اخر الروايات

رواية فوق خضوع الحب الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم اغاني الشتاء

رواية فوق خضوع الحب الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم اغاني الشتاء


  •• بـعــد أسـبــوع ••



نزلت رحيل الدرج بتعب...لكنها ما كانت طايقه تجلس في الغرفه اللي ملتها...و اختنقت فيها...و بالذكريات اللي تملاها...

و بعد ما نامت أروى فكرت تتمشى في الحديقه لحالها...


طلعت برا البيت...و راحت تجلس عند الشجر...تفكر بحياتها الجايه...

كيف بترجع لبيت عمها...اللي ياما كرهته...و كرهتهم...

لكن الحياة هناك ماراح تطالبها بأي مشاعر تعجز عنها...

عكس الحياة هنا...اللي بتذوق فيها الحزن...و تشوف الفرح اللي من حقها لغيرها...

تخاف وليد يتزوج و هي معه...تخاف تشوفه نساها...و حب غيرها...

تشوف شي المفروض كان لها...و يتقدم لغيرها...

و أكبر أمل لها...إن حياتها ما تطول...بعد ما تتركهم...و تموت و ترتاح من هالحياة و تريحهم من ذكرها...


سمعت صوت خطوات...و خافت...و فكرت ترجع للبيت...

لكن و هي رايحه شافته...


وقف يطالعها بصدمه من مسافه قريبه...غاص قلبه بصدره وهو يشوفها بعد كل هالشهور...بعد كل هالتغيير...بعد الشوق الكبير اللي ملأ قلبه وهو يعانده...


ملامحها تغيرت...فيها ضعف...فيها رقه عمره ما لمحها فيها...

شكلها الجديد...بملابس الحمل...و بطنها البارز... ويدها عليه...وجهها و التعب اللي باين فيه...


وقف بصمت و شرود...يشوف فيها حياته الجايه...عائلته اللي يملكها...

و يلوم نفسه على قرار هالبعد اللي حرمه يعيش معها وجعها...و خوفها...

لكن هذا هو حاله معها...يفقد سيطرته...و دائما ما بيده شي معها...


رحيل كانت تطالعه بتمعن...أول مره تشوفه قريب و هي متأكده من حبه اللي يملأ قلبها...

حبته...و ليته يعرف...ليته يقبله...ليته يصدق إنه حب بدون سبب...بدون حاجه...

حبته مع كل القسى اللي شافته معه...كل الكره اللي بقلبها ما قدر يغلبه...

بس لو يصدق...لو تقدر تقول...لو تضمن حظها لو واحد بالميه...


كانت تطالعه بنظرات غريبه...عجز يفهمها...و هي أشغلتها مشاعرها عن إنها تشوف الحب اللي بعيونه لها...


كانت تتمنى تسمع صوته...لكن ما لقت أي شي تقوله له...و هالشي أكد لها إنها عمرها ماراح تقدم شي لأي أحد...مهما كانت تحبه...

لأن قلبها ادمن القسوه و ما يعرف يحس غير فيها...

لكن هو تكلم...


وليد= وش أخبارك يا رحيل؟

رحيل بعد صمت= بخير..بخير يا وليد


تركته و راحت...لأنها حست إنه بيغمى عليها وهو قريب منها...

فرحت و هي تنطق اسمه على لسانها...كانت مشتاقه تناديه فيه...

وهو مثلها فرح انه ينطقه وهو يشوفها قدامه...و يسمع صوتها...

ظل يطالعها و يراقب خطواتها اللي تسحبها...(لو تفهمين بس إني مابي من هالدنيا إلا صوتك و يوم سمعته عرفت إني ما كنت حي طول هالأيام)


بعد ما شافها عرف وش كثر تعني له...وش كثر يحبها...

ولو خسرها ما عمرها بتتحرك مشاعره لأحد ثاني...


ماراح يقدر ينتظرها لين تولد...لازم يكلمها...بأي شكل يقنعها غصب أو طيب...

باين عليها الضعف...و اللين...ما كانت رحيل اللي يعرفها...و لازم يستغل هالشي...و يردها جنبه...

