اخر الروايات

رواية اريدك في الحلال الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم ايمان سالم

رواية اريدك في الحلال الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم ايمان سالم 


                                    
الفصل الخامس والثلاثون
أريدك في الحلال
إيمان سالم

+


جئت أشك إليك ضعفي وقلة حيلتي في بعدك
هزمني الشوق لك لكنه لم يغلبك 
لقد أصبحت قاس في بعدي من علمك تلك القسوة
لا تقل في بعدك ذاق قلبي ويلات الالم
فإن ذاق قلبك جرعة واحدة ذاق قلبي الالف مثلها
ما كان بعدي كفرا بحبك أنما تضحية 
نعم اخطأت لكن عندي يقين في عدل قلبك
عد لي دعني أرك في مضجعي 

+


في عملها 
رأته قادم من بعيد لم يلاحظها بعد
وقفت تتأمله بنظره مختلفة ولأول مرة .. دائما ما كانت تراه الشرير او الهمجي المتطفل لأول مرة تراه رجلا بحق .. اسما وصفه
قررت في نفسها أنها ستشكره على ما قام به قد يراه البعض شيء عادي لكن هي تراه بعين آخرى فهو لم يكن مطالب بحمايه فريدة او اظاهر المؤامرة التي تحاك من خلفها لقد ساعدهم ولا تعلم السبب ..لكن مهما كان فهو عمل نبيل
غافله عن أنها قد تكون السبب وراء كل هذا 

+


انتظرت الوقت المناسب وها هي تقف امامه بخجل متحدثه: كنت حابه اتكلم معاك لو ينفع
عندما رأها شعر بسعادة كبيرة وكأن القمر اضاء عتمته وقتيا اشار لها بالجلوس مرحبا: طبعا ينفع اتفضلي
جلست تشعر بالحرج من اي نقطه ستبدأ لكنها تحلت بالشجاعه متحدثه: كنت حابه اشكرك على اللي عملته مع عدلي وفريدة
ابتسم لها متحدثا: مفيش داعي للشكر وفي داخله «أحنا هنبقى قرايب قريب جداا وده اقل حاجة اعملها » 
لاحظت شروده لكنه عاد سريعا متابعا حديثه بنفس تلك البسمه : أنا خدوم لم تعرفيني اكتر هتكتشفى دا لوحدك
عبست متحدثه بتعجب: مش فاهمة قصدك ايه؟!
لا مفيش اقصد الشغل لما تعرفيني اكتر هتعرفي عني ده

+


هكررها تاني شكرا لان مش اي حد يعمل اللي انت عملته 
هتف مؤكدا: خلي دي تكون بداية جديدة بينا
ابتسمت متحدثه ببراءه هي الاخرى: اكيد بدايه جديدة 
ونهضت متحدثه بإصرار لو احتجتني في اي حاجة اى خدمة هتلاقيني موجوده و اكيد هكون سعيدة وقتها
ابتسم وهو يرجع ظهره ليستند على المقعد باريحيه متحدثا: خلاص هجرب واشوف بنفسي
بجد مش هزار لو في اي حاجة محتاج مساعدتي فيها انا تحت امرك
اومأ لها ويفكر جيدا في ان يستغل هذا العرض المغري

