اخر الروايات

رواية خلف الظلال الفصل التاسع والعشرين 29 بقلم يسرا

رواية خلف الظلال الفصل التاسع والعشرين 29 بقلم يسرا

الفصل التاسع والعشرون


صعدت هاله بعدما انتهت من اطعام اولادها الى غرفتها بالطابق العلوى ولم تقابل سالم مره اخرى

دخلت الغرفه واتبعها الصغار واخذت تتفحص محتوياتها

ففتحت الخزانه لتجدها عامره بالملابس الانيقه

ووضعت على المنضده افخر انواع العطور وادوات الزينه

ولكنها على الرغم من ذلك شعرت بالاستياء والحنق الشديد من سالم ..

فقد اعد العده لخطفها وابقائها معه دون ارادتها ..

ايظن انه يستطيع شرائها ببضعه ملابس وعطور؟؟!!!

لم تدرى هاله لما هى تعانى التخبط فى مشاعرها تجاهه ؟؟

فتاره تشعر بالحب نحوه .......عندما تكون الى جواره

وتاره اخرى تشعر بالنفور منه........ عندما تبتعد عنه.....

وتعلل لنفسها ان رغبتها فى البقاء الى جواره هو احتياج الانثى وليس اكثر

جلست هاله على الفراش تتأمل الجدران الناصعه البياض بشىء من السخريه ....فى حين ان واقعها يطغى عليه اللونين الاسود والرمادى ولا وجود للون الأبيض فيه

سوى من ركن صغير لونته ايادى الصغار بشتى الوان الطيف ...

تنهدت هاله والتفت الى جوارها فوجدت طفليها قد استسلما لسحر النوم على ذاك الفراش الناعم الوثير وغطوا فى نوم عميق

فدثرتهم هاله بالاغطيه جيدا وخرجت الى الشرفه لتستنشق بعض نسمات الهواء البارده

وجالت بعيناها فى حديقه الفيلا لتجد رجلين يجلسان فيها وقد حملو الاسلحه.... فشعرت بالرهبه داخلها

فتراجعت خطوه للخلف ودخلت الغرفه مره اخرى بعد ان اوصدت باب الشرفه باحكام

واتجهت الى باب الغرفه وفتحته ونظرت يمنه ويسارا ولكنها لم تر شيئا فخرجت وسارت بخطوات بطيئه لتستطلع باقى الغرف المجاوره

وارهفت السمع علها تسمع اى صوت ...اى كلمه تطمئنها على وجود سالم من عدمه ..

ولكن الصمت كان له الوقع الاعظم فى ارجاء الفيلا

فاتجهت الى الاسفل الى غرفه المكتب التى اقتادها لها سالم منذ قليل وطرقت الباب بخفه ولكنها لم تجد اجابه

فدخلتها بسرعه واغلقت الباب وبحثت عن هاتف لتقوم بالاتصال بامانى ...فلابد انها احترقت قلقا عليها

حتى عثرت على هاتفا نقالا بالفعل

فاتصلت بامانى و اتاها صوتها قلقا : الو

ردت هاله بفرح : الو ..امانى

صرخت امانى : هاله ..الحمد لله ..طمنينى عليكى وعلى الاولاد ..هند قالتلى ...انتى فين

شعرت هاله بالمفاجئه فلم تتوقع هذا التصرف من هند بعد خستها معها فقالت بهدوء : ماعرفش انا فين بس انا كويسه انا والولاد..اطمنى

امانى متعجبه: يعنى ايه ماتعرفيش انتى فين ؟

تنهدت هاله وقالت قانطه: زى مابقولك انا فى مكان بره القاهره... فين ماعرفش .

عندها دخل سالم الغرفه ونظر لها نظره جمدت الدم فى عروقها

فتمنت هاله ان تنشق الارض وتبتلعها فاقترب منها بخطوه سريعه واختطف الهاتف منها ووضعه على اذنه

فسمع امانى تقول :على العموم اطمنى ..انا كلمت المقدم حاتم وهوا عرف وقالى انه هيتصرف ..الو ..الو ..هاله ...الو

اغلق سالم الهاتف وقبض على ذراع هاله وقال لها : انا قولتلك ايه قبل كده ...قولتلك انا بتعامل معاكى بالحسنى ..ليه تضطرينى انى أذيكى ..مين دى ؟ كنتى بتكلميها ليه ..انطقى

