رواية اريدك في الحلال الفصل الخامس والعشرين 25 بقلم ايمان سالم
الفصل الخامس والعشرون
اريدك في الحلال
+
حبي لك كزمزم
لا يجف ولا ينضب
+
في المطبخ ..
خرجت الخادمة من الباب الخاص بالخدم وتركت الباب دون اغلاق كامل
اسرعت جمانة تغادر من الباب، تراقب المكان حولها بعينان خائفتان وأكثر ما يقلقها ان يراها احد الحرس بالخارج ويفسد عليها خطتها
لا تعلم بأن إيفان مفكوك الان ويتجول في الحديقة بحرية تامة وعندما أحس بها أنطلق بأقصى سرعه لديه يهجم عليها فهي بالنسبة له شخص غريب
+
عندما لمحته خلفها اطلقت صرخه قوية حركت الساكن من حولها .. كان ماهر قريب منهم في الحديقة من الامام .. تتبع صوت صرخاتها العالية مذعور يتسأل ماذا يحدث وفي لحظة تذكر إيفان وانه خارج قيده وربما تصرخ بسبب هجومه عليها زادت صرخاتها زفر بقوة يلعن ويسب واسرع يركض بكل قوته يسرع قبل أن يمزقها هذا الوحش
+
حاولت الركض بكل ما تملك من قوة لكن نهاية الركض سور وقفت تلهث بقوة تفكر في عبور السور للخارج وبالفعل لم تستغرق ثوان ورفعت نفسها قليلا على الجزء البارز من الحائط لكن ايفان بحركة واحدة قفز بكل قوته وسحبها معه لاسفل ممسكا بالقميص الطويل الذي ترتديه ينهشه بلا رحمه
كانت سحبه مؤلمة ارتطمت بالارض لدرجة ان عظامها جميعا اصدرت صوت وكأنها تهشمت صرخت بفزع تحاول النهوض لكنها غير قادرة وكأن جسدها شل تماما
لم يكتفي إيفان بل ظل يدعس وينهش ثيابها وبالنهاية ابتعد لحظة يحاول القفز عليها من جديد عندما نهضت ونيته نهش لحمها تلك المرة
+
قفز تجاهها يفتح فمه ينوي عضها لكن ذراع من حديد قيدت فمه، حاول سحبه بعيدا عنها لكن هيهات فالغضب يجعل منه شرس اعمى
بالنهاية سيطر عليه ماهر وجاء من خلفه حارسان كاد ماهر ان يقتلهما بنظرة عينيه وغضبه القائم
اخيرا سحب احدهم إيفان لمكانه المخصص والاخر سأل ماهر بقلق: حضرتك اتجرحت .. اتصل بدكتور
رفع ماهر يده في صلابة وغيظ متحدثا هات بس شنطة الاسعافات من جوه بسرعة
+
ترك امر ذراعه ونظر للمسحولة ارضا يتطلع لها في غيظ شديد .. تتألم لكنها تستحق ما حدث .. لم يحركه تجاهها الشفقة لكن الملعون من تحرك بمشاعره الحبيسة ونزل ارضا يحدثها بثبات انفعالي يستدعيه: خلاص اهدي خدوه.. حصل لك حاجة؟ عضك؟
بكت بهسترية شديدة تضم جسدها المتألم
+
شعر بالغضب منها وعليها فرتب على كتفها متحدثا: اهدي لو تعبانة ولم يكد يكمل حتى صرخت متألمة
فصرخ بإنفعال كبير: قومي يالا لو تعبانة اوديكي للدكتور وبلاش عياط غلطانه وكمان بتعيطي ايه اللي طلعك زي الحرمية تتسحبي كده، قومي يلا وحسابنا بعدين
رفعت وجهها متحدثه بقهر: يارب اموت واستريح من كل حاجة ومنك
+
ضربته الكلمة في مقتل .. بعد كل ما يفعله معها تريد الخلاص منه .. شعر بالغضب منها فأمرها بصلابه متحدثا: قومي يالا بدل عاوزه تموتي ادخلي موتي جوه يالا مش عاوز اشوفك قدامي
نهضت بألم تشعر أن عظامها تحطمت كلها بلا استثناء تحاول اخفاء عرجها عن اعينه المشتعله لا تعلم بأنه مستاء لدرجة ان الحارس جاء بالاسعافات امره ماهر بحسم وصلابه قبل ان يغادر دخلها تاني وعينكم على جمانة هانم اي غلطه المرة الجاية ولو صغير مش هعديها بالساهل سامعني .. غادر غاضبا يكاد لا يرى امامه الغبية مازالت تريد الهرب يسعى للمسامحة والغفران وهي لا تهتم .. بل تزيد الأمر سوء كل ما يهمها نفسها مازالت انانية غبية عنيدة لا ترى سوى الإبتعاد غاية
+
في السيارة يقود بسرعة جنونية .. شرد للحظات يتذكر كلمات والدها والتى كانت كأعتذار عما قاله له سابقا وعما فعله لكنه بالنهاية اخبره انه أب ويريد مصلحة ابنته الوحيدة يريدها ان تحيا بخير معززة مكرمة ضحك بقوة وهي في كل الحالات لا تحيا ولن تحيا كما يريد والدها .. فهي من رخصت نفسها واعطت جسدها لسكير يدنسه تحت مسمى الحب بما نفعها الحب وهو كل يوم مع امرأة غيرها غبية على شاكلتها تعطيه ما يريد ليلقي لها بعض الاموال صباحا او يخبرها ان ما حدث كان برغبتها ولا دخل له بذلك .. لو الحب بتلك الصورة .. لعنة الله عليه وعلى كل من يفكر به .. فالحب اسمى من ذلك بكثير
زفر بقوة فـ روحه تحترق وهي لا تعلم عما يعانيه شيء، اتجه لكافية بالعادة كان يسهر به قبل دخولها حياته منذ أن ارتبط بها ابتعد عن الكل اكتفى بها وهي لم تكتف به بعد
+
دخل وكم رحب به الجميع بداية من الامن للمسئول عن المكان .. وجد هناك اخيه الكبير والذي اخبره العامل بذلك منذ دخوله انه هنا مع اصدقاء منذ وقت انضم لهم يحاول الخروج من الحالة النفسية السيئة التي تلازمه في قربها حتى في بعدها يحاول الخروج من تلك اللعنة ولو قليلا، لم يسلم من بعض كلمات الرجال عن كونه «لحقت زهقت بالسرعة دي وجيت لنا ، ايه يا عم مالك كده المدام طرداك ولا ايه، دا شكل عريس لسه يدوب مكملش شهور، وكلمات كثيرة ساخره ولو اردتم الصدق تنطبق عليه كلها واكثر منها ايضا»
+
كان جوابه بسمة ليس اكثر ماذا سيقول هل سيخبرهم عن مصيبته الكبرى ام ماذا ؟!
