اخر الروايات

رواية عزف السواقي الفصل الخامس والعشرين 25 بقلم عائشة حسين

رواية عزف السواقي الفصل الخامس والعشرين 25 بقلم عائشة حسين 



                                    

♡الخامس والعشرون♡


+



بدأ يومها دونه وها هو ينتهي دونه، دون خلفية رائعة من صوته ودفقات متواصلة من حنانه الفياض ، الكون موحشًا وكأنه خلا فجأة من قاطنيه وأصبح فارغًا وهي فيه دون هوية ولا تقصد فيه وجهة ولا تعرف لها عنوان، رؤوف الحفناوي تسرّب من ثقوب روحها المهترئة بالخذلان،  في زحمة الأيام والأفكار نسيت باب قلبها موارًبا وانشغلت عن تأمينه فتسلل هو خلسة، مازال في أروقة القلب هائمًا غير مستقر.. لم ترى في حياتها شخصًا مثله يفيض حنانًا وعذوبة، بصوتٍ مميز وقلب كبير لا تعرف كيف لقلبًا  بحجم قبضة اليد أن يتسع للعالم ويمتليء صبرًا وحُلمًا ورفقًا، ودودًا طيبًا ذكيًا ناجحًا ثرثارًا بعقل يسبح في الخيال ويصنع الحكايات، وصموتًا مُفكرًا ومتأملًا... لم تتوقف عن مراقبته منذ أخبرها يونس بأنه توأم حامد المماثل تمنت رؤية حامد ولم تحصل من الأيام على أمنيتها فوافقت بالشبيه الذي محا بسرعة صورة شبيهه واستقر، فوجدت نفسها تغرق  في كيان آخر من المفترض أن يكون عدوها ومن المفترض أيضًا أنه غير صالحٍ للقرب . فتحت باب الحجرة متنفسة هواؤها الطازج المُعطر برائحة الريحان الذي يزرعه في النافذة الوحيدة، عبّقت صدرها به قبل أن تخلع نعلي الخوف عنها وتلقيهما جانبًا ثم تسير متحصنة برغبتها مدفوعة بفضولها، حجرة بسيطة، جميلة ومريحة 

في نهايتها مكتبة كبيرة جميلة على شكل شجرة جوارها من اليسار كرسي أبيض مريح-أمامه- طاولة صغيرة مستديرة بنفس اللون 

وفي ركن الحجرة الأيمن توجد مرتبة عالية محاطة بالوسائد الصغيرة وخزانة صغيرة للملابس وعلى الناحية الأخرى مكتبة وخزانة صغيرة بأدراج مُغلقة. 

خلف مكتبه نافذة تطلّ على الشارع محاطة بالريحان والورود مختلفة الألوان. 

أعجبها جو الحجرة فاندفعت منبهرة بذوقه وحسن تنظيمه وترتيبه لها، تلمست الكتب بأناملها قارئة للعناوين لتكتشف أن جميعها كتب قانون وليس بينهم كتاب واحد بسيط ، أو قصة حب لطيفة أُحتجزت بأبطالها غصبًا بين أعمدة القانون. 

جلست فوق الكرسي المريح متحسسة حافتيه قبل أن تنهض وتفتح النافذة وتجلس على مكتبه، أمسكت ببعض الأوراق المكتوب عليها بخطٍ جميل منمق، رفعتها لنظراتها متذكرة الرسائل التي كانت تصلها والتشابه بين الخطين والتي لا تعرف هل هي مصادفة أم أنه هو صاحب الرسائل، شغلها الأمر بشدة ولم تصدق أنه سيكون فاعلها وإن تمنت ذلك في قرارة نفسها، نهضت من خلف المكتب واتجهت لفراشه البسيط تمددت فوقه شاعرة بالراحة والهدوء، سحبت الوسادة الكبيرة  تحت رأسها وتثاءبت مبتسمة ممنية نفسها بليلة رائعة خالية ونوم خالٍ من الأضغاث، رفعت الدثار فوق جسدها مستشعرة برودته اللذيذة قبل أن تغمض عينيها وتنسحب دون وعي أو إدراك لعالم الأحلام محملةً بعطره كهوية لدنيا الخيال حتى تعتدل أحلامها وتصافحها السعادة مُرحبة بها. 

صعد للأعلى بسرعة كبيرة لابد أن يعرف سر تلك المكالمة ويفك شفراتها السرية. 

لم يلتقي بها منذ ما حدث ضُرب بينهما بسور ظاهره الصمت وباطنه العذاب الممزوج بمرّ الصبر.. لم يجدها بالخارج فدخل باحثًا مفتشًا عنها، حجرتها مفتوحة وخالية والصالة كذلك أين ستكون في هذا الوقت المتأخر. 

