اخر الروايات

رواية اريدك في الحلال الفصل التاسع عشر 19 بقلم ايمان سالم

رواية اريدك في الحلال الفصل التاسع عشر 19 بقلم ايمان سالم 

الفصل التاسع عشر
#أريدك_في_الحلال
#إيمان_سالم

+


الحياة ليست وردية
تراهن نفسك على نقائها ..تراها بيضاء قد تخدعك
وهي في الحقيقة رمادية تسحبك خلفها فـتزل قدمك في طريق الأماني .. تتخبط في مصائبها تعافر للنهوض على أمل أن تجد الخير يوما ما وتعتاده نفسك .. لكن الحقيقة المؤسفة انها شديدة السواد وكي تحيا عليك الانغماس في ظلامها دون مقاومة .. فالورد مات ولم يتبقى منه الا الاشواك ...فلا تتأمل أكثر

+


ايه اللي بيحصل هنا بالظبط .. أنت ازاي دخلت اوضه العمليات .. بالسهولة دي .. ؟!
كان يتطلع لها بهدوء عجيب 
صرخت في وجهه: أنت عاوز ايه مني وليه دخلت هنا؟ 
اجابها بنبرة جامدة خالية من كل شيء: عاوز أخد حقي منك
اتسعت عيناها وهتفت بتعجب شديد: حقك حق ايه اللي بتتكلم فيه ده، أنا مش فاهمة حاجة!؟..
ـ افتكري
كل حاجتك بعتهالك من زمان وانتهى كل اللي كان بينا 
هتف بنبرة ميته: مين قال إن كل حاجة رجعت لسه في حاجات مرجعتش يا فريدة 
هتفت بتعجب: ايه اللي مرجعش حدد لي؟!
قلبي مرجعش من عندك الا مكسور .. هترجعي قلبي زي ماكان قبل ما يعرفك 
شهقت متحدثه بفزع: أنت واعي بتقول ايه .. انت عارف عدا على الكلام دا اد ايه؟! أنت أكيد بتهزر مش معقول تكون بتتكلم جد؟!

+


ابتسم متحدثا: لا جد يا فريدة وجد اوي .. ثم اخرج الهاتف من جيبه على صورة عدلي وهتف بغضب شديد هو دا اللي فضلتيه عليا هو دا اللي دمرتيني وبعدتي عني عشانه

+


اتسع فمها غير مدركه لما يتحدث

+


اتبع في حقد كبير: اللهلفوت دا ! معقول يكون دا اللي سبتيني عشانه؟! مش مصدق!! .. سنين وأنا مستني اشوف الشخص اللي في قلبك اوعي تفكري اني صدقتك زمااان.. اخيرا عرفت اللي خد المكان اللي كان من حقي أنا.. حقي فيكِ يا فريدة

+


-حقك إيه أنت مصدق نفسك، مصدق اللي بتقوله اللي اعرفه أنك متجوز وعندك بنت وحياتك وشركاتك مش كده، اتجوزت وخلفت لسه راجع تتكلم في حقك فيا

+


هتف بسخرية لاذعه: الله دا أنتِ متبعاني اهه وعارفه كل حاجة عني 
اجابته سريعا: قصدك ايه بكلامك دا .. أنا عرفت الكلام دا بالصدفة مش قصدي اتتبع اخبارك ولا زي ما دماغك مصورلك، ومتنساش اني في بينا قرابة 
هتف بقسوة وهو يقترب خطوة .. افزعتها: ياريتك كنتِ افتكرتيها، فعلا عندي حياتي وبيتي وكل حاجة .. كانت المفروض تكون ليكِ .. لينا، أنتِ مفكراني كنت هقعد اعيط وراكِ يا فريدة .. أندب حظي أنك سبتيني لا أنا كملت وعرفت اعمل كل حاجة تتخيليها الا حاجة واحدة اني اسامحك، أنا راجع عشان انتقم مش عشان سواد عيونك
ردت بغضب وصوت عال: تنتقم من مين وليه؟ مني عشان سبتك .. طب ليه مفكرتش أن دا ممكن يكون افضل من اني ابقى معاك وقلبي ملك لواحد غيرك، ليه مش شايف انه احسن كتير من اني اخدعك 

+


ضحكتي عليا وعلقتيني بيكِ ليه لما أنتِ مش عاوزاني وبتفكري في غيري.. ليه وافقتي ترتبطي بيا من البداية ليــــه دخلتي حياتي اصلا؟

