رواية اريدك في الحلال الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم ايمان سالم
الفصل الرابع والثلاثون
أريدك في الحلال
إيمان سالم
+
لو تعلم مقدار حبي لك
لطيبت جراح قلبي بيداك
وصفحت عن ذلة قلب اسكره العشق في هواك
+
لكن عدلي كان اسرع ودفع الباب وهو معه ليسقط داخل الشقة
زحف الرجل برهبة للداخل يحاول النهوض لكن عدلي سبقه وامسكه متحدثا ممتعبش نفسك خليها عليا
نهض الرجل مجبورا يمسكه عدلي من تلابيب ثيابه ونظرات عيناه قاسية لا تنذر بخير
خرج صوت الرجل اخير بخوف: عاوز مني ايه انت مين
ضربه عدلي لكمه اطاحت به للخلف وهتف في غضب كبير: أنا واحد متعرفوش بس اذيته اوي
تألم الرجل متحدثا: والله لوديك في داهيه وهبلغ الشرطة
امسكه آذار تلك المرة كالفأر في المصيدة فهو يمتلك جسد طويل ممشوق وهتف بصوت ارعبه: مش الاستاذ متوفي بردة في حد ميت بستنجد بالشرطة بردة .. أنت اكيد شبح وضربه كف نزفت انفه وسقط بعدها على مقعد خلفه
ظل يتطلع لهما بخوف اقترب عدلي متحدثا بصوت جامد: أنا عاوز الحكاية من طقط لسلام عليكم فاهمني يا ..شبح
ازدرد الرجل ريقه وفهم جيدا ما يريدان لكنه تداع الغباء متحدثا: حكاية انا مش فاهم حاجة
ضربه عدلي فى رجله المصابة فتألم بشدة لان الوضح ان بها شرائح ومسامير
هتف الرجل خلاص هقول على انتوا عاوزين بس افهم انتوا مين الاول ..غير كده والله ما هقول
ابتسم عدلي متحدثا: يعني ده هيفرق معاك .. وضرب في رجله لكن تلك المرة كانت اخف حدة وقال بصوت متألم: عارف فريدة طبعا .. أنا ابقى جوزها بقى
تلون وجهه الرجل ونقل بصره لاذار فهتف عدلي: ده راجل من رجلتي متخفش اتكلم
بدأ يسرد الرجل الحكاية بداية من اتفاق ترك لمراقبتها ثم محاولة التعدي عليها
اوشك عدلي حينها على قتله لكن آذار منعه ليكمل الرجل فاتبع بنهاية الحكاية وسقوطه من الاعلى عندما دفعته فريدة دفاعا عن نفسها
تنهد عدلي براحة فبراءتها كانت مؤكدة بالنسبة له
وما هو خفي تهريبه من المشفى واخطار الجميع انه توفى وقف عدلي يتطلع له بنفور وقال: اداك كام في الليلة دي كلها
نظر له الرجل بخوف وهتف: مش كتير
ضربه عدلي متحدثا: كااام
مائة الف قالها الرجل بالم
هجم عليه عدلي متحدثا: بعت ضميرك وخربت حياة انسان عشان مية الف يا وس.. يا حق....
امسكه آذار متحدثا: اهدي يا عدلي وهتاخد حقك بالقانون
شحب وجه الرجل متحدثا: لا شرطة لا متفقناش على كده
ابتسم عدلي متحدثا: يعني مش هتروح تعترف بالمؤمرة الوس..دي
هتف الرجل في قوة ممزوجة بخوف: انا اللي اتعورت واتبهدلت هي اللي زقتني المفروض هي اللي تتحبس
+
امسك آذار عجلي خوفا من هجومه وقال بنبرة جامدة: واللي عملته قبل الوقعة ملوش حساب يعني
تلعثم الرجل متحدثا: يبقى خالصين محدش له حاجة عند التاني وانا لا رايح ولا جاي وانت عرفت الحقيقة اهه بس لو حتى رحت القسم بسببك مش هقول حاجة وترك باشا هيطلعني منها زي الشعرة من العجين
+
شمر آذار ذراعه قليلا وهو يضحك بقوة متحدثا: وليه تروح هيجوا هما لحد عندك
ودفعه للامام وابتعد قليلا
دخل ضابط وعساكر تحت نظرات الرجل الهلعة الغير مفسره لكنه هتف بارتباك يحاول الخروج من المأزق: لا بقى انتوا جايين تعملوا عليا حوار
اخرج الظابط امر الضبط وبالفعل تم اخذه للقسم
هناك ..