+


بعد يومان ..
فكر في ان يحاول ايصال الامر لها بطريقة غير مباشرة اولا ليرى رد فعلها وثانيا كتمهيد لها فعدلي حتى الان لم يخبرها شيء وهو لم يحاول الضغط عليه لانه يعلم أن ما يمر به صعبا للغاية فيفعل حينما يستطيع
اقترب متحدثا بجدية شديدة 
ممكن تساعديني يا حنة في حل الكلمات المتقاطعة دي لاني مش عارف احلها
نظرت له بتعجب لكنها قالت بتأكيد: اكيد طبعا وريني كده
وضع لها الورقة ينتظر
سألته حنة باهتمام: فين اللي واقف عليك؟!
اشار آذار لكلمتين متحدثا دول معرفتهمش
تحدثت بصوت مسموع :حيوان منقرض من خمسة حروف ... ديناصور .. لا دا حروفه كتير طب طائر الدودو مثلا لا بردة .. لحظة من التفكير ثم هتفت بسعادة: ماموث هو ده اكيد ونظرت له بفرحة بادلها النظرة ببسمة تشجيعيه
اخفصت بصرها للكلمة الاخري متحدثه بصوت مسموع كلمة من حرفين الحاء والباء
فكرت للحظات ثم قالت بثقة وسعادة: بح، او حَب
تفاجيء آذار متوقعا انها تغير في الامر 
فقال بصوت متوتر: لا شوفي حاجة تانية غير الكلمتين دول، والتشكيل بيفرق
اجابته بثقة كبيرة: لا معتقدش في حاجة غير دول
كاد يبكي من فطنتها الشديده ظنها في البداية تفتعل عدم الفهم لكن الحقيقة انها لم تفكر بما اراد مطلقا تناول الورقة من على المكتب يشعر باحباط شديد كان يتوقع ان تعرف ما يريد ويتشوق ليرى رد فعل يبهج قلبه يعطيه أمل لكن ما حدث اخذ كل الامال وطار بعيدا همس وهو يغادر محبطا: بح .. بح زي بعضه لما اشوف اخرتها معاكي ايه يا حنة 
اجابته وهو يهم بالعودة لمكتبة لو في حاجة تانية وقفت عليك انا في الخدمة 
نظر لها بحسرة وهتف: متشكرين يا استاذة حنه 
ابتعد عنها وطبق الورقة بين اصابعه وقذفها في سلة المهملات الخاصة به متحدثا: مفيش كلمات متقاطعة تاني نهائي

1



                
وفي خضم عملها تذكرت الكلمات وخطر في بالها ربما قصد كلمة حُب لكنها نفضت الفكرة من رأسها .. ليس من المعقول أن يكون هذا هو مقصده ..فقط هي تبالغ 

+


------------------------------------------

+


بعد تفكير طويل جهزت نفسها وقررت الذهاب له لن تتركه هكذا دون مرضاته مرة واثنان فهي اخطأت وهو يستحق الاعتذار
ارتدت ملابسها وقررت الذهاب للمشفى الخاصة به لم تراها منذ وقت .. كيف اصبحت الآن هل تم الانتهاء من جميع التشطيبات تتسأل وهي في الطريق تقود 
سيارتها ..ابتسمت بحزن لقد اشتاقت لكل شيء هناك حتى الهواء .. تشعر بألم كبير ولن تنكر أنها من فعلت هذا بنفسها، تلومها كل لحظة وتسأل حالها كيف غيبها حقير كترك وفعل بها ما يريد ابعدها عن عدلي واحرق قلبهما معا لقد وصل لمبتغاه وللاسف هي من ساعدته..لكنها ما فعلت ذلك الا خوفا عليهم جميعا وهو تحديدا
هزت رأسها تحاول ابعاد تلك الافكار الان عن رأسها واكساب نفسها ثقة تستطيع ان تواجهه من خلالها 
صفت السيارة واتجهت للمبني تتطلع له بعين المشتاق
تنفست بعمق تحاول التماسك لن تتنازل عن حبها وستحارب من أجله
دلفت للداخل تسأل عنه
رحب بها الأمن واخبروها أنه في الطابق الثاني مع عدة من الاطباء
شعرت بالحزن والغضب معا ... هل همشها ولغاها لتلك الدرجة .. الم يعد لها اي اهمية حتى هنا .. شعرت ان ساقيها تلتف حول بعضهما ليس رهبة بل انكسار كانت تحلم بكل خطوة معه هنا منذ جاء بها أول مرة .. كيف استطاع فعل كل هذا دونها ليس عجزا بل قسوة 
المكان أصبح غاية في الروعة عيناها تكاد تدمع لكنها تحاول السيطرة ليس وقت دموع هذا حتى ولو كانت دموع الفرح
كل شيء كما خططت له لم يلغى شيء .. رغم الالم شعرت ببعض الامل .. آه ودت تصرخ بها بقوة لتزلزل الارض حولها لكنها صمتت تماسكت ..وصلت لغرفة الاجتماعات ..طرقت الباب فجاء الرد منه بالية: ادخل
تشعر بالارتباك والخوف فهو ليس بمفرده ربما احرجها أمام الجميع .. لكن حتى وأن حدث لن يهمها المهم الان هو عدلي ذاته
دلفت تقف على الباب تفحص المكان والاشخاص الموجودين ..
كلهن نساء عدا واحد فقط هل هذا ما يسمونه «ديك البرابر »
عبست فريدة واقتحمت المكان تريد سفك دماء احدهم
مازالت المفاجأة تظهر على وجهه عدلي فهو لم يتوقع قدومها لكنه تدارك نفسها متحدثا : فريدة اهلا وسهلا .. تعالي
دفعت الحقيبة قليلا بعصبية واتجهت للمقعد المجاور له وهتفت في ثقة لمن تجلس عليه تتطلع لها بتعجب : بعد أذنك .. مكاني
نهضت الفتاة وخصوصا بعد صمت عدلي وعدم اعتراضه على كلمات فريدة