ملامحها تقوله إنها تحتاجه...تحتاجه كثر ما يحتاجها...(لازم أغيرك يا رحيل؟ لازم ارجع الانسانه اللي عشقتها أيام تمثيلك)


••


••


••


دخلت رحيل و هي تجر رجلينها بالغصب...طلعت و دفنت نفسها بسريرها...تبي ترتاح من هالدموع اللي تحرق عيونها...و كتمتها قد ما تقدر قدامه...

تبي ترتاح من هالهم اللي اتعب قلبها...و بدت تصيح...و تصيح بأعلى صوتها...


شوفتها له هزتها...كسرت كل القيود اللي قيدت فيها مشاعرها...

عرفت إنها ما تقدر تتركه...مستحيل تتركه...وهو الشعور الوحيد اللي ينبض بقلبها...

كيف تتخلى عنه...تنسى ملامحه...ما تسمع صوته...تبعد عنه وهو عايش فيها...تبعد عنه و عن ولدها...

لكنها كانت خايفه...خايفه يرفضها و يرفض مشاعرها البليده...تخاف تتأكد إنها ما تهمه و مستحيل يرجع يفكر فيها...

كانت تتذكره...تتذكر كل شي عاشته معه...كل شعور ملأ قلبها...و دموعها تنزل...لين نامت من تعبها و هي تفكر فيه...



••-------•?••?•{n}•?••?•--------••



اليوم طلعت نتايج الثانويه...و فرحت إنها نجحت و ارتاحت من هم الدراسه...حتى مع نسبتها العدم...

لأنها من الأول ما كان عندها نيه تكمل دراستها...ما عندها طموح للدراسه...و لا كانت ظروفها تساعدها تكمل...


تذكرت أسيف و عتبه على إهمالها بدراستها...و تشجيعه اللي خلاها على الأقل تنجح...حتى لو ما كان النجاح اللي يرضيه...لكنها هي ترضى بأي شي...مثل حالها دائما...

طول عمرها قنوعه...و ترضى بالحال اللي هي فيه...


إلا معه...دائما تبي أكثر...

طمعت يحبها و حبها...طمعت يعيشون لبعض...و عاشوا مع بعض أحلى الأيام و لحالهم...بعيد عن أمه و مشاكلها...(بس لازم ما أكتفي بهذا..لازم اتعلم كيف اكون زوجه بحق..يعني كيف اهتم فيه؟ كيف اخليه ما ينساني؟ ما يمل مني؟ صـح لازم اتطور)


رجوى تضحك= ايه أبطال الديجتال مو احسن مني..كل ساعه يتطورون هههه...باسأل مشاعل..لازم أكون بمستوى أسيف و احسن منه بعد..لازم اسوي شي عشانه


راحت تطالع نفسها بالمرايا...و هي تتأمل نفسها بتركيز...و تفكر بغباء...(لو بس أطول شوي عشان أقرب منه هههه يله الطول مو بيدي ندور شي ثاني)


فكرت تصبغ شعرها...تقصه...لازم تعلمها مشاعل كيف تهتم بنفسها...كيف تحط مكياج..كيف تتصرف...و لازم تتعلم تعدل أسلوبها..و تمسك لسانها عن ألفاظها اللي تعودت عليها...


فكرت و هي تضحك...(ارتحت من هم الدراسه و بأتفرغ لك يا أسيف..بتشوف رجوى غير اللي تعرفها..و بتحبني أكثر..غصب عليك بتحبني)



••-------•?••?•{n}•?••?•--------••



صحت أروى...و راحت تشوف رحيل لو كانت صاحيه...

و استغربت و هي تشوفها نايمه...مع إنها دائما تصحى بدري...


كانت بتطلع لكنها سمعتها...تتكلم...

ظنت إنها صحت و تكلمها...لكن و هي واقفه عندها شافتها للحين نايمه...و رجعت تهذي مره ثانيه...

و قربت منها عشان تسمع...


رحيل= لا تتركني يا وليد..خايفه..خايفه أبعد عنك..أنا مالي غيرك...سامحني......سامحني


طالعتها أروى و قلبها يضيق من الحزن اللي ملأ صوتها...حتى وجهها...و وسادتها كان غرقان بالدمع...

