رواية اريدك في الحلال الفصل الثامن والعشرين 28 بقلم ايمان سالم
الفصل الثامن والعشرون
أريدك في الحلال
إيمان سالم
+
يتطلع له بعينان متفحصتان، يرى ما بداخلها حتى لو أنركت على الجميع هو غيرهم واخيرا سألها بشك: فريدة في ايه مالك أنا حاسك متغيره، اتكلمي؟!
اعتدلت تتطلع لكتفه تحاول الهروب من عيناه وهتفت بصوت تحاول اكسابه ثبات زائف: أنا مكنتش هتكلم دلوقت لكن بما انك سألت فأنا هقولك .. طلقني يا عدلي
ضحك بسخرية ثم عاود السؤال مجددا: فريدة بطلي هزار وتغير في الموضوع قوليلي مالك وبلاش الكلام اللي تطير في رقاب ده!
تطلعت له بصدمة هل يظنها تمزح؟!
+
ظل الصمت بينهم للحظات ينتظر أن تتحدث، تفرغ ما في جعبتها بينما هي تنتظر أن يصدقها ويثور .. طال الصمت فاقترب يحدثها بصوت دافء تعالي افرجك جبت لك ايه وتناول الحقيبة يفتحها ليخرج منها عدة اشياء
بينما هي صامته مصدومة لكنها حاولت الخروج من تلك الحالة والتماسك متحدثه بثبات: أنا بتكلم بجد يا عدلي إحنا لازم نسيب بعض
توقف عما كان يفعل يحاول استيعاب الكلمة التي خرجت منها كرصاصة طائشة لكنها اصابت الهدف دون رحمة وخرج صوته مذهول: نسيب بعض .. أنتي واعيه بتقولي ايه يا فريدة؟!
"ايوه واعية" قالتها وهي تبتعد عنه توليه ظهرها
+
شعر بأن الدماء تتقافز في عروقه حتى نبضاته تضاعفت ودفع ما بيده ارضا ونهض خلفها يتخلى عن هدوءه متحدثا بصوت غاضب: أنت اتجننتي يا فريدة .. ايه حصل عشان تقولي كلمة زي دي .. نسيب بعض؟ وقدرتي تقوليها بالسهولة دي قدرت الكلمة تخرج من بين شفايفك عادي كده مش مصدق؟!
شوحت في الهواء لتخبء حزنها وألمها متحدثه: الجواز قسمة ونصيب وبعدين احنا لسه على البر دلوقت احسن من بعدين
+
سحبها من ذراعها بقوة المتها وقال بصوت جهوري غاضب وهو مازال يضغط يدها: على البر، بر ايه يا دكتورة حضرتك مراتي على سنة الله ورسوله
تألمت فـ اصابعه ملتفه حولها ذراعها بإحكام شديد، حاولت التحرر لكن دون جدوى فهتفت بصوت يأن مهتز: سيب ايدي يا عدلي بلاش الطريقة دي، بلاش همجية
-همجية صرخ بها بجنون ثم تابع بصوت متألم: اقسم لك بالله يا فريدة المرة دي مش هسكت على قرراتك دي اللي فات كوم والمرة دي كوم لوحدها ولازم افهم فيه ايه وايه اللي يوصلك تقولي لي كلمة زي دي اتكلمي؟!
حاولت التخلص من بين اصابعه وهتفت وهي تبتعد عنه فعليا: مفيش حاجة مخبياها عنك، اللي عندي قلت ليك واللي عاوز تعمله اعمله انا خلاص مش عوزاك مش بالغصب هو!
