رواية خلف الظلال الفصل الرابع والعشرين 24 بقلم يسرا
الفصل الرابع والعشرون.........بقلم يسرا
قام حاتم من مجلسه ليرحب بقلق بزائره الغير متوقع
قائلا بصوت متردد : استاذ رفيق ابو العز ...يا اهلا يا اهلا ..اى ريح طيبه القت بك هنا ؟
ابتسم رفيق ساخرا وقال : متأكد انها طيبه
حاتم بابتسامه صفراء: اتمنى
رفيق : يا ترى ممكن ااقعد
حاتم : طبعا يا فندم ..المكتب كله تحت امرك ..
ثم ارتفع صوته مناديا :يا عسكرى ....
دخل العسكرى وتوجه حاتم الى رفيق بالسؤال : تشرب ايه ؟
رفيق : قهوه مظبوط
حاتم آمرا: اتنين قهوه مظبوط
جلس حاتم ينظر لرفيق متمعنا وقال : اومرك
رفيق : بدون مقدمات ...انا جايلك بخصوص سالم ....هساعدك فى القبض عليه
حملق به حاتم لبرهه ثم قال باهتمام : كلى آذان صاغيه
رفيق : بس على شرط ...واظنك عارفه
حاتم: اطمن ....ومستعد بكره الصبح ادخل مكتب الوزير شخصيا واضمنلك عقوبه مخففه
رفيق : يبقى لحد ما تكلم الوزير بتاعك ...اكون انا رتبت اوراقى
حك حاتم ذقنه وقال عابسا: طيب مش تفهمنى قبلا ايه نوعيه المعلومات اللى عندك
رفيق بحزم: صفقه مخدرات ب 20 مليون جنيه ....مبدئيا انا عارف المكان اللى سالم شايل فيه البضاعه ...مش ناقص الا انه يتحرك بيها ساعتها تكون انت موجود انت ورجالتك وتقبضوا عليه متلبس
لمعت عينا حاتم : وانت متأكد من المكان
رفيق بثقه : زى ما انا متأكد انك انت اللى قدامى ..انا همشى دلوقتى
حاتم : استنى ...مش نتفق هنتقابل ازاى تانى وامتى ؟
رفيق : انا هلاقيك ...طبعا دى آخر مره اجيلك القسم تانى ....مش عايز سالم يشك فى اى حاجه
حاتم : ماهو عشان كده خد على الاقل نمره تليفونى
رفيق مبتسما : معايا
حاتم بدهشه: دا انت عندك مصدر معلومات اهوه
رفيق ساخرا : امال انا عرفت منين انك انت اللى سهران الليله
غادر رفيق المخفر عازما على التخلص من سالم وتخليص من حوله من شروره فقد دمر بعبثه حياه الكثير من حوله ...منى ..نانسى ..رفيق ...ومن المحتمل ان تنضم هاله للقائمه ...هوا نفسه سالم ..لم يسلم من اذيته لنفسه
اما هاله فلم يغمض لها جفن تلك الليله وظلت قابعه فى الفراش الى جوار ابناءها تلتهمها الافكار والمخاوف
حتى شعرت بالسأم وخرجت من الغرفه بهدوء وتوجهت الى صاله المنزل
فوجدت صديقتها امانى جالسه فى الظلام وحيده
فقالت هاله متعجبه : امانى ..ايه اللى مصحيكى لحد دلوقتى ؟
رفعت امانى انظارها وقالت بمغزى : الحال من بعضه ..ولا انتى رأيك ايه
جلست هاله الى جوار صديقتها وقالت حزينه : تعبت يا امانى ...تعبت بجد الفكر عمال يجيبنى ويودينى
امانى بقلق : انا كمان ....انتى بجد مش متخيله انا خايفه عليكم اد ايه ...وبصبر نفسى وبقول على الاقل انتى قدامى ومعايا ..انما التانيه اللى غطسانه على طوول .تقوليش بنتى ...خايفه عليها اووى
عبست هاله وقالت : قصدك على هند ؟؟
امانى بتوتر: امال هيكون مين ...اهى متجوزاه وماتعرفش انه تاجر مخدرات ...يعنى لو جابت منه حته عيل يبقى الوضع هيكون ازاى ؟
هاله مستاءه: ماتخافيش هيا مش هبله تحمل
نظرت لها امانى متعجبه وقالت : ومالك بتقوليها بثقه كده ...واحنا اصلا كل فين وفين لما بنشوفها
هربت هاله بأنظارها بعيدا فقالت امانى متوجسه : هاله ...انتى عارفه حاجه ومخبيه عليا صح
تنهدت هاله وقالت : صح ....بس هيا موصيانى ما اجبلكيش سيره
امانى متعجبه : انا ...دى جزاتى بعد اما ...يالا اعمل الخير وارميه ..خايفانى لاحسدها بقى ولا ايه
ضحكت هاله ضحكه ساخره وقالت : والله يا امانى انتى طيبه اووى ...تحسديها على ايه بس ...دا انت لو عرفتى الحقيقه ..مش هتعرفى ان كان تصعب عليكى ولا تقرفى تبصى فى وشها من اصله
امانى بعصبيه : الله ..لا اله الا الله ...ماتقولى بأه يا هاله ...ماتوجعيش قلبى
نظرت لها هاله بضيق وقالت بعد برهه بصوت خافت: هند مش متجوازه يا امانى ...
