رواية يكفيني يا قلب الفصل الثاني والعشرين 22
...22((لآخر العمر))...
بعد مرور عدة اسابيع.....................
+
🔹💕🔸💕🔹💕🔸🔹💕🔸💕🔸💕🔹💕🔸🔹💕🔸🔹💕🔸🔹💕🔸🔹💕🔸
+
خرج احمد من المشفى اخيرا.........ليعود لمنزل والديه مع آدم......اما سمر فبقيت بمنزل والديها....بأمر من زوجها.......حين قال بلهجة غامضة:
((لم تكتمل المفاجاءة بعد....ستبقين بمنزل والديك حتى انهي العمل من المفاجاءة التي اعددتها لك....وحينها...........يا حبيبتي.....سا..))
+
قاطعته محمرة الوجنتين.......حانقه قليلا من كلماته التي تاخذ منحى الجدية بالبداية وحين تصغي إليه باهتمام...يغير مسار كلماته نحو معاني........لعوبة تجعل قلبها ينبض بشدة .........مرفرفا بحماقة لانظير لها))..
+
فتنهره قائلة بارتباك مرتعشة بسذاجة:
((توقف ارجوووك....حسنا حسنا.....فهمت..ماقلته))
+
فكرت كثيرا بماهية المفاجاءة ولم لا يريدها ان تعود الى منزل والديه لتسكن معهم مجددا......لكنها حين لم تتوصل الى ما يخفيه عنها......تركت الافكار جانبا وانشغلت......بالعوده لحياتها الطبيعية تدريجيا....
+
عادت لعملها....لكن هذه المرة بحماس اكبر...لم يعد هناك مايشغل بالها مثلما كانت في السابق.....احمد وقد احبها وذاب فيها عشقا........ونجى من الحادث بسلام والحمد لله........وهي ارتاحت اخيرا لتصبح كأي امراءة متزوجة علاقتها الزوجية مستقرة نوعا ما.....
+
صحيح انهما لم يجتمعا تحت سقف واحد بعد.......لكن المفاجاءة التي تنتظرها ستلعب كما تظن دورا مهما بلم شملهما مع آدم والاستقرار اخيرا......
+
هاتفها لم يتوقف عن الرنين اطلاقا....يتصل بها باستمرار...يبعث لها عدد لايحصى من رسائل الحب والغرام........مرفقة بصوره..التي تجعل قلبها يكاد يخرج من صدرها لشدة جنونه............
حتى انها خجلت من رنين هاتفها باستمرار سمج حين تكون بالعمل او في الشارع حين تخرج للتسوق او ماشابه....لذا جعلته على وضع الاهتزاز دائما....
+
في كثير من المرات يدعوها لتناول الغداء بعد انتهاء ساعات عملهما.....فيجلسا داخل المطعم يتغزل بعينيها......يعيشا قصة حب من نوع اخر...كأنه يتعرف إليها للتو..............
+
كانت تعلم انه يريد ان يعوضها عن الاشهر الطوال التعيسة التي ذاقتها معه...........
حتى انه رغم الرغبة المشتعلة بعينيه.....الظاهرة وضوح الشمس.....لم يطلب منها اقامة علاقة جسدية ابدا.....
+
كان..يكتفي بلمس يديها او تقبيل وجنتها برقة........
وحين ينتهيا من تناول الغداء معا..يوصلها بسيارته لمنزلها دون ان يدخل.....
+
احيانا تتعجب من تصرفه.....فمعاملته لها كأنه خطيبها لا زوجها تصيبها بالحيرة لكنها تعود وتذكر نفسها بأن هذا لاجلها فقط............
+
يريد ان يعيشا قصة حب كأي غريبين التقيا حديثا......ليذيق كلاهما تلك المشاعر الجميلة التي لم يتسنى ان يعيشاها ويشعرا بها في خضم مشاكلهما.....والظروف التي ارتبطا فيها.......
+
ظلت سمر تائهة بعينيه حين قال لها ذات ظهيرة وهما جالسين ينتاولا غداءهما بأحد المطاعم....
+
((هل تتزوجينني...احبك ولا استطيع العيش بدونك..اتمنى ان أبدا يومي برؤية عينيك.....))
+
تفاجئت من طلبه...وارادت وقتها ان تضحك ساخرة منه....لكنها فهمت مايريده من هذا..........فانحنت بجسدها نحو الطاولة لتكون قريبة منه اكثر....وقد ترقرقت عينيها بدموع فرح لذيذة...لتهز رأسها دليل موافقتها..........
+
فابتسم لعينيها الدامعتين............رافعا كفيها الساخنتين بفعل مشاعر الحب العنيفة....نحو شفتيه يقبلهما ببطء ورقة اذابت كيانها واشعلت عروقها....
يأسر عينيها متوغلا بحدقتيها المهتزتين باشواق لا تصفها الكلمات.........
+
بعد لحظات......اخرج من جيبه علبة مخملية حمراء اللون ليفتحها امام عينيها الذاهلتين...يهمس لقلبها وروحها قبل اذنيها بهمس كشهد....وربما احلى من الشهد...
+
((هذا الخاتم لا يليق الا بعروس مثلك))..
+
هطلت دموع السعادة من عينيها تتبعها شهقة عدم تصديق لما يفعله........
