رواية اريدك في الحلال الفصل السادس والعشرين 26 بقلم ايمان سالم
الفصل السادس والعشرون
أريدك في الحلال
إبمان سالم
+
كان يستمع لحديثهم .. آخر شيء يتوقعه في حياته سماعه لما حدث لحنة في الماضي بإذنه كاعتراف ليس فقط بل مونيكا كانت تعلم عما حدث كل شيء ان لم تكن مشاركة معه في ذلك كانت تعلم ولم تخبره بل كانت تسوءها في عينه فعلت ذلك عمدا
يشعر بدوار وكل الاحداث تتدفق لرأسه كصفعات متتالية، يستند على الجدار يكاد لا يرى شئ سوى الغدر
+
غادر الاخر وقد فتح جرحا في قلب وسام من نار لن ينطفيء ابدا ليته لم يأتي الي هنا ويستمع لما حدث ليته رغم علمه التام بأنها كانت مظلومة لكنه كان يبرر لنفسه كل اخطائه بخطئها ماذا إن كانت لم تخطيء ماذا إن كانت صفحة بيضاء ايعقل انه خسرها هل كانت تتحمل كل ما يفعل لانها تحبه .. يتذكر ما مضى هل كان سيء معها لهذا الحد الذي يجعلها تدفعه من حياتها دون ان تلتفت .. إن كان هذا ما حدث فهي محقه
مسح وجهه يحاول العودة لارض الواقع للافعى التي اختارها لتحل محلها دخل الغرفة عليها لتبتسم في وجهه ابتسامة مغوية .. كانت تنسية الكثير قديما ظل مكانه على الباب لحظات يتأملها يراها بصورة جديدة لم يراها عليها سابقا
لاحظت شروده فنهضت بقلق وابتسامتها تختفي رويدا.. اقتربت تسأله بخوف: حبيبي مالك واقف كده ليه .. ادخل
حبيبي همس بها بألم ثم تطلع لعيناها المكحلة بدقه ترهق من يراها يتأملها ويتخيل عينان اخرتان كانتا تحمل من البراءة الكثير خسرهم هل يلومها ام يلوم نفسه
+
نادته بقلق اكبر: وسام ..مالك ساكت كده ليه قلقتني؟
+
امسك ذراعها بغته ودفعها للداخل قليلا ومازال ممسك ذراعها شهقت من فعلته والشهقه الاكبر لدفعه الباب بقوة فاجأتها وارهبتها ماذا يظن من بالخارج الآن بها
+
فهتفت معترضة وسام قفلت الباب كده ليه ميصحش أنت مالك النهاردة، شكلك مش طبيعي؟!
دفعها قليلا لتفلت تواجهه وحدثها بصوت غاضب متقطع أنت تعرفي ### وذكر اسمه وتعرفيه من امتى؟!
اتسعت عيناها بقلق وبررت بعد تفكير سريع: اعرفه مهو كان زميلنا هنا في الشركة أنت نسيت ولا ايه
ابتسم وسام بقهر وقال بصوت هاديء رغم اشتعاله: مش بسألك على المعرفة العامة بسألك تعرفيه يا مونيكا ليكي علاقة بيه
صرخت في وجهه بغضب: اخرس انت ازاي تتكلم معايا بالطريقة دي علاقة ايه اللي هتكون بينا انا اصلا معرفوش
+
اخرج هاتفه يريها صورة تجمعهم معا
تجمدت وتراجعت خطوة غير متزنة وخرج صوتها مهتز: دا دا كان هنا النهاردة قابلته صدفه وسلمت عليه عادي يا وسام ... هو أنت بتشك فيا، مين اللي اداك الصورة دي؟! .. شكلها مؤمرة في حد عاوز يفرق بينا وأنت عارف ده
هتف وهو يرفع يده لتصمت: باااس بلاش كدب انا سمعت كل حاجة بنفسي محدش بعت لي حاجة ولاقال لي حاجة واللي بتفكري فيها دي شيلانا من دماغها أصلا
+
تركت كل ما قال وسألت بتوجس كبير: سمعت .. سمعت ايه يا وسام؟!
