رواية يكفيني يا قلب الفصل الثالث والعشرين 23 والاخير
.........💖......💞..((عينيك وطن ))..💞....💖..💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖
+
استمرت سمر برمي كرات الثلج الصغيرة على آدم الذي بادلها ما تفعله بمرح متحمس......ثم صوبا الاثنين اسلحتهما الثلجية نحو احمد الواقف ينظر إليهما مبتسما بإشراق.....
+
حين لمح احمد ماينويان فعله تحرك شبه راكضا وقدميه تغوصان بالثلج الابيض معيقا حركته......
+
ركضا الاثنان خلفه....ليرمياه بوابل من الكرات الباردة البيضاء غير متساوية الاحجام.......لينقضا عليه باللحظة التالية ويسقطا فوقه بمزاح ثقيل كاد يكسر عموده الفقري......
+
افلت احمد جسده من قبضتيهما.....لينهض ممتعظ التعابير....ليوبخهما هاتفا:
+
((كفاكما............هيا نرجع للفندق)).....
+
تذمر كلاهما ليقولا بتوسل ملحوظ:
((نريد ان نبقى لوقت اطول ارجوووووك مازال الوقت باكرا))....
+
زم احمد شفتيه بعدم قناعة لكنه بالاخير انصاع لطلبهما قائلا بضيق....
+
((نصف ساعة فقط)).....
+
ظهر الارتياح على وجهيهما لتقول سمر بحماس وحيوية:
+
((اقتربوا لنأخذ صورة))....
+
اخرجت هاتفها النقال من جيب معطفها السميك الصوفي....لتفتحه بصعوبة لارتدائها زوج قفازات صوفية حمراء اللون بيديها.....
+
التصق الثلاثة ببعضم مبتسمين كلا على طريقته....لتلتقط كاميرا الجهاز لهم العديد من الصور بوضعيات مختلفة....
+
هتف آدم بطفولية:
((ساخلع غطاء الرأس الصوفي.....كل صوري وانا مرتديه...وهذا الوشاح يغطي نصف وجهي وليس رقبتي فقط......))..
+
حذره احمد قائلا بجدية صارمة:
((ستمرض لو ابعدته من على رأسك...الجو قارص البرودة هنا.......إياك ياادم ومخالفة كلامي....إذا مرضت فلن تستمتع بهذه العطلة..............وساعود بك مباشرة لأرض الوطن..))..
+
تذمر آدم مجددا....لكنه صمت بعد ذلك.عابس التعابير......زام الشفتين بعدم قناعة...فاقتربت منه سمر تراضيه وتقنعه بكلام والده....قائلة برقة
+
((جميعنا نرتدي ماترتدية..انظر إلي....انا ايضا اضع غطاء للرأس فوق حجابي...واضع وشاحا الفه حول رقبتي...وانظر ليدي...الست ارتدي قفازات سميكة...هذا للحفاظ على صحتنا حتى نستمتع بوقتنا بأفضل صورة....أنظر لابيك...ولجميع المتواجدين هنا...........نفس الشي نرتديه تقريبا))..
+
......ثم همست باذنه شي ما جعل احمد يشعر بالتوجس منهما حين نظر اليه آدم بعينيه ذات النظرات الطفولية مبتسما بهدوء بعد ان كان عابسا.....
+
فابتعد عنهما خطوات ظاهرة...مستشعرا بخطتهما الشريرة.......وقبل ان يستدير ويبتعد اكثر....انحنى كلاهما.....ليملا كفيهما بالثلج الابيض ويصوبانه نحوه......امتلأ وجهه بالثلج...مما جعله حانقا يشعر بالضيق من تصرفاتهما المزعجة......ففتح فمه لينهرهما...لكنهما باغتاه برمي كرات ثلج عديدة على وجهه مجددا مما جعل فمه يمتلا بهذا الماس الابيض........
+
ظلا يضحكان عليه......بينما هو وقف مغتاظا منهما......ناظرا الى وجهيهما المحمرين من شدة البرودة..........
+
ضاقات نظراته قليلا....ثم وجد ان لاضير بمجاراتهما بهذا اللعب الطفولي والمزاح الثقيل.....فهو بالاخير طار بهما الى هذا البلد ....الذي يجاور بلده من جهة الشمال.....لتغيير الاجواء......والاستمتاع بهذا الثلج الذي لا يروه إلا بالتلفاز.........
+
مرت امام عينيه بسرعة البرق توسلات سمر وآدم....لاخذ موافقته والسفر لهذا البلد البارد.......
+
على ان يبقوا عشرة ايام لااكثر...........من باب تغيير الروتين اليومي وربما السنوي.......
فوافق على مضص....فهو ايضا يريدهما ان يستمتعا...وخصوصا انه لم يمر سوى شهر واحد على اجتماع شملهما مجددا والعيش تحت سقف واحد ثلاثتهم........ّ..شعر وقتها ان سمر حقا بحاجة لهذه الرحلة الترفيهية اكثر من اي وقت مضى......يريد ان يراها سعيدة.......سيفعل مابوسعه ليشرق وجهها ...بابتسامتها العذبة التي اشبه بشعاع شمس يزين افق السماءالغائمة.............
+
وها هو الان حقا يشعر ببعض الندم لانه وافق على اقتراحهما........يجعلانه بافعالهما هذه يبدو كطفلا....غاضبا لايحب تكوين صداقات.....
+
رمش بعينيه مرارا...حين التقطت له سمر بعض الصور وهو بهذه الهيئة المزرية الغاضبة نوعا ما....
+
مما جعله يصاب بالجنون الطفولي...فانحنى يأخذ مايستطيع من الثلج...يصوبه نحوهما مما شتت وقفتهما المنتصرة.....ثم تقدم نحوهما شبه راكض.......يشير اليهما مهددا...ففرا من امامه مبتسمين.........تتخبط اقدامهما........بالارض البيضاء تحتهما....
+
متجاهلين عيون السياح الفضولية التي تشاهد مايحدث بشبه ابتسامة.....
+
بعد فترة......
+
اقترح آدم ان يصنعا رجل ثلج..............
تذمر احمد .....لكنه صمت اخيرا يحدق بهما وهما يعملان.....لايعرف من اين جلبت سمر بهذه السرعه...تلك الاشياء البلاستيكية التي يحتاجانها بعملهما.........
+
خاطبته بعد فترة هامسة بحب تبتسم لحنقه الواضح:
+
((لم تأتي الى هنا لتغضب بل لتستمتع............ابتسم قليلا واخرج من جو البؤس الذي تخلقه لنفسك.....))
+
هتف بفظاظة.....مزيحا غطاء رأسه الصوفي من شعره يدسه في جيب كنزته السميكة....
((مالذي يتوجب علي فعله....هل تريدين مني ان اقفز هنا وهناك كالكنغر لاسعد الجميع او اقوم ببعض الحركات البهلوانية..........او....... . ))
+
قاطعته سمر ضاحكة..
((لا هذا ولا ذاك...استرخي فقط.....لم انت متضايق هكذا.....جئنا لنفرح ونبتهج.لا لننغص علينا سفرتنا))
+
كتف احمد يديه حول صدره قائلا بجدية غاضبة:
((حسنا.....هاانا ذا....ابتسم))
+
رسم ابتسامة......اقرب للتكشيره على وجهه الوسيم الذي جعل سمر تضحك عاليا تقترب منه ّ.....تداعب ارنبة انفه...باصبعها البارد بعد ان نزعت قفاز يدها...لتهمس بدلال وميوعة:
+
((لأجلي.......كن سعيدا متعاونا معنا لاجلي)).....
+
تأثر حقا بطريقتها الماكرة فنظر بعبوس مزيف لعمق عينيها اللوزية....هامسا بعد برهة بخشونة لطيفة:
((تعرفين كيف تؤثرين بي.............أليس صحيحا))
+
ابتسمت لعينيه...تلكمه بكتفه قائلة بود وغنج:
((تعال وشارك معنا بصنع رجل الثلج ارجووووووك ياحبيبي))......
+
صدح صوت آدم بالقرب من ساقيهما يقول مرددا:
((شاركنا بصنع رجل الثلج....ارجووووووك ياحبيبيي.....يابابا))....
+
ابتسم كلاهما...لما سمعاه منه.....ليستمتع الثلاثة فيما بعد بهذه الساعات الثلجية الباردة................مدونين كل لحظاتهم الجميلة بالتقاط الصور...ونشر بعض منها على مواقع التواصل الإجتماعي..........
+
يفتخرون بحبهم......وسعادتهم........
+
وحين حل المساء اخيرا....رجعوا لمكان اقامتهم.....في احدى الفنادق الراقية........
+
ليغيروا ملابسهم..و.ينزلوا لتناول العشاء ..بالمطعم المجاور للفندق.......
+
أختار احمد طاولة منعزلة نوعا ما.......لكن باستطاعتهم رؤية اي شخص يدخل من الباب الرئيسي.....
+
اثناء تناولهم الطعام......وبينما كانت سمر منشغلة بمسح بعض الفتات الذي اسقطه آدم رغما عنه على بنطاله....لمح احمد....جسد تلك المراءة التي تتأبط ذراع احدهم....
اجبره عقله على تدقيق النظر إليها...........ليسعل بعدها بشدة.....مخنوقا بلقمته........فرفعت سمر عينيها اليه تستفسر عما حدث له مقربة كأس الماء منه...تناوله بسرعه..ليفرغه داخل جوفه بجرعه واحدة..غير مصدق ...اي حظ تعس جعلها تظهر الآن.......امام عينيه...يتمنى ان تكون غير منتبهه لوجودهم لأنه بصراحة لايطيق النظر الى وجهها
+
.........
+
لكنها لسوء الحظ.....وربما لسوء حظها هي لا غير ..ميزت صوته من جميع المتواجدين هنا..لمحته بطرف عينها..يجلس مع تلك المراءة التي تكرهها..وابنه معهم....يجلسون جلس عائلية.......كم تمنتها هي سابقا...كم تمنت ان تجلس معه....كحبيبة وزوجة...تستمتع بوقتها معه...يحبها كم تحبه..
+
ظلت عينيها المكحلتين شاردة ..تفكر بالأيام الخوالي..تتحسس دون وعي منها وجنتها..تشعر بقوة صفعاته لها حين علم انها من دبرة تلك المكيدة لتفرق بينه وبين سمر.....
+
شرد عقلها لسنين مضت..ّحين كانت خالتها تمنيها وتاملها بأن احمد أبنها سيكون من نصيبها.......كم احبته قبل زواجه الاول..وحين تزوج مخالفا الاتفاقية التي عقدتها والدته مع.والدتها تحطم قلبها كثيرا.
+
لتتزوج بعدها بأول رجل يطلب يدها.....
+
وكأن القصة القديمة تتكرر مرتين بحياتها..لتعود مجددا.تتزوج من أول رجل يطلب يدها بعد ان طردها من منزله..ومن بلده..لترجع محملة بحقد.وكراهية لانظير لها تجاهه وتجاه تلك الساحرة الهزيلة......
+
رفعت عينيها ذو الاهداب الممسكرة ترمق زوجها بنظرات....مريبة كأنها تراه لاول مرة.....لتقارن بينه وبين ذلك الوسيم ابن خالتها.......لترى بوضوح الفرق الشاسع بينهما........تنظر إليه بحسرة مريرة.......وبغل وحقد لسمر الجالسة قبالته.. التي تبتسم لما يقوله....وقد صار وجهها مشرقا مليئا بالحياة اكثر من ذي قبل...
+
انتبه لها زوجها المسن...الذي وافقت عليه طبعا ليس لسواد عيونه بل لأجل المبلغ الخرافي الذي اودعه باسمها بالمصرف ولأجل السيارة والشقة التي اشتراهما لها وسجلهما باسمها.....
متمنية بأن ينتهي عمره سريعا بعد كل علاقة حميمية بينهما....لعل تلك الاقراص المنشطة التي يتناولها تؤدي بحياته وتوقف قلبه سريعا...ّ.....لترى لها شابا مليئا بالنشاط والحيوية......حين يقبلها او............
+
لا يحتاج لعشر ساعات للقيام بهذا الامر......
+
ولترث طبعا املاكه العديدة التي سيتركها خلفه.......
+
قال لها زوجها يقطع عليها شرودها وهي تعبث بطعامها دون ان تتذوقه..ّ.يخلصها مؤقتا من افكارها السوداء الشريرة...التي تضاهي سواد قلبها وروحها:
+
((مابك حبيبتي.......تبدين شاردة))..؟؟؟
+
ابتسمت بزيف ابتسامة لم تصل لعينيها الحسودتين هامسة له بطريقة ماكرة:
((افكر فيك طبعا)).....