فتح حجرته متنهدًا، على ضوءالقمر المنبعث من النافذة تمدد فوق مرتبته الواسعة، زاحم جسده جسدًا آخر ليّن غض، فانتفض غير مصدق، مُكذبًا ظنه مُكفرًا اعتقاده، فتح ضوء هاتفه فرآها نائمة ملامحها تعانق ابتسامة طمأنينة خلابة، هنا داخل فِراشه هي بدفئها، متحررة من حجابها في أمان.. أغلق الضوء ونظر أمامه متنهدًا باستسلام، ينازع ألف رغبة..

تنام مكانه هانئة وهو يتلظى وحده على فُرشٍ من جمر.. استدار يتأملها على ضوء القمر الذي أضفى عليها جمالًا وسحرًا لا يقاوم بابتسامتها الشهية، تُرى ماذا ترى في أحلامها يجعلها تبتسم برضا؟ 

هل تدرك تلك الصغيرة عظيم ما تفعله به وتتركه داخله؟ وكم رغبة داخله تتقاتل وتحرقان صدره الآن.. 

هل يوقظها مُعنفًا ؟ صابّاً  عليها من العذاب والغضب صبًا أم يتركها ويتمدد جوارها متنعمًا بتلك المنحة؟ ماذا يفعل وما كل هذا الشتات الذي يحيا داخله مصلوبًا بالتيه؟ 

مسح وجهه بكفه ونهض تاركًا لها ، تمدد بالخارج مكتويًا وحده بالظنون يطارد الأمل كسراب ماء في صحراء اليأس، يرتشف من العذاب ألوانًا تقطّع الأحشاء وتعذبه دون أن تميته فيرتاح حتى غفى على حاله.. 

استيقظ  في صلاة القيام كعادته، ذكر الله كثيرًا وسأله الحكمة في الأمر والعزيمة في الرشد، أن يثبته ويدله على صواب القول والفعل ثم صلى الفجر وعاد لمكانه نائمًا. 

في الصباح نهضت على زقزقة العصافير، نظرت للمكان حولها مندهشة قبل أن تبتسم وجرعتها من الراحة والرضا تنتشر في جسدها، أعادت المكان كما كان وخرجت حامدة الله أنه لم يعد، أدت فرضها وخرجت تتنسم هواء الصبح... وجدته ممددًا فوق الكليم البسيط أرضًا، عضت شفتيها مؤنبة نفسها على فعلتها، وتحركت ناحيته بندم، انحنت مستندة على ركبتيها بكفيها هامسةً باسمه في رقة وخجل «رؤوف» 

فتح عينيه يستوعب ما حوله وهمسها باسمه، ثبّت نظراته عليها صامتًا وهي تسأل بخجل «نمت هنا ليه؟» 

تعجب كيف لهذا الملاك أن يحمل صفات الشياطين، كيف للرقة والنعومة أن تخفي خلفها البشاعة.. نهض بصمت متذكرًا استئثارها بفراشه الدافيء أمس وتحرّك دون كلمة أوقفته قائلة «أوضتك النوم فيها يجنن يا متر» 

وقف متصلبًا بدهشة قبل أن تتهدم صلابته وتتبعثر كالرمال متذكرًا قولها «بطمنه من ناحيتي الأول» 

ذابت الخديعة في الفم كالصدأ ونزلت في الجوف كاوية، تحرك لحجرته صافعًا الباب خلفه وارتمى فوق مرتبته، غازلت أنفه رائحتها الملتصقة بالوسادة، استنشقها وزفرها بيأسٍ ومرارة قبل أن  يُعري فراشه من كل ما يحمل رائحتها ويُلقيه جانبًا.. ويأتي بغيرهم خالٍ من رائحتها وباردًا مثل قلبه اللحظة. 

أغمض عينيه وصورتها مكانه تعذبه. قولها يبدد تلك الصورة ضاحضًا كل شوق ورغبة... ظل ينازع حتى نام مجددًا. 

ظهرًا استيقظ، خرج من الحجرة ووقف مكانه مستمعًا لقولها الذي وصله ليؤكد وينزع الشك من جذوره

«في الوقت المظبوط يا بابا هجبلك الوصولات وكل الورق الي أنت عايزه، مينفعش أخدهم دلوقت هيشك فيا، مستنية بس يطمن من ناحيتي» 

لكم حافة الباب بقبضته قبل أن يجلس فوق الأريكة منحنيًا بجذعه للأمام مشبكًا أنامله ومطرقًا بصمت، خرجت من الحجرة متفاجئة بوجوده، ابتسمت باهتزاز وقالت بتلعثم «أنت هنا» 

نظر لعينيها نظرة صارمة بها أطياف من حزن راحلة وقال بجفاء«حضري شنطتك» 

سألته بتلعثم ونظرة مهتزة مشوشة بالتوتر«ليه؟» 

أجاب وهو ينظر لأنامله المشبكة «هتنزلي تجعدي تحت فشجة يونس» 

تفاجئت من قوله ولاح الرفض على ملامحها والاستنكار في نظراتها، قالت بخوف شلّ تفكيرها وأعمى بصيرتها«بس أنا مرتاحة هِنا» 

