رواية اريدك في الحلال الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم ايمان سالم
الفصل السادس والثلاثون
أريدك في الحلال
إيمان سالم
+
إلى متى ستظل تخطئين
اغفر لكِ ولقلبي تطعنين
احميكِ من غدر الذئاب ولا تقدرين
وبالنهاية تراني عينيك أشر العالمين
اخبريني هل مازال لي في قلبك فرصة أم اغادر في صمت كشاة ذبحها سكين
+
تقف في شرفتها التي تطل على الحديقة تربع يدها أسفل صدرها واصابع الاخري في فمها تضغط عليها دون وعي شاردة تفكر كيف يمكنها ايلامه على ما فعل بها لقد طلقها ورامها ولم يرف له جفن لم يقدر ظروفها ولا فقدانها لوالدها ولا لطفلها الذي كانت تتمناه لم تخبره بذلك لكنه احمق لم يشعر ولو للحظة بذلك..تراه ظالم وتعيش دور المظلوم للنهاية .. تشعر أنها ضحية لقد اعطته الكثير وسامحته أكثر وهو لا يستحق شيء ..لا ترى بعينها ما فعلت ومازالت تفعل من اخطاء ...غائب عنها كل شيء عدا ابتعاده عنها رغم انها كانت رغبتها
تزفر بحنق لن تنحني له مطلقا ولن تعود تتمنى نجاح المشروع الجديد، تريد اثبات شيء واحد له انها ستنجح وستستمر دونه وسيندم على خسارتها .. تريد تلك اللحظة وستدفع الكثير لتصل لها
3
دلفت زوجة عمها تحمل في يدها حقيبة صغيرة تعجبت جمانة هيئتها فسألتها دون تردد: أنتي خارجه ولا ايه؟!
حمحمت زوجة عمها متحدثه: ايوه يا جمانة أنا بصراحة هرجع بيتي بقى أنا طولت في القعدة هنا
انتفضت جمانة تقترب منها تتمسك بذراعها متحدثه بتعجب وخوف ليس الخوف المعتاد لكنه كان من نوع آخر «الفقدان»: ليه هتمشي في حاجة ضايقتك هنا حاجة حصلت معرفهاش ..قوليلي؟
هتفت المرأة وهي ترجع حقيبتها للخلف قليلا: لا مفيش حاجة حصلت بس أنا قعدت كتير وأنتي دلوقت بقيتي احسن من الاول فهرجع بيتي بقى الانسان لازم يكون خفيف
"مين قالك إني بقيت أحسن من الأول" قالتها جمانة دون تردد واتبعت ومين قالك انك تقيله بالعكس أنتي وجودك جمبي فرق معايا
اجابت زوجه عمها بتأكيد: معلش يا جمانة سبيني على راحتي وأنا هزورك على طول متفكريش إن خلاص كده العلاقات انتهت وانتي كمان تزوريني .. اطمني مش هسيبك متقلقيش أنتي بنتي يا جمانة واعز من ولادي كمان .. فتحت ذراعيها متحدثه بتحفيز: هاتي لي حضن كبير هتوحشيني اوي متعرفيش أنا خدت على وجودك جمبي ازاي
احتضنتها جمانة وبكت متحدثه: وأنا كمان خدت على وجودك جمبي حسسني إن مامي الله يرحمها موجودة .. طب خليكي كمان شويه يومين بس
+
ردت في هدوء: النهاردة ولا بعد يومين واحد يا جمانة أنا عاوزاكي قوية وتفكي كده واحنا وولادك عمك جمبك متخافيش من حد ابدا ولو احتاجتى حاجة كلميني فاهمة
1
ابتسمت جمانة فكلماتها عزفت على الوتر الحساس لديها وهتفت اخيرا بصوت مهزوز: كان نفسي تفضلي معايا بس مش هقدر امنعك كل اللي هقوله ياريت مش تتأخري عليا وتجي لي على طول
هتفت في تأكيد: طبعا هجيلك هو أنا عندي اعز منك دا أنتي بنتي يا جمانة
حضنتها مجددا كأفعى انتهت من بث سمها وغادرت تبتسم بسعادة لقد حصلت اخيرا على مرادها
أول خطوة تمت والبقية تأتي ...
+
يتابع المشروع من بعيد ونار بداخله مشتعلة
يعلم جيدا أن الشركة في يد غير امينة لكن ماذا يفعل مع امرأة مثلها قدم لها كل سبل الصلاح لكنها دائما ما تختار السوء وتنجرف له وكأنها خلقت لترتكب الاخطاء كلها واحد تلو الآخر وللاسف لا تتعلم منها شيء
يعلم أن النهاية لن تروقه .. لكن ماذا سيفعل معها لقد حرمته من الامل والحلم الوحيد ليكملوا معا لقد طردته من حياتها وكأنه وباء تخشاه
لكن يعود معها كما كان لقد بنت بغباءها حاجز كبير اصبح غير قادر على تخطيه مثل كل مرة ... لقد حجبها عنه كليا ..وكأنه يراها من خلف الزجاج الشفاف يطالع كل شيء لكن بالنهاية غير قادر على لمسها او ابعاد ما يؤذيها مجرد متفرج .. تنفس بقوة يحاول الهدوء ..
لقد طلب منه الجميع ردها لكنه رفض رفضا قطعي وهذا جعل امال اخرى تفتح ابوابها لدى الكثير فاخيرا فكت عقدته وتزوج واحدة ومن يستطيع يتزوج غيرها الف لو اراد
ولن نذهب بعيدا فاخت زوجه اخيه ترحب بأن تكون البديل لجمانة دون تردد
+
اصر عليه اخيه بعشاء عائلى مع اسرته في المنزل ليخرج من تلك الحالة..