+



تشنجت واتسعت عيناها بماذا ستجيبه غير قادرة على تدبر جواب مناسب 

+


فاقترب أكثر منها حتى اوشك على ملامستها وهتف في غيظ عارف مفيش عندك جواب أنا عرفت كل حاجة خلاص مش مستني منك تبرير 
شهقت وتراجعت للخلف تهتف برهبه: صدقني كان غصب عني ثم استدارت للباب تحاول فتحه سريعا لكن وللاسف الباب مغلق
ضربت على الباب بقوة لكنه كان اسرع من ضرباتها وامسك ذراعها وثناه خلفها .. صرخت بفزع وحاولت دفعه بجل قوتها لكنها لم تستطع 
هتف جواز اذنها بصوت حاد بث الرعب في اوصالها: أنا ممكن أعمل فيك دلوقت كل اللي أنا عاوزه
ارتفعت انفاسها وحاولت مقاومته بكل ذرة قوة تمتلكها بداخلها ونجحت في النهاية افلتت منه بعد ركله شديدة لاحدى ساقيه 
نظر لها بغيظ متألما
كانت انفاسها متسارعة انحنت قليلا تلتقط بعضها وتطالعه برهبه وعزم على نهش وجهه بأظافرها لو اقترب منها مجددا 
هتف وهو يعتدل: أنتِ عارفة أنا ممكن اعمل فيكِ ايه بعد اللي عملتيه دا.. ممكن ادفنك مكانك هنا ولا حد يعرف

+


تراقبه بخوف لكنها تحاول رسم ثبات زائف لا قيمة له، وبالنهاية تحدثت بثقة رغم هذا الخوف الذي يضرب صدرها: افتح الباب .. لو راجل افتح الباب 

+


اجابها ببسمة عابثة: طب لومفتحتش مش هكون راجل؟!
اجابتها بصدق واصرار: لو مفتحتش هصوت وهلم المستشفى كلها عليك أنتِ فاكر نفسك فين؟! 

+


تأملها ببرود اثار حنقها فارتفع صوتها عاليا وبدأت في الصراخ .. لكنه كان اسرع منها ورفع قطعة من القماش يضعها على فمها يكتم انفاسها كانت تتخبط بين يديه تحاول النجاة منه .. لا تريد أن تغيب عن الوعي خائفة الرهبة تقتلها تفكر ماذا سيفعل بها وآخر شيء رأته امام عينيها قبل أن تغيب عن الوعي صورة عدلي فهمست تستنجد به تحت حصار يديه اللعين

+


سقطت دمعة على وجنتها .. ارتخت بين ذراعيه .. فشدد الاطباق عليها .. يتطلع في وجهها بغضب جم ..رفع كفه يمسح تلك الدمعة ببطء وكأنه يرسمها على بشرتها بفراشة وردية

+


---------------------------------------------------

+


مر الوقت عليه ..
وهو غارق في نوم شديد سببه المادة التي وضعتها له في العصير

+


ذهااااب
عند دخول العامل بالاطعمة اقترب يتطلع لها بنظرات غريبة .. شعرت بالتوتر فاقترب منها سريعا متحدثا بصوت خافت معتز بيه باعت لك دا 
اتسعت عيناها وهي تتطلع لكفه والزجاجة الصغيرة التي يحملها
اكد الرجل بهمس خفيض .. امسكي مفيش وقت قبل ما جوزك ياخد باله
اسرعت تختطف الزجاحة من بين يديه وتدسها في جيبها
هتف الرجل سريعا حطى منه في العصير ومتكتريش
ابتعدت عنه سريعا كمن لدغتها حيه والتفتت ترى ماهر لكن لحسن الحظ مازال مشغول بـ مكالمة هاتفية، حمدت الله أنه لم يراها وابتعدت عن الرجل تتنفس الصعداء

+


اصرت على وضع الطعام هي .. ثم وضعت من الزجاجة في كوب العصير الخاص به .. تناولها ماهر ولم يشك بالامر 

+



        

          

                
عووووودة 
يشعر بألم شديد ينخر رقبته ..
فتح اهدابه بثقل الضوء يعاكسهم ..
غير قادر على الالتفات حوله ..
يحاول تذكر الفترة ما قبل النوم ... هادئ ومشوش لايزال، وفجأة اعتدل برهبة واخذ يفتش عنها بعيناه .. نظر حوله بشك الطعام كما هو .. انتفض للحمام يقتحمه دون طرق ..فلم يجدها أخرج صوت كزئير الاسد واتجه للطاولة من جديد يبحث عن كوب العصير .. وجده هناك استنشق ما به .. شكوك كبيرة تراوده .. اخرج الهاتف سريعا وتحدث للحرس الخاص به جاءه صوته الناعس: ماهر باشا اومرني
هتف ماهر بصلابه انزل دور على جمانة هانم تحت كويس وخصوصا في الحديقة
هتف الحارس بتعجب وهو ينظر لساعته: الحديقة الساعة اتنين بالليل .. قصدك الديسكو بقى
صدمه الحارس فصمت ينظر للساعة على هاتفه .. متسائلا كيف نام كل تلك الفترة وهو بالاساس غير معتاد على ذلك .. ثم قال للحارس بغلظة: انزل دور في كل مكان حته حته انت والرجاله يالا قوام وانا هحصلكم