+
لكنها سمعت نفسها تهمس بخفوت:
+
((انت تعلم أني املك خاتم زواج))
+
اومئ برأسه قائلا بنعومه ممزوجه باعتذار وندم:
+
((اعلم هذا.....لكن خاتمك لم أشتريه بنفسي ولم اكن راغبا حقا بشرائه.......والدي هو من تكفل بهذه الامور...اما اليوم يا سمرائي.........فانت تستحقين ان ابتاع لك مايليق بك وعلى ذوقي وبرغبتي وقناعتي التامة))...
+
امالت راسها قليلا تتعمق نظراتها بملامحه الحبيبة....فاحتضن هو نظراتها بابتسامة مشرقه انستها ما قاسته معه........ليبدا قلبها صفحة جديدة مغلقا على تلك الاشهر الطويلة الكئيبة بمفتاح عملاق وركنها خارج طيات قلبها.....ثم رميها بمحيط النسيان......
+
لتهمس بعد صمت جميل:
((انت مايهمني....... لم اهتم يوما بنوعية خاتم زواجي او موديله وسعره.....المهم عندي انه منك...واشتريته لاجلي فقط))...
+
ابتسم احمد دون ان تظهر أسنانه لكن كلماتها ضربت قلبه بشدة....كل ساعة تمر وهو معها...يكتشف كم كان قاس الروح والفؤاد.....لذا طمئن قلبها هامسا برقة وقد تحشرج صوته قليلا:
+
((كم انت طيبة القلب وتستحقين كل شيء مفرح ومبهج في هذه الحياة.......اتمنى إلا اخذلك مجددا...))
+
امسكت بيديه تحتضن انامله الخشنة الدافئه كدفء عينيه ومشاعره.ّلتقول بخفوت واثق. متلأ لأ ت. العيون:
+
((أنا متأكدة من هذا.......لن تخذلني ابدا))..
+
.........
+
استمر الحال لفترة لابأس بها وهما يعيشا قصة حب متأخرة.......كاي حبيبين لم يتزوجا بعد....مازال مصرا على مكوثها ببيت اهلها الى ان تكتمل المفاجئة.....
+
يغرقها برسائل الحب والشوق حين يبتعدا عن بعضهما وحين يلتقيان معا....يمازحها.....يغازلها بكلمات لا متناهية.تطرب اذنيها جاعلة معدتها.تتقلص بلذة....... قلبها يرفرف كتلميذة تختبر الحب حديثا.............
+
يدللها.....بشراء كل شيء انثوي يعجبه.....يدعوها لارقى المطاعم غير مكترث بدخله المادي المحدود...........يفعل مابوسعه.......ليرضيها ليرى ابتسامتها الحلوة على ثغرها الذي اشبه بجداول من كوثر.......
+
يغرقها بوعود صادقة دافئة كقلبه.........يرسم لها بحبه غدا جميلا......يحياه معا........يعيشا حلاوته ومره بقلوب قوية ....لايهزمها الخصام ولاالبعد ولا الجفاء...
+
ذات مساء دعاها لتناول العشاء خارجا....وحين خرجت من المنزل يدفعها الشوق اليه يكاد يجعلها تحلق مع فراشات قلبها الملهوف لرؤيته وكأنها لم تراه لاعوام رغم انهما كانا ظهر اليوم معا.........
+
حين وصلت قفز عليها آدم يقبلها....فاحتضنته.....واطالت استقبالها الحار له.....حينها ابتسم أحمد قائلا بعبث وعيناه تبرقان بحب وعواطف مكبوته:
+
((أليس لي نصيبا من هذا الاستقبال الحار.......))
+
ابتسمت لعينيه قائلة بخشونه مؤنبه تمازحه:
((اخجل من نفسك لم تعد طفلا))...
+
غمز لها .ضاحكا:
((ياليتني اعود طفلا.....وأكون باحضانك))
+
احمر وجهها كتفاحة ناضجة لتهمس متظاهرة بترتيب حجابها :
+
((اتغار من طفلك)).......؟؟؟؟
+
قال بنعومة عابثة:
((بل احترق غيرة))....
+
ارتجفت بلذة......لكنها استطاعت الهمس بنبرة غير مكترثة:
+
((انت طفل حقا)).....
+
ابتسم آدم من خلفهما دون ان يفهم المعنى المبطن لكلماتهما.....ضاحكا بعدها هاتفا بحماس مرح كأنه اكتشف شيئا عظيما:
+
((بابا طفل..بابا طفل.........طفل))...
+
قهقهت سمر بصوت عال...في حين ان احمد اكتفى بابتسامة مقتضبة. عابس التعابير..............مركزا على الطريق امامه....
+
بعد فترة طويلة ربما قاربت الخمس ساعات....أعادها الى منزلها....بعد ان تناولوا ثلاثتهم طعام العشاء..وحين انهوا طعامهم.....أخذهم احمد الى المسرح.....ليشاهدوا مسرحية كوميدية هزلية كان يعرض الإعلان الدعائي لها على التلفاز منذ فترة.....في تلك اللحظة التي رأى فيها احمد الاعلان خطر بباله دعوتها لتستمتع هي وآدم......