تحرك بظهره معتدلًا في جلسته بهيبة  يجيبها وهو يضرب براحته فوق حافة الأريكة «وأنا مش هرتاح بوجودك هنا» 

استفسرت بقلبٍ مرتجف يلهث ركضًا في طريق الجزع«ليه؟» 

منحها نظراته أخيرًا وليته ما فعل ارتعشت من برودتها التي ضربت الجسد كتيار هوائي شديد «من غير ليه يا بشمهندسة أنتِ هنا تجولي نعم وحاضر وبس» 

أجابته ببعض الحدة وبقايا بسالة توارت في الأعماق من ايادي الخوف  «أنا مش فسجن ومن حقي اختار المكان الي ارتاح فيه؟» 

نهض قائلًا ببرود وغطرسة ونظرة احتقار أعطبت قوتها  «ملكيش حق اختيار، وأنا جولتلك إقامتك ممكن تتغير»تنهد بحزن قبل أن يكمل بأسف وحسرة بالغة الأثر على وجهه 

«المكان معادش يليج بيكي ولا تليجي بيه» 

أوجعتها كلماته التي لم تفهم منها سوى القسوة والألم لكنها قالت بسخرية «كل دا عشان دخلت الأوضة ونمت فيها؟» 

ترك سؤالها مُعلّقًا فوق حبل الاستخفاف وانسحب تاركًا تهديده خلفه صرخات عذاب «أرجع ملجكيش هِنا» 

استدعت طاهر على وجه السرعة فجاءها يركض مثيرًا حوله زوبعة من الظنون وقف يتابعها بنظراته مستفسرًا «حصل إيه وبتلمي هدومك ليه في الشنطة؟» 

أجابته بهدوء وهي تحرك كتفها بلا مبالاة «عادي أخوك قالي أنزل أقعد فشقة يونس» 

قطب طاهر مستفسرًا بقلق «حصل إيه؟  اتعاركتوا؟» 

هزت رأسها بابتسامة باهتة «لا خالص عادي براحته » 

عبس طاهر بحزن وضيق فاقتربت منه قائلة بحنو مشفقةً عليه مما يحمله «في إيه متزعلش يا حبيبي» 

ضحك طاهر قائلًا رغم حزنه «والله أنتِ الي حبيبتي يا هندسة مش عارف هحب غيرك كيف؟» 

بمساحيق المزاح لوّنت النفس لتخفي عبوس الحزن وذبول عينيها «لن أسمح إنك تعملها أصلًا لازم تستأذني قبل ما تحب الأول وتوعدني هفضل الحب الأول فحياتك» 

ضحك قائلًا مجاريًا لها في مزاحها رغم ما يعتريه اللحظة من خوف «أكيد» 

ابتعدت عنه لتغلق حقيبتها قائلة بحماس وبسالة «يلا نزلهالي وفكر معايا هنعمل إيه عشا النهاردة» 

اقترب طاهر من الحقيبة وسحبها أرضًا ثم سار وهي جواره تستفسر «شقة يونس فيها بلكونة؟» 

أجابها بحزن طفح من نظراته «أيوة» 

نظرت لورودها قائلة ببسمة لطيفة «هاجي أخدهم» 

هبطا الدرج بصمت طاهر منشغل بمخاوفه  قلقًا مما يحدث وهي غارقة في بؤسها الخاص.. 

استقبلتها آيات مستفسرة بفرحة على أعتاب الظهور«أنتِ رايحة فين؟» 

أجابتها غزل بدلال «زهقت من السطوح والمتر قالي ميلقش بيا» 

جزت آيات على أسنانها بغيظ وحقد قبل أن تدخل شقتها صافعة الباب خلفها، أما طاهر فأدخل غزل الشقة متسائلًا «رؤوف هو الي جالك كده بجد؟» 

فتح طاهر أول حجرة قابلته والمجهزة للطوارىء، فدخلتها غزل قائلة بلامبالاة «أيوة» 

ترك طاهر الحقيبة والقلق تتسع رقعته داخل نفسه، تذكر يوم قال رؤوف «يليق بأختك يا طاهر» وفسرها له يونس بعدها بأنه وضع مَن يحب فيما يحب. 

لكنه الآن يتراجع عن قوله ويطردها من مكانه الخاص لعالم بعيد عنه، فاق على كلمات غزل «طاهر هنام شوية وأصحى عايزين نرتب حاجة للسهرة» 

أومأ بابتسامة حزينة وغادر مُغلقًا خلفه. 

وجدتها غزل فرصة لإفراغ شحنة الحزن بداخلها وترك العنان لدموعها التي تطرق أبواب مآقيها مستغيثة من النيران حولها، جلست أرضًا منكمشة تبكي بقهر، تعض على أصابعها كاتمة صرخاتها في جوفها المشتعل ككل ما فيها.. 