يقف كل من عدلي وآذار بالخارج .. ينتظران
اليوم طويل وشاق لكن هذا لم يمنعه من الذهاب لما حدث منذ فترة .....
+
اغلق عدلي الباب وامسك هاتفها .. بعد ان اطمئن لمغادرتها ..قرر الدخول ورؤيه ما يحمله هذا الشيء لابد أن عليه السر وراء ما يحدث وما سيفيده حاول كتابة الرقم السري .. يفكر في كل شيء ممكن أن يكون حتى بالنهاية كتب تاريخ ميلاده ففتح الهاتف بسهولة
سبها بقهر وحزن: غبية يا فريدة .. غبية ..
تعشقة لكنها تفعل ما يفسد كل شيء بينهم
1
يتطلع لصورة الفتاة ولعدة صور آخرى
يتسأل بشك لمن تكون تلك الصورة؟! وأين هذا المكان هو لا يتذكر من الاساس من تلك الفتاة ..لكنه يحاول التركيز .. اخيرا تذكر ..في سفره هناك فتاة فرضت نفسها عليه وطلبت منه اجراء مكالمة من هاتفه لم يستطع الرفض .. كان شكلها مريب بعض الشيء لكن ما دخله بذلك وهي لم تفعل له شيء بل كانت مهذبه معه للغاية اجرت المكالمة امامه وغادرت شاكره اياه ولم يتوقع نهائيا ان يكون وراءها سبب كهذا
يريد الايقاع به ...نهض يسب ويلعن
في سفره ..
من سيفعل هذا الا لسبب ما؟!
دخل سريعا على اتصالاتها
رقم خاص ورقم آخر في السجل لهم اتصالات عدة في الفترة الاخيرة ..
شعر ببرودة تضرب قلبه حتى تجمدت اطرافه
"ترك" أول شخص حضر امامه بهيئته البغيضة يحاول افساد حياته مرة آخرى من المؤكد انه هو .. والغبية تسمح له .. يفكر ماذا فعل ليقنعها بأن تخبره بهذا الكلام ويقلب حياتهمارأسا على عقب بتلك الطريقة
+
الامر يحتاج لتدخله لكنه لن يرحم أحد هذه المرة حتى فريدة نفسها سيعاقبها على غبائها وجرحها له بتلك الصورة
سريعا قام بارسال ملف لجهازها
وهكر كل محادثتها ورسائلها .. سيتابع هو ويعرف كل شيء بنفسه لن يقف ينتظر ان تتفضل عليه وتخبره ماذا هناك
+
عاد من شرود ..على كلمات ترك الغاضبة: ماشي يا عدلي هدفعك تمن اللي عملته ده غالي
بصق عليه عدلي متحدثا: خسيس ولا تهمني أنت ولا عشرة زيك وريني هتعمل ايه وانت مسجون ان شاء الله
اجابة ترك بثقة: طالع من هنا اوع تفكر إني هفضل تبقى بتحلم وساعتها هعرفك مين هو ترك كويس
ضحك عدلي ساخرا: مش عاوز اعرف حاجة عن واحد ..... زيك
اقترب ترك يحاول مهاجمته لكن العسكري منعه ساحبا اياه للداخل
+
وهناك امر صدر بارسال طلب لفريدة للتحقيق معها وخرجت قوة لتنفيذ الامر ..
+
لقد تم استدعاؤها إلي القسم للتحقيق معها لا تعرف السبب كل ما شعرت به وقتها هو الخوف .. ربما فضح امرها ربما كشف ترك كل شيء في لحظة ندالة وخسة فهي لا تضمنه مطلقا .. كانت ترتجف لكنها تحاول الصمود .. تقف خارج الغرفة تنتظر كانت الثواني والدقائق تمر كعمر كامل
حتى فتح الباب وإذن لها بالدخول ..
