اخر الروايات

رواية اريدك في الحلال الفصل السابع والعشرين 27 بقلم ايمان سالم

رواية اريدك في الحلال الفصل السابع والعشرين 27 بقلم ايمان سالم 

الفصل السابع والعشرون
أريدك في الاحلال

+


"عيناك أرض لا تخون"
فاروق جويدة 

1


وضعت الكنكة على نار عالية وتركتها في موجهة شرودها وغضبها لم تتذكر أن الموقد يعمل 
تركت المطبخ منفعله متجه لغرفتها تتحرك بعصبية مفرطة رغم كونه خطر على حالتها الصحية لكن كلماته تتحرك بداخلها كنار غير قادرة على السيطرة عليها، تؤلمها بشدة تهذي بصوت مسموع "رخيصة يا جمانة معاااه حق أنت فعلا رخيصة .. مستنيه منه ايه هو عمره ماهيشوفك ابدا انسانه كويسه عمره ما هيسامحك ابدا على اللي فات هتفضلي رخيصة في عنيه طول حياتك، بس أنتِ اللي عملتي كده في نفسك "

+


شعرت بدوار من شدة العصبية واصبحت الارض تدور من حولها، جلست على الفراش خلفها ومازالت تهذي والدنيا تدور بها "بكرهُ، بكرهكم كلكم" لقد كسرها بعد جبر عظيم، محطمة الان غير قادرة على التحرك.. تمددت على الفراش تفكر بالانتقام ورد اعتبارها .. لن تدعه يفلت بما يفكر هكذا دون رد  ستنتقم منه

+


مازال ماهر في الاسفل يجري عدة اتصالات .. وفجأة اشتم رائحة غريبة جعلته يتحفز جاحظ العينين لم يستغرق لحظة من التفكير والاخري كان يغادر المكان يبحث عن مصدر تلك الرائحة ويناديها بقوة فلم تجبه.. حينها شعر بالخطر فهي دائما أولى اهتماماته يخاف عليها رغم كل شيء تفعله معه، 
صوته الجهوري يرج الفيلا بأكملها يتردد اسمها بخوف "جماااانة جماانة" 
لكنها لا تستجيب ... اتجه سريعا للطرقة المؤدية للمطبخ لم يستطيع الرؤية فالدخان كثيف والرائحة قوية جعلته يتراجع يضع يده على فمه يسعل بشدة، لم يتوقف فالخوف يرج قلبه عليها بقوة ربما كانت بالداخل وتأذت يناديها بجنون ولم ينتظر اكثر وضع ذراعه على فمه ودلف للمطبخ يفتح النافذة والباب الخلفي لتخرج الادخنة ليبحث عنها ... وارتفع صوته أيضا بالنداء على الحارسين الواقفين بالخارج 

+


أتو مهرولين فصرخ فيهم بكل عزم: الدنيا بتولع هنا وانتوا واقفين بارة مسطولين شاربين ايه على الصبح فين جمانة وفين الشغالة 
اجابة احدهم سريعا: الشغالة بارة يا ماهر بيه خرجت من شوية وجمانة هانم مطلعتش بارة باب الفيلا النهاردة

+


اتحركوا طفوا الدنيا دي كانت صرخته القوية قبل أن يتحرك هو الآخر ليبحث عنها
اسرعوا في اخماد النيران والتخلص من اثارها
بينما صعد هو للاعلى وقلبه يكاد يقفز ليعلم ما اصابها دلف الغرفة ليجدها على الفراش
وقف للحظة يستند على الباب الممسك به ثم تنهد بقليل من الراحة ..ناداها فلم تجب.. اقترب يمسح على وجهها يضمها له مناديا بصوت خائف حنون

+


فزعت من وجوده الان وقربه لها بتلك الطريقة لكن ما اذهلها اكثر الحالة التى رأته بها
ظلت تتطلع له بذهول .. بينما تحدث هو دون حدة: الحمدلله أنك بخير الحمدلله
سألته بشك وقلق في آن واحد: ليه في ايه اللي حصل؟
-انتِ كنتي تحت دلوقتي في المطبخ؟
اومأت وهي تجيب ببطء: اه، ليه في حاجة حصلت تحت؟!