***

وصل منزل خالته ولا يعرف كيف طال الطريق لأول مرة، جلس مستردًا أنفاسه حتى هدأت نفسه الثائرة، سلب الهواء الطازج من حوله مُعبقًا رئتيه بقوة مستشعرًا الهدوء والراحة في القلب المثقل. 

نادي صغيره بمحبة وصوت تتخلله الضحكات الفرِحة «قاسم» 

خرج الصغير راكضًا فرحًا بوصوله مستشعرًا البهجة في نبرة والده والتي تعده وتمنيه بالكثير، في طريقه صاح الصغير مهللًا «أبوي جه يا جدة» 

تنهدت قائلة بحزن ونبرته لا تنبأها  بخير «رجع الغايب كيف ما كان مشجوج الجلب» عانق الصغير والده مستفسرًا منه «هتجعد معاي صُح؟» 

أجابه وهو يلثم خديه ويضمه لصدره محتميًا بمحبته الصادقة «صُح» 

نهضت تماضر متعكزة، قبضت على عصاها وخرجت مُرحبة بعودته «نورت الدنيا يا ضي العين» 

نهض من فوره ملثمًا كفها بتقديرٍ وحنو ثم أجلسها برفقٍ وجلس جوارها يسأل عن حالها ويستفسر باهتمام، تخطت أسئلته الكثيرة وقالت «مالك يا ضي العين؟» 

ابتسم مُجيبًا لها بصبر «مفيش يا خالة» 

واصلت تتبع أخباره باهتمام «مين مزعلك كل الزعل دِه؟» 

أنكر والوجع يضرب جدران القلب صارخًا يطالب بالإفراج عنه «الحمدلله يا خالة مفيش» 

ضحكت ممنية نفسها بلهفة «كل عشية أستناك تدخل عليا بجلبك جارك ومبتجيش » 

همس بيأس ونبرة مغمورة بالحزن  وذاكرته تعود فارغة منها بعدما رحل آخر طيف من صورتها بعيدًا «كنه مكتوبلي أمشي الطريج وحدي وأجيلك وحدي بتوهتي يا خالة » 

«واه» نطقتها بجزع مستشعرة وجعه المنسكب مع كلماته مستنكرة لها . 

مدت كفها لرأسه تمسح عليها بحنو قائلة «بتتأخر عشان تاجي زي ما بتريدها يا ولدي»

فرك فروة قاسم وعيناه تومض بالحب وهو ينظر إليه «الحمدلله يا خالة»

سأله صغيره بشوق اعتلى منصة المشاعر وراقص متغنيًا في الصدر «فين رأفة؟  بتشوفها؟ بجالي كتير مشوفتهاش» 

قالها بندم حارق وتنهيدة عذاب فأجابه قاسم «بتاجي كتير تسأل عليك وبتسبلك السلام وجالتلي لما تاجي أناديها تشوفك» 

ابتسم بشجن وعاود الاستفسار «وعبود بياجي ولا صدق ما لجيها وداير» 

أجابه قاسم بحزن أطفأ مرحه «مش بياجي كتير، بتغيب عننا فبيغيبوا هما كمان يا أبوي» 

نظر إليه بإشفاقٍ وندم قبل أن يعده بإخلاص «خلاص مش هغيب كتير تاني هجعد معاك» 

هلل قاسم وضحك قائلًا بفرحة وهو يقترب معانقًا له «الحمدلله خليك معانا يا أبوي بتوحشك جوي وبفضل لوحدي» 

قبّل حامد رأسه مغمغمًا بالاعتذار وضمه واعدًا له مبديًا الندم على انشغاله. 

**

في المساء

كانت في أشد حالاتها بؤسًا وتيهًا، تسير متخبطة،كلما تحركت للعبور من هذا الزقاق الضيق في النفس لبراح الكون الفسيح واجهتها مرآة كبيرة ضخمة منعتها العبور وأظهرت تشوهات الروح المختبئة. 

قد يبدو طريقها ممهدًا لكنها ترى مالا يرون هي في متاهة من زجاج حولها الكثير منها حتى لم تعد تعرف نفسها ولا تعرف أي صورةٍ لها حقيقية، كل صورها مشوهة، كلما حاولت الصراخ انحبس الصوت داخلها، لو فعلتها؛ لتصدع الزجاج واستطاعت الهرب لكنها مُكبلة بقيود لا مرئية تتلوى دون وجع بألم منبعه النفس، ملدوغة من حية الدنيا ومقهورة من الأيام التي تلاعبها كمهرج بينما الحزن فيه راكدًا ينتظر لحظة تحرر ليفيض... 