+
تنحنح بغرور ذكوري...ليهمس بصوت خشن اجش:
((وانا معك.....ولن اترك.......ابدا))...
+
ابتسمت باقتضاب كأنها تصر على اسنانها.......:
((كلامك يثلج صدري دوما))
+
طلب منها زوجها المسن...بلهجة حب إمرة ان تتناول طعامها........فاطاعته كارهة.....تبتلع لقيماتها الصغيرة بمرارة وعقلها شارد التفكير...بمن يجلس هناك........
+
...***********•................
+
حاول احمد التظاهر بطبيعية...وإن رؤيتها في نفس المكان الذي يجلس فيه مجرد مصادفة...وحالما يخرجون لن يروها مجددا...فتعمد المزاح مع طفله وسمر وقول بعض الطرف المضحكة التي جعلتهما يضحكان.......ويستمتعا حقا بوقتهما....
+
لا يريد لسمر أن تراها.....لايريد ان تتذكر تلك الأيام القاسية......وجفائه.....لايريد ان يرى الوجع في عينيها............لقد عمل المستحيل لينسيها تلك الأيام
+
خائف لو رأتها الان سيستعيد عقلها تلك الأيام.....ويالها من ايام......
+
لذا حالما انهوا طعامهم......طلب منهم المغادرة....
شعرت سمر بانزعاجه من شيء ما لكنها لم تلمح لهذا الان...ستننظر قليلا لعله يخبرها بنفسه...
+
حين خرجوا من الباب الرئيسي للمطعم تعلقت عيني رانيا بهم..........متمنية لو انها تملك سلاحا قاتلا الان...لصوبته تجاه تلك الهزيلة المسماة سمر جاعلة قلب احمد يتألم ويتألم مثلما هي تتألم بسببه......
+
اجفلت حين امسك زوجها بكفيها..يداعب اصابع يدها المتوترة بحنو ورقة.....يحاول تفسير تلك النظرات الشاردة المنبثقة من عينيها.....وشك قاتلا....يدفعه ليظن بأنها ربما اعجبها رجل ما بهذا المكان....فهو يعرف النساء امثالها بحكم تجاربة الزوجية السابقة....
+
بالبداية تندفع وتفرح بالمال والهدايا الباهظة التي يغريها بها....ثم بعد ذلك...يأكلها الندم.........وتتمنى الفرار السريع....
لكنه.....لم يأخذ الدرس من تجاربه السابقة........وجرى كالعادة وراء من تصغره سنا بسنوات عديدة.....ليستعيد شبابه بها...........فهو دوما على يقين بأن المال الوفير يصنع المعجزات............وهي لم تتزوجه إلا لاجل ماله ولاجل ان تترفه بما يقدمه لها من دلال.......وبطاقة ائتمان لا تنفذ ابدا......
+
افاقت من افكارها المهلكة الشريرة........ناظرة اليه بعينين تائهتين.....وقد لاحظت نظراته المشككة المتهمة...
+
فابتسمت بغنج وميوعة......تطلب منه الرقص على انغام اللحن الهادئ المنبعث من احدى زوايا المطعم الراقي لتنظم لجموع الراقصين القلائل.......
+
لتكون محط انظار الجميع......وتساؤلاتهم......لصلة القرابة بينها وبين هذا الرجل المسن الذي يقارب عمر ابيها...........
+
::::::::::::*********::::*********:::::::::
+
داخل غرفتهم بالفندق والتي بها غرفة ملحقة للصغار.....خرجت سمر من غرفة ادم الصغيرة.....بعد ان تاكدت من نومه..تخطو بقدميها الحافيتين على السجادة السميكة الدافئة.......وروبها الأسود الحريري....يتمايل مع مشيتها البطيئة.....اتجهت نحو المرآة.....تداعب باسنان فرشاة الشعر شعرها بهدوء......رشت جسدها بعطرها المفضل الذي ماان يستنشقه احمد حتى يعصف به الشوق إليها. .....وكأنها بعيدة عنه....اميالا واميال....وليس امام عينيه كقطة وديعة مدللة.............
+
رفع عينيه عن شاشة هاتفه........ينظر متاملا بحسنها الرباني....تعابيرها البريئة المنحوتة بدقة.....تكاد تخطف لبه...... ......
+
ابتسم حين لمحته بالمرآة شارد النظرات فيها.....فابتسمت له...لتكمل ما تفعله سريعا ودون ان تدعه ينتظر كثيرا......
+
خلعت روبها لتبقى بقميصها الاسود القصير الذي يلامس ركبتيها................اشتعلت نظرات احمد ببريق متوهج جعل سمر تبتسم بشدة....فهي تعرف هذه النظرة جيدا........اقتربت منه..
+
..تجلس بجانبه على السرير المزدوج...تنظر لعبوسه الظاهر.....رغم اشتعال نظراته وتوهجها.............
+
فتحت فمها لتساله عما يعكر عليه بهجة هذا اليوم الممتع...لكنه التهم سؤالها بقبلة عنيفة عميقة جعلتها ترتجف لشدة المشاعر الصامته التي اهتاجت بداخلها مشعلة كل حواسها بلذة حب دافئة ادفئت قلبها المحب له.......
+
بادلته جنونه....للحظات لكنها ابعدت رأسها عنه قليلا.......تحاول تذكر ماارادت قوله.....
+
وحين باغتها بقبلة نارية اخرى....واخرى....متعمقا اكثر واكثر.........لتتجرا لمساته الرقيقة.....بتملك......لاتفهمه إلا هي......واشما بشفتيه وانامله جسدها.........كختم ابدي لا يزول مدى العمر.........
+
مما جعلها تفقد الذاكرة مؤقتا.......لتنصهر معه ببراكين العشق المجنون......متناسية تماما...سؤالها الذي مات على اطراف شفتيها..........
+
:::::::::::::
::::::::::::•••••••••••••••
+
في اليوم التالي💠💠💠💠💠💠💠
+
حاول احمد منع سمر وآدم من التزلج على هذه الأرض البيضاء المغطاة بالثلوج..لكنهما اصرا بعناد البغال..ان يجربا هذه المزلاجات التي لم يستعملاها قط.....فاذعن مرغما لطلبهما المتهور...رغم اعتراضه المستميت بداية.....خوفا عليهما من التدحرج من هذا التل الابيض حتى لو كانت منخفض الارتفاع....لكن سمر اصرت معاندة هامسة بلهجة ماكرة لتقنعه:
+
((ارجوووك...مرة واحدة فقط...........لاتدعني اتحسر عليها....انظر من حولك...اغلبية الناس تفعل هذا....أنظر للاطفال....بعضهم اصغر من ادم ...ارجووك.....دع سمرائك وآدم يقوما بما يعجبهما))...
+
زفر احمد ساخطا...لكنه استسلم بالاخر لمطلبهما....
+
وحين بدأ الاثنين بالتزلج على الارض البيضاء الباردة...ظل احمد يصورهما مبتسما لجنونهما رغما عنه..........
+
كان يتحرك لحركتهما شبه مهرول.......ليجاريهما بهذا اللعب الأحمق..........
لكنه اثناء التصوير لمح وجه ((رانيا))المكفهر....من عدسة كاميرته الصغيرة.محدقة بهم....بنظرات مغلولة..ّ......تضمر بين طياتها شرا كامنا.........
+
عقد حاجبيه بغضب متمنيا لو يذهب اليها الان.ويمحي بصفعة قاسية هذه النظرات الكارهة......لكنه تريث قليلا....ينتظر اذما بدأت بخطوة كريهة كما هي معتادة دوما..... وعندها لن يكون هناك عذرا واحدا يمنعه من تشويه وجهها.......
+
•••••••••*****************
+
ظل يصورهما لكن حواسه كلها منتبهة لتلك المسماة ابنة خالته.......
لكنه بلمح البصر...تفاجئ من تصادم احد المتزلجين. بظهر سمر التي كانت تتقدمه بخطوات......
علق الكاميرا حول عنقه............وركض باتجاه زوجته التي افلتت يدها من كف آدم الصغيرة.........ليتدجرج آدم بسرعة البرق....نحو اسفل التل........
+
صرخت به سمر أن يلحق بابنه....يتركها فهي بخيير.......
+
ركض احمد....حيث سقط آدم....لكنه...وجد بقربه شخصين..امراءة ورجل......يساعدانه على الوقوف..يحاولان تهدئته واسكاته عن البكاء......
+
احتضن طفله بين ذراعية يتلمس وجهه اذما اصيب بمكروه....لكن الشخصين اكدا له انه بخير تماما...فقط يشعر بالخوف....
+
احتضنه احمد بشدة يقبل شعره الاسود......يطمنئه بكلمات لطيفة تبدد خوفه.......
+
سمع صوت سمر خلفه تسأله بقلق ظاهر....ثم تجلس على ركبتيها على الارض الباردة......تسحب آدم من حضن ابيه...تحتضنه وتقبله .........
+
أكد لها زوجها بأنه بخير تماما والحمد لله.....والفضل يعود لهذان الشخصان الذي لم تنتبه لهما سمر......فهما من تلقفاه قبل ان يتدحرج اكثر وصولا لنهاية التل....
+
***********
+
ظلت رانيا تبتسم.........بحقد مغلول.لأنها استطاعت ان تفسد عليهم بهجتهم.....
فقد نجح ذلك الشخص الذي استاجرته بمبلغ نقدي لابأس به...فقط ليصدم تلك المراءة المحجبة التي يصورها زوجها.....
+
فعل ذلك الشاب الجشع ماامرته به......ثم انطلق يختفي بين المتزلجين....دون ان يلحق به احد او ان يعتذر لما فعله.........
+
مستغلا انشغال احمد بإنقاذ ابنه وزوجته......
+
احتست رانيا بتشفي كوب الشوكولا الساخن جرعه واحدة.............ثم نهضت من مقعدها خارجة من محل الوجبات السريعه والمشروبات الدافئة.ّ.ظّن منها....ان نجت من العقاب كالعادة.......*****************
+
:::::::*********••••••••••
+
شهقت سمر بتفاجئ حين ابصرت عيناها هذان الشخصان اللذان تعرفهما حق المعرفه......
+
وهما بدورهما....اندهشا من هذه الصدفة التي تؤكد ان الدنيا صغيرة حقا......
+
نسيت ألم ساقها لتترك آدم يذهب لاحضان ابيه وتقف مستقيمة بظهرها مبتسمة..ّتصافحهما بحرارة...جعلت احمد..يتسائل عن مدى معرفتها بهما....
+
خصوصا ان الرجل ازرق العيون يبدو وسيما جدا رغم. آثار الحروق الخفيفة على وجهه..التي بالكاد ترى..جاعلة بشرته برونزية بشكل جذاب ملفت للنظر......
+
نهض احمد جاذبا طفله نحوه كأنه يستمد منه طاقة ايجابية اصبح بحاجتها الان....حين رأى سمر......
تصافح ذلك الرجل الوسيم بابتسامة مشرقة جعلتها تبدو اصغر سنا.....
+
لايعرف ماجرى له لكنه حقا يشعر بالغضب...في الوقت الذي عليه شكرهما لانقاذ آدم........
+
صافحت سمر المراءة المبتسمه لها....ثم مالبثتا ان تبادلتا قبلّ على الوجنتين كما هو معروف عند النساء.ّ....
+
قطب جبينه..ناظرا لتلك الشابة ذات العينين الشوكولاتية......التي تقريبا....تشابه بلون عينيها عيني سمر اللوزية.....
+
أفاق من شروده المزعج حين سمع سمر تعرفهما عليه...قائلة بحماس وسعادة وبنبرة رنانه مفتخرة:
+
((احمد....زوووووجي........))
+
مشيره بيدها نحوه...ثم أشارت نحوهما قائلة بنفس النبرة:
+
((استاذ سرررمد.........وزوجته...صديقتي.....ره السامر))..ّ.
+
اكملت تحت انظار احمد المتفاجئة.....المتسائلة....
+
((استاذ سرمد...كان أستاذي باحدى المواد التي درستها للحصول على شهادة الدكتوراه.........وقدساعدني كثيرا خلال فترة اقامتي في ذلك البلد العربي حيث كنت أدرس كما له الفضل الكبير بالتوسط لي......ودعمي معنويا....لاحصل على وظيفة استاذة جامعية لفترة.....اثناء سفري..ّ....وهذه السيدة..رهف السامر...زوجته...كانت ايضا تدرس للحصول على شهادة الدراسات العليا...لكن ليس باختصاصي..............))