+
رفع يده ليضربها كف بكل قوته لكن تراجع ونزل كفه على الحائط لجوارها صارخا بعنف: انا مش لعبة في ايدك يا فريدة ترجعي وقت ما تحبي وتبعدي وقت ما تحبي ماشي يا فريدة مش عاوزاني طيب أنا هسيبك متعلقة كده لا طايله سما ولا أرض وهشوف حياتي هدور على واحدة غيرك لا وحدة ايه هدور على كتير غيرك يا فريدة من النهاردة القلب اللي كسرتيه ده هيتفنن ازاي يعذبك وبس
وغادر صافعا الباب خلفه بقوة
+
كانت تتطلع لثورته لا تصدق أنه عدلي ولا تصدق إن تلك كلماته! هل يعلق انه سيفعل بها ما قال .. سيقدر على ادخال اخرى في حياته بتلك السهولة .. ربما وجد من تحبه وتعطيه ما عجزت هي عن اعطاءه اياه .. لم تستطع التحمل أكثر وسقطت على الارض تنتحب بشدة لا تعلم كيف هان عليها لتفعل به هذا وكيف هانت عليه ليقول لها تلك الكلمات والتي إن فعلها حقا يكون كتب شهادة وفاتها وهي على قيد الحياة .. تتألم ولا ترى امامها سوى سواد حالك فالحياة دونه خالية من الالوان
تشعر بطعم العلقم في حلقها تبكي بقوة وتتمنى لو ما حدث كل هذا من الاساس تناديه ببكاء قلبها يناديه لكن هيهات فهو الآن منطلق بسيارته كسير القلب لا يرى امامه شيء سوى خيانة العهود
+
---------------------------------------------
+
يحبها ويتمنى طفل منها
لو تعرف كم الالم الذي يحياه الآن لما فعلت به شيء هكذا .. داخلها سعيد لسببين الاول خبر حملها والذي ما كانت تتوقع في يوم أنها ستسعد به بتلك الصورة والثاني انتقامها منه واخفائها الخبر عنه يجعلها في حالة من الانتشاء والتشفي الذي يرضي كبرياءها بعد ما سمعت منه، تحدث نفسها بغضب لا ترى العشق الذي يهبها اياه دون شرط: ولسه يا ماهر مش أنا رخيصة، اوكي هتشوف الرخيصة دي هتطلق وهتهرب بأبنك وتخليك تلف حولين نفسك وتطلب منها السماح ومش هتطوله كمان، اصبر بس
+
يضمها بحب وهي تفكر في انتقام غاضب لا اساس له من الصحة ..
وصل اخيرا للبيت قابلة إيفان بهجوم محبب له تركته سريعا ودلفت للداخل انتهزت الفرصة لخوفها من إيفان
بينما اقترب إيفان منه يضمه بقوة وكأنه يواسيه يضرب بأرجله الاماميه على ظهره حركة يعتادها ماهر منه كلما كان حزين وكأنه يشعر بما في قلبه تطلع ماهر لوجهه ولعيناه بنظره حزن وانكسار ورتب على وجهه ثم امسكه واتجه للحديقة للمكان الذي يفضله جلس وهو لجواره يلعب من حوله
بينما هو يفكر ولأول مرة هل بما يفعله معها يظلمها حقا!؟ .. يتأمل نافذة غرفتها بالاعلى ويتسأل هل كانت تستحق من هو أفضل منه هل أذنب بما فعله معها اخفض بصره وعقله يجيبه: نعم كان أناني لاقصى درجة
لاول مرة يشعر بالذنب تجاهها ربما لان هناك تقارب حدث بينهم في الفترة الاخيرة
يفكر كيف يعوضها عما فات ويبدأ معها من جديد فهو يرى أو قلبه يرى أنها تستحق الفرصة كاملة
مازال غافل عن ما سمعته وما فعلت بإخفاء حملها وما تنوي فعله
+
---------------------------------------
+
تغيب عن العمل يومان ليس بعادته
لكنه تحجج بمرض والدته وأخذ اجازة عدة أيام
تعمل مونيكا جيدا أن السبب الحقيقي لغيابه ما حدث بينهم يومها من شجار تشعر بالضيق ستجن وتعرف في ماذا يفكر هل سيتركها ويعود لحنة من جديد؟
اتسعت عيناها بغضب كبير واقسمت أن وقتها لن تتركهم ستشعل حربا لن تنتهي بسهولة لن تخسره ابدا لقد عاهدت نفسها على ذلك
تنفست ببطء تحاول السيطرة على غضبها ستهديء وتنتظر قراره لن تتعجل شيء
+
بينما هو في البيت حزين ورقية حوله تحاول تخفيف حدة ما يشعر به تعلم أنه مزال يفكر بحنة رغم مكابرة على البوح بهذا الشيء تحاول مواساته وكأنها على يقين أنه لم يفعل ذلك بنفسه وكل ما يحدث هو نتاج افعاله
فكر منذ يومان في الذهاب لحنة لكنه يتراجع في آخر لحظة يشعر ان تلك الخطوة تأخرت ولن تفيد بشيء الآن
لكن بداخله نداء يخبره انها مازالت تحبه وربما سامحته وعادت المياة لسابق عهدها ولن يخسر شيء بالمحاولة
+
تقف رقية في المطبخ تعد الطعام فوجدته يدخل عليها بكامل اناقته متحدثا بهدوء شديد: أنا خارج يا ماما عاوزه حاجة
تطلعت له سريعا يبدو عليه التزين .. فلابد انه ذاهب ليقابل خطيبته لذا سألته بلهفه وقلب فرح لخروجه من الحالة التي كانت تسيطر عليه: رايح تقابل خطيبتك يا حبيبي؟
تجمدت ملامحه وتبدل الهدوء لغضب اشتعل في عيناه
لاحظته فاسرعت تغير الكلمات لا تريده أن يعود لحزنه من جديد: لو خارج مع اصحابك يبقى احسن اهه قاعدة الشباب دي مفيش احلى منها بكرة لما تتجوز هتتحرم من قعدتها اخرج يا حبيبي وفك عن نفسك غير جو
ابتسم في داخله بسخرية وغادر دون اضافه شيء لم يشاء ان يخبرها بما ينتوي فعله الان حتى لا تبني احلام وبالنهاية لا تتحقق فضل الانتظار لربما زف اليها بعد قليل خبر يسعد قلبها
............