طرقت باب سماسم تلك المرة بعزم تلك الشوكة التي تنغرس في الظهر فتحنيه ، ستنزعها وتوجهها لقلب المحن.. لا يبدو على طاهر الحزن لكن مآقيه مملوءة بالآسى، يظهر صلبًا لكن قلبه متصدعٌ مكسور، يضحك والبكاء يسكنه، يشاكس والهم فيه طاعنًا 

تحتاج لأن تجلس مع والدته ليتحدثان، ليقتسمان الحديث الموجع قسمة عادلة لتعرف أنها مثلها فقيرة لكن يمكن أن تشاركها خبز المودة وملح الحب،لا ليشبعا بل ليسدان رمقهما، هي ليست عدوًا بل سبية الأيام والقدر المهداة لمرتضى، هي تحفة أنيقة للتباهي واسمًا رافق اسمه غصبًا بكراهية. 

اليوم بكى طاهر دون مقدمات خانه الكتمان فأفضى دون حذر، صرخت مآقيه بالعجز فتصدعت أرضها وتهدم السد وفاضت دموعه أنهارًا، أججت تلك الآيات مشاعر الوجع، أحرقت ثباته بمشاعل حقدها فانتشر الخراب في نفسه وعمّ الظلام... لو طالتها لمزقت وجهها ونتفت شعرها واستباحت شرب دمائها ترياقاً  من كل ألم سببه حاقد وكارهٌ مثلها. 

وهذا الصامت الحزين بوقار يذهب العقل قصة أخرى من الوجع تليت على مسامع قلبها، بعيدًا كالأماني وقريبًا كالأنفاس، متجاهلًا عبوسًا كالفرحة، ومخاصمًا لها كالبهجة، نظراته جريحة تعاني، كلما نظر إليها تلوت تلك النظرات كأنها تضغط برؤيتها على جرحه فيصرخ متعذبًا هالكًا، يحرمها صوته كما الزاد، سخي في منحها الجفاء ومعطاء في تجاهله وتعذيبها باللوم والاستنكار... 

عادت للواقع مقررة  الطرق بعزم لا تجف أوراقه ولا يؤثر فيه خريف الرفض، فتحت لها سماسم غير مندهشة وباستعداد كامل من النفس- ظهر على-وجهها، أيامًا تعاني؛ لتتقبلها تتجرع سم تواجدها بينهما على جرعات مقننة حتى إذا ما أخذت جرعتها الكبيرة بلقائها وجهًا لوجه والحديث معها لم تمت وربما تعافت. 

زفرت غزل براحة قبل أن تدخل الحجرة وتغلق سماسم خلفها

سماسم التي عادت لجلستها وخيوطها منشغلة بهم،جلست غزل أمامها منكمشة أول الأمر تضم ركبتيها لصدرها وتسند ذقنها عليهما مندهشة تراقب بعينين مذعورتين كالقطط، قبل أن تتحرر من الضغوط وتفرغ عقلها في أفكار سماسم التي هيأت نفسها وتسلحت بأسوار رخامية باردة واستمعت لها بصبر ومن حين لأخر كانت ترفع نظراتها لغزل إما بالشفقة أو بجرعة حنان أو مواساة وعطف. 

تسير قافلتهما في صحراء واسعة ومقفهرة وكلما نقص زاد غزل منحتها سماسم القليل على استحياء حتى انتهت غزل وتخلصت من مارد كتمانها. فخارت قواها وانتفض جسدها وتمددت بنفس وضعيتها فوق الفِراش قاطعة سفرها في صحراء الماضي بنوم متعب. 

تركت سماسم إبرتها وألقت عليها محبة منها في تدثيرها والمسح على رأسها مستغلة غيابها عن العالم... تفرستها بحنو متذكرة محبة طاهر لها وسعادته، وكيف تهتم لأجله وتثور على كل من يأذيه ،غزل هدية القدر لطاهر وقربان مصالحة له مع ماضيه، وفرصة علاج لها من ماضيها الأليم 

وربما حظ ابن أخيها من الدنيا وزينتها وعوضه، هي الخيوط الذهبية التي ستخيط ما مزقته أيادي مرتضى ، هي السحر الذي يشفي دون ضرر، وعطاء الله الذي ليس له حدود وإقرارًا بعظمته وقدرته في تأليف القلوب، وكيف ينبت الورد من بين الصخور. 

استمر الحال أيامًا تدخل لحجرة سماسم بصمت ثم تجلس أمامها إما باكية أو شاكية، تتعذب وتتلظى وحدها وسماسم تنعزل عنها بحائط من زجاج، تغلبها رقة طباعها فتضمها بنظرة طويلة وتمسح على رأسها بابتسامة مطمئنة حتى تنام فتفعل سماسم معها ككل مرة تدثرها وتتركها، لكن تلك المرة أجابتها بكلمات قليلة وواستها بحنو أم، ثم لثمتها برقة قلب داعية لها. 

