رواية خلف الظلال الفصل الثامن والعشرين 28 بقلم يسرا
الفصل الثامن والعشرون
تخلى المخدر عن فرض سيطرته الكامله على عقلها وجسدها وانسحب رويدا رويدا
تاركا المجال لرؤيا ضبابيه طالعتها عينيها مع شعور قوى بالوهن والتعب
وفتحت عيناها بصعوبه بالغه
تكاد لا تذكر الاحداث الماضيه ...
واول سؤال طرق رأسها بقوه
اين انا ؟....
ثم تذكرت فجأه ...
اولادى ..اين هم؟
وبأنفاس متلاحقه قامت من فراشها والتفت حولها بقلق شديد وتطلعت لباب الحجره المغلق بكثير من الخوف
وتوجهت اليه لتفتحه ..
فاستجاب لها بكل يسر وسهوله ..
وحملتها قدماها المرتجفتان الى خارج الحجره وسارت فى الردهه الطويله حتى وجدت امامها درجا رخاميا يقودها للاسفل
فاستطلعت المكان بخوف فوجدته خاويا فنزلت السلم بحرص شديد
حتى سمعت صرخات متعاليه لابنها الصغير عمرو وهو يصيح فتسابقت خطواتها على الدرج حتى وصلت للاسفل
وتلفتت يمينا ويسارا حتى ابصرته من الشرفه ..هو واخيه يلعبان الكره سويا ويمرحان بلهو طفولى
وما ان همت بفتح المزلاج والخروج اليهما من الشرفه... حتى قاطعها صوت سالم قائلا : حمد الله على السلامه
التفتت هاله خلفها ورأته واقفا يبعد عنها بعده خطوات مبتسما لها ببرود
فنظرت له غاضبه وتقدمت نحوه وقالت بصوت مرتجف : انت!!!...انت ازاى تعمل كده ؟ انت عاوز ايه ؟
قال لها سالم بهدوء ومد يده ليجذب يدها : تعالى نقعد ونتكلم
نفضت هاله يده بعيدا عنها وقالت له بعنف: نتكلم فى ايه بالظبط ؟ انت بأى حق تخطف ولادى وتبعتلى رجالتك يخطفونى انا كمان ؟
رمقها سالم بنظره حاده وقال لها بصوت يحمل وعيدا : بعدين معاكى ..قولتلك تعالى نقعد
قالت هاله بصوت حاد : مش هقعد ..ومش هتكلم وهاخد ولادى ..وهنزل على مصر حالا
اطلق سالم ضحكه شرسه وقال لها ساخرا : لهو انا عملت كل ده عشان تاخديهم ببساطه كده ..وتنزلى على مصر تانى ؟
نظرت له هاله خائفه وقالت له : انت عايز ايه ياسالم ؟
اشار لها بلهجه آمره لتسير : قدامى ...
اتبعت هاله اشارته بعيناها فوجدته يشير الى باب مغلق قبالها فطاوعته متردده تلتفت من الحين للاخر لتنظر الى اولادها اللذان يبدو عليهما التمتع بوقتهما فى لعبتهما المفضله
فتحت هاله الباب ودخلت الى الغرفه الواسعه امامها والتفت خلفها لتجد ان سالم قد اوصد الباب
كرت سؤالها مره اخرى بقلق يتصاعد داخلها: انت عايز منى ايه يا سالم ؟
اقترب منها سالم وطالعها بنظره غاضبه وقال لها بقسوه: كنتى بتعملى ايه مع الظابط اليومين اللى فاتو يا هاله ؟
ارتسمت امارات الهلع على وجهها وقالت له بخوف : وانت عرفت منين ؟
رد سالم بهدوء وقد اقترب منها اكثر واكثر : انا اعرف كل حاجه ..كنتى بتعملى معاه ايه ؟
ترددت هاله كثيرا فى الافصاح عما كانت تفعله فحاولت التملص من الاجابه : وانت بقى جايبنى هنا عشان تعرف ..؟ولما تعرف هتعمل فيا ايه ..هتقتلنى ؟
لمعت عينا سالم وقال بصوت خفيض : ردى عليا منغير ملاوعه ..قلتى ايه للظابط يا هاله ؟
تراجعت هاله خطوه للخلف وقالت له : وانا اضمن منين انك لما تعرف مش هتأذينى ؟
اقترب منها سالم وامسكها من ذراعيها وقال لها : انا لو كنت عايز اذيكى ما كنتش تعبت روحى اجيبك انتى وولادك هنا ...انا لوكنت عايز ااذيكى كان كفايه اووى اخد ولادك بعيد عنك وانتى عارفه كده كويس
دفعت هاله يداه بعيدا: امال عايز منى ايه ؟
سالم بتصميم: اعرف قولتى ايه للظابط
لم تجد هاله مفرا من اجابته بصدق : فتحتله الخزنه اللى فى البنك
سالم بشك : وهيا الخزنه كان فيها ورق تانى ؟
هاله : ايوا كان فيها ورق وفلوس ودهب كمان
نظر لها سالم غاضبا وقال: وانتى ماقولتليش ليه على بقيه الورق
هاله حانقه: انت طلبت الورق اللى يخصك جبتهولك ...بقيته مايخصكش فى حاجه
رد سالم غاضبا وبصوت مرتفع : انتى غبيه ..ازاى تعملى حاجه زى كده ..حتى لو ميخصنيش ..انا قبل كده منبه عليكى ان عادل ليه اعداء ياما ..تقومى تروحى انتى بكل بساطه تدى الورق للظابط
تراجعت هاله خطوه للخلف ثم قالت مستنكره: انت بتزعق فيا ليه ...
سالم حانقا: وانت عيزانى بعد عملتك السودا دى اطبطب عليكى ..تقدرى تقوليلى استفتدى ايه ..اخدتى ايه بالمقابل ؟
هاله بعناد : بالمقابل البلد هتنضف والحق هيرجع لصاحبه
حملق بها سالم بوجه احمر وانفاس اشتاطت غضبا وقال لها : حق ايه ..هه؟ حق مين ؟ انتى مالك انتى ؟اللى ليه حق يروح هوا يدور عليه ..انتى خليكى فى حالك وربى ولادك بعيد عن كل ده
ردت هاله بنفاذ صبر وهى متجهه الى باب الحجره وحاولت فتح الباب : متشكره يا سيدى على النصيحه ....سيبنى بقى امشى واخد ولادى عشان اربيهم
اندفع سالم تجاهها وجذبها من ذراعها وقال بخشونه: لهو انتى فاكره انى هسيبك بعد ماعرفت بعملتك دى تخطى خطوه بعيد عن عينى... ده بعدك
دفعت هاله يده بعيدا وقالت غاضبه : وانت مالك بيا..ماتخليك فى حالك ؟
جذبها سالم بقوه ولفحت انفاسه وجهها بشده : انتى حالى ..ومش هتمشى من هنا ...ومن هنا ورايح هتفضلى تحت عينى لحد ما نمشى من البلد
هاله متعجبه : نمشى من البلد !!!!!.نمشى نروح فين ..ان كنت انت عايز تمشى امشى ..وامشى من دلوقتى كمان ياريت ..لكن انا مش هسيب بلدى
لمعت عينا سالم وتركها ونظر لها بعمق وقال بتأن : امشى من دلوقتى ؟؟؟؟...ليه ؟ .
ظلت هاله تحملق به صامته ..خائفه .مرتجفه ...فقال لها حانقا : ليه ؟ ردى عليا ...
فرت دمعه من عين هاله وقالت بصوت ابح : حاتم عنده ادله ضدك ..وهيقبض عليك ..انت والمرشدى
ابيضت معالم سالم ولمع جرحه القبيح وقال لها بوعيد : يعنى الورق اللى اخده كان فيه حاجات تخص المرشدى صح ؟
قالت هاله غاضبه : المرشدى بتاعك ده ..كان سبب انى اتسجنت 5 سنين ظلم ...خايف عليه اووى ...انا مش هيكفنى انى اشوف حبل المشنقه ملفوف على رقبته ...
