رواية اريدك في الحلال الفصل العشرين 20 بقلم ايمان سالم
الفصل العشرين
أريدك في الحلال
إيمان سالم
+
استنااااااا قالتها بصراخ حاد ..تنهدت ثم اتبعت في توتر: قصدك ايه بإني انقذه؟! عدلي ماله عملت له ايه أنطق؟
+
القهوة يا فريدة .. قالها وهو يغلق الهاتف
+
لحظة واحدة تحاول استيعاب ما قال صرخت بشدة وهي تتخيله يتناول كوب من القهوة بطعم السم القاتل اقشعر جسدها وهي تركض كالمجنونة لغرفته وجل النظرات حولها تتبعها متعجبه هيئتها.. فلأول مرة تكون بتلك الحالة الرثة، رأها أنس من بداية الممر فقبض قلبه ماذا يحدث لها لا يعلم اتجه خلفها ليعلم ماذا هناك!
+
دخلت الغرفة دون طرق تفتح بابها بهمجية كبيرة فارتفع صوت اصتدامه بالحائط بشكل افزع الموجودين وفي لحظة كانت تنظر للكوب الموضوع على المكتب صرخت وهي تتجه له تدفعه ارضا بعنف وخوف رهيب ليس فقط بل طالت يدها بعض الاشياء الاخرى
انتفض الكل لا يصدق ما تفعله .. وقفت تلهث وأمام عينيها مشهد واحد فقط «عدلي ممد على الأرض فارقته انفاسه»
نهض عدلي يحدثها بتعجب مغلف ببعض الغضب: في ايه يا فريدة ايه اللي عملتيه دااا؟!
وكأنها كانت في كابوس واستيقظت الان نزلت لأرض الواقع .. عدلي وطبيب آخر ليس فقط بل ونائب المدير اتسعت عيناها تشعر بفدح ما قامت به تتمنى لو تنشق الأرض وتبتلعها
+
وعدلي يتطلع لتغيرات وجهها لا يعرف ما الذي يحدث معها تحديد والكل صامت يتطلع لها ينتظر تفسير ما فعلت
رفعت كفها الذي يرتجف على دخول أنس الذي لا يعلم شيء حتى الآن لكن الموقف ككل مريب بالنسبة له
تحاول التحدث.. اخيرا خرج صوتها مهزوز على غير عادة: أنا آسفه .. آسفه بجد للي حصل دا
يشعر بالغضب من اعتذارها قبل خطاءها لذا وجه السؤال بشكل عنيف: عملت كدا ليه يا فريدة، ايه اللي حصل؟!
هنا تدخل أنس متحدثا لنائب المشفى يحاول سحبه خارج الغرفة: دكتور أحمد على فكرة الادوية الجديدة وصلت حالا أنا كنت جاي ابلغك
نهض الطبيب الذي مازال يوجهه النظرات المتعجبة لفريدة وهتف: تمام يا دكتور أنس تعال معايا تنفس أنس الصعداء بخروجهم جميعا ونظر لعدلي فوجده بحاله من الغضب ظاهرة بوضوح على عروقه النافرة
سحب الباب خلفه ليغلقه عليهم ومن كل قلبه يدعو أن يمر الأمر الذي لا يعرف عنه شيء بسلام
+
عادت عينيه لها تطالعها بغضب وهتف: ممكن اعرف دخلتي علينا بالشكل دا وعملتي كدا ليه يا فريدة؟!