و عرفت إنها كانت صاحيه و تفكر فيه...(تحبينه؟ تحبينه و خايفه إنه ما يحبك؟؟)


حست بندم على اللي سوته...من يومين رجع وليد...

و شافت بعيون رحيل سؤالها عنه...لكنها اختارت إنها ما تصدق هالشي...و تصدق كلام ندى إنها ما تحبه...و إن مشاعرها متقلبه و بتأذيه...

و هالشي ما خلاها تقول لها إنه سأل عنها أول ما شافها...ما خلاها تقول لها...إنه حتى وهو مسافر يدق عليها باليوم أكثر من مره يتطمن عليها...وهو عمره ما سواه لا سافر...


حست بضيقها يكبر...و هي تسمع اسم وليد يتردد على لسان رحيل حتى و هي نايمه...


طلعت من الغرفه بسرعه...و هي تفكر باللي سوته...و كيف طاوعت ندى بهالشي...



••-------•?••?•{n}•?••?•--------••



صحى من النوم...و ما شافها جنبه...

التفت على مكانها المعبأ بريحة عطرها...وهو يتنهد بضيق...

اليوم آخر يوم...اليوم لازم يعرف قرارها...و الخوف مالي قلبه...

طول هالأسبوع...عاش بحلم هو نفسه ما كان مصدقه...و لا مصدق إن اللي معه هي حياة...

كانت مثل ما تمناها دائم بأحلامه...و أروع من أحلامه...


لكن المهله انتهت...ما يدري لو بيبقى من ذيك الأحلام شي...أو بتنسى كل شي...و يرجع قلبها لقساه...


على قد ما كان خايف يسمع هالقرار...إلا إنه ما عنده صبر أكثر...

و قام من سريره بسرعه...و توتر...


••


••


••


طلع للجلسه اللي برا و شافها جالسه...و سرحانه بعيد...و وقف يتأملها بقلق...يتمنى يعرف وش تفكر فيه...

يخاف من عنادها يخليها تبعد عنه...(معقول ما يلين قلبك يا حياة! معقول يكون عنادك و خوفك أقوى من مشاعرك؟)


تقدم عندها...و جلس قريب منها...و مد لها الاسكتش حقها...و هي تطالعه بإستغراب...


حياة= ليه جبته؟

وافي يبتسم= أبيك ترسميني..مو معقوله زوجتي فنانه و رسمت كل شي و أي شي و أنا مالي نصيب

حياة تآخذها منه و تنزلها على جنب= مالي مزاج اللحين

وافي يآخذها و يحطها بين يديها= لا انا مصر ترسميني

حياة= و ليه كل هالحماس اللحين؟

وافي= سمعت إن الفنان إذا رسم أحد..يقدر يكتشفه و يعرف شعوره زين

حياة= و أنت تبيني اعرفك؟

وافي= ايه

حياة= بس أنا اعرف عنك كل شي

وافي= أبي تعرفين عن وافي اللي معك اللحين..و تتأكدين من شعوره..و تنسين إنك عرفتيني قبل هاللحظه..شوفيني من اليوم و رايح..و أي شي ما يعجبك فيني بدليه..ارسميني بالصوره اللي تبينها و أنا مستعد أكون هي


فتحت حياة الإسكتش على صفحه فاضيه...و بعدت عنه شوي...و بدت ترسمه...

كانت تبي تتهرب من الرد على اللي قاله...لأنها هي نفسها مو لاقيه جواب عليه...


كانت تنزل الإسكتش بين لحظه و الثانيه عشان تشوفه...و مثل ما قال...و هي ترسم كانت مركزه بكل إحساس يبين عليه...شروده...المشاعر اللي بعيونه...

تشوف الحب...تشوف حبه لها واضح على كل ملامحه...و تصرفاته...

هي مو غبيه...هي حاسه فيه من زمان...و حاسه بعد باللي في قلبها له...لكن هالشي لايمكن يصير...

هي بالذات...و مع واحد مثله...مستحيـــل...