اخذ سالم نفسا عميقا وابتعد عنها واتجه الى النافذه وقال لها بعد برهه : انا مش عارف اعمل معاكى ايه ؟ بجد مش عارف ...
ثم التفت اليها وقال لها بصوت متوتر : وانتى فكرك انه حتى لو معاه ورق هيقبض عليه ببساطه كده ..اولا ده عضو مجلس شعب يعنى معاه حصانه ..ثانيا ..المرشدى لو وقع مش هيقع لوحده ..ده حواليه الف يسندوه ..
ثم اقترب منها وقال لها بصوت منخفض : كل اللى انتى عملتيه انك جبتى الاذى لنفسك ...وهوا جاب الاذيه ليه ويوم ولا اتنين وهيجيلك خبره
ظلت هاله تحملق به وقالت له بصوت مرتجف : هتقتله ؟
قال لها سالم بقسوه : ايه؟؟ ...عجبك ..معلش ..ياخساره ..مافيش نصيب ..لكن ياروح مابعدك روح ...
هاله : وفيها ايه لما تسلم نفسك وتعترف على المرشدى ...ممكن حتى يدوك حكم مخفف
سالم حانقا : انتى اتخبلتى فى عقلك ولا اتجننتى ..عايزانى اسلم نفسى ....انتى اصلك عبيطه ومش فاهمه حاجه ..ومش عارفه البلد دى ماشيه ازاى
هاله : يبقى خلاص سيبنى اخد عيالى وامشى
لمعت عينا سالم وقال بخشونه : لاء يعنى لاء ..مش هتتحركى خطوه من هنا ..وانتى حره ياهاله لو حاولتى تهربى ولا تكسرى كلامى انا لحد النهارده وبتعامل معاكى بالحسنى ..ماتخلنيش اغضب عليكى ..صدقينى هتخسرى يامه واولهم ولادك ....
هاله : انت بتهددنى يا سالم
سالم بصوت خفيض مرتجف من شده انفعاله: احمدى ربنا انى لحد دلوقتى بهدد بس ..ماتوصلنيش لمرحله الفعل ..انا مابعرفش ابويا ساعه الجد ..اتفضلى دلوقتى روحى اوضتك ولا اطلعى اقعدى مع عيالك ..هما فاهمين انكم جايين تقضوا ويك اند ويغيروا جو ...
خرجت هاله مسرعه باتجاه الشرفه ومنها الى الحديقه الخلفيه وما ان لمحتها اعين اطفالها حتى تسابقت اقدامهم باتجاهها ..وارتمى ياسين اولا فى احضانها
ويليه عمرو الذى قال لها فرحا : المكان هنا حلو اووى يا ماما ياريت نفضل قاعدين هنا على طوول
ارتسم الالم على محيا هاله التى قالت لهما : انتو عاملين ايه ؟.كويسين
هز الاطفال رأسهما بالايجاب فقالت هاله بقلق : انتو جيتوا هنا مع مين وازاى طلعتو من المدرسه
عمرو ببراءه: مش انتى بعتى صاحبتك طنط هند تاخدنا من المدرسه ؟
ارتسمت الدهشه على معالم هاله فقالت : هند!!!!...
ثم تمالكت هاله انفاسها المتسارعه وقالت بهدوء : وانتو برضه يصح تمشوا مع اى حد كده ..وبعدين انا وقفت استنتيكم تطلعوا
ياسين: ماهى جاتلنا فى الحصه اللى قبل الاخيره واستأذنت ميس الالعاب اننا نخرج معاها وقالتلنا انها جت عشان نروحلك انتى وعمو سالم نقضى الويك اند فأحنا قلنا للميس اننا نعرفها
ردت هاله بصوت حاولت ان تجعله طبيعيا قدر الامكان : تانى مره ماتعملوش تانى كده ابدا ...يا انا اللى اخدكم من الفصل يا ماتروحوش مع حد انتو فاهميين ؟؟
عمرو متساءلا بحيره: ليه يا ماما ..هوا انتى مش خليتى عمو سالم يجيبنا هنا ؟
اقرت هاله بصوت مذنب: يظهر يابنى اننى انا فعلا خليتو يجبكم هنا ....حقكم عليا ..ربنا يعديها على خير
تبادل ياسين وعمرو نظرات عدم الفهم فقالت لهم هاله بصوت اجتهدت لتجعله فرحا : يالا روحوا العبو وانا قاعده هنا .روحوا
كان سالم واقفا على بعد امتار يراقب مشهد هاله مع اطفالها ثم امسك بهاتفهه وقام بمحادثه وليد واخبره ان يعد الرجال لنقل البضاعه الى حيث هو وان يتصل بالمشترى ليخبره بمكان التسليم ووقته الذى حدده فى تمام الواحده بعد منتصف هذه الليله
ثم اقترب من ياسين وقطع عليه الطريق واختطف منه الكره وظل يحاوره ويلاعبه ... الى ان استطاع عمرو الصغير القبض على الكره من جديد عندها اعلن استسلامه ضاحكا بسرور وترك الملعب للصغار
واتجه الى هاله التى تراقبهم بعيون دامعه
وقال لها بصوت خفيض :اضحكى ..اضحكى عشان الولاد مايحسوش بحاجه ...
التفتت هاله اليه وقالت غاضبه : انت ناوى على ايه .؟
ظل سالم محدقا فى الفضاء امامه ثم التفت اليها وحدق فيها لبرهه وقال لها بصوت صارم : نتجوز ونسافر
شعرت هاله بالارض تدور من حولها وظلت تحدق فيه لبرهه حتى قالت بانفاس متقطعه : نتجوز!!!!!..ليه ؟
رمقها سالم بنظره ناريه وقال لها غاضبا : ليه ايه ؟ وجيتيلى المستشفى ليه اومال ؟ فهمينى انتى كنتى بتعلبى بيا ولا ايه حكايتك ؟
احمر وجه هاله بشده وقالت له بتردد : انا ماكنتش بلعب بيك... بس فيه حاجات اتغيرت
شعر سالم برفضها له يشطره نصفين فقال بقسوه: وهوا ايه اللى اتغير ...3 ايام يغيروا كل حاجه كده !!! ردى عليا ..
هاله بصوت مخنوق: سالم ..احنا مانفعش لبعض ..طريقتى غير طريقتك ..عيشتى غير عيشتك ..وانت عارف كده كويس
قال سالم بخشونه : عيشتى زى عيشه عادل ..وكنتى عايشه مع عادل لحد هوا ماطلقك
هاله بقوه: ولو ماكنش طلقنى كنت استحاله ارجع لعيشته
نظر لها سالم غاضبا حانقا ورمقها بنظره مفعمه بالكراهيه حتى انه شعر بنبض جرحه الغائر.....
فقالت هاله بتوسل : سالم ..ارجوك
قاطعها سالم بخشونه رافعا يده بوجهها قاطعا سيل التوسلات التى ارسلتها عيناها قائلا بصوت متوعد: لا تترجى ولا تتوسلى ...لسه وقتهم ماجاش ..
قام سالم وانصرف غاضبا تاركا هاله الحيرى فى امرها تتخبط بين الاستجابه لعرضه والرفض التام لمعيشته
وبعد قليل تعب الاطفال من اللعب وجاءو للجلوس بجوار والدتهم
وشعرت هاله بالوحده الشديده فى ارجاء الحديقه الشاسعه والجوع يشق طريقه الى معدتها الخاويه
والتفت الصغير "عمرو " اليها مترجما شعورها لكلمات : ماما انا جعان ...
نظرت له هاله مشفقه ...لم تدرى ما تفعله فهى حبيسه هى واطفالها تحت رحمه سالم ...