سمعت كل حاجة يا مونيكا مؤمرتك الوسخة عشان تفرقي بيني وبين حنة
الخوف والقلق ظهر على ملامحها لكنها لم تقف عند هذا الحد بل اقتربت بهلع تخبره: اقسم لك اني مشتركتش معاه في حاجة انا عرفت بعد الموضوع ما حصل وبالصدفة يا وسام متظلمنيش
+
ابعدها متحدثا بغضب: اصدقك ازاي بعد اللي سمعته انا مش مصدق انك مونيكا اللي اعرفها حاسس اني واقف قدام وحدة تانية خالص مش هيا اللي اعرفها واللي حبتها
ـ وسام متظلمنيش أنا مليش علاقة بالموضوع ده
+
امال اللي سمعته ده ايه؟! اصدقك واكدب وداني، انتي يا مونيكا جواكِ السواد ده كله،طب تعملي فيا كده ليه و تخدعيني، مش مصدق نفسي
ليه مقولتليش الحقيقة وعرفتيني وقتها كل حاجة بدل ما احس نفسي واقف قدام اكبر غلطة عملتها في حياتي
خرجت من حزنها وصمتها تلونت بلونها الصلد وهتفت في قوة: متضحكش على نفسك يا وسام أنت كنت عارف الحقيقة بس كنت بتكدبها وصدقت عكسها او حبيت تصدق اوعى تلوم حد غير نفسك وبعدين زعلان اوي كده انك سبتها هي اصلا متستهلكش مش دي اللي خرجتك من حياتها ولا فكرت فيك وفحزنك اتفضل روح لها لو عاوز تروح اتفضل مش همنعك بس اوع تتكلم عني بالطريقة دي تاني
ظل يتطلع لها بغضب واشتعال ولم يفعل شيء سوى خرج من الغرفة واغلق الباب بشدة جلعت ما حولها يهتز حتى هي نفسها شعرت برجفة تسري بطول ظهرها تراجعت تجلس على المقعد بصمت تسند رأسها على ذراعيها وتفكر في شيء واحد ترى هل ستكون تلك هي النهاية هل سيتخلى عنها ويعود لحنة من جديد؟!
دلفت صديقتها تسألها بشك وقلق: وسام خارج من عندك عامل كده ليه زي ما يكون مات له عزيز؟
اجابتها بشرود: مفيش حاجة مهمة، خلاف بسيط وهيرجع ليااا تاني أنا وبس
+
-----------------------------------
+
أنت ازاي تطلب مني حاجة زي دي وبالشكل ده أنت اتجننت أنت.. أنت قليل الادب
اتسعت عين آذار وهتف متعجبا والغضب يتراقص بعيناه: امال عوزاني اتغزل فيكي مثلا ولا اقولك زي الكل.... اللي جوه ده ما قالك؟!
ادمعت عيناها وتطلعت له بحزن فدون ارادته ضغط على جرحها النازف كلماته كانت سيئة ولم يدرك ذلك الا بعد ان رأى الحزن في عيناها
النظرات المتبادلة بينهم قاتمة اخيرا التفتت تضغط زر المصعد دون اضافة شيء آخر، تشعر بالنفور من كل شيء يسمى ذكر فكلهم دون استثناء سيئون
ولحسن الحظ فتح المصعد سريعا، دلفت بأرجل مهتزه لم يلحق بها وحتى لم يفكر أن يفعل ظل يتطلع لظلها في صمت تام .. كل ما دار بباله في تلك اللحظة هل هو مخطيء عندما حدثها مباشرة في شيء هكذا ويتسأل على النقيض من أين جاءته الجراءة لفعل ذلك؟ لا يعلم
دلف للداخل وعقله مشوش يحاول الاندماج مع الحضور وطرد خيالها من افكاره لكنه لم يستطع
لاحظت ميس غيابها والحالة الغربية التى عاد بها آذار .. شبكت الخيوط فبدأت تشعر او تيقنت على الارجح ان هناك شيء بينهم .. هل يعقل يكون حب؟!