امانى بحيره: مش متجوزاه ...مش متجوزاه ازاى وهوا عملها بيوتى سنتى وجايبلها شقه ...ومغرقها فلوس...قصدك عشان ماهو عرفى يعنى ؟
نظرت لها هاله نظره ذات مغزى وقالت : وهوا الراجل لما يعمل كل ده لواحده يبقى لازم يكون متجوزها حتى عرفى
وضعت امانى يدها على فمها الفاغر وقالت غاضبه : عايشه معاه كده ...منغير اى حاجه ...وانتى ساكته من ساعتها يا هاله ....مافهمتيهاش ان ده زنا والعياذ بالله ...كده يا هاله ..اخص عليكى ..ده حق المسلم على اخوه المسلم ..دى النصيحه ..ده الامر بالمعروف
قامت هاله من مجلسها حانقه وقالت : انتى هتقلبى عليا ولا ايه امانى ..انا ياما كلمتها وهيا مصممه على اللى الطريق اللى هيا ماشياه ....ومش عيزانى احكيلك عشان عارفه انك استحاله هتوافقى على اللى هيا بتعمله ...هيا عاجبها كده ومش عايزه تتغير ولا ترجع عن اللى فى دماغها
نظرت امانى لها بحده وقالت : وانتى يا هاله ..هترجعى عن اللى فى دماغك ....ولا اللى اسمه سالم ده عاملكم سحر مربوط على رجل معزه ....هيا عايشه معاه وانتى بتحبيه ومش عايزه تساعدى الظابط انه يقبض عليه ...
تلعثمت هاله قائله : انا ... .بحبه ..ايه الكلام ده... تؤ..
ثم ادارت ظهرها واستجمعت كلماتها و اخذت نفسا عميقا
وقالت بتوتر: مين قالك انى بحبه لاء طبعا ...كل ماهنالك انى زى ماقلتلك عمل معايا جميله ومش انا اللى قليله الاصل يا امانى
امانى بتصميم : لاء يا هاله ..اكذبى عليا انا ماشى ..انما تكذبى على روحك ..ماينفعش ...انتى اتعلقتى بيه ...واوهمتى روحك انك بتحبيه
حاولت هاله مقاطعتها ولكن يد امانى ارتفعت امام فمها فتوقف هاله عن الحديث
قامت امانى وربتت على كتف صديقتها
ثم تابعت بصوت حنون : وحقك ياستى ..حقك ...اذا كنت انا اتعلقت بابن عمى اما كنت مسجونه على الرغم انه متجوز ومخلف .. وقتها ماكنش عندى حد ...كنت وحيده والدنيا مديانى ضهرها ..والست مننا مابتستحملش الوحده ومحتاجه راجل فى ضهرها ...معاكى حق انك تميلله وخصوصا انه وقف جنبك وقت ماكنش ليك ضهر ...وعيشتى سنين منغير راجل ...يمكن من قبل ماتتجوزى كمان ...
ظلت هاله عابسه ثم ادارت وجهها بعيدا حتى لاتتمكن صديقتها من رؤيه الدموع التى ترقرقت بعيناها
امانى بصوت هادىء: ااقعدى مع نفسك كده وافهمى طبيعه مشاعرك كويس ..ان كان ميل ناحيته ..ولا فعلا حب ...وفى الحالتين انتى لازم تبعدى عنه ..بس يمكن تكون طريقه البعاد مختلفه ...بس بالله عليكى اوعى تكلميه انك عرفتى حقيقته ولا ان ظابط جالك انا خايفه عليكى ..يأذيكى وانتى مش اد شره
نظرت لها هاله بدهشه وقالت : شره
امانى : ايوا شره ..تفتكرى انه هيصدق انك ماقولتيش للبوليس كلمه ؟ هيقولك ايش ضمنى وهوا عارف الايد اللى بتوجعك ...وزى ماجابلك ولادك لحد عندك ممكن الله لا يقدر يخطفهم منك ...
هاله : لا يا امانى ..لاء دماغك راحت لبعيد اووى سالم مايعملش كده... ان كان عايز يحمينى انا وولادى من اعداء عادل منه لله ..
امانى عابسه : اعداء عادل ؟؟ مين دوول ؟
هاله : ناس كان بيتعامل معاهم عادل فى شغل مش مظبوط وقالى انهم ممكن يؤذونى انا وولادى لان عادل كان ماسك عليهم ذلل ياما وبلاوى كتير
تنهدت امانى وقالت بقنوط: ياربى هنلاقيها من سالم ولا من عادل
هاله بتصميم : انا لازم اكلمه لازم احكيله عن اللى عرفته واساعده يرجع عن اللى هوا فيه ...انا محتاجاه وهوا محتاجنى ..فهمتينى يا امانى
امانى : يبقى حبتيه يا هاله
اضطرت هاله ان تعترف وقالت بخفوت : ايوا حبييته ..ماعرفش ازاى لكن حصل وحبيته ..
