رواية خلف الظلال الفصل العشرين 20 بقلم يسرا
فصل العشرون....بقلم يسرا
التهمت سياره سالم علامات الارشاد بالطريق المؤدى الى الاسماعيليه فيما كانت هاله جالسه الى جواره متوتره
لا تصدق انها على قرب قوسين او ادنى من لقاء ابنائها
واخذت المخاوف تهاجم عقلها بضراوه شرسه ...لعلهم ليسوا هناك ....او الاسوء لعل سالم يحمل مخططا اخرا من مخططاته ..
التفتت هاله ونظرت الى سالم الذى بدوره شعر بأنظارها المسلطه عليه
فقال لها دون ان يلتفت: ايه ؟ مالك ؟
هاله بتوتر: ابدا ....بس ..انت متأكد انهم هناك؟
تنهد سالم وقال : ايوا ..آخر مره شفتهم كانو هناك
هاله بصوت مختلج من الفرحه : انت شفتهم...هما كويسين ...عاملين ايه ؟
نظر سالم اليها ورأه اللهفه مرتسمه على ملامح وجهها فأبتسم وقال : الواد الصغير شكله مجرم عنيه كلها ذكاء...وشبهك الخالق الناطق ..الكبير شكله اعقل شويه منه وخواف حبتين ...
ابتسمت هاله وتذكرت بقلب الام الحنون : ياسين طول عمره كان هادى ماتعبنيش ابدا ...وكان على طوول مطيع ..عمر بقى شقى شويه ...وعنيد اووى ....بس حبيبى كان على طوول يجى يترمى فى حضنى ويحكيلى...
وتابعت هاله بخوف وقلق زائد :تفتكر عادل هيدهوملى كده ببساطه ...
سالم بثقه: انا هتصرف ماتخافيش ..انا هنزلك تقعدى فى كافيه كده عبال ما اروح اجيبهم واجى
هاله بتصميم: لاء انا رجلى على رجلك ....
قال سالم عابسا : انتى مش واثقه فيا
هاله : مش كده ..انا عايزه اشوف عادل
عقد سالم حاجبيه وقال بخشونه: ليه ؟ وحشك ؟
ابتسمت هاله بسخريه وقالت : ااه ..اووى ...الموضوع مش كده ابدا ..انا بس فى كلام كنت عايزه ااقولهوله حتى عشان مصلحه الولاد
سالم بصوت جاف : عادل مات
اتسعت عينا هاله وقالت : مات ؟؟مات ازاى ؟ وامتى ؟ انت ......
قاطعها سالم وقال : مات فى حادثه عربيه ...وماليش يد فيها ..مات من اسبوع كده تقريبا ...وولادك مع مراته وهيا اكيد هترحب اووى انها تخلص منهم
عقدت هاله حاجبيها وقالت بغضب : وانت ليه ماقولتليش من الاول ..ليه سايبنى على عمايا ؟ ليه ماقولتش ان عادل مات
قال سالم بعصبيه زائده: والله انا كنت فاكر انا ولادك هما اللى يهموكى مش سى عادل ...انما لو عايزه نروح نزوره فى القرافه ونحط على قبره حزمه ورد ماعنديش مانع
نظرت له هاله متحيره فتبدل حالته ارهق ذهنها فأحيانا تعهده رجلا طيبا واحيانا اخرى كثيره تعهده سالم الذى تعرفه ...
ظلت هاله تبحث عن سبب مساعدته لها ..وهل سيصدق حقا ؟ ام انه سيعد لها مكيده قريبا ؟ وما المقابل ؟؟؟؟...نعم ظل هذا السؤال يتردد داخلها ...ما المقابل ؟
وكأنما شعر سالم بما يرواد هاله من خواطر ومخاوف فقال لها : انا....انا مقصدش على فكره ...المهم احنا محتاجين نرتب افكارنا ونتفق هنعمل ايه..انا شايف ان فى مصلحتك انك ماتجيش معايا الفيلا ...يعنى ممكن منال اما تشوفك تعند وتعملنا مشاكل احنا فى غنى عنها
قالت هاله بدهشه : منال !!!!! انت قلت اسمها منال
سالم متسائلا بتعجب: ااه منال ...انتى تعرفيها ؟
شعرت هاله كأنما ارتطم شىء عنيف برأسها فعقدت حاجبيها وقالت بتساؤل تتمنى ان تكون اجابته بلا : قصيره شويه وشعرها كيرلى كده وعندها حسنه كبيره فى رقبتها
رد سالم بحيره : ااه هيا
اخذت هاله نفسا طويلا وشعرت بنيران الغضب تتأجج داخلها ورغما عنها تساقطت دموعها ومر بخيالها سريعا شريط حياتها السابقه حياتها بالسجن ...وحياتها قبل السجن والاسوء حياتها بعدما تحررت من الاسر ...
وصرخت بأسى على نفسها: يا ولاد ال**** ...... عرفتوا تلعبوها صح بس والله لكون مدفعاكو التمن ..واللى مات ده خلاص راح عند ربه ينتقملى منه ...لكن بنت ال**** ...انا وراها والزمن طويل ...وتاخد ولادى بتاع ايه ...حسبى الله ونعم الوكيل
نظر سالم الى هاله مترأفا بحالها واوقف السياره جانبا وقال لها بهدوء : هاله ..اهدى ...كل ده مش هينفع بحاجه ....ركزى ...دلوقتى نجيب ولادك ...وبعدين حسابها معانا بعدين ...ورحمه ابويا لاجيبهالك راكعه تحت رجلك تتراجاكى ترحميها وبكره تشوفى
مسحت هاله دموعها ونظرت الى سالم ورأت بعينيه اهتماما وقلقا شديدا فقالت بحيره : معانا ؟؟؟!!!!!
قال لها سالم بثقه : من هنا ورايح انا معاكى فى كل خطوه ..اوعى تفتكرى انى هسيبك ..هرجعلك ولادك واجيبلك حقك ...وال5 سنين اللى اتسجنتيهم ظلم هتاخدى حقهم منها تالت ومتلت
ردت هاله : وانت ايش عرفك انى مظلومه ..وان ليا حق
سالم : عادل قبل مايموت كان حكالى ان هوا ومنال كانو متفقين انهم يزيحوكى من طريقهم وياخدو عموله من الراجل اللى اشترى الشركه انا بس ماكنتش اعرف انك تعرفيها ...
هاله باحتقار : ياخدو عموله كمان !!!! دى كانت زميلتى فى الشركه وكانت عمله حبيبتى اووووى ..كانت بتدخل فى بيتى فى اى وقت ...كنت معتبرها زى اختى اللى امى ماجيبتهاليش ...كنت بحكيلها عن كل حاجه ..كنت بدورلها على عريس!!!! .اتاريها من الاول عينها على عادل !!!!...ياريته كان عاش شويه ودوقها المر اللى كان بيسقهولى ..
قال سالم ساخرا : الاتنين يستاهلو بعض من الاول ...وهوا قالى بلسانه انه عرف قيمتك بعدها ...
