رواية اريدك في الحلال الفصل التاسع والعشرين 29 بقلم ايمان سالم
الفصل التاسع والعشرون
اريدك في الحلال
إيمان سالم
+
اشتهي عناق يغير ما حدث
يخفف عن قلبي مرارة ما يشعر به
يعيدك لي من جديد ... لوطنك
يجعلني أذوب بين ذراعيك ولا أعلم من أنا
+
ارسل بعض الصور لهاتفها
وصلت بنغمة الرسائل فامسكت الهاتف تتفحصه ربما كان شيء هام رغم دموعها التي تغرق وجهها رفعته وكان آخر شيء تتوقعه في حياتها اكمل «عدلي ولجواره فتاة من الواضح عليها الخلاعة»
صدمة عمرها كله
تكاد تجزم انها سمعت صوت انفجار قلبها بعد تلك الصور
تغلق عيناها وتفتحها تتأكد مما تراه هل هو عدلي؟! هل لجواره فتاة حقا يجالسها هكذا؟! .. خرج صوت اهاتها متألمة بحرقة لا تصدق أنه أسرع في تنفيذ تهديده بتلك البساطة هل ينتقم منها ؟.. حقه لن تنكر أن الخطأ من البداية عندها .. لكن أين حقها عليه هي مازالت زوجته، حبيبته، حبه الوحيد، لا يحق له فعل ذلك مطلقا
+
نهضت بوهن وغضب العالم يملي سماءها اخرجت ثيابها سريعا وقررت النزول له ستواجهه، ستوبخه، ستقتله كيف له أن يفعل ذلك ؟! ليس من حق اخرى التقرب منه هو حقها وحدها فقط
تسير هائمة والدموع تغرق وجنتيها بغزارة انتقلت للبناية المجاورة وصعدت لشقته تضرب الباب بقوة افزعته رغم انه متيقظ لكنه تعجب من الطارق بتلك الصورة الغريبة!
اتجه للباب يشعر أن نبضاته متسارعة والاخطر يراوده احساس بأن هناك خطب ما خلفه وقد كان عندما فتح الباب فوجدها ليس ففط بل بتلك الصورة المزرية لحظة من الفرحة تبعها حزن شديد .. دفعته في صدره للداخل متحدثه بقهر بتخوني يا عدلي، أنا تعمل فيا كده، عاوز تكسرني وتذلني، هنت عليك يا عدلي تعمل فيا كده؟!
+
اصبح في الداخل .. تبعته بخطوتان، مازال مصدوم مما تفعل ومما تقول لكنه دفع الباب ليغلقه وظل صامتا ينظر لها بحزم
اتبعت في بكاء وهي ترفع الهاتف أمام عيناه: مين دي اللي معاك في الصورة؟!
تطلع للهاتف بعينان متسعتان وصمت استنزف كل طاقتها من الصبر والتعقل
فهتفت بقوة لم تعدها في نفسها من قبل مين دي بقول لك ..مين الذبالة دي ودفعته في صدره مجددا لحقت عرفتها امتي؟
اخيرا خرج صوته بعد طول انتظار متحدثا بهدوء قتلها: واحدة ست فين المشكلة!
+
توقفت عما كانت تفعل وتقول فالكلمة كانت كسيف حاد شقها لنصفين ..تتطلع له لا تصدق ما تسمع!!