كانت تتوقع فضيحة منتظرة بقتلها لشخص حقير لكنها ما لم تتوقعه ولو للحظة ان تراه هنا يقف بشحمه ولحمه
شعرت بدوار داهمها وهي تتخيله شبح هل جنت هل اصبح الاثم يطاردها فاصيبت بالجنون حتى وجدت يد تمتد تمسك بها تدعمها فكانت المفاجأة الثانية انه عدلي
+
كادت تسقط تلك المرة لكنه شدد الاطباق على كفها ودعمها بذراعه الاخر ينظر لها نظرات جوفاء ..نعم عدلي لكن اين عيناه هي لا تراها وكأنهما عينان لشخص اخر
وهو لاحظ السواد الداكن اسفل عيناها كظل لها قبضت انفاسه لكنه تماسك
تكلم الضابط اخيرا بصوت هاديء: فريدة القاضي
اسبلت ولم تستطع التحدثت سوى بإيماءة خفيفة
اشار لها بالدخول والجلوس
فعلت وهي تشعر انها في كابوس مريب ..
هنا بدأ عدلي في التحدث: أنا بطلب من حضرتك عمل محضر ابتزاز وتهديد كمان وعندي الادلة وده اولهم
واشار للرجل امامه
بدأ الضابط في عمل المحضر بشكل رسمي بعد التحقق مما قدمه من ادله ملموسة واعتراف الرجل
+
كل هذا وهي في دوامة بعيدا عنهم .. تشعر بأن قلبها وجسدها ينتفض فالمفاجأت كثيرة وقوية
تحقيقات .. شد وجذب .. شهود .. واستدعاءات .. وهي تحاول فهم ما يجري الاطمئنان انه مازال هنا ..جوارها بعد ما حدث
انتهى اليوم .. وما لم تتوقعه ايضا حبس ترك اربعة ايام على ذمة التحقيق
تحاسب نفسها تكاد ترجمها .. ماذا سيقرر بعد ما حدث هل سينفذ ما طلبت .. لا تعلم لكن قلبها يخبرها من نظرات عيناه انه لن يغفر
+
خرج عدلي من القسم كله لقد تحامل قدر المستطاع لكن قدرته على الصبر انتهت لقد فعل الصواب وخلصها من الخطر وسيرحل ولن تراه ثانية
اسرعت خلفه تسأله بدموع تفيض: ليه يا عدلي معرفتنيش أنك عارف كله حاجة؟! ليه خبيت عليه؟!
ابتسم بسخرية ومرار كانت كلماتها مؤلمة بشكل أكثر مما تتوقع
اقتربت الخطوات وعيناها مسلطة على عيناه وكأنها تستحلفه الا يبتعد الا يغضب أن يعود لها لسكناته
يعلم نفوذ عيناها وسلطنهم على قلبه لن تنجح تلك المرة فحزنه شديد بأي شيء ستبرر لقد كسرته وهمشته من حياتها والابشع طلبها الانفصال بكل سهولة وكأنه حب وليد الصدفة ..ليس حب عاني كثيرا
اتبعد والتفت متحدثا بصوت كسير: كان المفروض أنتي اللي تقولي يا فريدة أنتي اللي تجيلي وتتحامي فيا من كل حاجة تعباكي حضني ده يكون هو امانك.. لكن اظاهر اني كنت غلطان لم فكرت انك هتتغيري
-عدلي عشان خاطري اسمعني الاول
رفع يده جانبا تراها ومازال على نفس وضعه متحدثا: هتقولي ايه ..مفيش كلام ممكن يتقال يبرر اللي عملتيه
-يا عدلي والله كنت خايفة .. كنت بحاول احافظ على الكل ..كنت بحميك
اومأ بالرفض يشعر بان صاعق كهربائي يزلزل جسده بقوة: كفاية يا فريدة .. اللي حصل واللي قلتيه صعب انساه ياريت كنت اقدر
هتفت بلوعة ودموع كثيرة: يعني ايه يا عدلي هتبعد وتسبني
هتف بنبرة ثقيلة على لسانه: انتي اللي اخترتي الفراق
اسرعت تتمسك بذراعه تحاول ايقاف خطواته .. نجحت بتوقفه بالفعل ارتمت على ذراعه قليلا دون مراعاة لاي اعتبار وقالت من بين دموعها: أنا بحبك يا عدلي
الخبيثة يهديه افضل ما يتمنى سماعه منها في اشد وقته الما منها ايضا
فك ذراعاها الممسكتان له وقال قبل أن يبتعد: وأنا كمان للاسف بحبك
+