+
عند تلك الخاطرة سقط الكوب من يدها على الارض ملوثا المكان حتى ثوبها الوردي تلطخ انخفضت تجمع الشظايا فنال اصبعها جرح ليس بغائر لكنه المها بشدة، فـ ابتعدت عن المكان وتركت العامل ينظفه متجهه للمرحاض وهناك وقفت حزينة تستند بظهرها على الباب بعد غلقه تبك في صمت هل اخطئت عندما سلمت قلبها لشخص لا يراها من الاساس .. لكن منذ متى والقلوب تسأل عمن تعشقه فالعشق يأتي اولا ثم بعدها نعلم بأمره.. تائهة تتسأل ماذا ستفعل هل ستنسحب وتخسر قلبها ام تحارب من أجل الحب وليحدث ما يحدث؟
وبين هذا وذاك ستكون هناك خسائر لا محاله
آه عميقة خرجت من بين شفتيها عند هذه الفكرة
+
------------------------------------------------
+
عاد لبيته مهموم ..
يفكر في كلام مونيكا القاسي ..
هل ظلم حنة حقا بظنونه الكثيرة دون قصده ام كان عن قصد وعمدا لكسرها لتكون الانثى مكسورة الجناح التي يريدها .. يتقلب على جمر في فراشه غير قادرة على النوم
ولأول مرة يسأل نفسه هذا السؤال ..كيف تعمد فعل ذلك معها كما قالت مونيكا حتى ولو اخفى ما بداخله وما فعل على الجميع لن يستطيع الكذب على نفسه بعد الآن لقد تعرى أمامها
+
نهض بعد وقت طويل من الارق والتفكير مغادرا غرفته تفاجئت والدته استيقاظه في هذا الوقت من الليل على غير عادة وخصوصا عندما دلف المطبخ يحاول صنع كوب من القهوة.. ذهبت خلفه تسأله بقلق أم على ولدها: مالك يا وسام من ساعة ما جيت من الشغل النهاردة وأنت مش طبيعي في حاجة حصلت في الشغل، حد ضايقك؟
ظل موليا ظهره لها غير قادرا على مواجهتها فقط تنهد متحدثا: لا مفيش حاجة أنا كويس يا ماما
+
لكنها لم تستسلم سحبته من ذراعه ليواجهها متحدثه بحزن وقلق: مبتعرفش تكدب عليا بيبان عليك مالك يا وسام هي مونيكا زعلتك؟
نظر لها سريعا وسألها بشك: ليه بتقولي كدا؟
مه لو مفيش حاجة في الشغل اكيد في حاجة بينك وبين خاطيبتك قولي أنا امك ومفيش حد هحيب لك الخير زي، فضفض يا حبيبي مالك؟
+
استند على الرف خلفه متحدثا بحزن: حاسس إني ظلمت حنة مش عارفة ليه الاحساس دا مش سايبني في حالي النهاردة هو صحيح انا ظلمتها معايا يا ماما؟
ابتسمت بحزن متحدثه: يااه لسه فاكر تسأل نفسك السؤال ده!!.. اتأخرت كتير يا وسام بس خد تعال هنا ايه اللي خلاك تفكر في حنة واللي فات ده دلوقت في حاجة حصلت تاني؟
ـ هاااه مفيش يا ماما .. بعيد حسباتي لقيت نفسي بفكر في اللي فات .. مش هكدب عليكِ يمكن أول مرة اللوم نفسي واحس اني ظلمتها
ادمعت متحدثه: ياريتك فكرت كده من زمان ياريتك فكرت قبل ما ترتبط بغيرها كان ساعتها الوضع هيكون مختلف انما دلوقت التفكير ملوش داعي خلاص يا وسام اللي حصل حصل حنة خرجت من حياتك وفي واحده غيرها... ده بقى امر واقع
+
"عارف" قالها بيأس ثم اتبع بس بفكر اروح اعتذر لها مش عارف يا ماما حاجة جوايا بتقولي حنة كانت تستاهل منك غير كده
اجابته بتحذير وقلق: بلاش يا وسام، سيبها مصدقنا الموضوع يهدى بلاش ترجع تولعها من تاني متنساش انها بنت خالتك راعي ده ولو مرة
مسح على رأسه متحدثا بصوت ممطوط: هووو عشان كده بالذات عاوز اتكلم معاها مرة اخيرة وهتف في داخله «يمكن حاجة تتغير يا ماما »
+
لا يا وسااام أنا مش موافقه على اللي بتقوله ده قالتها وهي تصب القهوة في الفنجان
مسح وجهه متحدثا بحزن: سبيني يا ماما محتاج اروح لها عاوز اتكلم معاها بجد حاسس اني مخنوق
+
اقتربت تتطلع له بحزن متحدثه: لسه بتحبها يا وسام مش كده، مونيكا مقدرتش تنسيك بنت خالتك وحبها كنت عارفه يا بني ان ده اللي هيحصل
ارتمى بين احضانها يتلوى متحدثا: مش عارف بيحصل معايا كده ليه انا تعبان حاسس ان دماغي هتنفجر من كتر التفكير
+
مسدت على ظهره متحدثه بحزن يخالطه حنان: كل شيء قسمة ونصيب يا وسام، حنة لو كانت من نصيبك كان زمانكم لسه مكملين مع بعض ارضى باللي مكتوب لك جايز يكون خير يا بني
+
خير!! قالها بيأس وعجز ثم اتبع مش عارف انا ليه بيحصلي كل ده؟! انا تعبت بجد ومش عارف ارتاح يا ماما
+
-------------------------------------------------
+
عاد آذار لبيته وكالعادة استقبلته زوجة ابيه بكلمتين قاسيتين كعادتها السيئة
تركها آذار غير مباليا بكلماتها ودلف غرفته ..