+
اسعده تفاجئها....وفرحتها حين اوقف سيارته
+
بالقرب من مكان المسرح....اندهشت حينها تنظر إليه مبتسمة بحماس طفلة اشترى لها والدها لعبتها المفضلة هاتفة ببهجة ظاهرة:
((هل.......هل.......سندخل الى المسرح حقا))؟؟؟؟
+
حين اومئ برأسه مؤكدا ظنونها....استدارت بجسدها كله نحو مقعده تصفق بكلتا يديها بسعا دة وابتسامة حماس عذبة جعلت احمد يشعر بالرضا عن النفس...
+
حين دخلوا ليجلسوا على مقاعدهم لم ينسى الفوشار طبعا...فاشترى لثلاثتهم منه مع علب عصير ليست بباردة لان امسية شهر كانون الاول باردة.....وليس من المعقول تناول أي شيء بارد وخصوصا لآدم ..........
+
بعد مرور ساعات ها قد اوصلها لمنزلها ..........متجاهل تذمر آدم بالبقاء معهم والذهاب الى منزلهم...قائلا لطفله الذي لم يبلغ الستة اعوام بعد:
+
((لا تتعجل ياولدي لم يبقى الا أيام قلائل ونكون نحن الثلاثة تحت سقف واحد))...
+
***************
+
حين دخلت الى غرفتها رمت حقيبتهاعلى الأريكة لتدور حول نفسها عدة دورات مبتسمه ابتسامة عريضة مطلقة العنان لنفسها تدور وتدور وتنورتها البنية العريضة تدور معها...تكاد تلتهمها.....احساسها الزهري الحالم بأنها تحلق نحو النجوم ترتقي سلم السعادة .....لتصل لآخر الدنيا وربما لأبعد من زحل....يريح قلبها يثلج صدرها الذي تحمل هموما تفوق قدرته...
+
شفتيها تتمتم لحنا قديما للعندليب الاسمر........
+
تهمس الكلمات باحساس صادق كأن الشاعر كتب هذه الاغنية خصيصا لها........
+
وتدور حول نفسها وكل شيء معها يدور....كأنه فرح لفرحها....
+
الى ان انهكها الدوار فتوقفت تترنح تكاد تسقط ارضا...ليتوقف حولها كل شيء.....ترمي نفسها على السرير ضاحكه للهواء حولها بجنون...سعيدة لتغير مجرى حياتها........لتحقيق حلمها الصغير الكبير في ذات الوقت...انه ببساطة الظفر بقلبه....امتلاك روحه..
+
تذوق حنانه الرقيق.....الغوص بشهد غزله الذي لا ينضب.....بل العكس يزداد حلاوة في كل مرة.....
+
شاكرة لخالقها كثيرا....لقد عوضها الله عن ايام الصبر والجفاء بما فيه كل خير وسرور.............
+
اهتز هاتفها بعد دقائق من دخولها غرفتها لترفعه بلهفة وتقرأ مابعثه إليها...
((احبك....يااحلى. واجمل امراءة في الدنيا...وأرق امراءة في الدنيا.........))
+
ابتسمت....وكادت تبعث له برسالة حب..حين كان اسرع منها..جاعلا هاتفها تضيء شاشته ويهتز....كأن قلبه المشتاق من وصل مع حروف رسالته:
+
((كم اعشق لون عينيك ....ياحلوة العيون ضميني....وضميني.....لاتلاشى فيك ومعك.........لانصهر بين ثنايا قلبك......واذوب...اذوب الى ان اندمج مع اضلعك))
+
ضغطت على لوحة الكتابة لترسل
له قلبها قبل مشاعرها.....
+
وطال بهما الحال هكذا...هي مستلقية على سريرها لم تخلع ملابسها التي كانت ترتديها حين كانت معه.....
+
تكحل عينيها وتدلل قلبها بقراءة رسائله التي لا تتوقف ابدا...حتى غفا كلاهما......والهاتف بيديهما...كأنه حلقة الوصل التي تربط بين روحيهما....
+
ليناما منفصلين جسدا متحدين روحا....
+
*************
+
اعتادت هي على دلاله.....اهتمامه المفرط بها....كانت دائما تود لو تقول له أن مايفعله ويجتهد به لا يعني لها شيئا بقدر رغبتها بوجودها بجانبه..........تريد ان تعود لاحضانه....تطهو له الطعام ...تغسل ملابسه....تحضر حمامه المعطر......تشاركه لحظات يومه أول بأول.......تهتم به مثلما كانت تفعل سابقا.........
+
لكنها تجبر نفسها على السكوت وعدم مصارحته بما تريده لأنها تعرف جيدا أنه يفعل كل هذا لاجل ان يرضى
عن نفسه....ليكون مقتنعا بأنه قام بما يجب عليه القيام به لتعويضها.........
+
لحذف أشهر الخصام من ذاكرتها......
+
وهي لن تكون انانية أو قاسية..ستمنحه الوقت الكافي......ليقتنع. بأنه فعل الصواب......
+
ستصبرقليلا مجددا..المهم عندها انه احبها وصارت جزءا من قلبه.....
الى ان ترى ماهي المفاجئة التي اعدها لها....
حتى في معرفة نوعها....لم تلح عليه ليخبرها.............ستجعله يفعل ما يراه مناسبا.......ليكون مرتاح البال والضمير.......