تساقطت العبرات من عينيها بغزاره وقالت بصوت مرتجف : دى امانى اللى قاعده معاها... والله ما قولتلها حاجه هيا طلعت عارفه ..انا كنت بطمنها عليا بس

خفف سالم من قبضته ولكنه اتبع بصوت صارم : وهيا عرفت منين ؟

نظرت له هاله خائفه ان تجيب فقالت بعصبيه : عرفت وخلاص

صرخ سالم بوجهها وقال لها : ماتنططيش العفاريت الزرق قدامى يا هاله ..عرفت منين ؟؟

اجفلت هاله واستسلمت سريعا : من هند ..هند قالتلها

ترك سالم ذراعها ونظر لها مليا ولمح عبراتها المتساقطه فشعر بالضعف امامها

فقال بصوت مضطرب : خلاص .خلاص بقى ماتعيطيش ..

ثم استجمع شتاته وقال بعزم : بس هيا لو ماكنتش عارفه كنتى هتقوليلها مش كده ؟

ردت هاله نافيه : انا كنت هطمنها عليا مش اكتر...لكن والله ماكنتش هجيبلها سيره ...يعنى هيا فى ايديها ايه تعمله ..عشان اقلقها على الفاضى

قال بعند : وماقولتليش ليه ؟

هاله : خفت ترفض ...ثم اقتربت منه وقالت بتوسل : سالم ..ارجوك سيبنى امشى ..

لمعت عيناه بغضب وقال لها : تمشى ....عشان ترجعى للظابط ..يقوم يدبسك فى قضيه ولا تشهدى معاه ..هوا يترقى وياخدله 30 ...40 اهيف ..وانتى يجرالك حاجه انت وولادك ...

هاله برجاء: هوا قالى انه هيثبت براءتى ويرجعلى فلوس الكفاله اللى المحكمه اخدتها فى قضيتى

سالم هازئا : وكانو كام ان شاء الله

هاله بعند: مش مهم كام ..المهم انهم حلال ..

سالم ببرود: انتى تشيلى الموضوع ده من دماغك خالص ....فلوس الدنيا مش هتعوضك عن واحد من عيالك لو جراله حاجه

هاله قانطه: طيب انا هفضل قاعده هنا اعمل ايه بالظبط

سالم بعصبيه: مالكيش فيه ...انا هتصرف

هاله بهدوء: تتصرف ازاى ؟ ماتفهمنى طيب

سالم بصوت صارم: قولتلك هتصرف ومش عايز كلام كتير فى الموضوع ده ومشيان مش هتمشى.... واتفضلى دلوقتى اطلعى اوضتك ماشوفش وشك براها... ولو عوزتى حاجه اندهى اى حد يعملهالك

هاله متهكمه : حد من اللى شايلين سلاح فى الجنينه

نظر لها سالم بقسوه وقال : لاء مش دوول ....دول شغلتهم الحمايه

اقرت هاله : انا ساعات ببقى خايفه منك اووى ...

اقترب منها سالم وقال لها مستنكرا : وانتى شايفه فى ايدى سلاح رافعه فى وشك يا هاله ؟

هاله مؤكده: لكن معاك سلاح دلوقتى صح ولا غلط

زم سالم شفتيه وقال : الامر مايسلمش ...وانا عمرى مامشيت منغير سلاح

هاله : وعندك استعداد تقتل اى حد بيه

سالم : اللى يحاول يأذينى ...ولا اسيب نفسى لده ولده ينهشوا فى لحمى ...

هاله بعند: يابخت من بات مظلوم ولا بات ظالم

سالم متململا: المثل ده للضعاف ...وانا مش ضعيف ...وبعدين كفايه بقى كلام فى الموضوع ده ..فكرك انا ماحاولتش اتغير ..حاولت ..وكتير كمان ...لكن دايما كانت بتطلع حاجه ترجعنى للى فات ..ده قدرى وانا راضى بيه ...ومرتاح كده ..الدور والباقى عليكى انتى ..مش عارفه انتى عايزه ايه ...مش عايزه فلوس عادل لكن كنتى عايشه معاه ..طلعتى من السجن والمفروض تقولى ياحيطه دارينى بتجرى وره المشاكل ...عايزه تساعدى الظابط ...ونسيتى حمايه ولادك ...