ومنذ لحظات قليله ماضيه رفضت عرضه للزواج بها ...ترى ماقد يفعله بها وبأطفالها ؟
واتخذت الشكوك من عقلها مأوى لها ..وجعلت المخاوف من قلبها فراشها الوثير
الى ان حضر رجلا ضخما وقال بصوت غليظ : اتفضلى يا مدام جواعشان تتغدوا ...
انصرف الرجل باتجاه الفيلا واتبعه عمرو الصغير راكضا وسار ياسين الى جوار امه بخطوات سريعه الى الداخل
دخلت هاله الفيلا وسارت خلف ابنها الصغير الى ان وصلت لسفره عامره باشهى اصناف المؤكلات والمشروبات ..فنظرت لها بخوف شديد ..
هل تحمل حقا طعاما شهيا..... ام سما قاتلا لها ولاولادها ؟؟؟
طردت هاله الفكره الاخيره من رأسها ...فأن كان سالم ينوى قتلها لكان فعل بأحدى اسلحته ولن يلجأ الى حيله رخيصه كتلك
وجلست هاله الى جوار طفليها وقاومت بشده روائح الاكل المغريه واكتفت باطعام اولادها بعزه نفس بالغه ...
وفى القاهره حيث منزل امانى دق الجرس بالحاح فاتجهت امانى الباب بسرعه فلعلها هاله ..
فقد تأخرت هى واولادها بالخارج ...وقد حاولت الاتصال مرارا بها لكن هاتفها كان مغلقا ....
الا ان امانى قد تفاجئت عندما رأت طارق باب منزلها.... فقد كانت "هند"
ارتسمت معالم الدهشه والقلق على معالم امانى فقد كانت هيئتها مزريه وعيناها حمراوتان من أثر البكاء
فقالت امانى بدهشه : هند ..ايه اللى عمل فيكى كده ..مالك ؟!!!
ردت هند باكيه : سالم خطف عيال هاله يا امانى ...وانا اللى ساعدته
ضربت امانى بقوه على صدرها وقالت لها : ايه ؟؟!!!!...انتى بتقولى ايه ؟؟...ادخلى ..ادخلى فهمينى ايه اللى حصل
دخلت هند وجلست وهى ترتجف من اثر البكاء والخوف : خلانى اروح مدرسه ولادها واخدوهم واديهم لرجالته ...هددنى يقتلنى ويقتل امى واخواتى ...ماقدرتش اقوله لاء
ردت امانى مقهوره : حرام عليكى .حرام عليكى ...تعملى فيها كده ليه ..انا بتصل بيها من الصبح مابتردش موبايلها مقفول ...تلاقيها ياحبه عينى دايخه عليهم فى الشوارع ...ماتعرفيش اخدهم راح بيهم فين ؟
هند بانهيار:ماعرفش .والله العظيم ما اعرف ...
امانى بصوت مرتجف: طيب وبعدين ..هنتصرف ازاى دلوقتى ...انا حتى مش عارفه هيا فين ...
ثم لمعت بداخل رأسها فكره وقالت خائفه : ليكون خطفها هيا كمان !!!..عشان كده موبيليها مغلق ...يكون عرف انها اتفقت مع البوليس عليه
مسحت هند عيناها وقالت : انتى بتقولى ايه ..هاله اتفقت مع البوليس .يبقى اكيد عشان كده
امانى بتوتر شديد: لاء ماهوا انا مش هقعد اضرب اخماس فى اسداس كده ..انا هكلم البوليس ...هكلم حاتم ..استنى.. نمرته كانت متسجله على التليفون الارضى هنا
بحثت امانى عن الرقم حتى عثرت عليه وقامت بالاتصال به حتى رن الجرس واجابها احدهم فقالت له : ممكن اكلم النقيب حاتم لو سمحت
رد الرجل :النقيب حاتم مين ؟
قالت امانى بنفاذ صبر : النقيب حاتم ..فى مكافحه المخدرات ..
قال الرجل مصححا لها : قصدك المقدم حاتم ..طيب ثانيه واحده
اتاها صوت حاتم بعد قليل قائلا : الو ..
امانى : المقدم حاتم ..انا امانى ...صاحبه هاله
انتفض حاتم وقال : ااه ..امانى ..خير ؟؟؟
امانى بصوت جزع: مش خير ابدا ...سالم خطف ولاد هاله ..وبتصل بيها من بدرى تليفونها مغلق ..انا خايفه يكون عمل فيها حاجه
رد حاتم مفزوعا : ايه؟؟....امتى الكلام ده ..وعرفتى منين ؟ وازاى ؟
امانى : هند عندى ...قالتلى ان سالم اجبرها تساعده على خطف ولادها ..انا قلقانه اووى على هاله ليكون سالم عرف انها بتساعدك ويأذيها ويأذى ولادها
اعتصر حاتم جبهه رأسه بيده وقال لها : طيب طيب ...هند ماتعرفش اخدهم راح بيهم فين ؟
امانى بقنوط: لاء ماتعرفش
ردد حاتم بصوت قاطع : طيب اقفلى انتى دلوقتى انا هتصرف ..
قام حاتم بالاتصال بمخبريه اللذان تركهم بأرض المعرض وسألهم عن اى حركه مريبه قد حدثت فى الاونه الاخيره
الا انهما قد اجابه بالنفى التام فاتصل حاتم ب "رفيق" الذى لم يرد على اتصاله
وبعد قليل رن هاتفه فرجح حاتم ان يكون رفيق صاحب هذا الاتصال... فرد بقلق : الو
اجابه رفيق : خير يا حاتم باشا ..مش احنا متفقين انا اللى اتصل بيك
حاتم بصوت غاضب : حصلت مصيبه ...سالم خطف ولاد هاله ويمكن هاله كمان ....تليفونها مغلق ولحد دلوقتى مارجعتش البيت
رفيق متوجسا : وانت ايه علاقتك بهاله
اعترف حاتم : هاله كانت بتساعدنى ...معاها ادله واوراق مهمه جدا بتاعه طلقيها عادل ...كان محامى عند المرشدى
رفيق بدهشه: معقول !!!..هاله كانت مرات عادل !!!!..الدنيا صغيره بشكل
حاتم : وانا بكلمك دلوقتى عشان تفلسف ..دبرنى هنعمل ايه ؟
صمت رفيق لبرهه ثم قال باستسلام : مقدمناش الا اننا نستنى رجاله سالم يتحركوا بالمخدرات ساعتها هنوصل لسالم ونقدر نوصل لهاله
حاتم رافضا: وانا لسه هستنى... افرض قتلها
رفيق بثقه : لاااا ..ما اظنش ...سالم استحاله يأذى هاله ..انا واثق من كده
شعر حاتم بالغيره تشتعل بداخله وقال غاضبا : ومنين جاتلك الثقه دى ...؟؟
رفيق بلامبالاه: هاله عجباه ..واستحاله يأذيها ..المهم ..انت تركز عشان العمليه الكبيره ماتبوظش ...اهدى كده عشان نقدر نشتغل صح ..انا رايح دلوقتى المعرض ...يعنى اعمل نفسى بطل عليهم كده واشوف التسجيلات فيها ايه ...
حاتم : طيب..خد بالك هه ..واى حركه تحسها مش تمام كلمنى فورا
انهى حاتم اتصاله وفرك رأسه بقوه وشعر بالقلق والخوف الشديد على هاله واولادها ..ترى ما الذى قد يفعله سالم بها ..ان كان لم ينوى الحاق أذى بها فلم اختطفها؟؟؟؟ ..
حاول حاتم الاتصال بهاتفها من جديد الا ان الرساله الصوتيه اخبرته بأن الهاتف مغلقا ...
