اخر الروايات

رواية خلف الظلال الفصل الثاني 2 بقلم يسرا

رواية خلف الظلال الفصل الثاني 2 بقلم يسرا

الفصل الثانى..........بقلم يسرررا


كانت هاله تجلس فى صمت ناظره للقمر البعيد فى الفضاء الشاسع تتذكر ماضيها
يوم ان تم القبض عليها كانت عائده لتوها من المستشفى حيث كانت والدتها تجرى عمليه لزرع صماما فى القلب وكان ولديها ياسين وعمر برفقه اخيها الاصغر "هادى" والذى كان وقتها طالبا فى كليه الهندسه بالسنه الرابعه ....

قاطع حبل ذكرياتها صوت زميلتها امانى بصوت رقيق : هاله ..انتى لسه صاحيه؟

هاله : ااه يا امانى

امانى : ايه اللى مصحيكى لحد دلوقتى ؟

هاله : اهوه مش جايلى يوم ...افتكرت يوم ماتقبض عليا ...

ثم ادمعت عيناها بغزاره وقالت بشفاه مرتجفه : ولادى وحشونى اووى ..زمان ياسين بقى عنده 9 سنين... وعمرو 10 ....5..سنين ماشفتهومش... 5 سنين امى بتكدب عليهم وقايلالهم انى بشتغل بره مصر...5 سنين اتخادو من عمرى

امانى : خلاص هانت كلها 24 ليله و25 يوم الساعه بقت 12 وربع دخلنا فى يوم جديد وبعدين العمر لسه قدامك ياقمر انتى 32 مش 62 يعنى ولا 40 زى حالاتى

هاله : ياااه يا امانى ..انتى لسه بتعديها بالليالى

امانى : طبعا ...بالليالى وسواد الليالى ...وهوه السجن ايه غير سواد فى سواد ...بس هانت كلها 32 يوم واخرج انا كمان

هاله :انا خلاص ماعتدش همى حاجه غير انى اخرج واخد ولادى فى حضنى وادور على اى شغلانه اعيش منها ان شالله خدامه

امانى : خدامه ليه؟ انتى مش معاكى بكالوريوس تجاره سيبتى ايه للى معاهم دبلوم زيي ...اسمعى كلامى الدنيا دى عايزه اللى يبص لفوق عشان يطلع ويقب على وشها لكن اللى يبص لتحت يفضل طول عمره مدفون بالحيا...الا انتى طلقيك خالع ايده كده لا نفقه ولا حاجه

هاله : ضحكتينى وانا ماليش نفس ده ماصدق انى اتسجنت وراح مطلقنى ..... منه لله لولاه لا كنت اشتغلت فى الشركه دى ولا اتسجنت ظلم ..قال ايه نزلت اشتغل عشان اساعده فى المصاريف يمكن ساعتها خناقتنا تقل اتاريها كانت بتزيد ...كتر خيره انه بيبعت مصاريف العيال والحمد لله على كده

امانى : يبقى تخرجى وتبصى لنفسك ولولادك ولفوق وبس

هاله:وابص لفوق ازاى بعد مابقيت رد سجون واعمل ايه بالبكالوريوس اللى معايا ده ومين ده اللى يرضى يشغلنى

امانى : مين ده سيبيها عليا انا هدورلك على شغلانه تاكلى منها الشهد

هاله : ياسلااااام ...ولما انتى عندك الشغل مش انتى اولى ؟

امانى : ياريت بس انا لا اعرف انجليزى ولا كومبيوتر ولا ليا خلق انى اتعلم انا هخرج وافتح بوتيك صغير على قدى كده

هاله : وهتجيبى فلوسه منين اذا كنتى اتسجنتى بسبب الشيكات اللى منغير رصيد

امانى : حسن ابن عمتى من زمان وعينه منى ومش مرتاح مع مراته لمحلى فى زيارته الاخيره انا ممكن يفتحلى بوتيك ويكون باسمه واشاركه فى الربح ..يعنى مهرى

هاله : مش ده اللى كنتى بتحكيلى عنه ..دا انتى كنتى تطيقى العما ولا تطيقه يا امانى

امانى : المضطر يركب الصعب يا هاله وانتى عارفه انا ورايا التزمات انا كمان ...اخواتى بعد ما جوزتهم خلاص كل واحد فتح بيته وبقى يادوب مكفيه بالعافيه وامى معاش ابويا مش بيكفيها ادويه وان كفاها مش هكفيها اكل ...و انا وجربت حظى مره وطلعت مابخلفش ورمانى رميه الكلاب ...يبقى اخد اللى شارينى على الرغم من ظروفى

هاله : ربنا يوفقك يا امانى المهم ماترجعيش هنا تانى

امانى : ههههههه عسل يابت بتقولى شعر

قاطعتهم هند بتأفف : يوووه انتو مش هتنامو بقى

امانى : انا مش عارفه يا منيله انتى بيجيلك نوم ازاى بالساعات كده دا حتى السرير يكسر الجسم من القعده بس مش النومه