+
صافحهما احمد باقتضاب.......وهو شارد التفكير...بتلك السنوات التي لم يكن لسمر فيها اي اهتمام بحياته....تلك السنوات التي لايعرف عنها الكثير...تلك السنوات التي كانت فيها نهى على قيد الحياة......
+
ابتسم ذلك الاستاذ المسمى سرمد...يسأل سمر بعفوية....جعلت احمد يشعر كأنه تعرض لتيارات كهربائية.....فجرت دماغه فورا.....
+
((لا اظن...ان السيد احمد...نفسه ذلك الاستاذ الذي كنت مخطوبة له...؟؟)).....
+
ارتبكت سمر....لكنها لم تخفي ابتسامتها حين قالت بإختصار:
+
((كلا ليس هو........لقد فسختها منذ سنوات....)).....
+
لاحظت رهف السامر...عبوس وجه احمد..فلكزت زوجها بحركه خفيه على كتفه....لتنبه على سؤاله الغير مرحب به على مايبدو........
+
مما جعل سرمد يبتسم....يحك عنقه.....بتوتر.......قائلا بعد برهة:
+
((يسعدني اني التقيت بك.....اتمنى لك حياة سعيدة))
+
وكان على وشك المغادرة مع زوجته...حين قال احمد بتردد:
+
((شكرا لكما لانقاذكما آدم)).....
+
ابتسم كلاهما.....لتبرق اعينهما الملونة بوهج حزين.....مبتسم......ليقولا....
+
((لم نفعل شيئا يذكر.......))...
+
ثم اكملت رهف قائلة وهي تنظر لآدم....بإعجاب امومي؟
((لديك طفل جميل))...
+
ابتسمت سمر.......قائلة..:
((شكرا لك....))...
+
لكن رهف سألتها دون وعي منها:
((كم عمره...))؟؟
+
اجابتها سمر بنبرة لطيفه:
((لم يبلغ السادسة بعد))...
+
ضاقت عينا رهف تسألها........غير منتبهة لعيني سرمد المحدقتين بها.ّ..
((لكنك على مااذكر لم تكوني متزوجة خلال فترة دراستك العليا............و...))
+
قاطعتها سمر...وقد فهمت سؤالها قبل ان تكمله:
+
((
بالحقيقة انه طفل شقيقتي التؤام....المتوفاة.......فتزوجت بزوجها لاسباب عديدة اهمها هذاالطفل الجميل))...
+
ارتبك سرمد من سؤال زوجته ليقول مبررا فضولها:
+
((بالحقيقة رهف.....اصبحت مولعة بالاطفال كثيرا.....بعد ان اجهضت جنينها منذ شهر كامل تقريبا.))
+
نظرت إليها سمر متعاطفة...فهي تعرف شعور فقد الجنين جيدا حتى لو لم تكن تريده.....لكن روح الامومة القابعة بداخلها تجعلها لا بد من ان تحزن.......وتشعر بالاسف والإحباط...
+
فقالت مشجعة:
((لا تحزني....مازلت شابة...وبإمكانك انجاب عشرة اطفال))....
+
شبه ابتسامة ارتسم على تعابير رهف السامر الشاردة نوعا ما لتقول بنبرة مهتزة.....كأنها على وشك البكاء الان.....:
((شكرا لك..........لا اعتقد إني سافكر بانجاب الاطفال...بعد هذا الاجهاض إلا بعد فترة طويلة))..
+
اقتربت منها سمر......تحت انظار احمد الضيقه الساخطة نوعا ما.......لتقول بحنان ورقة لصديقتها ذات الشعر العسلي الذي لم يظهر منه سوى نهاية ظفيرتها الطويلة من تحت غطاء الرأس الصوفي السميك.......
+
تمسك يديها الباردتين بحنو تهمس بخفوت مواسي:
((لا تقلقي.....انت تقولي هذا فقط لانك لم تشفي من الحزن بعد...........اترك الامر بيد الله وهو الرزاق الكريم))...
+
اهتزت ابتسامة رهف الحزينة..قائلة بنبرة شاكرة.....((يسعدني اني التقيتك الآن......كنت دوما اتمنى ان اتصل بك او اعرف اي وسيلة اتصال تقودني اليك....بعد ان غيرتي رقم هاتفك.......وكل وسائل الاتصال الاخرى بك......))...
+
ابتسمت سمر...متذكرة تلك الأيام......الطويلة الكئيبة............التي ازدادت كئابة بعد موت نهى المفاجئ......وكيف أنها غيرت رقم هاتفها......مختفية عن مواقع التواصل الاجتماعي...بعد ان فسخت خطوبتها من ذلك الاستاذ الجامعي.............لم تكن بمزاج يسمح لها.....قراءة وسماع افكاره الانانية المتعلقة بعلاقتهما......ارادت ان تختفي فجاءة عن الانظار وعن العالم وتتفرغ لحزنها.....ولوالديها...ولادم............
+
استطاعت بعد لحظة شرود خاطفة ان تقول لاحمد بابتسامة عريضة مشرقة:
+
((ندعوكما انا وزوجي.....لتناول الغداء معنا.............وارجوكما الا ترفضا....فهناك الكثير الذي اود ان أسمعه من رهف صديقتي العزيزة))....
+
زم احمد شفتيه بامتعاظ...هامسا لنفسه بغيظ...((حتى انها لم تأخذ رأي......................))
+
لكنه استطاع الابتسام ببرود يؤكد قبوله بدعوتهما واصراره عليها....مذكرا نفسه...بأنها الفرصة المناسبة ليعرف عن تلك الاعوام القلائل التي عاشتها سمر مغتربة.....هاربة من عشقه............
+
🌸💧🌸💧🌸💧🌸💧🌸💧🌸💧🌸💧
+
داخل احدى المطاعم القريبة من مكان التزلج....جلس الجميع بهدوء.....يتناولوا طعام الغداء حسبما اختاره كل واحد منهما.......
+
انشغل احمد بالحديث مع ضيفه الوسيم صاحب اجمل عيني زرقاء كما يتصور.........مستمتعا بالاستماع الى أحاديثه...المشوقة التي تدل حقا على مدى وعيه وثقافته..............متجاهل الضيق وعدم الموافقة على دعوة سمر لهما لتناول الغداءمعهم........
+
في حين ان سمر استمعت بهدوء وطيبة خاطر الى كلام رهف السامر التي اكدت لها انهما لا يعيشا هنا...انها فترة راحة واستجمام.....وسيعودا لبلدهما ماان تنتهي عطلتهما القصيرة.....
+
اخبرتها سمر عن اشياء كثيرة...لم تخبر بها احد.......سابقا.....لانها حقا احبتها وارتاح قلبها لها منذ اعوام...رغم اختلاف ديانتهما.......
+
شهقت رهف غير مصدقة حين سمعت سمر تخبرها بأنها احبت احمد قبل ان يتزوج باختها....وانه طالما نظر لها نظرة سيئة......لكن الحب يصنع المعجزات.......ليقع هائما بحبها بعد سنوات من المعانات والانتظار والألم.......
+
اخبرتها رهف ايضا بأن عمتها الشابة كانت واقعة بغرام سرمد.....لكن سرمد لم يكن ينظر اليها سوى على انها صديقة شقيقته...........وبعد موتها بسنوات...شائت الصدف ان يجتمعا معا..... ...........وتتزوجه رغما عنها.....ثم تقع بغرامه........
+
ابتسمت الشابتان على غرابة وتعقيد قصتيهما......................لتقول سمر بعد لحظة........
+
.((.انا ايضا اجهضت جنيني..قبل فترة...واعرف جيدا ماتشعرين به..........كوني فقط قوية لأجل نفسك ولأجل زوجك....وتفائلي بالخير.......وستجدين كل ماتمنيته..يتحقق تدريجيا......))
+
تنهدت رهف...بألم قائلة بنبرة شبه يائسة:
((انت لا تعلمين ياسمر.....بأن هذا الطفل اتى بمعجزة ما........انتظرته طويلا رغم ان كلينا بصحة جيدة ولا نعاني من اي مرض يمنع الحمل))...
+
طمئنتها سمر بأروع ابتسامة قائلة لها بثقة:
((سيأتي الطفل.....كوني متأكدة من هذا...في وقت لم تتوقعيه ابدا..))...
+
دمعت عيني رهف.......ونظرة الإحباط التي ملأت عينيها لامست قلب سمر ...لتجعلها تشعر بالشفقة عليها لذا قررت للمرة الثانية بدون ان تأخذ رأي أحمد....ان تقول بحماس صادق:
+
((ما رايكم لو نأخذ جولة نرى فيها المعالم الحضارية لهذا البلد..........ونلتقط العديد من الصور.....ونستمتع بالأيام القلائل المتبقية لنا من العطلة......))..
+
عبس احمد مفكرا....بأن زوجته اليوم...حدث لها خللا بالمخ.....فالمعالم الاثرية تبعد عن هنا مسافة ليست بالقصيرة.....
تردد سرمد قائلا بهدوء رافضا الفكرة لشعوره بالتطفل....
((لا اعتقد ان رهف تريد هذا...............فهي مازالت متعبة نوعا ما.وال......))...
+
قاطعته زوجته هامسة بحزم:
((اريد الذهاب الى ذلك المكان............إريد الاستمتاع طوال اليوم..مادمت هنا......))
+
هتفت سمر بطفولية تصفق بيديها متحمسة قائلة بسعادة:
((هذا جيد.....)).
+
تنحنح احمد بصوت خشن كأنه يذكر سمر بوجوده .....
+
فالتفتت إليه تواجهه قائلة بتردد:
((انت موافق أليس كذلك))....
+
وقبل ان يتفوه بحرف واحد.......اضافت رهف بلا لباقة......
((إذا لم يعجبهما الأمر سنأخذ آدم ونذهب وحدنا....أنا اعرف الطريق...فهذه ليست المرة الاولى التي آتي بها لهذا البلد))..
+
نظر احمد لسرمد...الذي بادله نظرات خجلة معتذرة ليقول ضاغطا على اسنانه بغيظ:
+
((ماهذا الكلام ياعزيزتي......كيف نطمئن عليكما والصغير معكما في هذا البلد الغريب.....))
+
هتفت سمر ورهف بذات الوقت:
((لا تقلقا سنكون بخييير)).....
+
تدخل احمد سريعا هامسا لعيني سمربتهديد:
+
((وهل يصح هذا أيتها السيدتان)).....
+
::::::::::.........:::::::::......******..::::::::::
+
وبالفعل.......حقق الرجلان رغبة زوجتيهما....والذهاب لمشاهدة المعالم الاثرية المغطاة بالثلوج..............
+
وقد استمتع الجميع بوقته.......وقضوا ساعات طيبة تريح النفس حين يتذكرونها......موثوقة بالعديد من الصور المجنونة التي التقطتها الشابتين من جهازهما المحمول.....في حين ان احمد اكتفى بالتصوير من كاميرته الصغيرة المعلقه حول عنقه ......
+
حين رجعوا اخيرا....للفندق..الذي صادف ان سرمد ورهف يقيمان فيه ايضا.....تبادل الجميع تحية ماقبل النوم..على أمل اللقاء بهم صباحا.....
+
في غرفة احمد وسمر........
+
عاتب احمد زوجته المتحمسة على اندفاعها بدون اخذ رأيه مما جعله امام استاذها بموقف لا يحسد عليه......
لكنها استطاعت استرضائه..وتهدئة ثورة غضبه وعتابه..بكلمات ودودة هادئة.......امتصت غضبه بسرعة......
+
لتغفو اخيرا بين احضانه ...مرتاحة البال..........سعيدة الروح......
+
*******
+
حين حل الصباح البارد المثلج.........استيقظت سمر بحماس لا نظير له.....لتوقظ احمد الذي تململ رافضا ان يصحو الآن...في حين أن ادم استيقظ من فوره حالما اوقظته بلطف هادئ......
+
بعد معاناة باستيقاظ احمد......نهض من سريره.....يدمدم بكلمات غاضبه غير مفهومة كأنها شتائم او ما شابه.......
+
لتتذمر سمر من كسله قائلة بغضب صادق:
((لم نأتي الى هنا للتكاسل والنوم...علينا اكتشاف المدينة ....والاستمتاع باوقاتنا..))
+
قال احمد شبه نائم رغم وقوفه بالقرب من باب الحمام ينتظر خروح آدم.....