2


اشار للجمع متحدثا بفخر: دكتور فريدة القاضي طبعا غنية عن التعريف وخطيبتي
ابتسمت له وصححت كلماته متحدثه: فعلا ومكتوب كتابنا كمان
زفر عدلي وهو ينظر للاوراق امامه متحدثا وقفنا فين
رفعت حاجبها الايسر بشر تنتظر منه التوقف تفسير ما يحدث حولها لكنها كانت كالاطرش في زفه كبيرة لا يفقه شيء 
توعدت له كثيرا ..
كل هؤلاء حوله لو يقصد اصابتها بجلطة لما فعل هذا
تشعر ان لحظات والدخان سيتصاعد ولن تنجو احد منه ..لذا نهضت متحججة بمكالمة هاتفية وخصوصا عندما لم تجد لها مكان بينهم

2



        

          

                
وقفت في جانب منعزل غرفة الاستقبال في ذات الطابق ..تبكي بقهر .. تتسأل هل يفعل ذلك انتقاما منها
وبينما هي في اشد صراعاتها النفسية وجدت الباب يفتح دون طرق ..
انتفضت تتطلع للباب بذعر من اتته الجرأة ليفعل ذلك .. فهي ما عاد عندها ذرة من الثقة .. 
دخل عدلي يتطلع لها مليا ثم هتف وهو يغلق الباب دون النظر له: بتعيطي ليه؟!
كفكفت دموعها بألم وقالت: يعني تهمك دموعي اوي
لم يجب وبما سيخبرها تلك الجاحدة أنها كنهران من نار تكوي فؤاده .. صمت يتطلع لها في ترقب
اقتربت خطوة متحدثه بهوجائية: شيفاك خلصت المستشفي وامورك تمام ولميت كل الدكاترة الستات اللي في البلد حلو اوي عشان يكونوا عامل جذب
لم يعقب على كلماتها فشعرت بالغيظ فقالت: لا ممكن يشتغلوا حاجات تانية وهما واجتهادهم
فريدة قالها حازمة غاضبة
تطلعت له بغيظ هل يدافع عنهم وقالت: بتزعق لي يا عدلي عشان خاطرهم اد كده هما مهمين عندك