وصل رفيق الى ارض المعرض فى غضون نصف ساعه وما ان هم بالدخول حتى اعترضه احد رجال سالم
فقال له رفيق بابتسامه عريضه : اندهلى وليد
نظر له الرجل نظره مستاءه وانصرف الى الداخل ... وبعد قليل خرج وليد ليقابل رفيق... فقال متملقا : اهلا ..اهلا رفيق باشا
قال له رفيق ساخرا : باشا ايه بقى.. ماخلاص ..البيت بيت ابونا والغرب يطردونا
وليد ببرود : العفو يا باشا انت صاحب مكان ...لكن انت عارف سالم بيه واوامره
رفيق صارما: اومره تمشى عليك مش عليا ..وعموما انا مش عايز مشاكل ....فى ورق وحاجات ليا فى المكتب فوق عايز اخدهم عشان مسافر ..
وليد بابتسامه باهته: طيب ماترتاح انت يا باشا وانا اجيبهم لحد عندك
اخرج رفيق رزمه ماليه وقال له : وماله ....دول يا سيدى حق التوصيل ...تسمح تعدينى بأه
قبض وليد على المال بسرعه وقال له بجشع : اتفضل ياباشا تحت امرك
دخل رفيق المعرض بخطى واثقه ودارت عيناه فى المكان ولمح رجال سالم وهم يعدون السيارات للتحرك
فالتفت الى وليد الذى كان يتبعه كظله حتى وصلا الى غرفه مكتبه ...وقال له رفيق متساءلا : خلاص هتبيعوا العربيات دى ؟
رد وليد : المشترى بتاعهم جاهز ..مبروك ياباشا
رفيق متهكما : مبروك ليه ؟؟ وانا ليا فيه.... دا حتى البيعه اللى فاتت طلعت من المولد بلا حمص
قال وليد مستنكرابصوت منخفض: والله والله يارفيق باشا ولا ليك عليا يمين ..انا كلمت سالم باشا
رفع رفيق يده وقاطعه وقال دون اكتراث : خلاص خلاص ياوليد ...كله راح لحاله سيبنى بقى افضى مكتبى وامشى
ربت وليد على جيبه المحمل باموال رفيق و قال له بابتسامه صفراء : هتوحشنا ايامك يارفيق باشا والله
انصرف وليد واغلق رفيق باب الحجره باحكام واتجه الى المسجل واخرج منه الاسطوانه التى عليها تسجيلا باحداث الساعات الماضيه وحمل معه بعض الاوراق للتمويه وانصرف بعدما اغلق غرفته باحكام
وما ان خرج رفيق حتى قال له وليد : خير يا باشا انت لحقت
رفيق ببرود : ااه مش قولتلك شويه ورق ..بس احتمال ارجع تانى بكره او بعده ...سلام
وليد دون اكتراث: مع الف سلامه ياباشا نورت
ما ان خرج رفيق من المعرض حتى استقل سيارته وقاد بسرعه فائقه الى ان ابتعد عن ارض المعرض بأكثر من عشره اميال حتى اوقف السياره وخرج منها وقام بالاتصال بحاتم الذى اجابه فورا
فقال له رفيق : معايا السى دى اللى عليها اللى حصل النهارده ..ماعرفتش اتفرج عليها فى المعرض طبعا ... اخدتها ومشيت انت فين عشان نعرف نتفرج عليها
حاتم متوترا: انا فى مكتبى... اسمع تعالالى البيت
رفيق بصوت حازم : لاء طبعا مش هينفع تعالى انت قابلنى فى العنوان ده *************** ..دى شقه انا قافلها من زمان.. وهات معاك لاب محترم
دون حاتم العنوان وقال له : ساعه واكون عندك ..سلام
وبعد مرور ساعه زمنيه كان حاتم يجلس فى بجوار رفيق يتابعان احداث اليوم فى المعرض
حتى سمعا كلاهما وليد وهو يجيب اتصالا هاتفيا من سالم " قبل ما المشترى يجى ...الساعه 12 بالدقيقه هنكون عند ساعدتك فى العين ... "
اوقف حاتم المشغل والتفت الى رفيق الذى كان يدخن سيجارته بتوتر وقال متعجبا : العين !!!
نفث رفيق دخان سيجارته وقال بهدوء: العين السخنه ..سالم عنده فيلا هناك... اكيد هيا
حاتم مندفعا : وانت تعرف فين بالظبط ؟
اومأ رفيق برأسه وقال : روحتها مره او اتنين باين ...لكن لو روحت تانى افتكر
حاتم متساءلا: طيب وبعدين ...
قطع رفيق امره وقام من مجلسه واتجه الى النافذه واستطلع الطريق امامه ثم قال : ولا قابلين هاجى معاك والاحسن انك تجهز رجالتك نتحرك دلوقتى ....بس بهدوء مش عايزين حد ينتبه لينا ..المكان هناك بيبقى فاضى فى الوقت ده من السنه
حاتم متوجسا : انا مش مطمن افرض مش هيتحركوا الليله
رفيق : لاء... اكيد هيتحركوا الليله انا شفتهم فى المعرض وشكلهم كانو بيجهزوا ....وبعدين انت تفضل حاطط مخبرينك عند المعرض وهما هيلاحظوا اما يتحركوا ويبقوا يبلغونا ..واحنا هنكون مستنينهم هناك ونقبض على سالم متلبس ...
حاتم مذعنا : هيا خطه ماتخرش الميه بسانا كنت بفكر . نروح دلوقتى ونقبض عليه ...على الاقل ننقذ هاله
نظر له رفيق حانقا وقال له باستنكار شديد : ياسلام ...ننقذ هاله!!!! ..ده اللى انت بتفكر فيه ..بقى انا معرض حياتى للخطر ..وموافق على السجن والبهدله وحضرتك كل اللى بتفكر فيه اننا ننقذ هاله ...ده المهم بالنسبالك ..وتقبض على سالم بحجه ايه ؟؟؟ خطف هاله !!! ..فعلا ..قضيه ماتخرش الميه
رد حاتم مدافعا عن نفسه : انا كنت بقول نروح بدرى شويه قبل ما سالم يعمل فيها حاجه
تقدم رفيق نحوه بعده خطوات واشار له بيده بعصبيه شديده : احنا مش هنعمل اى خطوه الا لما المشترى يوصل ونقبض على سالم متلبس ...وان كان على هاله هيا اللى جابته لنفسها انا حذرتها قبل كده تبعد عنه...انما حضرتك لو رحت دلوقتى مش بعيد هاله نفسها تطلعه براءه وتقول انه ماكنش خاطفها كان واخدها يفسحها هيا وولادها ...انت اصلك ماتعرفش سالم ..ده ممكن يكون عملها غسيل مخ من زمان
تصارعت الشكوك داخل حاتم ان تكون هاله بالفعل قد رضخت لسالم او انها قد ذهبت بأرادتها اليه
فقال مستجمعا رباطه جأشه : انا هاخد السى دى وافرجها لسيادته اللواء عشان يتأكد وهكلمك عشان نتحرك الليله .
سحق رفيق سيجارته فى المنفضه وقال بتوتر : خلاص وهو كذلك ...بس يكون فى معلومك انا مش هسلم نفسى ولا اعترف بحاجه ولا حتى حروح معاك النهارده ... الا لما اضمن حمايه كامله لولادى ومراتى وغير كده حكم مخفف طبعا ..مفهوم
حاتم مؤكدا : اطمن انا كلمت سيادته اللوا وهوا وعدنى وتقدر تخلى المحامى بتاعك ياخد من النيابه تعهد بكده النهارده قبل ما تيجى معانا ...
اومأ رفيق برأسه وقال له : خلاص ..هكلمه يجيلك المكتب كمان ساعتين كده تكون جهزت الاوراق
انصرف حاتم ولا يحمل بداخله سوى صوره طبعها فؤاده الغيور لهاله باحضان السالم نفضها عنه عقله الذى كان على ثقه تامه بها بل وجسد له معاناتها هي واطفالها تحت يد سالم ....فشعر بالخوف عليها يتصاعد داخله
والقى احساسه بالذنب على كاهله عبئا مضاعفا فهو اولا واخيرا من ورطها فى هذا المأزق ولم يوفر لها الحمايه الكامله ضد بطش سالم ورجاله
تخلى المخدر عن فرض سيطرته الكامله على عقلها وجسدها وانسحب رويدا رويدا
تاركا المجال لرؤيا ضبابيه طالعتها عينيها مع شعور قوى بالوهن والتعب
وفتحت عيناها بصعوبه بالغه
تكاد لا تذكر الاحداث الماضيه ...