لم تستطع الرفض ككل مرة تحت اصرار اخيه ..قبل مرغما
دلف ماهر معتقدا انه لن يرى شخص اخر غير اسرة اخيه لكنه فوجيء بوجدود اخت زوجه اخيه هناك ليس فقط بل معها طفلها البالغ من العمر خمس سنوات وكأنه ينقصه ما يذكره بطفله المفقود
شعر بالغضب فاخيه لم يخبره بوجود أحد غيرهم لكنه مرر الموقف ماذا سيفعل لكن دون ارادته ظهر الغضب على قسمات وجهه وتصرفاته
+
وقفت "ملك" ترحب به وكأن البيت بيتها
كان جاف للغاية معها عن قصد .. فهو للحظة شعر بأن وجودها كمين للايقاع به .. ولم يخب ظنه عندما لمحت زوجة اخيه بالفرق بينها وبين جمانة شعر بالغضب من أجل جمانة رغم حزنه الداخلي وما سببته له من الم لكنه لم يستطع تحمل كلمة واحدة في حقها
فنهض معتذرا يريد المغادرة
+
اسرع اخيه يحدثه بنبرة مستاءه: تروح فين يا ماهر احنا مصدقنا شفناك النهاردة أنت عارف اخر مرة دخلت فيها هنا كانت امتى؟
شعر ماهر بالحرج لكنه برر معتذرا: أنت عارف الظروف اللي كنت بمر بيها مش محتاج اشرحلك!!
لا مش محتاج لكن الظروف دي انتهت خلاص ولازم تبص لنفسك عجبك منظرك ده؟!
قست نظرة ماهر التلك الدرجة يظهر عليه التأثر بغيابها
+
اتبع اخيه يطرق الحديد وهو ساخن: الحياة مش بتقف على حد وأنت رجل اعمال وعارف صفقة تخسر بيجي غيرها افضل المهم السعي والرغبة في النجاح
سأله وكأنه لا يعرف مراده: قصدك ايه؟
لازم تتجوز تاني يا ماهر من الاساس الجوازة دي مكنتش مناسبة ليك لكن لما لقيت لك غرض منها سكت مقدرتش اتكلم .. لا العيلة دي كانت تناسبك ولا تناسب شخصيتك!
تجمدت ملامح ماهر .. ورسمت ملامحه بفرشاة سوداوية ملامح عابسه تتنفس نار
تدخلت زوجة اخيه متحدثه بلين: مش كده الكلام ..استهدوا بالله ... الجواز ده قسمة ونصيب وخلاص هي راحت لحالها وهو لازم يدور فعلا على اللي تناسبة وتنفعه تكون بنت عيله مش بس كده ومناسبة في السن وتقدر تسعده رمت كلماتها بغنج وكأنها تخبره أن ملك هي من تتحدث عنها تحديدا
+
تطلع ماهر لكليهما في غضب واخيرا خرج صوته بارد للغاية: أنا خلاص اخترت ومش محتاج نصايح من حد واعتقد زي ما أنت قلت أنا مش صغير
هتف اخيه في حماسه: عفارم عليك هو ده الكلام اخترت مين بقى فرحني؟
هتف ماهر وهو ينهض نافضا حلته: اخترت راحة بالي ومش مستعد اخسرها لاي سبب ومش عاوز حد يفاتحني في الموضوع ده تاني نعائي لا من قريب ولا من بعيد .. أنا مش عاوز اخسركم
نهض اخيه متحدثا بغضب: أنت واعي بتقول ايه يا ماهر.. أنت شكلك اتجننت خلاص البت دي عمالك ايه؟!
مش عاوز غلط ..وأتا واعي كويس بقول ايع وهكررها تاني حياتي دي ليا لوحدي اختار واحدد اعيشها بالطريقة اللي تناسبني أنا مش تناسبكم انتم فاهمين عن اذنك
واتجه يغادر الفيلا يشعر بأن لديه طاقة سلبيه تكفي لقتـ.ل قبيلة كاملة
نادته من الخلف كان على وشك صعود سيارته في حديقة الفيلا ...امسك الباب يشعر بأن عفريت ينتفض بداخله.. زفر بقوه مع اقتراب خطواتها أراد أن يلتفت يصرخ بوجهها بكامل قوته وغضبه لكنه تمالك نفسه وظل على وضعه موليا ظهره لها لا يريد رؤيتها
+
اقتربت تتحدث على استحياء: اسفه لو هدخل نفسي في اللي مليش فيه لكن الحقيقة حبيت اقولك أن اخوك بيحبك وبيتكلم كده لمصلحتك اسمع كلامه هو اكبر منك .. الدنيا لسه قدامك متدفنش نفسك عشان تجربة فشلت
دفع الباب بقوة والتفت لها بدأ يشعر أن طاقته على الصبر نفذت واقترب منها خطوتان بعينان ناريتان ارعبتها وجعلت دقات قلبها تتقافز ..هتف بصوت قاس: بلاش دور الطيبة والنحنحة والحورات دي لانه مش هيجيب نتيجة معايا وشفت منه كتيير وأحب اعرفك لو كنتي حاطة في بالك ارتباط أنا مش هرتبط بحد غيرها فهماني، ياريت توفري نصايحك دي لنفسك
+
تطلعت له برهبة فكانت كلاماته حادة كشفرات، قوية كمطرقة لم تترك بها جزء صحيح لقد شوهها فاخفضت بصرها بحزن متحدثه: غلطان أنا مش هموت عليك ولا حاجة وعاوز تعرف الحقيقة انا كرهت الرجالة كلهم لكن أنا حسيت انك مختلف فيك حاجة اثرت فيا بقولك الكلام ده مش بغرض حاجة لسمح الله بقولك نصيحة وأنت حر عاوز تاخد بيها تاخد مش عاوز براحتك، اللي باعك بيعه وشوف طريقك كمل حياتك مع حد يقدرك ويعرف قيمتك
+
نظر لها من اعلى لاسفل وصعد سيارته متحركا بسرعة رهيبة اصدرت صوتا عاليا
اصمت اذنها .. تطلعت له وهو يغادر متحدثه بحزن: ربنا يهديك يا ماهر
هتفت اختها من خلفها: ربنا يهديه ايه ربنا يهديكي أنتي مش عارفة عجبك فيه ايه ده؟!.. الحمدلله ان جوزي مش زيه كده كنت مت .. ياربِ انسان صعب التعامل معاه واقناعه بحاجة ازاي عاوزه ترتبطي بيه
+
هتفت ملك بهدوء وهي تنظر لاسفل: بتهيألك الانسان اللي زي ماهر ده احن واحد ممكن تقابليه بس للي يقرب منه ويفهمه .. خبرتي مع الرجالة فهمتني كتير
زفرت اختها متحدثه بغضب: مش أول وحدة تتجوز مرتين يعني يا ملك في بيتجوز عشرة
ظهر الاسى على وجهها متحدثه: الحمدلله على كل حال مفيش حد بياخد غير نصيبه
شوحت اختها في الهواء وهي تدخل بعصبية متحدثه: طب يالا ادخلي ملهاش لازمه الوقفة دي اهه مشي
1
طلعت ملك لاثره متحدثه بثبات تحسد عليه: شكله فعلا بيحبها
+
---------------------------------------------------
+
يجلس في الصالون المذهب يشرب قهوته المحوجة يشعر براحة كبيرة لقد بدأت احلامه في التحقق تدريجيا..أمامه شنطة صغيرة تجمع من المال قدر لا بأس به ..