+


نفذ الرجل الكلمات دون تردد
اسرع ماهر يتصل بها ..
جاءته نغمة الهاتف من خلفه .. قذف الهاتف الخاص به على المقعد في غيظ شديد متحدثا: سابت تلفونها كمان ماشي يا جمانة يارب ظني يطلع غلط
والتفت يحمل هاتفها يبحث به عن اي شيء .. لكن الهاتف كان ناصع البياض لا يحوي شيء

+


شعور من الشك ضرب قلبه بقوة تزامنا مع انفاسه المتسارعه يتذكر الفترة الماضية وكيف تغيرت معه كليا .. هل كانت تخدعه؟ أغمض عينه عند تلك الخاطرة يتمنى أن تكون مجرد اوهااام

+


..........................

+


في الطائرة المتجة لامريكا ...
تجلس لجوار النافذة ..
المدة طويلة بين البلدين ..
مخاطرة كبيرة ربما ادت لفقد الجنين .. لا يهم المهم أنني نجوت هكذا كانت تحدث نفسها .. تشعر بالرضى.. ورغم ذلك وجهها عابس غير قادرة على التبسم ولو قليل

+


وقت مُر مر ..
سيارة سوداء كبيرة تنتظرها في المطار ..
شقة في احدى الاماكن الحية في هذه الولاية 
دلفت مع السائق لتلك الشقة .. يتقدمها .. تحدث بأدب: الشقة اهي حضرتك هتفضلي هنا واي حاجة تحتاجيها تبلغيني وانا هجبهالك لحد ما معتز بيه يجي من مصر بالسلامة
سألته بقلق: هو معتز هيجي امتى
جوابه كان سريع ومحدد: هيوصل بكرة 
اومأت في صمت .. ودارت في الشقة قليلا ثم تحدثت بنبرة هادئة: عاوزه اكل ولبس وتليفون
"حاضر" قالها بتأكيد واخرج من جيبه نوتة صغيرة وقلم وتحدث: اكتبي حضرتك هنا كل اللي محتاجاه وأنا هجيبه فورا
تناولت الورقة وبالفعل سجلت كل ما تريد ..

+


غادر السائق وتركها في الشقة بمفردها .. اغلقت الباب من الداخل زيادة اطمئنان ودلفت للداخل جلست على اريكة في الصالة الكبيرة وادارت التليفزيون تتنقل بين القنوات بحثا عن شيء تحبه ومن شدة الارهاق تمددت على الاريكة ودخلت في سبات عميق!
---------------------------------------------

+


يبحث عن راتبه في كل مكان، لم يجد شيء سيجن أين ذهب؟!
خرج يسألها بشك: أنتِ شوفتي المرتب بتاعي كان في المحفظة جوه 
شهقت متحدثه بغضب: نعم محفظة ايه ياخويااا اللي هشوفها ابعد كدا خليني اجهز الفطار لابوك ..قال محفظة قال متروح تدور عليه هخده اعمل بيه ايه!؟
ينظر لها بصمت وريبة .. من فعلها إذن؟
لو سرقت المحفظة عنده لكان اهون من الشك الذي يقتله وهو غير قادر على فعل شيء
جاء والده على صوتهم العال يسأل بقلق: فيه ايه مالك ياوليه صوتك عالي على الصبح كده ليه؟!

+



        
          

                
اجابه آذار وهو يبتعد مفيش حاجة يابابا كنت بسألها على القميص الاسود بتاعي والتفت ينظر لها متحدثا بكامل غضبه: قالت لي انه لسه وسخ
اتسعت عيناها تشعر أن الكلمة موجهه لها فضيقت عين واحدة في مكر متحدثه بهمس: اه يا ابن الجذ...
بينما تابع آذار طريقه .. فلحق به والده متحدثا بحنان: معلش يابني حقك عليا .. شوف حاجة غيره البسها النهاردة 
اومأ آذار متحدثا بهدوء: حاضر يا حبيبي متشغلش بالك أنا هتصرف