+
غادر الجميع بعد وقت وتبقى هو واخيه ..
سأله اخيه بفضول مغلف بقلق: مالك يا ماهر ساكت معظم الوقت ليه في حاجة مضياقك،أنت زعلان مع جمانة؟
كان جوابه مختصر: مفيش أنا بس مرهق شويه
ابتسم اخيه هاتفا: مش حكاية ارهاق دي ياماهر احكي لي لاني مش هسيبك الا اما اعرف في ايه ومالك انا ملاحظ حالتك دي من فترة مش حكاية النهاردة بس قلت يمكن بيتهيأ لي لكن الحقيقة ظهر على وشك أنت شكلك مهموم اتكلم يا ماهر
+
اجابه ماهر بغضب: مفيش حاجة قلت لك
ماهر متبقاش كتووم بالشكل ده! قالها اخيه بغيظ شديد
زفر ماهر وكان جوابه اللملون بعض الشيء: عادي خلفات عادية من اللي في اي بيت
اومأ اخيه متحدثا بلين: البنت صغيرة لسه يا ماهر بالراحة عليها أنت كبير المفروض وعاقل
اتسعت عين ماهر وهتف بغلظة شديدة: قصدك ايه بصغيرة دي اني عجوز بالنسبة ليها، بقى انت اللي بتقول كدا امال سبت ايه للغريب يقوله
هتف بلين اكبر: مش ده اللي اقصده ابدا كل اللي قصدته انها لسه طايشه عاوزه تعيش الحياة تخرج تسهر تتفسح فبراحه عليها لحد ما تتعود على طبعك بالسياسة يا ماهر كل حاجة هتتحل
+
زفر ماهر وهو ينهض متحدثا: ان شاء الله، تصبح على خير
غادر يشعر بالاستياء فكلمات اخيه لم تزيده الا غضبا لو عاد لها الان لن يستطيع التحكم في افعاله سيبتعد اليوم عن الجميع لذا قرر الذهاب لفندق قريب من هنا وسببقى الليلة بعيدا عن الجميع حتى هي .. سيعتزلها اليوم لعل غدا يأتي له بالخير
+
في الليل ..
تمر الساعات ببطء شديد
مشغول البال مازال يفكر بها دون ارادته، يحاول النسيان قدر المستطاع واخيرا بعد وقت طويل سقط في سبات عميق كان يحتاجه بشدة
+
في الصباح ..
ذهب للشركة مباشرة قضي معظم الوقت واخيرا عاد في المساء .. سأل عنها الخادمة فأخبرته بنبرة قلقه مخرجتش من اوضتها من انبارح يا بيه
اتسعت عين ماهر وسألها بنبرة غاضبه: مخبطتيش عليها ليه؟ ازاي مخرجتش امال انتِ هنا بتعملي إيه؟!
عملت كدا وهي كلمتني والباب مقفول وطردتني قالت لي كلام وحش مفيش داعي اقوله لحضرتك فسبتها على رحتها
مسح ماهر وجهه متحدثا: يعني مخرجتش ولا كلت حاجة من انبارح
نظرت له بخوف وقالت: لا يا بيه مكلتش مردتش تفتح الباب
نهرها متحدثا بغلظة: طب امشي روحي اعمل لي صنية اكل وطلعهالي بسرعة على فوق
اسرعت الخادمة تنفذ طلبه
+
في الاعلى
الباب مغلق من الداخل ..
طرقه متحدثا بهدوء مصطنع: افتحي الباب يا جمانة ..جمااانة
نادها كثيرا لكن الجواب صمت مخيف، دق قلبه بعنف وأخذ يدفع الباب كالمجنون بقوة كبيرة دفعات متتالية لم يبالي بكتفه وشدة الضربات اكثر مما قد يكون اصابها في الداخل وافكار متعددة تجول برأسه وكلها سيئة اخيرا فتح الباب ودلف الغرفة يلهث يبحث عنها حتى وجدها على الأرض فاقدة للوعي، اقترب سريعا يرفع رأسها متحدثا بخوف شديد من فقدانها وندم على تركها بمفردها يوم كامل فـ رغم كل ما تفعله يريدها بخير، يحدثها بصوت مهتز مذعور : جمانة فوقي ..جماااانة.. والحقيقة التي يخفيها بداخله انه يخشى فقدانها
+
--------------------------------------------
+
مالك يا فريدة من امبارح وأنتِ مش طبيعية
تطلعت له في صمت مهيب تخشى ان تتحدث تخبره بشيء .. بين ناريين نيران فقدانه ونيران اقصاءه مما يحدث او بالمعني الادق خداعه باتت تشعر انها مضغوطة وكأن جبلان يحاصرنها وهي في المنتصف يطبقان عليها دون رحمة
+
ادار السيارة متحدثا ببعض الحزن رغم إني زعلان بس أنا عامل لك مفاجأة وعاوز اتكلم معاكِ على راحتنا هناك
غير مساره المعتاد في الرجوع فسألته بشك: رايح فين يا عدلي ده مش طريق البيت؟!
اجابها ببسمه هادئة: مش بقولك عامل لك مفاجأة بس أنتِ شكلك مش معايا خالص على العموم أنا متأكد إن المفاجأة هتعجبك وهتطلعك من اللي انتِ فيه
ابتسمت براحه رغم توترها، تركت له القيادة وشردت بعيدا
اعطاها وقت من الصمت فكرت وبالنهاية قررت« أنها ستخبره بما حدث ومجئ ترك ففي النهاية سيعرف كل شيء ولن تتحمل غضبه تلك المرة .. يكف ما مضى وكلماته القاسية لها، لذى قررت ان تخبره وليحدث ما يحدث،ليس فقط بل ستتركه يتصرف تلك المرة كما يشاء لن تضغط عليه كما فعلت
+
في أرض واسعة حولها معمار من كل الاتجاهات .. منطقة مميزة تقف متعجبة وفي ذات الوقت مبهورة سألته بشك وسعادة: الارض دي بتاعتك يا عدلي؟!
ابتسم لها مع إيماءة مؤكده
فاشرق وجهها بالفرحة وتحركت خطوات بسيطة تتطلع حولها بانبهار حقيقي فالمكان مميز واخيرا خرج صوتها الفرح وهتفت: حلوه المنطقة جدا يا عدلي هتعملها فيلا ولا برج والتفتت له تتابع حديثها بحزن بـــس كده مش هنقعد في شقتك اللي هناك؟!