****

تتبعها حتى وصلا لمكان منعزل بعيد عن الأعين المتلصصة والعقول المتربصة، اقترب أكثر منها وهمس «الحلو مش هيرضى وكفياه تقل علينا» 

أجابته بنظرة مشمئزة «ابعد عني يا موسى واجصر الشر» 

عاتبها بابتسامة سمجة ونظرة وقحة «ليه بس ما كنا حلوين» 

أجابته وهي تنظر للخاتم المتلألأ بإصبعها «كان يا موسى انسى» 

رمت كلماتها كالسهام وتحركت مبتعدة فلحق بها مستفسرًا بغضب «إيه هو الي كان هو أنا لعبة فيدك» 

استدارت له متحفزة بادئة صراخها بتأفف«بجولك إيه متزعجش وامشي يلا من هنا ولو جربتلي تاني هشتكيك لكبيرك» 

مال فمه بابتسامة ساخرة قبل أن يخبرها بغلظة والنظرة الوقحة مازالت تسكن عيناه «كبير؟!  أنا ماليش كبير يا زينب» 

رفعت الخاتم لنظراتها متأملة قبل أن تبعد كفها وتهتف بنظرة قاتمة «يبجا هشوفلي أنا كبير يكفيني شرك» 

ضحك موسى ساخرًا من قولها «هي بلدنا ليها كبير؟» 

أجابته بنظرة لامعة «أمال الي حكم على واد عمك وخلاه يلف حوالين نفسه واداك علجة موت جدام الناس ده يبجا مين؟» 

جز على أسنانه بغضب فقالت وهي تطالعه بنظرة محتقرة «امشي منتاش حمل ضرب تاني يا موسى» أمهرت قولها بضحكة خبيثة فأقسم بشرّ أُلقيت بذوره في القلب «المرة دي أنا الي هكسرهولك عشان تتعشمي فيه زين وتتباهي بعمايله» 

قالت من بين ضحكاتها الساخرة وبنظرة مستهينة «اتكلم على كدك يا موسى أنت فين وواد الحفناوي فين» 

رماها بنظرة مظلمة وهو يخبرها بتحدي «ماشي يا زينب هنشوف، أنا من النهاردة موراييش غيره» 

مسحته بنظرة متهكمة ورحلت تاركة ضحكاتها الساخرة نبتةً بالحقد تُروى. 

***

أجابت هدى اتصال والدها المُلحّ بزفرة ملل وضيق «أيوة يا أبوي» 

صاح بغضب «فينك سايبة أمك ليه من يوم ما مشت آيات مبتجيش تساعديها ليه؟  مخلفينكم عياقة» 

ابتلعت القهر برشفة صبر وأجابته حينما انهى وصلة التوبيخ واللوم «تعبانة ومعاي شغل» 

تهكم بغيظ طلى جدران قلبها بالأسود القاني «شغل إيه يا أم شغل أُمال لو مكنتيش بتاجي تاكلي وتشربي أنتِ وولدك كنت هتعملي إيه؟» 

ضمت شفتيها وثمار الخوف العفنة تسقط من عقلها لجوفها فيزداد مرارة، تنهدت باستسلام قبل أن تُجيبه «حاضر جاية» 

هددها بغلظة شديدة «إياك تعمليها تاني جتكم الغم لا منكم ولا كفاية شركم» 

أنهى الاتصال، فرمت هاتفها وجلست مفكرة، علاء يدخل إليها من كل المنافذ، يتسلل مرة ويقتحم مرات يحيطها ويراقبها 

ويتتبعها أحايين  أخرى وهي تلتزم الصمت وتفسح للصبر في صدرها مكانًا، تدور تائهة ولا تستطيع إفراغ حيرتها في صدر زوجها، لن يتحمل وقد يشتبك مع والدها المتعصب المحب لعلاء، غير أنه ليس بقوة علاء ولا صحته ولا يملك مكره الملعون.


1





                

تخشى عليه كثيرًا، سيقيده عجزه وقلة الحيلة فيُقضى عليه واقفًا كالخيل، أو يتهور ويفعل ما يجعل الأيام ترجمها بحجارة من سخطٍ. 

خرجت باحثةً ومفتشة عن زوجها لتأخذه معها لكنها لم تجده، استدارت على طرقات رزينة على باب دكان بيتها، وضعت خمارها فوق رأسها وخرجت تُجيب سؤال الطارق وتفسح له مكانًا في مسودة يومها المكتظة بالمهام والأوامر فلا يطرق باب المحل إلا طالبًا فتحت الباب لتجد أمامها من لم تتوقع مجيئه «أستاذ رؤوف يا مرحب» 

ابتسم مُرحبًا ببشاشته المعهودة «ازيك يا أم عبدالله عاملين إيه؟» 

أجابته بترحاب شديد «ازيك أنت يا أستاذ» 

استفسر بمودة حقيقية «فين أمال عبدالله وأبوه؟» 

أجابته بحرج وخجل شديد معتذرة له «معلش والله كان نفسي أدخلك بس أبو عبدالله وعبدالله بره» 

ابتسم مهونًا عليها بلطفه وتفهمه «سلميلي عليهم وأبجي ابعتيلي عبدالله شوية» 

أجابته ممتنة لسعة صدره ومحبته الصادقة «ربنا يخليك يا أستاذ» 