خلع ملابسه سريعا وجلس على مكتبه الصغير يحاول العمل قليلا لكن ما حدث في الحفل يشغله عن كل شيء
ترك اللاب الخاص به وبدأ بكتابة اسمها على ورقة بيضاء بطريقة مميزه في شرود تام ورسم دوائر حولها يحدث نفسه بصوت غير مسموع ايه اللي عملته ده يا آذار .. على رأيها اتجننت في حد يطلب واحدة للجواز بالشكل ده، دا أنت لو داخل تشقطها مش هتعمل كده يا أخي غشيييم اووي، اهي قالت لك يا مجنون ..!
زفر باختناق وهو يمرر اكفه ببطء على خصلاته وهتف: والله معاها حق تقول لك كده واكتر
+
لم يشعر بدخولها وتتبعها لحركاتها وهي تحرك شفتيها بامتعاض تزامنا مع حركة يديها ثم اقتربت تسحب الورقة المدون عليها اسمها خرج صوتها وهي تتهجى الاسم بصعوبة
انتفض آذار وقتها وكأن حية لدغته متحدثا بذهول: أنتي دخلتي امتى .. لاحظ الورقة بين يدها ففزع أكثر واسرع يأخذها من بين يديها متحدثا بغضب: هاتي الورقة دي
سحبتها متحدثه باستهزاء: ليه فيها ايه ومش عاوزني اعرفه
زفر آذار متحدثا: بغضب مالك فيها ايه ولا مفيهاش ايه؟! لوسمحتي هاتي الورقة
+
لا مش هجيب الورقة الا اما اعرف فيها ايه؟
ارتفع صوته متحدثا: يااارب .. فيها شغل استريحتي كده هاتي الورقة بقى
ضحكت بسخرية وقالت: شغل بردة بقى الشغل بيشخبطوا فيه اليومين دول كده؟! ليه شايفني عايله صغيرة تضحك عليها والله ما انت وخدها يا آذار وهخليها معايا لحد ما ابوك يجي ويشوفها بنفسه ويشوف عمايلك
تحدث بغضب شديد: هاتي الورقة متستفزنيش انا لحد دلوقت محترمك مش معقول كل حاجة كده انا زهقت اسيب لك البيت وامشي
ـ" الباب يفوت جمل " قالتها بغضب واستهزاء
+
جاء الصوت الحزين من خلفهم: صوتكم واصل لاخر البلد في ايه؟!