+
***********************
+
تجلس كعادتها امام مكتبها تعمل بجد وحماس......صارت تحب عملها اكثر من السابق صراحة.....بل إنها اصبحت تحب كل الاشياء من حولها.......
+
كم تتعجب...الهذا الكم الهائل يجعل الحب المتبادل وراحة البال الانسان متفائل...:::::؟؟؟؟؟..بل يجعله معطاء....مبتسم للحياة مشرق الروح.........هادئ الاعصاب..........سكينه غريبة تجتاح كل حواسه تلهبها فقط حين تتعانق نظرات المحبين.....
كل شيئا اصبح جميلا دافئا....عذبا........حتى التعب الانهاك....صار عذبا........بل يزداد حلاوة حين يتصل بها يطمئن على حالها او حين يرسل لها كلاما معسولا يذيب مفاصلها...............
+
كانت سابقا تعتبر حبها له نقمة.....لعنة وقعت على رأسها......كان اشبه بعقاب حل بها لذنب اقترفته....
+
لكن حين بادلها الشعور واحس بها.مستشعرا بنبضات قلبها.......وجنونه ومدى هوسه وتعلقه به. اصبحت تنظر لحبها له بمنظور مختلف.............
+
ان حبهما كرباط يربط قلبيهما معا ليندمجا سوية......محدثا تفاعلا كيميائيا بين روحيهما ليغدوى روحا واحدة بجسدين...لآخر العمر...... .....
+
حين اهتز هاتفها كما اعتادت ......معلنا وصول رسالة جديدة منه..خفق قلبها مرتعشا بلذة جاعلا شفتيها ترسمان احلى بسمة انيقه زادت من اشراق وجهها..........
+
ليعلو التفاجئ محياها حين ابصرت كلماته المختصرة
((كل عام وانت بخير...كل عام وانت بين احضاني......كل عام وانت حبيبتي وزوجتي الغالية..))..
+
ضاقت نظراتها تفكر............كل عام وانا بخير........ماذا يعني هذا.....
+
قفزت من مكانها واقفة على قدميها........ترفع هاتفها امام عينيها تعبث به لتتأكد من ظنونها.......
+
شهقت بحدة...كيف نسيت هذا......؟؟؟!!!!....دوما هي من تتذكر هذه المناسبة.....انه اليوم المميز بالنسبة لها.....يوم صار احمد من نصيبها......
كل عام بهكذا يوم هي من تتذكر هذه المناسبة....وتحتفل بها وحدها داخل غرفتها امام انظاره المجافية سابقا.....
+
تتذكر كيف انها...تصر رغم حزنها العميق بعدم نيل حبه ووضعها التعيس معه...ورغم انها مازالت فتاة.......تصر بالاحتفال بذكرى زواجهما متجاهلة بحزم ذكريات ليلة زفافها حين طردها من غرفته تاركها وحيدة منكسرة الخاطر تبكي داخل حمام غرفتها لتستيقظ صباحا متورما العينين ذابلة التعابير ميتة الروح.....
رغم قسوته في تلك الفترة....تتحداه وتحتفل بذكرى زواجهما مع آدم ليكون القسم الاكبر من الكيكة والحلوى لصغيره.....
+
لم يعرّ هو لهذه الذكرى اي اهتمام....بل كانت ذكرى مأساوية بالنسبه له. ...بغيظة على قلبه....يوم مشؤوم بنظره......
+
لقد انساها ارهاق الاشهر الماضية....وتغيير مجرى علاقتهما للأفضل.....الذكرى السنوية لهذه المناسبة العزيزة والغالية على قلبها.....
+
ليقوم هو....احمد الرافض الغاضب لذلك اليوم.......يوم زواجهما...
+
بتهنئتها.......وتذكر هذا الحدث.........الذي لم يكن مفرحا له ابدا.....
+
سبحان مغير الأحوال من حال الى حال.....
+
شعرت من فرط السعادة ان قدميها تراختا ولم تعدا قادرتين على حملها....فعادت لتجلس امام مكتبها تنظر لتهنئته بقلب خافق...وعينان ترمشان بتكرار مسرع..متجاهلة دمعتي فرح تجمعتا بزاوية عينيها......
+
بعد لحظات ابتسمت باكية....تمسح تلك الماسات الشفافة من على وجنتيها براحة يدها رغم امتلاكها للمناديل الورقية.......
+
وجدت نفسها ترسل اليه.....باعثة روحها المحبة العاشقة له مع كل حرف تضغط عليه بأبهامها.......
+
((كل عام وانت حبيبي وزوجي وصديقي وكل شيء بحياتي....بل اغلى ما في حياتي..كل عام وانت بخير))
+
ارفقتها بملصقات من قلوب حمراء...واخرى ملونه براقة.....
+
ليكتب لها....
+
((سأمر عليك في السابعة مساءا....كوني مستعدة...للاحتفال)).....
+
عادت تبكي وتبتسم بذات الوقت....تهمس لنفسها..
+
ثم تبلور مابداخلها على هيئة كلمات......لترسل له:
+
((احب اي شيء منك............يكفيني انك تقوم بهذا لاجلي....لأجل اسعادي.......احب الاحتفال لأنك ستكون بقربي.....شكرا لك....احبك يا اوسم رجل رأته عيني))....