+
((وعلينا ايضا اخذ كفايتنا من النوم لاننا نتعب اجسادنا كثيرا وهي بحاجة للراحة....))
+
ردت عليه كأنها تؤنب طفلها الصغير:
((لاتكن كسولا..........حالما تغسل وجهك وتتناول الفطور ستستعيد نشاطك....))..
+
قال لها متثائبا....واضعا يده امام فمه....
+
((مزعجة انت.....ياسمرائي))...
+
ضحكت بدلال................تقبله على وجنته.....
هامسة قرب تعابيره المزعوجة:
((وانت اجمل طفل...في العالم))
..
+
فتح فمه ليرد....لكن خروج آدم...جعلها تدفعه بلطف ليدخل للحمام.........قائلة له بضحكة مكتومة:
+
((لا تتأخر يا عزيزي)).....
+
::::::::::::::::::::::::::::
+
بعد انتصاف النهار قرر احمد أخذ عائلته لتناول طعام الغداء في مطعم جديد....
.....بعد ان تناولوا فطورهم داخل المطعم القريب من الفندق....دون ان يلتقوا بذلك الاستاذ وزوجته........
+
لكنهم اثناء خروجهم صادفوا سرمد وزوجته.....لذا اقترحت سمر ان يذهبا معهم بموافقة احمد ......
+
وافق احمد...طبعا.....فهل يستطيع ان يرفض لها طلبا........
+
قرر الجميع السير على الأقدام.........للاستمتاع اكثر....
+
أثناء سيرهم..........
+
ظل احمد مصغيا بإنتباه شديد لمحدثه صاحب العينين الزرقاء....
+
في حين ان سمر ورهف ظلتا تثرثران بلا توقف..........
+
تسيران بهدوء خلف زوجيهما....على الرصيف العريض الابيض... ..
+
تذمر آدم لأن سمر تمسكه بشده من كفه الصغير خوفا عليه وحرصا.....فارخت يدها قليلا.......
+
لكنها ماان فعلت هذا...................حتى حدث كل شيء بعدها بلمح البصر..لأن سمر ظنت حقا أن هذا الامر مجرد وهم او مزحه سمجه من احدهم..... ...اوربما الكاميرا الخفية......
+
مرت بالقرب منهم دراجة نارية سائقها يرتدي خوذة سوداء تخفي وجهه.........ليضرب سمر بشدة على ظهرها بعصا خشبية....ثم جرّ آدم من كفها بسرعة البرق يجلسه امامه وينطلق به بأقل من ثلاث ثوان.....متجاهل صراخ آدم ورفضه.....
+
استدار كلا من احمد وسرمد على صرخة سمر المرعوبة المتألمة.....ممزوجة بصراخ رهف المصدومة التي لم تصدق ماحدث..بهذه السهولة والسرعه كأنه مشهد من فيلم هندي......
+
ركض احمد باتجاه زوجته المسجاة أرضا........وحين جلس القرفصاء امامها....همست متالمة تطلب منه ان يلحق بتلك الدراجة التي خطف سائقها آدم.....
+
اتسعت عينا احمد رعبا....وخارت تقريبا كل قواه....وعقله بالكاد يستوعب ماسمعه.....
+
//ادم..صغيره...تعرض للخطف..وفي بلد ليس ببلده....اين سيجده ....ومن له مصلحة بفعل هذا...ولم طفله تحديدا...؟؟؟//
+
سمع رهف تقول بقلق:
+
((الحقا انتما بتلك الدراجة....وانا ساتولى..رعاية سمر..لاتقلق..))..
+
اومئ برأسه...موافقا..لكن الصدمه خدرت اطرافه........وحين سمع سرمد يناديه بأن يركب السيارة التي استأجر ها نظر عاجزا لايعلم ما يفعله......لكن سرمد طمئنه قائلا...
+
((لا تقلق....سيكون كل شيء بخير....فالشوارع هنا مليئة بكاميرات المراقبة)).....
+
**********
+
اخذت رهف صديقتها المنهارة جسديا ونفسيا الى اقرب مشفى في هذه المنطقه...لانها تعرف الطريق جيدا وهذا ساعدها على ايجاد مشفى بوقت قياسي..لمعاينة ظهرها الذي تعرض لضربة قوية موجعة تكاد تكون قاتله تكسر لها عمودها الفقري.......
+
ظلت سمر تبكي..وتبكي ....تلعن حظها وتندبه......كأن الفرح والسعاده عدوتيها.............
+
تسأل رهف بترجي ان تتصل بزوجها وتسأله.لو وجدا آدم...........
+
ظلت رهف بجانبها تهدئها وتدعوا معها ربها ان يجدوا الطفل سريعا وإلا ستموت امه من القلق عليه.........
+
بعد دقائق حين اعطاها الدكتور بعض المهدئات......وحبة منوم تساعدها على نسيان ما يرعبها مؤقتا..استسلمت سمر للنوم رغما عنها ولو كان بيدها لما نامت أبدا......
+
في حين ظلت رهف جالسة بصالة الإنتظار بعد ان اخبرها الطبيب ان لا فائدة من بقائها مع المريضة داخل الغرفة وهي نائمة....وقد طمئنها ان عمودها الفقري لم يتضرر.....من حسن حظها....لكن الألم الذي تشعر به يحتاج وقتا ليزول مع مفعول الادوية التي كتبها لها..........
+
سرحت رهف في تلك الايام البعيدة منذ سنين خلت حين كانت جالسة بصالة الإنتظار والدها بين الحياة والموت عندما تعرض لاطلاق ناري من اخ ايهاب.....
8
غاصت بحزنها......مع تلك الأيام........تكاد تغرق بمقعدها.......وقد اغرورقت عينيها بدموع الذكريات......
+
*********••******************
+
ظل آدم الصغير يبكي......ويصيح طالبا من ذ لك الشخص ان يتركه........مستعملا كلتا يديه وقدميه وحتى فمه للخلاص من هذا الخطر المحتوم الذي شعر به خصوصا انه رأى بعينيه كيف ضرب هذا الرجل الشرير سمر.....
+
استمر آدم.....يركل ويرفس.....ويعض كفي الخاطف.........بحركات عشوائية ليست كلها صائبة.......
+
مما لفت انتباه الناس ودورية الشرطة التي كانت مارة بالصدفة من هذا الشارع.........
+
تسائل الشرطيان الجالسان بإهمال داخل سيارتهما عن تلك الدراجه وصاحبها....وحركات الطفل المريبة التي تثير الشك.....خصوصا ان سائقها يبدو عليه التوتر والغضب فهو يحاول تهدئة الطفل بطريقة تثير الفضول والتوجس......
+
لذا انطلقا خلفه....يطلبان منه التوقف....وحين لم يلبي طلبهما.......واسرع يقود دراجته.....تأكد الشرطيان بضرورة اللحاق به.....
+
في الوقت نفسه ظل سرمد يطلب من سائق سيارة الأجرة الإسراع قليلا....واللحاق بتلك الدراجة النارية.........
+
وعندما لمحوا. دورية الشرطة...........
+
طلب احمد من السائق ان يصبح بمحاذاتها.......
+
وحينها اخرج رأسه وتكلم مع الشرطيان باللغة الانكليزية....يطلب مساعدتهما......ويؤكد لهما ان طفله خطف من قبل ذلك المجهول.........
+
تفهما الامر....واتصلا بزملائهما.....لطلب المساعدة.....
+
...........
+
كان سائق الاجرة متعاونا معهما.......وفعل كل ماطلبه منه الرجلان........
+
في حين ان احمد رغم مأساة هذا الكابوس الذي يحياه...استطاع الشعور بطيف تفاؤل لظهور الشرطة في هذا الوقت تحديدا.....
+
شاكرا الله على هذه المصادفة التي ربما تستطيع إعادة آدم إليه...........
+
وبالفعل بعد ما يقارب الساعة والنصف....تم حصار صاحب الدراجة من جميع الاتجاهات وغلق كل المنافذ التي يستطيع من خلالها الهرب من يد العدالة.......
+
لم يجد الخاطف حلا غير الاستسلام.....وترك الطفل الصغير المتوحش الذي اشبه بهر ...لم يرى بشرا من قبل.....ان يذهب لاحضان ابيه.....الذي حالما تركه تلقفه....... يقبله ويعانقه..غير خجل من دموع الفرح وعدم التصديق التي ملأت عينيه المصدومتين.....
+
ظن انه لن يرى آدم مطلقا..........وخصوصا ان البلد ليس بلده....وهذا كان بحد ذاته يقتل الامل بداخله.....
+
لكن الله....عادل......وعدالته اكبر من حقارة البشر ومرض انفسهم اللئيمة.....
+
......
+
.
في مركز الشرطة......استمر التحقيق مع الرجل الخاطف لمعرفة اهدافه الحقيقية........
+
وقد كان الرجل عنيدا بشكل لايوصف.....مستخدم اللف والدوران.......
+
لذا طلب احمد من سرمد.....ان يأخذ آدم معه......ويحرص عليه جيدا.....لحين انتهاء التحقيق ومعرفة الهدف من وراء عملية الاختطاف......
+
حين اتصلت. رهف السامر بزوجها تعرف منه ما حصل. .........وقد اخبرها بكل شيء.....وهي بدورها طمئنته على صحة سمر...........وذكرت له اسم المشفى ومكانها......
+
تنفس احمد الصعداء....شاعرا بنوع من الارتياح لمعرفته ان سمر حبيبته بخير.......
+
بعد ذلك مرت الساعات كئيبة..بطيئة على احمد وهو يجلس على احدى المقاعد ينتظر معرفة مجرى التحقيق.........
+
وقلبه معلق بين سمر وآدم......
فهو حقا شاكر وممتن لهذين الزوجين اللذان ظهرا بعطلتهما فجاءة....لقد ساعداه............ووقفا بجانبه بوقت كان فيه بحاجة ماسة للمساعدة......
+
ظل سرمد ورهف ينتظران حلول الصباح لعل الطبيب يأذن لسمر بالخروج..........ليعيدوها الى غرفتها بالفندق سالمة مع آدم لحين وصول أحمد.........
+
كانا حقا قلقين على هذه العائلة الصغيرة...ومستغربين من حدوث مثل هذا الأمر.......كأنه مقصود ومدبر لهما وليس مجرد رجل مجرم يبحث عن فدية ما بخطف الاطفال......
+
حين طلبت رهف من زوجها ان يذهب مع الطفل لمكان اقامتهما....رفض سرمد هذا الاقتراح حرصا عليهم.........
+
............
+
بعد ساعات طوال انهكت احمد لطول الإنتظار...طلب منه الضابط الدخول وسؤاله بضعةاسئلة اخرى مختلفه عن تلك الأسئلة التي طرحها عليه حين وصولهم..........
+
ظل احمد يجيب عن اسئلة الظابط باهتمام....وحين سأله عن معرفته بامراءة مسماة..((رانيا)).....
+
تحفزت حواس احمد ......ليجيب:
((بنعم))....
+
مما جعل الضابط يسأله مجددا عن صلة قرابته بها....ليرد احمد بكره:
((ابنة خالتي))......
+
تنحنح الضابط ...ليقول بعدها وهو ينظر لتلك الاوراق التي امامه.....
+
((اعترف الخاطف....بأنها من دفعت له مبلغا نقديا كبيرا لأجل مهمة....ضرب المراءة.....وخطف الطفل منها....وكانا متفقين على مكان معين للقاء لولا وجود دورية الشرطة....والقبض عليه.....
+
اتسعت عينا احمد بعدم تصديق.......والذهول الجمه عن النطق للحظات.....
+
كيف لم يخطر بباله أنهامن قامت بهذا......
+
كيف نسي ذلك اليوم الذي تدحرج فيه آدم من التل الابيض....لقد تذكر لتوه انه رأى وجهها واضحا من عدسة كاميرته........كان عليه ان يتوخى حذره منها.....مجرد ظهورها ....امام عينيه يعني قدوم كارثة ما.....
+
عليه إلا يستغرب او يتعجب..فامراءة مثلها.....حقودة صاحبة قلب اسود.....لم تقف امام عينيها تلك الاشهر الطوال التي قضتها في منزلهم تأكل مما ياكلون.....وتتنعم براحة مطلقة كأنها في بيت والديها...انها امراءة لئيمة مريضة نفسيا...ناكرة للجميل........
+
لذا بدون مزيد من التفكير طلب احمد من الضابط بتحرير محضر......يتهم فيه رانيا بالتخطيط لخطف ابنه وقتل زوجته........