سقط الهاتف من يدها وكادت تسقط خلفه لكنها تماسكت وهتفت بصوت مذبوح: ست يا عدلي؟ تبعها دموع كثيرة كأمواج عاتية .. لكنها لم تستطع المقاومة أكثر فجلست على المقعد خلفها تدفن وجهها بين يديها تبكي بحرقة شديدة ولا يتردد على لسانها سوى كلمة واحدة «مش معقول»
+
رق قلبه لحالها دون ارادته رغم غضبه وحزنه منها لكن القلب لم يستطع التحمل أكثر فاتجه لها يسحبها لاحضانه تستكين هناك لعلها تهديء
لحظة من الحب والشوق لكلاهما غابوا بها عن العالم كله لا صوت سوى انفاسهم المشتاقة .. حتى فاقت من سكرة اللحظة فدفعته بيديها متحدثه بصوت كسير: عملت لك ايه عشان تكسرني بالشكل ده أنا عمري ما حبيت غيرك ولا هحب يا عدلي ليه تجرحني بالشكل ده
+
امسكها من معصميها يقربها متحدثا بنفاذ صبر يظهر في عيناه فقط: شكلك نسيتي كلامك اللي قلت ليه بعد ما رجعت من السفر .. راجعي نفسك يا فريدة هتعرفي مين اللي كسر مين، اوعي تمثلي دور المظلوم وأنتي الظالم
اجابته وهي تضربه على صدره بغضب: قلت لك نبعد مش تخوني انا لسه على زمتك زي ما قلت مش ده كلام إني مراتك ...طلقني وبعد كده أنت حر اعمل اللي انت عاوزه
رفع حاجبه غضبا ومكرا وقال في تأكيد: يعني ده كل اللي مزعلك .. خلاص يا فريدة هطلقك عشان اعيش حياتي براحتي .. أنتي اللي اختارتي
+
ضربته ضربات متتالية على صدرة وهو مازال ممسك بمعصميها: يا خاين يا غشاش عاوزه تطلقني وتتسرمح على مزاجك كنت بتعمل كده بقى من زمان وانا اللي كنت مغفلة وفكراك وفي ليا طلعت خاين وغداار
+
ترك اخيرا يديها متحدثا بصلابة: أنتي اللي اخترتي متلوميش الا نفسك يا فريدة أنا مش لعبة في ايدك عاوزه تقربي تقربي، عاوزه تبعدي تبعدي أنا أنسان وليا قلب ومشاعر مش جماد
قلت لك يا فريدة وحاولي تفهمي أنا المرة دي غير كل اللي فات أنا اديتك فرص كتير وسامحتك لكن خلاص كفاية لحد كده .. إلا لو رجعتي عن اللي قولتيه يا فريدة وعرفت كان سببه ايه ... اختاري دلوقت وأنا هنفذ؟
+
اخفضت بصرها في حزن وقهر يخيرها غافل عن النار التي تسكنها!
استدار عنها متحدثا بغضب: خلاص عرفت الجواب من غير ما تقولي بس متلمونيش بعد كده في اللي هعمله
+
لم تستطع قول شيء سوى دموعها وحزن قلبها الكبير
حقا لا تلوم الا نفسها خرجت تبكي والعبرات لا تتوقف وتشعر بأن نار اشتعلت بقلبها أكثر تكاد تختنق اسرعت تغادر بسيارتها تبتعد عن المكان كله
+
تابع خروجها بطرف عينيه ثم اسرع يطل من النافذة لعلم ماذا ستفعل وجدها تصعد سيارتها وتنطلق .. يتألم اضعافها .. لكنه لن يتنازل تلك المرة ..اغلق النافذة يفكر في أمر ما ...
1
-----------------------------------------
+
باكر لتشعر بالغثيان هذا ..