شوف يا اخويا ابنك وعمايله وهمت باعطاءه الورقة
فهتف بحزم لا جدال فيه: حطيها على المكتب
"ايه" قالتها باستنكار شديد
فكرر القول بثبات
+
تخصرت حينها متحدثه بغضب: بقى بتنصر ابنك عليا ماشي والله منا قعدالك فيها وضعت الورقة بصوت عال على المكتب وكأنها تلقنه كف ثم غادرت الغرفة تنفث دخان شديد
تطلع آذار لوالده بحزن لكنه لم يتفوه بشيء
بادله الوالد نظرات تحمل الكثير من المعان وغادر الغرفة مغلقا الباب خلفه
سقط آذار على المقعد يمسح وجهه بكفيه ينهر نفسه ويوبخها: كان لازم اكتب اسمها يعني ثم امسك الورقة كاد ان يمزقها لكنه تراجع في آخر لحظة وثناها ووضعه في جيب بنطاله
+
في الخارج ارتدت الجلباب الاسود ووضعت طرحه سوداء على رأسها متحدثه بوعيد: والله منا قعدالك ولو جبت لي مين وجيت من رجعى هنا تاني انا تصغرني كدهو قدام ابنك
عادته دائما انه يذهب خلفها يراضيها بكلمتين لكن تلك المرة تركها ودخل غرفة النوم تعجبت فعلته تحاول التأخر حتى يخرج لكنه لم يفعل اتجهت لباب الشقة تفتحه بصوت عال ثم خرجت واغلقته بقوة كادت ان تهشمه وايضا لم يأتي خلفها
وقفت تضع يدها اسفل ذقنها متحدثه بتعجب وخيبة امل: هو الراجل مجاش ورايا يراضيني ليه يا ادي المصيبة ليكون شايف له شوفه وشهقت وهي تلتفت للباب من جديد متحدثه بغضب: تبقى وقعته ساعتها اسود من قرن الخروب ماشي يا آذار أنت وابوك لما اشوف اخرتها معاكم ايه
وغادرت البناية تسب وتلعن في سرها
لم تكتفي بذلك بل في بيت اخيها جلست تتوعد ولم يكن امامها سوى مهاتفه جمانة للانتقام منه تريد اخبارها ان هناك فتاة يحبها غيرها هناك من اخذت مكانها
اتصلت بالفعل لكن لسوء الحظ كان الهاتف مغلق لعنة حظها لكنها لم تستسلم بل ارسلت لها رسالة صوتيه تخبرها فيها كل شيء ولم تنسي وضع القليل من البهارات لسبك الحكاية واشعالها جيدا
+
-------------------------------------------------
+
لا أريد ذهبا أو الماس
بل اريدك أن تكون كنزي الوحيد
+
أول خروجه بعد كتب الكتاب يااه أنا كنت بسمع عن الخروجه دي حاجات بس الظاهر كلها طلعت اشاعات
سألته ضحى ببراءة: كنت بتسمع ايه؟
+
ضحك كيان متحدثا: لا بلاش بلاش هتحمري وتصفري وأنا مش ناقص خليكي كده طبيعية
شحب وجهها متحدثه بتعجب: ليه كنت هتقول ايه حاجة وحشة
وحشة؟! دا آخر مفهومك عن الحياة يا ضحى
ـ مش فاهمة قصدك ايه؟!
متشغليش بالك يالا قومي هوديكي مكان حلو كل البنات بتحبه
ابتسمت متحدثه بدلال: مكان احلي من ده
+
تطلع كيان حوله فهو في مطعم بسيط ليس بمطعم راق لتقول ذلك
سحب كفها لتسير معه متحدثا: يالا يا ضحى يالا
شهقت وتجمدت خطواتها عندما لامست اصابعه كفها
+
ترك كفها سريعا والتفت يحدثها باستياء: هنرجع تاني لنفس الكلام مش قلت لك انتي دلوقت مراتي يعني امسك ايدك وقت ما احب من غير قيود ولا خوف
هتفت بتوتر وخجل: لا مقدرش انا بتحرج من الكلام ده مقدرش امشي وراجل غريب ماسك ايدي متعودتش على كده ابدااا
+
اتسعت عين كيان وهتف بصلابه ضحى مين الراجل الغريب ده امال الدبلة اللي في ايدك دي واللي كمان شهر هتتنقل الايد التانية دي ايه ولا المأذون اللي كتب كتابنا من أيام كان بيعمل بروفا ولا ايه .. عشان خاطري فكري في الكلام قبل ما تقوليه لان ساعات بيبقى خارج زي الطوب بيبطح
+
نظرت لاسفل وقالت بحزن: أنا اسفة حقك عليا بس اللي اقصده اني متعودتش اعمل كده معلش يا كيان شويه شويه هتعود متزعلش مني
تنهد متحدثا مش زعلان يالا بينا لان الراجل مستنينا
اتسعت عيناها متحدثه بقلق: راجل مين يا كيان؟!