+
اقترب منها ومازالت البسمة تزين ثغرة متحدثا بحب: متقلقيش مش هنقعد الا في شقتي الارض دي لحاجة تانية المهم انها عجبتك الاول
جدا يا عدلي حلوة اوي بس مقولتليش هتعملها ايه
اجابها وهو يفرد ذراعيه: مستشفى يا فريدة وتطلع لها ينتظرا رد فعلها الأول
لحظات من الدهشة تحاول استيعاب الكلمة ومضمونها حتى انفرج ثغرها ببلاه .. ضحك عدلي على حركتها العفوية تلك وضمها له متحدثا بمرح: ايه يا فريدة هو انا قلت هعمل نايت كلوب دا أنا بقولك مستشفى مستغربة كده ليه؟!اوعي تكوني ناسية ان احنا دكاترة؟ قالها بضحكة صافية خطفت قلبها
+
ابتعدت عنه تسأله بشك: أنت بتتكلم جدا يا عدلي؟!
اومأ مؤكدا: طبعا يا فريدة جد، ايه رأيك في المفاجأة حلوة مش كده؟!
مازال آثر المفاجأة يظهر على ملامحها لكنها حاولت تخطيه متحدثه بقلق: بس دي خطوة كبيرة يا عدلي محتاجة شغل كبير ودراسة جدول ودكاترة لها اسمها محتاجة حاجات كتير اوي هتقدر على ده كله لوحدك؟
اقترب ممسكا كتفها وهتف بإصرار: وأنتِ معايا هنعمل كل دا سوى انتِ سندي يا فريدة وطول ما احنا مع بعض هحقق كل اللي بحلم بيه.. أنا واثق من ده طول ما أنتِ جمبي
+
تطلعت له في عشق كبير مازالت مشوشه لكن السعادة في قلبها الان لا حدود لها
اقتربت اكثر منه تتطلع له بحب لكنها تذكرت دون ارادتها ترك وما فعله وتهديداته الوقحة ..تبدلت ملامحها.. افسد عليها اللحظة فحانت منها دمعاتان قويتان لم تستطع منعهم .. جعلت من قلبه يخفق داخل صدره بجنون وسألها بخوف كبير: مالك يا فريدة أنا قلت حاجة ضيقتك؟! ليه الدموع دي دلوقت؟!
أنت يا عدلي ازعل منك؟! ياريت الزعل يجي منك كان هيبقى على قلبي زي العسل ؟! قالتها في نفسها ثم اخفضت بصرها تحدث نفسها بلوم كيف لها ان تفعل ذلك وتفسد فرحه؟؟ كيف لها ان تكون بتلك الانانية؟
زادت دموعها تفكر صامته، لكن دموعها تتحدث
+
امسك ذراعيها بقوة حانية يهزها قليلا لتعود اليه .. نعم ففي تلك الثوان شعر أنها ابتعدت عنه اميالا لا حصر لها
فريدة مالك واوعي تقولي مفيش لاني المرة دي مش هصدقك، اتكلمي قولي مالك وليه الدموع دي دلوقت؟
+
اخيرا رفعت وجهها له في حزن وكم احزنها كلماته اصبح لا يصدقها ويشك بها، دعت على ترك بقلب مفطور واخيرا خرج صوتها بأس حزين: ترك هددني تاني يا عدلي مكنتش عاوزه اقولك واكسر فرحتك دي بس أنت لازم تعرف مش كل مرة هخبي عليك أنا بقيت اخاف منه وخايفة وجوده يبعدك عني يا عدلي
اتسعت عيناها رويدا رويدا وهتف بنبرة جامدة: هددك فين تاني وقالك ايه الو... ده؟!
+
«فين؟»وحدها كفيله بأن تشعل غضبه مئات المرات
اخفضت بصرها تتجنب ما ستراه بعيناه خائفة من نظراته ربما تؤذيها دون قصد وهتفت بتوتر: جالي بالليل ساعة الحادثة اللي كانت قدام العمارة بعد ما خلصت وجيت اطلع لقيته في وشي في مدخل العمارة كان غصب عني وجوده
+
صمت تاام ونظرات جحيمية معها كل الحق لخفض بصرها فتلك النظرات كفيله بإذابتها حيه، هتف بنبرة خالية من كل تعقل: جالك ليه كان عاوز ايه الحيوان ده؟! اوعي يكون طلع الشقة
+
ارتفع وجهها تتطلع له ما كل هذا الغضب الذي تراه هتفت بنبرة متلعثمة: عدلي اهدى متندمنيش اني قلت لك
صرخ بها بقوة: انطقي يا فريدة قال لك ايه الكل.... ده وحصل ايه
اجابت بتلعثم: اتكلم من تحت مطلعش، عاوزني اسيبك عشان يبعد عني وميأذنيش تاني او ارجعله بيخيرني الحقير
+
ترجعيله؟! قالها بصوت حاد جعل قلبها يخفق هلعا امسكت ذراعه بخوف متحدثه: عدلي بالله عليك اهدي متخوفنيش انت كمان
جذبها من ذراعها خلفه متحدثا بغضب: يالا عشان اوصلك
صرخت معترضة: لا مش هروح الا اما اعرف هتعمل ايه عدلي بلاش تهور الله يخليك أنا خايفة عليك أنت هو اخر همي
+
لم يهتم بما تقول ولا كل توسلاتها طوال الطريق اوصلها وصف السيارة متحدثا بحدة: اطلعي على طول على فوق يا فريدة
عدلي لا يمكن اطلع واسيبك بالشكل ده
صرخ بقوة افزعتها: بقولك اطلعي يا فريدة فوق قلت فووق ومش عاوز كلامة زيادة
نفذت ما طلب مكروه تحاول التماسك الا تبك في الشارع ويراها الجميع صعدت سريعا لشقتها بينما انطلق هو مسرعا لترك فهو يعلم مكانه جيدا ..ففي الفترة السابقة ارسل من يتتبعه ويرصد كل تحركاته والاماكن الخاصة به ليعرف كل شيء عنه ان لزم الامر وها قد صدقت توقعاته
اتجه له وطلب مقابلته
استهان به ترك وسمح له بمقابلته بسهولة وكأنه في انتظاره منذ وقت
في الداخل في مكتب فخم للغاية يجلس بخيلاء على كرسي يحركه ببطء وتلذذ هاتفا: كنت منتظر الزيارة دي من زمان اتأخرت اوي يا عدلي
+
اتجه له عدلي دون كلام
فنهض ترك بدوره متحدثا: تشرب ايه عشان نعرف نتكلم ولا متحبش ويبقى احسن
كان الجواب لكمه قوية اطاحت به مع كلمات قاسية: هشرب من دمك يا روح.....
اعتدل ترك يمسد فكه متحدثا بغيظ: جاااي لي لحد مكتبي عشان تضربني يا و....
اومأ عدلي وهو يمسكه من تلابيب ثيابه متحدثا: هضربك وهموتك كمان لو تحب، رايح لفريدة ليه يا.....
ضحك ترك مما اغضب عدلي أكثر فضربه ركبه اسفل معدته متحدثا: بتضحك هعرفك تضحك ازاي وتتعدى على حرمه غيرك يا .....