واول سؤال طرق رأسها بقوه
اين انا ؟....
ثم تذكرت فجأه ...
اولادى ..اين هم؟
وبأنفاس متلاحقه قامت من فراشها والتفت حولها بقلق شديد وتطلعت لباب الحجره المغلق بكثير من الخوف
وتوجهت اليه لتفتحه ..
فاستجاب لها بكل يسر وسهوله ..
وحملتها قدماها المرتجفتان الى خارج الحجره وسارت فى الردهه الطويله حتى وجدت امامها درجا رخاميا يقودها للاسفل
فاستطلعت المكان بخوف فوجدته خاويا فنزلت السلم بحرص شديد
حتى سمعت صرخات متعاليه لابنها الصغير عمرو وهو يصيح فتسابقت خطواتها على الدرج حتى وصلت للاسفل
وتلفتت يمينا ويسارا حتى ابصرته من الشرفه ..هو واخيه يلعبان الكره سويا ويمرحان بلهو طفولى
وما ان همت بفتح المزلاج والخروج اليهما من الشرفه... حتى قاطعها صوت سالم قائلا : حمد الله على السلامه
التفتت هاله خلفها ورأته واقفا يبعد عنها بعده خطوات مبتسما لها ببرود
فنظرت له غاضبه وتقدمت نحوه وقالت بصوت مرتجف : انت!!!...انت ازاى تعمل كده ؟ انت عاوز ايه ؟
قال لها سالم بهدوء ومد يده ليجذب يدها : تعالى نقعد ونتكلم
نفضت هاله يده بعيدا عنها وقالت له بعنف: نتكلم فى ايه بالظبط ؟ انت بأى حق تخطف ولادى وتبعتلى رجالتك يخطفونى انا كمان ؟
رمقها سالم بنظره حاده وقال لها بصوت يحمل وعيدا : بعدين معاكى ..قولتلك تعالى نقعد
قالت هاله بصوت حاد : مش هقعد ..ومش هتكلم وهاخد ولادى ..وهنزل على مصر حالا
اطلق سالم ضحكه شرسه وقال لها ساخرا : لهو انا عملت كل ده عشان تاخديهم ببساطه كده ..وتنزلى على مصر تانى ؟
نظرت له هاله خائفه وقالت له : انت عايز ايه ياسالم ؟
اشار لها بلهجه آمره لتسير : قدامى ...
اتبعت هاله اشارته بعيناها فوجدته يشير الى باب مغلق قبالها فطاوعته متردده تلتفت من الحين للاخر لتنظر الى اولادها اللذان يبدو عليهما التمتع بوقتهما فى لعبتهما المفضله
فتحت هاله الباب ودخلت الى الغرفه الواسعه امامها والتفت خلفها لتجد ان سالم قد اوصد الباب
كرت سؤالها مره اخرى بقلق يتصاعد داخلها: انت عايز منى ايه يا سالم ؟
اقترب منها سالم وطالعها بنظره غاضبه وقال لها بقسوه: كنتى بتعملى ايه مع الظابط اليومين اللى فاتو يا هاله ؟
ارتسمت امارات الهلع على وجهها وقالت له بخوف : وانت عرفت منين ؟
رد سالم بهدوء وقد اقترب منها اكثر واكثر : انا اعرف كل حاجه ..كنتى بتعملى معاه ايه ؟
ترددت هاله كثيرا فى الافصاح عما كانت تفعله فحاولت التملص من الاجابه : وانت بقى جايبنى هنا عشان تعرف ..؟ولما تعرف هتعمل فيا ايه ..هتقتلنى ؟
لمعت عينا سالم وقال بصوت خفيض : ردى عليا منغير ملاوعه ..قلتى ايه للظابط يا هاله ؟
تراجعت هاله خطوه للخلف وقالت له : وانا اضمن منين انك لما تعرف مش هتأذينى ؟
اقترب منها سالم وامسكها من ذراعيها وقال لها : انا لو كنت عايز اذيكى ما كنتش تعبت روحى اجيبك انتى وولادك هنا ...انا لوكنت عايز ااذيكى كان كفايه اووى اخد ولادك بعيد عنك وانتى عارفه كده كويس
دفعت هاله يداه بعيدا: امال عايز منى ايه ؟
سالم بتصميم: اعرف قولتى ايه للظابط
لم تجد هاله مفرا من اجابته بصدق : فتحتله الخزنه اللى فى البنك
سالم بشك : وهيا الخزنه كان فيها ورق تانى ؟
هاله : ايوا كان فيها ورق وفلوس ودهب كمان
نظر لها سالم غاضبا وقال: وانتى ماقولتليش ليه على بقيه الورق
هاله حانقه: انت طلبت الورق اللى يخصك جبتهولك ...بقيته مايخصكش فى حاجه
رد سالم غاضبا وبصوت مرتفع : انتى غبيه ..ازاى تعملى حاجه زى كده ..حتى لو ميخصنيش ..انا قبل كده منبه عليكى ان عادل ليه اعداء ياما ..تقومى تروحى انتى بكل بساطه تدى الورق للظابط
تراجعت هاله خطوه للخلف ثم قالت مستنكره: انت بتزعق فيا ليه ...
سالم حانقا: وانت عيزانى بعد عملتك السودا دى اطبطب عليكى ..تقدرى تقوليلى استفتدى ايه ..اخدتى ايه بالمقابل ؟
هاله بعناد : بالمقابل البلد هتنضف والحق هيرجع لصاحبه
حملق بها سالم بوجه احمر وانفاس اشتاطت غضبا وقال لها : حق ايه ..هه؟ حق مين ؟ انتى مالك انتى ؟اللى ليه حق يروح هوا يدور عليه ..انتى خليكى فى حالك وربى ولادك بعيد عن كل ده
ردت هاله بنفاذ صبر وهى متجهه الى باب الحجره وحاولت فتح الباب : متشكره يا سيدى على النصيحه ....سيبنى بقى امشى واخد ولادى عشان اربيهم
اندفع سالم تجاهها وجذبها من ذراعها وقال بخشونه: لهو انتى فاكره انى هسيبك بعد ماعرفت بعملتك دى تخطى خطوه بعيد عن عينى... ده بعدك
دفعت هاله يده بعيدا وقالت غاضبه : وانت مالك بيا..ماتخليك فى حالك ؟
جذبها سالم بقوه ولفحت انفاسه وجهها بشده : انتى حالى ..ومش هتمشى من هنا ...ومن هنا ورايح هتفضلى تحت عينى لحد ما نمشى من البلد
هاله متعجبه : نمشى من البلد !!!!!.نمشى نروح فين ..ان كنت انت عايز تمشى امشى ..وامشى من دلوقتى كمان ياريت ..لكن انا مش هسيب بلدى
لمعت عينا سالم وتركها ونظر لها بعمق وقال بتأن : امشى من دلوقتى ؟؟؟؟...ليه ؟ .
ظلت هاله تحملق به صامته ..خائفه .مرتجفه ...فقال لها حانقا : ليه ؟ ردى عليا ...
فرت دمعه من عين هاله وقالت بصوت ابح : حاتم عنده ادله ضدك ..وهيقبض عليك ..انت والمرشدى
ابيضت معالم سالم ولمع جرحه القبيح وقال لها بوعيد : يعنى الورق اللى اخده كان فيه حاجات تخص المرشدى صح ؟
قالت هاله غاضبه : المرشدى بتاعك ده ..كان سبب انى اتسجنت 5 سنين ظلم ...خايف عليه اووى ...انا مش هيكفنى انى اشوف حبل المشنقه ملفوف على رقبته ...