+


سألها دون رد على سؤالها: ايه اللي جابك يا فريدة
شهقت من سؤاله اللاذع وهتفت بصوت متلعثم .. للدرجةةدي وجودي ضايفك
فريدة سؤالي واضح جيتي ليه؟
اقتربت خطوة تحاول السيطرة على جنون غضبه امساك قيد هواه والاحكام على احباله هتفت بصوت هادئ: جيت لك يا عدلي .. جيت اعتذر لك بدل المرة اتنين
سأله بحزن وهو يلتف عن سيطرة عينيها: وتفتكري ده كفاية
اقتربت تمسك كفه وهتفت برجاء حار: عدلي! 
تشنج جسده شوقا لها .. اتلعب على كل اوتار ضعفه .. لن يعطيها الفرصة .. لن يغفر بتلك البساطة التي تطلبها .. من اخطأ فعليه تحمل العواقب .. سحب كفه متحدثا: صعب يا فريدة اللي بتطلبيه صعب
ياااه للدرجة دي زعلان حتى بعد ما جيت لك واعتذرت لك
حطي نفسك مكاني وقتها هتقدري
التفتت تتطلع له متحدثه بغضب: اعرف انك بتكسرني قووي .. فوق وجعي وفوق كل حاجة شفتها الفترة اللي فاتت .. فكرك وانا في بعدك كنت مرتاحة بالعكس أنا كنت محتجاك أكتر من اي وقت كنت محتاجة لكتفك اتسند عليه .. لقلبك يحتويني وحضنك اللي بحس فيه بالامان .. عارفة اني غلطت بس هرجع واقولك كنت خايفة اخسرك افهم ده 
صمت غير قادر على الاجابة فالاجابة لن ترضي عقله بتاتا .. ضرب هتاف قلبه عرض الحائط وقال بصوت يكسبه بعض الصلابة: خلصتي اللي عندك
شعرت بضربة قوية تلقتها في مقتل هل اصبح جودها مكروه لتلك الدرجة
هتفت بصوت متلعثم وهي تجذب حقيبتها: مش هزعجك اكتر من كده روح شوف الدكاترة الحلووين اللي مستنينك جوه وتناولت حقيبتها وغادرت دون ان تلتفت خلفها
لم تتوقع ان يكون قاسي امام توسلتها ورجاءها .. الهذا الحد هو غاضب .. تشعر بغيرة لم تشعر بها من قبل فمنظره وهو وسطهم ستخطف النوم من عيناها لسنوات قادمة لا محالة

2


وقف يتابع مغادرتها بألم لكن احيانا يكون الالم هو العلاج الامثل للشفاء 

+


----------------------------------------------

+


انتهت الرحلة وهما الان في طريق العودة
ينظر كيان امامه بشرود تام غير راض عن تلك السفرة ..لم تتحقق احلامه ولا حتى نصفها ..كان يظنها عجينة طرية سيشكلها كيفما يشاء لا يعلم أن صفات وطباع الشخص من الصعب التغير والتحكم بها سريعا وفق ما اراد
عاد من شروده ينظر للنائمة جواره على المقعد بعد ان اعطاها دواء لتسبح في نوم عميق حتى يقل توترها ولا تضغط عليه كالمرة السابقة ..
يتسأل في نفسه هل مازال هناك متسع من الوقت لتغيرها ..
لا يعلم لكن كل ما يعلمه الان انه يريد خطف حلم سريع هو الاخر .. لانه يشعر ببعض الارهاق
وضع غطاء العينان وترك نفسه للنوم سحبه بعيدا لجزيرة أفضل من الجزيرة التي غادرها منذ دقائق
لم يفف الا على صوت صرخة فزعته .. وما كانت الا ضحى والسبب الطائرة تهبط لا اكثر
مسح كيان وجهه يفكر في اعطاءها كف لتهدأ وتنتهي عن تفعل لكنه تراجع يضم كتفها له متحدثا: خلاص هي نزلت ورب الكعبة نزلت اهدي
استكانت قليلا لكنها لم تهدئ كليا

+



        
          

                
وصلوا أرض الوطن بعد رحلة قاسية ..
بكت شوقا لبلدها لاهلها تنفست بعمق تشعر أنها كطفل صغير تاه عن أمه وبعد وقت عاد لها كم من الشوق والغربة يفتك بها ..
حمحم يجلي صوته متحدثا: مكنش اسبوعين يا ضحى امال لو بتسفري كل يوم زي كنتي عملتي ايه 
لا لا مقدرش الحمدلله ان الرحلة خلصت
يااااه للدرجة دي كانت تقيله على قلبك قالها بحزن ظاهر في كلماته
شعرت بالغباء الشديد كيف تصرح بما في قلبها هكذا فحاولت تحسين الصورة متحدثه: لا مش قصدي .. دي حتى كانت رحلة حلوة بس بردة اخواتي وحشوني
يعني مامتك وباباك مش وحشينك هما كمان
هتف مؤكدا ...وحشني طبعا بس زي ما قلت لك أنا واخد اني ابعد واسافر فالموضوع بالنسبة ليا عادي 