غطت وجهها عنه عشان تنزل دموعها اللي حرقت عيونها...و صارت تطيح على خدها...


وافي كان شارد...لكنها طولت ما طلت عليه...و انتبه ليدينها اللي ترتجف و شاده على الإسكتش بقوه...

لحظات و سمع شهقاتها...و نزل الإسكتش من يدها...و رفع وجهها بيده...و هي تطالعه من بين دموعها...


حياة تصيح= ما أقدر يا وافي..ما أقدر..أنا عارفه إنك تحبني...و أنا بعد أحبك..بس متأكده إنه مستحيل نكمل مع بعض..

وافي بصدمه= ليـه؟ ليــه يا حياة؟

حياة= اللي داخلي صعب انساه..الكره..و الحزن..و القهر اللي تربى معي سنين صعب يتركني..حبي لك بيخليني اشك فيك زياده..اكذب اللي تقوله..بأرجع اشوفك بالصوره اللي كنت فيها..و اللي هو فيها..و أنا تعبت..تعبت من هالصوره..مليت منها و أبي انساها..أبي اعيش عمري مرتاحه.....طلقني يا وافي...إن كان تهمك راحتي طلقني..خلاص أنا ما صار فيني حيل اتحمل زياده..حبي لك واللي كل شي فيني رافضه يهد القوه اللي تسلحت فيها كل هالسنين

وافي بقهر= و إذا طلقتك بترتاحين؟ تظنين حياتك في بيت عمك بتكون اريح؟

حياة= هنا عذاب و هناك عذاب..بس فيه عذاب أقدر اتصرف معه..أقدر استقوي عليه..ما يهمني....لكن معك كل شي صعب..اللي بداخلي لك و عليك شي ما استحمله....و أهلك ماراح ينسون اللي يعرفونه عني..تعبت يعايروني فيه..تعبت من كرههم..تعبت اتذكر كل اللي سويته فيني..و اشوف نفسي بعد كل هذا تحبك..حب ماراح يعيش أبدا..أبــــدا


وافي كان يسمعها و يحاول يلقى شي يقنعها فيه...صعب يتركها...ما يقدر على هالشي...ما يقدر وهو يعرف إنها بتتعذب وهو بعيد عنها...

لكن هاجس أبوها داخلها كان أكبر من أي حب بيظهره لها...أكبر من أي كلام بيقوله...

هاجس أبوها و كل اللي تعرفه عنه...و كل الذل اللي ذاقته على يده...كل هالأشياء بتهد الحب مهما كبر في قلبها...

و المشكله إنه هو بالذات...و بهاللحظه...صعب يثير طاري أبوها قدامها...و يفكر معها بحل...


وافي بهمس= بس أنا ما أقدر اخليك يا حياة..ما أقدر اعيش بدونك

حياة تصيح برجاء= وافي الله يخليك..أنت وعدتني..و أنا صدقتك..لو مره وحده اصدق معي..كافي اللي سويته فيني..خلني ارتاح..و إلا تبيني كل يوم أموت قدامك

وافي يصد عنها بألم= لهالدرجه صعب تنسين؟ صعب تسامحين؟

حياة= مو بيدي..اللي احسه أكبر مني....و أكبر من حبي لك...لو كنت أقدر اسامح كان سامحته هو..لكن ماراح اسامحه على اللي سواه فيني...و لا اظن بانسى اللي سويته فيني


حس بشي يضيق عليه أنفاسه اللي يآخذها...و غصه بحلقه و كأنها بتآخذ روحه...

هالليله واضح إنها ليلة فراق...

التفت يطالعها برجاء...لكن ما شاف إلا بقايا دمع...و حزن...و عذاب...

يخاف يصر على قربها يخسرها مثل ما تقول...و يخاف يتركها و تتعذب وهو مو عارف عنها أي شي...وهو نفسه كيف بيعيش من بعدها...


حياة برجاء= وافي..تكفى..لو كنت..لو كنت تحبني ريحني

وافي بإنكسار= خلاص يا حياة..إن كنتي متأكده إنك ببعدي بتكونين مرتاحه..باذبح قلبي عشانك...بس اوعديني يا حياة..اوعديني يكون حالك احسن..أبيك تعيشين مرتاحه..مابي أخاف عليك

حياة تنزل دموعها= أوعدك..بأحاول ارجع مثل ما كنت..و ابني اللي انهد داخلي


طالعته بإمتنان...و قامت...