امانى بشك: ولو صمم على اللى هوا فيه ؟
هاله حزينه : يبقى هبعد عنه ...لكن استحاله أذيه
امانى : بس ده بيأذى ناس كتير يا هاله
هاله باكيه: حرام عليكى تحملينى هم الناس ...كفايه عليا ساعتها هم قلبى اللى هيتقطع من جوايا
امانى : ربنا يصلح حالك ..ويبرد نارك ..ويكتبلك اللى فيه الخير ويبعد عنك كل شر
مسحت هاله دموعها وردد بصوت مكتوم: امين يارب
فى اليوم التالى اتجهت هاله الى المعرض وكلها عزم على ان تواجه سالم
عازمه على رمى تحذيره لها عرض الحائط
ولكن اتت الرياح بما لا تشتهى السفن ولم يحضر سالم
ولم يكن هذ اليوم فحسب الذى شهد غيابه عن ارض المعرض بل اربعه ايام متتاليه
الى ان فاض بها الكيل وعزمت على الحصول على رقم هاتفه ولكن كيف ...
هل تسأل وليد عنه ....نظرت له ولكن ملامح الخبث المرتسمه على وجهه طيله الوقت كانت تقف عقبه فى طريقها ...
ام تطلبه من رفيق ...الذى كان شاردا مهموما وحزينا تلك الايام الماضيه ...
قررت الاتصال بهند وسؤالها عنه ولكنها عليها التفكيير فى حجه مقنعه لهند كى لا يساورها الشكوك تجاهها
ثم توقفت لبرهه واخذت تفكر
...ماذا تفعل !!!!!.....
تردد اسمها فى مخيلتها ...
هند ..
نعم هند ...صديقتها ...تلك التى على علاقه بسالم ...
كيف لها ان تعشق شخصا على علاقه بصديقتها ..
وليس اى نوع من العلاقات بل ذاك النوع الذى لا يقع بين رجل وامرأه الا بعقد شرعى
ومع ذلك خالف كلاهما النصوص الشرعيه والتعاليم الربانيه وخاضوا فى تلك العلاقه الاثمه
بالاضافه الى عمله المشبوه وتجارته المحرمه ومصدر رزقه الملعون
شعرت هاله بالحنق.......... بل بالغضب الشديد من نفسها
كيف لها ان تزل اقدامها فى تلك الخيالات الموحله
وكيف لها ان تقع فريسه لهوى اعمى قلبها عن رؤيه حقيقه محبوبها ..
نعم كما قال لها حاتم ...كيف لها ان لا تراه على حقيقته
عليها الكف عن الاهتمام به وعليها قتل حبه وهو لا يزال فى مهده داخل قلبها
عليها ان تفيق
نعم عليها ان تعود الى سبيل الرشد والرشاد
قامت هاله واتجهت الى مكتب رفيق وطرقته ودخلت بهدوء ...
طالعها رفيق بحيره وقال : فى حاجه يا مريم ...اقصد يا هاله
تنهدت هاله وقالت : الصراحه انا ...انا كنت عايزه ااقول لحضرتك ...
حاولت هاله استجماع كلماتها والحؤول دون تساقط عبراتها
فقال رفيق عابسا : خير يا هاله ..مالك ماتتكلمى
هاله بصوت قاطع منخفض : انا عايزه استقيل
ارتسمت معالم الدهشه على وجهه ومالبث ان اومأ برأسه وقال : كده احسن ...ده الصح على فكره ..وعامه كده كده المعرض قريب هيتقفل ان ماكنش بمزاجى فغصب عنى
عبست هاله وقالت : هتقفلو المعرض ؟
عض رفيق على شفته السفلى واردف : ما تجيبيش سيره لحد ..ياعالم بكره فيه ايه
هاله بصوت ابح : فعلا ..ياعالم بكره فيه ايه ؟
نظر لها رفيق بحده : الاستقاله دى بسبب سالم ؟
تفاجات هاله بسؤاله فأخفضت رأسها وقالت متردده : بسبب حاجات كتير
هز رفيق رأسه وقال : طيب انا مش ضغط عليكى ......ثم اخرج من جيبه رزمه من المال واعطاها له
عبست هاله غاضبه وقالت : ايه ده ؟
قال رفيق محرجا : ده على سبيل السلف ياستى
هاله بضيق : متشكره يا رفيق بيه ..مستوره الحمد لله
وضع رفيق النقود على سطح المكتب وقال : كان نفسى ااقولك لو احتجتى حاجه ابقى اتصلى ...لانى انا مش عارف ظروفى الايام اللى جايه هتكون ازاى ...ربنا معاكى
نظرت له هاله بحيره وقالت : ربنا معانا كلنا ..عن أذنك ..انا همشى دلوقتى
رفيق : استنى انا هخلى حد يوصلك
هاله : مالوش لزوم
انصرفت هاله عائده الى منزل صديقتها واعدت طعام الغداء لاطفالها وجلست برفقه ام صديقتها .." الحاجه " كما اعتادت ان تلقبها حتى نامت العجوز بسلام
وبعدها اشرفت على واجبات اطفالها المدرسيه حتى تململ الصغير وقال لها : كفايه يا ماما تعبت وعايز انام
طالعت هاله الوقت بالهاتف المحمول وقالت له : الساعه لسه سبعه ونص ...شويه كده كمان ..