+




                
ضمها له قليلا واجابها بخوف: كان في حريقة تحت في المطبخ
شهقت وهي تضع يدها على فمها متذكرة القهوة وقالتها بصوت مرتعب: القهوة على النار 
نظر لها متعجبا وسألها بعدم فهم: ايه؟!
توترت متحدثه بتعلثم: شكلي نسيت القهوة تحت على البوتجاز
نظر لها بغضب وخوف هاتفا: كده يا جمانة افرضي حصلك حاجة انتِ والطفل؟! لكنه حاول التريث ودفع غضبه جانبا واتبع بهدوء ..خلاص حصل خير المهم انك كويسه ومكنتيش تحت بس بعد اللي حصل ده خدي بالك على نفسك يا جمانة أكتر من كده ونظر لها نظره لو فسرتها بقلبها لادركت انها اغلى شخص بالدنيا لديه لكنها كانت مشغولة البال في امور عدة تؤلمها

+


نظرت له طويلا ثم سألته وقلبها غاضب منه: خفت عليا؟!

+


نظر لعيناها البندقية نظرات عشق.. ألم .. تحمل الكثير واجابها بسؤال لم يشفي نزيف قلبها بشيء: عندك شك في كده؟!

+


الإجابة خاطئة لقد رسب في الامتحان ولن تعطيه فرصة أخرى، ابتسمت بخيبة أمل عندما تذكرت ما سمعته منه منذ قليل ونظرت لاسفل تسافر بـ عيناها بعيدا عنه، هي لا تشك بالامر بل اصبحت على يقين تام الان انها لا تعني له شيء فكل ما يعنيه وما يهمه هو الجنين الذي يخبرها قلبها واحساسها كأم انها تحمله بين احشائها الآن... تفكر لو تخلصت منه قبل ان تتأكد من وجوده، القليل من الحركة سيجعلها تخسره بسهولة دون عناء ستكون سعيدة .. ادمعت عيناها فهي لأول مرة تكون متقبله وجود طفل في حياتها بل تريده بشدة
وضعت يدها ببطء دون ان يلحظ على بطنها المسطح تفكر في الانتقام منه وبشدة لكن بعيدا عن الطفل، لن تضحى بطفلها تلك المرة بل ستتمسك به..نعم هو يريده لكنها الآن تريده أكثر منه ولن تتنازل له عنه مهما حدث سيبقى ابنها وحدها سترحل عنه .. سيكون صغيرها هو عالمها الوردي الجميل الذي تمنت يوما أن يكون، و تحياه هو الوحيد الذي سيتقبلها كما هي ولن ينعتها بالرخيصة يوما بل سيحبها دون شرط او قيد 

+


جمااانة؟
فاقت من شرودها البعيد على نداءه
رفعت عيناها والعبرات تظللهم .. سقط بعضهم دون ارادتها .. فـ ارتفعت انفاسه فدموعها سكاكين حادة تمزق قلبه وتكويه .. رفع يده يمسح وجنتيها متحدثا بقلق: مالك بتعيطي ليه؟! 

+


يحاصرها بمشاعر فياضه .. بارع في التحايل والكذب .. كيف صدقته يوما وتغير الكثير بداخلها له .. تلوم نفسها وغبائها نهضت تبتعد عنه وعن حصاره تريد الفرار بعيدا فكلماته تتردد في أذنها دون رحمة لو ظلت لجواره ستثور وتضربه بقوة اقل رد منها على ما سمعت.. توجهت للمرحاض واغلقت الباب من الداخل
تعجب صمتها وحزنها .. لكنه أرجع ذلك لخوفها او حزنها لما حدث بالاسفل .. ظل ينتظرها على الفراش لحين خروجها يريد ان يطمئن عليها اولآ قبل مغادرته

+


ظلت تستند على الباب تبكِ دون صوت تخفي دموعها عنه لا تريده ان يراها بهذه الصورة الضعيفة أكثر من ذلك.. لن تسمح له ولا لغيره من الان بخداعها واستغلالها.. تفكر في الانتقام فلم تجد الا حلا واحدا وستنفذه يوم ظهور نتيجة الحمل .. اي بعد يومان .. هنا هدأت قليلا.. مسحت وجهها ووقفت تغسله اسفل الماء الجاري .. تتطلع للمرآة تسألها بألم متى سيكتب لها حياة طبيعية، شخص يحبها دون كذب دون غرض ما؟! 