+
كان احمد على الجانب الاخر يقرأ كلماتها...........التي تداعب روحه برقة..كأنها جالسة بجانبه تهمس له ما تكتبه بالقرب من اذنه...كأنها تلامس وجهه باناملها الناعمة...
+
وضع هاتفه....على سطح مكتبه الخشبي المصقول
+
يسند جسده الخشن على ظهر مقعده....واضعا ذراعيه تحت راسه مغمض العينين........يتنهد بارتياح.........
+
اه.......كم يشعر بالراحة..............كأن اطنانا من الحجارة الثقيلة ازيحت من صدره.........
+
كأنه مغترب عاد لاحضان وطنه اخيرا.......ليرتوي من عذب مائه الذي لا يضاهي بعذوبته انهر العالم بأسره.......
+
....ستتوقف روحه عن الترحال..........لأنه وجد ماوئ يضمه اخيرا......يسكن من روعه يمتص آلامه..........جاعلا منها بقايا اشياء تنسى.....بسهولة..
+
لمح طيف زوجته الراحلة يحوم امام عينيه المغمضتين....مبتسمة كعادتها...لكنه الان يراها اكثر سعادة....رضا ظاهر منبعث من عينيها المبتسمتين الجميلتين.....
+
همس لطيفها يحدثه قائلا:
((سعيدة انت)).....؟؟؟!!
+
اومئت برأسها مؤكدة.....
+
فاكمل كلامه :
((ألست حزينة لإني احببت سمر اخيرا وخرجت من قوقعة احزاني))؟؟؟؟!!!)
+
هزت رأسها تنفي اسئلته وظنونه.......
+
اكمل بخفوت حزين:
+
((لكني لن انساك ولن اتوقف عن حبك....دائما ستظلين تشغلين حيزا كبيرامن قلبي))....
+
تكلمت اخيرا بصوتها العذب:
+
((اعرف هذا.......انا سعيدة لانك خرجت من حزنك وقررت العيش مجددا............لا تنسى أنها تؤامي وكل شيء يحزنها يحزنني....انا اليوم راضية عنك تماما...ارجوك كن سعيدا لاجلي واجلها...احبها بقدر حبك لي.....انها رائعه وتستحق ماهو الافضل.....))
+
همس بارتياح:
((سأفعل....اقسم اني سافعل..))...
+
************
+
*******في امسية الشتاء الباردة تلك....والتي اعتبرتها سمر فيما بعد بداية لفصل جديد من حياتها......انها بإختصار نهاية الوجع بداية لدنيا وحياة مشرقة تلوح شمس السعادة فيها اخيرا...كانت سمر تحترق شوقا لسماع بوق سيارته معلنا وصوله امام منزلها......
+
ارتدت لهذه الامسية الجميلة....بنطال جينز مع بلوز صوفي مشمشي اللون وفوقه معطف سميك طويل كريمي اللون ...اغلقت ازرار معطفها العلوية لتترك الاخريات مفتوحه تداعب برودة الجو جسدها من تحت البلوزة........وحذاء طويل ذو كعب رفيع اسود اللون.........اما حجابها فارتدته بطريقة عصرية ليضيف لونه المشمشي الفاتح مع موضة ارتدائه لمحة اشراق لوجهها لتجعلها تبدو اصغرسنا باعوام
+
ألقت عليه التحية بتهذيب هادئ رغم انها ترتجف فرحا من الداخل...
+
ابتسم لها بحرارة......وحين ولجت لداخل السيارة اغلق الباب خلفها ليستدير حول مقدمة سيارته وصولا لمكان السائق .........
+
حالما جلس على مقعده بجانبها...استدار إليها......ينحني بجذعه قليلا نحوها مقبلا وجنتها بحرارة ألهبت بشرة وجهها.........
+
همس بالقرب من فمها...
((كل عام وذكرى زواج سعيدة))
+
مجرد سماعها لهذه الكلمات التي طالما حلمت بها..
تذكرت سريعا رغما عنها........ كأبتها ووجعها العام الماضي بهكذا يوم.....كانت تجلس وسط غرفتهما تشعل شمعتين...........فوق تلك الكيكة التي على شكل قلب وتلك الكريمة البيضاء تغطي سطحها بالكامل....مزينة بالورود الحمراء والصفراء......تنظر لذوبان الشمعتين رويدا رويدا كأنهما يبكيان لبكائها الصامت..كأن شيئا بروحها المجروحة يذوب مع ذوبانهما.....ظلت جالسة. ...ارضا وآدم يضع رأسه على فخذها..بإنتظار والده الذي تعمد إلا يأتي ويدخل غرفته الا بعد وقت متأخر إلا بعد أن انطفأت الشمعتين وذابتا....لتنطفئ روحها..........ويزداد يئسها مع ذوبانهما......
+
ظلت مكانها تحكي لآدم حكاية....بعد حكاية إلا ان غفى اخيرا بإنتظار تلك اللحظة التي يأكل فيها من هذه الكعكة الشهية........
+
تتذكر جيدا...كم توجع قلبها وكم بكت الى ان تورمت عينيها....كم شعرت برخص نفسها...............
+
كانت تعلم جيدا انه مازال جالسا داخل غرفة زواجه الاول يستعيد ذكرياته وذكريات ليلة زواجه من نهى...............