ترى الطعام امامها منفر ليس كسابق عهده ورائحته تخنقها تحاول التماسك امام ماهر حتى لا يفضح امرها ..لكنها فقدت السيطرة على نفسها فنهضت مسرعة للمرحاض تتقئ بشدة
+
نهض خلفها متعجبا ماذا اصابها وعندما رأها بتلك الصورة ناد الخادمة سريعا لتساعدها لم يشاء ازعاجها
لبت الخادمة طلبه على الفور
انسحب تاركا لها مساحة من الخصوصية لكنه ظل ينتظرها طويلا في غرفتها جالسا على الفراش
بعدما تحسنت صرفت الخادمة بحجة انها افضل وتريدها ان تحضر لها دواء للمغص فهي تتألم قليلا نفذت الخادمة طلبها واعطتها الدواء وكوب الماء انصرفت الخادمة وما كان منها الا انها وضعت الدواء داخل المرحاض وسكبت الماء خلفة وضغطت حتى يسحب الماء الدواء تنهدت بعدها براحه فالحيلة تمت بنجاح وضعت الكوب على الرخام الاسود وتطلعت لنفسها في المرآة تشعر أن هناك شحوب بعيد يظهر عليها
غسلت وجهها جيدا، تشعر بالارهاق لكنها اجبرت نفسها على وضع مكياچ خفيف يخفي شحوب وجهها حتى لا يلاحظ ماهر شيء وقد كان فعلت هذا وخرجت تسير بهدوء ..لم تجده في الخارج ظنت انه غادر فحمدت الله على ذلك واسرعت لغرفتها دخلت لكنها فزعت عندما رأته يتوسط فراشها جالسا
+
تعجب فزعها فنادها بأسمها لتهديء: جمااانة!
ثم اتبع في تروي: مالك أنتي اتخضيتي ولا ايه؟!
وضعت يدها على صدرها قليلا وهي تتطلع له وقالت ببطء وهي تدلف بخطوات وئيدة: فكرتك خرجت رحت الشركة معرفش أنك لسه هنا، وبعدين مجاش في بالي أنك ممكن تكون في اوضتى وتذكرت امر الدواء الخاص بالحمل فكادت تسقط ارضا حاولت التماسك ثم رفعت عيناها سريعا للمكان الموضوع به الدواء تراه هل مازال مكانه هل رأه وكشف امرها؟
لكنه بنفس موضعه تنهدت براحة لكن مازال القلق يسيطر عليها وهي لا تعرف سبب وجوده هنا الان تحديدا؟!
+
نهض ماهر فشعرت بتوتر يتملكها حاولت اخراجه على شكل بسمة صغيرة
اقترب يرفع يده لوجهها يتحسسه بحنان متحدثا: أنتي تعبانة؟!
رجفه اصابتها من ملمس يداه كخدر سرى بجسدها من سطوة حنانه التي ما أن اقترب منها بهذا الشكل تتجمد كل حواسها حتى انفاسها تثقل بقربة تتباطيء وكأن رئتيها لا تجدان الهواء الكافي في تلك اللحظة
تلعثم اصابها خوفا وشيء آخر تسمية اضطراب لكن هناك معاني بعيدة تنكرها او مازال قلبها لم يتعرف على رموز شفرتها بعد
تحاول ابعاد عيناها عنه قدر الامكان تهرب واخيرا خرج صوتها وهي تبتعد عنه بقدر لا بأس به: أنا كويسه بخير ممكن اكون خدت شويه برد في معدتي بالليل
طب اطلب لك دكتور؟ سألها بقلق
انتفضت تهتف: لا دكتور ايه الموضوع مش مستاهل
دكتور انا انا خدت دوا ودلوقت هبقى كويسه.. متخافش
اقترب منها مجددا وللاسف اصبح يثق بكلماتها طبع قبله حانية على جبينها وغادر دون اضافة شيء
+
تابعت خروجه من الفيلا اخيرا زال الضغط وتنفست الصعداء فوجوده أصبح يثقل كتفيها .. تفكر لابد من أن تجد مشكلة او سبب للخروج من الفيلا دون رجعه تريد أن تجد سبب قوي تبتعد من اجله دون أن يكتشف ما تخفي
في الامور العادية كان وجود انثى كفيل ببعدها لكن هذا السبب لن يجدي نفعا معها لابد من وجود سبب آخر
+
تطلعت للحديقة ولإيفان بتركيز
تعلم جيدا أن ماهر يحبه .. ستستغل هذا لتفسد الامر
قررت ما ستفعل فليس امامها خيار آخر
+
-----------------------------------------
+
علمت ميس من حنة كل ما حدث بالامس وبالطبع لم تكن تعلم كلتهما ان آذار يعلم هو الآخر
فكرت ميس في استغلال الموقف لابعادهما .. فقررت اخبار آذار وسط كلام عادي بشيء تعلم جيدا أنه لن يروقه
وقد كان.......