+


اتجه آذار لغرفته يغلق الباب بحنق وعقل شارد .. كيف سيدبر الامر لنهاية الشهر .. بالطبع لن يمد يده لوالده مهما حدث .. زفر بقوة وهو يتجه للكاميرا الخاصة به ليس أمامه سواها، امسكها يتذكر كل لحظة مرت به من البداية منذ سنوات عندما جمع المال للحصول عليها كانت غالية وظل مدة لابئس بها يجمع المال ليمتلكها امسكها يضغط عليها بين يديه .. هل يفرط بها الآن ماذا عساه أن يفعل وهو يريد حلة كاملة يحضر بها حفل الشركة السنوي الا جانب مصروفه اليومي ..كيف سيتصرف ليس امامه سوى ذلك نظر في كل شيء حوله ليس هناك ما يمكنه بيعه لفك تلك الازمة .. شعر بألم يتمكن من احشاءه وهو يضعها بحقيبة العمل الخاصة به دون أن ينتظر واتجه يريدي ملابسه على الفور، لم يفطر اليوم لا يرغب في الطعام ومن أين تأتيه الشهية له

+


حزن الاب لخروج ولده حزين بتلك الهيئة والتفت لزوجته يحدثها بتأنيب ولين في ذات الوقت .. يا أم مي أنت عارفه أنه بيشتغل الوقتي ولازم هدومه تكون نضيفه قدام زميله يا ستي لو مش فاضية قوليلي اساعدك بس بلاش تتأخري على حاجته هو
رفعت حاجبها بضيق وهتفت: ايه يا اخويا مكنش حتت قميص دا ما انا كل يوم طبيخ وكنيس وغسيل وتنظيف مبقصرش في حاجة ولا هو مبتصدقوا بقا الدبيحه تقع فتكتر سكاكنها ااااايه

+


شعر بالغضب فرد بتأكيد: اسمها البهيمة يا وليه
تعجبت ما الاختلاف بين الكلمتين وهتفت في عدم استيعاب لمقصده: ما علينا يا اخويا قلت خلاص هعمله ولا تزعل نفسك
ماشي قالها وهو يتناول الطعام متنهدا بهمس: الصبر من عندك يارب، اللهم اني لا اسألك رد القضاء ولكني اسألك اللطف فيه
"بتقول حاجة يا اخويا" سألته بشك 
"مفيش" اجابها وهو يلوك الطعام في غير رضي

+


انتهت من التنظيف واخبرته بصلابة: نازله اجيب خضار عاوز حاجة اجبهالك وأنا جايه
اجابها وهو يشرب الشاي في الشرفة: معاكِ فلوس؟
اجابت وهي تضع يدها على صدرها متحدثه: اه لسه الفلوس اللي معايا مخلصتش، هنزل يا اخويا
متعوقيش قالها بصوت عال
فأجابت بفتور: حاااضر

+


في محل على نصية شارعهم ..
تقف ممسكة لقميص بيتي رائع وتتحدث بصوت مرتفع: لا غالي اوووي ليه دا كله دا اخره هيتلبس في البيت امال لو كان خروج كان بقى بكام
اجابت الفتاة في ضيق: يا حاجة هو سعره كدا مقدرش انزل المبلغ دا كله من تمنه
هتفت في ثبات: خلاص هاخد اتنين واهه بس بالسعر اللي قلت عليه
استغفرت الفتاة وجاءت لها بآخر .. اخرجت من صدرها لفلوف من المال واخرجت ورقتان من فئة المائة جنية تدسهم في يد الفتاة متحدثه: يالا بقى مشي البيعة هو كدا حلو
زفرت الفتاة وهي تتناول المال متحدثه: والله البيعة دي واقفة علينا بخسارة
لم تبالي لحديثها واتجهت تشتري حاجات آخرى متنوعة وعادت للبيت تتطلع يمين ويسار ..لم تجد احد دخلت الغرفة سريعا ودست حقيبة ممتلئة في الدولاب الخاص بها دون أن يراها احد واخرجت المال المتبقى في سعادة ووضعته اسفل ملابسها كي لا يراه احد ثم تنهدت براحة وقالت: الحمدلله محدش شافني 

+



        
          

                
-----------------------------------------------

+


طرقات شديدة على باب منزلها افزعتها
نهضت تسأل قبل أن تفتح الباب"مين"
اجابها معتز بسخرية لاذعه: هيكون مين يعني افتحي خلصينا
تنهدت جمانة وفتحت الباب .. دلف للداخل دون أذن وكأن البيت بيتهما والسائق في الخارج يحمل حقيبته نظرت له بتعجب شديد ..!
تحدث معتز وهو يدخل: سيب الشنطة هنا واشار لركن في الشقة وأنزل أنت دلوقت
نفذ السائق أمره دون كلام