+
كم بكت......كم تألمت.....كم كرهته حينها.......حتى انها حين وضعت آدم بغرفته ودثرته جيدا....هرولت نحو الحمام.....
+
تخلع ثيابها........لتقف تحت دوش الماء البارد متجاهلة برودة الجو...والماء ......تبكي بعمق لتندمج دموعها مع قطرات الماء....لعلها تطفئ الغضب المستعر بداخلها لعلها تداوي جرح القلب الذي بدأ يتوسع ويتوسع يكاد ينهي سنوات عمرها.....
+
كم تمنت وقتها ان تصاب بأحد الأمراض الخطيرة التي تصيب الجهاز التنفسي لعلها تموووت وترتاح اخيرا.....
+
كم كانت تخشى الموت......تخاف من حروفه........ترتعب بمجرد ان ذكره احدهم امامها رغم أنها تجاوزت موت تؤامها بسرعة.....
ربما الاشهر القاسية التي عاشتها بعد رحيل نهى وحزن والديها وتمسك آدم بها كل هذا جعلها قوية القلب لتتخطى فقدان شقيقتها بسرعة لأجل من حولها....وليس لأجلها...
+
في احيان كثيرة خلال اشهر زواجهما الطويلة..تمنت الموت مرارا وتكرارا.....
+
كانت وقتها محطمة الروح والفؤاد...متوجعة العيون لفرط البكاء.....
دة
ظلت واقفة لدقائق طوال تحت الماء البارد. لعلها تغسل قلبها من عشقه.....لعل قلبها يعود نظيفا حرا لايسكنه احد........لعل الماء البارد يجعل نبضاته تتوقف لترتاح ......لترحل عن عالم الدنيا لعالم اخر حيث لا وجود له بعد.....
+
......
+
اما الان.....فهي غير مصدقه حقا..كلماته وهو يهنئها بمرور ثلاثة اعوام كاملة على ذكرى زواجهما جعلتها هذه الكلمات القليلة تصاب بالصدمة المؤقته. رغم أنها قراتها في هاتفها.....لكن قوله لها بتلك الطريقة الدافئة الحنونة جعلتها....اشبه بمن تحيا حلم جميلا حالما. وحين تستفيق ستجد نفسها جالسة كجلستها العام الماضي تذوب لذوبان شموع انتظارها........
ستعود لحزنها وبؤسها ماان ينقضي حلمها الزهري.....
1
مجرد مرور هذه الأفكار والصور امام عينيها جعلها تجهض ببكاء عنيف حاد......بلل انامل احمد الذي ظل يمسح تلك الماسات الحزينه التي تهطل من تلك السماء اللوزية.....شاعرا بالمها.........بوجعها......
+
هزها قليلا لعلها تستفيق من صدمتها......هامسا اسمها بصوت عال كفيل برجوعها لوعيها...
+
لحظات مرت.......دون فائدة......الى ان هزها بعنف. لترفع اهدابها اليه تتعلق نظراتها التائهة بوجهه ذو التعابير القلقة..........تحرك اهدابها بسرعة كأنها تغسل عينيها بهما من تلك الذكريات الغير سعيدة .....
+
لحظات صمت مرت لتهمس بعدها بنشيج خافت:
((اسفة))....
+
سحبها احمد إليه لصدره الدافئ........يقربها منه....يكاد يسحق ضلوعها ليدمجها بروحه..........حين استقر رأسها على صدره.....سمعت دقات قلبه المتسارعه بوضوح................
همس وفمه يقبل اعلى رأسها يصلها حنان شفتيه من فوق قماش حجابها الكريمي:
+
((بل انا الاسف.....انا الاسف ياسمرائي....اعلم انك تذكرتي........))
+
قاطعته بحزم خافت:
((ارجوك...لا تكمل...........أنا اعتذر لإني بعثرت جمال هذه اللحظات))...
+
همس بحزن شارد النظرات اعلى رأسها:
+
((اصمتي.....ارجوك))....
+
********
******************
+
بعد نصف ساعة.....هدأت سمر تماما......وحين توقفت السيارة امام بناية ضخمة حديثة البناء.............إنها تبدو كمجمع سكني راقي..ّ......يضم العديد من الشقق الحديثة.....
+
حين نزلت من السيارة وداعب وجهها نسيم الليل البارد.جاعلا لون انفها يميل للاحمرار....سألته متعجبة ...((..ماالذي نفعله هنا))؟؟؟؟
+
ابتسم لعينيها بغموض قائلة بنبرة هادئة:
(سأريك المفاجئة التي اخبرتك عنها سابقا)....
+
خفق قلبها بشدة.....وفضول......فابتسمت قائلة بلهفة:
((وانا متشوقة ومتحمسة...ويكاد الفضول يقتلني لأعرف ماهي))..
+
همس لعينيها الجادتين البراقتين:
((لن اجعل فضولك يطولك))
+
احتضن كفها البارد بكفه الرجولية متجها بها نحو الباب الرئيسي للمجمع السكني الراقي...ملقيا السلام على الرجل الضخم...ذو الملامح الجامدة الغاضبة بطبعها..الواقف امام الباب يحرسه........ليدخلا الى الحديقة الصغيرة...وصولا للباب الاخر....ليدخلا لداخل البناية وصولا الى المصعد الكهربائي ............