1


ابتسمت متحدثه ايه رأيك نعدي على بابا ناخده معانا
تعجب اقتراحها وهتف معترضا: لا مش النهاردة يا ضحى
ليه سألته بتعجب شديد
اجابها دون تفصيل: هنروح لماما النهاردة هي طلبه مني ده
رغم انقباض قلبها لكنها ابتسمت متحدثه ماشي مفيش مشاكل
وصلوا شقتهم ...
ابدلوا ثبابهم بعد حمام سريع ...
ولم ينتهى الامر عند هذا الحد بل اخذها معه في جوله من العشق .. يتمنى يوما ان يأتي وتبادله فنونه
في المساء
استعدت للذهاب معه لوالدته ..
ارتدت فستان من اختياره .. كانت تشعر أنه ثقيل للغاية رغم قلة ما به من مشغولات
في فيلا والدته تجلس بارستقراطية واضعة ساق فوق الاخرى تنظر لها بعليا... لن تنكر أن الثوب راقها لكن الاساس هو الاهم
احضرت الخادمة صينية تحمل عدد من المشروبات والمقبلات بجانبها
نهضت حينها ضحى لتساعدها .. تقبل كيان الامر رغم ضيقه .. لكن زينات لم تتقبله قالت بغيظ تشعر ضحى بحجم خطأها: ايه اللي بتعمليه ده يا ضحى .. سيبي الداده تشتغل شغلها .. أنتي هنا هانم وبس اتفضلي اقعدي
شعرت بالحرج لها وللخادمة .. نظرت لها الخادمة نظرت حزن على ما طالته بسبب مساعدتها .. التفتت ضحى تبرر متحدثه: محصلش حاجة يا ماما يعني لما سعدتها
لا حصل وأنا هنا اللي اقول
اشر كيان لها متحدثا: اسمعي الكلام يا ضحى تعالي اقعدي
ذهبت بغيظ تجلس دون كلام... 
لقد احرجتها بشدة...
ولم يحاول حتى الدفاع عنها وعن رغبتها البسيطة

2


جاءت شمس تبارك عودتهم...
كان ينقصها تلك الملونة .. كانت تشعر بالاستياء فنهضت بعيدا تتخذ من الباب الزجاجي الكبير المؤدي للحديقة متنفس عن ما تشعر به فدائما ما تعطيها الطبيعة الهدوء الذي تحتاجه 
لم تلحظ قدومها الا حينما تحدثت واقفه لوحدك ليه
انتفضت ضحى لم تتوقع قدومها لكنها حاولت التحلى بالتماسك والصبر ..
تبادلا الحوار قليلا .. 
كانت شمس لطيفة شعرت ضحى بالراحة في الحديث معها ..
وكان نهاية حديثهم «ايه رأيك أنا عزماكي بكرة هخرج مع صحباتي ..تيجي تفكي معانا »
ما كانت ستقبل .. لكن الرفض جاء من خلفها بصورة ازعجتها حتى ولم تبدي
تيجي معاكي فين يا شمس لا ضحى مش بتاعت خروج وكلام من ده
ضحكت شمس متحدثه: عادي تتعلم يا كابتن
لا شكرا أنا عاوزها كده ..قطة مغمضة
ضحكت أكثر وهي تمثل: بكرة القطة يطلع لها ضوافر وتخربشك
تشعر ان الحوار بينهم عدائي اكثر من كونه اسري هناك شي خفي .. حتى علاقته بوالدته غريبة .. لكن ما احزنها هو تهميشها الان وكأن لا وجد لها ليته لم يفعل 

+



        
          