هاله متحسره : ويفيد بأيه ؟ ماخلاص
سالم : لاء لسه ..نجيب ولادك الاول وبعدين لينا كلام تانى
اصبح سالم على مشارف الاسماعيليه بعد مرور نصف ساعه فالتقط هاتفه وقام بمحادثه رجله المخلص هناك "موسى " وطلب منه موافته هو وبضعه رجال أخر عند بوابه مدينه فايد
وبعد مرور نصف ساعه اخرى ترجل سالم سيارته واستقبله رجاله بالترحاب الشديد فأمر احدهم بالمكوث الى جوار سيارته حيث ستمكث هاله بها
ثم التفت الى هاله وقال : زى ما اتفقنا خليكى هنا وانا هسيب واحد من الرجاله جنب العربيه واقف معاكى ...ساعه زمن بالكتير وتلاقينى راجعلك
قالت هاله بخوف : طيب ولازمته ايه الراجل ده ماتاخده معاك شكله يخوف ....
ضحك سالم وقال : ماهوه ده المطلوب ...ماتقلقيش ...سلام
انطلق موسى بسيارته الرباعيه مع سالم الى فيلا عادل واقتحموها كما فعلو المره الاخيره
واستقبلته منال بعصبيه شديده وقالت : ايه فى ايه ؟ جاى تانى عاوز ايه ؟
رد سالم بصوت آمر : فين الولاد ؟
منال بخوف : ولاد ايه ؟
سالم بقوه: ولاد عادل... انتى هتستهبلى ؟
منال صارخه: وانت عايز منهم ايه ان شاء الله ؟
امر سالم رجاله بأشاره من يده فانتشروا فى ارجاء الفيلا فى ثوان معدوده وما هى الا دقائق حتى عاد احدهم مصطحبا الطفلين
فقالت منال بحنق : انت عايز ايه ماتفهمنى ..مالك انت ومال العيال دلوقتى
سالم باستخفاف: لا والله ...يهموكى اووى ..
منال بنفاذ صبر : جدتهم هتيجى تاخدهم النهارده ...تيجى تلاقينى ضيعتهم وتشرشحلى ؟
سالم بهدوء: ابقى قوليلها انهم عند امهم ...امهم جت اخدتهم ..
منال متعجبه : امهم !!!! هاله !!! انت لاقيتها
سالم بصوت خفيض : ااه واحسنلك تبعدى عن طريقى وطريقها من هنا ورايح ..فاهمه يا منال ؟
منال ساخره : فاهمه ياسيدى فاهمه ..ماهو اكيد الخزنه كانت قصاد العيال ...واطلع انا من المولد بلا حمص
سالم وعيناه لمعت بتهديد واضح : مش احسن من انك ماتطلعيش اصلا ....وتندفنى فى المولد
منال صارخه: خلصت تهديد ..بره ...ومش عايزه اشوف خلقتك تانى يا سالم
كان الاطفال فى تلك الاثناء يتابعون الحديث بخوف خالطه الاشتياق لحضن امهم
فجذب عمر ذراع سالم وقال له بصوته الطفولى : عمو هو انت هتاخدنا عنت ماما ؟؟؟
عبث سالم بشعر الطفل الغزير وقال له : ااه يا حبيبى ..يالا هات اخوك وتعالو معايا
رد عمر بسرعه : طيب استنى لما الم لعبى وحاجتى
ضحك سالم وقال : ياعم سيبهم ...هنجيبلك حاجات تانيه جديده ...
ثم التفت الى منال التى كانت تراقب المشهد بحنق وقال بخبث : وممكن نرجع تانى ماهو انت واخوك الورثه والفيلا دى من نصيبكم مرات ابوكم مالهاش الا التمن
اتسعت عينا منال وقالت بغيظ : لا يا حبيبى ...اعرف انى اديتهوملك منغير ماعمل مشاكل ..لكن ورحمه الغالى لاكون متصله بالبوليس ومبلغه انك خطفتهم
التفت سالم ونظر لها نظره مخيفه وقال بصوت شيطانى جعل الدم يتجمد بعروقها : وماله ...وهيجوا عندى ومش هيلاقوهم بس ساعتها لو كنتى فين ....هلاقيكى وهجيبك ....وابقى اقفى تانى وهددينى يا منال ..ده لاعاشت ولا كانت اللى تهدد سالم ابو النجا
خرج سالم بصحبه رجاله والاطفال الصغار تاركين منال تلك المره تحطم كل ما وقع تحت يديها بنفس اشتعلت غضبا وغيظا
فيما كانت هاله جالسه فى السياره تنظر من الحين للاخر فى ساعتها ذات السوار الرفيع
الى ان شعرت انها لن تحتمل اضاعه المزيد من الوقت فى الانتظار وقررت الترجل من السياره والذهاب الى احضار طفليها بنفسها
وما ان ترجلت حتى اعترض طريقها الرجل الذى تركه سالم ليراعها فقال لها : على فين يا مدام؟
هاله : انا هروحلهم اتأخروا اووى
هز الرجل رأسه نافيا وقال لها : لا يا فندم ...سالم بيه أمرنى انك تقعدى فى العربيه ماتتحركيش منها
قالت هاله بعصبيه : يعنى ايه هوا حابسنى عدينى ..
افسح لها الرجل الطريق باستسلام وسارت هاله بضعه خطوات ثم توقفت واستدارات وسألت الرجل بحيره : هوا العنوان فين ...واروح ازاى ؟
نظر لها الرجل ساخرا وقام بفتح باب السياره وقال لها : انا رأيى ان حضرتك تستنيهم هنا ...صدقينى كده اسلملك واسلملهم ..بدال مانقضوا نص النهار ندور عليهم والنص التانى عليكى
انصاعت هاله لامره ..فقد كان محقا وما ان همت بالركوب مره اخرى حتى ترآئت لها السياره التى تحمل سالم ورجاله على بعد عشره امتار فتوقفت وزادت دقات قلبها وتعلقت انظارها بتلك السياره تحاول استبيان اذا ما كانو اطفالها بها ايضا ام لا ...
وماهى الاثوان معدوده حتى ترجل سالم وتقدم منها بمفرده فقالت هاله بيأس وكادت ان تبكى : مالقتهومش مش كده
ابتسم سالم على حين غره وقال : لما اقولك هجيبهوملك يبقى تعرفى انى اكيد هجيبهوم
وبعد ثوان ترجل الصغير عمر من السياره وجرى اولا تجاه امه فخرت هاله على ركبتيها سريعا واحتضنته
وانهمرت الادمع فرحا بلقاءه اخيرا
واخذت فى تقبيل كل ما وقعت عليه يداها من اعلى رأسه الى اخمص قدمه
وتقدم منها ياسين هو الاخر فضمته ضمه قويه الى جوار اخيه ليهدأ اخيرا قلبها الملتاع ويسكن انين دقاته
وظلت هاله تردد : وحشتونى ...وحشتونى
رد عمر وقال : وانتى كمان .....انتى وحشتينى اووى يا ماما ....كنتى فين ..ليه سيبتينا وليه بابا قالنا انك موتى
قال ياسين هو الاخر : انا الصراحه كنت زعلان منك اووى ...كنت فاكرك انك سيبتينا ومش عاوزه ترجعلنا لحد اما طنط منال قالت انك دخلتى السجن ..عشان ...
صمت ياسين خجلا فقالت هاله بصوت متحشرج : بكره اما تكبروا وتفهموا هتعرفوا ان امكم بتحبكم اووى وعمرى مابعدت عنكم بكيفى والله ياولادى كان ظلم وغصب عنى ...لكن اوعدكم من هنا ورايح طول مافيا نفس ...عمرنا ماهنبعد عن بعض تانى
ثم ضمتهم مره اخرى الى احضانها وظلو على تلك الحاله دقائق اخرى حتى تنحنح سالم وقال : مش يالا بينا ....