تشعر بالانهيار فهتفت تحاول استجماع شتات نفسها: خفت عليك صدقني واقتربت تمسك كفه وشعرت بأن كفه يكاد ينفجر .. ادمعت متحدثه برجاء: اقسم لك بالله إني خفت عليك
يحاول كتم غضبه فقال بنبرة مشحونة: من إيه يا فريدة أنا مش فاهم وضحي لي مالك وايه اللي بيحصل معاكِ بالظبط انا حاسس انك متغيره في حاجة مخبيها عليا ؟
نظرت له برجاء أن لا يطلب توضيح أكثر مما قالت
+
ابتعد يمسح وجهه بغضب هاتفا: يالله .. يا فريدة اتكلمي وقولي لي عشان أقدر افهم واساعدك أنتِ مش فريدة اللي اعرفها
هتفت بتوتر وهي تتجه خلفه مباشرة: هقولك الحقيقة .. في حد بيهددني يا عدلي
+
التفت لها متفاجأ وهتف بغلظة: مين دا وبيهددك ليه؟؟
اجابته بقلق عارم: هتكلم بس اوعدني يا عدلي انك تصدقني وتفضل جمبي مهما حصل
امسك كفها يقربها منه أكثر متحدثا بنبرة غاضبة من كلماتها السابقة: في ايه يا فريدة وليه بتقولي كدا .. اتكلمي قالها وتكاد انفاسه تتلاشي خوفا من القادم
+
مررت لسانها على شفتيها الجافة تحاول التشجع وهتفت: ترك اللي ااا كان خطيبي قبلك
ارتفعت انفاسه فجأة وكانها طواحين هواء
شددت على كفه متحدثه بصوت خافت متألم: فاكر اليوم اللي تعبت فيه وكنت مش في المستشفى
اتسعت عيناه رعبا .. اتبعت في تردد: كان هنا في اوضه العمليات وهو السبب في التعب اللي حصلي يومها
هتف عدلي بنبرة جامدة: مش فاهم كان هنا ازاي وعمل لك ايه يا فريدة وضغط كفها دون ارادته متحدثا: اتكلمي؟ حصل إيه؟
+
صدقني كل حاجة حصلت من غير علمي قالوا لي يومها الحالة اللي جوه واحدة ست ومش عاوزه غيري يعمل لها العملية، مفيش دكاترة غيري دخلوا لكن اتفاجئت انه هو اللي جوه
اتسعت عيناه بذهول تام
اتبعت فريدة بأسى حتى الممرضة اللي كانت هنا مشت ومرجعتش تاني لم طلبت منها تكلم دكتورة التخدير تستعجلها .. كان كامين يا عدلي، راجع بيهددني بيك راجع عشان يبعدنا عن بعض ويفرقنا .. عشان خاطري متدلوش الفرصة خليك جمبي أنا خايفة عليك أووي منه هينتقم مني فيك وارتجفت يداها عند تلك الكلمة
+
ليه ينتقم مني وليه عمل كدا يا فريدة
بكت متحدثه: عشان سبته مكنش ينفع اكمل معاه وأنا بحبك دا كان فوق طاقتي
ضمها لصدره يحاول استيعاب ما قالت يحاول اكسابها الدعم الذي تريد وقال: طب اهدي ورغما عنه يفكر في كلماتها وعقله يصور له الكثير فهتف بنبرة مميته وصوت يرتجف: عمل لك حاجة يومها؟
ارتجفت بين يداه وهتفت: مش هقدر اخبي عليك حاجة يا عدلي السافـ... خدرني يومها الممرضات لما شافوني واقعة في الطرقة مكنش اغماء عادي كان بسببه هو
+
زمجر عدلي وهو يمسك كتفيها متحدثا بحدة: الحيوان خدرك ازاي وليه؟
هتفت بنبرة متوترة للغاية: معرفش يا عدلي،أنا وقتها حاولت اخرج من الاوضه لقيته مسكني غصب عني وحط منديل على وشي حاولت اوقاوم مقدرتش ومحستش بالدنيا بعدها والله كان غصب عني .. أنا عارفة اللي بقولهولك دا صعب عليك بس أنا مقدرش اخبي عليك حاجة حتى لو هتسبني
اسيبك!! قالها بغضب شديد واتبع: قدرتي تقوليها يا فريدة عادي كده؟!
أنا أسفه يا عدلي أنا حاسة إني تعبانة بجد
+
زفر بقوة يبتعد عنها خطوات يمسح وجهه عدة مرات لعله يهديء وهي تطالعه بخوف وقلق من رد فعل ربما يكون متهور فـ هتف اخيرا بنبرة متئلمه: الكلب دا راجع ليه؟ راجع عشان يدمر علاقتنا ويشككني فيكِ مش كده؟! ... أنا بقى مش هسيبه أنا اللي يجي عليكِ يا فريدة مش هرحمه وهعلمه ازاي يلمس حاجة متخصوش واندفع يغادر الغرفة
اسرعت خلفه تتمسك به متحدثه بخوف: لا يا عدلي متروحلوش، لا هو دا أكيد اللي هو عاوزه
هتف من أمامها بغضب: مش هسيبه يا فريدة بعد اللي عمله هو مفكر إيه ملكيش رجاله لا انا موجود
هتفت وهي تتمسك به بقوة: لا يا عدلي مش هسيبك تروح له بالحالة دي أنا مش عاوزه اخسرك
+
-ابعدي يا فريدة مش عاوز ازقك
-مش هبعد والله مش هبعد اللي أما تهدى الأول، هتعمل ايه عرفني عشان خاطري مش عاوزه اخسرك