+



        

          

                
---------------------------------------------

+


غادر آذار صباحا بعد ليلة عصيبة من التفكير الطويل لم يشاء ان يتحدث مع والده صباحا فلازالت الاجواء متوترة وخصوصا بعد مغادرة زوجة ابيه البيت أمس لكنه سيحاول حل الامر لا يريد ان يشعر والده بالحزن فهذا العمر
ورغم الالم التي يحياها .. لم يغفل قلبه عن نبضاته الجديدة رأها قادمة هناك تصف سيارتها وتترجل من السيارة ببساطة وانوثة طاغية رغم ان جسدها يعد نحيل الا انه يرى بها انوثه تدغدغ مشاعره كرجل زفر بقوة و حاول ابعاد عيناه «بحور العسل» عن محياها .. لكن بسمة صافية زينت ثغرة دون ارادته.. لاحظتها ميس .. فعبست تلقائيا .. الان ادركت تماما انه يرى غيرها ليس هذا فحسب بل يحبها فالعشق يظهر عليه تماما شعرت بالغيرة تخنقها عقلها تكيجمع صور سابقة حدثت .. اصبحت تدرك الان انه يحبها حقا، كم كذبت احساسها ترفض تصديق هذا لكن لمتى فلتتصالح مع نفسها وتقر هذا وتتعامل على هذا الاساس .. يحبها لا محال لكن السؤال الاهم الذي راودها في تلك اللحظة هل حنة تبادله نفس الشعور؟! هنا سيكمن كل شيء

+


اقتربت حنة تلقي السلام على ميس ومجموعة اخرى من الزملاء كان واحد منهم لكنه كان بعيد عنها في الخلف .. تفكر هل يقصد ذلك بعد ما حدث ام مجرد صدفة عادية
والحقيقة ليس هذا ولا ذاك انما اختار هذا المقعد لتتاح له فرصة جيدة في تأملها .. الابتسامة تزين قلبه لا ثغرة اصبح قربها شيء لذيذ له مذاق خاص بالنسبة له .. يخرجه من كم الضغوطات التي يعانيها

+


انتهى الاجتماع ونهض الجميع لمكاتبهم
اتجه آذار لمكتبه يخرج ملف سيعطيه لها، وقطع ورقة من الدفتر الصغير الخاص به وكتب بها بعض الكلمات البسيطة «أنا آسف على اللي حصل انبارح ياريت تتقبلي اعتذاري، مكنش قصدي اضايقك بكلامي »
واتجه لمكتبها يعطيها الملف متحدثا ببسمة عابثة: الملف اللي هيترجم هااا واشار على الورقة التي بالاعلى واتبع ياريت تقريه وغادر تاركا الملف والورقة على مكتبها
سحبت حنة الملف والورقة التي اعلاه وقرأت ما كتب .. شعرت بنسمة هواء منعشة حامت حولها اعتذاره جاء بوقت كانت تحتاجه رفعت عيناها له كان مازال يقف على الباب يتحدث مع احدى الزميلات وللمفاجاة كان ينظر لها وكأنه ينتظر رد فعلها على كلماته
ابتسم لها فبادلته البسمة وكأنها قبول للاعتذار واسرعت تبعد عيناها عن محياه تنهر نفسها وسلوكها الذي يعد طفولي