حل كام مسأله رياضه اللى فاضلين دوول وادخل نام تمانيه ..اتفقنا
هز الصغير رأسه وزفر باستسلام: امرى لله
شعرت هاله بالتوتر فصديقتها لم تعد حتى الان وحاولت الاتصال بها مرارا
الا ان هاتفها كان خارج نطاق الخدمه ومضت ساعتين حتى عادت صديقتها واستقبلتها هاله غاضبه : كده يا امانى كل ده تأخير وماتتصليش تطمنينى عليكى
ابتسمت امانى وقالت : عشان تعرفى كنتى بتعملى فيا ايه لما كنت بتتأخرى وانا اقعد على نار
هاله حانقه : بتدوقينى يعنى من نفس الكاس
امانى ضاحكه : ياعبيطه ..انا عندى ليكى خبر بمليون جنيه ..هههههه ااقصد ب 75 الف جنيه
نظرت لها هاله متعجبه : تقصدى ايه
اخرجت امانى رزمه من الاوراق كانت فى حقيبتها وقالت : بصى لقيت ايه وانا بدعبس فى ملفات الشركه عندنا ...عشان تعرفى ..ربك مابيضيعش حق حد ابدا
هاله بقلق : لقيتى ايه ؟؟
امانى بفرح: ملفات الحسابات الاصليه اللى ماتلعبش فيها ....اللى لو كانت ظهرت كنتى استحاله تدخلى السجن... وكانت ساعاتها اللى هتدخل السجن واحده اسمها منال السيد ..سبحان الله انتى اسمك هاله السيد ...ودى اسمها منال السيد
اتسعت عينا هاله دهشه : دى مرات عادل ..دى صاحبتى اللى كانت معايا فى الشغل ....يعنى هيا اللى كانت مدبرالى المصيبه السودا دى ..عشان انا ادخل السجن وهيا تتجوز عادل ...
امانى : ربنا ينتقم منها ...الملفات اهيه بقت فى ايدك يا هاله وتقدرى تثبتى براءتك قصاد العالم كله
هاله بأسى : بعد ايه يا امانى بعد اما اتسجنت 5 سنين ظلم ؟
امانى : خلى عندك ثقه ان ربنا هيعوضك عنهم ..وخلاص يا هاله ماتبصيش لوره بصى قدامك وشوفى عيالك وارفعى راسك
هاله متهكمه : والمفروض دلوقتى اعمل ايه
امانى بحزم: تعملى ايه ..تروحى القسم طبعا ومعاكى الملفات دى تثبتى براءتك فيها ....والشركه اللى راحت من الراجل الغلبان ده واخدتها الست نانسى وجوزها بالتلاعب وبرخص التراب ترجعله او على الاقل ياخد تعويض
هاله ساخره : فكرك ؟ هوا البوليس فى الزمن ده هيرجع حق حد
امانى بلهجه تحمل لوما وعتابا : طيب ماهو جالك لحد عندك وقالك نحط ايدينا فى ايد بعض وانتى اللى رفضتى ..احنا اللى بنقف سلبيين ونرمى تخاذلنا على اخطاء غيرنا والدنيا بتخرب
صمتت هاله لبرهه : ماهو ممكن لما اروحله يساومنى ..اما اساعده عشان يساعدنى واما مايعملش حاجه
امانى مستنكره: ويمكن تروحيله ويطلع اجدع منك ..ولو ان نفسى ترجعى لعقلك
قاطعتها هاله قائله : انا استقلت النهارده
امانى بحذر : طيب عال وكويس اووى ..ماقلكيش حاجه
هاله بأسى : ماشوفتوش ...بقالى اربع ايام ماشوفتوش
امانى حانقه : وزعلانه انك مش هتشوفيه
هاله باستسلام: كده الصح ولازم اعود روحى ...والافضل انى ابعد عنه عشان ارتاح
امانى راجيه: احسن برضه ...بس ده مايمنعش انك تروحى للظابط وتقوليله على الورق اللى معاكى
هاله بغلظه : هيقولى وانا مالى هوا مكافحه مخدرات.. مش اموال عامه ..ولو رحت الاموال العامه مش بعيد يركنوا الملفات على جنب... بعدها تعمل شوشره وتتأذى انتى وتسيبى الشغل
امانى بحيره : طيب وبعدين
هاله باستسلام : ولا قبلين يا امانى .... اركنيهم على جنب ..ياعالم بكره هيحصل ايه
اتجهت هاله الى غرفتها لتنام الى جوار ابناءها .....وبللت دموعها وسادتها بغزاره
وبعد مرور ساعه شعرت بانقباض قلبها داخل ضلوعها فالتفتت تتلمس جبهه ابنها الاصغر ثم الاكبر ..
واطمأنت على حرارتهم وحركه تنفسهم الا ان انقباض قلبها لم يزول
فقامت واحتست قليلا من الماء واتجهت الى الشرفه وفتحتها بهدوء وخرجت لتستنشق نسيم الفجر البارد
واخذت تسبح بعيناها فى السماء الصافيه وتعلقت عيناها بضوء القمر الذى اسدل ثوبه الفضى على اسطح المنازل المجاوره لها
وتمنت ان تنعم نفسها بالسكينه كسكينه تلك الليله المضيئه
وان يحملها النسيم العليل لتنعم فى دنيا من الامن والامان
وعلى بعد عشرات الالاف من الكيلومترات من منزلها شق سكون الليل صوتا لطلقات ناريه متتابعه
وصرخه لامرأه فى آوخر العقد الثالث من عمرها كانت تقف فى شرفتها تودع زائرها فى تلك الساعه المتأخره من الليل ..
انها هند .....