                
انتهي اليوم ولم ينتهي التحكم بل بدأ 

+


-----------------------------------------------

+


في مطعم قريب للغاية من بيتهما
تجلس حنة معه بتوتر وحزن على ما اصابهما .. تتطلع لعيناه الكسيره يحاول اخفاء ما بداخلها خلف بسمته الناعمة يرسم اللامبلاة ولم يدرك انه غير متقن لفنونها ..لم يخف عليها كل ما يشعر به 
تناولت كأس العصير ترتشف منه بعض القطرات وحمحمت تجلي صوتها متحدثه: كويس أنك طلبتني عشان نتقابل النهاردة
اومأ لها يحثها على المتابعة
بالفعل اتبعت في نبرة اكثر حزنا: للاسف عرفت اللي حصل من فريدة ومعاك حق تزعل منها .. لكن حقيقي هي بتحب يا عدلي 
ابتسم متحدثا بألم: بس مش ده اللي جيبك عشانه النهاردة يا حنة
اتسعت عيناها متحدثه بقلق : امال عشان ايه يا عدلي؟!
تحدث كتمهيد للامر: هل عندك شك إني بخاف عليكم أنتي وضحى وبعتبركم زي اختى
لا طبعا معنديش شك منساش وقفتك جمبي وتغيرت نبرة صوتها لاضعف ثم تابعت: وقت موضوعي أنا ووسام ..حقيقي أنت انسان عظيم مش بقول كده مجاملة لكن انت مش جوز اختى وبس لا بعتبرك في منزلة الاخ عندي واكتر كمان
شعر عدلي بالسعادة لكلماتها لن ينكر وهتف بصوت يحمل من اللين الكثير: اهم حاجة انك تكوني واثقة في حبي ليكم واني الكلام اللي هقوله دلوقت مش عاوز بيه الا مصلحتك
اتكلم يا عدلي قلقتني: في عريس طلب ايدك مني
ارتبكت كثيرا وظهر هذا بوضوح على وجهها وتلعثمت متحدثه: طلبني انا
ايوه انتي يا حنة مستغربة ليه
لا عادي مش مستغربة ..بس كل الحكاية إني اتفاجئت 
ابتسم متحدثا مش عاوزه تعرفي مين
اخفضت وجهها قليلا وهتفت: اللي تشوفه
ضحك عدلي متحدثا: هو شخص انتي تعرفيه مش غريب
رفعت وجهها متعجبة تتساءل بداخلها من يكون هذا الشخص .. وطاف في عقلها اشخاص كثر الا آذار والذي خرج اسمه من فم عدلي كطلقة صوت احدث دوي هائل دون اصابات
نظرت له فاغرة فمها بترقب 
اتبع عدلي يخفف عنها ما تشعر به: هو تقريبا الموضوع فجأك زي بالظبط لكن الشاب ده هايل يا حنة أنا عارف إني مش من حقي افرض عليكي رأي لكن من حقك عليا كأخ انصحك باللي اشوفه كويس ليكي
هتفت وهي تشبك اصابعها بتوتر: بس انا مش بفكر في الموضوع ده دلوقت نهائي أنا لسه خرجه من تجربة للاسف استنزفتني اوي
نظر له بعين مجروحه وقال بصوت مبهم: حاسس باللي جواكي لكن ارجع واقولك اللي فات اوعي تلتفتي له ولا تخليه يأثر عليكي بصي لقدام الدنيا لسه بتفتح لك درعاتها
عبست متحدثه: مش هضحك على نفسي يمكن مبقتش افكر في وسام زي الاول لكن الاثر والجرح اللي سابه جواي لسه بيوجع .. الكسرة جات منه اقوي مما كنت اتخيل مبقاش عندي ثقة في اي حد ... معنديش طاقةةادخل في علاقة واجرح حد بسببي يا عدلي .. فاهمني

+


تنهد متحدثا: اكتر حاجة عجباني دلوقت انك محددة موقفك ..وان وسام بارة حياتك وده أهم حاجة .. يبقى لسه جزء واحد وهو انك تكوني جهزه .. خدي وقتك كله لحد متلاقي نفسك تعافيتي وبقيتي قادرة تدخلي علاقة من جديد تحبي وتتحبي
تنهدت هي الاخرى وشردت بعيد متحدثه: مش عارفة ياعدلي هيجي اليوم ده تاني ولا لأ
-هيجي طول ما لينا عمر وده بينبض يبقى عندك فرصة لك حاجة في الدنيا
نظرت له ببسمة شكر وهتفت: لو تعرف ارتحت بكلامك ازاي .. شكرا بجد لوجودك في حياتنا .. وجمعت للقرب لتبهه ان هناك من يحبه ويقدره غيرها
نظر عدلي للاسفل في اسى وقال: متشكرنيش على حاجة واجبه عليا يا حنة 
راجل والرجال كثيرون كانت تريد اخباره ذلك لكنها تراجعت متحدثه: الشكر ساعات ميوفيش الانسان حقه
ابتسم عدلي متحدثا: نديله فرصة .. أنا شايف أنه يستاهل
نظرت له مترددة وهتفت: بس اااااا
"بس ايه" سألها بلهفه 
حاسة إني مش جاهزة وكمان في سبب تاني
هو ايه السبب التاني
ترددت في اخباره لكن مع نظراته المطمئنة قالت على استحياء: طبعا الفقر مش عيب عشان بس تكون فاهمني لكن حاسة ان في اختلاف بينا خايفة من ده