+


وهناك للجوار ميس التي تكاد تنصهر اتجهت ميس لها لتعلم ما في قلبها .. جلست امامها تميل عليها وكأنها ستحدثها في شيء خاص وهتفت: هي ايه الحكاية بينك وبين آذار؟!
هتفت حنة في ذهول: ايه؟! ..حكاية ؟!.. قصدك ايه يا ميس مش فاهمة؟
عدلت ميس السؤال متحدثه: ملاحظة انه مهتم بيكي الفترة دي واضح اوي حتى البنات بدأو يلاحظوا ده
اتسع فم حنة ..صدمة ثم غضب وقالت بصوت حاد رغم هدوءه: يلاحظوا ايه ويهتم مين ..ميس بقولك ايه أنا مليش في الكلام الهايف ده اذا كنتم فاضين للحوارات، أنا لا، احنا في شركة محترمة و أنا هنا عشان الشغل وبس واي حاجة تانية مش هقبل بيها من اي حد

+



        
          

                
كادت ميس تتحدث لكن حنة قاطعتها متحدثه: عن اذنك ورايا شغل وغادرت متجه لمكتب مدير القسم ببعض الاوراق ورغم مظهرها الهاديء الا انها تشعر بإن الدماء تغلي في عروقها .. ياالله سيتهمونها ثانية ماذا فعلت او تفعل ليحدث لها كل ذلك؟

+


اعطت الاوراق وغادرت مكتب المدير ودون ارادتها رأته في الطرقة تلك المرة ابتسم لها على استحياء مجددا لكن تلك المرة اهدته نظرة كرصاصة بل كقذيفة من العيار الثقيل جعلته يهتز من الداخل متساءلا ماذا فعل في تلك الثواني لتتغير بتلك الصورة؟! 
لم يجد سوى كلمة واحدة خرجت من بين شفتاه بهمس: شكلها مجنونة البت دي!

+


وقت طويل مر حتى نهضت ميس لحنة من جديد
تطلب منها التحدث معها قبلت حنة على مضض
اعتذرت ميس منها واخبرتها بصوت حان: أنا صحبتك ويهمني مصلحتك اوعي تفكري إني اتكلمت عشان حاجة تانية وبعدين انا عارفة ان هو اللي بيلف وراكي باين اوي
تعجبت حنة متحدثه: باين ازاي
يا بنتي عينيه على طول وراكي في كل حته بقاله فترة بس تعرفي انتى عجباني
تساءلت بشك: ليه .. مش فاهمة؟!
مصدره له الوش الخشب النوع ده كدا اعطتيه وش هياخد عليكي بزيادة
اجابة حنة بثقة: مش عارفة بس اعتقد انتي مكبرة الموضوع ممكن يكون اعجاب منه عادي مش اكتر
ضحكة ميس متحدثه: الله اعلم! وفي داخلها «لا دا حب وحب واضح زي الشمس كمان »
وبعدين هو يطول يحب واحدة زيك يا حنة شوفي أنتي فين وهو فين؟!
شردت حنة في الفارق الذي بينهم .. ولاول مرة تشعر بفارق مادي واجتماعي بينهم وللحق كبير رغم انه مهذب ومتواضع وجد ليس له في شغب كثير من زملاءه لكن يبقى بينهم فروق

+


نهضت ميس بعد أن القت بسمها على اذنيها والان تشعر بأنها مطمئنة عليه أكثر 

+


-----------------------------------------------

+


تحرك كل شيء بها دموعها مشاعرها خوفها امسكت الهاتف لترى اسم "زوجتى" على الهاتف
فارتفع صوت بكاءها اكثر واكثر
رفعت الهاتف على اذنها ليصلها صوت ترك: مبتردش ليه يا بني؟!
كانت تنتظر صوت زوجته لكن صدمة آخرى تلقتها كمطرقة على رأسها
نداه من جديد
فخرج صوتها الباكي :مش هيرد عليك ارتاح، انا قتلته لسه عاوز مني ايه تاني حرام عليك كفاية بقى!
وسقط الهاتف منها وسقطت خلفه في نوبة بكاء طويل