ابتعدت هاله عن صغارها رغما عنها وقامت واقتربت من سالم ونظرت له وتفحصته كأنما تراه لاول مره وقالت : انا مهما عملت مش هعرف اوفى جميلك ده
نظر لها سالم بعمق وقال لها بصوت خفيض : ماتقوليش كده ...مافيش بينا جمايل ...انتى من هنا ورايح تؤمرينى وانا انفذ على طول
احمرت وجنتا هاله خجلا من نظرات سالم واقترب الصغير منها وجذب يدها بالحاح وقال بتساؤل : اهنا هنروح فين ؟
التفت هاله لطفلها وقالت : هنروح عند صاحبتى ...طنط امانى هنقعد معاها وهتفرح بيكم خالص
قضب سالم جبهته وقال : مش الاحسن تسكنى فى شقه انتى وولادك يا هاله
نظرت له هاله وقال ساخره : شقه مره واحده ...
قال لها سالم : المتاح دلوقتى شقه عبال ما ادورلك على فيلا حلوه عشان خاطر الاولاد
حملقت به هاله لبرهه : ايه اللى انت بتقوله ده ...ومنين كل ده ؟
ابتسم سالم : منين ؟ من ورث ابوهم هوا شويه ؟
هزت هاله رأسها وقالت : لا يا سالم انا عمرى ماهمد ايدى على الفلوس دى ولا هربى عيالى منها ...دى فلوس حرام
نظر لها سالم متعجبا وقال لها : وانتى ايش عرفك انها حرام وبعدين خلاص ده ورث ولادك وحرام تحرميهم منه ....وسمعت شيخ باين مره فى التلفزيون بيقول الورث بيطهر المال
قالت هاله بضيق : ممكن نكمل كلامنا بعدين لو سمحت ...انا دلوقتى هاخدهم واروح عند امانى وكده كده ناويه ادور على مكان تانى ماهو مش معقول هتقل عليها انا وولادى ...
قال سالم بمكر : طيب كويس ....وطالما بقى ناويه على كده يبقى اكيد هتحتاجى لشغل عشان تعرفى تدفعى ايجار طالما مش ناويه تمدى ايدك على فلوس عادل
نظرت له هاله بخجل وقالت بصوت متوتر : ااه
فأخرج سالم طلب الاستقاله من جيب سترته وقال لها : ونقطع دى ؟
ابتسمت هاله رغما عنها وقالت : ده بعد اذنك
اتسعت ابتسامه سالم وقال لها : طيب يالا نركب بأه عشان احنا موقفين الرجاله منغير لازمه
ركبت هاله سياره سالم هى واطفالها وعادت برفقته الى القاهره واوصلها سالم كما اردت الى منزل صديقتها امانى وودع الصغار عمو سالم ...كما اعتادوا ان يلقبوه فى تلك السويعات الماضيه
وصعدت هاله الدرج الحجرى المتشقق بحذر تلك المره خوفا على اطفالها
فقال عمر : ماما البيت هنا شكله قديم ووحش اووى
ردت هاله بحنان : معلش يا عمر بكره ان شاء الله ننزل ندور على بيت تانى
ياسين : طيب مانرجع على الفيلا يا ماما وتقولى لطنط منال تمشى دى عندها فيلا تانيه
نظرت له هاله ولم تعرف بما تجيب وقالت : خلاص يا ولاد فى ايه بقى ...معلش تعالو على نفسكو الليله دى وبعدين هوا بالمكان ولا بالناس اللى احنا قاعدين معاهم ...ولا ايه ؟
هز الصغار رأسهم بالموافقه وصعدوا الدرج بنشاط ودقت هاله الجرس ففتحت امانى الباب مسرعه واستقبلتها بفزع : انتى كل يوم تخضينى عليكى كده ..نازله من وش الصبح وما ......
توقفت امانى عن الحديث ونظرت للصغار الذين يقفون خلف والدتهم فصرخت وقالت : ولادك دوول يا هاله ؟
ضحكت هاله وتساقطت عبراتها وقالت : ايوا
احتضنتهم امانى بقوه وقالت : يا حبايب امكم ..يا حبايب امكم ...الحمد لله ...الحمد لله ..احمدك واشكر فضلك يارب انك استجبت دعاءنا ..يا حبايبى يا حبايبى ...ادخلو ..ادخلو ..يا اهلا يا اهلا
ابتسم عمرو وياسين بسعاده بالغه من جراء ترحاب امانى الدافىء الودود لهم ...
قالت امانى : لاااا ..انا لازم انزل اجيب شربات وانزل اوزعه على اهل الحته والجيران كلهم ...انا الفرحه مش سيعانى
اعترضت هاله وقالت : بلاش يا امانى ابوس ايدك ..انا بقول يا حيطه دارينى
تمعنت امانى بالنظر الى وجوه الاطفال وقالت لهاله : تصدقى شبهك خالص يا هاله ...
وامسكت امانى وجنتى عمر الصغير تداعبه واضافت :وخصوصا الواد المفعوص الصغير ده
رد عمر غاضبا : انا مش مفعوص
ضحكت هاله وامانى سويا وقالت امانى بأسف: حقك عليا يا سيدى ..انتى بقى مين عمر ولا ياسين ؟
ردت هاله : ده عمر والكبير ياسين
امانى : بسم الله ماشاء الله ....ربنا يحفظكم لامكم يارب ....ادخلو بقى سلمو على الحاجه زمانها صحت تعالو ..عبال ما اطلعلكم لبس من بتوع ولاد اخويا عشان تغيروا وترتاحوا من السكه
وبعد مضى ساعتين من الزمن كان قد غفل فيها الابناء على فراش امهم البسيط .وجلست هاله فى صاله المنزل تنتظر امانى ان تحضر اقداح الشاى لتخبرها بأحداث يومها المتلاحقه ..
دق جرس الباب !!!
فأوجست هاله خيفه وخرجت امانى منزعجه من المطبخ الضيق وقالت لها هاله بريبه : ياترى مين ؟مين اللى هيجلنا الساعادى ؟
قالت لها امانى مطمئنه : ماتقلقيش ....ادخلى انتى جوا وانا هافتح الباب
فتحت امانى الباب فطالعها عامل توصيل من احدى كبرى محلات الالعاب ومستلزمات الاطفال اخبرها بوجود طرد على السيده هاله استلامه
سمعت هاله الحديث وذهبت مسرعه الى الباب المفتوح على مصراعيه... وقد بدأ رجلين فى ادخال كم هائل من الحقائب البلاستيكيه والعلب الكرتونيه الضخمه فى ساحه الشقه الضيقه
فقالت هاله باستغراب : ايه ده ؟ احنا ماشتريناش الحاجات دى ...اكيد حضرتك غلطت فى العنوان
رد عامل التوصيل بثقه: حضرتك الحاجات دى جايه من طرف استاذ سالم ابو النجا وهو اللى ملانى العنوان ....مش حضرتك برضه مدام هاله ؟
فرغت هاله فمها لبرهه وحملقت فيه بدهشه وتضاربت بوجهها شتى الالوان ...تحت عيون امانى المتفحصه لها وللاشياء الكثيره التى قام سالم بشرائها لاولادها ....ثم استجمعت نفسها وقالت : ااه ..ااه
قال العامل مبتسما : طيب من فضلك امضيلى هنا
هزت هاله رأسها وقامت بالتوقيع على الاوراق بصمت وانصرف الرجال بعدما رفضوا تلقى اى اموال منها
اغلقت امانى الباب بحذر ونظرت حولها الى كم الهدايا المستقره بعضها على الارض والبعض الاخر فوق المائده والكراسى ايضا
وقالت لها امانى بحيره عظيمه : فهمينى بأه ...سالم !!!! مش ده سالم اياه !!!!!....ايه علاقته بأولادك ...وعرف منين انك عرفتى تجيبهم ...وبعدين ايه كل الهدايا والحاجات دى كلها ....بمناسبه ايه ان شاء الله ؟؟؟!!!..........وبعدين انتى نازله الصبح ناويه على الاستقاله ...