اجابها بصلابة وعزم: النوعية دي لو سكتنا لها مرة هتفتكر أن ده خوف وساعتها هتعمل اكتر من كده
عدلي عشان خاطري اهدى وفكر بعقلك بلاش عصبية متندمنيش إني قلت لك الحقيقة
+
هديء قليلا وهتف وهو مازال موليا ظهره لها: خلاص يا فريدة سبيني
عدلي قالتها برجاء
اتبع بغضب طفيف: مش هتحرك دلوقت خلاص قلت سبيني .. افلتته من بين يديها فاتجه للنافذة يفتحها يشعر بالضيق وثقل يجثو على صدره يكاد يزهق روحه فتحها لنسمات الهواء تضرب وجهه يشعر بنيران شديدة تكاد تذيب روحه
+
تنفست بضعف وحزن تفكر في القادم وما سيحدث خائفة .. اتجهت له ببطء تهمس: المهم دلوقت أنك بخير متعرفش كان ممكن يحصل لي ايه لو شربت القهوة وجرالك حاجة
التفت عدلي على كلماتها للكوب ينظر بتدقيق وهتف: القهوة .. والممرضة اللي كانت في العمليات زي ما بتقولي لازم نوصل للناس دي
سألته بقلق: ليه هتعمل معاهم ايه
هتف بشرود مش عارف لسه بس هتكلم معاهم وممكن اخد منهم اعتراف مسجل انه هو اللي وزهم يعملوا كدا القهوة دي لوحدها شروع في قتل يا فريدة ولو كنت شربتها فعلا كان زمانها جريمة قتل كاملة
ضربتها الكلمة كسيف باتر وهتفت بقشعريرة: استغفر الله، بعد الشر عنك، يارب هو واللي عمل كدا
+
ربت على كفها متحدثا: مين اللي كانت في العمليات وقتها معاكِ .. ذكرت أسم ممرضة فاتسعت عيناه متحدثا: أنت متأكده يا فريدة
اجابته بثبات ايوه طبعا متأكدة الحاجات دي فيها شك بردة، اليوم دا بكل تفاصيله مبيفارقش خيالي لحظة من بعد اللي حصل
هتف في امتعاض: خلاص يا فريدة بالله عليكِ أنا ماسك نفسي بالعافية .. طب أنا نازل اشوفها واشوف العامل اللي جاب لي القهوة
+
هتفت بتأكيد: ما ممكن يكون حد غيره
اجابها بثقة: متأكد بنسبه كبيرة انه لا يمكن يعمل كدا الراجل دا طيب وباين عليه الصلاح لكن ما قدميش حل تاني يا فريدة عشان افهم اللي حصل وامسك عليه ادلة
اومأت في صمت فغادر متجها لحجرة التمريض اولا
وهي رفعت اكفها لفمها تدعو الله أن لا يصيبه شيء ويرد كيد ترك له اضعاف مضاعفه
+
----------------------------------------------
+
لا يعرف ماذا سيخبره فحياتهم تعد كتلة من لغم ارضي زفر بقوة مع اصرار والدها واجابه بثبات زائف: جمانة مش فوق
سأله والدها بقلق: امال فين يا ماهر ؟
تنهد ماهر بثقل متحدثا: معرفش!
تبدلت ملامح جلال رغم شكه في اذناه وما سمع واقترب من ماهر متحدثا بجدية: بتقول ايه مش فاهم؟
في مشوار متعرفوش يعني ولا ايه اللي متعرفوش يا ماهر اتكلم
هتف ماهر بتردد: بنتك وأحنا في فرنسا هربت ومعرفش حاجة عنها من ساعتها
+
اتسعت عين ابيها بهلع حتى كادت تغادر محجريها وهتف بانفعال شديد وهو يمسكه من تلابيب ثيابه: الكلام اللي بتقوله دا مش صحيح بتهزر مش كدا، قول بنتي فين
هتف ماهر بغضب: لا بهزر ولا زفت أنا مكنتش راضي اقولك لحد ما اوصل لها بس انت اللي جيت بنفسك
صرخ جلال بجل غضبه متحدثا: بنتي فين عملت فيها ايه يا ماهر هي دي الامانة اللي امنتهالك؟!
+
لم يدفعه ماهر رغم اطباقه الشديد على عنقه لكنه هتف بعنف هو الاخر: شوف هي هربت مع مين!؟ سابت جوزها في شهر العسل وهربت ليه؟!
لم يتحمل جلال أكثر فلكمه بقوة دفعته يجلس على المقعد من خلفه وصرخ بسباب لاذع : يا ..... ......
جالك عين تقول عنها كدا الحق عليا أنا اللي جوزتها لك يا خسارة ثقتي فيك وبصق على وجهه قبل أن يغادر يكاد لا يرى أمامه شيء
+
دلك ماهر وجهه متحدثا بغضب اعمي: وربِ يا جمانة منا معدهالك ابدا
+
استند على سيارته يفتح مقدمة قميصة بصعوبة يشعر باختناق شديد
ترجل السائق سريعا يحدثه بتوتر: جلال بيه مالك أنت كويس
اجابه بتشويش: خدني على البيت بسرعه
اتجه يفتح له الباب يعاونه على الدخول واسرع يقود السيارة متجها للفيلا الخاصة به
+
------------------------------------------------
+
في الاسفل ..