أدخل كفه بجيب بجلبابه وأخرج منها ورقة قائلًا «خدي عايز دول» 

استلمت الورقة وفتحتها قارئة بسرعة قبل أن تهتف «ماشاء الله كل دِه؟» 

مازحها قائلًا «إيه مش هتجدري أشوف غيرك» 

ابتسمت بخجل قائلة «لا يا أستاذ بس الطلبية كتيرة المرة دي مش عوايدك؟» 

ضحك قائلًا غاضًا بصره عنها كعادته يمنحها جنبه أثناء الحديث لا وجهه مباشرةً «الحبايب كتروا يا أم عبدالله» 

أجابته داعية بصدق «ربنا يكتر يا أستاذ ويرزقك من فضله» 

شاكسها بمحبة «ماشاء الله عليكي يا أم عبدالله مبجتش جادر أنزل القاهرة من غير ما أخدلهم من حاجتك والله» 

شكرته ممتنمة لكلماته الطيبة الصادقة، فمد كفه لها بحفنة أموال قائلًا «اتفضلي عربون» 

استنكرت قائلة بحرج «ليه ما أحنا متعودين بعد ما تستلم يا أستاذ» 

أصرّ بعناد رفيق «لاه جيبي بيها خامات» 

أجابت بتردد «بس ده كتير» 

أجابها بتفهم ومراعاة «لا مش كتير كل يوم الحاجة بتغلى ربنا يعينك ويجدرك» 

سحبتهم منه شاكرةً فانسحب قائلًا «محتاجة حاجة تانيه؟» 

شكرته بلطف ومودة حقيقية قبل أن يرمي السلام ويغادر، هو اعتاد  كل زيارة أن يأخذ الفطير وبعض أنواع المخبوازت لأصدقائه والعاملين معه كزيارة وأحيانًا يأخذ بعضها؛ ليشارك أطفال الدار فطورهم. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عاد أخيرًا للمنزل بعد أيام صعد للأعلى فخرجت آيات من شقتها منادية تقطع عليه طريقه «رؤوف» 

شعر بالنفور والتقزز من دلال نبرتها،والضيق من خروجها وظهورها في محيطه، استدار يكتم حنقه ويحبس زفرته مُجيبًا «خير يا آيات؟» 

ربطت حزام مئزرها الخفيف في إشارة واضحة هامسة بغنج «معلش ممكن تيجي تشوفلي الكهربا فاصلة ليه؟» 

نظر للأعلى بضجر قبل أن يهبط ما قطعه للأعلى بقلة حماس، تنحت جانبًا فدخل ضائق الصدر، منقبض القلب وأضاء هاتفه مفتشًا عن لوحة الكهرباء. 

وقف أمامها باحثًا عن سبب العُطل فالتصقت به هامسةً «بيطفي كتيرالأيام دي» تأمل اللوحة وصدره يزداد ضيقًا، عطرها النفاذ يتسلل لرئتيه ويكتم أنفاسه مما جعله يهتف بعصبية «وسعي يا آيات أشوف» 

تراجعت خطوة في صبر قبل أن تقترب مرة أخرى واضعة ذراعها على كتفه، مما جعله يزفر ضائقًا بها... أضاءت الشقة فتنهد براحة وابتعد فورًا هارًبا باخلًا بنظراته، أمسكت بذراعه متوسلة «رؤوف خليك معايا» نزع كفها نافضًا في ضيق مواجهًا بغضب «أجعد ليه؟ عايزة مني إيه؟» 

اقتربت منه مدللة، وضعت كفيها على صدره هامسة بغنج «أنت وحشتني خليك معايا الليلة بس» 

أمسك بكفيها وأبعدها قائلًا بعصبية «احنا مش متفجين عايزة إيه؟» 

هتفت بصبر محاولة استمالته «أنا ندمت وأنت رجعتني خلاص يا رؤوف ننسى ونفتح صفحة جديدة خليك معايا» 

أبعدها مرة أخرى بعيدًا في نفور وهو يقول من بين أسنانه «خليكي بعيد يا آيات بدل ما أجطعلك الصفحة خالص، أنا مبرجعش فكلامي ف يابت الناس خليكي فحالك وأنا فحالي» 

تظاهرت بالحزن والأسى قائلة «من متى وأنت جاسي يا رؤوف» رمقها بنظرة ساخرة مستهجنة قبل أن يتركها ويرحل صافعًا الباب خلفه بقوة، فجلست زافرة بضيق لاعنة له. 

بالخارج وقف ملتقطًا أنفاسه يعبق صدره بهواء خالي من رائحتها التي تكدره، واصل صعوده مُفكرًا. 

أيامًا مليئة بغزل  رغم ابتعاده، عقله يحترق من شدة التفكير وقلبه يتقلب في سكرات الهوى محتضرًا لا يلفظ أنفاسه لجنات العشق ولا يبقىّ أمنًا مطمئنًا في عافية، اجتمع في قلبه الضدان من الحب والغضب بينهما برزخًا لا يبغيان لكلٍ مسافته وحدوده.. ركض للأعلى ملتهمًا الدرجات في سباق لا ينتهي لحدود ولا يتوقف لفوز، الخصمان يتقاتلان، الحب الذي أخذ جولة والغضب الذي احتل السباق فجأة. 