وضربت امانى جبهتها واتبعت :انا دماغى اتبرجلت خلاص
جلست هاله على طرف الكرسى المحشو بالاغراض التى بعث بها سالم وتنهدت وقالت : اقعدى وانا احكيلك
استمعت امانى الى صديقتها بحذر وعندما انتهت هاله من الحديث ساد الصمت لفتره حتى قالت امانى : بصى يا هاله انا مش مستريحه ...الراجل ده انتى نفسك ماكونتيش بتتطمنيله ....ايه المقابل ..طيب ما انتى بقالك فتره بتدورى على ولادك وهوا عارف ...فجأه كده يعرض عليكى المساعده لاء وفى نفس اليوم يجيبهم ...الموضوع شكله فيه ان ....كمان انا لسه ما حكتلكيش عن اللى حصل فى الشركه والحاجات اللى عرفتها من رجاء
قالت لها هاله بتوجس: عرفتى ايه ؟
تنهدت امانى وقالت : بصى يا ستى .....الشركه من ساعه ما اتباعت ورجاء نفسها شاكه ان نشاطها ماعدتش زى الاول ....يعنى فلوس كتير اووى ...وحاجات داخله وطالعه ونشاط الشركه رغم كل ده محدود اووى ...زائد الورق اللى وقع فى ايدى ...خدى شوفيه انا حطاه تحت شلته الكرسى ده عشان مايتوهش منى
ابتسمت هاله على الرغم منها وقامت من على الكرسى وقامت بانزال الاغراض ارضا واخرجت الاوراق وتفحصتها هاله باهتمام
حتى قالت بحيره : ايه ده ؟؟؟؟ازاى كده ؟؟؟ الرحلات ليه طريق سيرها متغير ...وكل رحله تحود على ايطاليا حتى لو مش فى خط سيرها ....يعنى رحله من لبنان لمصر ...ليه برضه تحود على ايطاليا ...وبعدين مافيش سيره عن نوعيه البضاعه المحمله وحتى اسامى الشركات مش مكتوبه !!!!
امانى : الموضوع فيه ان مش كده ...ده اللى رجاء اكدتهولى ....كمان هيا لقت اوراق تانيه من قبل ما الشركه تتباع بتقولى ان الورق اللى معاها ده يثبت ان كان فيه تلاعب وقعتى انتى ضحيته ....بس هيا طبعا خايفه تقدمه للنيابه لان الناس اللى موجودين دلوقتى شكلهم مش سهل وممكن يودوها وره الشمس زى ماعملو فيكى
عقدت هاله حاجبيها وقالت بغضب : انا دماغى دلوقتى سخنت يا امانى ومش عارفه افكر ...انا هاخد الورق ده وبعدين اشوف اعمل ايه ...كمان سالم قالى انه عادل ومراته كانو متفقين ياخدو عموله من الراجل اللى اشترى الشركه ويزحونى من طريقهم
قالت لها امانى بتصميم : سالم تانى ....انتى لازم تشوفى هتعملى ايه معاه ...يعنى مايصحش برضه كم الهدايا دى كلها ....انتى ست مطلقه وليكى سمعتك يا هاله والناس مابترحمش
لوت هاله شفتيها ساخره : لاء عان كان على السمعه فامش بس مطلقه لاء ورد سجون كمان ...اطمنى ...
قالت لها امانى : بقولك ايه الحال من بعضه ياستى ..انا بس خايفه عليكى انتى نفسك كونتى بتخافى منه ...دلوقتى بيقتوا سمن على عسل يجيب العيال والهدايا دى كلها فى يوم واحد ....مش واسعه دى
عضت هاله شفتيها وقالت بصوت خفيض : انا حاسه انه ....انه ...
امانى مسرعه : انه ايه ؟
هاله بصوت جاف : بيحبنى
قالت امانى بعد برهه : مش مهم هوا المهم انتى ...انتى بقى ؟؟؟
قالت هاله عابسه : مش عارفه ...مش عارفه ...وخايفه يا امانى ..بجد انا خايفه
قالت امانى منتصره : يبقى تبعدى عنه والحاجات دى ترجعله كلها
قالت لها هاله : ودى ارجعها ازاى دوول شلوها 3 رجاله ...والاكتر لما الولاد يصحوا الصبح اكيد هيبقوا عايزين يعرفوا ده ايه وبتاع ايه ...وهيزعلو اووى انى رجعتها ...ماتنسيش برضه انا رحت جيبتهم من فيلا واكيد ابوهم كان معيشهم فى مستوى تانى ...ربنا يقدرنى واعرف اعوضهم عنه بالحلال
قالت امانى بصوت خفيض : معاكى حق هوا البيت مش قد المقام ..و ..
قاطعتها هاله بقوه : انتى فهمتينى غلط خالص ...ده كتر خيرك اوووى انك فتحتيلى بيتك ...كان زمانى دلوقتى ...يا امانى انا بتكلم عن ولادى يا امانى ...افهمى ..انا بكره هروح لسالم وهديله تمن الحاجات دى وهطلب منه مايعملش كده تانى وهكلمه ناشف اووى ..خلاص
امانى : خلاص ...يالا بقى ندخل ننام لحسن انا اللى خلاص
هاله : انا بقى هروح اعمل كوبايه الشاى اللى اكلتيها عليا
انصرفت امانى الى غرفتها ضاحكه واخلدت الى النوم
فيما جلست هاله تتفحص الاغراض التى بعث بها سالم فوجدتها جميعا العابا وملابس لطفليها
الى ان عثرت عن كارت صغير سطر سالم كلماته بخطه المبعثر الذى قد يجعل القارىء يظنه طفلا فى الخامسه من عمره !!!!
" ماتفكريش انك ترجعى الحاجات دى ..زى مابيقولى النبى قبل الهديه ...انا مسافر كام يوم بره مصر اخلص شغل ولو احتاجتى اى حاجه اطلبى من وليد ...وبراحتك تروحى الشغل او ماتروحيش انا قايلهم انك فى اجازه مفتوحه لحد ما انتى ترجعى "
رجعت هاله الى الخلف واسندت ظهرها الى ظهر الاريكه واغمضت عيناها وجلست تسترجع احداث يومها ونظراته لها وكلماته الاخيره
تراودها نفسها بتقبل التغير الاخير بعلاقتها به ...ويرفض عقلها القبول ....وظلت على هذا الصراع لعده ايام متواليه
التهمت سياره سالم علامات الارشاد بالطريق المؤدى الى الاسماعيليه فيما كانت هاله جالسه الى جواره متوتره
لا تصدق انها على قرب قوسين او ادنى من لقاء ابنائها
واخذت المخاوف تهاجم عقلها بضراوه شرسه ...لعلهم ليسوا هناك ....او الاسوء لعل سالم يحمل مخططا اخرا من مخططاته ..