دلفت والدته بعد أن فتحت لها زوجته الباب
تفاجيء بوجدها متحدثا: الله .. ماما ..!!
-ايه مالك اتفاجئت بوجودي كده ليه؟!
هتف مبررا: هو أنتي جيتي امتي، وسبتي جمانة لوحدها؟
ايوه زهقت قلت اجي اغير يومين في شقتي، زعلان اني سبتها لوحدها يا قلب امك؟!
نهض تاركا الفنجنان وتحدث بحدة: زعلان ايه بس وزهقتي ايه يا ماما حد يقول للمصلحة بردة زهقت
+
رفعت والدته حاجبها بصلابه وهتفت: ايوه زهقت ما أنت واخوك سايبني هناك وكأنكم مصدقتوا إني لقيت لي مكان تاني اقعد فيه ولا حتى بتسألوا
هتف بتلعثم: عارف اننا مقصرين بس مش حكاية مصدقنا انتي عارفة المشروع الجديد واخد وقتي كله طب وحياتك يا غالية انتي كنت وحشاني واتجه يمسك كفها يقبله
-يا والد وحشتك اه دا أنت كل فين لم ترفع سماعة التلفون تكلمني
معلش حقك عليا وقبل كفها مجددا
هتفت والدته بامتعاض: ايوه يا حبيبي كل بعقلي حلاوة كل
ضحك متحدثا: حلاوة بالقشطة ولا بالعسل
ولد عيب قالتها وهي تبتسم لا اراديا
قبل رأسها متحدثا: خلاص بقى قلبك أبيض أنتي عارفة اننا بنحاول نعمل اللي عمي حرمنا منه السنين اللي فاتت دي
هتفت بغيظ: الله يسامحه بقى مطرح ما راح مهو لو كان وافق تتجوزها مش كان زمان الخير ده كله بتاعك وبتاعنا ومحافظ عليها!!
هتف مؤكدا: كله نصيب يا ماما
هتفت مؤكده: نصيب اه بس احنا بردة معنا لسه رخصة نقدر نستغلها
نظر لها متعجبا فهتفت بصوت جاد: الوقتي هي مطلقة وأنت تقدر تتجوز اتنين وتلاته واربعة كمان
يبقى فين المشكلة...؟!
تطلع لها بعبوس مازال يستوعب الامر .. بدى في البداية منفر لكن النهاية كانت جيدة ابتسم متحدثا: طب وهي هتوافق؟!
انتفصت متحدثه: ومتوفقش ليه أنت ابن عمها واولي واحد بيها وبعدين خلاص دلوقت مش زي زمان حاجات كتير اتغيرت
تابع بسمته متحدثا: بس اللي بارة دي واشار بيده للخارج
فهمت والدته مقصده وقالت بصوت خافت قليلا: لا أنت أول واحد ولا أخر واحد يتجوز على مراته ده شرع ربنا مش عجبها تخبط دمغها في الحيط
اقترب يقبل يدها متحدثا بسعادة: الله اكبر، ينصر دينك يا حبيبتي.. بس هيحصل ازاي؟!
-اصبر بس شويه الامور تهدى وهفاتحها في الموضوع وانا متأكده انها هتوافق
انا معاكي خدي وقتك كله المهم النتيجة
ضربت على صدرها بثقة كبيرة وقالت: سيبها عليا وكله هيبقى زي ما احنا عاوزين بالظبط
1
-----------------------------------------------
+
وقفت في المطبخ تعد العشاء ..
تفكر بصوت مسموع .. ياترى ليه؟! .. مش مهم يا ضحى بقى عادي!
لكنها انتفضت وسقط الاناء منها ارضا عندما ممر يده بحركة لولبية على جسدها
انتفض هو الاخر خشيه ان يصيبه ما بالاناء ووقف مبهوت لرد فعلها الارعن
هتفت تحاول استدراك الامر وهي تأخذ نفس ببطء: خير خير .. مش قلت لك قبل كده متفجأنيش يا كيان أنا بتفزع وبخاف
شوح في الهواء متحدثا: تصدقي بالله أنا اللي اتفزعت ومش بعيد اكون قطعت الخلف كمان بسببك
+
ضحكت وهي تقترب منه بخجل متحدثه: حقك عليا والله مش قصدي
تحركت مشاعره نحوها فحمحم متحدثا: متفزعتش اووى يعني
رفعت يدها لعنقه متحدثه ببسمة ساحرة: اعملك الحلو رز بلبن؟
ابتسم متحدثا: لا بالنسبة للحلو بلاش منه هو أنا هلاقي احلي من كده حتى عشان ميجليش سكر
ضحكت ومالت عليه قليلا متحدثه: الله كيان .. بتكسف
مال عليها يريد اخبارها شيء لكنه انتفض عندما استمع لصوت انفجار وانتفضت صارخه هي الاخري مع تكرر الصوت أكثر من مرة وهتفت بخوف كبير وهي تختبيء داخل احضانه: ايه اللي بيحصل يا كيان في ايه
متفاجئ هو الاخر لا يعلم ما يحدث:معرفش في ايه
+
صرخت بخوف: الانبوبه فرقعت
اجابها كيان بغضب: انبوبة ايه يا شيخه امال الغاز الطبيعي ده بيعمل ايه ابعدي كده لما اشوف في ايه
تحرك للداخل فالمطبخ على شكل حرف Lباتجاه الموقد فوجد اناء اسود متفحم من الواضح ان كان به شيء
تبعته على اطراف اصابعه ثم شهقت من خلفه جعلته ينتفض من جديد تنظر للاناء متحسرة يا ماما البيض راح فين يا كيان؟
اجابها بعبس: وأنا عارف يعني مكنش معايا خط سيرة
حمحمت تحاول اخفاء حرجها وبدأت في رحلة البحث عن البيض!