هتف بغيظ: ده اللي هيخطفك يا ضحى امشي يالا
كادت تصدقه لولا طريقته في الكلام وعندما تأخرت في السير هتف مشيرا لها بحزم: يالا
+
في محل للمشغولات الذهبية
تجلس وبين يدها قطع ذهبية ليس فقط ثمينة ولكنها مميزة ايضا ..
هتفت بصوت انثوي خجل: كيان ملوش لزوم انت جايب لي شبكة غالية مش عاوزه اكلفك اكتر من كده
اجابها وهو يختار نيابة عنها: ده هيبقى حلو عليكي
امسكت القلادة التي اختارها وكانت بالفعل رائعة الجمال رغم انها تعشق البساطة لكن كل ما يختاره كيان يكون في مرتبة خاصة لا يسبقها شيء حتى اختيارتها هي ذاتها
اشتري لها القلادة وطلب منها ان ترتديها في اول مناسبة قادمة
شكرته كثيرا و شعورها بالفرح الشديد لاهتمامه بمهادتها شيء جميل لم ينتهي بل ظل في قلبها مرافقا لخطواتها
+
الايام تمر ...
ظل فرش الشقة، حددوا اماكن فخمة لتلك المهمة لشراء كل مايلزم... طلبت والدته كما فعلت سابقا في كل شيء يخصه أن تكون موجودة
لم يمانع بالطبع ..
+
حزنت ضحى من جديد فهي ستهمش مجددا
+
اخبرتها حنة في هذا اليوم كلمة ظلت تتردد في اذنها «العرسان هما اللي بيختاروا كل حاجة في شقتهم لانهم هما اللي هيعيشوا فيها مش أي حد تاني»
+
سألته السؤال نفسه على غفله
تعجب كيان من السؤال وسألها دون جواب: أنتِ زعلانه من وجود ماما معانا يا ضحى؟
اسرعت تجيبه تنفي وكأنها مسكت بالجرم المشهود: لا طبعا مقصدش كده أنا بس بسالك سؤال جه في بالي
اومأ بتفهم متحدثا: متقلقيش المكان كبير واختاري اللي انتي عاوزاه محدش هيمنعك
+
اومأت في صمت وبالفعل اتجهوا للمكان كانت والدته لجواره في السيارة وضحى في الخلف شاردة حتى وصلوا للمكان
بدأت زينات في الانطلاق في المكان تختار كل شيء دون أن تترك لهم مساحة سوى بالموافقة على اختيارها كانت تتمنى الكثير وتتخيل الكثير لكن ماتم احزنها وجعلها تشعر بالدونية وانها مجرد صورة لمسمى عروس
انتهي اليوم وتلك النقطة تحديدا رسخت في عقلها بقوة
+
هل يعاملها على انها لا تفقه شيء ..
كم يحزنها ذلك... لكنها احيانا تلتمس لهم العذر في ذلك، تريد أن تكون أفضل مما يريد لكنها لا تعلم ماذا تفعل لترضيه ولتشعر بالرضا عن نفسها
+
------------------------------------------------
+
مرت فترة لا بأس بها ..
العلاقة بينهم هادئة لأبعد الحدود، قريب منها حد النفس وبعيد عنها حد النجوم
نعم لا يليق به لقب سوى القريب البعيد ..
تارة يندمج معها هادي محب وتارة يتصنع الغياب لا تعلم السبب.. لكنه في كل الحالات حنون حتى في قسوته يحنو
+
اما عنها فـ اصبحت هادئة متزنه في تصرفاتها عن ذي قبل كثيرا .. اصبح وجوده يمثل لها شيء جيد لن تنكر ان وجوده في حياتها أضاف لها مذاق مختلف لم تعرفه قبل يوما
ايام معدودة تفصلهم عن معرفة نتيجة العملية الاخيرة لن تنكر أن تلك المرة هي من تريد الحمل .. وأن كانت بالفعل الان تشعر بأن في داخلها نبض جديد تشعر بشيء غريب لم تعتاده بداخلها تبتسم كلما مرت يداها على بطنها المسطح وكأنه انتفخ في هذان الاسبوعان كسعبة أشهر وأكثر .. تعلم ان كل ما تفكر وتشعر به امنيات لكنها ليست مستحيله
تقف في المطبخ الآن لقد سمح لها بالتحرك في اضيق الحدود بناء على طلب الطبيب حتى لا تصاب بالاكتئاب فهي عنده ايضا غالية ليس الجنين فقط
+
تعد القهوة لهما معا ..