ارتفع صوت بكاءها على رحيله حتى انها لم تلحظ اقتراب آذار الذي لم يحاول التدخل في خصوصياتهم وترك لهم المجال لم يقترب الا بمغادرة عدلي كما هو متفق عليه ليوصلها لمنزلها
حاولت استجماع شتات نفسها تكفيف دموعها بندم يأكلها من الداخل
اقترب آذار وقتها متحدثا: يالا عشان اوصلك
نظرت له بتيه وكأنها نسته وسط ما كان
عبست متحدثه: لا شكرا اتفضل انت انا هتصرف هكلم اختى تجيلي
اجابها بهدوء شديد: لوسمحتى يا دكتور فريدة تسمحيلي اوصلك متخافيش عدلي هو اللي طلب مني ده قبل ما يمشي
كانت الكلمة كطعنة جديدة يالله هل يريد ايلامها اكثر من ذلك .. لم تجادل عندما قال كلمته الاخيرة صعدت السيارة مع آذار في صمت لم تحاول فتح مواضيع وهو لم يفعل ايضا .. كل ما فعله انتظرها حتى صعدت واطمئن لذلك وغادر يشعر بأن نسمة من روائح الحبيب عانقته .. غادر والبسمة تنير وجهه يكف انه زار اسفل بيتها اليوم لتكن هذه البداية
+
عاد لبيته يتذكر ما مضي منذ عدة ايام....
في حفل الزفاف ..
قرر آذار عدم الانتظار وأنه سيفعل ما يتوجب عليه في تلك المرحلة كرجل بحق وهو دخول البيت من بابه لن يتأخر ربما سبقه غيره لها وهو ايقن تماما ان في قلبه شيء لها ..
سيعافر حتى تبادله نفس الشعور لو تتطلب الامر
وقف آذار مع عدلي يطلب منه بكل سلاسة موعد ليتحدث معه في شيء خاص
تبدلت ملامح عدلي فنساءه اثنتان اخته وزوجته وكلاهما على ذمة رجل إذن من يريد .. شعر آذار بحيرته فتحدث مباشرة لتجنب الظنون: عاوز اطلب ايد حنة
+
ارتفع حاجبى عدلي متعجبا ثم اتبع بصوت هادي: وهي عندها علم بطلبك ده
نفى آذار ذلك
فتعجب عدلي أكثر
اخبره آذار بصدقك: أنا حبيت ادخل الباب من بابه عمري ما حبيت اللف والدوران
ابتسم عدلي متحدثا: شوف بدل جيت دغري هجيلك دغري: انا بالنسبة لي هسأل عليك الاول ىان حنة اختي ولو خير هساعدك بكل اللي اقدر عليه
اجابة آذار: وانا هنتظر ردك عليا واتمني الخير ان شاء الله
- ان شاء الله
عاد من شروده مبتسما لقد ساعد عدلي رغبة في مساندة منه
+
.......................
+
صعدت لاعلى عندما دلفت بتلك الصورة المزرية كادت حنة ان تصاب بنوبة قلبية
ما كانت تريد اخبارها شيء لكن مع اصرار حنة اخبرتها ما حدث معها منذ البداية
لم تستطع استيعاب ما قالت الا بعد مدة
شعرت بالحزن تجاه ما تعانية وبالحزن الاقرب لاقصائها لهم من حياتها كيف تلوم عدلي وهي تشعر بذات الشعور الكريهة الاقصاء وكم هو مؤلم من القريب بل اقرب القريب
لم تخفي حزنها وغضبها من اختها رغم محاولاتها للتخفيف عنها ..
الا ان كل تلك المحاولات بأت بالفشل
+
-------------------------------------
+
لا تترك يدي كون أنت معلمي الأول
+
طرق الباب بقوة ارهبتها
ففتحت الباب سريعا تقف خلفه متحدثه بقلق: خلاص فتحت اهه متتعصبش الله
زفر كيان متحدثا بصوت يحاول اكسابه المرونة من جديد: طب ما كان من الاول .. ودفع الباب قليلا متحدثا: ابعدي كده واقفه ورا الباب ليه
ابتعدت قليلا فوجدها ترتدي المأزر
مسحوجهه متحدثا بصوت مشتعل: يا ادي الليلة اللي مش هتخلص كل ده لسه بالبرنص يا ضحى عاوزه تشليني قوليلي بس
يا كيان قلت لك واحدة واحدة عليا هعتود انت اللي جايب لي قميص مكشوف وتقولي البسيه
شوح بيده في تعجب متحدثا: يا بنتي أنا جوزك وبعدين كده كده كل حاجة شف..
