقتك بالبنت دي واياك يا فريدة تتعاملي معاها تاني الناس دي مش كويسه وطمعانين فيكي فاهمه

+



        
          

                
يا بابا ارجوووك قالتها ببكاء وضياع لكنه قد حسم الامر
ايام طويلة حاولت الاتصال بأماني لكنها لا تجيب 
أيام صعبة تشعر بالألم اضعافه فخسارته بالنسبة لها كالموت تشعر انه ليس بخير، تتمنى لو عاد الوقت و رفضته قبل أن يحدث ما حدث تشعر بأنه محطم لو في يدها أن تذهب إليه لتخفيف عنه ما يشعر به لكنها لا تستطع فعل ذلك

+


مر أكثر من شهران ..
اجازة شاقة .. استنزفت قوتها .. 
والكل يضغط عليها بالزواج من كل عريس يتقدم لها فكلهم مستوى مناسب كما يقولون لكنها غير قادرة على نسيانه او تخطي ما حدث
حتى جاء اليوم .........

+


----------------------------------------------

+


كيان يا حبيبي
سيادة السفيرة في غرفتي يا مرحبا يا مرحبا
نظرت له والدته في غضب رغم ما في داخلها من حزن على تلك الطريقة التي تعلم جيدا أنها سخرية مقصودة وقالت: مش هتبطل اسلوبك ده يا كيان على العموم أنا هنا عشان موضوع هيفرحك
ابتسم كيان وفتح ذراعيه متحدثا: خير يا ماما أنا كلي اذان صاغية
المرة دي العروسة مش هتقدر تطلع فيه ربع عيب مش عيب واحد 
آااه.. قالها كيان وهو يتجه لمكتبة ممسكا كتاب وهتف بللامبالاة عروسه ودي مين سعيدة الحظ المرة دي؟!

+


القت والدته حقيبتها على المقعد بغضب واتجهت خلفه متحدثه بصوت عال: مش طريقة دي يا كيان ابدا كل اما افتح معاك نفس الموضوع، يكون ده ردك هتفضل كده معتصم عن الجواز لحد امته؟
-مين قال إني معتصم؟ أنا قلت لك بس شكل حضرتك ما اخدتيش بالك من الارهاق كان الله في العون طبعا 
هتفت متسائلة بشك: قصدك ايه بالظبط إن في عروسة في بالك!
ايوه طبعا في عروسة في باللي
تساءلت بتعجب شديد: عروسة! مين دي يا كيان؟ من سألتك كتير وأنت مقولتش حاجة 
أنا مكنتش ناوي افتح الموضوع ده دلوقت احتراما لرغبتها لان عندها حاله وفاة لكن بدل أنتِ مصره خلاص هقولك ..ضحى 
هزت اكتافها متسائلة ضحى مين؟
ضحى القاضي
انتفضت من مكانها وكأن ماس كهربائي طالها وهتفت: ضحى أكيد قصدك حد من اخواتها اكيد تقصد فريدة الدكتورة بس الاسماء متلغبطه معاك مش كده؟ 
ـ كان يتأملها صامتا ولم يجب 

+


تابعت هي دون انتظار رده بعد تنهيده طويلة: بقى ترفض العرايس اللي بجبهالك عشان خاطر دي لا يا كيان تفكيرك مش مظبوط، بس على العموم لو انت مصمم عليها هحاول اضغط على نفسى عارف اللي هيشفع لها عندي انها دكتورة 
ضحك كيان لاحلام والدته الوردية ودار حول المكتب يجلس على المقعد متحدثا وهو يضع الكتاب برفق على فكرة أنا مختار ضحى وعارف أنها ضحى مش الدكتورة فريدة كنت بس عاوز اصحح لك المعلومة دي 
هتفت بعدم استيعاب: يعني ايه عاوز تتجوز ضحى؟! أنت اتجننت يا كيان عاوز تتجوز واحدة معها ثانوية عامة؟!
هتف بهدوء: لا يا ماما هي خدت سنتين في الكلية
-whatever ده مش هيغير كتير
بس دي حياتي وأنا حر اختار شريكة حياتي اللي تناسبني
عاوز توصل لايه يا كيان؟ 
مش عاوز اوصل لحاجة دي حياتي وأنا حر في اختياراتي
أنت عاوز الناس تاكل وشنا
نهض كيان من على المقعد يتطلع بنظرات شرسة وهتف: هو ده كل اللي هامك يا سيادة السفيرة
ـ اخرس يا كيان أنت مش فاهم يعني ايه مركز عيلتك وانك لازم تحافظ عليه 
عيلتي على عيني وراسي لكن حياتي الشخصية محدش له دعوة بيها أنا مش صغير