حجرة الممرضات تحدث عدلي بنبرة مهذبة امال فين ....
اجابته ممرضه اخرى: دي استقالت من هنا بقالها اسبوعين يا دكتور عدلي
هااا قالها عدلي بشرود وهو يتذكر شيء كهذا حدث أمامه عندما كان في غرفة الدكتور نائب المشفى
خرج من شروده متحدثا: أنتِ متأكده انها استقالت خالص ومجتش المستشفي من يومها
اجابته بكل ثقة: ايوه مجتش من يومها حتى خدت كل متعلقتها في نفس اليوم
خرج عدلي يشعر بغرابة ما حدث
لكن القلق مازال يراوده فاتجه لغرفة البوفيه الخاصة بهم وسأل العامل المسؤول هناك بتردد: عم عيد
انتفض الرجل عند دخوله متحدثا: ايوه دكتور عدلي
اجابه عدلي وهو يقترب منه كنت عاوز اسألك على حاجة كدا
تعجب الرجل متحدثا حاجة إيه دي خير يا دكتور عدلي هو انا حصل مني حاجة لسمح الله
لا يا راجل يا طيب بس كنت عاوز اسألك أنت اللي عملت القهوة بنفسك.. تعجب الرجل متحدثا ايوه ليه كان فيها حاجة وحشه مكنتش مظبوطة
اجابه عدلي بتودد: اطلاقا أنا بس كنت بسأل مش أكتر أصل البن وطريقتها متغيره عن كل مرة
اجابه بتعجب: لا والله انا اللي عملها والبن زي ما هو يمكن اكون غلطت وحطيت لك من المحوج سامحني لو دا حصل مكنش قصدي
لا خلاص خلاص حصل خير خد بالك بس بعد كدا
ازدرد الرجل ريقه متحدثا: ربنا يخليك يا دكتور عدلي ويكرمك يارب، هاخد بالي حاضر
+
ابتسم عدلي مغادرا المكان لكنه وجد أنس في وجهه
زفر عدلي بغيظ يحدث نفسه: كنت ناقصك أنت كمان دلوقت ودفعه برفق متحدثا :ابعد كده
هتف أنس بضيق: الحق عليا جاي اساعدك
التفت عدلي متحدثا بشك: قصدك ايه مش فاهم
تحدث أنس وهو يضع يداه في جيب البالطو: احكيلي اللي بيحصل بالظبط عشان اساعدك دكتور أحمد مستاء جدا من اللي فريدة عملته ماكنتش عارف ارد عليه اقوله ايه النهاردة
مسح عدلي وجهه بغضب وهتف: خليه يخصم لها يومين يا أنس والتفت يكمل طريقه
اسرع انس خلفه يحدثه بغضب: أنت ايه يا اخي باارد مش بكلمك اقف اتكلم معايا أنا عاوز اعرف في ايه بجد مش هزار، فريدة مش طبيعية بقالها كام يوم أنت مزعلها ولا حد مزعلها
اجابه عدلي بفتور: مسائل شخصية متتدخلش لو سمحت
ماشي يا عدلي قالها بحزن واتجه لاعلى دون ان يضيف شيء آخر
+
صعد خلفه،حينما شعر بفظاظة ما قاله له فاتجه لمكتبه يقف على بابه المفتوح متحدثا بتردد: متزعلش يا أنس مكنش قصدي اتكلم معاك بالطريقة دي أنا مضغوط وشكلي خرجت الضغط دا فيك
نهض انس متحدثا: هسامحك بس بشرط احكي لي يا بني فريدة اختي بلاش غيرة من غير داعي افهم بقى
ابعده عدلي قليلا متحدثا: أنس أنا على آخرى مش ناقصك، هتستعبط في الكلام هسحب اعتذاري واديك كلمتين تانين وامشي
ضحك انس متحدثا: اعوذ بالله ادخل يا بني مش فاهم حبت فيك ايه دي؟!
أنس قالها عدلي وهو يجلس بغيظا شديد
هتف أنس وهو يجلس موجها له: قول يا عدلي أنا سامعك
+
سرد له عدلي ما قالته فريدة...
ظل يضحك عدة لحظات لم يتوقف الا على تهديد عدلي بأنه سينال لكمه قد تطيح بعيناه اليمين فتماسك متحدثا: قل والله؟!
"هتتكلم جد وتشوف معايا حل ولا اقوم وكأني مقلتش حاجة" قالها عدلي بنفاذ صبر
اجابه أنس بتركيز: عشان نتأكد مفيش قدمنا غير نحلل القهوة ونشوف هل كان فيها سم فعلا ولا لأ دا أول الخيط
ابتسم عدلي متحدثا كانت غايبة عني فين دي
عدل أنس قميصه متحدثا: عشان تعرف بس قيمتي
واتجه معه لغرفته فوجد فريدة كما تركها ..