+
وهناك من يسير بلا هدف كيف سيدبر ما قاله لوالده وزجه ابيه .. حزين يشعر بأن الدنيا تضغط عليه بقوة يعافر على أن تسير الامور بسلام لكن هيهات وكأن الحياة الهادئة ليست من نصيبة يتذكر كلمات زوجة ابية عن رغبتها في خروجه من البيت تريد الابتعاد عن المشاكل وهي من تصنعها بالاساس احيانا يفكر انه اخطأ عندما أخذ والده ليصالحها وينهي الخلاف واحيانا يرى ان ما طلبته هو الحل الامثل .. لكن كيف له ان يترك شقته والدته وهي تعد ملكه، مكبل الايدي فهو الاولى بالمغادرة لن يطلبها ابدا من والده مهما حدث
يفكر كيف سيحل الامر ومال قاله عن نقله لمكان اخر والذي ليس له اي اساس من الصحة
يسير بين الشوارع لا يعرف تحديدا وجهته شارد بافكاره اخيرا شعر بالارهاق فقرر الدخول للاستراحة في أقرب «كافية» مقررا أن يتناول مشروب بارد لعل مزاجه يتحسن ولو قليل
مر وقت حتى قرر النهوض ومتابعا السير من جديد لكن استوقفه شيئا مفاجيء
حنة تسير مع فتاة ومن الواضح عليهم انهم يتسوقون توقف للحظات يتأملها ويفكر في شيء لكنه بالنهاية نهر نفسه متحدثا بهمس «لا مش للدرجة دي هتمشي وراها يعني طب ولو شافتك ساعتها تقول عليك ايه بتراقبها لا يا آذار مينفعش، مش أنت اللي تعمل كدا ابدا .. وأكد لنفسه مع ايماءه تحسه على المغادرة ومتابعه سيره والابتعاد كأنه لم يراها »
+
وقفت مع صديقتها «أخت أنس» تختار من واجهة محل بعض الملابس
وعلى الجانب الاخر يقف مستندا على عمود يسخر من نفسه «عجبك كده يا اخويا خليك واقف زي عمود السواري بالظبط، مش عارف أنا ايه اللي بتعمله ده اتجننت خلاص يا آذار. . حصلت تمشي وراها.. أنت تعمل كده؟! مش مصدق!
شوح في الهواء لنفسه متحدثا بصوت عال قليلا: باااس بقى، اهه اللي حصل وخلاص
+
وضع نظارة الشمس الخاصة به تحسبا لان تلتف فجأة وتراه ووقتها سيكون الوضع غير لائق بالمرة .. انشق ثغرة ببسمة هادئة اصبحت تخصها وحدها لن ينكر أن السعادة في رؤيتها اصبحت تنسيه كل همومه ومتاعب الحياة يتابع كل حركتها انفعالتها بدقه هناك شيء مغوي في تفصيلها يخطفه لا يعلم ماهيته كل ما يعلمه ان لها سحر خاص قد اصابه وانتهى
يمر الوقت لكنه يشعر بالراحة ولو بقى عشرون عاما على هذا الوضع لن يملّ ولن يسأم
+
لكن كما يقولون «الحلو لا يكتمل»
فمن وسط الحشود ظهرت سيارة وسام وكأنما هو من كان يتبعهم ليس هذا فحسب بل صف سيارته ونزل متجها لهم
+
هنا انتفض آذار وكأن عقرب لدغه معتدلا يشعر بالغضب والغيرة من قربه منها .. ويسأل نفسه هل مازالت تتعامل معه؟! هل مازال بينهم علاقة؟! هل سيعود لها من جديد؟! رغم انه على علم بأنه خطب فتاة آخرى غيرها لكن كل هذه الاسئلة جالت في خاطره سريعا واعتصر قلبه لمجرد التفكير بعودتهم ثانية
+
تضحك حنة وصديقتها ..اقترب منهما فتجمدت ضحكتها وتشقق وجهها تتسأل هل تحلم بأنها تراه هنا ومالت عليها صديقتها تسألها بشك: مش ده وسام؟ هو ايه اللي جابه ده؟!