التى كانت تصرخ بهيستريا عندما رأته يسقط ارضا ملطخه دمائه الطريق الخالى :سالم ..سالم ...رد عليا يا سالم
قام حاتم من مجلسه ليرحب بقلق بزائره الغير متوقع
قائلا بصوت متردد : استاذ رفيق ابو العز ...يا اهلا يا اهلا ..اى ريح طيبه القت بك هنا ؟
ابتسم رفيق ساخرا وقال : متأكد انها طيبه
حاتم بابتسامه صفراء: اتمنى
رفيق : يا ترى ممكن ااقعد
حاتم : طبعا يا فندم ..المكتب كله تحت امرك ..
ثم ارتفع صوته مناديا :يا عسكرى ....
دخل العسكرى وتوجه حاتم الى رفيق بالسؤال : تشرب ايه ؟
رفيق : قهوه مظبوط
حاتم آمرا: اتنين قهوه مظبوط
جلس حاتم ينظر لرفيق متمعنا وقال : اومرك
رفيق : بدون مقدمات ...انا جايلك بخصوص سالم ....هساعدك فى القبض عليه
حملق به حاتم لبرهه ثم قال باهتمام : كلى آذان صاغيه
رفيق : بس على شرط ...واظنك عارفه
حاتم: اطمن ....ومستعد بكره الصبح ادخل مكتب الوزير شخصيا واضمنلك عقوبه مخففه
رفيق : يبقى لحد ما تكلم الوزير بتاعك ...اكون انا رتبت اوراقى
حك حاتم ذقنه وقال عابسا: طيب مش تفهمنى قبلا ايه نوعيه المعلومات اللى عندك
رفيق بحزم: صفقه مخدرات ب 20 مليون جنيه ....مبدئيا انا عارف المكان اللى سالم شايل فيه البضاعه ...مش ناقص الا انه يتحرك بيها ساعتها تكون انت موجود انت ورجالتك وتقبضوا عليه متلبس
لمعت عينا حاتم : وانت متأكد من المكان
رفيق بثقه : زى ما انا متأكد انك انت اللى قدامى ..انا همشى دلوقتى
حاتم : استنى ...مش نتفق هنتقابل ازاى تانى وامتى ؟
رفيق : انا هلاقيك ...طبعا دى آخر مره اجيلك القسم تانى ....مش عايز سالم يشك فى اى حاجه
حاتم : ماهو عشان كده خد على الاقل نمره تليفونى
رفيق مبتسما : معايا
حاتم بدهشه: دا انت عندك مصدر معلومات اهوه
رفيق ساخرا : امال انا عرفت منين انك انت اللى سهران الليله
غادر رفيق المخفر عازما على التخلص من سالم وتخليص من حوله من شروره فقد دمر بعبثه حياه الكثير من حوله ...منى ..نانسى ..رفيق ...ومن المحتمل ان تنضم هاله للقائمه ...هوا نفسه سالم ..لم يسلم من اذيته لنفسه
اما هاله فلم يغمض لها جفن تلك الليله وظلت قابعه فى الفراش الى جوار ابناءها تلتهمها الافكار والمخاوف
حتى شعرت بالسأم وخرجت من الغرفه بهدوء وتوجهت الى صاله المنزل
فوجدت صديقتها امانى جالسه فى الظلام وحيده
فقالت هاله متعجبه : امانى ..ايه اللى مصحيكى لحد دلوقتى ؟
رفعت امانى انظارها وقالت بمغزى : الحال من بعضه ..ولا انتى رأيك ايه
جلست هاله الى جوار صديقتها وقالت حزينه : تعبت يا امانى ...تعبت بجد الفكر عمال يجيبنى ويودينى
امانى بقلق : انا كمان ....انتى بجد مش متخيله انا خايفه عليكم اد ايه ...وبصبر نفسى وبقول على الاقل انتى قدامى ومعايا ..انما التانيه اللى غطسانه على طوول .تقوليش بنتى ...خايفه عليها اووى
عبست هاله وقالت : قصدك على هند ؟؟
امانى بتوتر: امال هيكون مين ...اهى متجوزاه وماتعرفش انه تاجر مخدرات ...يعنى لو جابت منه حته عيل يبقى الوضع هيكون ازاى ؟
هاله مستاءه: ماتخافيش هيا مش هبله تحمل
نظرت لها امانى متعجبه وقالت : ومالك بتقوليها بثقه كده ...واحنا اصلا كل فين وفين لما بنشوفها
هربت هاله بأنظارها بعيدا فقالت امانى متوجسه : هاله ...انتى عارفه حاجه ومخبيه عليا صح
تنهدت هاله وقالت : صح ....بس هيا موصيانى ما اجبلكيش سيره
امانى متعجبه : انا ...دى جزاتى بعد اما ...يالا اعمل الخير وارميه ..خايفانى لاحسدها بقى ولا ايه
ضحكت هاله ضحكه ساخره وقالت : والله يا امانى انتى طيبه اووى ...تحسديها على ايه بس ...دا انت لو عرفتى الحقيقه ..مش هتعرفى ان كان تصعب عليكى ولا تقرفى تبصى فى وشها من اصله
امانى بعصبيه : الله ..لا اله الا الله ...ماتقولى بأه يا هاله ...ماتوجعيش قلبى
نظرت لها هاله بضيق وقالت بعد برهه بصوت خافت: هند مش متجوازه يا امانى ...