+
غادر كيان المطبخ ينتظر في الخارج لقد افسدت عليه رغبته حتى شهيته
مر وقت طويل وهو يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي يحاول تعديل مزاجه
حتى انتهت وجلسوا معا على مائدة الطعام
تنظر له بحب وكأنه اعظم شيء بحياتها
تناول قطعة من الجبن متحدثا بهدوء: عارفة يا ضحى
اجابته وهي تمضغ الطعام: اممممم
- أنا عملك بكرة مفاجئة خطيرة
عندما استمعت لكلمة مفاجئة غصت بالطعام واخذت تسعل بشدة
تعجب ما حدث لكنه اسرع وناولها كوب الماء متحدثا: خدي اشربي ..مالك؟!
+
تناولت الماء تشعر بالحرج لكنها هتفت على استحياء: مفاجئة ايه يا حبيبي؟
تعجب ردها فسألها بتفحص: مش عارف حاسس انك اتضايقتي ليه؟
-ليه بتقول كده، ابدا ياكيان؟!
ما علينا ...لم يحاول الاهتمام بهذا الاحساس واتبع متحدثا:مش كان نفسك نروح دهب .. هوديكي
تنهدت قليلا فتلك المرة المفاجئة هينه فابتسمت متحدثه ربنا يخليك ليا يا حبيبي، كفاية السفرية اللي فاتت مش عاوزه اتقل عليك
تنهد متحدثا: يا ضحى تقلي براحتك انا عاوزك تتقلي
-ربنا يخليك ليا
غمز بطرف عينه متحدثا: لا مبحبش الكلام الناشف ده
هتفت وهي تهز رأسها في يأس من جرأته: كيااااان .. الله!!
وبينما تفكر في الرحلة تذكرت امرا فقالت: صحيح مش هنروح لباباك واخواتي قبل منسافر
نفي برأسه متحدثا: مش هينفع وبعدين هي كل الحكاية اسبوع مش اكتر وبعدها هنقعد معاهم زي ما تحبي
اومأت متحدثه: اللي تشوفه يا حبيبي ...وشردت بعيدا
تعجب شرودها فسألها: مالك سرحتي في ايه؟!
اخفضت بصرها تسأله بشك: هقولك على حاجة بس متزعلش مني!
-"قولي" قالها وهو يتطلع لها بتفحص
-ده السبب اللي خلاك رفضت اني اخرج مع شمس؟!
نظر لها متعجبا ..فهو حقا لم يتوقع هذا السؤال ... لم يجب في البداية بل سألها بشك: أنتي كنتي عاوزه تخرجي معاها؟!
لا مكنتش عاوزه .. والله ابدا .. بس اااا
شجعها متحدثا: بس ايه قولي؟
-أنت رفضت من غير حتى ما تسألني
تنهد متحدثا: لاني عرفك يا ضحى وعارف بتفكري ازاي ده سبب الرفض الاول وتاني حاجة سفرنا ومحبتش حد يعرف قبلك
نهضت متجه له تمسك وجهه بين كفيها متحدثه بحب: أنا كنت واثقة أنك عملت الصح متزعلش مني اني سالتك يا كيان
بسط كفاه على كفيها الموضوعان على وجهه وهتف بمكر: ازعل منك يا ضحى ... مستحيل ... بس مفيش الا حاجة واحدة بس اللي بتزعلني منك!
اجابته بلهفة وخوف: هي ايه الحاجة دي؟
+
مال عليها متحدثا: ببعض الكلمات
شهقت بقوة وتبدل لونها
ضحك كيان بتسلي على هيئتها اللذيذة
تركته واسرعت تحمل الاطباق متحدثه: هنام بدري بقى عشان السفر الصبح مش كده؟؟
دلف الغرفة يخلع التشيرت متحدثا بتسلية مجاري لها: طبعا لازم ننام بدري هسبقك اهه
1
------------------------------------------------
+
تسرع في خطواتها فالاجتماع لم يتبق عليه سوى عشر دقائق
اسرعت تفتح المصعد وقبل أن يغلق بابه دلف آذار متفاجئا من وجودها .. الغير مقصود
تطلع كل منهم للاخر بصدمة في اول الامر لكن الارتباك ساد بعدها ...ابتسم في داخله فربما صدفة خير من ألف معاد..اغلق الباب ووقف موليا ظهره لها لكن عيناه خالفته تتفحصها بشوق
شعرت بتوتر كبير لم يسبق لها في وجوده عندما تذكرت كلمات عدلي ورغبته في خطبتها
+
بعد القاء السلام عند دخوله وردها الخافت ابتعدت لاخر المصعد جانبا بعيدا عنه تحاول البحث عن شيء ما .. لا تعرف ماهيته تحديدا لكن كل ما تعرفه انها لا تريد النظر له ولا لعيناه في تلك اللحظة
شعر بما تفعل فاعتدل ينظر لها بتفحص متسائلا: في حاجة ضايعة منك؟!
توقفت عما كانت تفاعل تنظر لاسفل .. ثم نظرت له متحدثه بتوتر: لا مفيش حاجة ..شكرا
+
لم يشاء الضغط عليها اكثر لذا تركها عندما فتح باب المصعد مغادر و البسمة تزين وجهه
+
رأته ميس يخرج من المصعد تتبعه حنة شعرت بضيق شديد فـ اسرعت خلفه تتحجج بأي شيء لتتحدث معه
اجتازتهم حنة ودخلت الغرفة لم تبالي بوقفهم ولا بما يحدثون .. فالنهاية هم احرار
حاولت ميس جذب انتباه تلك المرة بكل الطرق الممكنة لكنها لم تنجح ككل مرة .. فشعرت بالاستياء ودلفت للغرفة تكاد لا ترى امامها من شدة الغيظ
لذا حاولت ميس الاقتراب من حنة مرة آخرى وبث سمها لكن حنة كانت احوط منها، لم تهتم لكلامها تركتها تقول ما تشاء، حتى كلماتها عن آذار وخطبتة السابقة لم تحاول التعقيب عليه معها لانها ببساطة ليست معنية بشيء حتى الآن .. لقد اخذت عهد على نفسها ان لا تتأثر بكلام احدهم دون التأكد فليس كل من ينقل لنا يحبنا ويحب لنا الخير .. فهي تأذت بما يكف لتحذر من الناس
1
انتهى الاجتماع ..
