اخر الروايات

رواية خلف الظلال الفصل الثامن عشر 18 بقلم يسرا

رواية خلف الظلال الفصل الثامن عشر 18 بقلم يسرا

الفصل الثامن عشر........... بقلم يسرا


انطلق سالم بسيارته بسرعه جنونيه ...ظن انه بتلك السرعه قد يسبق القدر

فدائما القدر يسبقه... ولو بخطوه يسبقه

كان يود الحصول على كل الاوراق والاموال وقتل عادل والصاق التهمه بهاله

كل هذا كان ليحدث لولا ان ...

لولا تدخل منال

تلك الافعى

هى من خططت لعادل فعلته الاخيره قبل موته

وهى من كانت دوما العقل المدبر له

نعم

فتش عن المرأه

فسبب فشل خطته مرأه

وسبب تذبذب افكاره وخضوع قلبه... امرأه اخرى

كلا لن يسمح للنساء بالعبث فى حياته مجددا

يكفى مافعلته امه

يكفى عبثها بطفولته

فلن تعبث بمستقبله وحاضره امرأه اخرى بعد اليوم

وهكذا كان حاله لحظه ان دخل فيلا عادل بالقوه مع حزبه من الرجال الملثمين كاسرين باب المنزل فازعين ساكنيه من الاطفال والنساء

صرخت الخادمه وجريت واختبأت وحاولت منال الهرب من امامه هى الاخرى
ولكن كانت يده الاسبق فأمسكها من شعرها ومد يده الى احد رجاله فأعطاه الاخير سكينه حاده...

فقرب نصلها اللامع من وجهها وقال بشراسه : الورق فيين ؟

قالت منال والهلع ينبض فى كل عروقها : معرفش ...والله ماعرف

غرز سالم نصل السكين فى خدها فصرخت منال متألمه بقوه
فقال لها متشدقاً: ايه رأيك ازوقلك وشك بقطع زى اللى فى وشى ده ..ده نيولوك هيبقى جامد وخطيير عليكى

صرخت منال وانهارت العبرات من عيناها وقالت بهيستريا : ابعد عنى انت عاوز منى ايه ...هوا عادل مش عندك ماخدتش اللى انت عاوزه منه ليه ؟

قال لها سالم بقوه : مات ...وهوا راجعلك بالخمسه مليون اتقلبت بيه العربيه ومات والعربيه اتفحمت وجواها الفلوس وعبال مايستدلو عليه هيجولك يأكدولك خبر موته

صرخت منال : مات ..يانهار اسود ...قتلته يا مجرم

سالم بعصبيه شديده : انا ماقتلتوش ..لكن مستعد اقتلك واشرحك كمان ..انطقى الورق فيين

صرخت منال: طيب ابعد السكينه دى عن وشى

ثم دفعها لتسقط على احدى الكراسى فاقترب منها مجددا وقال : هيا ثانيه وحده وهتكون مغروزه فى قلبك ...انطقى

منال بهيستريا: فى خزنه ..خزنه فى البنك

الصق السكين برقبتها وقال : معاكى مفتاحها؟

منال : مش معايا وحتى لو معايا ولا معاك انت ...مش هينفع نفتحها

سالم : ليه انتى وريثته

منال صارخه: الخزنه ماكنتش بتاعه عادل كانت بتاعه مراته الاولانيه ...هيا كانت عملاله توكيل عام ودلوقتى بعد ما مات مافيش غيرها اللى تعرف تفتحها

رجع سالم خطوه للخلف واخفض السكين وقال بصوت خاوى : هاله!!!!

منال : انت تعرفها منين ؟

قال سالم بخشونه : مالكيش دعوه ..المفتاح فيين ؟

اشارت له منال بسرعه : فى المكتب ...فى المكتب اللى جوه

انطلق الرجال الى غرفه المكتب وقلبوها رأسا على عقب فى دقائق عده حتى حصلو على المفتاح واعطاه احدهم الى سالم

فقال لمنال : هوا ده؟

ردت منال بخنوع : ااه هوا ..هوا ..