حياة= بأروح اجهز شنطنا عشان نرجع

وافي بصدمه= اللحين!! خلينا نبات الليله على الأقل

حياة= ماراح تفيد بشي هالليله..بس بتزيد الألم و العذاب..خلنا نرتاح يا وافي..كافي من العذاب


تركته و راحت...وهو يطالعها و الحزن يعصر روحه...بس يحاول يتماسك...

يحاول ما يتراجع عن أغبى قرار اتخذه بحياته...(لا يا وافي...حياة معها حق..اللي جاها منك كافي و مستحيل تقدر تنساه..أنت ذليتها..كسرت فرحتها..شوهت صورتها قدامك و قدام أهلها و أهلك..اللحين جاي أبيها تنسى! أكيد ماراح تنسى)


كان يحاول بهالكلام يقنع نفسه...لكنه متأكد إنه راح يندم أيام على هالقرار...أو عمره كله...


••

مرت ساعه...وهو جالس ساكن...و يحس ببروده تسكن قلبه...و كل أطرافه...

يحاول يستوعب اللي وافق عليه...و كيف انهى حياته بيديه...كيف الليله بتكون آخر مره يشوفها فيها...

و بعدين...كيف بيعيش بدونها...

لكن قدام خوفها...و عذابها...و دموعها...أخذ هالقرار...


شافها لابسه عبايتها و جايه عنده...طالعها برجاء يبيها تقول إن كل اللي قالوه قبل شوي ما صار...

إن بينهم شعور للحين ما شوهه...باقي لو شي صغير في قلبها يحاول يعتمد عليه يرجعها له...


لكن ما شاف إلا دمعتها اللي نزلت على خدها...تذكره بكل اللي قتله فيها...

أما هو فكان الدمع يحترق داخل عيونه مو راضي يريحه...


مشت و مشى وراها...ما يدري بأي إحساس...

إحساس قهر...أو ندم...أو حزن...


ركبوا السياره...و مشوا و الصمت الثقيل يحبس أنفاسهم...


وافي= ممكن اطلب منك آخر طلب؟

حياة بصوت مبحوح= وشو؟

وافي= اجلسي هناك أسبوعين..أو حتى أسبوع...و إذا تأكدتي من قرارك و ارتحتي عند عمك..إذا شفتي إن كذا اريح لك..اتصلي فيني و وقتها....(طلعت بصعوبه منه) بأطلقك

حياة= ماله داعي انا....

وافي يقاطعها= تكفين يا حياة..عشان اتأكد إنك مرتاحه هناك..مرتاحه و أنا بعيد عنك

حياة بإستسلام= زين


وصلوا لبيت عمها...وهو يطالعه بذهول...

حس إن المشوار كان قصير...راح بدون يحس فيه...

بدون لا يودع الوقت معها...

بدون لا يودع إحساسه لها...

بدون لا يودع حبها...


وقف...و التفتت عليه وهو يطالعها بحزن...و حرمان...

يحاول يحبس دموعه...وهو يشوف دموعها تنزل من عيونها...


حياة بصوت مقطع= و..ا.ا..فـ..ي


حس إنها فقدت صوتها...أو هو فقد سمعه...


حياة بهمس= فمااان الله


هالكلمه...حس إنها تمزع عروقه...نزلت من عينه دمعه...و نزل راسه بسرعه...و مسك يدها بكل قوه...

لكن هالقوه كانت لحظه قبل تتراخى مسكته لها...بعد ما حطت يدها الثانيه و بعدت يده وهو يسمع شهقاتها المكتومه...


تعبت من حزنها...وهو تعب من تعذيبه لها...يبيها ترتاح...كل اللي يتمناه راحتها...لو مع غيره..

شافت كثير وهو بكل قسوه زاد عليها...شاف قوتها و نسى إنها مهما كان لها إحساس...و اللحين ماله حق بحبها...