وبعدها ساعات من العمل ...
غادر اغلب العاملين وكانت هي من اواخر الناس هذا اليوم ..
اتجهت لسيارتها لكن المفاجئة السيارة كانت لا تعمل
حاولت تفقد الامر .. لم ينجح
وقفت تفكر ماذا ستفعل لم يكن امامها خيار سوى ترك السيارة والعودة للمنزل بسيارة أجرة
عندما رأها بتلك الصورة طلب منها ان يساعدها
لم تشاء في بداية الامر
لكن مع اصراره نزلت لرغبته شمر آذار اكمام القميص لتظهر عروق ذراعاه محفورة كوشم رجولي واخذ يحاول اصلاح الامر بصعوبة في البداية فشل لكن بعد عدة محاولات نجح الامر اخيرا
لم تصدق انه اصلح العطل. شكرته كثيرا فهو انقذها من مأزق كبير هتفت وهي تقف لجواره بتعجب: اللي يشوفك وأنت بتصلحها كده يقول انك مكانيكي بقالك عمر طويل
ابتسم آذار وقال بثقة دون خجل: انا فعلا اشتغلت مكيانيكي فترة
نظرت له متعجبة وقالت بتردد: مكانيكي ..بجد؟!.
ده غير انك مصور محترف بجانب شغلك هنا كمان ... أنت مميز جدا عندك مواهب كتير حاجة حلوة اوووي
+
مسح يداه جيدا وهتف: اتعودت من صغري اني اشتغل واعتمد على نفسي
نظرت له بتعجب .. وهناك شعور من الشفقة على حالة وهو صغير ضربها في عمق بعيد فشردت ولم تفق الا على صوته الهامس: العربية بقت كويسه تقدري تركبي
نظرت له بشكر وقالت: انا اخرتك النهاردة ممكن اوصلك لاي مكان لو تحب
تردد متحدثا: مش عاوز اتعبك واخرك «وفي نفسه طبعا احب .. واحب جدااا »
لوسمحت يا آذار ..من فضلك قالتها برجاء فلم يكن منه الا انه تقدم نحو جهة السائق متحدثا: هسوق أنا لو مفيش عندك مانع
تركت له القيادة عن طيب خاطر متحدثه:اكيد مفيش مانع
صعدت لجواره تشعر بشيء غريب مشاعر الحماية التي لم تشعر بها من قبل
+
في الطريق ...
يريد فتح حوارت واحاديث كثيرة لكنه يتراجع يحاول اعطاءها فرصة كما طلب منه عدلي .. تنهد بنفاذ صبر يشعر أنها قعلة ضخمة كلما فتح مدخل وجد غيره اصلب تحدث في نفسه بتمني: متى تفتح له كل ابوابها
+
تقسم انها تسمع احاديث نفسه من صدى انفاسه وكأنها يحاور نفسه خشيه ان يحاورها ..وهو بالفعل خائف على مواجهتها التحدث معها يخشى خسارتها لكنه اخيرا حسم امره وقرر المواجهه وليكن ما يكن فهو لن يستسلم : كنت طلبت من عدلي حاجة ... قال لك؟
سؤال مبهم يحاول استدراجها في الكلام بطريقة مهذبه
اخفضت بصرها متحدثه بخجل: هو رد عليك قالك ايه؟!
+
السؤال بسؤال إن كان يظنها ستنجرف لما يريد فهو مخطئ ..هديء من السرعة متحدثا: عاوز اسمعها منك انتي عاوزك تتكلمي يا حنة
شعرت بتوتر كبير يسيطر عليها وكأنها في الخامسة عشر مازالت الشرائط الحمراء تزين شعرها ..لكنها بالنهاية قالت بتوتر: اللي جوايا صعب جدا احكيه وابسط من اني اعبر عنه
صف السيارة جانبا .. فتفاجئت من فعله
لكنه اجابها بثقة واصرار : بس أنا عاوز اسمعك جدا .. اتكلمي
تحدثت بصوت مهزوز فالموقف كبير عليها للغاية: أنت عارف اني كنت مخطوبة قبلك .. تجربة فشلت لكن سابت في نفسي كتير .. شوهتني من جوه أنا مكنتش عاوزه كتير صدقني .. عمري ما طلبت كتير .. ما كنتش محتاجة غير انسان يثق فيا يحبني ليا لشخصي مش لحاجة تانية اكون كل اهتمماته مش انانية مني لكن حب .. عاوزه انسان يكملني ينصحني لو غلطت يوجهني مش يكسرني ويكون نقطة ضعفي ..عاوزه ايد تسندني وتطبطب عليا وقت حزني
وصمتت للحظه تستجمع شتات نفسها ثم تابعت مش كتير عارفة ومش قليل
بس كده؟! سألها بشك هو ده كل اللي عاوزاه
اومأت متحدثه:آه ... كتير!!؟
"جدا" قالها ببسمة عابثة
التفتت تتطلع له بخيبه أمل كبيرة
+
اتبع آذار وهو يدير السيارة من جديد: هحدد معاد مع عدلي .. اعملي حسابك
نعم؟!! قالتها بدهشة كبيرة
اجابها اذار ببسمة وسعادة: مش أنتي حددتي طلباتك سيبي الباقي عليا وأنا هحقق لك كل اللي طلبتيه
1
اتسعت عيناها متحدثه: بس أنت متعرفنيش كفاية ولا أنا اعرفك
اجابها بنفس تلك البسمة: خلي الايام تعرفنا ببعض مش يمكن يكون ده افضل لينا
شردت في كلماته تشعر بتوتر كبير من فكرة خوض تجربة جديدة .. الخوف من ألم جديد ..
لكنه تحدث بلين: لو محتاجة وقت مش هضغط عليكي لو لسه بتفكري فيه أنا محتاج قلبك ورحك يبقوا معايا قبلك
نظرت له تشعر بمشاعر متضاربة لم تستطع الرد غير بكلمين فقط: اللي عدلي هيعمله أنا موافقه عليه
مال ثغرة في بسمة جذابة وتدفق العسل من عيناه ينادي من يتذوق حلاوته
على اول الشارع صف السيارة متحدثا: أنا هنزل هنا .. معلش اخرتك ..خدي بالك من نفسك
اتجهت للمقعد الاخر تشعر بأن له سطوة غريبة في حديثه يشعرها انه شيء يخصه لم تكرهها ولم تحبها ..مازالت تقف في منطقة محايدة .. لم تدرك أن قدماها اسرعت خلفه تبحث عنه دون إذنها
+
غادرت وكل ما يشغلها ماذا سيخبره عدلي .. الي اين سينتهي الامر ..