لقد اصبحت تعشقها في الاونه الاخيرة وتعدها بنفسها هذا هو الشيء الوحيد الذي تفعله .. ومشترك بينهم
تقلب البن في الكنكة ببطء واتقان واتجهت تسأله هل سيتناول شيء معاها تعده الخادمة له
+
وقبل ان تدخل الغرفة استمعت لكلمات غريبة جعلتها تتوقف تستمع لباقي الحديث
كان صوته حاد غاضب وكلماته كالفولاذ لا ترحم« دي مين دي؟! وحدة رخيصة اشترتها يومين تنفذ اللي أنا عاوزه منها وبعد كده هرميها لنفس المكان اللي جبتها منه مش دي اللي ابقى عليها، ولا افكر فيها و اشغل بالي بيها .. هي مجرد ورقة بس لتنفيذ رغبتي مش أكتر.. فهمت»
+
كادت تسقط الكنكة من يدها لولا انها تماسكت، استجمعت شتات نفسها وكم المتها كلماته بشدة وكأنها سكاكين تقطع جسدها لاشلاء دون رحمة كم اوجعتها كلمة رخيصة منه رغم انه قالها لها كثيرا لكن تلك المرة تحديدا وقعها على اذنها ونفسها سيء لدرجة كبيرة كانت كسوط نزل على جسدها بقوة مزقه وهي عاريه
+
وضعت الكنكة على النار العالية وتركتها وفي موجهة شرودها وغضبها لم تعي أن الموقد يعمل بالاساس تركت المطبخ متجه لغرفتها تتحرك بعصبية مفرطة رغم كونها خطر على حالتها الصحية لكن كلماته تتحرك بداخلها كنار غير قادرة على السيطرة عليها، اصبحت بركان على وشك الانفجار
+
مازال في الغرفة يحدث صديقه
«هصبر لحد ما الصفقة تنتهي ده اخرها معايا مفيش كلام ولا في مسامحة هي الورقة الرابحة دلوقتي لحد مااخد الصفقة ومتنساش ان الصفقة دي حقي من البداية انا مجرد بسترده مش أكتر »
+
--------------------------------------------------
+
الو ايو يا حبيبي ،"أنا في المستشفى "قالتها كناية عما سيكون
..................
لسه هتتأخر .. لبليل كمان، كتير اوي كده يا عدلي!
قالها بصوت محب معتذر: معلش يا فريدة أنتي عارفة انه شغل مهم ولازم اخلصه بنفسي لولا كده مكنتش سافرت هخلص وارجع على طول
حاولت التماسك متحدثه: خلاص يا عدلي متزعلش أنا بقول كده لانك وحشتني
ابتسم في عز التعب وقال بصوت عاشق: وأنتي كمان وحشتيني أكتر يا فريدة ربنا يعلم الساعات اللي بقضيها بعيد عنك بتكون بالنسبة لي عاملة ازاي
ـ وانت كمان يا عدلي المكان من غيرك ملوش روح بفتقدك حتى في النفس اللي حوليا
سحب نفس عميق فكلماتها انعشت قلبه وقال بصوت حازم: خلاص دي آخر مرة هسافر لوحدي من غيرك آخر مرة وعد
ابتسمت متحدثه: خلاص، اذا كان كده موافقة
+
ضحك عدلي بصخب متحدثا: هقفل وهكلمك اول ما اخلص يا حبيبتي
اسرعت متحدثه:لا اله الا الله
اجابها بحب كبير: محمد رسول الله
+
الوقت يمر ..
والصرح الذي يحلم به ظل القليل ليصبح واقع ملموس
وفريدة لجواره خطوة بخطوة
لا تنام معظم الوقت مثله .. اصابها الارهاق كحالة
لكن فرحته الكبيرة التى تراها بـ عينيه تعوضها عن كل تعب الذي تشعر به ..