ضربه عدلي بقوة فبادله ترك الضربات بقوة اكبر لكن الغلبة كانت لعدلي وهو يطيح به وبالمقعد معا متحدثا بنهجان وصوت حاد: رايح لها ليه؟! عاوز منها ايه تاني مكفكش اللي عملته يا ....
لهث ترك متحدثا وهو يتألم منبطحا لجوار المقعد: سبهالي يا عدلي أنا بحبها سبالي وخد اللي انت عاوزه
+
صرخ عدلي بجنون: اسبهالك هي لعبة عشان اسبهالك أنت مجنون واقترب يضربه من جديد ضرب قاسي
دافع ترك عن نفسه فضربه بشي حاد لجواره على رأسه مما جعل الدماء تنزف منه بقوة لم يبالي بدماءه واقترب يمسكه بصلابه متحدثا: وربِ وما اعبد لو مبعدت عنها لهموتك عارف يعني ايه هموتك، المرة دي اعتبرها تحذير بس المرة الجاية تنفيذ
ضحك ترك ساخرا وقال بنبرة قاتمة: موتني لو شاطر موتني أنا قدامك اهه
اشتعلت عين عدلي بغضب العالم ودفعه ارضا يشدد الاطباق حول عنقه والاخر يستغيث اسفله، انفاسه تكاد تنقطع لكن عدلي في تلك اللحظة كان مغيب غضبه سيطر عليه لولا ضربات ترك هي من اعادته لارض الواقع لكان جثة هامدة، اخيرا تركه في اللحظة الفاصلة و الاخر يشهق بقوة وكأنه غريق نجي من الموت... عادت انفاسه بتتابع
بينما نهض عدلي عنه يحدثه بغضب: لو قربت لها مش هرحمك المرة الجاية لا انت ولا مراتك ولا بنتك يا .....
وضربه بحذائه قبل ان يغادر
+
ظل ترك على الارض يسعل يشعر بألم شديد حاول النهوض لكنه لم يستطع .. على دخول السكرتيرة لتجده بتلك الصورة اطلقت صرخه دوت في الارجاء
+
بينما غادر عدلي يشعر بالراحة ولو قليلا فهو نفس عن غضبه متجها لمنزل فريدة ..
مازالت في حالة يرثى لها منذ أن عادت حتى الان يلتف حولها اخواتها في حزن يحاولون التخفيف عنها
+
طرق الباب ..
ففتحت له ضحى تشهق من بقايا بكاء متحدثه: بقى أنت كمان يا عدلي تعمل كده وأنا اللي بقول عليك عا.. ولم تكد تكمل عندما رأت الجرح النازف والدماء على وجهه فشهقت بخوف ونادت فريدة بصرخات متتالية
طمئنها متحدثا: متخافيش ده جرح بسيط اهدي يا ضحى
جاءت كل من فريدة وحنة ركضا، سقطت فريدة عندما رأته بتلك الصورة أرضا تصرخ بعنف
اقترب منها متخطيا ضحى وهتف وهو يمسك ذراعيها معا ليسحبها لتقف: اهدي انا كويس أنا جيت اصالحك مش اخوفك اهدي وقومي انا كويس مفيش فيا حاجة انا قدامك اهه
تحدثت من بين بكائها بإنفعال والم: عملك ايه؟!ليه يا عدلي تعمل فيا كده؟
معملش حاجة أنا اللي عملت فيه متخافيش أنا بخير
+
عملت فيه ايه؟! قالتها ضحى من جواره بخوف شديد
+
تحدث بثبات شديد: ضربته، كان لازم ده يحصل لازم يعرف ان ليكي راجل هيقف له يا فريدة عشان يقف عند حده
-ليه يا عدلي؟! ليه عملت كده خايفة يعمل لك محضر تعدي ولا يبعت لك ناس يضربوك ده مجرم
+
مش هيعمل انا واثق من ده ولا اقولك خليه يعمل وانا هقلب الدنيا على دماغه المريض ده
نهضت تطلب من حنة: البوكس من جوه يا حنة عشان اطهر له الجرح
اسرعت حنة تجلب صندوق الاسعافات من الداخل وطهرت الجرح كان يريد بعض الغرز لكنه لم يقبل بذلك اكتفى بلازق طبى
+
انتهي اليوم ولم ينتهي الخوف والشر من القلوب وهناك حزن كبير يسكن قلوب آخرى يمزقها
+
------------------------------------------
+
منذ مغادرته الفرح بتلك الطريقة المؤذية ولم يجرب حتى ان يهاتفها وكأنها لا وجود لها في حياته ..
+
البنات تسأل عنه فتتحجج كل يوم بشيء ما، فالموقف هذه المرة صعب عليها لا تريد احراج فريدة حتى انها لم تقل شيء عما حدث بالحفل تجنبا لحزنها وشعورها انها ربما سبب في خلاف هكذا كان هذا تفكيرها
+
حزينة احيانا تلوم نفسها انها عاملته بتلك الطريقة القاسية ربما كان غاضب من شيء ما وفي نفس الوقت تشعر بالاستياء منه كيف له ان يعاملها بهذا الجفاء حتى انه غادر الحفل ولم يدر ظهره لها وكأنها هباء لا قيمة له و بعد الحفل لم يتنازل ويتصل ولو اتصال واحد ينعش قلبها.. تتسأل بينها وبين نفسها هل هي اخطأت لتلك الدرجة التي تجعله يتجاهلها تماما
+