امانى بحيره: مش متجوزاه ...مش متجوزاه ازاى وهوا عملها بيوتى سنتى وجايبلها شقه ...ومغرقها فلوس...قصدك عشان ماهو عرفى يعنى ؟
نظرت لها هاله نظره ذات مغزى وقالت : وهوا الراجل لما يعمل كل ده لواحده يبقى لازم يكون متجوزها حتى عرفى
وضعت امانى يدها على فمها الفاغر وقالت غاضبه : عايشه معاه كده ...منغير اى حاجه ...وانتى ساكته من ساعتها يا هاله ....مافهمتيهاش ان ده زنا والعياذ بالله ...كده يا هاله ..اخص عليكى ..ده حق المسلم على اخوه المسلم ..دى النصيحه ..ده الامر بالمعروف
قامت هاله من مجلسها حانقه وقالت : انتى هتقلبى عليا ولا ايه امانى ..انا ياما كلمتها وهيا مصممه على اللى الطريق اللى هيا ماشياه ....ومش عيزانى احكيلك عشان عارفه انك استحاله هتوافقى على اللى هيا بتعمله ...هيا عاجبها كده ومش عايزه تتغير ولا ترجع عن اللى فى دماغها
نظرت امانى لها بحده وقالت : وانتى يا هاله ..هترجعى عن اللى فى دماغك ....ولا اللى اسمه سالم ده عاملكم سحر مربوط على رجل معزه ....هيا عايشه معاه وانتى بتحبيه ومش عايزه تساعدى الظابط انه يقبض عليه ...
تلعثمت هاله قائله : انا ... .بحبه ..ايه الكلام ده... تؤ..
ثم ادارت ظهرها واستجمعت كلماتها و اخذت نفسا عميقا
وقالت بتوتر: مين قالك انى بحبه لاء طبعا ...كل ماهنالك انى زى ماقلتلك عمل معايا جميله ومش انا اللى قليله الاصل يا امانى
امانى بتصميم : لاء يا هاله ..اكذبى عليا انا ماشى ..انما تكذبى على روحك ..ماينفعش ...انتى اتعلقتى بيه ...واوهمتى روحك انك بتحبيه
حاولت هاله مقاطعتها ولكن يد امانى ارتفعت امام فمها فتوقف هاله عن الحديث
قامت امانى وربتت على كتف صديقتها
ثم تابعت بصوت حنون : وحقك ياستى ..حقك ...اذا كنت انا اتعلقت بابن عمى اما كنت مسجونه على الرغم انه متجوز ومخلف .. وقتها ماكنش عندى حد ...كنت وحيده والدنيا مديانى ضهرها ..والست مننا مابتستحملش الوحده ومحتاجه راجل فى ضهرها ...معاكى حق انك تميلله وخصوصا انه وقف جنبك وقت ماكنش ليك ضهر ...وعيشتى سنين منغير راجل ...يمكن من قبل ماتتجوزى كمان ...
ظلت هاله عابسه ثم ادارت وجهها بعيدا حتى لاتتمكن صديقتها من رؤيه الدموع التى ترقرقت بعيناها
امانى بصوت هادىء: ااقعدى مع نفسك كده وافهمى طبيعه مشاعرك كويس ..ان كان ميل ناحيته ..ولا فعلا حب ...وفى الحالتين انتى لازم تبعدى عنه ..بس يمكن تكون طريقه البعاد مختلفه ...بس بالله عليكى اوعى تكلميه انك عرفتى حقيقته ولا ان ظابط جالك انا خايفه عليكى ..يأذيكى وانتى مش اد شره
نظرت لها هاله بدهشه وقالت : شره
امانى : ايوا شره ..تفتكرى انه هيصدق انك ماقولتيش للبوليس كلمه ؟ هيقولك ايش ضمنى وهوا عارف الايد اللى بتوجعك ...وزى ماجابلك ولادك لحد عندك ممكن الله لا يقدر يخطفهم منك ...
هاله : لا يا امانى ..لاء دماغك راحت لبعيد اووى سالم مايعملش كده... ان كان عايز يحمينى انا وولادى من اعداء عادل منه لله ..
امانى عابسه : اعداء عادل ؟؟ مين دوول ؟
هاله : ناس كان بيتعامل معاهم عادل فى شغل مش مظبوط وقالى انهم ممكن يؤذونى انا وولادى لان عادل كان ماسك عليهم ذلل ياما وبلاوى كتير
تنهدت امانى وقالت بقنوط: ياربى هنلاقيها من سالم ولا من عادل
هاله بتصميم : انا لازم اكلمه لازم احكيله عن اللى عرفته واساعده يرجع عن اللى هوا فيه ...انا محتاجاه وهوا محتاجنى ..فهمتينى يا امانى
امانى : يبقى حبتيه يا هاله
اضطرت هاله ان تعترف وقالت بخفوت : ايوا حبييته ..ماعرفش ازاى لكن حصل وحبيته ..