اخذ سالم نفسا عميقا وابتعد عنها واتجه الى النافذه وقال لها بعد برهه : انا مش عارف اعمل معاكى ايه ؟ بجد مش عارف ...
ثم التفت اليها وقال لها بصوت متوتر : وانتى فكرك انه حتى لو معاه ورق هيقبض عليه ببساطه كده ..اولا ده عضو مجلس شعب يعنى معاه حصانه ..ثانيا ..المرشدى لو وقع مش هيقع لوحده ..ده حواليه الف يسندوه ..
ثم اقترب منها وقال لها بصوت منخفض : كل اللى انتى عملتيه انك جبتى الاذى لنفسك ...وهوا جاب الاذيه ليه ويوم ولا اتنين وهيجيلك خبره
ظلت هاله تحملق به وقالت له بصوت مرتجف : هتقتله ؟
قال لها سالم بقسوه : ايه؟؟ ...عجبك ..معلش ..ياخساره ..مافيش نصيب ..لكن ياروح مابعدك روح ...
هاله : وفيها ايه لما تسلم نفسك وتعترف على المرشدى ...ممكن حتى يدوك حكم مخفف
سالم حانقا : انتى اتخبلتى فى عقلك ولا اتجننتى ..عايزانى اسلم نفسى ....انتى اصلك عبيطه ومش فاهمه حاجه ..ومش عارفه البلد دى ماشيه ازاى
هاله : يبقى خلاص سيبنى اخد عيالى وامشى
لمعت عينا سالم وقال بخشونه : لاء يعنى لاء ..مش هتتحركى خطوه من هنا ..وانتى حره ياهاله لو حاولتى تهربى ولا تكسرى كلامى انا لحد النهارده وبتعامل معاكى بالحسنى ..ماتخلنيش اغضب عليكى ..صدقينى هتخسرى يامه واولهم ولادك ....
هاله : انت بتهددنى يا سالم
سالم بصوت خفيض مرتجف من شده انفعاله: احمدى ربنا انى لحد دلوقتى بهدد بس ..ماتوصلنيش لمرحله الفعل ..انا مابعرفش ابويا ساعه الجد ..اتفضلى دلوقتى روحى اوضتك ولا اطلعى اقعدى مع عيالك ..هما فاهمين انكم جايين تقضوا ويك اند ويغيروا جو ...
خرجت هاله مسرعه باتجاه الشرفه ومنها الى الحديقه الخلفيه وما ان لمحتها اعين اطفالها حتى تسابقت اقدامهم باتجاهها ..وارتمى ياسين اولا فى احضانها
ويليه عمرو الذى قال لها فرحا : المكان هنا حلو اووى يا ماما ياريت نفضل قاعدين هنا على طوول
ارتسم الالم على محيا هاله التى قالت لهما : انتو عاملين ايه ؟.كويسين
هز الاطفال رأسهما بالايجاب فقالت هاله بقلق : انتو جيتوا هنا مع مين وازاى طلعتو من المدرسه
عمرو ببراءه: مش انتى بعتى صاحبتك طنط هند تاخدنا من المدرسه ؟
ارتسمت الدهشه على معالم هاله فقالت : هند!!!!...
ثم تمالكت هاله انفاسها المتسارعه وقالت بهدوء : وانتو برضه يصح تمشوا مع اى حد كده ..وبعدين انا وقفت استنتيكم تطلعوا
ياسين: ماهى جاتلنا فى الحصه اللى قبل الاخيره واستأذنت ميس الالعاب اننا نخرج معاها وقالتلنا انها جت عشان نروحلك انتى وعمو سالم نقضى الويك اند فأحنا قلنا للميس اننا نعرفها
ردت هاله بصوت حاولت ان تجعله طبيعيا قدر الامكان : تانى مره ماتعملوش تانى كده ابدا ...يا انا اللى اخدكم من الفصل يا ماتروحوش مع حد انتو فاهميين ؟؟
عمرو متساءلا بحيره: ليه يا ماما ..هوا انتى مش خليتى عمو سالم يجيبنا هنا ؟
اقرت هاله بصوت مذنب: يظهر يابنى اننى انا فعلا خليتو يجبكم هنا ....حقكم عليا ..ربنا يعديها على خير
تبادل ياسين وعمرو نظرات عدم الفهم فقالت لهم هاله بصوت اجتهدت لتجعله فرحا : يالا روحوا العبو وانا قاعده هنا .روحوا
كان سالم واقفا على بعد امتار يراقب مشهد هاله مع اطفالها ثم امسك بهاتفهه وقام بمحادثه وليد واخبره ان يعد الرجال لنقل البضاعه الى حيث هو وان يتصل بالمشترى ليخبره بمكان التسليم ووقته الذى حدده فى تمام الواحده بعد منتصف هذه الليله
ثم اقترب من ياسين وقطع عليه الطريق واختطف منه الكره وظل يحاوره ويلاعبه ... الى ان استطاع عمرو الصغير القبض على الكره من جديد عندها اعلن استسلامه ضاحكا بسرور وترك الملعب للصغار
واتجه الى هاله التى تراقبهم بعيون دامعه
وقال لها بصوت خفيض :اضحكى ..اضحكى عشان الولاد مايحسوش بحاجه ...
التفتت هاله اليه وقالت غاضبه : انت ناوى على ايه .؟
ظل سالم محدقا فى الفضاء امامه ثم التفت اليها وحدق فيها لبرهه وقال لها بصوت صارم : نتجوز ونسافر
شعرت هاله بالارض تدور من حولها وظلت تحدق فيه لبرهه حتى قالت بانفاس متقطعه : نتجوز!!!!!..ليه ؟
رمقها سالم بنظره ناريه وقال لها غاضبا : ليه ايه ؟ وجيتيلى المستشفى ليه اومال ؟ فهمينى انتى كنتى بتعلبى بيا ولا ايه حكايتك ؟
احمر وجه هاله بشده وقالت له بتردد : انا ماكنتش بلعب بيك... بس فيه حاجات اتغيرت
شعر سالم برفضها له يشطره نصفين فقال بقسوه: وهوا ايه اللى اتغير ...3 ايام يغيروا كل حاجه كده !!! ردى عليا ..
هاله بصوت مخنوق: سالم ..احنا مانفعش لبعض ..طريقتى غير طريقتك ..عيشتى غير عيشتك ..وانت عارف كده كويس
قال سالم بخشونه : عيشتى زى عيشه عادل ..وكنتى عايشه مع عادل لحد هوا ماطلقك
هاله بقوه: ولو ماكنش طلقنى كنت استحاله ارجع لعيشته
نظر لها سالم غاضبا حانقا ورمقها بنظره مفعمه بالكراهيه حتى انه شعر بنبض جرحه الغائر.....
فقالت هاله بتوسل : سالم ..ارجوك
قاطعها سالم بخشونه رافعا يده بوجهها قاطعا سيل التوسلات التى ارسلتها عيناها قائلا بصوت متوعد: لا تترجى ولا تتوسلى ...لسه وقتهم ماجاش ..
قام سالم وانصرف غاضبا تاركا هاله الحيرى فى امرها تتخبط بين الاستجابه لعرضه والرفض التام لمعيشته
وبعد قليل تعب الاطفال من اللعب وجاءو للجلوس بجوار والدتهم
وشعرت هاله بالوحده الشديده فى ارجاء الحديقه الشاسعه والجوع يشق طريقه الى معدتها الخاويه
والتفت الصغير "عمرو " اليها مترجما شعورها لكلمات : ماما انا جعان ...
نظرت له هاله مشفقه ...لم تدرى ما تفعله فهى حبيسه هى واطفالها تحت رحمه سالم ...