غدا يومهم المحدد للذهاب لوالده هل سيأتي ليصطحبها ام سيخلفه كالعادة مثل مرات سابقة في خصامه معها اصبحت ترى شخص قاسي بل شديد القسوة في غضبه ليته يعنف ويقسو في الكلام ولا يبتعد ويطيل الخصام فجفاءه يلهب قلبها وعقلها معا ..بعده يثير بداخلها مشاعر غريبة متناقضة، ما كانت تعلم يوما انها بداخلها تظل تنتظر قدومه اتصاله كطفل صغير ينتظر نهار العيد شوقا للاحتفال عيناها حزينة تقاوم الدموع لا تريد ان يشعر بها احد لا تريد أن يشهد أحد على انكسارتها المتتالية وهناك هاجس قوي يخبرها انه سيبتعد وعند تلك النقطة تحديدا تفكر هل سيأتي ام لا .. نامت مستسلمة للامر الواقع لكن الاحلام لم تستسلم، كان بطلها كالمعتاد دون منازع جاءها يطلب ودها وحبها كم كانت سعيدة بهذا الحلم لدرجة انها عندما استيقظت ظنت انه واقع ليس حلم .. واستغرقت بعض الوقت لتدرك أنها تتوهم مجرد حلم صعب أن يتحقق الان .. ضربات قلبها الصاخبة تباطئت عادت لدقاتها الميتة دونه
نهضت تتوضأ وتصلي تحاول التخفيف من الم روحها تدعو الله أن يحن قلبه ولا يطل الخصام، يرضيها فهي اصبحت تعشقه ولا تريد هذا الجفاء بينهم انتهت وامسكت الهاتف تنوي الاتصال به مترددة تشعر بأن ما ستفعل خطيئة لكنها ستفعل لم تستغرق بضع لحظات من التفكير الا ونفذت شعرت انها اخطأت في حق نفسها بما فعلت وانه ما كان يجب فعل ذلك لكن الاوان قد فات وظهر اسمها على هاتفه .. لكنه كان نائم لم يره الا بعد وقت
لم يجب اتصالها اغلقت الهاتف تعنف نفسها وبالنهاية هتفت في شرود اللي حصل حصل بقى يا ضحى متزعليش تحدث نفسها وهي تطالع الهاتف تنتظر اتصاله .. تنتظر ان يبدأ ولم يحدث شيء فهتفت بألم: اه حتى مردش عليا مهتمش باتصالي انا اللي غلطانه اني اتصلت بيه.. يالا قومي يا ضحى قومي نضفي البيت كفاية كده تستني منه الاهتمام انت اصلا مش على باله
+
مرت ساعات تشغل نفسها في تنظيف البيت .. لتنسى حزنها لكن هيهات فالقلب لا ينسى شيء يسكنه، حتى جاءها اتصاله لم تصدق نفسها عندما رأت اسمه ينير هاتفها شعرت بأن قلبها اسرع يمسك الهاتف يجيبه قبلها يقبل الهاتف عشقا، يرقص فرحا ان معشوقه تذكره...في لحظة نست ما مضى واجابته بنبرة ناعمة مُسكرة مشتاقه دون ارادتها: كيان
كان جوابه الهاديء: جهزي نفسك هعدي عليكِ مسافة السكة
تعلم سبب الزيارة والده لم ينسى .. هل اتصالها هو السبب ام كان سيفعل دون اتصالها، متحيره لا تعلم الاجابة وغير قادرة على سؤاله شيء الآن فردت بتوتر وفرح ظهر جاليا في صوتها: حاضر هجهز نفسي على طول وهستناك
+
اغلقت الهاتف تسرع في ارتداء ملابسها وتلك المرة ارادت ان تبدو جميلة في عينه فاتجهت لغرفة فريدة تطلب منها على استحياء احد اثوابها القيمة
تعجبت فريدة طلبها كثيرا فهي دوما ما تصف ملابس فريدة بال «متكلفة، مدفوع فيهم كتير» وانها لا تمت للبساطة في شيء ولا تناسبها وكان هذا هو الاهم بالنسبة لفريدة فكيف تريد منها ثوب الان وهي لا تفضل طريقتها في الملبس، لكنها لم تعترض حيث دخلت ضحى الجانب الخاص بملابس فريدة الكثيرة بالطبع وقفت حائرة لا تعرف اي شيء يناسبها اكثر فالملابس مختلفة الالوان والاذواق
+
شاركتها فريدة الاختيار متساله: اساعدك لو عاوزه
اومأت ضحى متحدثه: ماشي عاوزه حاجة تبقى حلوة ومناسبة وانا راحة لعمو النهاردة
اخذتها فريدة لجزء متحدثه يبقى خلاص ابعدي عن جزء فساتين السوارية وبردة عن الهدوم العادية اختاري من ده
اختارت بدلة نسائية بدرجتين من اللون البني مجتمعين معا اسفله قميص ابيض بسيطة لكنها رائعة
قررت المجازفة وارتدائها اليوم
استعدت ونزلت سريعا حيث كان ينتظرها بالاسفل تفاجيء من شكلها لكنه لم يبدي اي ردت فعل
+
شعرت بالاحباط عندما صعدت ولم يعلق على ملابسها بشئ ..انتظرت مجاملة كلمة اعجاب تروي ظمأ هجره لها لكنه لم يفعل حتى انه بخل عليها بنظرات الاعجاب
مر وقت طويل عليهم في صمت حتى تكلم بنبرة جفه بعض الشيء: عاملة ايه؟!
يسألها عن حالها التفتت تتطلع له في حزن واجابت بفتور: كويسه الحمدلله
تحبي نروح فين بعد منروح لبابا يسألها وكأن شيء لم يكن نبرته هادئة حد الصقيع لحفت روحها
اجابته ومازالت تتطلع لها متعجبة: اللي تحبه "ومن متى تختار شيء؟"
اومأ متحدثا: خلاص نروح المطعم اللي بنقعد فيه على طول
شعرت بالاستياء فالامر بالنسبة لها لم ينتهي مازال اثره في نفسها قائم
+
زارو والده وكان بالنسبة لها وقت محبب مر سريعا وغادروا متجهين للمطعم ..