تركت كل شيء لله وهي على يقين بأن بعد العسر يسر
3
--------------------------------------------------
+
مر يوم كامل بعد مغادرتها ذلك اليوم وهذا ثاني يوم لم يهاتفها ولم يصالحها كما اعتادت منه ..تحدث نفسها بجنون «يومين يا عدلي ولا حتى مكالمة واحدة » لقد تغير حقا اصبح قاس للغاية رغم تنازلها وذهابها له تزفر بحنق تختنق تريد ان تعود الامور بينهم كما كانت .. نعم اخطئت لكن اين الغفران .. اين المسامحة
جلست على مقعدها المهتز في الجانب الخافت من الغرفة ..
تحاول الاسترخاء قدر المستطاع
التفكير بحيادية تامة وكأن المشكلة لشخص غيرها لا تخصها
فهي اصبحت لا تفيد نفسها قيد انمله ...
تفكر في الذهاب له من جديد لكن باي وجهه بعد ان وبخها او بالاصح طردها
رفعت يدها تمسح وجهها تشعر بإعياء شديد وكرمتها ترفرف كطير مذبوح اغمضت عيناها وقررت انها لن تذهب له مجددا .. ستتركه .. لن تضغط عليه ليسامحها فليفعل حينما يريد
واغمضت عيناها تحاول الاسترخاء، البعد عن التفكير به لكن هيهات
حيث روادتها افكار شيطانية.. تتخيل جلوسه مع طبيباته الحسنوات وهو وسطهم يرتدي البلطوا الابيض
شردت بعيدا ترى تقرب ذات الشعر الاشقر وهمهمات الاخرى ويد تداعب صدره ذات اظافر صفراء طويلة
شهقت فريدة وهي تعتدل تنزل ساقيها من على المقعد ليقف اهتزازه
لكن جسدها مازال يهتز بعنف بعد هذه لتخيلات ونهضت تهتف باصرار وتصميم: دا أنت وقعتك سودة يا عدلي .. هي حصلت تخوني في المستشفى !!!
2
ارتدت ملابسها على عجالة تكاد لا ترى امامها من شدة الغضب ستقتحم المشفى وتهدمه فوق رأسه دون مقاطعة
وصلت بعد وقت قياسي ..
استقبلها الامن بالترحيب لم يكن عندها وقت كالمرة السابقة لترحب بهم ..لم تقف ولم تتجول خطوة واحدة ...سألت عن وجوده اول شيء وكان هذا مرادها
اخبروها انه في قاعة الاجتماعات مع الاطباء
+
صرخت داخلها بجنون تسبه الخائن بالطبع سيعقد كل خمس دقائق اجتماع ليكن مع تلك الحسنوات
تماسكت تكز على اسنانها ستفترسه كنمرة شرسة الآن ستمزق لحمه
صعدت للطابق المراد ومنه للغرفة لم تنتظر بل ارادت ان تفاجيء الجميع بوجودها وهو أولهم
فتحت الباب بغضب فاندفع بقوة وهي خلفه مصدر صوت عال
+
اتسعت عين الجميع وسقط القلم من يد عدلي متعجبا وجودها ..
تدلى فكها ببلاه .. وتحركت تمسك بمقبض الباب غير قادرة على التحدث بكلمة واحدة
ابتسم من الداخل على الموقف ولم يستطع منع نفسه من الترحيب بها، وعندما قرر النهوض ليستقبلها اوقفه عدلي متحدثا: رايح فين يا دكتور أنس.. اقعد
حمحم يكتم ضحكاته متحدثا: اتفضلي يا دكتورة فريدة
مازالت الصدمة تفتك بها حاولت فريدة اجلاء صوتها بعد ان هرب تشعر بحرج شديد لم تشعر سابقا فالاجتماع كله رجال اطباء .. ذكور
اخيرا هتفت بتلعثم: اسفه اني قطعت كلامكم
وغادرت دون اعطاء فرصة لاحد بالرد
+
زفر عدلي بحنق..
ما هذا الذي تفعله ...
اي جنون هذا .. يشعر بان هناك شيء اصاب عقلها
لا يعلم بأن المصاب النازف هو قلبها..
الذي انحله الشوق واقلقه الوجد
+
غادرت تشعر،بأن قدميها ماعادت قادرة على حملها دلفت اول غرفة قابلتها واخذت تبكي بكاء مرير
تشعر بأنها في حالة انهيار كل ما عانته مسبقا كل ما شعرت به كل ما اخفته عن الجميع في قلبها انكهكها حقا لقد اصبحت ضعيفة ..هشه
هل هي فريدة التي تزورها الدموع كل دقيقة
اين فريدة القوية .. اين فريدة الحكيمة الصلدة؟!!
لم تعد فريدة مطلقا!!
لقد سرق منها ترك شيء هام..
لقد سرق ما يميزها وافسد المتبقي لديها
كفكفت دموعها ببطء .. لن تلوم عدلي بعد اليوم على اي شيء يفعله معها.. لو ضربها حتى لن تلومه لقد احرجته اليوم بشدة واحرجت نفسها .. لقد دمرت فريدة للنهاية حملت حقيبتها تنوي الرحيل قبل ان يراها .. ما عاد لوجدها هنا سبب
+
اوقفها ندائه الحازم: راحه فين استني!
توقفت عن السير ..
ترتجف من اثر البكاء والصراع القائم بداخلها
اقترب يمسك ذراعها يديرها له ..
رأى الدموع بعينيها وآثر بكاء سابق ..
ظل ينظر لها بصمت .. شعرت بالضيق فسحبت يدها متحدثه بكبرياء ينازع: عاوز ايه؟!
تطلع لها بحزن يكمن في طيات صوته: مالك .. ايه اللي زعلك؟!
زعلني ..!!!
ودت لو تخبره ان كل شيء يحزنها في غيابه لكنها هتفت بتوتر وهي تعدل حجابها: مفيش .. مش زعلانه
-طب والدموع دي؟!