+
كانت تقف في الدور العلوي للبناء
شاردة تفكر في القادم وتشعر بالسعادة تلك الفترة خصيصا لان ترك لم يتعرض لها منذ ذلك اليوم .. وكأن تهديدات عدلي اتت ثمارها او ربما « علقة الموت» التي نالها هي من ردعته، لا يهم السبب المهم الآن النتيجة وانه ابتعد عنها بشكل نهائي وهذا جعلها تستعيد جزء من روحها الذي سلبه وجوده وافعاله الدنيئة معها
تشعر بالسكينة خصوصا بعد مكالمة عدلي وتفكر في تجهيز مفاجأة او استقبال صغير له غدا فهو يفعل من اجلها الكثير
+
وفي خضم شرودها لم تلحظ العامل الذي جاء من خلفها
اقترب يتأملها كليا من اعلها حتى اخمص قدمها شهقت بقوة والتفتت عندما أحست بأنفاس خلفها وصرخت في وجهه بغضب: أنت ايه اللي طلعك الدور ده وبعدين مش في حاجة اسمها استئذان قبل ما تدخل وتقرب لي بالشكل ده، مين سمحلك تدخل هنا أنت هتتجاز على ده ؟!
+
اقترب خطوة آخرى يتفحصها بنظرات غريبة مما جعلها تتراجع في ذعر تخفيه ..قال بصوت مبحوح وكأنه متعاطي شيء: أنا طلعت اشوفك محتاجة حاجة، عاوزه حاجة يا دكتورة مش حلوة تبقي لوحدك يعني وخصوصا البيه مش موجود
+
كادت تسقط متعثرة في حجر كان اسفل قدمها ولم تلحظه لكنها تماسكت مستنده على الجدار خلفها وحدثته بنبرة مهزوزه رغما عنها: مين قالك اني عاوزه حاجة منك ولا من غيرك، بدل مطلبتش يبقى مش عاوزه حاجة اتفضل انزل من هنا بسرعه
+
انتظرت ان يستجيب لما قالت لكنه لم يتحرك وظل مكانه يغدقها بنظرات اشعلتها غضبا وخوفا
اتسعت عيناها اكثر وقالت بصوت غاضب تخفي خلفه ذعر كبير: أنت يا بني ادم مش بكلمك مبتردش ليه واقف لي زي الصنم كده ليه؟! اتحرك لتحت حالا يا اما هيكون دا آخر يوم ليك في الشغل هنا
+
امسك معصمها بقوة جلعها تصرخ و وتضربه بحقيبتها على جانب وجهه فنال جزاءه بخدش عميق سحب جزء من جلده بشيء حاد كان في طرف حقيبتها
+
عندما رأت الدماء فزعت أكثر ورمت الحقيبة ارضا بينما رفع يده يمسح الدماء النازفة وهو يقترب منها متحدثا بصوت ثقيل بقى كده تعوريني بردة يا دكتورة هو ده جزائي اني بسأل عليكِ؟
دفعته بيداها ليبتعد عنها لكنه اقترب أكثر وكأنه جدار ثابت
صرخت تستغيث عل ينجدها منهم بالاسفل، لكن لم يجيبها احد
+
بدأ الخوف يتملكها فعليا وفي خضم دفاعها عن نفسها دفعته بعيدا ليسقط من الاعلى كان الجدار خلفه خال من البناء لم يتحكم في نفسه او ترك نفسه للسقوط لا تعلم .. كل ما شعرت به هو توقف قلبها وانها غابت عن الدنيا للحظات لم تفق الا على رنين هاتف كانت النغمة به غريبة جذبت انتباهها ويبدو انه هاتف العامل الذي الذي قتلته الآن.. تحرك كل شيء بها دموعها مشاعرها خوفها امسكت الهاتف لترى اسم زوجتى على الهاتف جعل صوت بكاءها يعو اكثر واكثر
رفعت الهاتف على اذنها ليصلها صوت ترك: مبتردش ليه يا بني؟
صدمة آخرى تلقتها كمطرقة على رأسها
نداه من جديد
فخرج صوتها الباكي :مش هيرد عليك ارتحت، انا قتلته لسه عاوز مني ايه تاني حرام عليك، ربنا ينتقم منك؟
+
تفاعل ورأيكم مهم
دمتم بخير
+