التفتت هاله ونظرت الى سالم الذى بدوره شعر بأنظارها المسلطه عليه
فقال لها دون ان يلتفت: ايه ؟ مالك ؟
هاله بتوتر: ابدا ....بس ..انت متأكد انهم هناك؟
تنهد سالم وقال : ايوا ..آخر مره شفتهم كانو هناك
هاله بصوت مختلج من الفرحه : انت شفتهم...هما كويسين ...عاملين ايه ؟
نظر سالم اليها ورأه اللهفه مرتسمه على ملامح وجهها فأبتسم وقال : الواد الصغير شكله مجرم عنيه كلها ذكاء...وشبهك الخالق الناطق ..الكبير شكله اعقل شويه منه وخواف حبتين ...
ابتسمت هاله وتذكرت بقلب الام الحنون : ياسين طول عمره كان هادى ماتعبنيش ابدا ...وكان على طوول مطيع ..عمر بقى شقى شويه ...وعنيد اووى ....بس حبيبى كان على طوول يجى يترمى فى حضنى ويحكيلى...
وتابعت هاله بخوف وقلق زائد :تفتكر عادل هيدهوملى كده ببساطه ...
سالم بثقه: انا هتصرف ماتخافيش ..انا هنزلك تقعدى فى كافيه كده عبال ما اروح اجيبهم واجى
هاله بتصميم: لاء انا رجلى على رجلك ....
قال سالم عابسا : انتى مش واثقه فيا
هاله : مش كده ..انا عايزه اشوف عادل
عقد سالم حاجبيه وقال بخشونه: ليه ؟ وحشك ؟
ابتسمت هاله بسخريه وقالت : ااه ..اووى ...الموضوع مش كده ابدا ..انا بس فى كلام كنت عايزه ااقولهوله حتى عشان مصلحه الولاد
سالم بصوت جاف : عادل مات
اتسعت عينا هاله وقالت : مات ؟؟مات ازاى ؟ وامتى ؟ انت ......
قاطعها سالم وقال : مات فى حادثه عربيه ...وماليش يد فيها ..مات من اسبوع كده تقريبا ...وولادك مع مراته وهيا اكيد هترحب اووى انها تخلص منهم
عقدت هاله حاجبيها وقالت بغضب : وانت ليه ماقولتليش من الاول ..ليه سايبنى على عمايا ؟ ليه ماقولتش ان عادل مات
قال سالم بعصبيه زائده: والله انا كنت فاكر انا ولادك هما اللى يهموكى مش سى عادل ...انما لو عايزه نروح نزوره فى القرافه ونحط على قبره حزمه ورد ماعنديش مانع
نظرت له هاله متحيره فتبدل حالته ارهق ذهنها فأحيانا تعهده رجلا طيبا واحيانا اخرى كثيره تعهده سالم الذى تعرفه ...
ظلت هاله تبحث عن سبب مساعدته لها ..وهل سيصدق حقا ؟ ام انه سيعد لها مكيده قريبا ؟ وما المقابل ؟؟؟؟...نعم ظل هذا السؤال يتردد داخلها ...ما المقابل ؟
وكأنما شعر سالم بما يرواد هاله من خواطر ومخاوف فقال لها : انا....انا مقصدش على فكره ...المهم احنا محتاجين نرتب افكارنا ونتفق هنعمل ايه..انا شايف ان فى مصلحتك انك ماتجيش معايا الفيلا ...يعنى ممكن منال اما تشوفك تعند وتعملنا مشاكل احنا فى غنى عنها
قالت هاله بدهشه : منال !!!!! انت قلت اسمها منال
سالم متسائلا بتعجب: ااه منال ...انتى تعرفيها ؟
شعرت هاله كأنما ارتطم شىء عنيف برأسها فعقدت حاجبيها وقالت بتساؤل تتمنى ان تكون اجابته بلا : قصيره شويه وشعرها كيرلى كده وعندها حسنه كبيره فى رقبتها
رد سالم بحيره : ااه هيا
اخذت هاله نفسا طويلا وشعرت بنيران الغضب تتأجج داخلها ورغما عنها تساقطت دموعها ومر بخيالها سريعا شريط حياتها السابقه حياتها بالسجن ...وحياتها قبل السجن والاسوء حياتها بعدما تحررت من الاسر ...
وصرخت بأسى على نفسها: يا ولاد ال**** ...... عرفتوا تلعبوها صح بس والله لكون مدفعاكو التمن ..واللى مات ده خلاص راح عند ربه ينتقملى منه ...لكن بنت ال**** ...انا وراها والزمن طويل ...وتاخد ولادى بتاع ايه ...حسبى الله ونعم الوكيل
نظر سالم الى هاله مترأفا بحالها واوقف السياره جانبا وقال لها بهدوء : هاله ..اهدى ...كل ده مش هينفع بحاجه ....ركزى ...دلوقتى نجيب ولادك ...وبعدين حسابها معانا بعدين ...ورحمه ابويا لاجيبهالك راكعه تحت رجلك تتراجاكى ترحميها وبكره تشوفى
مسحت هاله دموعها ونظرت الى سالم ورأت بعينيه اهتماما وقلقا شديدا فقالت بحيره : معانا ؟؟؟!!!!!
قال لها سالم بثقه : من هنا ورايح انا معاكى فى كل خطوه ..اوعى تفتكرى انى هسيبك ..هرجعلك ولادك واجيبلك حقك ...وال5 سنين اللى اتسجنتيهم ظلم هتاخدى حقهم منها تالت ومتلت
ردت هاله : وانت ايش عرفك انى مظلومه ..وان ليا حق
سالم : عادل قبل مايموت كان حكالى ان هوا ومنال كانو متفقين انهم يزيحوكى من طريقهم وياخدو عموله من الراجل اللى اشترى الشركه انا بس ماكنتش اعرف انك تعرفيها ...
هاله باحتقار : ياخدو عموله كمان !!!! دى كانت زميلتى فى الشركه وكانت عمله حبيبتى اووووى ..كانت بتدخل فى بيتى فى اى وقت ...كنت معتبرها زى اختى اللى امى ماجيبتهاليش ...كنت بحكيلها عن كل حاجه ..كنت بدورلها على عريس!!!! .اتاريها من الاول عينها على عادل !!!!...ياريته كان عاش شويه ودوقها المر اللى كان بيسقهولى ..
قال سالم ساخرا : الاتنين يستاهلو بعض من الاول ...وهوا قالى بلسانه انه عرف قيمتك بعدها ...