+


جلس باريحية شديد على اريكة صغيرة ثم تطلع لجمانة متحدثا وهو يشير لجواره رغم صغر المسافة .. تعال اقعدي واقفة ليه؟!
الباب مغلق .. تأكدت .. ثم اتجهت تجلس على مقعد لجواره منفصل ولم تستجيب لرغبته .. ابتسمت متحدثا بضحكة صغيرة: ماشي اللي تشوفيه .. اه انا نفذت لك اللي طلبتيه وهربتك منه زي ما أنتِ عاوزه 
تحدثت بتأكيد وأنا مش هنسى لك الجميل دا يا معتز ورغم ان المفروض دا أقل حاجة تعملها لي بعد كل اللي حصل لي بسببك
زفر متحدثا: مش هنعيد ونزيد يا جمانة .. المهم ناويه تعملي ايه دلوقت؟ 
تحدث بتردد: مش عارفة لسه بس إني ارجع له من رابع المستحيلات .. أنا بكرهه 

+


تحرك على الاريكة ليقترب من مقعدها أكثر وهتف: متخافيش أنا جمبك هنا
ابتسمت متحدثه: ياريتك كنت جمبي على طول يا معتز بعدك عني في اشد وقت كنت محتجاك فيه خلاني اتجبرت على الشخص دا وأنا مش طيقاه

+


اقترب اكثر ممسكا يدها وقال بنبرة ناعمة تسكر العقل والقلب معا: مين قال إني مش جمبك أنا عملت المستحيل عشان تخرجي من هناك زي ما أنتِ عاوزه وحاولت اساعدك على قد مقدر وامحي اسمك من سجلات المطار عشان ميعرفش انك هنا ويوصل لك.. بقى بعد دا كله تقولي لي إني مش جمبك ..؟!

+


زفرت متحدثه: متزعلش مني أنا الفترة دي متوترة 
مسح على كفها متحدثا: وأنا جمبك وهفضل هنا فترة لحد ما تطمني وتاخدي على المكان
ابتسمت متحدثه: انا فعلا ابتديت اطمن لما جيت .. لكنها التفتت لحقيبته متحدثه بتعجب: دي شنطة هدومك
اجابها بتأكيد: ايوه
سألته بقلق: طب وجايبها الشقة هنا ليه
اجابها براحة كبيرة: هقعد معاكِ هنا في الشقة هي كبيرة وواسعة واهه ابقى حماية ليكِ 
عبست متحدثه بتعجب: تقعد هنا ازاي .. أنت ناسي إني متجوزه
ضحك معتز بقوة حتى ادمعت عيناه وضربها في مقتل بحديثه: متجوزه حلوه دي ..طب لما هو كدا هربتي منه ليه .. جمانة بلاش التناقض اللي عندك دا .. وبعدين متسوقيش عليا دور الشرف أحنا دفنينه سوى 
تركت يده بغضب متحدثه : لو قاعد معايا عشان اللي في دماغك أحب اقولك أني حامل يا معتز وحتى لو مش حامل معدتش هتلمس مني شعره فاهم، مش أنت اخترت إني اكون لغيرك خلاص انسى اللي فدماغك ده.. لو عاوزني بجد هسقط نفسي وارجع مصر اخلع ماهر ونتجوز .. قولت ايه؟
---------------------------------------------

+


في المطعم جلس آذار يتناول طعامه في صمت فوجد زميل له سبق وابدى اعجابه بتلك الكاميرا وعرض عليه شرائها لكنه رفض نهض متجها له يعرض عليه الامر رغم شعوره بالضيق لكن ما باليد حيله
جلس مقابلا له فتح عدة حوارت قبل أن يخرج الكاميرا متحدثا ببسمة مكسورة: فاكر الكاميرا بتاعتي
امسكها زميله متحدثا بإعجاب: ايوه طبعا فاكرها
أنا قررت ابيعها وقولت اعرضها عليك لو حابب تشتريها
تعجب الزميل وارتفع حاجباه متسائلا: ايه اللي غير رأيك ما أنت كنت رافض 
اجابه بسخرية: معلش ساعات الواحد بيغير رأيه اجباري
سأله بشك: مش فاهم يا آذار
ما كان يريد آخباره الحقيقة لكنه في ذات الوقت لن يكذب لذا قال له بصوت هاديء: مفيش محتاج تمنها لحاجة مهمة وأنت عارف بقى الاهم في المهم يا زميل
هتف صديقه بصدق: لو محتاج حاجة اديك وخليها معاك عادي،يا ابني احنا اخوت
ابتسم آذار متحدثا: لا معلش أنا خلاص قررت ابيعها لو مش محتاجها قول اشوف حد غيرك
ابتسم الزميل وهو يمسكها متحدثا: لا هخدها شوف أنت عاوز فيها كام وانا تحت امرك
اجابه آذار براحة كبيرة: مش هنختلف

+



        
          

                
انهي آذار الحديث معه ونهض متجها لاعلى ..
حاولت الاختباء قدر المستطاع تلك المرة حتى لا يراها وهتفت في نفسها بتعجب: ياترى باعها ومحتاج الفلوس دي ضروري لايه .. غريبة،دا لسه القبض نازل من يومين؟!