+


جلست على اقرب مقعد تشعر بالاعياء لكنها تماسكت متحدثه: أنا عمري ما هوافق على الكلام ده لو حتى بعد مية سنة
خلاص يبقى مفيش جواز أصل أنا عمري ما هعمل حاجة من غير رضاكِ

+


نهضت متحدثه بغضب وهي تجذب حقيبتها: ماشي يا كيان ليك اعمام يترد عليهم أنا خلاص معتش قادرة اتعامل معاك وتعبت
اغلق الباب خلفها يشعر بالانتصار لا يعلم تحديدا لماذا تملكه هذا الشعور لكنه مازال قائم ومرضي

+


-----------------------------------------

+


ناداها بسعاده وتملك يشعر به نحوها: حنة
التفتت لمن يقف خلفها 
اتسعت عيناها كيف لوسام أن يكون في هذا المول الآن
لابد من وجود حمامه سلام نقلت له الخبر.. على سبيل الاصلاح بينهم
اقترب متحدثا: بتعملي إيه هنا؟ 
ردت في ايجاز وضيق : في المول اكيد بشتري حاجات يعني!
وسام بود: طب اهدي طيب،  ممكن نتكلم
اجابته في انفعال: منا هاديه اهه شايفني بشد في شعري،  ولم تجبه بالقبول او الرفض
فـ اصر هاتفا: عاوز اتكلم معاكِ يا حنة
-مينفعش ولو سمحت امشي من هنا
مش همشي من هنا غير لما توافقي نقعد مع بعض حتى لو نص ساعة بقالنا عمر مع بعض متستكتريش علينا فرصة اخيره اتكلم فيها انا بحبك يا حنة

+


تنهدت وتوترت وبدأت تنظر خلفها .. افضل وسيلة هي الهجوم لتنول ما تريد .. وهو تقدم لينال مبتغاه

+


في مطعم لجوار المول
يجلس ينظر لها بتمعن متحدثا: بقالنا كتير مقعدناش مع بعض
ابعدت نظراتها عنه تشعر بالالم
لكنه تابع يكسر جدار الجليد البارد بينهم يريد اذابته ليختفي الصقيع: لو تعرفي الموقف كان صعب عليا ازاي؟ 
كادت تنطق لكنه اشار لها متحدثا: متتكلميش انا هنا النهاردة عشان اتكلم وانتِ تسمعي
فاستجابت له فتابع: مش سهل على اي راجل يشوف حبيبته في حضن راجل غيره 
لسه بتتكلم بالطريقة دي وكادت تنهض لكنه نهض يسبقها متحدثا: متمشيش مش هتفضلي تهربي مني كده كتير
نظرت له بتحدي وهتفت: غلطان انا مش بهرب منك بالعكس بهرب من وجعي منك من خذلانك ليا عارف لو كل الناس موقفتش جمبي كنت محتجاك انت وبس، لكن للاسف انت مش فاهم الكلام ده ومش حاسس بوجعي اللي جوايا

+


هنفضل على الخلاف كده كتير يا حنة، حتى لو غلطت في حقك سامحي واعملي حساب لكل حاجة كانت حلوة بينا متخليش الغضب ينسيكي وسام يبقى مين 

+


تنهدت متحدثه بدموع: ومين قالك اني نسيت بالعكس الوجع والزعل بيكون على قد الحب

+


يعني بتعترفي انك بتحبيني
تنهدت في صمت ودموعها تسقط ببطء
هتف بصرامه وجديه لو مبطلتيش عياط هخدك في حضني دلوقت حالا واللي يحصل يحصل 

+


فابتعد خطوة لا اراديا مستجابة لتهديده فابتسم متحدثا: سامحي يا حنة وخلينا نبدأ من جديد وانسي اللي فات واخرح من جيبه علبة من القطيفة الحمراء فتحها واخرج خاتمها متحدثا: هتقدم لك من اول وجديد وننسى اللي فات كله، هل تقبليني بعلا لكي؟ 
استمعوا لصياح وهتاف من حولهم بالمواقفة فانتفضت حنة تشعر بالاحراج تريد ان تنشق الارض وتبتلعها 
فماذا سيكون الجواب؟

+


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close