ثم اقترب منها وحدق فى عيناها وقال بصوت حميم منخفض:وبتحبينى ...ومش عاوزه تتجوزينى ...وانا بحبك وعايزك ..وعايز نسافر ونبعد عن كل القرف ده ونبتدى صفحه جديده ...قولتى ايه ؟

شعرت هاله بأنها منومه مغنطيسيا بفعل كلماته الساحره ونظراته التى اخترقت حتى عظامها...

وسرحت بعيدا فى عالم وردى يملئه الامل والتمنى ...فقالت بانفاس متهدجه: موافقه

ابتسم لها سالم ابتسامه سحرتها ودججت خديها بحمره الخجل

واقترب منها حتى التصق بها وهم ان يقبلها وكادت ان تستسلم له لولا رنين الهاتف قد تصاعد فحثها للقفز خطوه للوراء

فنظر لها سالم نظره ماكره وقام بالرد على الهاتف بغيظ : الو

عندها اتاه صوت حاتم قائلا بتحفز : كويس ان انت اللى رديت

عقد سالم حاجبيه ونظر لهاله فأمرها باشاره من يده ان تخرج من الغرفه ...فعبست هاله

فرمقها سالم بنظره حاده فتراجعت للخلف واطاعته وخرجت واوصدت الباب خلفها

فقال سالم بمكر: مين معايا؟

حاتم بخشونه: انا المقدم حاتم ياسالم ..فاكرنى طبعا

سالم متهكما: اظن

حاتم مغتاظا : انا بحذرك يا سالم لو لمست شعره من هاله اوعدك هيكون اخر يوم فى عمرك

اتبع سالم بنفس طريقته الساخره :ويااااترى بعد ما نجيب المأذون انا وهيا ..هتفضل عند وعدك

شعر حاتم بالصدمه قد رجت عالمه وحاول استجماع كلماته وقبل ان يفعل كان سالم قد انهى المحادثه واغلق الهاتف ..فحاول حاتم الاتصال مجددا بالهاتف فوجده مغلقا

جلس حاتم الى مقعده واخذ يفرك رأسه بترتر تام ...وبعد قليل اتصل به احد المخبرين القائمين باعمال المراقبه امام المعرض واخبره بدخول سياره رباعيه الى داخل المعرض

فسأله حاتم : جوه المعرض نفسه ولا فى الارض اللى حواليه ؟

رد المخبر قائلا : لا يا حاتم باشا ..دخلت المعرض نفسه

شعر حاتم بالحيره واجاب : طيب المهم تركز لو لقيت حركه جماعيه ....مفهوم

قال المخبر مذعنا : مفهوم يا حاتم باشا

عقد حاتم حاجبيه ...واخذ يفكر فى الاخبار التى حملها له سالم ..وطمئن نفسه انه قد يكون كاذبا ...فمن المستحيل ان تكون هاله قد قبلت عرضه بالزواج فى ظل تلك الظروف وحتى ان وافقت فلابد انها فعلت تحت ضغط منه ...

وماهى الا ساعات معدوده تفصله عن القبض عليه حيا كان او ميتا ....عندها سيحرر هاله من قبضته


وفى تمام العاشره مساءا كان حاتم برفقه رفيق وفرقه من افراد الشرطه على مقربه من بوابه القاهره فى طريقهم للعين السخنه..متخفين جميعهم فى هيئه مدنيه

وورد الى حاتم اتصالا من احد مخبريه اخبره فيها بتحرك السيارات الاربع فأمرهم بأن يتبعوا السيارات دون ان يشعر احد بهما

الا ان وصلت السيارات الاربع الى بوابه القاهره فأتبعهم حاتم ورجاله طيله ساعتين



وفى الفيلا كانت هاله فى غرفتها برفقه ابناءها يشاهدون قناتهم المفضله

وظلت هاله تذرع الغرفه ذهابا وايابا ...

وقد تصارعت الافكار والخواطر داخلها حتى ظنت انها واقعه تحت سحر من سالم ..

ايعقل ما يفعله بها هذا الرجل ؟؟؟

كيف استسلمت له بهذه البساطه ..كيف رضخت له تحت قوه نظراته ودفء همساته !!!..

كيف تهاوت جدران صرح المنطق واعمدته.... تحت اغراء من كلمات بوعود لمستقبل قريب كان او بعيد..

حاضرا كان ام غائبا ..حقيقه كان او محض خيال ..


تنهدت هاله وظنت انها على حافه الجنون

فخرجت الى الشرفه لتستنشق هواء الليل علها تهدأ وتفكر جيدا ...