عارف يا آذار أنا مبسوطة لحنة اخيرا لقت انسان يستاهلها بجد.. عقبالك أنت كمان يآذار
الكلام مفاجئ كضربة مطرقة لحظات يحاول استيعاب ما قالت واخيرا هتف متساءلا: اكيد مرجعتش لخطيبها
ابتسمت بسمة صفراء متحدثه: لا خطيبها دا انسان مش كويس لكن دكتور أنس حاجة تانية بجد فرحانة ليها اوي
+
الكلمات تظهر هينة لكنها كانت مزعجة لدرجة انه شرد فيما حدث أمس بكل تفاصيله ولم يعد يستمع لما تقول وتثرثر حتى نادته كثيرا فعلمت ان كلماتها اتت ثمارها فتركته يعيد ترتيب حسباته ربما كانت هي احدى اهتماماته قريبا
+
وعلى الجانب الاخر تقف تشعر بالراحة لقد انعم الله عليها بأن يأتي من ظلمها وجرحها ليطلب عفوها، جاء المغرور يطلب عودتها لكن متى بعد أن قطع كل الاحبال بينهم ظلت تتمسك بكل ما يمزق حتى سأمت فتركتها كلها لتجد انها من الاساس ممزقه جميعها و لم تكن يوما صحيحة كانت خدعة
+
وكلمات ميس تدور في رأسه
هو رأى شخص آخر يقف معها بالامس بالطبع هو أنس من جاء يدافع عنها .. كم كان غبي
+
اليوم يمر .. الاجتماع .. وآذار شارد حزين على غير عادته .. عاد للبيت مازالت زوجة ابيه في بيت اهلها لم تعود ولن تعود الا بمغادرته فهذا شرطها .. والده رافض لكنه يعلم في قراره نفسه انه بحاجة لزوجته .. يتألم على حاله كم هذه الحياة قاسية .. على فراشه بعد طعام لا يأكل من الاساس صنعه والده لهما .. يفكر في ما يحدث معه، فحياته ككتاب اوراقه كلها ممزقه اصلحها لن يفيد كثيرا ..
+
قرر ان يحادث صديق له يعطيه ولو غرفة في شقة يأجرها لطلاب الجامعة فهو لن يستطيع دفع ايجار شقة كاملة الان وخصوصا انه يساعد والده بجزء من راتبه لن يستطيع منعه عنه وجمعية دخلها منذ شهر ربما عند استحقاقها يفعل بها شيء مناسب
+
وحنة سيبتعد عنها .. طالما هناك شخص آخر تحبه لن يعيش نفس التجربة السيئة التي مر بها سيتعلم من اخطاءه رغم انه في المرة السابقة لم يخطيء في شيء الا انه سلم قلبه لفتاة لا تستحق دمرته وغادرت حياته تقف على رمادها دون ان يرف لها جفن
+
-----------------------------------------------
+
ظل عدلي ينتظر رجوعها
لم يغادر ولم يستطع فعل ذلك الا بعد أن يطمئن على وصولها حاول التماسك الا يذهب وراءها يخبرها انه يحبها وسيفعل ما يرضيها لكن هذه المرة كرامته تشكو مما تفعله به كل مرة تقف حائل عن الرضوخ لما تقول
+
تدور بالسيارة وسط الشوارع لا تعلم وجهتها ولا تعلم كم المدة التي استغرقتها في ذلك حتى اخيرا توقفت امام حديقة صغيرة للاطفال ..
نزلت وقررت الدخول ..