طلب كيان الطعام من اختياره كما قالت له: اختار لي زيك .. تريد التقرب منه حتى لو كان في شئ بسيط كهذا.. ليت يصل له ما تشعر به بداخلها انه قريب منها كـ انفاسها يسكن بين اضلاعها لكنها غير قادرة على البوح بكل هذا تريده ان يشعر بمفرده... لكن كيف؟؟
+
تراه هاديء لا تعلم ما السبب في ذلك
قررت البدء متحدثه بلوم وعتاب: مسألتنيش روحت ازاي يوم الفرح حتى؟
ترك الكوب يتطلع لها رافعا احد حاجبيه متعجبا وخرج عن صمته متحدثا: بلاش نفتح الموضوع ده يا ضحى لاني لسه مصفتش من يومها
تطلعت له بحزن متحدثه: ظالمني وكمان زعلان كتير ده يا كيان
هتف معترضا: شايف انك بقيتي معترضة على كل حاجة
-أنا!! لا ابدا مش كده يا كيان بس والله انا ما قلت لها حاجة هي اللي بدأت وحنة مجرد ردت عليها مش اكتر الغلط بدأ منها هيا
هتف مبررا: مش موضوع فريدة هي ماقلتش حاجة من دماغها يمكن اسلوبها كان مش لطيف بس ليه تحطيها في دماغك انتِ وحنة ليه تصغريني قدامهم وتجرحيها
+
يا كيان والله هي اللي بدأت هي اللي حطاني في دماغها مش العكس
هتف بنبرة رخيمة: حتى لو كده كنتي عملتي خاطر ليا على الاقل ومصغرتنيش
اجابته في حزن: مش انا اللي رديت دي حنة
اجابها بثبات وتأكيد: كان ممكن توقفيها اوتمنعيها عن الكلام بالشكل ده مع شمس أنا مش عاوز مشاكل بينك وبين حد في العيلة يا ضحى
اجابته بحزن: متزعلش يا كيان والله ما كنت عاوزه حاجة من دي كلها تحصل
أتبع في هدوء واستنكار: حتى لما قلت لك راضيها بكلمتين رفضتي
-أنا رفضت عشان مغلطتش فيها
- كان ممكن تعملي ده عشان خاطري لكن براحتك مش هغصبك على حاجة بعد كده
هتفت بدموع: لا يا كيان متزعلش ومتتعملش معايا بالطريقة دي لو عاوزني اعتذر لها انا موافقة هعمل كده عشان خاطرك أنت
رجع في مقعده متحدثا بجدية: خلاص يا ضحى الموضوع انتهى مش هنفتحه تاني بس ياريت تحافظي بعد كده على شكلك وشكلي قدام الناس دي اهم حاجة عندي
+
نظرت له بندم واجابت: حاضر اللي هتشوفه بعد كده هعمله من غير نقاش
ابتسم اخيرا برضى وهتف بنبرة دافئة: ايه رأيك ندخل سينما النهاردة
شهقت بقوة متحدثه: لوحدنا
هتف كيان بقلق وهو ينظر حوله متحدثا: بقولك هندخل سينما مش هنروح شقة مفروشة
شهقت بقوة اكبر وهي تضع يدها على فمها فالكلمة كانت صدمه بالنسبة لها
فهتف بغيظ وهو يشير إلي الطعام: كلي يا ضحى كلي فضحتينا الناس هتفكر فينا ايه دلوقت؟
1
---------------------------------------------
+
يماطلها في اخبار والدته بأمر الشقة فماذا بعد ذلك هل سيكون ابن امه كاشباه الرجال .. لا لن تدع له الفرصة لذلك ستتخذ هي الخطوة نيابة عنه المهم في النهاية يحدث ما ارادت
+
فرضت نفسها كضيفة عندهم لم تشاء رقية في احراجها كان الهدف الظاهر من الزيارة توطيد العلاقة بينهم لكن الهدف الخفي اخبارها بأمر الشقة التي ترغب في شرائها بعيدا عنها .. فكرت رقية بالنهاية أن وجدها في حياتهم أصبح امر مفروض وينبغي عليها تقبله بكل ما يحمل من سوء ان كانت تحب ابنها لابد من ان تتنازل ولو قليلا .. نعم اخطأ وسام في اختيارها منذ البداية لكن ماذا تفعل وهو ابنها الوحيد تتخلى عنه وتتركه للامواج حتى يغرق، لا لن تفعل فهي بالنهاية أم .. لذلك قررت القاء نفسها خلفه تعافر الموج تراقبه بخوف لن تترك يده ليأخده الموج إلي حتفه ترى هذا من الآن ويؤلمها
+
في غداء عائلي من الدرجة الاولي ..
جهزت رقية اصناف عدة من الطعام وطلبت اصناف اخرى جاهزة كل ما تشتهيه الانفس
اشادت مونيكا بالطعام وشكرتها على تعبها كانت البداية رائعة ..لكن ماذا عن النهاية
في وسط الاحاديث ادخلت الامر الذي تريده متحدثه بخبث: نَفسك حلو في الاكل يا ماما رقية
ابتسمت رقية متحدثه: بكرة لما تتجوزي هعلمك كل حاجة متقلقيش
اجابتها بعملية وهي تشبك اصابعها وذراعها على المائدة: كان نفسي طبعا لكن الوقت يا ماما أنت عارفة الشغل هياخد وقت كبير ومش هبقى فاضية لده فأنا هكون محتاجة واحدة تساعدني دايما يدوب اباشر عليها، معظم الستات الوقتي بيعملوا كده وخصوصا لو في اولاد
تطلعت لها رقية بغيظ وقالت: في بيعمل كده مقلتش لا بس في ستات بتشيل بيتها كله حتى لو بتشتغل احنا كبرنا أننا نخدم نفسنا بنفسنا الا لو في ظروف يا مونيكا حتى لو بنشتغل
+
تطلعت لها مونيكا بحاجبان مرتفعان وقالت متعجبة: سبحان الله مع ان مستواكم المادي كويس ليه متجبيش واحدة تشتغل دايما معاكي وتريحك يدوب تديها الاوامر تبقى هانم وتريحي نفسك من التعب ده كله يا طنط
+
هتفت رقية في ثبات: انا احب ايدي تكون في اكلي، شُربي غسيلي ممكن اجيب حد يساعدني بس ده لو محتجاه يا مونيكا غير كده لا ومش معني اني غنية اعمل كده من بابا الترفية والمنظرة، بيت الوحده فينا وولادها هو الأساس لازم ياخد كل اهتمامها ووقتها ومش شيء يقلل مني لو عملت شغل بيتي بنفسي فين المشكلة؟!
+
تلعثمت متحدثه خلاص يا ماما هبقى افضي نفسي واجيلك تعلميني ولا تزعلي نفسك
ضحكت رقية متحدثه تجيلي ايه هما كلهم سلمتين يا مونيكا
اظهرت مونيكا التعجب متحدثه: لا الشقة بعيدة شويه عن هنا يا ماما
تعجبت رقية متحدثه: شقة إيه اللي بعيدة؟!
نظرت مونيكا لوسام تسأله بنبرة خبيثة: هو أنت مقولتلهاش يا وسام؟
+
حدجها بنظره نارية واجابها بغيظ: لا مقولتش يا مونيكا وتلقت بعدها نظرة متوعده
التفت ينظر لوالدته التي تنظر له بعدم فهم وتعجب هاتفه: دي تاني مرة تتكلموا في حاجة زي دي فاكر يوم الفرح لما كنا في العربية؟ اعرف بقى ايه الحكاية يا وسام؟
+
اجابها دون النظر لعيناها: هنشوف شقة غير اللي فوق يا ماما
بمعني؟ قالتها بعدم فهم
اتبع وسام: الشقة اللي فوق مش عاجبه مونيكا وهشوف شقة تانية بس هتكون قريبة من هنا قال الكلمة الاخير وهو يشعر بالذنب لكسر خاطرها
+
مش عجباها الشقة... مش عجباها .. آه .. لا لازم تشوف شقة تعجبها طبعا العروسة كلمتها تتنفذ يا وسام
ثم نهضت متحدثه بثبات: كملوا اكل لاني شبعت
نداها بحزن وندم: يا ماما كملي اكلك
لم تجبه فزفر بحزن والتفت ينظر لمونيكا بضيق شديد هتف بغضب يحاول السيطرة عليه لمن تشعر براحة كبيرة الآن: عاجبك كده يارب تكوني مبسوطة انها قامت من على الاكل مكسورة الخاطر
+
هتفت بصوت خافت معترضه: الله ايه يا وسام ماهي كده كده كانت هتعرف ولا هنروح نسكن من غير ما تعرف يعني؟!