ولكن مجهودها ضاع هباءا ...وذهبت احلامها بالتفكيير المنطقى العقلانى ادراج الرياح

عندما رأته يذرع الحديقه ايابا وذهابا ....

وتساءلت داخلها هل يشعر بالقلق هو الاخر ..هل يفكر فيها كما تفكر فيه ؟

وماهى الا لحظات حتى اتاها الجواب بالنفى القاطع ...هازئا منها وبقوه

فقد كان يتجول بالحديقه انتظارا لاحدهم ...ويبدو انه حضر فقد هم بالترحيب به بحراره بالغه

سار معه الضيف الى الداخل واتبعه حفنه من الرجال

ولم تتمكن هاله من رؤيته جيدا الا انه كان يرتدى زيا قوميا لاحدى الدول العربيه الشقيقه ..

واتجهت هاله الى باب الغرفه وفتحته قليلا وسمعت عبارات الترحيب من سالم قائلا : اهلا ..اهلا ..نورت مصر ياعزيز ...

رد المدعو عزيز بلكنه شاميه :مصر منوره بأهليها

دخلت هاله الغرفه واغلقتها وقد ساورها شعور بالخوف والقلق مما يجرى بردهه الفيلا بالاسفل

وطلبت من اطفالها الخلود للنوم فقد تأخر الوقت ..فرد الصغير عمرو : هوا احنا عندنا مدرسه بكره يا ماما ماتسيبينا نسهر شويه

قالت هاله بهدوء: مافيش مدرسه صحيح بس لازم نحافظ على نظامنا ...عشان ماتغلبنيش فى الصحيان بدرى بعد كده

اطاعها الصغيران واخلدا للنوم فى غضون ساعه

وخرجت هاله للشرفه ريثما اخلدا طفليها للنوم وظلت فيها لبعض الوقت حتى لمحت حارس الفيلا وهو يهرع الى البوابه ويقوم بفتحها ودخلت 4 سيارات ارض الحديقه واصطفت داخلها

وبعد قليل رأت "وليد" وهو يترجل من احدى السيارت وقد اشار بيده لاحدى الرجال وتبينته هاله ...انه نفس الرجل ذو البزه السوداء الذى حملها على ركوب السياره صباح ذلك اليوم ....

دخل وليد الفيلا ورأت هاله ذاك الرجل وقد خرج من البوابه واتجه الى سياره متوقفه على بعد 3 امتار خارج اسوار الفيلا وقد استقلها وظل بداخلها دون حراك

شعرت هاله بأن هناك شىء ما يجرى بالاسفل ....

ايعقل ان يكون سالم يتمم احدى صفقاته المشبوهه ؟؟

لابد ان ذلك مايحدث بالفعل ...فوجود "وليد" اكد لها ظنونها ...

شعرت هاله بالاستياء والحنق الشديد فقد كان مسلسل خداع سالم لها مستمرا ...

كيف يحدثها عن فتح صفحه جديده لحياته ظهرا وما تمضى سوى ساعات قلائل حتى يقوم ليلا بالاتجار فى المخدرات

ورددت داخلها : ابو بالين كداب

قررت هاله استغلال فرصه مايحدث بالاسفل ومغادره الفيلا على حين غفله من سالم

ولكن كيف فقد يلمحها احد الرجال وهم كثر فعددهم يفوق العشرون رجلا ...

فقد جاء الزائر وحده بعشره على الاقل معه !!!

فتحت هاله الخزانه واخرجت خفا مرنا يساعدها على الحركه بسرعه ودون احداث صوت وارتدته ....

ونظرت الى ابنائها النيام وعبست ...هل توقظهم ام تنتظر لتستطلع الاجواء بالاسفل اولا ؟

فقررت استكشاف المكان بالاسفل اولا ..فلعله لا يكون آمنا

خرجت هاله من الغرفه وسارت ببطء وحذر

ولمحت احد الرجال وهو يخرج من غرفه الصالون فتراجعت سريعا للخلف

وبعدها خرجوا جميعهم بما فيهم سالم وعزيز الى الحديقه الاماميه واضحى المكان هادئا خاويا

فاتجهت هاله الى الغرفه بسرعه فائقه واوقظت ابنائها وطلبت منهم ارتداء احذيتهم بسرعه وعدم احداث اى صوت مطلقا وشددت على عمرو بالصمت التام

وخرجت هاله برفقه الصغار واتجهت للاسفل بسرعه وحذر وانفاس محبوسه للاسفل

وقررت التوجه للحديقه الخلفيه والقفز من على السياج والهروب بعيدا


اما سالم فقد كان يقف منتظرا ان ينتهى رجال عزيز من اختبار بضاعته المحظوره بشىء من السأم

الذى تحول الى شعور بالحيره عندما عبس الرجل غاضبا وقدم حفنه من البضاعه الى عزيز وهو يقول : مغشوشه

تحفز سالم ورجاله ...وقال سالم غاضبا : نعم ؟؟يعنى ايه ..ايه ياعزيز ..انت جايبه منين ده...