سالم مهددا : عارفه لو ماكنش هو ولا الورق ماكنش فى الخزنه هعمل فيكى ؟؟؟؟؟.......ورحمه ابويا ليقعدوا سنين وايام يجمعوا فى شرايح جثتك ومش هيقدروا

ارتمت منال تحت قدمه وقالت ببكاء : ابوس رجلك انا ماليش ذنب ..ثم اخذت فى تقبيلها بالفعل

فدفعها سالم بقدمه بعيدا وهم بالمغادره ...الا انه لمح اطفال هاله يقفون مستترون اعلى الدرج
ينظر له الكبير بفزع وخوف عارم... اما الصغير فكان نسخه طبق الاصل من هاله ...كان على عكس اخيه ينظر له بفرح شديد وتعلو البسمه وجهه لما فعله بزوجه ابيه ..

فابتسم له سالم دون اراده وهم بالصعود اليهم ولكن كانت صرخه منال هى الاسبق تأمرهم بالدخول الى غرفهم
فهرب الصغار اليها فاستدار ونظر لمنال بصرامه وغادر مع رجاله

وعاد سالم برفقه رجاله الى القاهوه حاملا مفتاح الخزنه بجيبه يفكر فى طريقه يرغم بها هاله على فتح الخزنه واعطاءه الاوراق وهى راغمه مجبره ...

لايعلم لماذا كل شىء اصبح متعلق بها ؟

لماذا تنبثق ذكراها ويطغى حضورها على واقعه ..

شعر سالم بالغيظ منها ومن نفسه ايضا....

وقد فقد الحيله مع قلبه ولم يعد بأمكانه ان يكرهها

ولم يكن بامكانه ارغام عقله عن عدم التفكيير فيها ...

بل ما زاد الامر سوءا انه لم يعد يشعر انها تكرهه كما كانت تفعل

فمنذ ان اعطاها الملف اصبحت تنظر لها نظره مختلفه

كان يعشق نظرتها المليئه بالاحتقار والكراهيه لوجوده ...

فهذا هو ...انسان حقير

وهذا مايستحقه ...الكراهيه

علي الامور ان تعود لنصابها الصحيح ....نعم ...وهذا امر يسير ..بل فى غايه السهوله

لمعت عينا سالم وتذكر المسدس الذى يحمل بصماتها ...انه لم يستخدمه فى قتل عادل ...فليستخدمه فى خداعها ...

وفى تلك الاثناء كان احد افراد الشرطه يقف خارج فيلا عادل يطرق الباب مرارا وتكرارا

وبعد قليل فتحت الخادمه وعلى وجهها امارات الفزع والخوف

نظر لها الشرطى وقال : مدام عادل سعد الدين موجوده؟

ردت الخادمه بلغتها العربيه المتكسره : ايوا ...موكوده

تركت الخادمه الباب مورابا واتجهت للداخل فطالع الشرطى المكان بفضول وساوره شك مريب من خوف الخادمه

وبعد قليل حضرت منال واستقبلت خبر موت عادل ببرود تام.. وتصاعد الشك داخل الضابط الى اعلى مراتبه

فقال الضابط فى هدوء : طيب تسمحى حضرتك تيجى معايا القسم عشان نخلص بعض الاجراءات الروتينيه ؟

رددت منال بصوت جاف : هوا مينفعش بكره ؟

الضابط : يعنى حضرتك ..فى الظروف اللى زى دى اهل الميت بيكونوا على عجله انهم يستلمو جثه الفقيد عشان يخلصوا اجراءات الدفن وكده ...يعنى اكرام الميت دفنه

ردت منال ببرود : اصلى تعبانه ومش هقدر اروح النهارده ..كمان الدنيا ليل وكده كده مش هيدفن الا بعد صلاه الضهر.. ده غير ان ممكن اهله يطلبوا انه يدفن فى القاهره

رد الضابط : ااه ..طيب براحتكم ...عامه ممكن بكره تيجى الصبح على مهلك ..عن اذنك

اغلقت منال الباب فور ان ادار الشرطى لها ظهره فنظر الشرطى وراءه مستعجبا...وقال : لله فى خلقه شئون

فى اليوم التالى اتجه سالم الى المعرض وما ان ترجل سيارته
حتى اسرع اليه وليد مرحبا به : باشا ...حمد الله على سلامتك ..ماشوفتكش بقالى كذا يوم

قال له سالم بصرامه: عملت ايه فى نويبع؟

وليد بصوت خفيض: كله تمام بس الشحنه صغيره اووى وماتجيبش همها وماينفعش فيها قسمه المرادى ...بس لو رفيق بيه عرف هيزعل اووى