هند : انتو كل واحده فيكو كانت بتنام على سرير بمرتبتين قبل كده انما انا وكنت بنام على الارض وياريت كنت بلاقيلى مكان عليها السرير ده ولا ريش نعام بالنسبالى...وان كنتو بتعدوا الايام عشان تخرجو انا بقى عماله اتحسر ان فاضلى شهر واخرج بيتهيألى اخرج ابطح اى حد فى سكتى عشان ادخل تانى على الاقل باكل وانام ببلاش

هاله : بعد الشر ...ليه كده ...انتى مزهقتيش من الحبسه

هند : زهقت طبعا وقرفت من السجن ومن فهيمه بوشها اللى يقطع الخميره من البيت بس اعمل ايه هخرج وارجع لامى وجوز امى يذلو فيا وكوم اللحم اخواتى اللى اخر الليل نفضل نزق بعض عشان الارض تسعنا ننام..دا انا فى ليالى عدت عليا كنت بنام وانا نص قاعده سيبونى بقى اشبع نوم قبل ما اخرج

امانى : بت يا هند ان شاء الله اما اتجوز حسن ابن عمتى تعالى اشتغلى معايا فى البوتيك واوعى ترجعى لسكه السرقه والنشل من جديد هه

اطلقت هند ضحكه رقيعه وقالت : حسن ابو على مااااشى نامو بقى كفايكو رغى فهيمه هترجع تعدى علينا 6 الصبح زى زمان بعد ما المأمور الجديد جه

امانى : الا يا هاله كان بيقولك ايه ؟شفته وقف قصادك وهو بيعدى علينا

هاله : سألنى تهمتى ايه

امانى : وقولتيله ؟

هاله : لاء وهو مال اهله ولا رديت عليه

هند : بس دا ايه واد جامد جامد يعنى ...تلاقي اهله ناس هااااى وواصلين عشان يبقى مأمور وهوا فى السن ده دا شكله مايجبش اكتر من 35 سنه ومافيش فى ايده دبله

امانى : هههههههه لا هو انتى لحقتى تاخدى بالك من الدبله

هند : ااه امال ايه انا ما صدقت لقيتلى حاجه تفتحلى نفسى فى السجن والقرف ده نصطبح بوش فهيمه وراها المأمور واهو العجله تمشى

هاله : طيب نامى بقى يا ام عجله ...تصبحو على خير يا بنات

امانى : وانتى من اهله يا جميل

مرت الايام سريعا وحلت نهايه الخمس سنوات والتى انتظرتها هاله بفارغ الصبر

لم تنم هاله ليلتها ولاول مره كانت تنتظر شمس الصباح بشغف

فشروق الشمس يعلن نهايه مده حبسها التى طالت بها وفرقتها عن عائلتها وابنائها

استيقظت امانى لتجد صديقتها تجلس فى السرير ناظره الى مشرق الشمس بلهفه

فقامت واتجهت الى سريرها واحتضنتها بقوه قائله : خلاص هتسيبينا يا هاله

تساقطت العبرات من عيون هاله البنيه وقالت بصوت مرتجف : هتوحشينى يا امانى

امانى : معاكى نمره تليفونى وعنوان البيت عندى وانا اول ما اخرج وارستأ حالى هتصل بيكى او اجيلك

هاله : اوعدك اول خميس زياره يجى هجى ازورك

امانى : لا اوووعى دا فال وحش اوعى رجلك تهوب هنا تانى انا كلها كام يوم واخرجلك ونتقابل بره

سمعت كلتاهما صوت المزلاج الحديدى للزنزانه اثناء انزلاقه

فاستدرات كلتاهما لتريا وجه صول منيره البشوش والتى قالت : صباح الخير يا بنات

هاله : صباح الخير يا صول منيره

امانى : صباح النور على عيونك وشك ولا القمر

منيره : هاه جاهزه يا هاله

امانى بأسف : هتاخديها بسرعه كده

منيره : ههههههه هتوحشك من دلوقتى يا شيخه سيبيها تخرج بقى وتفك عن نفسها مش كفايه الحبسه...ياله يا هاله تعالى غيرى لبسك وسلمى عهدتك عبال ما اخلص ورقك ويمضيلك المأمور الخروج فى الاخر

قبلت هاله امانى وقالت : اشوف وشك بخير

امانى : اشوف وشك بخير يا هاله خدى بالك من نفسك ربنا يوفقك يارب

استيقظت هند وجريت باتجاه هاله قبل ان تصطحبها منيره وقالت : اخس عليكى كنتى هتمشى منغير ماتسلمى عليا

احتضنتها هاله وقالت : مارضتش اصحيكى

هند : لا اله الا الله

هاله : محمد رسول الله ...خدو بالكو من بعض ..اشوف وشكم بخير

هند بتأثر : مع السلامه هتوحشينى ...