ومنذ لحظات قليله ماضيه رفضت عرضه للزواج بها ...ترى ماقد يفعله بها وبأطفالها ؟
واتخذت الشكوك من عقلها مأوى لها ..وجعلت المخاوف من قلبها فراشها الوثير
الى ان حضر رجلا ضخما وقال بصوت غليظ : اتفضلى يا مدام جواعشان تتغدوا ...
انصرف الرجل باتجاه الفيلا واتبعه عمرو الصغير راكضا وسار ياسين الى جوار امه بخطوات سريعه الى الداخل
دخلت هاله الفيلا وسارت خلف ابنها الصغير الى ان وصلت لسفره عامره باشهى اصناف المؤكلات والمشروبات ..فنظرت لها بخوف شديد ..
هل تحمل حقا طعاما شهيا..... ام سما قاتلا لها ولاولادها ؟؟؟
طردت هاله الفكره الاخيره من رأسها ...فأن كان سالم ينوى قتلها لكان فعل بأحدى اسلحته ولن يلجأ الى حيله رخيصه كتلك
وجلست هاله الى جوار طفليها وقاومت بشده روائح الاكل المغريه واكتفت باطعام اولادها بعزه نفس بالغه ...
وفى القاهره حيث منزل امانى دق الجرس بالحاح فاتجهت امانى الباب بسرعه فلعلها هاله ..
فقد تأخرت هى واولادها بالخارج ...وقد حاولت الاتصال مرارا بها لكن هاتفها كان مغلقا ....
الا ان امانى قد تفاجئت عندما رأت طارق باب منزلها.... فقد كانت "هند"
ارتسمت معالم الدهشه والقلق على معالم امانى فقد كانت هيئتها مزريه وعيناها حمراوتان من أثر البكاء
فقالت امانى بدهشه : هند ..ايه اللى عمل فيكى كده ..مالك ؟!!!
ردت هند باكيه : سالم خطف عيال هاله يا امانى ...وانا اللى ساعدته
ضربت امانى بقوه على صدرها وقالت لها : ايه ؟؟!!!!...انتى بتقولى ايه ؟؟...ادخلى ..ادخلى فهمينى ايه اللى حصل
دخلت هند وجلست وهى ترتجف من اثر البكاء والخوف : خلانى اروح مدرسه ولادها واخدوهم واديهم لرجالته ...هددنى يقتلنى ويقتل امى واخواتى ...ماقدرتش اقوله لاء
ردت امانى مقهوره : حرام عليكى .حرام عليكى ...تعملى فيها كده ليه ..انا بتصل بيها من الصبح مابتردش موبايلها مقفول ...تلاقيها ياحبه عينى دايخه عليهم فى الشوارع ...ماتعرفيش اخدهم راح بيهم فين ؟
هند بانهيار:ماعرفش .والله العظيم ما اعرف ...
امانى بصوت مرتجف: طيب وبعدين ..هنتصرف ازاى دلوقتى ...انا حتى مش عارفه هيا فين ...
ثم لمعت بداخل رأسها فكره وقالت خائفه : ليكون خطفها هيا كمان !!!..عشان كده موبيليها مغلق ...يكون عرف انها اتفقت مع البوليس عليه
مسحت هند عيناها وقالت : انتى بتقولى ايه ..هاله اتفقت مع البوليس .يبقى اكيد عشان كده
امانى بتوتر شديد: لاء ماهوا انا مش هقعد اضرب اخماس فى اسداس كده ..انا هكلم البوليس ...هكلم حاتم ..استنى.. نمرته كانت متسجله على التليفون الارضى هنا
بحثت امانى عن الرقم حتى عثرت عليه وقامت بالاتصال به حتى رن الجرس واجابها احدهم فقالت له : ممكن اكلم النقيب حاتم لو سمحت
رد الرجل :النقيب حاتم مين ؟
قالت امانى بنفاذ صبر : النقيب حاتم ..فى مكافحه المخدرات ..
قال الرجل مصححا لها : قصدك المقدم حاتم ..طيب ثانيه واحده
اتاها صوت حاتم بعد قليل قائلا : الو ..
امانى : المقدم حاتم ..انا امانى ...صاحبه هاله
انتفض حاتم وقال : ااه ..امانى ..خير ؟؟؟
امانى بصوت جزع: مش خير ابدا ...سالم خطف ولاد هاله ..وبتصل بيها من بدرى تليفونها مغلق ..انا خايفه يكون عمل فيها حاجه
رد حاتم مفزوعا : ايه؟؟....امتى الكلام ده ..وعرفتى منين ؟ وازاى ؟
امانى : هند عندى ...قالتلى ان سالم اجبرها تساعده على خطف ولادها ..انا قلقانه اووى على هاله ليكون سالم عرف انها بتساعدك ويأذيها ويأذى ولادها
اعتصر حاتم جبهه رأسه بيده وقال لها : طيب طيب ...هند ماتعرفش اخدهم راح بيهم فين ؟
امانى بقنوط: لاء ماتعرفش
ردد حاتم بصوت قاطع : طيب اقفلى انتى دلوقتى انا هتصرف ..
قام حاتم بالاتصال بمخبريه اللذان تركهم بأرض المعرض وسألهم عن اى حركه مريبه قد حدثت فى الاونه الاخيره
الا انهما قد اجابه بالنفى التام فاتصل حاتم ب "رفيق" الذى لم يرد على اتصاله
وبعد قليل رن هاتفه فرجح حاتم ان يكون رفيق صاحب هذا الاتصال... فرد بقلق : الو
اجابه رفيق : خير يا حاتم باشا ..مش احنا متفقين انا اللى اتصل بيك
حاتم بصوت غاضب : حصلت مصيبه ...سالم خطف ولاد هاله ويمكن هاله كمان ....تليفونها مغلق ولحد دلوقتى مارجعتش البيت
رفيق متوجسا : وانت ايه علاقتك بهاله
اعترف حاتم : هاله كانت بتساعدنى ...معاها ادله واوراق مهمه جدا بتاعه طلقيها عادل ...كان محامى عند المرشدى
رفيق بدهشه: معقول !!!..هاله كانت مرات عادل !!!!..الدنيا صغيره بشكل
حاتم : وانا بكلمك دلوقتى عشان تفلسف ..دبرنى هنعمل ايه ؟
صمت رفيق لبرهه ثم قال باستسلام : مقدمناش الا اننا نستنى رجاله سالم يتحركوا بالمخدرات ساعتها هنوصل لسالم ونقدر نوصل لهاله
حاتم رافضا: وانا لسه هستنى... افرض قتلها
رفيق بثقه : لاااا ..ما اظنش ...سالم استحاله يأذى هاله ..انا واثق من كده
شعر حاتم بالغيره تشتعل بداخله وقال غاضبا : ومنين جاتلك الثقه دى ...؟؟
رفيق بلامبالاه: هاله عجباه ..واستحاله يأذيها ..المهم ..انت تركز عشان العمليه الكبيره ماتبوظش ...اهدى كده عشان نقدر نشتغل صح ..انا رايح دلوقتى المعرض ...يعنى اعمل نفسى بطل عليهم كده واشوف التسجيلات فيها ايه ...
حاتم : طيب..خد بالك هه ..واى حركه تحسها مش تمام كلمنى فورا
انهى حاتم اتصاله وفرك رأسه بقوه وشعر بالقلق والخوف الشديد على هاله واولادها ..ترى ما الذى قد يفعله سالم بها ..ان كان لم ينوى الحاق أذى بها فلم اختطفها؟؟؟؟ ..
حاول حاتم الاتصال بهاتفها من جديد الا ان الرساله الصوتيه اخبرته بأن الهاتف مغلقا ...