هاله متحسره : ويفيد بأيه ؟ ماخلاص
سالم : لاء لسه ..نجيب ولادك الاول وبعدين لينا كلام تانى
اصبح سالم على مشارف الاسماعيليه بعد مرور نصف ساعه فالتقط هاتفه وقام بمحادثه رجله المخلص هناك "موسى " وطلب منه موافته هو وبضعه رجال أخر عند بوابه مدينه فايد
وبعد مرور نصف ساعه اخرى ترجل سالم سيارته واستقبله رجاله بالترحاب الشديد فأمر احدهم بالمكوث الى جوار سيارته حيث ستمكث هاله بها
ثم التفت الى هاله وقال : زى ما اتفقنا خليكى هنا وانا هسيب واحد من الرجاله جنب العربيه واقف معاكى ...ساعه زمن بالكتير وتلاقينى راجعلك
قالت هاله بخوف : طيب ولازمته ايه الراجل ده ماتاخده معاك شكله يخوف ....
ضحك سالم وقال : ماهوه ده المطلوب ...ماتقلقيش ...سلام
انطلق موسى بسيارته الرباعيه مع سالم الى فيلا عادل واقتحموها كما فعلو المره الاخيره
واستقبلته منال بعصبيه شديده وقالت : ايه فى ايه ؟ جاى تانى عاوز ايه ؟
رد سالم بصوت آمر : فين الولاد ؟
منال بخوف : ولاد ايه ؟
سالم بقوه: ولاد عادل... انتى هتستهبلى ؟
منال صارخه: وانت عايز منهم ايه ان شاء الله ؟
امر سالم رجاله بأشاره من يده فانتشروا فى ارجاء الفيلا فى ثوان معدوده وما هى الا دقائق حتى عاد احدهم مصطحبا الطفلين
فقالت منال بحنق : انت عايز ايه ماتفهمنى ..مالك انت ومال العيال دلوقتى
سالم باستخفاف: لا والله ...يهموكى اووى ..
منال بنفاذ صبر : جدتهم هتيجى تاخدهم النهارده ...تيجى تلاقينى ضيعتهم وتشرشحلى ؟
سالم بهدوء: ابقى قوليلها انهم عند امهم ...امهم جت اخدتهم ..
منال متعجبه : امهم !!!! هاله !!! انت لاقيتها
سالم بصوت خفيض : ااه واحسنلك تبعدى عن طريقى وطريقها من هنا ورايح ..فاهمه يا منال ؟
منال ساخره : فاهمه ياسيدى فاهمه ..ماهو اكيد الخزنه كانت قصاد العيال ...واطلع انا من المولد بلا حمص
سالم وعيناه لمعت بتهديد واضح : مش احسن من انك ماتطلعيش اصلا ....وتندفنى فى المولد
منال صارخه: خلصت تهديد ..بره ...ومش عايزه اشوف خلقتك تانى يا سالم
كان الاطفال فى تلك الاثناء يتابعون الحديث بخوف خالطه الاشتياق لحضن امهم
فجذب عمر ذراع سالم وقال له بصوته الطفولى : عمو هو انت هتاخدنا عنت ماما ؟؟؟
عبث سالم بشعر الطفل الغزير وقال له : ااه يا حبيبى ..يالا هات اخوك وتعالو معايا
رد عمر بسرعه : طيب استنى لما الم لعبى وحاجتى
ضحك سالم وقال : ياعم سيبهم ...هنجيبلك حاجات تانيه جديده ...
ثم التفت الى منال التى كانت تراقب المشهد بحنق وقال بخبث : وممكن نرجع تانى ماهو انت واخوك الورثه والفيلا دى من نصيبكم مرات ابوكم مالهاش الا التمن
اتسعت عينا منال وقالت بغيظ : لا يا حبيبى ...اعرف انى اديتهوملك منغير ماعمل مشاكل ..لكن ورحمه الغالى لاكون متصله بالبوليس ومبلغه انك خطفتهم
التفت سالم ونظر لها نظره مخيفه وقال بصوت شيطانى جعل الدم يتجمد بعروقها : وماله ...وهيجوا عندى ومش هيلاقوهم بس ساعتها لو كنتى فين ....هلاقيكى وهجيبك ....وابقى اقفى تانى وهددينى يا منال ..ده لاعاشت ولا كانت اللى تهدد سالم ابو النجا
خرج سالم بصحبه رجاله والاطفال الصغار تاركين منال تلك المره تحطم كل ما وقع تحت يديها بنفس اشتعلت غضبا وغيظا
فيما كانت هاله جالسه فى السياره تنظر من الحين للاخر فى ساعتها ذات السوار الرفيع
الى ان شعرت انها لن تحتمل اضاعه المزيد من الوقت فى الانتظار وقررت الترجل من السياره والذهاب الى احضار طفليها بنفسها
وما ان ترجلت حتى اعترض طريقها الرجل الذى تركه سالم ليراعها فقال لها : على فين يا مدام؟
هاله : انا هروحلهم اتأخروا اووى
هز الرجل رأسه نافيا وقال لها : لا يا فندم ...سالم بيه أمرنى انك تقعدى فى العربيه ماتتحركيش منها
قالت هاله بعصبيه : يعنى ايه هوا حابسنى عدينى ..
افسح لها الرجل الطريق باستسلام وسارت هاله بضعه خطوات ثم توقفت واستدارات وسألت الرجل بحيره : هوا العنوان فين ...واروح ازاى ؟
نظر لها الرجل ساخرا وقام بفتح باب السياره وقال لها : انا رأيى ان حضرتك تستنيهم هنا ...صدقينى كده اسلملك واسلملهم ..بدال مانقضوا نص النهار ندور عليهم والنص التانى عليكى
انصاعت هاله لامره ..فقد كان محقا وما ان همت بالركوب مره اخرى حتى ترآئت لها السياره التى تحمل سالم ورجاله على بعد عشره امتار فتوقفت وزادت دقات قلبها وتعلقت انظارها بتلك السياره تحاول استبيان اذا ما كانو اطفالها بها ايضا ام لا ...
وماهى الاثوان معدوده حتى ترجل سالم وتقدم منها بمفرده فقالت هاله بيأس وكادت ان تبكى : مالقتهومش مش كده
ابتسم سالم على حين غره وقال : لما اقولك هجيبهوملك يبقى تعرفى انى اكيد هجيبهوم
وبعد ثوان ترجل الصغير عمر من السياره وجرى اولا تجاه امه فخرت هاله على ركبتيها سريعا واحتضنته
وانهمرت الادمع فرحا بلقاءه اخيرا
واخذت فى تقبيل كل ما وقعت عليه يداها من اعلى رأسه الى اخمص قدمه
وتقدم منها ياسين هو الاخر فضمته ضمه قويه الى جوار اخيه ليهدأ اخيرا قلبها الملتاع ويسكن انين دقاته
وظلت هاله تردد : وحشتونى ...وحشتونى
رد عمر وقال : وانتى كمان .....انتى وحشتينى اووى يا ماما ....كنتى فين ..ليه سيبتينا وليه بابا قالنا انك موتى
قال ياسين هو الاخر : انا الصراحه كنت زعلان منك اووى ...كنت فاكرك انك سيبتينا ومش عاوزه ترجعلنا لحد اما طنط منال قالت انك دخلتى السجن ..عشان ...
صمت ياسين خجلا فقالت هاله بصوت متحشرج : بكره اما تكبروا وتفهموا هتعرفوا ان امكم بتحبكم اووى وعمرى مابعدت عنكم بكيفى والله ياولادى كان ظلم وغصب عنى ...لكن اوعدكم من هنا ورايح طول مافيا نفس ...عمرنا ماهنبعد عن بعض تانى
ثم ضمتهم مره اخرى الى احضانها وظلو على تلك الحاله دقائق اخرى حتى تنحنح سالم وقال : مش يالا بينا ....