+
••••••••••••
**************
ذكر الخاطف عنوانها...حيث تقيم بأحد الفنادق الراقية جدا والتي لا يرتادها إلا رجال الاعمال وألاثرياء .......
+
وهذا سهل عليهم مهمة ايجادها بسهولة...........
ولولا اسلوب التهديد والوعيد الذي استخدمته الشرطة معه لما نطق حرف واحد....المهم عنده الان ان ينجو بنفسه.......ويتركها هي لمصيرها الذي صنعته بيديها.......
+
**********
+
ظلت رانيا تعيش ساعات قلقة لعدم معرفتها بما آلت إليه خطتها الحقودة.... تذرع غرفتها داخل الفندق جيئا وذهابا....تفرك اصابع يدها المزينه بالخواتم الماسية...متوترة يكاد صبرها ينفذ......
1
تنتظر من الرجل الذي استأجرته لهذه المهمة مكالمة هاتفية يخبرها بآخر التطورات......
+
وقفت قدماها امام المراءة المرصعه بقطع الكريستال عند اطراف اطارها الخشبي...تبتسم لانعكاس صورتها.....ابتسامة شريرة ......شيطانية....تفكر..بالمبلغ الهائل الذي ستطلبه من إبن خالتها الاحمق لكي ترد إليه طفله..
+
ستبقى هي خلف الكواليس تأمر.....وتنهي.......وتخطط بدون ان يعلم احد بها....ستنتقم لنفسها.....لقلبها الذي احبه بصدق ذات يوم.....سترد اليه الصفعات التي جرحت وجنتيها......ستأخذ ثأر ها منه.....وكل دقيقة عذاب عاشتها كان هو سببها.....
+
ستنتقم لكرامتها المقتولة على يديه وهو يصرخ بها أمرا ان تترك منزله......ووطنه ايضا.....
+
سحبت خصله من شعرها الاحمر الفراولي والذي صبغته حديثا لاجل ذلك الهرم المسن المسمى زوجها
+
تجرها نحوها تلفها على اصبعها.......هامسة بصوت مسموع لنفسها:
((لن يشفى غليلي منك يا احمد إلا بعد ان اراك تتوسل وتركع لاجل جمع الفدية التي ساطلبها ...........وربما ساحرمك من ولدك نهائيا...وساحرق دمك وروحك عليه.....))...
+
اجفلت حين رن هاتفها........وحين رأت اسم المتصل...زفرت بحنق....لكنها حين اجابت كان صوتها يختلف تماما عن تجهم تعابيرها لترد بميوعة واغراء مدروسين:
+
((نعم حبيبي....هل اشتقت إلي بهذه السرعة))؟؟؟
+
ابتسم الرجل المسن ليقول بصوت لطيف متوسل تقريبا:
+
((لم ّلا تنزلي وتنضمي الينا أنا وأصدقائي وزوجاتهم الجميع يسأل عنك))....
+
نظرت لعينيها الساخطتين من خلال المرآة...شاعرة بنفور فظيع....وكأنها اجبرت على الزواج به...لتجيبه بعد لحظة صمت شقت الموجات بينهما....
+
((ألم اخبرك.....اعاني مغصا حادا...وليس لي رغبة بالخروج ولقاء احد....سأبقى داخل الغرفة انتظرك.....))
+
ظهر ت الخيبة جلية على نبرة صوته وهو يقول منصاعا لرغبتها :
((كما تشائين.... أحاول إلا أتأخر))....
+
همست بغنج جاعلة صوتها من الرقه بحيث كاد قلب زوجها يتوقف لهول المشاعر والرغبة المجنونة التي اشتعلت بداخله لصوتها الناعم الكلاسيكي....
((احبك....وسانتظرك لحظة.....لحظة))....
+
اغلقت الخط ورمت الهاتف على الاريكة بعصبية........يكاد الانتظار يقتلها.........
+
لذا قررت بالحظة غباء منها....الاتصال به.......
+
**************
+
داخل مركز الشرطة............
+
حين رن هاتف الخاطف......ليظهر اسم المتصل((السيدة))......وعندما سألوه عما تكون هذه السيدة اخبرهم بدون تردد انها السيدة رانيا التي استأجرته
+
..طلب منه ضابط التحقيق الاجابة بعد ان شغلوا مكبر الصوت...ليسمعوا بوضوح ما تقوله...
+
اجاب الرجل بتردد متوترا:
((اهلا ياسيدتي...))
+
صدح صوتها مزعجا قائلة بعصبية:
((اين انت ايها الغبي.....لم لا تتصل بي ...وتعلمني بما فعلت..هل تمت الخطة بنجاح))...
+
وزع الرجل نظراته الخائفة على ضابط التحقيق...والشرطيين المساعدين له......وحين أمره الضابط بالتصرف بطبيعية...قال اخيرا بعد ان بلع ريقه بصعوبة...
+
((بلى ياسيدتي.....تمت الخطة بنجاح..والطفل معي الان وهو نائم....واعتذر لكوني لم اتصل بك لاني انشغلت بهذا الطفل المشاغب واجبرته على النوم لكيلا نجذب الانتباه))....
+
تنفست رانيا الصعداء...مبتسمه ابتسامة تشفي لتقول بثقة:
+
((سآتي الى المكان الذي اتفقنا ان نلتقي به لأخذ الطفل واسلمك باقي المبلغ))...
+
((وأنا انتظرك.....))
+
*******
+
وهناك.....داخل المتنزه العام..........أتت رانيا الى حيث لاتعلم ماينتظرها....وهي بهذا الحال ينطبق عليها قول((من حفرة حفرة لاخيه وقع فيها))....
.
+
لم يتطلب الامر سوى دقائق معدودة لتقبض عليها الشرطة........امام انظار احمد الذي أتى معهم ليتأكد بنفسه.....
+
طلب من الضابط ان يدعه يتكلم معها قليلا قبل اخذها لمركز الشرطة..
+
جحظت عينيها بذهول ورعب حين رأت رجال الشرطة ومعهم احمد...يحاوطونها من كل جانب.....فارادت الفرار من حصارهم ...وحين اخبرها الضابط بأنها متهمه بعملية الاختطاف..انكرت..ودافعت عن نفسها...لكن شريكها
الذي اعترف ضدها ومكالمتهما الهاتفية...كانتا دليلين وإثبات عليها وزجها داخل السجن لتحقيق العدالة....
+
وقف احمد قبالتها ينظر لوجهها المرعوب الخائف يود لو يخنقها ويريح العالم من شرها...لكنه تعقل باللحظة الاخيرة ليكتفي بصفعها على وجنتها الباردة...و...يرعد هادرا بقسوة وغضب:
+
((لماذا....لماذا.تفعلين..هذا............ماهذا الحقد والغل الذي يغلف قلبك.........حتى وانت بعيدة تحاولين تدمير حياتي.....كل هذا لاني لم اتزوج بك......كم انت لئيمة حقودة سوداء القلب.........انا لست غريبا عنك....اتذكرين...انا إبن خالتك.....لو علمت خالتي بما فعلتيه ماذا ستظنيهاتفعل بك.....هل ترى عنك......
+
وماذا لو علمت والدتي التي طالما دافعت عنك... استظنين أن احدا سيحترمك بعد فعلتك الشنيعة هذه....لااصدق....حقا لا اصدق أ الى هذه الدرجة وصل بك الكره الاعمى .......تخطفي آدم أيتها الغبية المريضة نفسيا...))
+
ولأنه فقد اعصابه الان...اقترب منها.........يرفعها عن الارض بنفور وتقزز من ياقة معطفها الرمادي باهض الثمن...يهزها هزا عنيفا..........مضيفا بخشونة قاسية:
((لن تفلحي ابدا بتدمير حياتي........انظري لنفسك الآن......واحكمي.........احب سمر بشدة ولن استغني عنها...وان كنت قبلا اضمر لك بعض مشاعر الشفقة والتمس لك الأعذار احيانا لابرر فعلتك القديمة واتعاطف معك احيانا......لكن الآن.......مااشعره تجاهك...هو الكره والحقد.......انت عدوتي.........واين ما أراك لن ارحمك...ساعمل جيدا على إلا تظهري بحياتي مرة اخرى.....))...
+
ظلت تعابيرها جامدة مصدومة.....عيناها اظلمتا بالكامل.....تتحسس بين لحظة واخرى اثر صفعته.........مدركة تماما أن حياتها ستتدهور وستكون أيامها القادمة صعبه جدا....حين يعلم زوجها ما فعلت....ولأجل اي شيء فعلت فعلتها.......
علمت تماما تهورها.و.....الى اي وضع سيء اقحمت نفسها......لكنها لم تدعه يعلم بخوفها.....فقالت تلوي فمها بابتسامة مقززة اثارت الحنق والنفور وكل درجات الغضب في نفسه:
+
((اعلم جيدا اني اينما وجدتك ساحاول تعكير صفوة حياتك..........لست نادمة على هذا.....سيخرجني زوجي من السجن عند ساعات الصباح الاولى.....أنا اكرهك يا احمد.....اضعاف الحب الذي كنت سابقا اكنه لك.......ساجعلك تندم لانك لم تتزوجني يوما)).....
+
ابعد يديه عن ياقة معطفها جاعلا قدميها تلامسا الارض اخيرا.....قائلا بعدم تصديق:
((انت مريضة نفسيا..........عليك مراجعة طبيبب مختص))...
+
تقدم منها الشرطي يجرها نحو السيارة....فصرخت بهستيريا واضحة:
((لست مجنونة..لست مجنونه....انت هو المجنون))........
+
ظل احمد واقفا ينظر بعينين متعبتين ذابلتين لسيارة الشرطة وهي تغادر بصحبة تلك الشيطانية المريضة.....يتأمل سكون المكان بعد رحيلهم بذهن شارد.......
+
نظر لساعة معصمه....ليجدها تشير الى الواحدة ليلا..........
جلس متعب القوى على احدى مقاعد المتنزه العام.....يحني راسه ارضا......يضغط على جانبيه بكلتا كفيه....لايصدق... حقا لايصدق....كل مامر به منذ ساعات الظهيرة والى الآن............يعتقد أنه مجرد كابوس ربما....وان سمر ماان توقظه....سيزول تماما.....لكن وقع الاقدام القريبة منه....والتي توقفت امامه..يصحبها صوت خشن نوعاما لرجل كبير في السن أكد له ان كل مامربه حقيقة.......ملموسة عاش ساعاتها المرعبة لحظة بالحظة لتعكر عليه الايام السعيدة التي قضاها مع عائلته في هذا البلد........
+
**********
+
قبل وصول الشرطة للمتنزه.......
+
حين انهت رانيا مكالمتها الهاتفية مع زوجها....لايعرف لماذا لكنه شعر رغم هدوء صوتها بأن هناك مايشغلها.....فاستاذن من اصدقائه...عائدا لغرفتهما....لكنه رآها خارجة من الفندق مسرعة...في وقت اخبرته بأنها متعبه وتعاني مغصا حادا.....
+
دفعه الشك القاتل......لمراقبتها واللحاق بها......
+
استأجر سيارة اجرة وأمر سائقها بتتبع أثر تلك السيارة التي تسير على مقربة منهما.... .
+
وحين وصل للمكان.......ظن بالبداية بأنها تواعد رجلا ما...خصوصا انه يشعر ويلاحظ شرودها وثمة مايجعلها تفكر كثيرا.....هذه الايام......لكن ظهور رجال الشرطة..وذلك الشخص الذي صفعها وكأنه يعرفها منذ اعوام...آثار فضوله....وجعله يراقب المشهد عن كثب ليعرف ماهي الأسرار التي تخفيها عنه......زوجته........وحين اخذتها الشرطة وقد سمع بعض من كلام ذلك الرجل معها.........زاد فضوله واستغرابه اكثر......
+
وعندما صار الرجل وحيدا بمفرده......قرر الاقتراب منه...والتحدث إليه ومعرفة ماحصل قبل ان يذهب لمركز الشرطة.....
***********
+
رفع احمد عينيه نحو جسد الرجل الطويل الواقف امامه والذي يبدو عليه الارتباك واضحا...وقبل ان يسأله احمد....
مد الرجل كفه يصافحه معرفا عن نفسه...صافحه احمد مستغربا....
+
وحين طلب منه الأذن بالجلوس بجانبه.....
وافق......احمد مستغربا... لكن الرجل لم يجعل احمد يفكر اكثر حين قال له بلا مقدمات...