وضعت يدها عليه متحدثه بخجل: بلاش الكلام ده عشان خاطري
ابتسم كيان وهو يسحب جزء من البرنص عندما ظهر له شيء أحمر وهتف: الله طب ليه كده ما أنتي شاكرة اهه وبتسمعي الكلام ليه تلبسي ده فوق ده
وحاول سحب البرنص اعترضت متحدثه بخجل: طب طفي النور
زفر متحدثا: لو هطفيت النور لا هشوف احمر ولا ابيض هيبقى كل اسود
امسكت حزام البرنص متحدثه بحزم: مليش دعوة طفية واسرعت تغلقه
اضاء نور جانبي خافت متحدثا بصوت خافت: منك لله يا ضحى
دعس قدمها بالخطأ فتألمت
هتف بشماته: أحسن عشان نبقى نطفي النور
+
بعد عدة أيام ...
رتب رحلة رائعة ...
جزيرة رائعة..
مركب صغير وسط مياة شديدة النقاء..
عالم من السحر فريد ..
وفي نهاية الرحلة كانت المفاجأة
ربط عيناها وسحب كفها متحدثا ببهجة: صدقيني المفاجأة هتعجبك حاجة عمرك ماتتوقعيها
هتفت بقلق ايه يا حبيبي جايب لي خاتم الماس ولا ايه
ضحك كيان متحدثا: لا مفيش خواتم
هتفت في حيرة: طب عشوة رومانسية بقى
لا قالها وهو يسحب الرباط من فوق عيناها السوداء لترى وحش أمامها ارهبها ظهر ذلك في صرختها وقفزتها التالية لتتعلق في عنق كيان متحدثه بخوف: ف..ف..ف.. فيل
ايه رأيك في المفاجأة دي يا ضحى
اتسعت عيناها تحاول استجماع شتات نفسها واخيرا هتفت بتوتر وضربات قلب تفوق معدلها بمئات المرات: أنت جايبني اشوف الوحش ده
ضحك وهو يفك ذراعاها عن عنقه محدثا: ده لطيف استني بس هاتي ايدك وتعالي
صرخت وهي تدفعه ليسقط في الماء خلفه متحدثه: مستحيل اقرب منها ..فيل يا كيان هي دي المفاجأة
نهض من الارض لقد تبللت كل ملابسه دون استثناء لم تشعر بشفقه تجاهه ..
وقفت بعيدا غير قادرة على الاقتراب او حتى الاعتذار عن دفعه بتلك الطريقة نهض كيان كالكتكوت المبلول متحدثا: جبانة وربِ انتي اكتر،واحدة شفتها جبانة في حياتي
شعرت بالضيق فمعنى كلامه انه رأى غيرها من النساء
حزنت لكلماته لكنها لم تحاول الاظهار
اتجه للفيل يصعد عليه بمساعدة صاحب الفيل واستمتع هو بالرحلة على ظهره وهي خلفه بمسافة كبيرة تتطلع يمين ويسار خائفة من هجوم غير مفسر يهيئ لها عقلها حكايات ربما تحدث على غفلة
انتهى اليوم وعاد للبيت في بدايته كانت الامور عادية في النهاية حدث سوء خلاف ترتب عليه دخوله للبيت عاكف عنها جلس على الفراش دون رغبة في الاكل
شعرت بتأنيب الضمير فهي ما كانت تريد اغضابه لكنها حقا كانت خائفة ..ظلت تفكر الا ان وجدت نفسها تتجه له طوعا تجلس جواره على الفراش تتمسح به كهريرة متحدثه بنعومة وبراءة: أنت زعلان مني
تطلع لها في صمت ثم استدار ينظر للامام
تابعت بتأكيد: شكلك زعلان .. لم يجبها
-كيان نادته من جديد بحنان وحب فنظر لها يخبرها بلوم: عجبك كده الخروجة باظت.. ضحى مش كل حاجة خوف خوف لازم تتجريء عن كده
نظرت للاسفل بخجل وقالت بصوت مهزوم: حقك عليا والله الخوف ده بيكون غصب عني مش مقصود خالص ولا بيبقى نفسي ازعلك
سألها في ضيق: بس النتيجة بتكون ايه؟!