سألته بلوعه: تهمك الدموع دي اوي؟!
لن يريحها كما كان يفعل فاجابها بتمويه: أنتي شايفه ايه؟
-مبقتش شايفه حاجة يا عدلي ..؟
-كنت جاية ليه يا فريدة؟!
-تمسكت بذراعه تخبره بلهفه ربما حن قلبه: كنت جاي لك .. وحشتني ..أنت بقيت قاسي اوي يا عدلي .. حتى زعلي بقيت تقدر عليه
+
لم يجبها بل تحلى بكل ذرة عقل يدعو الله ان يلهمه القوة لتفادي سحرها وضعف امامها
شعرت بأنها تختنق فدفعته في صدره متحدثه بعدائيه شرسه: أنت قاصد تجنني مش كده؟! رد عليا؟!
ارتفع صوتها ... فنظر عدلي حوله متحدثا لها بتحذير: صوتك يافريدة .. اهدي
ارتفع اكثر عنادا له وقالت: صوت ايه سبني اتكلم
لم يعطها فرصة وهو يسحبها للغرفة المجاورة مغلقا الباب خلفه امرا اياها بالهدوء
+
دفعت الشنطة ارضا متحدثه بغصب: وديت فين الستات هاااه؟!
"ستات" قالها عدلي مستنكرا
تخصرت قليلا واكدت ايوه ستات، الدكاترة ايه يا عدلي اتجننت مثلا وبقيت بخرف
نظر لها بتفحص دون رد
دفعت شيء من جوارها ارضا متحدثه: متعصبنيش اتكلم بتعمل كده ليه هااا قاصد تتعبني وتعاقبني مش كده واتجهت تمسكه من تلابيب ثيابه انفاسها غاضبه للغاية
رفع يداه يدعم خصرها متحدثا: هيكون جايبهم ليه شغل يا فريدة وهما فين لسه الشغل مبدأش في المستشفى بشكل رسمي عشان يبقوا موجودين
لكنه سألها بعيون مشتعله: أنتي عندك شك فيا يا فريدة .. تاني؟!
اجابته قطعا: لا
نظر لها متعجبا وابتسم ساخرا وهمس: بس سبق وعملتيها قبل كده
تذكرت امر الصورة فتلعثمت متحدثه: انا بحبك يا عدلي وبغير عليك وقتها خفت تكون نفذت تهديدك ليا
-يعني شكيتي اهه ... نفس النتيجة
-لا مش نفسها وادمعت متحدثه: نفتح صفحة جديدة واللي فات ننساه لو لسه بتحبني يا عدلي انسى وسامح
اطال النظر لعيناها وشرد بعيدا في طفلا منها يشببها .. شعرت بالانهزام فارخت يداها تلملم شتات نفسها متحدثه :مكنتش عارفة انك بطلت تحبني
+
امسك ذراعاها من جديد يضمها له ويحدثها بغلظة اخيرا خرج صوت غيظة منها: غبية يا فريدة ومتسرعة
تفاجئت من كلماته .. لكن المفاجئة الاخرى كأنت اشد خطرا عليها حينما قربها منه يقتنص شفتيها في قبلة ثائرة كموج البحر تداعب شفتاها
انتفضت .. ارتبكت ..لكن الطاغي عليها شعور العودة للوطن .. تمسكت فيه بكل ما اوتيت من قوة تتوسله الا يبتعد عنها مجددا .. وهو كمن وجد راحته اخيرا بعد طول عناء
لو الرحلات تكتب دون قياس للزمن .. لكتب صعودهم للسماء ..لكتب نزولهم لابعد نقطة في قاع المحيط حيث السكينة
ابتعد عنها يسند جبينه على جبينها وهتف بصوت لاهث: بحبك يا فريدة
بكت مجددا وتمسكت به اكثر متحدثه: وانا كمان
ضمها له ..فعناق طويل يحطم عظامها شوقا ويحيي قلبها دفئًا
اخيرا عادت لها روحها .. قربه .. لا تصدق انه يحتضنها الان وليست احلام
ابتعدت تحدثه بنبرة هامسة: خلاص سا محتني
رفع كفيه يطوق وجهها متحدثا بحنانه الذي افتقدته كثيرا: سامحتك يا فريدة .. أنا قلبي يعرف يعمل حاجة في الدنيا غير أنه يسامحك
1
بكت من جديد فسألها بدهشه: فريدة مش ملاحظة انك بتعيطي كتير أنت بجد كويسه وقربها منه يتفحصها
اومأت بهمس: تقريبا كده هرمونات، متقلقش
هرمونات دي تحمل اكتر من معني يا دكتور؟!
+
فهمت مقصده فدفعته متحدثه بغضب من وقاحته: ابعد يا عدلي
قربها يضمها لصدره مجددا وقال وهو يميل على رأسها متحدثا بعشق: هرمونات مش هرمونات بحبك يا بنت القاضي
زفرت وهي تمسح وجهها متحدثه بدلال: تعال وريني عملت من غيري ايه يا خاين ؟!
ضحك عدلي بكامل صوته متحدثا: عيوني اوريكي يا فريدة تعالي معايا
وبالفعل سحبها من يدها فاتحا الباب ومتجها لاهم مكان في المشفى بالنسبة لها
+
-------------------------------------------------
+
في دهب....
ترتدي ثوب البحر الاسلامي ...
اجبرها على النزول معه للبحر تقدمت خطوتان .. تشعر بالخوف فهي لا تحب المياة ولا السباحة مطلقا حتى انها لا تجيدها
لم تصل المياة لكامل ساقها وهتفت بخوف: كفاية لحد كده .. أصل أنا بخاف من المايه
مسح كيان وجهه بغيظ متحدثا: نفسي في حاجة واحدة متخافيش منها يا ضحى هتجننيني معاكي
شعرت بالضيق وقالت بنفاذ صبر: للدرجة دي مش عجباك على العموم احنا لسه على البر
ارتفع صوته متحدثا بغيظ : بر ايه يا مدام حضرتك جوه في البحر اهه برجليكي كمان.. يالا
قصدك ايه ..سألته متعجبه
زفر بحنق وهو يدفع الماء بقدمه عاليا: لااااااه بقى يالا يا ضحى ندخل
انتفضت تتراجع متحدثه: انا هعوم هنا عاوز تدخل براحتك ادخل انا مش هعرف
لم يلتفت لها وتركها كما هيا ودلف للداخل يسبح كأعظم سباح ماهر مستمتع بنقاء الماء واشعة الشمس اعلاه تداعب بشرته البيضاء
2
شعرت بالخواء دونه
لم تتوقع ان يتركها ويدخل بتلك الطريقة
جلست مكانها تشعر بأنها تيتمت للمرة الثانية
امسكت دموع عيناها لكن بكاء قلبها كان شديد
وقت يمر وهي في انتظاره .. اراد ان يعلمها كيف تعصاه
حتى انتهي وخرج ..