+
-----------------------------------------------
+
مر وقت طويل في المختبر ....
اخيرا ظهرت النتيجة ...
لا يوجد اي نوع من السم في القهوة «اخذ عدلي جزء من الفنجان والقهوة المسكوب كعينة للتحليل »
نزل الخبر على عدلي كالصاعقة ..
شكر الطبيب المختص الذي اصر عليه اجراء التحليل بنفسه للتأكد وغادر متجها لغرفته ..
لا يعرف ماذا يخبرها أن قال لها أن ما قالته غير صحيح، ايعقل ان تكون مجرد اوهام وتخيلات .. يشعر بغرابة ما يحدث من يصدق كلامها أم الواقع .. هو الآن في حيرة قاتله ...
+
دلف الغرفة فانتفضت تسأله بلهفه: ايه اللي حصل ماذا سيخبرها لا يعلم، اجابها بتوتر: النتيجة هتظهر لسه بكرة
هتفت في غيظ بكرة ليه يا عدلي أنت بقالك ساعات هناك وأنا مستنياك اعصابي تعبت من الانتظار وفي الاخر تقول لي بكرة
ـ معلش يا فريدة اللي حصل
على دخول أنس يتحدث بغرابة: ازاي مفيش فيها حاجة أنت متأكدة يا فريدة من اللي كلمك النهاردة قال لك إن فيها سم
+
هتفت بتوتر وهي تطالع عدلي: النتيجة طلعت يعني
ابعد عدلي انظاره عنها
فهتفت بحزن: ماقلش سم لكنه قال انقذه من الموت وقال القهوة يا فريدة يبقى ايه يا أنس القهوة فيها حاجة دا اللي جه في بالي
-طب والممرضة عرفني؟
خرج عدلي من صمته متحدثا بفظاظة: القهوة مفيش فيها سم والبنت مستقيلة من اسبوعين عاوزه تعرفي فريدة ايه تاني
ردت بهسترية : لا يمكن اللي بتقول له دا
اجابها عدلي بتصميم: طب ممكن تهدي البنت دي مستقيلة فعلا من اسبوع قدامي يا فريدة بس كنت مش متأكد انها هيا اتأكدت بنفسي
لا محصلش كانت موجودة يومها في اوضه العمليات اقسم بالله أنا متأكده
ازاي كانت موجودة، ممكن يكون حصل معاكي لبس في الموضوع ووحدة غيرها او كنتِ تعبانة يومها
هتفت بقوة: أنا مش مجنونة يا عدلي ولا بيحصلي تهيأت قلت لك هي اللي كانت موجودة ..وحصل كل اللي حكتلك عليه بالحرف
+
انزل أتاكد تاني يا انس أنا مش مجنونة، شفتها بعيني يومها صدقوني
هتف بتردد يا فريدة مش عاوزين شوشرة وكلام كتير
صمتت تشعر بالالم والعجز
+
فهتف نزولا لرغبتها: هتأكد بطريقتي وغادر الغرفة
+
اقتربت لعدلي هاتفه: اقسم بالله هي يا عدلي
لم يجب بشيء حافظ على صمته لكنه قربها منه يقبل رأسها اعلى حجابها مغمضا عيناه بكل الم العالم
حتى دلف أنس يقدم قدم ويؤخر الاخرى فاقتربت تسأله بشك: هااا قولي وصلت لحاجة
هز رأسه بنفي متحدثا كلام عدلي مظبوط يا فريدة
+
نهض عدلي متحدثا برزانة لوسمحت غيري هدومك هوصلك النهاردة البيت وهبعت حد يجيب عربيتك لاني مش هطمن عليكي تروحي لوحدك
خرج بالفعل وتباطئ أنس من خلفه ثم استدار لها متحدثا: كل حاجة هتبقى تمام متقلقيش
نظرت له بترجي متحدثه: مصدقني؟
اومأ لها في صمت
اسرعت تبدل ثيابها تشعر بأن الكون يدور من حولها وهي غير قادرة على فعل شيء
+
مر يومان ..
على الجميع ..
من عاش يبنى جدران احلامه وتحققت ومن ظل يبني الاحلام ليسكنها غيره دون وجه حق
+
جاءت في الصباح على غير عادة ..