نزلت...وهو يراقبها بعيون حايره...

و الفضاء كله ضاق فيها...و بقلبه حريق يضيق عليه الأنفاس...


يبي يلحقها...يآخذها...يضمها لين يخفيها بوسط قلبه عنه و عن الناس كلها...

لكنه ما كان يحس برجلينه و لا نفسه و لا قدر يتحرك...ما يتحرك فيه غير نظره اللي يتبعها...و روحه اللي متعلقه فيها و تترجى رجوعها...و يودع آخر طيف لها يختفي ورى الباب اللي انقفل بينهم...


اختفت من قدامه...

وداع ما بعده رجعه..وهو واقف يطالع الباب...و قلبه ما يطاوعه يمشي و يبعد عنها...



••-------•?••?•{n}•?••?•--------••



كان يتقلب بسريره...ضايق و مو قادر ينام...

ملامحها انحفرت بباله ومو راضيه تتركه لحظه...

تثير شوقه...و حبه...و تضعف كل الصبر اللي يتمسك فيه طول هالأيام...


ملامحها الحزينه...صوتها المرهق...اللي يشيل من مشاعرها كثير...

حس بلوم لنفسه...(كيف طاوعتها؟ كيف رضيت أبعد عنها و اتركها بحالها مع أفكارها السوداء؟ مع قساها؟ مع ظنها إني حتى أنا تخليت عنها و ما أبيها)


تذكر بضيق سفرته بكره لجده...لكنه قرر أول ما يرجع يكلمها...بيكون وليد غير اللي عرفته...و يقنعها باللي لها بقلبه...

الحمل مثل ما تمنى غير فيها أشياء كثير...

و رحيل اللي شافها أمس ما تشبه رحيل اللي يعرفها...

لا بنظرتها...و لا صوتها...و لا مشاعرها...



••-------•?••?•{n}•?••?•--------••



دخلت وفاء عندها...و شافتها جالسه على السرير بملامح كئيبه...و آثار الدموع بخدها...


طالعتها بإستغراب...و سكرت الباب و جلست جنبها...


وفاء= أنتي اللي طلبتي الطلاق..ليه تصحين؟

حياة تنزل دموعها= أحبه يا وفاء..أحبه


انصدمت وفاء...عمرها ما تخيلت تسمع هالكلمه من حياة...و خاصه لوافي...

بس وافي تغير معها كثير على ما سمعت منها...و حياة على قوتها...و قساها,,,تبقى ضعيفه و محتاجه للحب و الاهتمام اللي الكل بخل به عليها...وهو عطاه لها...


وفاء بحزن= أجل ليه تطلبين الطلاق؟

حياة تصيح= ما أقدر اكمل معه..ما أقدر انسى اللي فيني..أنا تربيت كل عمري وهو يكبر داخلي..كل هالحقد..و الكره..و اللوم....ما أقدر انسى أبوي و كل اللي عرفته..و سمعته منه...و اللي شفته من وافي..و كره أهله لي.....مابي أصير مثل أمي..مابي اعيش حياتها الذليله من جديد..مالي حق اعيش الشي اللي أدنتها فيه..ما عندي ثقه..ما عندي حب صافي أقدر اقدمه له....تعبانه اللحين و أدري بأتعب معه زياده..اللي بروحي من سنين اعيشه ماراح يخليني اسامح..و لا أحب..و لا ارتاح


ضمتها وفاء وهي تحس بالضيق عليها...و حياة بكت بحضنها بصمت...

تدري إن الحياة بعده ماراح تكون سهله...لكن الحياة معه بتكون أصعب...



••-------•?••?•{n}•?••?•--------••



وصل أسيف لبيت أمه...وهو مستغرب إتصالها...بعد كل هالوقت اللي نسته فيه...و لا اهتمت تسأل عنه...

و لا حاولت تراضيه...أو ترجعه للبيت...


دخل للصاله و شافها...و ببرود سلم عليها...و استغرب اللهفه و الحماس اللي استقبلته فيهن...

حالها هذا من زمان ما شافها فيه...من يوم تزوج رجوى...