يحدثها بفتور: يالا عشان نرجع الفندق ..
عادت معه في صمت .. تحممت في صمت ..
نامت على الفراش تدير ظهرها له ..
مر اليوم في شبه خصام كل منهم ينتظر الاخر ليبدأ كل منهم يرى انه على حق والاخر مخطيء
+
جاء الصباح ..
ابدل ثيابه وقرر النزول لاسفل سيتناول الفطار بمفردة اليوم ..
كانت تدعي النوم .. لكنها نهضت بعد اطمئنانها انه غادر بالفعل .. نهضت تشعر بالاستياء
ظلت بالغرفة تنتظره ... طال الوقت فقررت الاتصال به فغير معقول كل هذا التأخير
كان في جلسة شبابية لا تعوض ..
اصدقاء له لم يراهم منذ وقت اخذته الجلسة لدرجة انه لم يتذكرها ..
الا على اتصالها ... شعر بالضيق كيف مر كل هذا الوقت ولم يلحظ
نهض معتذرا منهم واتجه لغرفته وجدها هناك
تبكي بحرقة شديدة
دلف مغلقا الباب خلفه يتسأل بقلق: ايه كل العياط ده؟
انت مبتردش عليا ليه؟! رنيت عليك كتير ..فكرت انك مشيت وسبتني هنا ولا جرالك حاجة!!
تعجب كلماتها كاد ان يضحك لولا ان تماسك متحدثا: امشي ازاي واسيبك كل الحكاية شفت جماعة اصحابي والوقت سرقنا شوية
+
-سرقك يا كيان أنت عارف الساعة كام، الليل دخل
"اسف" قالها بهدوء ثم تابع حديثه: محستش بالوقت بجد ومردتش ارد عليكي لاني قمت مع اول اتصال منك عشان اجي لك
جلست على المقعد تبكي بضعف متحدثه: هو انت جابيني هنا عشان تسبني لوحدي طول النهار بين اربع حيطان معرفش عنك حاجة وتقعد مع اصحابك
1
اقترب مبررا: طب ليه تقعدي لوحدك ليه منزلتيش تحت مكنتش هضربك يعني
انا فضلت مستنياك واقول زمانه جاي استني شويه لحد ما حسيت ان في حاجة غلط ولما مردتش عليا خفت اكتر ..خفت عليك
اتجه لها يحتضنها متحدثا: باااس بااااس .. اهدي ...
لم تستجب الا بعد وقت
اخيرا خرجت من احضانه متحدثه بحزن: كيان أنا حاسة اني مش عارفة اسعدك حاسة انك مش مبسوط معايا
سألها متعجبا: مين قالك كده
اجابته بثقه: من غير ما حد يقول لي حاسة اننا مختلفين عن بعض اوووي
قربها متحدثا بمرح: مهو الحلاوة كلها في الاختلاف التكرار ده اسوء حاجة ممكن الواحد يعيشها
نظرت له متعجبة وسألته بتردد: يعني أنت سعيد معايا
-طبعا قالها وهو يبتسم
سألته مجددا وبتحبني
ضحك متحدثا: بحبك
ارتفعت قليلا تقبل وجنته متحدثه: وأنا كمان بحبك
+
خلاص البسي يالا هننزل نتعشا برة واعتبري دي مصالحة صغيرة لبليل
ابتسمت متحدثه هننزل دلوقت
اومأ ببسمة هادئة
+
ارتدت ثوب كريمي بسيط خال من النقوش تماما ما يميزه هو قصته
انتهت السهرة... بعد وقت طويل، عاد كل منهم كصفحة بيضاء .. غادر الحزن قلبهم ...
تمدد اخيرا بارهاق على الفراش يتطلع لها وهي تمشط شعرها الاسود وتخليها في شرود
بأنها يتزين له تضع من حمره الشفاة الموضوعة على طاولة الزينة ..
ليس فقط بل قميص اسود يضيء عتمة افكاره..
وعطر فواح سلب لبه يقسم ان اشتمه في هواجسه الان..
اعتدل على الفراش يفتح عيناه يطالعها من جديد ..ويقارن بين ما رأه في احلامه وبين الواقع
زفر مناديا اياها: ضحى
تبعته بعيناها من المرآة
-اطلب منك طلب وتعمليه
اعتدلت تجيبه بتأكيد: حبيبي أنت تطلب عينايا واقدمهالك
-تسلم عيونك
-طيب بمناسبة الرومانسية دي شايفة الروچ الأحمر ده
التفتت تتطلع له بتعجب
تابع كيان بحماس عاوزك تحطي منه ..عاوزك تعمليلي اغراء
ازدردت ريقها متحدثه احط منه بسيطة اغراء دي صعبة شوية
عبس كيان
فهتفت تراضية: بس هحاول
عادت البسمة له من جديد
وضعت منه بسخاء فابرز جمال وجهها وبياض المرمر
والتفتت تتطلع له ببسمة ناعمة وسألته: اول خطوة تمام كده؟
اومأ متحدثا: تمام اوي
حاولت تمثيل حركة اغراء رأتها في فيلم قديم بشفتاها ومازال قلم الروج في يداها بين اصابعها مرفوع قليلا
تطلع لها متعجبا وهتف: هو ده الاغراء يا ضحى ...وايه ده حقنة عضل ولا ايه؟!
اخفضت الروچ سريعا متحدثه بغضب: كيان متحبطنيش بقى الله!!
اشار لها متحدثا: تعالي يا قلبي معاش اللي يحبطك تعالي
اتجهت له تتبختر في مشيتها تشعر بأنها ايقونه في الجمال بوضعها لهذا الروچ فقط
باتت في احضانه تشعر بالكمال .. لكن الكمال دائما ما يكون نسبي
+
دمتم بخير💗
+