+


----------------------------------------------

+


في غرفة في المشفى ..
يجلس عدلي لجوارها ليس فقط بل واختيها 
يتنفس بقوة فمنذ وصوله وهو يكاد يجن لا يتذكر ماذا فعل عندما اخبروه بسقوطها في المشفى فجأة 
يحاول التماسك امام الجميع حتى لا يقترب منها ويضمها لصدره بقوة تجعلهم جسدا واحد ليهديء لوعه قلبه وخوفه عليها .. 
صامت يكتم كل ما يشعر به كطوفان ثائر

+


وضحى تمسك كفها في بكاء شديد لا يتوقف
أما حنة تبك تارة واخري تصمت تتماسك كحاله

+


نهضت من نومها بصراخ افزعهم جميعا بلا استثناء تتلفت بهلع حولها 
نهض لجوارها يحتويها متحدثا بحنان كحنة وضحى: مالك يا فريدة في ايه اهدي؟!
تنهج وتتأمل ما حولها .. تبحث عنه اين هو؟
تتطلع لملابسها بخوف وقلق تتسأل بقهر ماذا فعل بها .. ترتجف بقوة ومازالت تتطلع حولها ربما كان هنا .. لكنها لم تجد آثره اخفضت رأسها في انكسار 

+


مسدت ضحى كفها وهو يمسد على رأسها برفق علها تهديء، تحاول .. وهي غير قادرة ررفعت عيناها لعدلي تحدثه بألم: أنا جيت هنا ازاي وايه اللي حصل؟

+


فقدتي الوعي يا فريدة، ارهاق طبعا مبتريحيش نفسك 
سألته بشك: فقدت الوعي ازاي وفين؟!
انتفض عدلي من سؤالها الغريب واقترب اكثر متحدثا بقلق:في ايه يا فريدة أنتِ مش فاكرة ايه اللي حصل لك قبل الوقعة؟

+


بماذا ستخبره انها رأت خطيبها السابق وقام بتخديرها ام أنها فقدت الذاكرة ولا تعرف ما حدث معها الشيئان كلاهما اسوء من الاخر
فصمتت وكان هذا هو الجواب الامثل بالنسبة لها في تلك اللحظة ومالت على ضحى لتطوقها بين ذراعيها بكل ما تحمل الارض من حنان وعاطفة وكان هذا أكثر شيء تريده الان

+


لم يلح عليها في معرفة شيء ... فسلامتها عنده أهم من الدنيا وما عليها

+


---------------------------------------

+


عاد مصر في صمت تام ...
بعد ان فتش عليها فرنسا شبرا شبرا ..
ماذا سيخبر والدها عن غيابها بما سيبرر له الامر ..
فهو منذ ذلك اليوم لم يحدثه وهو الاخر لم يفعل خوفا من أن يطلب الـ تحدث معها فوقتها ماذا سيفعل؟ 
يفكر كيف سيجتاز تلك الازمة، يتوعد لها في داخله ألف وعد، كيف فعلتها وابتعدت الماجنة تناست أنها تحمل بداخلها طفله .. يفكر بضعف وغضب هل ما زالت تحتفظ به من الاساس
آاااه غاضبة قالها وهو يمسح على شعره بألم 

+


أيام ولم يعلم والدها بعد عن وصوله...
حتى اكتشف ذلك الامر صدفه
جاءه الرجل متلهف لرؤيه ابنته وسماع صوتها وخصوصا بعدما زف له خبر حملها من فرنسا يريد المباركة عن قرب تلك المرة 
يقف ماهر أمامه ولاول مرة مهزوم لا يعرف ماذا سيخبره تحديدا .. فهو لا يعرف أين هي ولا مع من وعند تلك الخاطرة احمر وجهه وكادت اذناه ان تطلق صفيرا حاد
اقترب والدها يحتضنه متحدثا بلوم كبير: يعني اعرف من بارة انكم نزلتوا مصر هي دي الاصول يا ماهر طب جمانة عيلة صغيرة لكن أنت ناضج ازاي تفوت عليك حاجة زي دي ولا كنت مستني لما حفيدي يجي بالسلامة الاول وبعدين تقولي