اجابها بحزن: بس ميبقاش بالطريقة دي يا مونيكا مش بالطريقة دي ابدا انت متعرفيش ماما الموضوع ده هيأثر فيها ازاي انا ابنها الوحيد
+
دلفت غرفتها تتناول دواء الضغط تشعر ان رأسها يكاد ينفجر ..تتسأل غير مصدقه هل يقرر امر هام مثل هذا الامر دون علمها هل حزنها لا يمثل له شيء التلك الدرجة اذن فليفعل ما يحلو له لن توقفه
+
غادرت مونيكا مجرد ان اوصلها لباب السيارة صعد سريعا لوالدته يدلف غرفتها بعد طرقها ، وجدها تجلس على مقعد لجوار النافذة اقترب يجلس القرفصاء امامها متحدثا بحزن: عارف انك زعلانه مني وحياتك عندي يا ماما أنا متكتف مش عاوز افشل تاني اللي مقيدني دلوقت اني عاوز اكمل معاها مش حابب افسخ الخطوبة تاني مش عاوز حد يشمت فيا هشتري الشقة وهنقعد فيها فترة وبعد كده هننقل هنا هحطها قدام الامر الواقع ولا تزعلي وحتى لو منقلتش هنا هشتري لك شقة تانية جمبي انا مش هغلب بس مش عاوزك تزعلي انت عارفة ان زعلك عندي كبير يا ماما
صمتت تنظر له بدموع متحجرة
+
هتف من جديد بتهديد: يارب اموت دلوقت لو متكلمتيش معايا
فنطقت اخيرا بغضب: بعد الشر عنك بطل يا وسام الطريقة دي انا اللي مزعلني مش انك عاوز شقة تانية بعيدة اللي مزعني انك قررت حتى من غير ما تقولي ولا تعرفني طب ده يرضيك؟
اجابها بصدق: كنت بماطلها هي اللي عاوزه وطلبه وانا قلت لا مش موافق بس هي اللي في راسها في راسها انا مش حابب ابعد عنك ولا اسيب شقتي كنت لسه بفكر في الموضوع
+
زفرت وهي تمسح على وجنته متحدثه: المهم عندي انك تكون مبسوط يا وسام حتى لو هتقعد بعيد عني
زي ما هيا عاوزه
ابتسم يقبل يدها متحدثا: هو انا اقدر ابعد عنك بردة، ربنا يخليكي ليا يا ماما، أحلى روكا في الدنيا كلها
+
-------------------------------------------------
+
تجلس في غرفة العمليات للمرة الثانية ..
لكن تلك المرة متقبلة للامر ..
لن تنسى ما مر سابقا عليها وجعلها متخاذلة
+
عندما وجدها على الارض وحملها يركض وكأنه يحمل اغلى شخص لديه في الحياة يلهث بقوة ويضمها وكأنه يخشى ضياعها انفاسه مازالت تشعر بها حتى الآن حماية، كم مر من الوقت عليهم في المشفى وهو لجوارها صامت لا تعرف غضبا هذا ام خوف لكن كل ما تعرفه ان هذا اليوم وتلك اللحظات لن تنساها ابدا وستظل تزورها دوما
خرجت و لم يسندها احدا غيره كان السند حتى شفت لم يعاتبها ولم يعنفها، غضبه ولى بعد ما حدث وكأنما تبدل لشخص آخر، رغم صمته القاسي تكفيها نظرات عيناه الحانيه والتي تخبرها الكثير.. لا يطالبها سوى بشيء واحد وهو طفل منها
+
لم تجد احن منه عليها حتى والدها فقسوته تسبق حنانه .. بينما ماهر لا يطلب منها الكثير طفل هو كل ما يريده .. وهي قررت ان تلبي طلبه وتخرج من حياته لقد سئمت كل شيء ستهرب لنهاية العالم تحاول نسيان ما مر عليها لكن ما يمنعها الآن مرض والدها المفاجيء ومحاولة الانجاب الجديدة التي تخضع لها
خرجت بعد وقت مازالت في آثر البنج تهلوث وهو لجوارها كالمرة السابقة لم يستطع منع نفسه من الاقتراب حتى لو تأذى بكلماتها السامة يمسك يدها ويغمض عينيه بشعور عاصف يمزق نياط قلبه ولم يكن ذلك الشعور سوى عشقها الابدي الغير قادر على نسيانه أو الخروج منه
+
----------------------------------------------
+
قرر وانتهي وخصوصا بعد كلمات انس المؤكدة: قلت لك تفريغ الكاميرات ما اظهرش حاجة في لعب في الكاميرات دي تحديدا كانت متعطلة يعني مفيش دليل على وجوده وقت اللي حصل المشكلة كل حاجة معاه ليها سكة يا عدلي الشخص ده مش سهل بس الاكيد ان له ايد هنا في المستشفي وايد كبيرة كمان عشان يقدر يعمل كل ده
-ازاي يعني، قصدك شاريهم؟
ايوه الفلوس بتعمل كل حاجة دلوقت انا اللي هقولك يعني
..................
+
هنسيب الشغل ده قرار نهائي يا فريدة
هتفت معترضة بصلابه: اسيب الشغل ازاي ده سنين عمري هناك بعد ما عملت اسم وكبرت اسيب كل ده كده بسهوله
اجابها بتأكيد: هنعمل مستشفى لينا هنتعب فيها الاول بس صدقيني بعد كده تعبنا هيكون لينا ولولادنا يا فريدة انا مش هسافر خلاص هبني المستشفي واول ما تخلص هنتجوز مش هستنى يوم واحد بعدها
اتسع فمها بطريقة كوميدية وهتفت: كل ده مرة واحدة بتهزر صح؟!
اجابها بثبات لا بتكلم جد وجد الجد كمان ومفيش نقاش يا فريدة بكرة هنقدم استقالتنا ونبدأ مشروع العمر وامسك كفها يضغطه متحدثا سوى
+
كل ما اراده تم والان البناء في المستشفى على قدم وساق، خبراء في كل شيء سيكون صرح طبي لا مثيل له
عناء وتعب لكن له لذه خاصة فلكل مجتهد نصيب وهم يجتهدون بالفعل وينتظرون ثمرة الاجتهاد لتربت على قلبهم
+
-----------------------------------------------
+
في اجتماع ..
كانت حنة من ضمن الفريق وهو ايضا وميس لجوارها
كل منهم ينظر للاخر بشئ في نفسه
حنة دائما ما تراه شخص غير مريح بالنسبة لها
وهو يراها نقطة ملونة في صفحة بيضاء دائما ما تجذبه لها بتلك الضوضاء المزعجة
وميس تراه حبيب، كشخص عرفته سابقا يمثله في كل شيء حتى نظرات عيناه الحزينة الشاردة..