+


تجمد ترك للحظات ثم عاود الاتصال بها تلك المرة، بعد الحاح طويل اجابته بدموع: عاوزه ايه مني تاني؟!
سألها بخوف كاذب: ايه اللي حصل يا فريدة عرفيني؟!
تكلمت بدموع كشلالات: أنت اللي بعته ورايا مش كده عاوزه يتعدى عليا منك لله يا اخي عملت لك ايه؟!
لا يافريدة مش كده انا بردة هبعت واحد يأذيكي عمري ما اعمل كده
كداب امال رقمه اللي معاك ده ايه والاسم اللي ظاهر لي
-انا كنت مخليه قريب منك يطمني عليك يا فريدة اقسم لك هو ده كان غرضي معرفش انه هيعمل حاجة تانية

+


نهضت تحاول ان تراه بالاسفل فوجدته جسد مسجي تراجعت على الفور متحدثه بصرخه افزعت ترك: قاتلته أنا رميته من فوق بس والله كنت بدافع عن نفسي ياااارب مكنش قصدي 
اجابها ترك على الفور: اهدي يا فريدة وأنا هتصرف متخافيش
سألته بنهجان قوي: مخفش ازاي دي جريمة قتل
اجابها بثقة طمئنتها قليلا: متخافيش كل حاجة هشوف لها حل بس وصمت
سألته بقلق: بس ايه؟ قول!
-في مقابل يا فريدة 
اغمضت عيناها تتمني اي شيء سوى ما جال بخاطرها وهتفت بصوت يكاد يكون مسموع: عاوزه ايه في المقابل فلووس؟
ضحك ترك متحدثا بتلذذ: انتي اذكى من كده يا فريدة أنتي عارفة كويس أنا عاوزه ايه عاوزك انتي يا فريدة أنا بحبك 
صمتت تتجرع طلبه كسم قاتل واخيرا فتحت عيناها متحدثه بصوت مهزوم: مستحيل أنا بحب عدلي ومقدرش استغنى عنه ولو الثمن ده مش عاوزه مساعدتك اغلقت الهاتف تلقيه لجوارها

+



        
          

                
ظل هو يتأمل الزهور والاشجار حوله وبسمة سخرية تملئ وجهه وضع الهاتف في جيبه بكل ثقة مطمئن فهي في كلتا الحالتين لن تكون سوى له

+


نهضت فريدة تفكر ماذا ستفعل وكيف ان علم عدلي انها قاتله واهلها وسمعتهم كيف ستواجه الجميع كيف ستكمل حياتها وعائلتها بتلك الوصمة
ظلت تنظر للعامل من الاعلى ودموعها تتسارع وعقلها يخبرها انليس هناك سوى القبول بشرط ترك
استندت على الجدار لا تكاد ترى امامها ومع ظهور بعض الاشخاص حول العامل بالاسفل شهقت متراجعة للداخل تخشى ان يراها احد خائفة الذعر تملكها ولم تستطع ان تقاوم نفسها والحل الاوحد الذي هو امامها

+


تناولت الهاتف تعاود الاتصال بترك لكنه رقم خاص لم تستطع لذا تناولت هاتف العامل واعادة الاتصال منه

+


اشرق وجهه عندما اضاء الهاتف كان يتوقع قبولها لكن ليس بتلك السرعة اجابها على الفور متحدثا: هاا غيرتي رأيك
خرجني من الموضوع ده واقصى حاجة هعملها اني هبعد عن عدلي .. مش ده كان طلبك قبل كده هنفذه
ضحك ترك ساخرا وقال: ده كان قبل كده لكن دلوقت لا يا فريدة
اجابته بصوت متقطع لو موافقتش صدقني مش هيفرق معايا حاجة وهرمي نفسي من هنا حالا
انتفض جديا وقال بلهجة متعجلة: انتي مجنونة يا فريدة هتموتي نفسك .. يااااه للدرجة دي مش عاوزاني وبتكرهيني
اجابته بدموع لا تتوقف: للدرجة دي بحب عدلي، قلت ايه؟
اجابة بغضب فسيرة عدلي كفيلة ان تغضبة لشهور متواصله: خلاص يا فريدة موافق .. انزلي تحت فورا وانا هبعت اللي يتصرف متخافيش