+



        
          

                
كلمات الرجل بسيطة للغاية لكنها ضغطت على وتر صعب مؤلم
جلس ماهر بضعف لم يجب بشيء ظل محافظا على هدوءه
فضحك الرجل وهو يضرب كتفه: ها قول لي السفرية كانت حلوة، امال جمانة فين منزلتش .. ولا هي تعبانة من الحمل لو تعبانة اطلع لها ونهض الرجل استعداد للصعود لو تطلب الامر
لكن ماهر اجابه بثبات: جمانة مش فوق

+


ـ امال فين يا ماهر ؟
تنهد متحدثا: معرفش
تبدلت ملامح الرجل رغم شكه في اذناه وما سمع واقترب من ماهر متحدثا بجدية: بتقول ايه مش فاهم؟ 

+


------------------------------------------------

+


كانت متوترة فلأول مرة تزور الشقة الخاصة بهم
اخيرا تنازلت سيادة السفيرة وخرجت معها 
الشقة كبيرة "دوبلكس"موقعها مميز فهي قريبه من منازلهم، لا ينقصها سوى النهائيات فقط .. قرر اختيار الالوان مع ضحى ووالدته ومندسة الديكور التي رشحتها والدته

+


في الدور السفلي ..
امسكت المهندسة بعض الاوراق الموجود بها الخامات والالوان واقتربت من ضحى كما تفعل مع كل عروس وسألتها بعمليه: هتحبي الدور دا تكون الالوان ايه
تحدثت ببرائتها: بحب اللون البينك اوي هيبقى جمييل 

+


هتفت زينات في اعتراض: لالالا بينك ايه دا لون مش مناسب ابدا ولا حتى موضة دلوقت ثم اقتربت تنظر في الاوراق وهي تشير لورقة: خلينا في اللاتيه حلو وهادي واشيك
نظرت المهندسة لكيان تنتظر رده
فكان جوابه انه اقترب متحدثا بجدية: عاوز الرسيبشن والصالون جبس مختلف والاضاءات اهم حاجة يا بشمهندسة 

+


ما كان منها الا انها حددت اللون كما قالت والدته
واتجهت تكتب تفاصيل ما يريد بدقه
سألتهم من جديد سؤال عام تلك المرة: حابين تعملوا اوضه نوم تحت ولا هنكتفي بالدور اللي فوق
تحدثت وكادت تكمل: ايوه خلي هنا اوضه ل..

+


كان الصوت الاعلى الاطغي لكيان تلك المرة: هنكتفي بالدور اللي فوق
نظرت المهندسة لها في شك تنتظر أن تكمل ما كانت تقول لكنها صمتت
اختار كل شيء في الدور الاسفل على ذوقه هو ووالدته صمتت فربما كان ذوقها قديم.. ربما.. لا بالطبع هو سيء لن يكون مثلهم مواكب لكل جديد

+


صعدوا للدور الاعلى....
دوما ما كانت تحلم بغرفة نومها بشكل ما .. اخيرا جاء الوقت لتخرج ما تريد .. لكن هل لديها الفرصة حقا 

+


اقتربت من المهندسة تخبرها برجاء: أنا حبه الاوضه يكون لونها درجة كدا ما بين الكاشمير والموف
سألته المهندسة وهي تشير على احدي الاوراق: زي الدرجة دي
اجابت ضحى ببسمة وسعادة ايوه هيا وتبقى كلها سادة الجدار اللي ورا السرير بس هو اللي يبقى منقش بفروع شجر صغيرة متداخله مع بعض لو تحبي ارسملك الوصف عشان تبقى فاهمة
اجابت المندسة بطلاقه: مبدأيا دلوقت هنختار الالوان التفاصيل الدقيقة دي المرة الجاية
اومأت ضحى في سعادة وتابعت انا عاوزه السرير اللي بيكون كل حاجته متصله بيه جدار واحد شغلك يكون على الاساس دا
تركتها زينات تفرغ كل ما في جعبتها وصمتت على مضض بينما اقتربت ضحى من كيان تحدثه بخجل: لو مش عاوز اي حاجة من اللي قلت عليه مش مشكلة اختار اللي يعجبك
هتف كيان ببسمة وهو يميل قليلا عليها حاجتين هسيبك تختاريهم بنفسك: المطبخ واوضه النوم وضغط الاخيرة قليلا رفعت نظرها له كالمصعوقة ثم نظرت لهم بقلق ربما سمعوا ما قال شعرت بنظرات زينات تكاد تخترقها حية فاقتربت منها متحدثه ببسمة حانية: ايه رأيك يا ماما في اللون
اجابتها ببرود شديد: مش بطال
اهتزت بسمتها لكنها لم تهتم واكملوا كل الدور متجاهلين رغبتها في كثير من الاحيان
شعرت وقتها بالدونية كما لم تشعر من قبل .. تحاول تجاهل هذا الشعور مع كلماته الناعمة المحبة ... لكنها غير قادرة على اخماد الصوت القائم في رأسها يخبرها أنها لا تختار كل شئ كإي عروس