وصل رفيق الى ارض المعرض فى غضون نصف ساعه وما ان هم بالدخول حتى اعترضه احد رجال سالم
فقال له رفيق بابتسامه عريضه : اندهلى وليد
نظر له الرجل نظره مستاءه وانصرف الى الداخل ... وبعد قليل خرج وليد ليقابل رفيق... فقال متملقا : اهلا ..اهلا رفيق باشا
قال له رفيق ساخرا : باشا ايه بقى.. ماخلاص ..البيت بيت ابونا والغرب يطردونا
وليد ببرود : العفو يا باشا انت صاحب مكان ...لكن انت عارف سالم بيه واوامره
رفيق صارما: اومره تمشى عليك مش عليا ..وعموما انا مش عايز مشاكل ....فى ورق وحاجات ليا فى المكتب فوق عايز اخدهم عشان مسافر ..
وليد بابتسامه باهته: طيب ماترتاح انت يا باشا وانا اجيبهم لحد عندك
اخرج رفيق رزمه ماليه وقال له : وماله ....دول يا سيدى حق التوصيل ...تسمح تعدينى بأه
قبض وليد على المال بسرعه وقال له بجشع : اتفضل ياباشا تحت امرك
دخل رفيق المعرض بخطى واثقه ودارت عيناه فى المكان ولمح رجال سالم وهم يعدون السيارات للتحرك
فالتفت الى وليد الذى كان يتبعه كظله حتى وصلا الى غرفه مكتبه ...وقال له رفيق متساءلا : خلاص هتبيعوا العربيات دى ؟
رد وليد : المشترى بتاعهم جاهز ..مبروك ياباشا
رفيق متهكما : مبروك ليه ؟؟ وانا ليا فيه.... دا حتى البيعه اللى فاتت طلعت من المولد بلا حمص
قال وليد مستنكرابصوت منخفض: والله والله يارفيق باشا ولا ليك عليا يمين ..انا كلمت سالم باشا
رفع رفيق يده وقاطعه وقال دون اكتراث : خلاص خلاص ياوليد ...كله راح لحاله سيبنى بقى افضى مكتبى وامشى
ربت وليد على جيبه المحمل باموال رفيق و قال له بابتسامه صفراء : هتوحشنا ايامك يارفيق باشا والله
انصرف وليد واغلق رفيق باب الحجره باحكام واتجه الى المسجل واخرج منه الاسطوانه التى عليها تسجيلا باحداث الساعات الماضيه وحمل معه بعض الاوراق للتمويه وانصرف بعدما اغلق غرفته باحكام
وما ان خرج رفيق حتى قال له وليد : خير يا باشا انت لحقت
رفيق ببرود : ااه مش قولتلك شويه ورق ..بس احتمال ارجع تانى بكره او بعده ...سلام
وليد دون اكتراث: مع الف سلامه ياباشا نورت
ما ان خرج رفيق من المعرض حتى استقل سيارته وقاد بسرعه فائقه الى ان ابتعد عن ارض المعرض بأكثر من عشره اميال حتى اوقف السياره وخرج منها وقام بالاتصال بحاتم الذى اجابه فورا
فقال له رفيق : معايا السى دى اللى عليها اللى حصل النهارده ..ماعرفتش اتفرج عليها فى المعرض طبعا ... اخدتها ومشيت انت فين عشان نعرف نتفرج عليها
حاتم متوترا: انا فى مكتبى... اسمع تعالالى البيت
رفيق بصوت حازم : لاء طبعا مش هينفع تعالى انت قابلنى فى العنوان ده *************** ..دى شقه انا قافلها من زمان.. وهات معاك لاب محترم
دون حاتم العنوان وقال له : ساعه واكون عندك ..سلام
وبعد مرور ساعه زمنيه كان حاتم يجلس فى بجوار رفيق يتابعان احداث اليوم فى المعرض
حتى سمعا كلاهما وليد وهو يجيب اتصالا هاتفيا من سالم " قبل ما المشترى يجى ...الساعه 12 بالدقيقه هنكون عند ساعدتك فى العين ... "
اوقف حاتم المشغل والتفت الى رفيق الذى كان يدخن سيجارته بتوتر وقال متعجبا : العين !!!
نفث رفيق دخان سيجارته وقال بهدوء: العين السخنه ..سالم عنده فيلا هناك... اكيد هيا
حاتم مندفعا : وانت تعرف فين بالظبط ؟
اومأ رفيق برأسه وقال : روحتها مره او اتنين باين ...لكن لو روحت تانى افتكر
حاتم متساءلا: طيب وبعدين ...
قطع رفيق امره وقام من مجلسه واتجه الى النافذه واستطلع الطريق امامه ثم قال : ولا قابلين هاجى معاك والاحسن انك تجهز رجالتك نتحرك دلوقتى ....بس بهدوء مش عايزين حد ينتبه لينا ..المكان هناك بيبقى فاضى فى الوقت ده من السنه
حاتم متوجسا : انا مش مطمن افرض مش هيتحركوا الليله
رفيق : لاء... اكيد هيتحركوا الليله انا شفتهم فى المعرض وشكلهم كانو بيجهزوا ....وبعدين انت تفضل حاطط مخبرينك عند المعرض وهما هيلاحظوا اما يتحركوا ويبقوا يبلغونا ..واحنا هنكون مستنينهم هناك ونقبض على سالم متلبس ...
حاتم مذعنا : هيا خطه ماتخرش الميه بسانا كنت بفكر . نروح دلوقتى ونقبض عليه ...على الاقل ننقذ هاله
نظر له رفيق حانقا وقال له باستنكار شديد : ياسلام ...ننقذ هاله!!!! ..ده اللى انت بتفكر فيه ..بقى انا معرض حياتى للخطر ..وموافق على السجن والبهدله وحضرتك كل اللى بتفكر فيه اننا ننقذ هاله ...ده المهم بالنسبالك ..وتقبض على سالم بحجه ايه ؟؟؟ خطف هاله !!! ..فعلا ..قضيه ماتخرش الميه
رد حاتم مدافعا عن نفسه : انا كنت بقول نروح بدرى شويه قبل ما سالم يعمل فيها حاجه
تقدم رفيق نحوه بعده خطوات واشار له بيده بعصبيه شديده : احنا مش هنعمل اى خطوه الا لما المشترى يوصل ونقبض على سالم متلبس ...وان كان على هاله هيا اللى جابته لنفسها انا حذرتها قبل كده تبعد عنه...انما حضرتك لو رحت دلوقتى مش بعيد هاله نفسها تطلعه براءه وتقول انه ماكنش خاطفها كان واخدها يفسحها هيا وولادها ...انت اصلك ماتعرفش سالم ..ده ممكن يكون عملها غسيل مخ من زمان
تصارعت الشكوك داخل حاتم ان تكون هاله بالفعل قد رضخت لسالم او انها قد ذهبت بأرادتها اليه
فقال مستجمعا رباطه جأشه : انا هاخد السى دى وافرجها لسيادته اللواء عشان يتأكد وهكلمك عشان نتحرك الليله .
سحق رفيق سيجارته فى المنفضه وقال بتوتر : خلاص وهو كذلك ...بس يكون فى معلومك انا مش هسلم نفسى ولا اعترف بحاجه ولا حتى حروح معاك النهارده ... الا لما اضمن حمايه كامله لولادى ومراتى وغير كده حكم مخفف طبعا ..مفهوم
حاتم مؤكدا : اطمن انا كلمت سيادته اللوا وهوا وعدنى وتقدر تخلى المحامى بتاعك ياخد من النيابه تعهد بكده النهارده قبل ما تيجى معانا ...
اومأ رفيق برأسه وقال له : خلاص ..هكلمه يجيلك المكتب كمان ساعتين كده تكون جهزت الاوراق
انصرف حاتم ولا يحمل بداخله سوى صوره طبعها فؤاده الغيور لهاله باحضان السالم نفضها عنه عقله الذى كان على ثقه تامه بها بل وجسد له معاناتها هي واطفالها تحت يد سالم ....فشعر بالخوف عليها يتصاعد داخله
والقى احساسه بالذنب على كاهله عبئا مضاعفا فهو اولا واخيرا من ورطها فى هذا المأزق ولم يوفر لها الحمايه الكامله ضد بطش سالم ورجاله