+
((أنا زوج رانيا......وارجوو منك أن تخبرني بما حدث.....ومتى تعرفها...لاني لست على علم بما تفعله من وراء ظهري..لقد رايت ماحدث الآن بالصدفة بعد ان شككت بتصرفاتها وراقبتها))..
+
نظر إليه احمد طويلا....لا يبدو عليه الكذب.....
يبدو عليه رجلا محترما ذو نفوذ قوي.......وانه حقا يريد معرفة ماحصل......لذا لن يبخل عليه بأي معلومة وسيخبره بالقصة كاملة....وسيبدأ...من البداية حين اتت تسكن معهم بعد ان تطلقت لأنها علمت بموت نهى زوجته..............وأنه اصبح حرا غير مرتبط الان........
+
*************************
+
حين بزغ الفجر اخيرا.....منهيا بظهوره. ساعات اليوم الفائتة.....معلنا بداية يوم جديد..........وصل احمد الى المشفى حيث ترقد سمرائه.....وحيث ينتظره طفله ادم.. وصديقة زوجته المسماة رهف..وذلك الاستاذ الجامعي ازرق العيون .. الذي اصبح فيما بعد اعز واقرب صديق لديه رغم اختلاف ديانتهما..........
+
شعر احمد بارتياح كبير حين تحدث مع زوج رانيا....
+
وقد اصغى إليه الرجل باهتمام ودون أن يقاطعه.....
حتى ان احمد شعر بالاسف عليه لانه حقا لا يستحق امراءة مثل رانيا.........رغم الفارق العمري بينهما......بإختصار انه يستحق الافضل....ورانيا بالتأكيد ليست الأفضل.......
+
تفهم الرجل ما مر به احمد بسبب جنون زوجته...ووعده بأن يربيها....ويؤدبها جيدا...وسيجعلها تقضي أياما لابأس بها داخل السجن قبل ان يوكل لها محامي للدفاع عنها....***••••••••••••••***
+
نهض سرمد من مقعده يستقبل صديقه المنهك المتعب الذي تظهر على وجهه اثار الارهاق جليه...........يصافحه باحترام.........ويثلج صدره بالاخبار الجيدة..........بخصوص زوجته.....
+
ابتسم احمد بارتياح....وفي تمام السادسة صباحا استفاقت سمر من نومها لتجد آدم وزوجها بجانبها....
+
تهلهلت اساريرها...........وشعور مفعم بالنشاط والحيوية والطاقة ملأ روحها وجسدها......لرؤية اجتماع شمل عائلتها مجددا....
+
وحين طلبت من احمد اخبارها عن كيفية استرجاع آدم......اخبرها قائلا:
((لاتشغلي نفسك بالتفاصيل.....ربما ساخبرك في وقت اخر....المهم الآن رجوع آدم سالما.....ورؤيتك بصحة جيدة.....))..
+
لم تلح عليه اكثر فهي تعرف تماما أنه مرهق ومتعب....لكنها ستذكره باخبارها بكل التفاصيل حين يعودوا لأرض الوطن.......
+
عند انتصاف النهار خرجت سمر من المشفى برفقة زوجها وطفله.....ورهف.....وسرمد اللذان اصرا على البقاء معهم لحين خروجها ...........
+
قرر احمد بهذه المناسبه السعيدة وانتهاء اليوم الكارثي المشؤوم الحافل بالمخاطر. تناول طعام الغداء بإحدى المطاعم قبل الذهاب للفندق
.....ورغم رفض سرمد ورهف لهذه الدعوة....ألا ان احمد أصر ّ على البقاء وتناول طعام الغداء....**************
+
في غرفة الفندق.......
+
جلست سمر على حافة السرير تتأمل كل من احمد وآدم اللذان يغطى بنوم عميق...كلاهما فاتحا فمه......بصورة مشابه للاخر.تعابيرهما المسترخية.......صوت انفاسهما المسموع......رأس آدم الصغير......مستلقي على ذراع والده الممدودة نحوه...كأنه يحرسه حتى في نومه.....تبث بداخلها مشاعر عميقة من السعادة....تحمد ربها وتشكره لأن الأمر لم يتازم اكثر...مجرد بضع ساعات...وامسكت الشرطة بالخاطف...ماذا لو تعدى الامر لأيام.....لاسبوع أو عدة اسابيع وعطلتهما تنتهي بعد يومين..وهما ببلد غريب ماذا سيفعلان وقتها. وحتى لو وجدوا من يساعدهم فلن يكن الأمر سهلا أبدا..................عليها ان تدفع صدقة كلما رأت سائلا.....لأنها حقا تدفع الكثير من البلايا...وتخفف من شدتها.......وهي متاكدة ان الصدقة الاخيرة التي اعطتها ودعاء ذلك السائل لها وسعادته بالمبلغ الزهيد الذي صار ملكه.....ثوابها من دفع خطر ساعات يوم امس القاتمة...
+
عادت تحدق بهما مجددا...غير مصدقة انهم سوية....في ذات الغرفة بعد ان كاد آدم يضيع منهما...
+
كلاهما مبعد الغطاء عنه دافعا به تحت قدميه........
+
تعابير احمد النائمة رغم استرخائها لكن لمحة عبوس واضحة عليها....حتى انه كما يبدو مستغرق في حلم طويل لانه بين دقيقة واخرى يتمتم بكلمات لم تفهمها ...... كلمات غير واضحة..........
مما جعل سمر تبتسم..لتنهض تغطيهما معا..........وتذهب بعدها تتوضأ وتصلي ركعتي شكر لخالقها الرحيم.....
+
لم يستيقظ آدم واحمد الاعند حلول المساء.......وبهذا يكون هذا اليوم ضاع عليهما ولم يبقى سوى يوم واحد ويعودا لبلدهم.....فقرر الثلاثة الذهاب يوم غد لمدينة الملاهي......ونسيان مامروا به من هلع ورعب..........
+
*********/
+
في غرفة رهف السامر وزوجها ازرق العيون.......
+
جلس سرمد بتكاسل كقط خمل على السرير الكبير يشاهد التلفاز يلتهم الفوشار التهاما من الصحن الزجاجي الذي بين يديه............جاعلا اعصابه تسترخي قدر المستطاع بعد يوم امس العاصف بالمتاعب..........مانحا نفسه الراحة التامة.....وهي بنظره حاليا....التكاسل....وتناول الطعام ثم الفوشار والمكسرات.....
+
استدارت عينيه نحو رهف الخارجة من الحمام.....تلف جسدها بروب الحمام الابيض بينما شعرها ترفعه وهو ملفوف بالمنشفة نحو الاعلى............اقتربت منه تتهادى ببطء.........فابتسم لها وفمه مليئا بالفوشار...مما جعلها تقول منزعجة:
((ستصبح لك بطن كبطن الحامل ان لم تتوقف عن تناول الطعام بدون وعي...لم اصبحت شرها بالاكل هكذا....لم تكن قبل هذا تحب الطعام بهذه الطريقه المريعة.......ستصاب بالسمنة .....وهذه وحدها مرضا بحد ذاته....))...
+
اولته ظهرها لتجلس امام المرآة تسرح شعرها العسلي الذي استطال كثيرا وكثيرا جدا عن اول مرة رآها فيها منذ سنوات......ليقول بنعومة واغراء:
((ومن لا يراك ويصاب بانفتاح الشهيه..))..
+
قالت متذمرة تؤنبه:
((هذا مجرد عذر تقنع به نفسك.....لتسمح لمعدتك بالتهام اي طعام تراه امامك..))
+
وضع كميه من الفوشار بفمه ليقول متهما اياها:
((اتقصدين انك لم تؤثري بي.........واني اكذب عليك))..
+
زفرت بسخط.....تغرز اسنان المشط بخصلات شعرها المبتله ترد عليه بامتعاض واضح:
((انت تعلم اني لم اقصد هذا))...
+
همس يتلاعب باعصابها وقد نسي انه كان منشدا مع احداث الفيلم.....((اذن ماذا تقصدين يارهوفتي))...
+
ابتسمت بهدوء وهمست بدلال:
((لم اقصد شيء.....انا فقط انبهك لتحافظ على صحتك ولا تفرط بالأكل....تخيل لو زاد وزنك....وبرزت بطنك من تحت القميص...ولم تستطع اغلاق زر بنطالك....وتضطر لشراء مقاس اكبر....ويصبح شكلك اكبر من عمرك الحقيقي))...
+
ضحك بصوت مسموع قائلا بنبرة تسلية:
((بدأت اتخيل نفسي حسب وصفك....لكن لاابدو بشعا...فانا جميل بكل الأحوال..))
+
تافافت قائلة تتصنع نفاذ الصبر والجزع:
((ارحمنا.....يا اللهي.......ماهذا الغرور الذي تتمتع به))...
+
رد عليها بعبث وعيناه تبرقان بلهيب ازرق مغوي:
((ليس غرورا.......انت قلت بنفسك اني احلى رجل في العالم وصراحة انا أرى نفسي هكذا......))
+
استدارت اليه تقول ساخطة:
((في عيني......انت احلى رجل في عيني......فقط))...
+
تصنع الصدمه....والذهول ليقول لها بمكر:
((كلامك محبط للغاية يارهوفتي))...
+
فاضافت تزعجه اكثر:
((واذا اصبحت بدينا.............))
+
وصمتت عن عمد.....تثير فضوله............
+
فسألها باهتمام:
+
((اكملي....اسمعك..اذا اصبحت بدينا...ماذا بعد..))؟؟؟
+
تجاهلت الاجابة عن سؤاله عن قصد....لتزفر بعدها مزعوجة.....متذمرة من شعرها قائلة بضجر:
((افكر ان اقص هذا الشعر اللعين لقد استطال كثيرا وهذا يزعجني اثناء تسريحه.......يأخذ وقتا.....ويؤلم اكتافي.....))
+
هذه المرة.....صاح بها سرمد بجدية محذرا....
+
((اياك يارهف ان تقصيه.....يعجبني هكذا....احب طوله الرائع...انه اشبه بشلال من العسل و الشوكولاته))
+
هتفت تتذمر اكثربطفولية لا تناسب سنوات عمرها:
((اذن تعال وساعدني.....واترك الطعام قليلا))..
+
ابعد صحن الفشار عنه قليلا...ليحرك جسده الرجولي ينزول من السرير قائلا بملل:
((ساساعدك طبعا....ثم هذا فشار فقط وليس طعاما دسما))
+
ابتسمت له وهي تراه يقترب منها......وحين وقف خلفها.....ورأت انعكاس صورتهما من خلال المرآة خفق قلبها تلك الخفقة الفريدة من نوعها....والتي تعرفها جيدا.....انها بإختصار....الشوق إليه....وكأنها لم تراه منذ اشهر.....وهذا اجمل مافي قصة حبهما وزواجهما........فحين ينظر كلاهما للاخر يشعر بنفس الشعور......وهذا طبعا...يبعد الملل ويزيد من لهيب الحب بينهما.......
+
ناولته المشط قائلة بخجل ليس له مبرر:
((تفضل))....
+
رات انعقاد حاجبيه بوضوح......حين قال بالقرب من وجهها...:
((ماذا افعل به.....مشطت شعري قبل دقائق))
+
غادرتها موجة الخجل ليحل مكانها الجنون والحنق....فهتفت تزم شفتيها بضيق:
((ألم تتبرع لتساعدني بتسريح شعري...))
+
قال مراوغا:
+
((لا أذكر اني قلت هذا.......كنت اقصد تدليك كتفيك...ألم تقولي أنهما يؤلمانك...))..
+
ازعجها جدا تلاعبه بها فصرخت غاضبه تدفعه من صدره :
+
((اذهب....اذهب........واكمل طعامك....لعلك تصاب بالتخمه ويمرض جهازك الهضمي))...
+
ضحك سرمد مقهقها لجنونها الذي اعتاد عليه....فهي احيانا كثيرة تتحول فجاة الى تلميذة في رياض
"الاطفال.....وباللحظة التي تليها تصبح امراءة ناضجة........
+
سحب المشط من بين اناملها قائلا بوداعة...مقبلا جبينها بلطف:
((امزح معك......مشكلتك...انك تصدقين بسرعة))...
+
كتفت ذراعيها حول صدرها متظاهرة بالغضب.....دون ان تعلق بشيء....