ابتعدت هاله عن صغارها رغما عنها وقامت واقتربت من سالم ونظرت له وتفحصته كأنما تراه لاول مره وقالت : انا مهما عملت مش هعرف اوفى جميلك ده
نظر لها سالم بعمق وقال لها بصوت خفيض : ماتقوليش كده ...مافيش بينا جمايل ...انتى من هنا ورايح تؤمرينى وانا انفذ على طول
احمرت وجنتا هاله خجلا من نظرات سالم واقترب الصغير منها وجذب يدها بالحاح وقال بتساؤل : اهنا هنروح فين ؟
التفت هاله لطفلها وقالت : هنروح عند صاحبتى ...طنط امانى هنقعد معاها وهتفرح بيكم خالص
قضب سالم جبهته وقال : مش الاحسن تسكنى فى شقه انتى وولادك يا هاله
نظرت له هاله وقال ساخره : شقه مره واحده ...
قال لها سالم : المتاح دلوقتى شقه عبال ما ادورلك على فيلا حلوه عشان خاطر الاولاد
حملقت به هاله لبرهه : ايه اللى انت بتقوله ده ...ومنين كل ده ؟
ابتسم سالم : منين ؟ من ورث ابوهم هوا شويه ؟
هزت هاله رأسها وقالت : لا يا سالم انا عمرى ماهمد ايدى على الفلوس دى ولا هربى عيالى منها ...دى فلوس حرام
نظر لها سالم متعجبا وقال لها : وانتى ايش عرفك انها حرام وبعدين خلاص ده ورث ولادك وحرام تحرميهم منه ....وسمعت شيخ باين مره فى التلفزيون بيقول الورث بيطهر المال
قالت هاله بضيق : ممكن نكمل كلامنا بعدين لو سمحت ...انا دلوقتى هاخدهم واروح عند امانى وكده كده ناويه ادور على مكان تانى ماهو مش معقول هتقل عليها انا وولادى ...
قال سالم بمكر : طيب كويس ....وطالما بقى ناويه على كده يبقى اكيد هتحتاجى لشغل عشان تعرفى تدفعى ايجار طالما مش ناويه تمدى ايدك على فلوس عادل
نظرت له هاله بخجل وقالت بصوت متوتر : ااه
فأخرج سالم طلب الاستقاله من جيب سترته وقال لها : ونقطع دى ؟
ابتسمت هاله رغما عنها وقالت : ده بعد اذنك
اتسعت ابتسامه سالم وقال لها : طيب يالا نركب بأه عشان احنا موقفين الرجاله منغير لازمه
ركبت هاله سياره سالم هى واطفالها وعادت برفقته الى القاهره واوصلها سالم كما اردت الى منزل صديقتها امانى وودع الصغار عمو سالم ...كما اعتادوا ان يلقبوه فى تلك السويعات الماضيه
وصعدت هاله الدرج الحجرى المتشقق بحذر تلك المره خوفا على اطفالها
فقال عمر : ماما البيت هنا شكله قديم ووحش اووى
ردت هاله بحنان : معلش يا عمر بكره ان شاء الله ننزل ندور على بيت تانى
ياسين : طيب مانرجع على الفيلا يا ماما وتقولى لطنط منال تمشى دى عندها فيلا تانيه
نظرت له هاله ولم تعرف بما تجيب وقالت : خلاص يا ولاد فى ايه بقى ...معلش تعالو على نفسكو الليله دى وبعدين هوا بالمكان ولا بالناس اللى احنا قاعدين معاهم ...ولا ايه ؟
هز الصغار رأسهم بالموافقه وصعدوا الدرج بنشاط ودقت هاله الجرس ففتحت امانى الباب مسرعه واستقبلتها بفزع : انتى كل يوم تخضينى عليكى كده ..نازله من وش الصبح وما ......
توقفت امانى عن الحديث ونظرت للصغار الذين يقفون خلف والدتهم فصرخت وقالت : ولادك دوول يا هاله ؟
ضحكت هاله وتساقطت عبراتها وقالت : ايوا
احتضنتهم امانى بقوه وقالت : يا حبايب امكم ..يا حبايب امكم ...الحمد لله ...الحمد لله ..احمدك واشكر فضلك يارب انك استجبت دعاءنا ..يا حبايبى يا حبايبى ...ادخلو ..ادخلو ..يا اهلا يا اهلا
ابتسم عمرو وياسين بسعاده بالغه من جراء ترحاب امانى الدافىء الودود لهم ...
قالت امانى : لاااا ..انا لازم انزل اجيب شربات وانزل اوزعه على اهل الحته والجيران كلهم ...انا الفرحه مش سيعانى
اعترضت هاله وقالت : بلاش يا امانى ابوس ايدك ..انا بقول يا حيطه دارينى
تمعنت امانى بالنظر الى وجوه الاطفال وقالت لهاله : تصدقى شبهك خالص يا هاله ...
وامسكت امانى وجنتى عمر الصغير تداعبه واضافت :وخصوصا الواد المفعوص الصغير ده
رد عمر غاضبا : انا مش مفعوص
ضحكت هاله وامانى سويا وقالت امانى بأسف: حقك عليا يا سيدى ..انتى بقى مين عمر ولا ياسين ؟
ردت هاله : ده عمر والكبير ياسين
امانى : بسم الله ماشاء الله ....ربنا يحفظكم لامكم يارب ....ادخلو بقى سلمو على الحاجه زمانها صحت تعالو ..عبال ما اطلعلكم لبس من بتوع ولاد اخويا عشان تغيروا وترتاحوا من السكه
وبعد مضى ساعتين من الزمن كان قد غفل فيها الابناء على فراش امهم البسيط .وجلست هاله فى صاله المنزل تنتظر امانى ان تحضر اقداح الشاى لتخبرها بأحداث يومها المتلاحقه ..
دق جرس الباب !!!
فأوجست هاله خيفه وخرجت امانى منزعجه من المطبخ الضيق وقالت لها هاله بريبه : ياترى مين ؟مين اللى هيجلنا الساعادى ؟
قالت لها امانى مطمئنه : ماتقلقيش ....ادخلى انتى جوا وانا هافتح الباب
فتحت امانى الباب فطالعها عامل توصيل من احدى كبرى محلات الالعاب ومستلزمات الاطفال اخبرها بوجود طرد على السيده هاله استلامه
سمعت هاله الحديث وذهبت مسرعه الى الباب المفتوح على مصراعيه... وقد بدأ رجلين فى ادخال كم هائل من الحقائب البلاستيكيه والعلب الكرتونيه الضخمه فى ساحه الشقه الضيقه
فقالت هاله باستغراب : ايه ده ؟ احنا ماشتريناش الحاجات دى ...اكيد حضرتك غلطت فى العنوان
رد عامل التوصيل بثقه: حضرتك الحاجات دى جايه من طرف استاذ سالم ابو النجا وهو اللى ملانى العنوان ....مش حضرتك برضه مدام هاله ؟
فرغت هاله فمها لبرهه وحملقت فيه بدهشه وتضاربت بوجهها شتى الالوان ...تحت عيون امانى المتفحصه لها وللاشياء الكثيره التى قام سالم بشرائها لاولادها ....ثم استجمعت نفسها وقالت : ااه ..ااه
قال العامل مبتسما : طيب من فضلك امضيلى هنا
هزت هاله رأسها وقامت بالتوقيع على الاوراق بصمت وانصرف الرجال بعدما رفضوا تلقى اى اموال منها
اغلقت امانى الباب بحذر ونظرت حولها الى كم الهدايا المستقره بعضها على الارض والبعض الاخر فوق المائده والكراسى ايضا
وقالت لها امانى بحيره عظيمه : فهمينى بأه ...سالم !!!! مش ده سالم اياه !!!!!....ايه علاقته بأولادك ...وعرف منين انك عرفتى تجيبهم ...وبعدين ايه كل الهدايا والحاجات دى كلها ....بمناسبه ايه ان شاء الله ؟؟؟!!!..........وبعدين انتى نازله الصبح ناويه على الاستقاله ...