منيره : يالا بقى يا هاله ...وبعدين معاكم يا بنات انا ورايا حاجات تانيه

انصرفت منيره برفقه هاله

وانهت هاله المعاملات الورقيه الروتينيه ثم توجهت لغرفه تغيير الملابس لتنزع عنها ملابس السجن
وارتدت ملابسها الانيقه المكونه من ستره رماديه مقلمه باللون الرمادى الداكن يعلو بلوزه من الحرير بلون الكرز وسروال طويل واسع مقلم من نفس نسيج الستره
ثم ارتدت قرطها الذهبى الصغير وعقدها من اللولوء الاصطناعى ذو اللون الرمادى اللامع وساعتها الذهبيه الرفيعه وصففت شعرها البنى الناعم الطويل

وضعت القليل من احمر الشفاه كان فى حقيبتها وامسكت بقلم الكحل الذى كان قد جف وبللت طرفه بقليل من لعابها ورسمت عيناها البنيتان
ثم انتعلت حذائها ذو الكعب العالى المدبب وحملت حقيبتها ونظرت لنفسها مليا فى المرآه طويله ورشيقه وانيقه ايضا ولكنها شعرت ان هناك شيئا ما ينقصها على الرغم من اناقتها البالغه ...

انه حجابها ولكنها للاسف لا تملك ماتضعه على رأسها وعليها تسليم طرحتها القطنيه للاداره السجن ..

سمعت هاله طرقا خفيفا على الباب ثم دلفت صول منيره قائله : بسم الله الله اكبر ايه الحلاوه دى ..ده اللى يشوفك مايقولش انك خارجه من السجن يقول كانت عند الكوافير ولسه خارجه

ابتسمت هاله وقالت : بس للاسف ماعييش طرحه

منيره : بجد يا هاله عايزه تتحجبى

هاله : صعبان عليا اشيله حاسه نفسى عريانه منغيره

منيره : طيب ماتفكى الايشارب النبيتى ده اللى مربوط فى الشنطه بتاعتك والبسيه

هاله : والله فكره بس يارب يكفى

بالفعل فكت هاله الايشارب الحريرى ووضعته على رأسها ولفته بمهاره واعارتها منيره دبابيس لتثبيته

وعندما انتهت قالت منيره : احلى مليون مره ...يالا بينا بقى نروح على مكتب المأمور يمضيلك امر الخروج وتمضى انتى على استلام حاجتك

طرقت منيره باب غرفه المأمور ودلفت اولا واتبعتها هاله

وعندما رأها حاتم فغر فمه ذهولا واخذ ينظر الى هاله مليا غير مصدقا

ابتسمت منيره وقالت : هاله اهيه يا باشا وادى ورقها

حاتم : طيب اتفضلى انتى على شغلك يا منيره

استدارت منيره واحتضنت هاله وقالت : مع السلامه يا هاله بالتوفيق فى حياتك يارب

خرجت منيره تاركه هاله تحت انظار حاتم المتعلقه بوجهها الجميل فقالت هاله فى ضيق : حضرتك خلصت فرجه؟

ابتسم حاتم وقال : اصل اللى يشوفك امبارح مايشوفكيش دلوقتى ...يفكرك مذيعه ولا مديره مش ...

هاله بثبات: ايه ..ماتكمل ...رد سجون مش كده

حاتم : سامحينى ...بس ايه اللى يخلى واحده بنت ناس زيك تسرق وتختلس وتوصل روحها للسجن والبهدله

هاله : خيبتكو

حاتم : افندم؟

هاله ساخره: ايه ماسمعتش ...خيبتكو ...خيبه الشرطه والنيابه ..اللى تقبض على الغلابه واشرف الناس وتسيب الحيتان والديابه بره تاكل وتنهب البلد ومش كده وبس وتقفوا تضربولهم تعظيم سلام كمان

حاتم : عايزه تقولى انك مظلومه

هاله بتأفف: عايزه ااقول ان معاد خروجى عدى عليه ربع ساعه وحضرتك مأخرنى ياريت تمضى اذن الخروج ..ماعدتش ليكم حاجه عندى خلاص

وقع حاتم امر الخروج وقال : اتفضلى ...مع السلامه ...

اخذت هاله الورقه وخرجت دون ان تنطق بكلمه وسارت فى الممر الطويل المشمس حتى وصلت لبوابه السجن الرئيسه واعطت للحارس امر الخروج ففتح لها الباب المعدنى الثقيل

ووطأت قدما هاله الارض الواقعه خارج جدران السجن العاليه فوقفت تستنشق نسيم الصباح البارد بقوه ....
وملئت صدرها بالهواء ثم زفرته ببطء و عيناها متعلقه بالسماء الرماديه حتى رأت شعاع الشمس الذهبى يشق طريقه جاهدا بين السحاب المتراكم لتسطع بعدها السماء بضيه اللامع

عندها ايقنت هاله .............. انها اخيرا....

حره ...


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close