+
ظلت سمر صامته تراقب بعينيها فقط.....في حين ان احمدكان ينظر لها بين الحين والاخر ليمنحها في كل مرة اعذب ابتسامة تجعل قلبها يرفرف كفراشة خرجت من الشرنقة اخيرا.....
+
توقف المصعد عند الطابق الثالث.....ليخرجا منه....بعد عدة خطوات توقف احمد امام باب بني اللون موضوع بالقرب منه شجرة بلاستيكية جميلة الصنع ......ليخرج بعدها من جيبه امام انظار سمر المتسائلة مفتاحا ليفتح الباب.....قائلا برسمية وتهذيب...
+
((تفضلي هدية عيد زواجنا......بيتنا الذي سيضمنا مع آدم........))
+
اتسعت عيناها بصدمة.....مطلقه شهقة تفاجئ مسموعه لتخفيها باللحظة الاخرى تحت يديها تمنع شفتيها من فضحها......ناظرة اليه باندهاش.......))
+
اومئ برأسه مؤكدا سؤالها الصامت المنبعث من عينيها هامسا برقه حنونة :
((بلى بيتنا...او بالأحرى شقتنا المتواضعه........صحيح انها ليست كبيرة كمنزل والديّ لكنها كافية بالنسبة إلينا.....على الاقل بالوقت الحالي......))
+
ابتسمت سمر......تمنع دمعه تجمعت بزاوية عينها لتقترب منه....تقبله قبلة سريعه على خده جعلت مشاعر احمد الملتهبة تزداد حريقا....لتهمس بصدق:
+
((لايهمني مساحة المكان الذي اسكن فيه معك..المهم عندي انك تسكن معي.......تغفو بجانبي استيقظ كل صباح أبدا يومي برؤية وجههك الوسيم.....حتى لو كان كوخا صغيرا او غرفة واحدة.....صدقا هذا لا يهمني..))
+
ارتسمت على ملامحه الهادئة الرجولية لمحة حب فياضة ليحك مؤخرة شعر بارتباك هامسا لعينيها المتلالاتين بدموع لم تهطل بعد:
((اذن ادخلي بقدمك اليمنى لتحل البركة في منزلنا))...
+
ابتسمت سمر وفعلت ماطلبه منها.....
وحين اصبحت داخل الشقه المؤثثة بالكامل..ظلت تتجول فيها.....تحدق بكل زواياها الانيقه............
سألته بتعجب ذاهل:
((متى.....متى.....وكيف.......وكيف اكملت كل هذا))؟؟؟
+
ابتسم احمد لتعجبها وعدم تصديقها ليقول ضاحكا:
+
((على مهلك....ساجيب عن اسئلتك.....بالحقيقة حين كنت بالمشفى كنت اعمل لاكملها))
+
شهقت غير مستوعبة:
((كيف هذا...ألم تكن فاقد الوعي...ألم...))
+
اسكتها احمد قائلا بنبرة مرحة:
((حين رجع لي وعي....اوكلت مهمة البحث لحسام...وحين اراني الموقع والمساحة على الشبكة العنكبوتية..اعجبتني..........وقام هو بالشراء ...وما إلى ذلك....))
2
همست بحب:
((أكنت متاكد من رجوعي اليك....؟؟))..
+
اومئ برأسه مؤكدا ليضيف بهيام:
((لإني كنت متاكد و متيقن من أن قلبك الكبير الطيب سيغفر لي ويمنح زواجنا فرصة اخرى..))..
+
اقتربت منه.........تتعلق بعنقه......جسدها يشتعل بنيران الشوق اليه....هامسةقرب شفتيه الداخئتين بعطرها....
+
((كان يقينك صحيحا وبمحله ))....
+
حين قربها لصدره اكثر يريد تذوق شفتيها الطريتين
+
امالت رأسها ضاحكة لعبوس تعابيره المتلهفة لتقبيلها تسأله سؤالا اخيرا قبل أن يجرفهما الشوق....
+
((احمدحبيبي......لم تكن مضطرا لشراء هذا المكان..لا اريد ان احملك فوق طاقتك....كنت ساتحمل عدائية والدتك لي لأجل عينيك.....اعرف انك انفقت مبلغ كبيرا لشراء هذه الشقة وشراء الاثاث لها....انا ممتنة لك.....،))
+
وضع سبابته على شفتيها يسكتها قصرا......مقبلا جبينها بحرارة هامسا لها بسعادة:
((اتعلمين....انا محظوظ بك.....ثمن الاثاث على عمي الكبير الذي يسكن ببيت المزرعة...يبدو انه احبك واعتبر ك ابنته التي لم يرزق بها....وحين عرف من حسام اني اشتريت شقة لنا تبرع هو بثمن اثاث المنزل لأجلك وليس لأجل ابن اخيه المحترم.....أما ثمن الشقة فدفعت انا مبلغا زهيدا والباقي دفعه والدي ... لأجل .....عينيك اولا ولاجل حفيده ثم لأجلي......))
+
نظر لعينيها بعمق متنهدا برضا ليضيف:
((اريت....... الجميع احبك منذ البداية...إلا انا....كنت وقتها....اغبى......)).
+
قاطعته بسرعة تقبله بشغف تطبق شفتيها على شفتيه تبثه حبها ويبثها اشواقه المكبوتة......