خلاص حقك عليا بس لوسمحت بلاش مفاجأت تاني قولي الاول عشان محطش نفسي ولا احطك في موقف محرج تاني
زفر متحدثا: هحاول يا ضحى لكن ده ميمنعش انك مزودها في كل حاجة انا عاوزك تريحيني وتدلعيني
هتفت في حزن: حقك عليا يا كيان شوف ايه الترضية اللي تعجبك وأنا اعملها
هتف في يأس: بلاش تعرضيها اوي كده يا ضحى لاني لو طلبت عارف اني مش هيتنفذ طلبي
هتفت في حزن: طب جرب وليك عليا هنفذ على طول
3
مال يخبرها بنبرة دافئة: ارقصيلي
شهقت وهي ترتد للخلف لتسقط من اعلى الفراش ارضا محدثه دويا هائل
ضرب كيان على وجهه متحدثا بخيبة أمل: هو ده اللي هعمل بس قول .. الصبر من عندك يارب؟!!
+
-----------------------------------------
+
عم الليل الارجاء
كان يقود سيارته ولا يشعر سوى بغضب اعمى يكاد يحرق ما حوله يريد أن يعرف جواب لسؤال واحد هل حقا خسر طفله ؟
خسر الحلم القصير بتلك السرعة ..مستحيل ان تفعل به ذلك للمرة الثانية .. اي قلب تملك لتفعلها؟!
+
دلف الفيلا سريعا تكاد لا ترى خطواته، ثم لغرفتها بالاعلى ...
كانت الغرفة مظلمة سوى من نور خافت دلف معه عندما فتح الباب وبصيص خافت من ضوء النافذة المفتوحة يسمح له برؤية عيناها السوداء .. وكم رأها في تلك اللحظة غير ما يراها سوداوية تحمل كثيرا مما لا يعرفه
انتفضت عندما دفع الباب كثور هائج تعتدل جالسة على الفراش
اقترب يتطلع لها بشراسة لم تراه عليها من قبل حتى عندما فقد ايفان.. لم تخفض عيناها عنه وكأنها تريد ان تثبت له شيء واحد انها لا تخافه
اقترب يسألها بنبرة صارمة: ابني فين يا جمانة؟
ضربتها الكلمة كطعنة خنجر اااه لو يعلم كم ينزف جرحها ..فقلبها موجوع بشدة لخسارتها هذا الطفل!
+
نظرت له بصمت تترقب ان يتابع حديثه
وبالفعل اصبح على بعد خطوة واحدة من الفراش مال قليلا يسألها بصوت يحمل من الرجاء الكثير رغم حزمه: الجنين حصل له حاجة
نزل .. كلمة واحدة لكنها تحمل من القسوة اطنان تحمل من المرار ما لا يتصوره عقل
كررها وراءها يحاول التأكد مما سمع ..كم اخد من الوقت حتى استوعبها تماما لا يعلم كل ما يدركه انه
في الخطوة التالية كان اعلى الفراش يمسكها من ذراعها يسحبها متحدثا بشراسة: قتلتيه .. قتلتيه ليه
حاولت دفع يده بعيدا متحدثه: ابعد عني متلمسنيش مش أنا رخيصة زي ما قلت لاصحابك
هزها بقوة متحدثا: ذنبه ايه الجنين عشان تموتيه هاااا.. بس أنتي عارفه هو ذنبه ايه ذنبه الوحيد أنك امه
+
دفعته في صدره متحدثه: أنا مكنتش عاوزاه انا مش عاوزه اطفال منك ، ابعد بقى عني
دفعها للخلف فسقطت ممدة على الفراش باهمال تتطلع له بخوف
هتف وهو يهديها نظرات استحقار تستحقها: بكرة هتجيلي يا جمانة تبوسي ايدي ورجلي عشان اسامحك عارفة وقتها وتطلع لها مؤكدا: هطردك وادوس عليكي كمان
وغادر يلعن قلبه ويعلنها كم اذته في قربها ليته لم يدخلها حياته .. سيحاول الابتعاد سيعود للخارج ولعمله من جديد
+
وتركها كذهب يلمع تتأكله الاعين والكل يريد سرقته ليحظى به
لن تسلم دونه لن تسلم ..
1
انتهر الفصل
تفااعل حلو معاه
دمتم بخير
+