+
فادارها نحوه...يتاملها بتمعن.....يكتم ضحكة تحاول الغدر به والخروج من بين شفتيه.........مظهرها وهي غاضبة مبعثرة الشعر قليلا تزم شفتيها بطريقة تجعله دائخا بهذه الملامح المنحوته بدقةوالتي تجعل منها جذابة..رغم انها بعيدة عن كل اغراء واثارة
+
قال بعد لحظات يسترضيها........
+
((لاتغصبي مني.......انت تعرفين اني امزح معك...اريد ان أرى ابتسامتك المشرقة حالا.....ليتزين بها ثغرك الجميل.......))
+
ثم صار خلفها.وظل يمشط خصلات شعرها الطويلة........بصمت ملحوظ..........غادرها الغضب........وسألته باهتمام:
+
((تبدو شاردا))..؟؟؟؟؟!!!
+
اجابها يهز كتفيه بلا اكتراث...
+
((شرد عقلي بتلك الساعات التي اختطف بها الصغير..........لحسن الحظ.....صادفتنا دورية الشرطة...وإلا.........))...
+
قاطعته بنبرة خوف وقلق وهي ترى انعكاس جسده خلفها ينعم لها خصلات شعرها الطويلة برقة ولطف..:
+
((احاول الا اتذكر تلك الساعات المرعبة....كلما مرت على بالي.....اشعر بانقباض معدتي من الهلع والخوووف........الحمد لله أن الأمر جرى على افضل حال وانتهى بخييير. ...فسمر طيبة القلب ولا تستحق ماجرى معها........حياتها عبارة عن معاناة وألم......وحين أتت السعادة التي انتظرتها.......اخيرا....ظهرت هذه المشكلة...لتنغص عليها سعادتها..........))
+
اضاف متعجبا:
+
((وكما اخبرتك سابقا...ان ابنة خالته هي من خطط لكل هذا.......كما قال لي احمد........وليس شخصا غريبا كما ظننا.....)).....
+
همست بخفوت.....وعينيها تلاحقان انعكاس صورته بالمراة.......
((يالها من شريرة...))
+
همس سرمد بهدوء:
((بل هناك اكثر شرا منها))....
+
سألته مهتمة لما سيجيبها به:
((ومن هي ))؟؟؟؟؟
+
رد باختصار وابتسامة عابثه تزين شفتيه:
((انت.......))
+
شهقت بخفوت.......وسألته بطريقة طفولية جعلته يصاب بالجنون :
((انا... !!!!!!وما ذا......فعلت....لتقارنني بشريرة مثلها))...
+
رفع المشط قليلا من خصلات شعرها ونظر اليها عبر المرآة.........وحين تعانقت نظراتهما معا.....ارتجفت لشدة الحب الذي جعل قلبها يخفق ويخفق....ليقول بعد لحظة اذابت مفاصلها:
+
((لانك تملكين هذا الشعر الطويل وتسرقين به قلبي كل لحظة...........تبدين اشبه بتلك الاميرة ذات الشعر الطويل جدا..........))
+
ابتسمت ببلاهة....فقلبها سينفجر ذات يوم من تأثير الرقة والحب اللذان يغرقها بهما............لتقول ممازحة:
+
((اذن تعال وقف خلف نافذتي...و..سأرمي لك شعري لتصعد به........الى برجي العالي))..
+
ابتسم بصدق.....لتشرق عيناه اكثر واكثر.....وكم تحب عيناه.........وآه من عيناه.....عيناه وطنها......لهما مفعول المخدر عليها.......مخدر ازرق.....ومااحلاه.......
+
مالت ابتسامتها اكثر.......واتسعت فيما بعد حين جمل لحظتهما بقوله:
+
((شعرك عندي اغلى من ان استعمله للصعود والامسه بقدمي....لو كان بيدي لاحتفظت به بمكان سري لا يعلمه احد سواي......))...
+
اثرت كلماته بها كثيرا......حتى ان عينيها الشوكولاتية تتلألأت بدموع سعادة نابعة من اعماقها...
+
لترد عليه بعد ان وجدت صوتها....
((تعاملني دوما كأننا في ليلة زفافنا.......كأن حبنا بدأ للتو.....اتعجب احيانا....إلا تمل مني))!!!
+
سألها عابس التعابير:
+
((وهل تملين انت مني))؟؟؟؟؟
+
اجابت بسرعه تهز رأسها تأكيدا:
((طبعا لا........))..
+
همس قرب اذنها....
+
((اذن لم تعتقدين اني سأفعل هذا))...؟؟؟؟
+
اخفضت بصرها....تهرب من عينيه اللتان تاسرانها من خلال انعكاس صورتيهما معا على سطح زجاج المرآة:
+
((لأنك رجل......والرجل يختلف بدرجة عاطفته عن المراءة))...
+
لفحت انفاسه الساخنة بشرة وجهها حين قال:
((ربما انت محقة... بعض الشيء بعمق عاطفة المراءة..لكن هناك الكثير من النساء....قاسيات القلب.....وعاطفة الرجل تكون اعمق من عاطفة قلوبهن))
+
استقام بظهره اكثر....يسرح خصلات شعرها مجددا ليكمل بنبرة ذات مغزى:...
+
((وعلى ذكر ليلة زفافنا .........اتعلمين ما انا بحاجه إليه الان...))....
+
فهمت طبعا مقصده....لتقول بزيف تدعي عدم الاهتمام والفهم :
((ربما بحاجةلتكمل صحن الفوشار ......و.....))
+
صمتت تماما..حين رفع شعرها....يقبلها باغراء ناعم خلف عنقها.....مماجعلها.....تذوب سريعا....ليكمل قائلا:
((احتاج لأراك بذلك الثوب الاسود الاشبه بشبكة العنكبوت.....تتهادين امامي....خجلة محمرة الوجنتين كما كنت في ليلة زفافنا...... ))...
+
همست بحب:
((سرمد))..
+
اجابها بنبرة يعلم أنها تؤثر بها:
+
((ياعيييييون سرمد))....
+
اكملت تبلع ريقها لعبثه المجنون:
((هلا اكملت تسريح شعري من فضلك))...
+
لكنه.....لم يلبي طلبها الان....ربما في وقت لاحق.......لذا قال بنعومة اشبه بمذاق العسل:
((سأفعل يا حبيبتي لكن ليس الان.. ))....
+
اجفلت..رغم انها توقعت ما سيفعله.....
+
استدار اليها.....ينهضها من مقعدها.........وحين نجح بهذا..............استطالت يديه حول كتفيها ينزعها منشفتها البيضاء الدافئة.....
+
فهتفت متذمرة...((اشعر بالبرد))
+
قبلها برقة وحنان على كتفها......ليقول هامسا امام شفتيها المشتاقتين لجنونه العابث:
((سادفئك بجسدي.....لاتقلقي))...
+
استسلمت بإرادتها لطوفانه الجارف الرقيق.....لتغفو فيما بعد مبعثرة الشعر....عاريةالجسد...مكتملة المشاعر....بين احضانه......تعيش احلامها الهادئة التي لا تخلو من حنانه......))...
+
..............................................
+
**************************
+
بعد مرور خمسة اشهر....💧💞💧💞💧💞💧💞💠💠💠💠💠💠💠💠💠💠💠💠💠
+
امتلأ منزل والديّ احمد بأصوات الضجيج....وصيحات الاطفال العالية وهم يمرحون بتلك الالعاب المسلية التي اشتراها احمد وسمر.....ليملا بها حديقة المنزل....ليجعلا ذكرى مولد آدم ولا في الاحلام.........
جعلا حديقة المنزل اشبه بمدينه الملاهي......بعد ان وافقت والدة احمد السيدة اشواق على اقامة حفل حفيدها آدم بمنزل جديه..........
+
حضر حسام مع زوجته رحاب وطفلتيه.......وشقيقة احمد وزوجها واولادها اللذين اشبه بجيش المغول.....وبعض اقربائه مع أطفالهم..ليتحول البيت بلمح البصر لرياض اطفال....اكثرهم دون سن السادسة......ليتعالى الصخب والضجيج...وهم يلهون بهذه الالعاب التي اكثرها مليئة بالهواء لتنتفخ اكثر واكثر حتى لا تؤذيهم وتزيد من مرحهم....
اندمج آدم مع اصدقائه واقاربه......ونسي والده وخالته تماما......
+
في حين ان الكبار اجتمعوا حول مائدة الطعام الخشبية الموضوعه لاجلهم داخل الحديقة.....يتبادلون الحديث ويستمتعوا لرؤية أطفالهم بهذا الكم الهائل من النشاط والحيوية........
+
كانت سمر جالسة برفقة ضيوفها مع زوجها..........حين لمحت ضيفيها ملوني العيون ....يتجهان نحوها.....
+
نهضت تهمس لزوجها بخفوت:
((انظر من وصل))...
+
نهض احمد من مقعده..يرحب بضيوفه...تتبعه سمر تتهادى ببطء كأنها بالون منتفخ....وبطنها البارزة من تحت ثيابها تجعلها محط انظار الجميع....
+
صافح احمد صديقه ازرق العيون يأخذه بالأحضان..وقد ارتسمت على وجهه البهجة لرؤيته هنا في منزله.....في حين ان رهف وسمر تبادلتا التحيه بطريقة اهدئ من زوجيهما.....
+
ليدعوهما احمد ....للانضمام الى باقي الضيوف......
+
ممسكا بالهدية التي اعطاها اليه سرمد.....ليضعها مع باقي الهدايا التي استلمها اليوم بالنيابة عن طفله سرمد....
+
قالت سمر تشكر صديقتها رهف:
((شكرا على الهدية.....ولو ان وجودك معنا انت واستاذ سرمد...اجمل هدية.....))
+
ابتسمت رهف بخجل لترد على مضيفتها بأدب:
((شكرا لك........انه شيء بسيط......لآدم الصغير..........وحقا دعوتك لي....افرحت قلبي...انت تعلمين إني احب الاطفال كثيرا....))
+
قالت لها سمر بمودة ظاهرة:
((اعلم ذلك يا صديقتي........إن شاء الله سترزقين بواحد مثل هؤلاء الأطفال عما قريب))...
+
،
+
اشرق وجهه رهف بشعاع زاد من جمال عينيها الشوكولا تية..تضع يدها على بطنها.........قائلة لسمر بفرحة لاتوصف:
((انا..حامل بشهري الثاني))..
+
اطلقت سمر صرخة فرح مسموعة مما جعل كل الحاضرين يلتفتون اليها........
+
فانتبهت لتصرفها.........ثم قالت:
((اسفة......اسفه....سمعت للتو خبر ابهجني))..
+
تفرس احمد بتعابير وجهها المتحمسة لشيئا ما...وقد بان فضوله على وجهه لمعرفة ما افرح زوجته.....وحين لاحظ سرمد هذآ.....قال يريحه:
+
((انا ساخبرك بما جعل زوجتك تفرح هكذا.....انه بلا ريب خبر حمل رهف))...
+
حدق فيه احمد للحظات.....ثم قال بعدها....
((آه........تقصد زوجتك....مبارك لكما))....
+
إلا ان سرمد لم يظهر عليه الحماس او السرور ..وحين تكلم.......قال بنبرة شخص فاقد الامل نهائيا:
+
((انا خائف عليها ......ماذا لو حدث مثل الحمل الاول واجهضت.......ستتدهور حالتها النفسية اكثر.....وعندها سنكون عدنا من الصفر..........تماما))..
+
نظر اليه احمد بشفقة نوعا ما.......ليقول له بعد ذلك بنبرة تشجيعية:
((لا تفقد الامل بتاتا........سيكون كل شيء بخير صدقني....سمر ايضا اجهضت حملها الاول.....لكنها الآن حامل بالشهر الخامس.....وهي والجنين بصحة جيدة.......ليس شرطا ان تجهض مجددا......تفائل ارجووك))..
+
ضاقت نظرات سرمد ليقول متمنيا:
((ارجو هذا.........أحاول أن اتفائل لكني احيانا اعود واشعر بالخوف.....من احتمالية فقدانها للجنين مرة اخرى...))...
+
طمئنه احمد بنبرة رجل واثق من عطاء الله ورحمته:
((تفائل يااستاذ.....وسترى.....))
+
وبالفعل........اثمر تفائله وحسن ظنه بالرب.....على حصولهما على فتاة جميلة جدا.....لها نفس لون عينا والدها................
+
على تلك المائدة في الحديقه.....همست والدة احمد لابنتها الجالسة بجانبها......باستياء وسخط ونفوور:
+
((انظري لزوجة اخيك المحترمة ماذا تصادق............))
+
سألتها ابنتها بنبرة تعجب:
((مابها صديقتها.....تبدو محترمة ومثقفة...))..