عقد عزيز حاجبيه وقام بشم الحفنه بحذر وتذوقها بطرف لسانه

حتى قال لسالم غاضبا : ايش هاد ...دقيق وسكر ...عم تمزح معى يا سالم ....تبغينى اشترى دقيق وسكر بعشرين مليون ..ترى انتا اتجنيت صح ؟

عبس سالم واقترب منه وقبض على الحفنه بنفاذ صبر... حتى وجدها بالفعل مسحوقا من الدقيق والسكر

فانطلقت عيناه بشرارت من نيران باحثه عن وليد الا انه لم يجده ....

فقد اختفى كأنه لم يكن

فأخرج سالم سلاحه وامر رجاله بالبحث عنه

واخرج رجال عزيز اسلحتهم ظنا منهم ان سالم يقوم بخدعه للاستيلاء على المال وتأهبوا لاطلاق النيران

واثناء تلك الاحداث المتعاقبه كانت هاله قد وصلت للحديقه الخلفيه ولكنها وجدت ان حافه الجدار محميه بقطع من الزجاج الحاده
ولم تتمكن من تسلقه

فسارت الى جوار الجدار حتى وصلت للحديقه الاماميه على امل منها ان يكون الرجال قد غادروها للداخل مره اخرى

ولكنها تفاجئت بسالم ورجاله وزائريه وفى حوزتهم الاسلحه وقد صوبوها تجاه بعضهم البعض

فأنطلقت داخلها صرخه مكتومه وقبضت على اطفالها بقوه الى حضنها وتراجعت للخلف

وقطع سكون الليل اصوات سيارات الشرطه.... فقد وصل حاتم ورجاله الى الفيلا

وماهى الا دقائق حتى اقتحمت الشرطه الفناء الخارجى وقال حاتم بصوت آمر : ارمو السلاح ..الفيلا محاصره بالكامل...

فانطلقت اسلحه عزيز ورجاله تزأر بغضب من الخديعه الماكره التى وقعوا فيها تجاه سالم ورجاله وللشرطه ايضا

وردت اسلحه سالم ورجاله فى محاوله للدفاع عن نفسهم

فصرخت هاله وطفليها ...وجريت باتجاه الفيلا لتحتمى هى واطفالها من سيل الرصاص المنهمر

حتى قبضت يد عزيز على عمر الصغير ليتخذه درعا بشريا ضد اسلحه الجميع

فصرخت هاله بقوه : عمر ...ابنى

فخطى سالم بقفزه واسعه باتجاه عزيز الذى حاول الفرار بعمرو وقطع عليه الطريق ..

فأطلق احد رجال عزيز الرصاص عليه فسقط على الفور

واستطاع حاتم القبض على عزيز من الخلف وصوب مسدسه الى رأسه فاستسلم الاخير ورفع يده لاعلى وترك عمر يفلت من يده

وتمكن رجال الشرطه من السيطره الكامله على ارض المعركه والقبض على جميع الرجال ومصادره اسلحتهم

وجرى عمر باتجاه امه التى سقطت فى احدى الاركان تبكى والى جوارها ياسين يرتعد ذعرا ..

فاحتضنته هاله بقوه واخذت تقبله بجسد يرتجف ذعرا عليه وعلى اخيه

ولمحت هاله سالم يحاول جاهدا رفع رأسه لاطمئنان عليها... وتقابلت نظراتهما ..فابتسم لها بصعوبه بالغه.....

وحال بينها وبينه ...حاتم الذى ارتسم القلق جليا على وجهه

فقامت هاله وتجازوته دون اكتراث

واتجهت الى سالم الملقى ارضا وقد سالت دمائه على الارض الرخاميه فى حركه جزريه لا منتهيه

وامسكت بيده وغرقت دموعها قميصه الملطخ بالدماء

وصرخت هاله باكيه : سالم ....رد عليا ..سالم .......

وما من اجابه .....