+


نفذت ما طلب واتت سيارة الاسعاف ونقلت العامل واخبرتهم قبل مغادرتها ان لم يمت مازالت به الروح كانت بين الحشود شاردة خائفة تحاول التماسك الا يظهر عليها شيء
كل حركة همسة حولها يهتز جسدها ..غادرت المكان ولم تستطع العودة اغلقت الهاتف الخاص بها تلوم نفسها ماذا صنعت وماذا فعلت كيف لها ان تعيش مع هذا الذنب الكبير رغم انه كان دفاع عن النفس .. والالم الذي يعتصر قلبها حينما تأتيها صورة عدلي تشعر بخنجر حاد يخترق قلبها وهي تتخيل نفسها انها ولثاني مرة ستكسره وتخسره لكن تلك المرة باختيارها هي من قررت لم يفرض عليها أحد شيء
تشعر بأن الالم في داخلها كبير قلبها يكاد يتوقف كيف ستقاوم كيف ستمر تلك الايام كيف ستفعل؟! لا تعلم! لكن كل ما تعلمه الان انها سيئة 

+


ترك يتابع كل شيء وعدها وسينفذ
كل شيء يتبدل ويتغير بالمال والنفوذ
حتى الآن الحادث سقوط عامل اثناء القيام بتشطيبات مشفى خاص دون وجود اشتباه في أحد
مازال المريض غائب عن الوعي 

+


------------------------------------------------

+


صورته على موقع التواصل مع بعض المضيفات
اصابتها بنوبة انعزال عن العالم
كم هو جميل وبالطبع مطمع لكل عين تراه
فضلها على الجميع والجميع لن يتركوا فرصة الا وسيفسدون عليها فرحتها ويكسرون قلبها

+



        
          

                
والتفاعل على الصورة كبير
دموعها تجري كأنهار لا تتوقف .. تعلم انه هذه صورة عادية للغاية بالنسبة له فاسلوب حياته هكذا لكن قلبها لا دخل له بكل تلك الاشياء فاليرحل الاسلوب والمجتمع والجميع للجحيم ولتبقى هو وحده لها 
تتمني وهي تتطلع للصورة بحسرة
"ليت الهوى يخبرك عن اوجاعي
وليتني كل شيء تحبه أنت"

+


كتبت كلمة صغيرة كتعليق على الصورة بدموعها «ربنا يحفظك»

+


تعلم انها ستتلقى سخرية من الجميع على تعليقها هذا كتعليقات سابقة لكن لا يهمها فهي ستدعو بما تريد .. ستطلب من الله ان يحفظه لها حبه وقلبه وعقله كل شيء يحفظ لها هي 

+


هو الان في رحلة وغير مصرح لها ازعاجه فتلك رغباته التي لا تستطيع رفضها
ستنتظر الي ان يحدثها هو مهما مر من وقت
وضعت الهاتف جانبا واخرجت بعض كتب السنة الدراسية القادمة تقرأها تعلم ان المنهج ربما يتغير او يحدث له تعديلات لكن هذا لا يهمها فهي قررت البدء من الان ستليق به حتى وإن لم يطلب

+


-------------------------------------------------

+


في المشفى ...
دلفت جمانة حينما انشغل ماهر بمكالمة متحججة بانها ستذهب للحمام .. لم يعد يصطحب الحراس معه للداخل كسابق ينتظرونه بالخارج .. اصبحت تتحرك بحرية اكبر من ذي قبل ولن تتركه يتهنى بفعلته
دلفت للطبيب المسئول واخبرته انها تريده في امر هام عاجلا
سألها بقلق: خير يا مدام جمانة في حاجة بتوجعك
نفت متحدثه: هطلب منك طلب وياريت تنفذه يا دكتور
سألها بقلق: خير يا مدام جمانة؟
عاوزاك لو في حمل متعرفش ماهر
عبس الطبيب متحدثا: ازاي معرفوش
اجابته بتأكيد: سواء في حمل او لا، قول ان مفيش حمل
لا مقجرش اخالف ضميري يا مدام، لو في مشاكل بينكم حلوها مع بعض انما حاجة زي دي مقدرش معرفوش وبعدين الحمل كده كده هيبان مع الوقت
اجابته بتأكيد: منا هعرفه لو في بس مش دلوقت
اجابها وهو يضغط حروف كلماته: لا اسف مش انا اللي ابيع ضميري
هتفت في سخرية: طب 100 الف حلوين
اشار للباب: اتفصلي يا مدام عرضك مرفوض
طب 150 الف حلوين
استغفر الله قالها الطبيب بضيق
هتفت في تأكيد 200 الف، مش هزود عليهم مليم ولو خايف انه يعرف ويحملك المسئولية بسيطة وقتها قل له مكنش ظاهر لان التحليل اتعمل بدري شوية