+


أوصل والدته اولا ثم هي 
فاقت من شرودها على صوته الهاديء: ضحى مالك؟!
التفتت له دون سابق انذار تطالع عيناه بتفحص كما لم تفعل من قبل .. لم ترى بهم سوى المحبة .. تنهدت وهي تعتدل من جديد متحدثه: معلش سرحت شوية كنت بتقول ايه
اجابها بسعادة: اليوم كان حلو اوي وشايف أنك وماما بدأ يبقى في ود بينكم
اومأت على غير رغبتها فتابع ببسمة بعثرتها: نفسي الشقة تخلص بسرعة بقى عشان تنوريها وساعتها هااا

+


كادت تنفجر من شدة الخجل فهتفت بتلعثم: كيااان عيب!
ضحك كيان متحدثا: ساعتها هكون مبسوط الله انت فهمتي ايه؟!
ازدردت ريقها بماذا ستجيبه فهتفت بتوتر: متلونش الكلام لوسمحت وتلعب بيا
اوقف السيارة جانبا وتحدث برزانه محببه لها: عمري ملعب بيكِ يا ضحى انتِ مش عارفة قيمتك عندي صح، مسير الايام تثبت لك دا
تنهدت وهي تتطلع له بحب وجل ما كانت تحمل من غضب اختفى تماما وكأنه لم يكن

+


-----------------------------------------------

+


مرت عدة أيام على ما حدث معها
لولا انها طبيبة لكانت اجرت لنفسها كشف لتطمئن على نفسها أنها مازالت عفيفة .. ستجن وتعلم لماذا فعل هذا أن كان غرضه ان يتركها دون فعل شئ.. تتسأل بجنون ماذا فعل معها وقت غيابها عن الوعي هل لمسها هل صورها صور فاضحة ليبتذها؟!

+


مرت الايام عليها بطيئة كئيبة غير قادرة على البوح لمخلوق بما حدث .. حتى ظنت انها تتوهم لولا تلك المكالمة

+


رقم خاص ..
قبض قلبها عندما قرأت تلك الكلمة ..
شعرت أنها تخصه .. ترددت هل تجيب أم لا
عاد الاتصال مرة واثنان فقررت المواجهة لن تدفن رأسها كالنعام في الرمال
جاءتها ضحكته الساخرة التي جعلتها تنقبض أكثر وأكثر ثم شعور بالغثيان مليء صدرها وخصوصا وهي تتذكر لمسته لها قبل أن تغيب عن الوعي 
تحدث بصوت هاديء: عاملة ايه دلوقت يا دكتورة؟ أنا قلت اسيبك ترتاحي شويه
ـ أنت تاني، أنت احقر انسان شفته في حياتي، عاوز مني ايه
اجابها وهو يضرب دميه من لعبة الشطرنج باصبعه: اللعبة لسه بتبدأ استعدي 
هتفت بقوة وحدة: أنت مجنون مش كده.. لعبة ايه اوع تفكر اللي عملته معايا هعديه بالسهل
ضحك بصخب واستمتاع متحدثا: استنيت تعملي يا فريدة لكن للاسف خيبتي ظني فيكِ .. ثم صمت للحظات متابعا: شكلك بتحبيه قوي

+


انت مالك بحب قوي ولا لأ، ملكش دعوة بيه أنا بقولك اهه
ضحك باستمتاع اكبر متحدثا: لو يهمك امره كدا معاكِ تلاتين ثانية بالظبط عشان تنقذيه من الموت
شهقت فريدة برعب وعدم تصديق لما يقول
ضحك بقوة وكأنه شيطان بث في قلبها خوف لم تعشه من قبل لكنها قاومت هذا الشعور تسبه بعنف
صرخ بها قبل أن يغلق: أنا عملت اللي عليا براحتك يالا باااااي
"استناااااا" قالتها بفزع قبل ان يغلق.. تنهدت ثم اتبعت في توتر: قصدك ايه بأني انقذه؟!عدلي ماله عملت له ايه هو كمان؟؟

+


القهوة يا فريدة .. قالها وهو يغلق الهاتف
لحظة واحدة ....

1


توقعاتكم للقادم
دمتم بخير

+


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close