اتسعت عيناها مازالت لم تتأكد انه هنا بالفعل الا عندما تحدث بصوته الهاديء حد البرود الذي تعلمه جيدا: ازيك يا حنة ونظر للاخرى يومئ لها كتحية
عبست «أخت أنس من وجوده» ولم ترد التحية
بينما جمعت حنة شتات نفسها وقالت للاخري بصوت مسموع جاد: يالا بينا نمشي من هنا لان الاذواق هنا مقرفة ومش عجباني !
كانت هذه الكلمات موجه له، تقصده بكل حروفها
+
اقترب اكثر متحدثا بإصرار: عاوز اتكلم معاكي يا حنة
ابتسمت بسخرية وقالت: مفيش بينا كلام يا وسام اظن أنت عارف كده كويس ولوسمحت سبني امشي مش عاوزين الناس تتفرج علينا
هتف بإصرار وتوسل: دقيقتين مش هاخد من وقتك الا هما
+
اتجهت اخت أنس جانبا تهاتف اخيها ولحسن الحظ هو بالجوار تعلم هذا فلجأت له لربما تجرء وسام على حنة
على الهاتف: ايو يا حبيب اختك
حبيب اختك بسم الله الرحمن الرحيم مالك يا حبيبتي فيكي ايه لا فهمت اكيد عاوزه حاجة هااا
اخص عليك يا أنس أنا بردة كده مقبولة منك يا دوك على العموم مش هطول عليك عاوزاك تلحقني بسرعة
انتفض متحدثا: في ايه والحقك من ايه؟!
انا في الشارع في المنطقة ..... أنا وحنة ووسام بيتهجم علينا
بيتهجم عليكم؟! قالها بغضب و ترك الطعام سريعا ثم نهض متحدثا: خليكم عندكم، وقعته سودا بإذن الله اقفلي اقفلي يالا
+
اتفضل سمعاك قول اللي أنت عاوزه
تعالي نقعد في مكان قريب من هنا
"لا" قالتها بحسم واشارت له في حزم اتكلم يا إما تمشي يا وسام عيب اوي وقفتي دي
هتف بنبرة ندم: حاضر يا حنة أنا كنت عاوز اعتذر لك حقك عليا يمكن اكون ظلمتك زمان
نظرت له متعجبة وقالت: يمكن؟!...ظلمتني؟!...حقي عليك؟! يااااه يا وسام ثم تابعت في غضب: أنت عارف كلامك ده معناه حاجات كتير اوي كلها اوحش من بعض
هتف مبررا: لا يا حنة انا جاي اعتذر لك وارضيكي بلاش تعملي كده وتستغلي ده
ضحكت متحدثه دلوقت جاي تراضيني بعد ايه ملوش لزوم وفر اسفك واعتذارك لحد غيري أنا خلاص سامحتك، ثم ضحكت بسخرية عارف ليه سامحتك يا وسام؟
اجابها بثقة: عشان بتحبيني
سخرت منه متحدثة: لا عشان يوم القيامة مشفكش حتى لو كنت ظالمني
-من ورا قلبك الكلام ده أنا عارف
-بلاش غرور على الفاضي
اجابها بثقة: مش غرور على قد ما هو ثقة في حبك ليا
+
تدخل أنس هنا متحدثا: ازيك يا وسام عاش من شافك؟
التفت وسام يحدجه بنظرات جحيمية وسأله متعجبا: أنت جيت امتي؟ وايه جابك؟!
اجابة أنس وهو يمثل بيداه: جيت حالا واللي جابني هو اللي جابك
دفعه وسام في كتفه قليلا وقال بغضب : أنت هتهزر قلت لك ايه اللي جابك انت هتقارن نفسك بيا أنا واحد وبنت خالته مين اداك الحق تتطفل علينا كده؟!