جلست لجوارهن وهن يتناولن الفطار
تحدثت ضحى بفرحه مش الشقة تعتبر خلصت يا خالتو لسه حاجات بسيطة بس وهنبدأ نختار الفرش
ـ الف مبروك يا حبيبتي ربنا يتم لك على خير اه دا احسن خبر سمعته النهاردة
كانت حنة تجلس في صمت.. النظرات بينها وبين خالتها خلسه .. لقد اصاب وسام علاقتهم بشرخ كبير
نهضت لتترك المكان لخالتها حتى تاخد راحتها متحدثه أنا نازله الشغل اجيب حاجة وأنا جاية محتاجين حاجة
هتفت ضحى وهي تضع السكر في الشاي لا سلمتك يا حبيبتي خدي بالك من الطريق
ابتسمت حنة وغادرت
+
حمحمت رقية متحدثه بهدوء: أنا استنيت لحد ما حنة تمشي عشان اعرف اتكلم
نظرت لها فريدة في تعجب متحدثه: خير يا خالتو هو الموضوع يخص وسام
اومأت رقيه وهي تتحدث: مش عارفة اقول لكم ايه ولا ابدأ منين لكن لازم تعرفوا مني مش هستنى لما الغريب يجي يقولكم
اعتدلت كلا من ضحى وفريدة بتركيز، اتبعت وسام عاوز يخطب
انتفضت فريدة بغضب متحدثه: ايه يخطب،بالسرعة دي؟!
شعور من القلق دب في اوصالها من ردت فعل فريدة العنيفة
اتبعت رقية بحزن: عارفة انتِ بتفكري في ايه دلوقت بس والله يا حبيبي أنا وقفت له لكن هو مبيسمعليش كلام، صوته من دماغه انا قلبي وجعني على حنة وعارفه هو بيعمل كدا عند فيها مش اكتر ومحدش هيندم غيره خصوصا البنت اللي هو مختارها دي مش مرتحالها بس غصب عني والله غصب عني
+
نهضت فريدة بغضب متحدثه: وجايا تعزمينا ولا إيه يا خالتو
فريدة متبقيش قاسية عليا في الكلام كده، انتِ عارفة غلاوتكم عندي من غلاوة وسام كلكم ولادي
شوحت فريدة بيدها في غضب: لا مه واضح اوي معزتنا من غير ما تقولي على العموم هو اللي خسر مش احنا
هتفت ضحى بنبرة صارمة على غير عادة: فريدة الكلام مش كده عيب دي خالتو بردة
زفرت فريدة بغضب وهتفت عاوزاني اقول ايه بعد الكلام دا البيه حتى مش هاين عليه يستني شهر ماشاء الله على طول دا لو اختك دي كلبه كان حزن على فراقها أكتر من كده
+
هتفت رقيه بانفعال هي الاخرى: خلاص يا فريدة أنا غلطانه إني جيت عرفتكم أنا خلاص مبقاش ليا خاطر عند حد فيكم كلكم ولا حد بيسمع لي كلمة، شكرا يا بنات اختي
+
وهنا تدخلت حنة بثبات وهتفت: متزعليش يا خالتو فريدة متقصدش
شهق الجميع لوجودها وبدت علامات الذهول تظهر على وجههم أجمع
اتبعت حنة في هدوء عكس ما بداخلها: كل شيء قسمة ونصيب ودلوقت ولا بكرة كده كده هيرتبط بغيري أنا مش زعلانه لو عملين على زعلي ربنا يوفقه مع اللي اختارها وتناولت مفتاح سيارتها من على المنضدة وغادرت تحت صدمتهم الكبيرة التي مازالت ترتسم على وجههم
+
الخطوات القليلة التي تفصلها عن السيارة كانت كأشواك حادة .. تنزف دما ولا تظهر ومتى كانت تظهر الضعف لتفعل الآن، صعدت السيارة .. وهنا بدأت الدموع تتساقط كحبات ندى رطبة في جو بارد ..
تتذكر كل شيء، حبهم، احلامهم، حتى خصامهم هان كل شيء عليه في لحظة .. اوقفت السيارة للحظة تتطلع في الهاتف لصورته تسأله بصوت مذبوح: معقول حبتني في يوم؟! معقول قلبك دا دق ليا في بجد؟! .. ياااه يا وسام لو كنت اعرف إن الجرح منك هيبقى كدا كنت .. كنت وبكت وانهارت تستند على مقود السيارة، خرج صوتها بنحيب عال ..
لحظات مرت في بكاء حتى شعرت بأن الدمع جف في مقاليها وتبدل بدماء ينزفها قلبها .. ستنسي أخذت عهد على نفسها ستكمل لن تدعه يفسد حياتها بعد اليوم ستمضي قدما ستقطع صفحته من دفترها إلي الأبد .. وعدت نفسها أن القادم سيكون أفضل من دونه .. وستتذكر تلك الايام ولن تبالي بها بل ستضحك عليها ذات يوم
+
ادارت السيارة من جديد متجهه للعمل ..