+
وطال بهما الحال للحظات طوال وحين توقفا ليلتقطا انفاسهما اخبرته بهمس ناعم تعاتبه:
((لاتقل عن نفسك ما اردت قوله....لم تكن غبيا بل كنت حزينا.....عاشقا حزينا لم يفهمك احد.....كان علي الصبر عليك قليلا مواساتك التوغل لاعماقك.....كان علي الوقوف بجانبك خلال فترة حدادك.........لم تكن غبيا ابدا.....كنت مخلصا لزوجتك.....شقيقتي.....وانا احترم هذا الاخلاص واقدره جيدا فقلما من الرجال يحزن مثل حزنك.............فريد من نوعك وستبقى هكذا.....))....
+
لم يعلق بشيء بل كانت الافعال ابلغ. بكثيرمن الكلمات......
+
همس لها بعدبرهة.....تعالي لنحتفل.....
ظهر الحماس جليا في صوتها.....((احقا سنحتفل....كنت اعتقد اننا احتفلنا))
+
ضحك لكلماتها قائلا بعبث.....
((لم تكن سوى المفاجئة))...
+
ثم مسك كفها يجرها معه نحو غرفة النوم التي لتفاجئها بالشقه لم تصل إليها......إلا الآن.....
فتح الباب وادخلها قبله.....
+
لتتوقف انفاسها للحظات غير مصدقة الرومانسية التي تعيشها الآن.....حتى أنها شعرت بالعجز للحظات وعدم القدرة على النطق.......
+
دفعها احمد بلطف لتصل لتلك الطاولة الصغيرة الانيقة.....الموضوع فوقها كيكة على شكل قلب...كتب فوقها بالكريما اسميهما معا... وتهنئة قصيرة لذكرى زواجهما.............في حين ان الشموع الحمراء الطويلة الثلاثة مثبته على اطراف الكيكة بإتقان..............
+
الكثير من الحلوى الشوكولاتة موزعه باواني ذهبية اللون على الطاولة تحيط بالكيكة من كل اتجاه.....مع قناني العصير المزينه بدانتيل احمر اللون......
+
وضعت سمر يديها حول فمها المرتعش لكثرة مفاجئات هذه الامسية الحالمة...تخفي ارتجاف فمها ودموع الفرح الهاطلة بسعادة عن انظار احمد المدققة بتغيير تعابير وجهها بين لحظة وأخرى شاعرا بكم هائل من السعادة لأنه ابهجها اخيرا ونجح بهذا....
+
نظرت اليه...تهز راسها بعدم تصديق.....ثم استدارت حيث أشار لها بعينيه....لتخرسها المفاجئة تماما..لم تنتبه لاثات غرفة نومها الجديدة ولا لذلك السرير الضخم المغطى بالشراشف الحمراء والبيضاء....المنثور فوقه بتلات الورود الحمراء......
+
اللون الاحمر هو الطاغي على المكان..مما دفعها لتهمس بحب:
((تجعله يبدو كعيد الحب))!!!!!
+
هزا رأسه مؤكدا كلامها ليقترب منها يحاوط خصرها بذراعية المتملكتين هامسا بعذوبة:
((انه عيد حبنا الخاص بنا وحدنا....بسمر واحمد فقط...))
+
ابتسمت ترتجف تتمتم بخفوت:
((اشكرك.....هذا كثير حقا ورائع...انه شاعري.رومانسي))....
+
اجاب.بحنان....يرسم حدود شفتيها باصبعه....كأنه يريد اكتشاف المزيد والمزيد عن هذا الثغر الناعم الطري....يجيبها بعشق:
((ليس كثيرا عليك ياروحي.....واشكري صديقتك رحاب لاحقا لأن هذا من تصميمها.....))
+
تفاجئت بشدة....قائلة بعد برهة:
((سأفعل هذا بالتأكيد))...
+
ابتعد عنها قليلا...ليضغط على جهاز مسجل الموسيقى....لتصدح موسيقى كلاسيكيه هادئة تداعب المشاعر بلطف.....
+
مقتربا منها....يطلب ان ترقص معه....وهي لن ترفض طبعا....
دقائق طوال جدا.....عاشاها معا.....تتعلق بعنقه.مغمضة العينين براحة وسكينة....واضعه رأسها على صدره....وهو يتمايل بها على انغام اللحن الهادئ...
+
ليحتفلا بعد ذلك على طريقتهما الخاصة....ليضيعا معا باعصار المشاعر المحمومة التي. كبتاها طويلا..لتكون ثاني علاقة جسدية تجمعهما معا منذ زواجهما منذ ثلاثة اعوام.....
+
لكن سمر اعتبرتها الاولى.....لأنه كان مختلفا.عن تلك الليلة المرعبة......ضيعها معه بعالم رقيق عاصف فجرا فيه اشواقهما المجنونة.......لتكون هذه الليلة الفريدة الحالمة بداية فصل جديد لعشقهما......الممتد لآخر العمر......**×*×*
+
:::::::::**::::::::**::::.**::::::::::**:::.::::
+
انتهى الفصل......
+
صوتوا....وابدوا ارائكم....لو اعجبكم.........
+
يتبع.........
+
الفصل الختامي........
+
قراءة ممتعه... **«««««»»»»