فرفعت ابصارها الى حاتم وتوسلت اليه بصمت ان يفعل شيئا ....

فأخرج حاتم هاتفه وطلب سياره الاسعاف ....


وبعد مرور ثلاثه ايام

اتجه حاتم الى مكتب مرؤسيه فقابله اللواء عماد الذى كان غاضبا للغايه

وما ان جلس حاتم حتى قال له بصوت حاد: اللى حصل ده قمه الفشل ..بقى حضرتك تجمع قوه وتروح تقبض على افراد عصابه يطلع معاهم دقيق وسكر ...كان ناقصهم الزيت عشان كنا نجيبلهم مباحث التموين ....

رد حاتم مدافعا عن نفسه : يافندم انا المعلومات اللى كانت عندى ان سالم كان بيجهز لصفقه مخدرات ورصدنا فعلا العناصر وتحركاتها... ودخلنا الفيلا لحظه التسليم والتسلم وقبضنا على المشترى كمان

رد اللواء حانقا : واديه خرج ...خرج النهارده الصبح بكفاله...كل اللى قدرنا نعمله ..محضر حيازه سلاح بدون ترخيص ومقاومه عناصر الشرطه


حاتم : اكيد فى حاجه حصلت ..ماهو مش معقول واحد كان معاه عشرين مليون جاى يشترى كام كيلو دقيق وسكر ...اكيد سالم كان بيعمل لعبه ممكن فكر انه يخم الراجل ويبعله الدقيق على انه مخدرات

اشاح اللواء بيده وقال : كل الكلام ده لا يقدم ولا يأخر ...فى الاخر محضر المضبوطات كان دقيق وسكر ياسياده المقدم ....والقضيه كلها ولا ليها لازمه ...حاجه تكسف بجد ..وللاسف هتكون اخر حاجه تختم بيها سجلك الوظيفى معانا هنا فى المباحث.. لان الاحسن ترجع لسجن النسا ...

نظر له حاتم غاضبا وقال : يافندم ارجوك ادينى فرصه تانيه ...

رد اللواء بحزم :لا تانيه ولا تالته... حتى رفيق ....سحب كلمته معاك وقال انه اضطر يتعاون تحت الضغط وبالتالى مافيش قضيه ضده ودلوقتى ماعندناش غير قضيه رجل الاعمال المرشدى صالح ...ودى اللى بس قدرنا نتخذ فيها خطوات بس بعد فوات الاوان لانه هرب بره مصر..

حاتم : برضه يافندم انا هفضل وراهم ..وهخلى رفيق تحت المراقبه ...وماتنساش حضرتك ان معانا سى دى عليها مكالمه اللى اسمه وليد مع سالم بتأكد.....

رد اللواء قاطعا : بتأكد ايه ..هه؟ ولا حاجه ...مافيش ولا حتى كلمه واحده عن المخدرات كل اللى عرفناه ان ميعاد التسليم الساعه 12 حتى التصوير ماكنش باين فيه اي حاجه .......خلاص ياسياده المقدم ..قرار نقلك طلع النهارده الصبح ومضيته وزمانه عند سياده الوزير بيتمضى... ياريت تسلم عهدتك

قررحاتم بكبرياء: لا يافندم انا مش هسلمك عهدتى ..انا هسلمك استقالتى ...

اومأ اللواء برأسه وقال بصوت هادىء : عين العقل ياحاتم انت زي ابنى ...الشغلانه دى ماتنفعكش فعلا..احسنلك ترجع تشتغل مع السيد الوالد فى واحده من شركاته ...ده المجال اللى تنفع فيه

قام حاتم وادى التحيه العسكريه على مضض وانصرف وهو يشعر بالضيق

فرغم مابذله طوال السنون الماضيه للابتعاد عن تجاره ابيه وعمله

الا ان الان لم يعد بامكانه سوى العوده لحيث ما كان ...والبدء من الصفر فى احدى شركات والده

ركب سيارته الفارهه وهو يتخيل كيف سيستقبل ابيه هذا الخبر بكثير من الفرح وربما ايضا بكثير من الشماته



وفى تلك الاثناء كانت هاله المتشحه بالسواد برفقه طفليها فى احدى سيارات الاجره تنظر الى الطريق بحزن

فقال لها عمر : احنا رايحين على فين يا ماما ؟

التفتت له هاله ومنعت دموعها من الفرار وقالت بصوت مكتوم : رايحين المقابر يا عمر


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close