امانى بشك: ولو صمم على اللى هوا فيه ؟
هاله حزينه : يبقى هبعد عنه ...لكن استحاله أذيه
امانى : بس ده بيأذى ناس كتير يا هاله
هاله باكيه: حرام عليكى تحملينى هم الناس ...كفايه عليا ساعتها هم قلبى اللى هيتقطع من جوايا
امانى : ربنا يصلح حالك ..ويبرد نارك ..ويكتبلك اللى فيه الخير ويبعد عنك كل شر
مسحت هاله دموعها وردد بصوت مكتوم: امين يارب
فى اليوم التالى اتجهت هاله الى المعرض وكلها عزم على ان تواجه سالم
عازمه على رمى تحذيره لها عرض الحائط
ولكن اتت الرياح بما لا تشتهى السفن ولم يحضر سالم
ولم يكن هذ اليوم فحسب الذى شهد غيابه عن ارض المعرض بل اربعه ايام متتاليه
الى ان فاض بها الكيل وعزمت على الحصول على رقم هاتفه ولكن كيف ...
هل تسأل وليد عنه ....نظرت له ولكن ملامح الخبث المرتسمه على وجهه طيله الوقت كانت تقف عقبه فى طريقها ...
ام تطلبه من رفيق ...الذى كان شاردا مهموما وحزينا تلك الايام الماضيه ...
قررت الاتصال بهند وسؤالها عنه ولكنها عليها التفكيير فى حجه مقنعه لهند كى لا يساورها الشكوك تجاهها
ثم توقفت لبرهه واخذت تفكر
...ماذا تفعل !!!!!.....
تردد اسمها فى مخيلتها ...
هند ..
نعم هند ...صديقتها ...تلك التى على علاقه بسالم ...
كيف لها ان تعشق شخصا على علاقه بصديقتها ..
وليس اى نوع من العلاقات بل ذاك النوع الذى لا يقع بين رجل وامرأه الا بعقد شرعى
ومع ذلك خالف كلاهما النصوص الشرعيه والتعاليم الربانيه وخاضوا فى تلك العلاقه الاثمه
بالاضافه الى عمله المشبوه وتجارته المحرمه ومصدر رزقه الملعون
شعرت هاله بالحنق.......... بل بالغضب الشديد من نفسها
كيف لها ان تزل اقدامها فى تلك الخيالات الموحله
وكيف لها ان تقع فريسه لهوى اعمى قلبها عن رؤيه حقيقه محبوبها ..
نعم كما قال لها حاتم ...كيف لها ان لا تراه على حقيقته
عليها الكف عن الاهتمام به وعليها قتل حبه وهو لا يزال فى مهده داخل قلبها
عليها ان تفيق
نعم عليها ان تعود الى سبيل الرشد والرشاد
قامت هاله واتجهت الى مكتب رفيق وطرقته ودخلت بهدوء ...
طالعها رفيق بحيره وقال : فى حاجه يا مريم ...اقصد يا هاله
تنهدت هاله وقالت : الصراحه انا ...انا كنت عايزه ااقول لحضرتك ...
حاولت هاله استجماع كلماتها والحؤول دون تساقط عبراتها
فقال رفيق عابسا : خير يا هاله ..مالك ماتتكلمى
هاله بصوت قاطع منخفض : انا عايزه استقيل
ارتسمت معالم الدهشه على وجهه ومالبث ان اومأ برأسه وقال : كده احسن ...ده الصح على فكره ..وعامه كده كده المعرض قريب هيتقفل ان ماكنش بمزاجى فغصب عنى
عبست هاله وقالت : هتقفلو المعرض ؟
عض رفيق على شفته السفلى واردف : ما تجيبيش سيره لحد ..ياعالم بكره فيه ايه
هاله بصوت ابح : فعلا ..ياعالم بكره فيه ايه ؟
نظر لها رفيق بحده : الاستقاله دى بسبب سالم ؟
تفاجات هاله بسؤاله فأخفضت رأسها وقالت متردده : بسبب حاجات كتير
هز رفيق رأسه وقال : طيب انا مش ضغط عليكى ......ثم اخرج من جيبه رزمه من المال واعطاها له
عبست هاله غاضبه وقالت : ايه ده ؟
قال رفيق محرجا : ده على سبيل السلف ياستى
هاله بضيق : متشكره يا رفيق بيه ..مستوره الحمد لله
وضع رفيق النقود على سطح المكتب وقال : كان نفسى ااقولك لو احتجتى حاجه ابقى اتصلى ...لانى انا مش عارف ظروفى الايام اللى جايه هتكون ازاى ...ربنا معاكى
نظرت له هاله بحيره وقالت : ربنا معانا كلنا ..عن أذنك ..انا همشى دلوقتى
رفيق : استنى انا هخلى حد يوصلك
هاله : مالوش لزوم
انصرفت هاله عائده الى منزل صديقتها واعدت طعام الغداء لاطفالها وجلست برفقه ام صديقتها .." الحاجه " كما اعتادت ان تلقبها حتى نامت العجوز بسلام
وبعدها اشرفت على واجبات اطفالها المدرسيه حتى تململ الصغير وقال لها : كفايه يا ماما تعبت وعايز انام
طالعت هاله الوقت بالهاتف المحمول وقالت له : الساعه لسه سبعه ونص ...شويه كده كمان ..