اما عنه فـ يرى ميس كزميله تحمل من الاخلاق افضلها لا يراها بالغنا الفاحش الذي ينفره من النساء يراها معتدلة في كل شيء وتلك ميزة بالنسبة له كبيرة تميزها في عيناه عن غيرها
+
مشاعر متفاوتة بين الجميع
مشروع مطلوب منهم تنفيذه مع القائمين عليه
مقابلات واحاديث يوميه
التباعد والتقارب .. كاقطاب المغناطيس
يشعر مع الوقت انه يقترب منها يقترب بلا جهد منه هناك شيء يجذبه نحوها بشدة غير قادرة على معرفة هويته يسأل نفسه كل يوم ما الشيء الذي يجذبه إليها بتلك الدرجة والسرعة معا؟!
هو شخص لا يحب الرمادي، أما ابيض أو أسود لا تختلط عنده الالوان انتقلت من منطقة الظلام للمنطقة المشرقة في قلبه .. فجأة
فـ مشاعرنا لا نمتلك عليها سلطان تتحرك دون ارادتنا
نحو من تريد... اتجهت لحنة دون ميس رغم ان ميس مناسبة له ويراها مميزة بالاضافة انها تشعر نحوه بإنجذاب، ساعادته من قبل وعلى اتم استعداد لفعلها مرة ثانية وألف
+
تمر الايام
وفي يوم كان مصيري لهم معا ..
في مشروع جديد يتم بناءه ..
كانت تعمل على ملف خاص بجزء من المشروع وستقدمه لرئيس المشروع والشريك الاجنبي
اثناء تقديمها للمشروع لم تقرء نظرات الشريك الاجنبي كانت نظرات خبيثة قرءها آذار وشعر بسخونة ضربت رأسه بقوة ..لا يعلم سببها هل ما يسمونه "الغيرة" شيء يحترق بداخله تماسك بإعجوبه الا يفتك به امام الجميع يطالعها بنظرات قاتله وكأنها السبب لكنها لم تبالي بكليهما ولا نظراتهم فكل ما يهمها شغلها وحسب
+
في المساء كان الاحتفال بالمشروع الجديد للشركة احتفال للقائمين عليه في قاعة خاصة بالاحتفالات
كانت تقف على جانب صامتة فتلك الاحتفالات لا تمثل لها الكثير .. تواجدها لسبب واحد فقط وهو انها ضمن الفريق المختص بالمشروع ولا سبيل للاعتذار
+
اقترب الشريك الاجنبي ومال قليلا يخبرها باشياء وقحة شعرت بأن وجنتيها اشتعلت غضبا وخجلا تطلعت له تسبه لوقاحته واختفت عن الاعين سريعا تتجه للمرحاض
تتنفس بغضب شديد كيف له ان يخبرها شئ كهذا تبكي حظها العسر لما كل رجل تقابله يطمع بها بتلك الصورة هل هي سيئة حقا ولا تشعر بنفسها ام الخطأ في اشباه الرجال هؤلاء
بكت حتى فسدت زينتها اخرجت المزيل ومسحت وجهها بعصبية وقررت المغادرة من الحفل كله فاليحترق الجميع بعد ما سمعت من هذا الشخص لن تبقى دقيقة واحدة أخرى
+
خرجت من المرحاض متجهه لباب المغادرة تخطته لكنها وجدت عند بابا الاسانسير "آذار" يقف بعيون تلمع شر وتحدث بصلابه: قال لك ايه خلاكي اتغيرتي كده
اتسعت عيناها لا تفهم ما يقصد تحديدا؟
ضرب المصعد لجوارها فانتفضت وتابع كلماته ببطء وتحذير: قالك ايه الكل... اللي جوه ده
+
كادت تخبره بما قال لكن في آخر لحظة نطقت بغضب: وأنت مالك بتسألني بصفتك ايه أنت مااالك؟
+
بصفتي جوزك، تتجوزيني يا حنة؟
شهقت بقوة وهي تتراجع تلك الخطوة حتى اصتدمت بباب المصعد خلفها هاتفه بذهول: ايـــه اتجوزك؟!!
+
------------------------------------------
+
اختارت الشقة التي تريدها وكيف لا وهي وضعت الامر في رأسها كما وضعته هو سابقا
التقت بزميلهم السابق والذي نقل فرع آخر للشركة هذا الشخص الذي كان السبب قديما في فضيحة حنة والصور السيئة التي شاهدها الجميع
نادها فالتفتت إليه متعجبة وجوده واقتربت تحدثه : الله أنت هنا ايه المفجأة دي، أنت اتنقلت تاني ولا ايه؟!
اجابها بثقة: لا مجرد زيارة بس قلت اعدي اسلم عليكِ وابارك لك
حمحمت متحدثه: الله يبارك فيك عقبالك
اجابها ببسمة ساخرة: مش باين، لسه مفيش بنت الحلال اللي اضحى عشانها بالعزوبية
ضحكت متحدثه وهي تشير حولها: لا دور بس هتلاقي كتير حوليك
اجابها بغيظ: هحاول اعمل زيك واحب ولم احب هوقعها في شباكي
ضحكت متحدثه ولا تقدر تعمل حاجة زي أنا فين وأنت فين
اجابها بتفاخر: لا اقدر اعمل واعمل ولا ناسية اللي عملته في صاحبتك قبل كده
هتفت في غضب صاحبتي ايه!! اعوذ بالله انا بكرهها
ضحك متحدثا: طبعا ما هي حبيبة القلب القديمة لوسام مش كده فلازم تكون عدوتك
زفرت بحنق متحدثه: اهي غارت في داهية اقولك متروح تتجوزها هي لسه متجوزتش وانت كان عينك منها زمان
هتف بخبث: كان عيني منها اه بس طياري كده انما جواز وكلام من ده لسه ملقتش اللي تستاهل قلبي الطاهر ده
ضحكت مونيكا متحدثه بسخرية: فعلا طاهر اووي وعلى يدي
+
كان يستمع لحديثهم .. آخر شيء يتوقعه في حياته سماعه لما حدث لحنة في الماضي بإذنه كاعتراف ليس فقط بل ومونيكا كانت تعلم عما حدث كل شيء ان لم تكن مشاركة معه في ذلك، تعلم ولم تخبره بل كانت تسوءها في عينه دون تقصير، فعلت ذلك عن عمد لقد اتضحت امامه الصورة
يشعر بدوار وكل الاحداث تتدفق لرأسه كصفعات متتالية، يستند على الجدار يكاد لا يرى شئ امامه سوى الغدر
+
يـــتبع
تفاعل حلو بقى ❤
الرواية هتقف في شهر رمضان يا بنات ولنا عودة بعده بإذن الله
كل سنة وأنتم طيبين وينعاد عليكم الايام بكل خير يارب
رمضان كريم 🎉
+