تعجب من قطع لها التذكرة دخولها دون طفل ومن الواضح عليها البكاء
+
اختارت مكان بعيد منعزل .. تفكر هل عدلي لم يكتب من نصيبها يوما ..لذلك كل الظروف تبعده عنها .. ام انها ضعيفة لتستسلم لتلك الظروف .. تفكر لكن عندما جاءت صورته مع الفتاة امامها استشاطت غضبا وقررت البعد عن كل الرجال حتى هو
ستعود لعملها وللمنصب الجديد ستكرث حياتها للعمل فقط ولان تصبح اشهر طبيبة في مجالها
نهضت اخيرا تقرر العودة لبيتها بعد يوم كان مرهق حد الاعياء
+
عندما رأى سيارتها عادت .. اطمئن اخيرا
ثم بعث البواب بهاتفها كحجه ليطمئن عليها
عاد البواب واخبره انها هي من اخذته كان يريد أن يسأله اكثر لكنه استحى فقرر الصمت وترك الامر لله وهو يعلم جيدا أن الله لن يضيعه
-----------------------------------------------
+
اليوم التالي ..في المكتب ..
تناولت الملف و ذهبت لتعطيه اياه .. لا تعلم عن مكنون نفسه شيء
اخذه ومازال حزين رغم أنه قرر وانتهى فلتخرج من حياته الان بأقل الخسائر والآلم.. تخبره ببعض النقاط فلاحظت طريقته الغير معتاده ونظراته الخاطفة وكأنه يخشى شيء فسألته بعفوية: أنت كويس؟
تطلع لها بصمت تساءله حاله وهي جزء كبير فيما يمر به من سوء ..ابتسم متحدثا يحاول اخفاء المه: طبعا كويس، أنتي كويسه؟!
يرد السؤال قصدا ام شيء من المجاملة لا تعلم لكنها اجابت بتردد: الحمدلله كويسه
+
مبرووك قالها بغيرة، ببسمة نارية لم تلحظها
تعجبت كلمته فسألته لتفهم ما السبب: مبروك على ايه؟!
-على العريس قالها بحسرة
عريس؟! قالتها مستنكرة
اتبع بصوت هاديء: الدكتور أنس
ماله أنس؟! مش فاهمة قصدك ايه ممكن توضح؟!
شعر بالغيظ يريد اعطاءها كف كالمخبرين لتخبره كل شيء لكن ما اشعله حقا انها ترفع التكليف وتناديه أنس هكذا دون القاب يشعر بأن هناك قرب بينهم لن يستطع الصبر طويلا
فقال بصوت مؤكد لينهي الحوار: ميس قالت لي أن في مشروع جواز قريب قلت ابارك لك
اتسعت عيناها تفكر فيما قال؟ ميس وزواج قريب من أنس؟! كيف ذلك؟!
+
عبست متحدثه بصوت شارد: اكيد فهمت غلط مفيش حاجة من دي دكتور أنس اخ مش أكتر!
يعني ايه مفيش حاجة بينكم بقول لك ميس قالت لي!
تشعر بالتيه فهتفت بتردد: ما هو ده اللي مستغرباه ليه ميس قالت حاجة زي دي وهي عارفة ان مفيش حاجة بينا اصلا؟! .. أنس اخو صحبتي الوحيدة وزي اخويا وهي عارفة كده!!
+
عبس هو الاخر يفكر لما فعلت هذا حقا بالطبع هناك خطأ لكنه طرد كل شيء خلف الان وهو يراجع تفكيره انها الان دون روابط فحمحم متحدثا: يعني إنتي مش مرتبطة بيه
اجابته بعفوية: لا
اتبع بفضول قاتل: ولا بغيره
اجابته بتعجب اتبعه اتساع عيناها الجميلة: نعم!!