وضربت امانى جبهتها واتبعت :انا دماغى اتبرجلت خلاص
جلست هاله على طرف الكرسى المحشو بالاغراض التى بعث بها سالم وتنهدت وقالت : اقعدى وانا احكيلك
استمعت امانى الى صديقتها بحذر وعندما انتهت هاله من الحديث ساد الصمت لفتره حتى قالت امانى : بصى يا هاله انا مش مستريحه ...الراجل ده انتى نفسك ماكونتيش بتتطمنيله ....ايه المقابل ..طيب ما انتى بقالك فتره بتدورى على ولادك وهوا عارف ...فجأه كده يعرض عليكى المساعده لاء وفى نفس اليوم يجيبهم ...الموضوع شكله فيه ان ....كمان انا لسه ما حكتلكيش عن اللى حصل فى الشركه والحاجات اللى عرفتها من رجاء
قالت لها هاله بتوجس: عرفتى ايه ؟
تنهدت امانى وقالت : بصى يا ستى .....الشركه من ساعه ما اتباعت ورجاء نفسها شاكه ان نشاطها ماعدتش زى الاول ....يعنى فلوس كتير اووى ...وحاجات داخله وطالعه ونشاط الشركه رغم كل ده محدود اووى ...زائد الورق اللى وقع فى ايدى ...خدى شوفيه انا حطاه تحت شلته الكرسى ده عشان مايتوهش منى
ابتسمت هاله على الرغم منها وقامت من على الكرسى وقامت بانزال الاغراض ارضا واخرجت الاوراق وتفحصتها هاله باهتمام
حتى قالت بحيره : ايه ده ؟؟؟؟ازاى كده ؟؟؟ الرحلات ليه طريق سيرها متغير ...وكل رحله تحود على ايطاليا حتى لو مش فى خط سيرها ....يعنى رحله من لبنان لمصر ...ليه برضه تحود على ايطاليا ...وبعدين مافيش سيره عن نوعيه البضاعه المحمله وحتى اسامى الشركات مش مكتوبه !!!!
امانى : الموضوع فيه ان مش كده ...ده اللى رجاء اكدتهولى ....كمان هيا لقت اوراق تانيه من قبل ما الشركه تتباع بتقولى ان الورق اللى معاها ده يثبت ان كان فيه تلاعب وقعتى انتى ضحيته ....بس هيا طبعا خايفه تقدمه للنيابه لان الناس اللى موجودين دلوقتى شكلهم مش سهل وممكن يودوها وره الشمس زى ماعملو فيكى
عقدت هاله حاجبيها وقالت بغضب : انا دماغى دلوقتى سخنت يا امانى ومش عارفه افكر ...انا هاخد الورق ده وبعدين اشوف اعمل ايه ...كمان سالم قالى انه عادل ومراته كانو متفقين ياخدو عموله من الراجل اللى اشترى الشركه ويزحونى من طريقهم
قالت لها امانى بتصميم : سالم تانى ....انتى لازم تشوفى هتعملى ايه معاه ...يعنى مايصحش برضه كم الهدايا دى كلها ....انتى ست مطلقه وليكى سمعتك يا هاله والناس مابترحمش
لوت هاله شفتيها ساخره : لاء عان كان على السمعه فامش بس مطلقه لاء ورد سجون كمان ...اطمنى ...
قالت لها امانى : بقولك ايه الحال من بعضه ياستى ..انا بس خايفه عليكى انتى نفسك كونتى بتخافى منه ...دلوقتى بيقتوا سمن على عسل يجيب العيال والهدايا دى كلها فى يوم واحد ....مش واسعه دى
عضت هاله شفتيها وقالت بصوت خفيض : انا حاسه انه ....انه ...
امانى مسرعه : انه ايه ؟
هاله بصوت جاف : بيحبنى
قالت امانى بعد برهه : مش مهم هوا المهم انتى ...انتى بقى ؟؟؟
قالت هاله عابسه : مش عارفه ...مش عارفه ...وخايفه يا امانى ..بجد انا خايفه
قالت امانى منتصره : يبقى تبعدى عنه والحاجات دى ترجعله كلها
قالت لها هاله : ودى ارجعها ازاى دوول شلوها 3 رجاله ...والاكتر لما الولاد يصحوا الصبح اكيد هيبقوا عايزين يعرفوا ده ايه وبتاع ايه ...وهيزعلو اووى انى رجعتها ...ماتنسيش برضه انا رحت جيبتهم من فيلا واكيد ابوهم كان معيشهم فى مستوى تانى ...ربنا يقدرنى واعرف اعوضهم عنه بالحلال
قالت امانى بصوت خفيض : معاكى حق هوا البيت مش قد المقام ..و ..
قاطعتها هاله بقوه : انتى فهمتينى غلط خالص ...ده كتر خيرك اوووى انك فتحتيلى بيتك ...كان زمانى دلوقتى ...يا امانى انا بتكلم عن ولادى يا امانى ...افهمى ..انا بكره هروح لسالم وهديله تمن الحاجات دى وهطلب منه مايعملش كده تانى وهكلمه ناشف اووى ..خلاص
امانى : خلاص ...يالا بقى ندخل ننام لحسن انا اللى خلاص
هاله : انا بقى هروح اعمل كوبايه الشاى اللى اكلتيها عليا
انصرفت امانى الى غرفتها ضاحكه واخلدت الى النوم
فيما جلست هاله تتفحص الاغراض التى بعث بها سالم فوجدتها جميعا العابا وملابس لطفليها
الى ان عثرت عن كارت صغير سطر سالم كلماته بخطه المبعثر الذى قد يجعل القارىء يظنه طفلا فى الخامسه من عمره !!!!
" ماتفكريش انك ترجعى الحاجات دى ..زى مابيقولى النبى قبل الهديه ...انا مسافر كام يوم بره مصر اخلص شغل ولو احتاجتى اى حاجه اطلبى من وليد ...وبراحتك تروحى الشغل او ماتروحيش انا قايلهم انك فى اجازه مفتوحه لحد ما انتى ترجعى "
رجعت هاله الى الخلف واسندت ظهرها الى ظهر الاريكه واغمضت عيناها وجلست تسترجع احداث يومها ونظراته لها وكلماته الاخيره
تراودها نفسها بتقبل التغير الاخير بعلاقتها به ...ويرفض عقلها القبول ....وظلت على هذا الصراع لعده ايام متواليه