صعدت لاعلى .. رأها وهي تمر لجواره.. بتلك الصورة الحزينة، شعر بنغزة قوية اصابت صدره لا يعلم لماذا لكن الفضول اخذه ليعرف ما سبب هذا الحزن المرسوم على وجهها وتلك الملامح الميته من السبب يتسأل في نفسه وكان الجواب ربما كان خطيبها السابق لعن في سره كل مخادع دخل في حياة إنسان ودمرها لكنه تماسك وابعد فضوله وأكمل طريقه.. ومن شدة الحزن لم تلحظ حتى مروره
+
----------------------------------------
+
الفرحة التي تشعر بها الان تكفيها لنهاية عمرها
+
هتفت وهي تتطلع للغرفة بانبهار شديد: الله يا كيان الاوضه حلوة اوي مكنتش اعرف انها هتبقى كدا
هتف بنبرة هادئة رزينة: عجبتك
اوي اوووي دي تحفه
اقترب متحدثا بصفاقته المعهودة: ايوه لازم تعجبك لان دي هتبقى اهم اوضه في البيت دا كله
اتسعت عيناها برهبة وقررت الابتعاد عنه خطوات ثم المغادرة ولم تنتبه لتلك الالة التي خلفها
كادت تسقط لولا يده التي دعمتها
انتفضت متسعت العينان وانفاسها متلاحقة
ابتسم متحدثا ايه رأيك نوثق اللحظة دي بينا هنا بأول بوسة
صرخت في وجهه بكل قوتها: حنااااااااة
انتفضت للخلف مفزوع وجاءت من بالخارج تركض على صرختها تسألها بشك ايه في ايه مالك
+
نظرت لاسفل ماذا تخبرها فلم تجد بد من قول وهي تميل على اذنها بهمس وقالت لها بعض الكلمات
+
تبدلت ملامح كيان وفكر هل من الممكن ان تحكي لها ما حدث .. يفكر
فجاءه صوت حنة الهادئ: تعالوا نشوف بقيت الاوض عشان افتكرت حاجة مهمة ومحتاجة امشي
اتجهوا جميعا لغرفة الاطفال ثم غرفة الصالون واقترب منها كيان مرة آخرى فانتفصت تنتظر ما سيقول او بالاحرى ما سيفعل
ابتسم متحدثا برقة متخافيش مش هعمل لك حاجة اختك قريبة مننا كنت عاوز اكلمك في موضوع مهم
+
اتكلم قالتها برقتها المعهودة
تردد كثيرا قبل أن يقول ايه رأيك نجيب بابا يعيش معانا بعد الجواز وتكون دي اوضته
اتسعت عيناها وهتفت: هو ممكن يسيب المستشفى
اجابها كيان بهدوء: طبعا ممكن وهيبقى في متابعة دورية للحالة وممرضة معاه
نظرت لاسفل دقائق شعر كيان بأنها سترفض لكنها رفعت رأسها تسأله بنبرة مترددة: طب ليه سيبينه في المستشفى كدا لوحده ليه مامتك مش بتخده عندها هي وترعاه، متفهمش كلامي غلط يا كيان بس من حقي افهم
+
انفعل متحدثا بنبرة حادة: طب ما تقولي لأ من الاول عادي جدا ليه اللف والدوران دا
شهقت متحدثه بنبرة متألمة: لف ودوران ايه الكلام ده!!
اقتربت حنة متحدثه: في ايه مالكم اتحستدوا ولا ايه
اجابها كيان وهو يخرج من الغرفة اظن كدا اتفرجنا على الشقة كاملة يالا عشان المشوار اللي وراكِ متتأخريش عليه
+
ساروا خلفه في صمت تااام ..
لم يحاول فتح اي حوار معها طوال الطريق وهي بالمثل فقط بعض الردود المختصرة على حنة
دعته حنة للصعود دقائق للاعلى لكنه رفض بلباقه متعللا بوالدته التي تنتظره
صعدت ضحى تفكر هل اخطأت عندما سألته هذا السؤال هل كان ينتظر منها الترحيب بالفكرة دون نقاس
الحزن يسكن قلبها حتى هو بات يفهمها بصورة خاطئة التلك الدرجة هي سيئة
+
---------------------------------------------
+
لو يعلموا كيف تتحطم احلامنا البسيطة بسهولة لما فعلوا بنا ذلك ..
+
اليوم هو يوم الاجازة ..
ويوم خطبته على مونيكا ..
قاعة كبيرة .. حفل عظيم ..
نكاية بحنة يعلم انها سترى كل شيء على مواقع التواصل
ومنذ عرفت كلاهما وهما يشغلانها باشياء متعددة حتى لا تمسك هاتفها وترى ما يحدث مرة واخرى حتى لاحظت خوفهم الشديد عندما تمسك الهاتف ..
فسألتهم بشك هو في ايه كل اما اقعد وامسك التليفون، تتكهربوا في ايه بالظبط مالك مش؟!