هز اكتافه قليلا متحدثا: مجرد سؤال
ابتسمت دون ارادتها وانهت معه الملف وقبل أن تغادر قالت بصوت هاديء: مجرد جواب لا
غادرت تكاد تضرب نفسها بالحذاء على كلمتها الخرقاء .. ماذا سيقول عنها الان .. ظلت تلعن نفسها كثيرا حتى عادت فأول شيء اخرجها من تلك الحالة هو سؤال ميس الغريب: كنتوا بتقولوا ايه؟
-هااااااا!! كان جوابها الابله مع تعجب شديد لكنها تداركت نفسها الان بدأت تشعر اهتمام ميس بحياتها ليس شيء طبيعي فالتتأكد
لذا سألتها دون تمويه: هو أنتي قولتي حاجة لآذار عني
تغير وجهها وتبدلت ملامحها وسألتها دون جواب: هو قالك حاجة؟
لا .. كان جواب حنة الكاذب .. لتتأكد وها قد تأكدت من ظنونها .. لكن الاهم الآن لديها لما فعلت ميس ذلك لما قالت اشياء لم تحدث ولم تخبرها ايااها
تتطلع لها تسأل نفسها تلك الاسئلة لا تعلم جوابها وغير قادرة على مواجهتها في تلك اللحظة .. لكنها ستحاول معرفة الامر
ابتعدت ميس تفكر هل اخبرها آذار شيء .. لكن إن اخبرها لما تصمت؟! .. فالطبع لم يخبرها شيء
+
بينما آذار شعر بإنفراجه كبيرة عندما علم انها غير مرتبطة وكأن صدره اتسع مئات المرات فرحة صغيرة تملكت قلبه النقي .. وعاد ليفكر بها من جديد .. يعلم أن الامر صعب لكن ليس هناك مستحيل!
+
------------------------------------------------
+
عاد للعمل ولم يحاول الذهاب لها منذ الصباح تشعر بالغضب منه لكنها ستعلمه كيف يفعل بها ذلك لكن كل شيء له وقته فلتعود المياة لمجاريها ووقتها تفعل ما تريد
ذهبت له بكامل اناقتها تتهادا في مشيتها حتى وصلت مكتبه تقف امامه الآن دون حديث
عرفها قبل أن يرفع عيناه فرائحتها وصلت قبلها بإعوام
اخيرا رفع عيناه عن الورق متحدثا بصلابة: وقف ليه كده؟
اظهرت الحزن على محياها وقالت بصوت ملتاع: وحشتني يا وسام .. هنت عليك المدة دي كلها
تنفس بقوة تحتاج ما تعطيه اياه بقوة يحاتجه الان تحديدا .. فليذهب كل شيء للجحيم وليشعر بسعادة اللحظة .. نهض واستدار ليواجهها متحدثا بصلابة بعض الشيء: أنتي السبب يا مونيكا وأنتي عارفة كده كويس
+
حتى لو غلطانه ده ميدكاش الحق إنك تبعد عني
يعني أنتي عاوزه ايه دلوقت سألها مباشرة
فاجبته تلقائيا: صالحني!
-اللي هو إزاي؟
معرفش يا وسام لكن بعدك عني بالطريقة دي وجعني اوي انت متعرفش أنت عندي ايه، أنا بحبك يا وسام
اوصلته للمكان الذي يريد سيفعل وقتها ما تطلب: خلاص يا مونيكا متزعليش والموضوع ده نقفله خالص للابد
يااااريت قالتها براحة ولهفة
ابتسم لها متحدثا: طيب عزومة حلوة النهاردة تنفع مصالحة
ضحكت وهي تخطف القلم من بين يداه متحدثه: هفكر
+
تتمايل وضحكتها ترن في الارجاء ..