حل كام مسأله رياضه اللى فاضلين دوول وادخل نام تمانيه ..اتفقنا
هز الصغير رأسه وزفر باستسلام: امرى لله
شعرت هاله بالتوتر فصديقتها لم تعد حتى الان وحاولت الاتصال بها مرارا
الا ان هاتفها كان خارج نطاق الخدمه ومضت ساعتين حتى عادت صديقتها واستقبلتها هاله غاضبه : كده يا امانى كل ده تأخير وماتتصليش تطمنينى عليكى
ابتسمت امانى وقالت : عشان تعرفى كنتى بتعملى فيا ايه لما كنت بتتأخرى وانا اقعد على نار
هاله حانقه : بتدوقينى يعنى من نفس الكاس
امانى ضاحكه : ياعبيطه ..انا عندى ليكى خبر بمليون جنيه ..هههههه ااقصد ب 75 الف جنيه
نظرت لها هاله متعجبه : تقصدى ايه
اخرجت امانى رزمه من الاوراق كانت فى حقيبتها وقالت : بصى لقيت ايه وانا بدعبس فى ملفات الشركه عندنا ...عشان تعرفى ..ربك مابيضيعش حق حد ابدا
هاله بقلق : لقيتى ايه ؟؟
امانى بفرح: ملفات الحسابات الاصليه اللى ماتلعبش فيها ....اللى لو كانت ظهرت كنتى استحاله تدخلى السجن... وكانت ساعاتها اللى هتدخل السجن واحده اسمها منال السيد ..سبحان الله انتى اسمك هاله السيد ...ودى اسمها منال السيد
اتسعت عينا هاله دهشه : دى مرات عادل ..دى صاحبتى اللى كانت معايا فى الشغل ....يعنى هيا اللى كانت مدبرالى المصيبه السودا دى ..عشان انا ادخل السجن وهيا تتجوز عادل ...
امانى : ربنا ينتقم منها ...الملفات اهيه بقت فى ايدك يا هاله وتقدرى تثبتى براءتك قصاد العالم كله
هاله بأسى : بعد ايه يا امانى بعد اما اتسجنت 5 سنين ظلم ؟
امانى : خلى عندك ثقه ان ربنا هيعوضك عنهم ..وخلاص يا هاله ماتبصيش لوره بصى قدامك وشوفى عيالك وارفعى راسك
هاله متهكمه : والمفروض دلوقتى اعمل ايه
امانى بحزم: تعملى ايه ..تروحى القسم طبعا ومعاكى الملفات دى تثبتى براءتك فيها ....والشركه اللى راحت من الراجل الغلبان ده واخدتها الست نانسى وجوزها بالتلاعب وبرخص التراب ترجعله او على الاقل ياخد تعويض
هاله ساخره : فكرك ؟ هوا البوليس فى الزمن ده هيرجع حق حد
امانى بلهجه تحمل لوما وعتابا : طيب ماهو جالك لحد عندك وقالك نحط ايدينا فى ايد بعض وانتى اللى رفضتى ..احنا اللى بنقف سلبيين ونرمى تخاذلنا على اخطاء غيرنا والدنيا بتخرب
صمتت هاله لبرهه : ماهو ممكن لما اروحله يساومنى ..اما اساعده عشان يساعدنى واما مايعملش حاجه
امانى مستنكره: ويمكن تروحيله ويطلع اجدع منك ..ولو ان نفسى ترجعى لعقلك
قاطعتها هاله قائله : انا استقلت النهارده
امانى بحذر : طيب عال وكويس اووى ..ماقلكيش حاجه
هاله بأسى : ماشوفتوش ...بقالى اربع ايام ماشوفتوش
امانى حانقه : وزعلانه انك مش هتشوفيه
هاله باستسلام: كده الصح ولازم اعود روحى ...والافضل انى ابعد عنه عشان ارتاح
امانى راجيه: احسن برضه ...بس ده مايمنعش انك تروحى للظابط وتقوليله على الورق اللى معاكى
هاله بغلظه : هيقولى وانا مالى هوا مكافحه مخدرات.. مش اموال عامه ..ولو رحت الاموال العامه مش بعيد يركنوا الملفات على جنب... بعدها تعمل شوشره وتتأذى انتى وتسيبى الشغل
امانى بحيره : طيب وبعدين
هاله باستسلام : ولا قبلين يا امانى .... اركنيهم على جنب ..ياعالم بكره هيحصل ايه
اتجهت هاله الى غرفتها لتنام الى جوار ابناءها .....وبللت دموعها وسادتها بغزاره
وبعد مرور ساعه شعرت بانقباض قلبها داخل ضلوعها فالتفتت تتلمس جبهه ابنها الاصغر ثم الاكبر ..
واطمأنت على حرارتهم وحركه تنفسهم الا ان انقباض قلبها لم يزول
فقامت واحتست قليلا من الماء واتجهت الى الشرفه وفتحتها بهدوء وخرجت لتستنشق نسيم الفجر البارد
واخذت تسبح بعيناها فى السماء الصافيه وتعلقت عيناها بضوء القمر الذى اسدل ثوبه الفضى على اسطح المنازل المجاوره لها
وتمنت ان تنعم نفسها بالسكينه كسكينه تلك الليله المضيئه
وان يحملها النسيم العليل لتنعم فى دنيا من الامن والامان
وعلى بعد عشرات الالاف من الكيلومترات من منزلها شق سكون الليل صوتا لطلقات ناريه متتابعه
وصرخه لامرأه فى آوخر العقد الثالث من عمرها كانت تقف فى شرفتها تودع زائرها فى تلك الساعه المتأخره من الليل ..
انها هند .....
التى كانت تصرخ بهيستريا عندما رأته يسقط ارضا ملطخه دمائه الطريق الخالى :سالم ..سالم ...رد عليا يا سالم