+


ظل الطبيب صامت وكأنه يفكر في القبول 
ابتسمت له واخرجت دفتر شيكات وسجلت المبلغ المتفق عليه واعطته اياه متحدثه بجدية: خد بالك يا دكتور مش عاوزه اي غلط
تناول الطبيب الشيك وتحدث باختصار: متخاافيش

+


مر ساعتان واخيرا جاء الطبيب ليزف لهم الخبر نهض ماهر ببسمة على وجهه وقال بصوت مهتز: ايه الاخبار في حمل مش كدا
اخفض الطبيب بصره متحدثا بحزن :للاسف مفيش يا ماهر بيه ان شاء الله المرة الجاية
شعر ماهر وكأن هناك مطرقة هشمت عظام صدره بالتناوب ليضيق به كثيرا
اخيرا خرج صوت ماهر وهو يضم جمانة: قدر الله وما شاء فعل
غادروا
لكنها تركت حقيبتها عن عمد فطلبت منه العودة لاخذها وافق وكانت فرصة لتعطيه لحظات ينفس عن حزنه وغضبه دونها
عادت تساءل الطبيب سريعا: ايه الاخبار
اجابها الطبيب: الحمل موجود والنسبة طالعة عالية كمان مبروك يا مدام جمانة
"حامل" قالتها وعيانها تتبلل عبرات من الفرحة
طلب منها سريعا الروشته دي فيها ادويه وانتي محتاجة متابعه من اول الاسبوع 
اومات له وشكرته كثيرا اسرعت تغادر بصحبه ماهر تشعر بأن الحياة واخيرا تبتسم لها

+


------------------------------------------------------

+


عاد عدلي من السفر لم تهاتفه منذ امس حاول الاتصال بها كثيرا لكن هاتفها مغلق، بالنهاية هاتف حنة لتخبره كما قالت لهم: تعبانه شوية،اصابة العامل امبارح ضايقتني وزعلت عليه
شعر بالشفقة حيالها فهو يعلم مدي رقة قلبها دون كلام
لذا قرر في نفسه انه سيدعوها للعشاء خارج البيت لتغير الاجواء وتتغير نفسيتها
جاءها يحمل باقة الزهور الحمراء وهدية رائعة لم ينساها رغم اشغاله
عندما رأت ما يحمل شعرت بأنها عاجزة عن فعل شيء حقيرة فيما ستفعل لكن ما عساها غير ذلك
لم تتناول منه الورود كعادتها بل تركت الباب مفتوح وهو يقف ببسمته الهادئة .. حتى تلاشت من فعلتها الغريبة
دلف بعدها يتسأل في نفسه ما الامر؟! لكنه تمالك تعجبه وقال وهو يمد يده بالورد: الورد اللي بتحبيه يا ديدا جبته مخصوص عشان اشوف الفرحة في عنيكي .. هما فين لي حبساهم عني يا فريدة؟!
"مفيش يا دكتور" قالتها بجفاء جعله يتيقن من ان هناك امر عظيم ليس مجرد احساس
فريدة في ايه مالك حاسك متغيره
اعتدلت تتطلع له لكن بعيدا عن عيناه لكتفه متحدثه: مكنتش هتكلم دلوقت لكن بما انك سألت فأنا هقولك .. طلقني

+


يتبع
التفااعل نااايم ليه يا شباب 
دمتم بخير 

+


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close