طار عقله خلف ابتذال وضيع .. انساه كل شيء في لحظة
فعلت ما ارادت بكل سهولة وعاد لها كما تمنت كم هو ضعيف امام شيئين باتت تعرفهم جيدا
3
---------------------------------------------
+
دخلت اليوم أماكن كثيرة تجهل معظمها لكن مركز التجميل يعد أكثرهم جهلا بالنسبة لها ولسوء الحظ هو تابع لاحدى اقارب كيان والتى ما ان رأته رحبت به كثيرا
تقف ضحى تكاد لا تفقه شيء عن ما حولها فرغم مستواهم المادي المرتفع ما كانت تدخل اماكن كتلك ولا تفعل لبشرتها او شعرها شيء كثائر بنات جيلها
كله شيء بها طبيعي وهذا ما اكدته لها قريبة كيان وهي تقترب منها متحدثه بشيء من اللطف عندما وجدتها مترددة فلاحظت ان ليس لديها خبرة: بشرتك بيور جدا زي البيبي بالظبط ماشاء الله
شعرت ضحى بالخجل وكأن رجل من يغازلها لا سيدة مثلها ولم ترد مدحها ولو بكلمة واحدة
+
تدخل كيان متحدثا بمرح: .بصي بقى هي عروسة شوفي كل اللي بيتعمل بشرة وجسم وشعر والمناسب طبعا اعمليه يا لوليتا أنا بثقك فيكي جدا
طبعا يا كيان هعما لها اللازم كله واكتر كمان أنت عارف غلوتك عندي زي اخويا واكتر
طبعا عارف وعشان كده جيت لك مخصوص
حبيبي يا كيان ربنا يتمم لك بخير
تطالعها ضحى بضيق فطريقتها و ثوبها كل شيء بها رائع شعرت بغيرة غير محبوبة جعلتها تتركهم وتتخذ جانبا بعيدا تشعر بالضيق تشعر أنها اقل منها بكثير والتفتت تتطلع لبنات آخرى ذات العشرين هناك .. تتطلع لهم بغبطة كانت تتمنى لو أن تكون مثلهم
انهي كيان معها الاتفاق واقترب يلوم ضحى متحدثا: ليه مشيتي وسبتيني واقف معاه .. مش حلوة منك الحركة دي احرجتيها يا ضحى واحرجتيني
هتفت ببعض الحزن: سبتك معاها تتكلموا برحتكم الحق عليا .. هي قريبتك بردة وممكن تتضايق من وجودي
تطلع لها متعجبا فكلماتها غير منطقية بالمرة لا يفهم ما بداخلها فهتف متعجبا: حتى لو قريبتي ايه دخل ده في التصرف الغريب اللي عملتيه
عاوز تقول ايه يا كيان إني قليلة ذوق مش كده؟!
ابتعد عن المكان فتوقف عن السير متحدثا: لا اله الا الله أنا مقولتش حاجة يا ضحى ومش معنى إني بلومك على تصرف غلط يبقى تتهربي من الاجابة بحجج وكلام ملوش لازمه
ان بسأل سؤال وعاوز اعرف اجابته ليه احرجتيي واحرجتيها كدا
بكت متحدثه غيرت منها
تعجب كلمتها فتحدث بعدم فهم: غيرتي منها .. ليه ايه اللي حصل يخليكي تغيري
معرفش يا كيان وارجوك كفاية ..أنت سألتني وقلت لك الحقيقة
زفر كيان وهو يتقدم يفتح لها باب السيارة متحدثا: اطلعي يا ضحى
صعدت السيارة وهو خلفها يشعر بالغضب منها لكنه تراجع بعد بكائها ظلت تبك مدة حتى توقفت من نفسها تحدث بعدها بهدوء: لو شايفة أنك صح خلاص
بس فعلا انتي احرجتيها بلاش تتصرفي بطفولية يا ضحى أنا كبار وناضجين بما يكفي .. يمكن احلى حاجة فيكي برأتك بلاش تضيع
نظرت له بلهفه ولوعه .. يمدحها ويطلب منها الا تتغير لكنه في ذات الوقت لا ترضيه
معادلة غير مفهومة .. لكنها تطلعت لعيناها وشردت بعيدا .....
+
يتبع
التأخير لان كانت لسه المشكلة عندي في الحساب، قراءة ممتعة
+