ابتسم أنس متحدثا: بلاش تسمع الجواب مني لانه مش هيعجبك
ارتفع صوت حنة متحدثه: انا اديت له الحق يا وسام مش قلت اللي عندك اتفضل بقى يكون افضل
+
ابتسم انس بتسليه بسمة جعلت من وسام يغلي وغادر سريعا منطلقا بسيارته على اقصى سرعة
+
ابتسم أنس لهم متحدثا: شوفتوا الدخان وهو طالع منه قبل ما يمشي
ضحكت اخته بقوة مما جعله يحمحم متحدثا بتحذير: أحنا في الشارع يا ماما اهدي كده واتفصلوا قدامي يالا
سألته أخته بشك: هنروح فين احنا لسه مشترناش حاجة
اوضح متحدثا: هنروح نتغدي وبعدين لفوا براحتكم انا على لحم بطني من الصبح
كانت حنة تتظاهر بالثبات والقوة لكن صوتها مهزوز بدرجة مؤلمة
شعر كلاهما بالشفقة عليها فحاول أخراجها من تلك الحالة بمواضيع مختلفة ثم اتجهوا للمطعم الذي كان يتناول فيه طعامه منذ قليل
اقترب العامل منه بابتسامه متحدثا اجبلك نفس الطلب اللي كنت طالبه من شويه؟
احمر وجه أنس خجلا وتصنع السعال متحدثا سريعا للعامل: شوف الانسات تاكا ايه الاول وهات لي زيهم
ثم مال على اخته لكن الصوت كان مسموع لحنة: دا مجنون اكيد واحد تاني كان هنا بس شبهي
ضحكت اخته لكنها تماسكت وامأت له مؤكده على كلماته
+
تبعهم آذار كان يشعر بالغيرة والغصب كيف لها أن تقف مع واحد وتخرج مع آخر بتلك السهولة
شعر بأنه لو بقى قليلا لاقتحم المطعم ضاربا بالعرف والعادات عرض الحائط ليجذبها تحت مرئ ومسمع الجميع يعنفها كيف لها أن تفعل ذلك فغادر والدخان يكاد يتطاير من اذنيه وعادت الدنيا توليه ظهرها كعادتها لا تبقي قلبه على الفرح وكأن كتب على قلبه الشقاء
+
------------------------------------------------
+
مرت ايام مؤلمة
يتذوق كلاهما النار في البعد
وهناك من يتلذذ بذلك البعد ويشعر بأنه حقق ما اراد
يدخن ترك السيجارة الخاصة به بتلذذ ويحدثها على الهاتف وكانت كلماته ووقعها على اذنه اقوى من الخمر يسكر
مبسوط دلوقت اكيد عرفت اللي حصل
ابتسم ترك متحدثا: ميستهلكيش يا فريدة صدقيني مفيش الا شخص واحد هو اللي يستحقك
شعرت بالتقزز من كلماته فهتفت بغضب: قول اللي عندك على طول بدل ما اقفل في وشك
اجابها سريعا: طب اهدي خلاص هغير الموضوع .. كنت عاوز اقولك إن العامل مات
شهقت فريدة برعب فكان املها الوحيد في أن يفيق من جديد لكن الان تحطم اخر امل لديها
هتف ترك بلهفه: فريدة اهدي أنا جمبك وصدقيني كل الادلة اختفت والحادثة مثبته قضاء وقدر مش عاوزك تخافي
ادمعت متحدثه: مش فارقة معدتش فارقة خلاص
اجابها بهدوء: عاوزك تفوقي من تاني وترجعي شغلك القديم وهترجعي هتمسكي منصب في المستشفى كمان مش مجرد دكتورة هناك وبس
عرض مغري .. تبيع القلب وتشتري المال والمنصب
لم تجبه بشيء كان جوابها اغلقت الهاتف وقذفته على الفراش لجوارها
شعر ترك بالغضب من اغلاقها الهاتف في وجهه بتلك الصورة لذى قرر من ان يؤلمها كما تفعل معه ويعلم جيدا ما سيؤلمها
+
ارسل بعض الصور لهاتفها
وصلت بنغمة الرسائل امسكت الهاتف تتفحصه ربما كان شيء هام لكنه آخر شيء تتوقعه في حياتها اكمل «عدلي ولجواره فتاة من الواضح عليها الخلاعة»
+
تكاد تجزم انها سمعت صوت انفجار قلبها بعد تلك الصور
+
يتبـــع
+