+
قرصتها والدتها من فخذها من تحت الطاولة لتهمس بعصبية:((دائما.....لاترين الاشياء بوضوح..رغم صحة نظرك....انظري ماذا ترتدي حول عنقها))
+
امعنت شقيقة احمد النظر برقبة رهف البارزة قليلا من تحت فستانها الطويل المحتشم لترى تلك القلادة التي على شكل صليب.....
+
استدارت نحو والدتها تقول ببرود ولا مبالاة:
((انها ترتدي الصليب....أنها غير مسلمة ماالضرر من هذا...اعلى سمر ان تجبرها لتعتنق الاسلام لاجل ان تصادقها...مادام انها طيبة القلب وليس بها اذية لمن حولها....فماالمانع من هذا))...
+
ضغطت والدتها على اسنانها بغيظ وعصبية لتقول بخفوت شرس:
((ماهذه الحماقات التي تتفوهين بها يافتاة))؟؟؟؟
+
اجابت ابنتها بخفوت تتظاهر بالابتسام:
((ليست حماقه ياوالدتي العزيزة....انظري لأحمد....ان زوجها ايضا من دينها...وابنك يصادقه...لماذا لا تلوميه.....ثم انظري لما فعلت رانيا بابنك وزوجته حين كانا مسافرين...ألم تحاول خطف آدم...ألم تضمر لنا الشره...لم يقف بعينيها انك خالتها.....وقدمتي لها الكثير اكثر مما تستحق...لتأتي بكل صلف وقلة ادب..وتحاول خطف حفيدك...ولولا هذان الشخصان اللذان ساعدا احمد كثيرا....لما عرف ابنك ماذا يفعل وقتها))
+
فغرت والدتها فمها على كلام ابنتها لتسالها مصدومة....وقد ذهب اللون تقريبا من وجهها:
((ااخبرك احمد بما فعلت رانيا مؤخرا))...
+
اجابتها ابنتها مبتسمة:
+
((لست انا فقط....بل كل الاقرباء تعلم هذا))....
+
همست والدة احمد بغضب مكتوم....
((لكني طلبت منه إلا يخبر احدا....))
+
قالت ابنتها تلومها وقد احتقن دمها جدا بسبب تصرفات والدتها ودفاعها المستمر عن ابنة اختها:
((بصراحه هو اخبرني فقط.....وانا اخبرت ابنة عمي...وابنة عمي اخبرت زوجها....وزوجي اخبر شقيقه....وهكذا انتشرت القصة.......ثم لم انت غاضبه هكذا.....ماذا فعلت حين علمت بجريمتها وماخططت له.....سوى اتصال هاتفي بوالديها.......تؤنبيهما على فعلتها...))
+
وهنا اشتاطت السيدة اشواق غضبا لتهتف بصوت مسموع:
((حين اتصلت كانت ماتزال داخل السجن....فزوجها تعمد ابقائها هناك.......وسافر الى حيث يسكن تاركها تتعفن داخل السجن لاسابيع...))....
+
صمت الجميع يحدق بها......وحين لاحظت هذا...نهضت من مقعدها....لتقول معتذرة بغطرسة وتكبر....
((اسفه.........استمتعوا بوقتكم))......
+
حينها سألت رهف.....صديقتها سمر....:
+
((يبدو عليها الغضب دائما))....
+
ابتسمت سمر....قائلة:
((انها احيانا تضخم الامور البسيطة وتعمل منها مشكلة ضخمة......لقد اعتدنا على هذا....))
+
****
+
حين انتهى الحفل............وعاد الجميع لمنازلهم.....ظل احمد وسمر ينظفا الحديقه...ويفرغا الالعاب من الهواء لتعود لحجمها الصغير مجددا....
وحين لاحظ احمد كم ان سمر متعبة....اجبرها على الجلوس للراحة..وتكفل هو بباقي امور التنظيف....
+
حين انتهى.........
ذهب الى المطبخ واعد لها كوبا من الحليب الابيض.......
+
ورغم تذمرها من انها لاتحب شرب الحليب إلا مضافا لبعض النكهات إلا ان احمد اجبرها على تناول الكأس كله...ذاكرا لها فوائد الحليب للمراءة الحامل.....
+
بعد ان تجرعته رغما عنها.............جلس بجانبها في الهواء الطلق......ينظر لعينيها اللوزية.......
+
بامعان.......
+
فسألته بعد ان لاحظت تأمله بتقاسم وجهها المتعبة قليلا:
+
((إهناك شيئا عالقا بوجههي))؟؟؟؟؟
+
ابتسم لظنونها......مجيبا على سؤالها بحب:
+
((بلى.....عيناي عالقتين بوجهك.......لاتريدان الابتعاد عنك))...
+
ابتسمت بهدوء...واضعه يدها على بطنها......لتقول بسرور:
((اذن دعهما......فهذا يعجبني....))
+
((اتعلمين أنك جميلة جدا)).....
+
همست تضحك.....تداعب وجهه القريب منها باصبعها
((اعلم هذا.....انت تخبرني بهذا كل يوم))...
+
اضاف بنبرة حب.....داعبت قلبها العاشق بعذوبة
((اتعلمين كم اعشق عينيك........احب النظر اليهما....التوغل فيهما......يعجبني جدا......نظرات الحب المنبعثه منهما حين تنظرين الي.......عينيك...وطني.....مسكني.........بل انها الأوطان كلها))....
+
ضحكت بصوت مسموع وقلبها يرفرف لاعالي السماء محلقا نحو ابعد كوكب..................لتهمس بدلال:
((واعرف هذا ايضا....لقد اخبرتني بهذا سابقا))..
+
فاضاف بدون ان يرحم قلبها المرتجف لفرط المشاعر العذبه التي تسمعها والتي حقا تشعرها بانوثتها...وتجعلها تشعر أنها المراءة الوحيدة على هذا الكوكب......
((احبك........احبك جدا.....واموووووت فيك...اعشق كل تفاصيلك........اتلاشى بعذوبة ابتسامتك......انصهر مع رقة صوتك...))
+
ابتسمت مجددا...لكنها هذه المرة اقتربت منه..تلامس جبينها بجبينه.....تهمس لعينيه حبيبتاها....
+
((اعلم هذا....انت تخبرني كل يوم بهذا...تقول لي كل يوم انك.....تحبني....))
+
قبلها من وجنتها الساخنة لهول ماتشعر به من عاطفة محمومة.......هامسا لعينيها المتلالاتين بغلالة دموع بهجة وسرور.........
((وسابقى اخبرك....بهذا كل يوم......الى ان تسئمي...وتطلبي من التوقف))....
+
حركت رأسها.........تهزه نفيا:
+
((لن اسئم....من كلامك المعسول ابدا..وهل تعيش الورود وتبقى على قيد الحياة بدون قطرات الماء العذب الذي يرويها وينعشها.....سأذبل...واموت واتيبس بدونك وبدون حنانك وغزلك...))
+
ضحك لكلماتها....وقال يوعدها...بوعود ابدية دافئة.......تسعد قلبها الذي اذاه في السابق كثيرا...
+
((اعدك....ياسمرائي...بأني لن ابخل عليك ابدا.......وسابذل قصارى جهدي لاسعدك واسعد طفلنا الذي بين احشائك.....))
+
اغمضت عينيها.....تعض على شفتيها بقوة..كأنها تخبئ شيئا ما...فهو يعرف هذه الحركة جيدا...إنها تخفي عنه امرا مهما....لذا.....قال وهو يرفع وجهها نحوه:
+
((افتحي عينيك...وقولي ماتخفينه عني ايتها الشقية))
+
ابتسمت تفتح عينيها اليه لتهمس بهدوء واضح:
((انا حامل بتؤام......))
+
شهق احمد فرحا.....ليقول عاقدا حاجبيه بعدم تصديق:
+
((ماذا.....ماذا قلت......اتمنى الا تكوني تمزحين))
+
هزت رأسها مؤكدة له....
((كلا لا امزح....عرفت هذا من طبيبتي يوم امس....وقررت ان اخبرك بيوم ذكرى ولادة آدم....حتى تبقى تتذكر هذا كلما جاء هذا اليوم....
+
انا احمل بين احشائي طفلتين....منك يا حبيبي.....كما يبدو ان الحمل بالتؤام وراثة لدى عائلتي...))
+
عانقها احمد مبتسما........يهمس قرب اذنيها:
((انا سعيد جدا بهذا الخبر...................))
+
سألته باهتمام:
((عليك ان تحضر اسمين وليس اسما واحدا))
+
ابتعد عنها قليلا......فكر للحظات ثم قال بحزم
((لاداعي للتفكير....فالاسمين موجودين سلفا))
+
مطت شفتيها لتقول متنهدة:
((لم افهم))...
+
فقال برقه::
+
.((.وهل هناك احلى من اسمي....نهى وسمر))
+
فتحت فمها ببلاهة.....لتقول عابسة بعد لحظات:
((أ انت جاد.....تريد ان تسمي ابنتنا على اسمي))
+
..هز رأسه تأكيدا....قائلا بابتسامة عريضة أظهرت صفي اسنانه:
+
((وهل يوجد احلى من اسم سمر ياسمرائي.....ومن اسم نهى...كلاكما اسرتما قلبي بدون رحمة....كلاكما جزءا من روحي...كلاكما قدري المكتووب ..........وانا اعتز بهذا القدر.......سيكون في بيتي سمرائين....الكبيرة حبيبة قلبي..والصغيرة..مدللتي...وفلذة كبدي...ونهى في قلبي...ونهى في بيتي.....اعطر لساني..بذكر اسمها.........فلا ترفضي وتحرميني من هذا الاحساس الرائع))...
7
صمتت تحدق فيه باستغراب......عاقدة حاجبيها.......ثم قالت يائسة:
((افعل ماتراه مناسبا))...
1
ابتسم احمد....يقبلها على جبينها.....قائلا بمزاح:
((وحين يكبران ....ساحرص على تزويجهما من الرجلين اللذان ترغبان بالارتباط بهما..ولن اجعل سمر ابنتي تعاني مثلما عانت والدتها.....))
+
شعرت سمر بالأم قاتلة بظهرها...لكنها تجاهلتها وقالت له بنفاذ صبر:
((افعل ماشئت بهما...سميتهما..وزوجتهما..وهما لم يولدا بعد))...
+
ضحك احمد بمرح....لينهض من مقعده...ويساعدها على النهوض قائلا:
+
((يبدو عليك التعب جليا.....سنذهب لشقتنا فورا....لترتاحي وتنامي...ولا تشغلي بالك بأي شيء...اطلبي فقط وانا انفذ.......))
+
همست وهي تسير بجانبه نحو مدخل بيت والديه لمناداة آدم:
((هل اصبحت مصباح علاء الدين السحري....ام العفريت الذي بداخله..!))؟؟؟!!!!!!
+
قهقه احمد عاليا.......ليرد عليها بعبث((سأكون اي شخصية تريدين المهم إلا تجهدي نفسك كثيرا....الان عرفت لم ّانتفاخ بطنك غير طبيعي.....وانت فقط بالشهر الخامس......))
+
زفرت تتظاهر بالضجر:
((اسنقضي الليل كله هنا في الحديقة....اريد الذهاب لغرفتي والتمدد على سريري..ارجووك نادي على ادم ولنذهب...))...
+
قال بحزم لا يقبل النقاش.....
+
((سأفعل هذا بالتأكيد..لكن عليك اولا..تناول كوب حليب اخر....))..
+
صرخت به مستاءة:
((ماذا.......؟؟؟؟؟ألم اشرب كوبا كاملا قبل قليل))
+
مط شفتيه بضحكة مكتومة ليقول بقلة حيلة:
+
((كان ذلك لأجل نهى.....والذي ساعده لك الآن لأجل سمر))......
1
فتحت فمها لتجادل لكنه قال محذرا:
((اياك يا سمرائي.والجدال......ستشربيه..يعني ستشربيه حتى لو اجبرت على فتح فمك قسرا....وافراغه داخل بلعومك بالقوة))...
+
اتسعت عيناها بعدم تصديق متخيلة ....لو انه حقا فعل هذا بها.....وهو اليوم يبدو ليس طبيعيا وسيفعل اي شيء يخطر بباله لذا استسلمت يائسة لطلبه.....متمنية لو انها لم تخبره أنها حامل بتؤام الان...إلا بعد ان تلد...........
+
*****************
+
💞💞💧💧💧💧💞💞
+
((******تمت بحمد لله******))
+