+


فهم مقصدها وخوفها فتحدث ليريحها ولو قليلا: طبعا مش هنكر في اختلاف بينكم مادي واجتماعي .. لكن هرجع واقولك اهم حاجة الشخص نفسه بعيدا عن اي حاجة
هل أنت شايفه انه وحش اظن انتي اتعاملتي معاه
اخفضت بصرها تفكر قليلا وبالنهاية قالت بصوت متلعثم: لا هو الصراحة كويس حتى اسلوبه تحسه راجل
ابتسم عدلي وضرب الطاولة برفق متحدثا: وانا مش عاوزين اللي راجل كفاية بقى اشباه رجال وكان يقصد بذلك وسام
اخيرا قالت بصوت خافت: طب اديني مهله افكر وهرد عليك
ابتسم عدلي،متحدثا: خدي وقتك كله ده اهم حاجة
رفعت وجهها له اخيرا متحدثه بحزن: مش هتسامح فريدة بقى
ابتسم بسخرية وهتف: متشغليش بالك بالموضوع ده انا هتصرف
ازاي مشغلش بالي وانا شيفاكم كده كل واحد بيتعذب في بعده عن التاني
تحدث بقهر: اظن هي السبب في كلةده واللي غلط لازم يتحاسب يا حنة ولا ايه
بس هي عملت كده حبا فيك كانت خايفة تخسرك 
والنتيجة دلوقت ايه: مهي فعلا خسرتني اللي عملته فريدة مش حاجة بسيطة حتى انتوا معرفتونيش حاجة
مكنتش اعرف والله.. قالتها بحسرة
اومأ بسخرية وقال: كمااان ماشي يا فريدة وفي نفسه «اما بطلتك دماغك الناشف دي » على العموم سيبي الموضوع ده لينا هنحلوا مع بعض
مش عاوزاكم تفترقوا اوعي تعملها يا عدلي ساعتها هتكون مش بتقتل واحد هتقتل اتنين ..

1


--------------------------------------------

+


اقتربت زوجة عمها متحدثه بصوت ماكر وعيون كاذبه المشروع ده حلو اووي مش فاهمة ليه ماهر مش عاوز يتممه ليه مش عاوزك تكسبي جنية .. اكيد بعد اللي حصل بينكم..طاوعي ابن عمك هتكسبي ذهب هو همه مصلحتك وبس
هتفت جمانة بالامبالاة :خليه يعمل اللي شايفه صح يا عمتو بدل هو شايف كده

+


مر يومان ..
جاءها ابن عمها يشكو طليقها
فتحدث بغضب :ماهر مش جايبها البر ومش عاوز الدنيا تمشي اديته كل الضمنات لكنه عامل زي الضرس المخالف العمل ايه دلوقت؟ 
اجابته جمانة بغيظ: اعمل اللي شايفه صح لو واثق من الموضوع .. ومعاك كل الصلحيات مش مهم حد ومتحطش اعتبار لحد عاوزاك تتكلم بثقة كبيرة .. بس اوعي تخذلني
عيييب قالها بتأكيد
فوثقت به .. سلمت الثقة لغير اهلها فلا عزاء للخونة.

+


حاول بكل الطرق منعه من تنفيذ هذا المشروع ..
الخسارة ستكون قاضية ..
علم من عيونه انه أخذ عمولة كبيرة نظير تنفيذه .. لن يسعى لانجاح شيء فهو بالاساس لن يهمه شيء لكن مع اصرارهم لن يترك نفسه كفريسه في يد صياد غادر لا يعرف الرحمة .. سيعافر فالمعركة ..دائما ما يكون البقاء فيها للاقوى وهو اقوى واذكى
لقد وضع شرط حين حدوث خسائر أنه لن يتحمل قرشا واحدا منها .. وللاسف وافق الطرف الاخر
والغائبة الغبية تركت لهما ساحة المعركة
ولنرى كيف ستكون الخسارة ...

2


يتبع ..
دمتم بخير 

+


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close