أسيف= خير يمه..وش تبين؟

أم عزيز= اعتقد إننا خلاص المفروض نعقل عن اللي سويناه..و نتصالح

أسيف بإستغراب= أنتي اللي بديتي!

أم عزيز= و أنا اللي بأبدأ بالصلح..أنا خلاص بأعطيك رئاسة الشركه ولو اثبت مكانك فيها بعد سنه بأكتبها بإسمك بيع و شراء


أسيف طالعها بصدمه...و فرح...وهو يشوف اللي يبيه أخيرا تحقق بعد ما فقد الأمل إن أمه تترك عنادها...

لكنه نسى الثمن لهالشي...و أمه ذكرته فيه...


أم عزيز= خلاص طلق هاللي آخذها..و اعتقد إني خليتك تتسلى معها كثير..و أكيد مليت منها..و بتفرغ نفسك لشركتك و مستقبلك


طالعها بإستغراب...وهو يتذكر إنه من وقت طويل...نسى هالموضوع...و عمره ما فكر فيه...و لا كان يبي يفكر فيه أبدا...


أم عزيز= بأعطيك فرصه تفكر..مع إني عارفه إن الموضوع منتهي و ما يبي منك تفكير..بس بكره أبيك تجي تقول لي إنك طلقتها و خلصت منها


تركته و راحت...وهو مو حاس فيها...

كل اللي بفكره...وجهها البريء...و الضحكه اللي تملاه...

كل شي بيرجع له أخيرا...

لكن الثمن لهذا...مو متخيل إنه بيقدر يدفعه...


طلع لغرفته...اللي من شهور ما دخلها...

يبي يفكر...يحاول يوزن خسارته...و ربحه...لو وافق...ولو رفض...

لكن ذكرياتهم اللي تملي هالمكان ما ساعدته...


تذكرها...أكيد تنتظره...و دق عليها...

يسمع صوتها و يتخيل كيف ممكن يتخلى عنه...


رجوى= مرحبا

أسيف بضيق= رجوى أنا أسيف

رجوى تضحك= زين ليه تقولها و أنت خايف؟

أسيف يبتسم مع ضحكتها= ماراح ارجع الليله

رجوى بإستهبال= لا أسيف..تبي تحضر لي هدية النجاح حضرها..بس مو تآخذ ليله كامله عاد..ترى نجاحي ما يسوى


أسيف...(لو تعرفين يا رجوى وش الهديه اللي ممكن تصير عندي)


أسيف= أنا مشغول..بكره جاي..ماراح تخافين؟

رجوى شكت بصوته= أسيف فيه شي؟

أسيف= لا مشكله عند واحد اعرفه

رجوى= خلاص لا تهتم فيني..خذ راحتك بس مو مره..بكره تجي بدري

أسيف= إن شاء الله


سكر منها بضيق...و رجع لأفكاره...لحيرته...

صوتها بس يصعب عليه التفكير...كيف لو شافها قدامه...

كيف يتركها تروح...هالشي صعب...صعب و ما يبيه...



••-------•?••?•{n}•?••?•--------••



وصل للمزرعه...ما كان يبي يرجع للبيت...ما كان له خلق يشوف أمه و يسمع انتقاداتها اللي ترميها بوجهه من يوم لا حظت اهتمامه بحياة...


و هنا كانت أحلى أيام عرفها فيها...و اللي كله أمل تحنن قلبها و ترجعها له مره ثانيه...

يكره ضعفه قدام دموعها...اللي خلاه يتركها تروح...و تبعد عنه...


لكن بينه و بين نفسه...رغبه ما قدر حتى يفكر فيها بصراحه...لكن اللحين صارت تكبر...و تكبر داخله...

كله أمل بكره عمها...و قساه...يرجعها له من ثاني...


يعرف أبوفايز...و يتخيل ردة فعله إذا شافها بترجع له مره ثانيه مطلقه...أكيد اللي بتشوفه منه بيرجعها...(ليه يا حياة كل هالقسوه على نفسك؟ و علينا؟ وش في قلبك من سنين عجزتي تنسينه..و ما خلاك ترتاحين و تفكرين بسعادتك؟؟)




الثاني والثلاثون من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close