تنفس بقوة قبل أن يتحرك معذبًا بخديعة تجلِد، وشوقًا يجرح، بحث عنها ولا يعرف غاية ولا يرسي لقرار، يكبح جموح نفسه بصعوبة... إمرأة الضدان تحرقه بنارها وتكوية وتغمسه في نهرها بنظرة نعيم 

ليست موجودة ولا يعرف كيف أصبح  مستقرها و حالها في شقة يونس؟ 

يخشى سؤال نفسه كما يخشى إجابة ستؤجج غيرة ليس لها مكان الآن. 

تحرّك لحجرته مثقلًا بأواجعه وآلامه، تنفس عبقها قبل أن يخطو متذكرًا نومها في فراشه ،ومن قبلها رغبتها في دخول حجرته، هل كانت تخدعه؟ تفعل ما طُلب منها ؟ ما باله يدخلها ولا يجد راحته، أكانت الراحة في وجودها هي جواره وداخل القلب؟  أكانت أنفاسها القريبة منه هي سر طمأنينته وراحة قلبه ألقى بجسده فوق الفِراش وغاص في نومٍ متقطع. 

***

في الصباح وقف يطالع ما حوله من الأعلى، رآها تسير بجوار طاهر في حقل أمام المنزل بهدوء وراحة كأن ما حدث- شيئًا-لا يستحق ، ولا يعنيها وجودها جواره من الأساس ولا حتى بقائها معه يستحق أو طردها حدثًا تقف عنده. 

قبض بأنامله على أعناق ورودها ونظراته لا تتركها ولا ترحل من عليها تبقى فوقها مطاردة تغذي حقده، حتى لا تأخذه بورودها شفقةً ولا رحمة، اجتثهم من أرضهم وألقى بهم للأسفل دون أن تحيد نظراته عنها.. كذلك فعل بكل ما زرعته، حتى افترش طريق عودتها للمنزل بورودها المغدورة كبساط يتلقى أقدامها. 

نظر أسفل مبتسمًا بشماتة وهو ينفض كفيه متخلصًا من البقايا منتظرًا عودتها للمنزل لترى، بعد قليل عادت ضاحكة دخلت من البوابة الكبيرة راكضة لباب المنزل وخلفها طاهر 

وقفت مصدومة تضرب خديها في رثاء وهي تتابع مصرع فقيداتها.. همست غير مصدقةً «طاهر وردي» 

اتسعت عينا طاهر على الطريق المفروش بزرعها، انحنت تلملمهم ودموعها ترصف طريقها الممتليء بالضحايا، جلست جامعةً لهم بكفيها في مكان وهي تهمس معاتبةً بحسرة «ليه ذنبهم إيه؟»

انحنت تلملم ورودها المنحورة في فزع _ترصد برصاصات غدرٍ _لقلبها، فغر طاهر فمه بذهول قبل أن يرفع نظراته للأعلى في لوم وعتب قاسي وغضب حمله كالحطب.. 

لملمتهم بقدسية مشيّعة لهم بدموعها،تنفضهم من ذرات التراب ثم تربت على أوراقهم هامسة بالإعتذار،

جن جنون طاهر وهو يراها بحالتها الأقرب  للهذيان والضياع، أمسك بكفيها وهزها لتفيق لكنها نفضت كفيه بعيدًا بعصبية صارخةً به «بس سيبني»

ثم فردت قميصها ولملمتهم فيه مما جعل طاهر ينهاها بذهول «سيبيهم يا غزل خلاص» 

رفعت نظراتها الذبيحة إليه هامسةً ودموعها تنهمر على خديها دون توقف أو تعثر ببقايا ثبات «دول أصحابي يا طاهر كانوا بيسمعوني أكتر من أي حد  وبيحبوني أنا عارفة يا طاهر» 

ضم طاهر وجهها بكفيه متأثرًا بعذابها وانهيارها يواسيها«ازرعي غيرهم يا غزل» 

نفضت كفيها بعيدًا صارخة ودموعها تنجرف من أنهار القلب للعينين «أخوك موّت وردي يا طاهر هو عارف دا هيأذيني وعملها، بينتقم مني فيهم يا طاهر قلبه ساع الدنيا بس مساعش وردي مساعش غلطي أنا بكرهه يا طاهر ومش مسمحاه»

#انتهى


1



"إن الحوائج لتُقضَى

‏بكثرة الصلاة على النبي ﷺ "

وإنَّ القلبَ لَيَطِيب بڪثرةِ الصلاةِ على الحَبيبِ

المُصطفَىٰ مُحمَّد ﷺ🥀


+




السادس والعشرين من هنا 

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close