+
صمتت ضحى ونهضت فريدة تتحدث لتغير الموضوع: هتروحي حفلة الشركة ولا ايه
اجابتها بغيظ سيبي حفلة الشركة دلوقت على جنب وخليكِ معايا عاوزه اعرف في ايه
+
الصمت يعم المكان فما كان منها الا انها امسكت الهاتف لترى بنفسها .. فأمسكت ضحى كفها تترجاها متحدثه: عشان خاطري بلاش تدخلي دلوقتي
لكنها ابعدت يدها وبدأ الشك يزور قلبها بعد نظراتهم الحزينة تلك
كان أول أشعار لها
حفل خطوبة وسام ..في قاعة فخمة على حبيبته مونيكا
+
دارت الدنيا بها للحظات وشريط كل شيء بينهم يمر امامها حتى انتهى شعرت بجمود لم تشعر به من قبل فرحته معها اكسبتها اصرار انها لن تسقط ستكمل لن يهزمها حب اوضعف .. لو الثمن كان قلبها ستدهسه لتكمل رفعت انظارها لهم تحدثهم بثبات زائف: عادي حقه
+
ادمعت ضحى متحدثه: هو الخسران والله بكرة يندم
هتفت بتأكيد: وحتى لو مندمش يا ضحى أنا مش ندمانه إني خرجته من حياتي
اقتربت منها تحدثه بمودة: بكرة يجيلك احسن منه ميت مرة
ابتسمت متحدثه: وحتى لو مجاش أنا مش زعلانه أنا هكمل حياتي من غيره صدقوني هتحسن مع الوقت ..طب تصدقوا أنا ابتديت اتحسن فعلا
+
دعمتها فريدة وقالت: الايام كفيله تداوي اي جراح
نهضت متحدثه: هقوم اجهز الفستان وحاجته عشان حفلة الشركة
اجابته ضحى بشك: هتروحي
التفتت تحدثها بثقه: وايه يمنع مش هقعد ابكي على اللي فات خلاص هو اختار طريقه وأنا كمان هختار
+
تحدثت ضحى بعد دخولها الغرفة: والله بكرة يندم ندم عمره ان ضيع حنة من ايديه
اجابتها فريدة بشرود: مش كل اللي بنحبهم هيكونوا لينا
التفتت تتطلع لها بتعجب وهتفت: يعني ايه؟!
اجابتها ببسمة هادئة: لا ولا حاجة قومي ادخلي لها خليكِ جمبها،هي محتاجة دعمنا كلنا
حاضر قالتها ضحى وهي تنهض
+
-----------------------------------------------
+
في الحفل ...
+
يقف بحلة رماديه .. تكسب عيناه بريق خاص
دلفت حنة لجوار ميس ..
كانت ترتدي ثوب باللون الرمادي مثله نظر للحلة وهمس ببسمة ساخرة: عملين ماتشنج هايل مع بعض
+
لحظات ووصل له صندوق صغير يحمله عامل في الحفل واخبره في واحد قالي اوصل لك العلبة دي
امسك آذار الصندوق يهمس متعجبا: ياترى فيه ايه؟
+
----------------------------------------------
+
في امريكا ..
هات لي عنوانها بالظبط ومين اللي ساعدها عشان تدخل البلد وكتم على دخولها عاوز كل حاجة وكله بتمنه
اومرك يا ماهر باشا
ساعات قليلة ...
وكان بين يديه ملف يحمل كل شيء
الدماء تغلي في عروقه يتوعد لها تلك الساقطة
لم ينتظر كان على أول طائرة متجهه لامريكا
+
في الشقة كانت نائمة ..
لقد غادر معتز بعد يومين وابلغها رفضه من الارتباط بها بأسواء الكلمات «أنتِ مجنونة يا جمانة أسلم اسمي لوحده ادتني كل حاجة بسهولة كدا معقول!!
كان ردها الشرس: أنت اللي ضحكت عليا استغليت حبي ليك وقلت هتتجوزني فكرتك راااجل
+
مضربتكيش على ايدك قلتهالك ميت مرة بس تقريبا مبتفهميش، انت للتسلية فقط زيك زي كتير اعرفهم انما الجواز وتشيلي اسمي وولادي لا اخرك واحد زي اللي متجوزاه دا
رفعت يدها لتضربه لكنه امسكها متحدثا بقسوة: لو عملتيها تاني هقطعهالك احمدي ربنا اني لحد دلوقت عامل حساب انك حامل
ابتعدت عنه تحدثه بغضب: منك لله أنت اللي دمرت حياتي كلها يارتني ماعرفتك يارتني»
+
نهضت لتفتح الباب ببجامة نوم ستان زرقاء ..
عندما رأها شعر بأن اذنااه تطلق صافرة انذار
صرخت عندما تأكدت من وجوده: مااااهر
1
يتبــــــع ....
دمتم بخير
+