ابتسم سالم بخفه وقال : لا ماتقلقش من رفيق

وليد : يعنى لو سألنى ؟؟؟

سالم بصوت قاطع: الكلام هيبقى معايا ..روح انت دلوقت خلص وادينى التمام

انصرف وليد واتجه سالم الى غرفته وفتح الخزنه وحمل السلاح الاسود اللون ووضعه داخل جيب سترته

ثم اتجه الى غرفه هاله والتى كانت تقوم بتسجيل بعض البيانات على الحاسوب

وما ان دخل سالم غرفتها حتى اغلق الباب بالمزلاج فنظرت له هاله وشعرت بالخوف يتسلل اليها

فحاولت السيطره على نفسها وقالت بصوت متماسك : صباح الخير يا سالم بيه ؟

ابتسم سالم ابتسامه واسعه : انتى رأيك انه خير ؟

ارتبكت هاله وقالت : ليه يافندم ..حصل ايه ؟

نظر لها سالم وقال آمرا: هتعرفى دلوقتى هاتى شنطتك وتعالى ورايا

وتلاشى من امام ناظريها فحملت هاله حقيبتها كما امرها وخرجت تبحث عنه بعيناها فلم تجده
فسألت الحارس فأخبرها انه انصرف للخارج فخرجت هاله وتوجهت اليه بخطوات مرتبكه فوجدته متكئا على سيارته ينفث سيجارا فى صمت مرتديا نظاره شمسيه اخفت عيناه
فلم تتعرف هاله عما يدور بخلده

وما ان رآها سالم حتى ركب سيارته وامرها باختصار قائلا : اركبى

وقفت هاله متردده لبعض ثوان ثم ركبت السياره وما ان ركبت حتى انطلق سالم بسيارته مسرعا الى خارج حدود المعرض
وبالتحديد على الطريق الصحراوى الخاوى متجها بها الى اطراف المدينه ظلت هاله تلتفت يمينا ويسارا
وقالت والقلق ينهش عظامها : احنا رايحين فين ؟

رد سالم باقتضاب : هتعرفى دلوقتى

وما هى الا دقائق معدوده حتى توقف سالم فى مكان معزول

وقطع سكون الاجواء صوت دقات قلب هاله المتسارعه وهى تلعن غبائها كان عليها ألا تنصاع لأمره ..
كان عليها رفض الرحيل برفقته .....بل كان يجدر بها منذ البدايه رفض ركوب سيارته

ولكأنما شعر سالم بأفكارها المتلاحقه والخوف المتصاعد داخلها فقال ساخرا : خايفه؟

ردت هاله كاذبه : لا ابدا ...خير يا سالم بيه حضرتك جايبنى هنا ليه ؟

رد سالم ساخرا : بس انتى المفروض تخافى ...كنتى كويسه لما كنتى بتخافى منى وبتبعدى عنى ....مش عارف ايه اللى جرالك ؟

ردت هاله بحيره : واخاف ليه ؟؟؟

سالم : عشان انا ممكن أذيكى...
ثم مد يده ليفتح درج السياره فانكمشت هاله فى جلستها ...فابتسم سالم ونظر لها وقال : مش بقولك المفروض تخافى

وفتح سالم الدرج ورأت هاله المسدس القابع داخله فقالت هازئه : ايه ؟؟؟هتقتلنى ؟؟؟

سالم باستهتار : لا مش انتى ...

هاله : امال مين ؟؟

رد سالم باقتضاب : عادل

شعرت هاله بالصدمه وقالت : يعنى انت عارف مكانه ؟؟

هز سالم كتفه وقال باستخفاف: سهل اجيبه من تحت الارض لو حبيت

هاله غاضبه: امال لما سألتك عليه قولتلى انك ماتعرفش مكانه ؟

التفت سالم اليها وقال بصرامه : وقولتلك كمان ان كل حاجه ليها تمن ..مش كده..وقولتيلى التمن غالى صح ولا غلط

هاله بمراره: صح ....طيب ماتقتله مستنى موافقتى ولا حاجه لاسمح الله

سالم : يعنى مش هامك ؟ مش هتزعلى لو مات؟

هاله متهكمه : لااااا بالعكس هفرح جدا ...على الاقل ولادى هيرجعولى

سالم : بس ده مش هيحصل ..لانك هتتسجنى ومش بعيد يشنقوكى كمان

حملقت هاله به وقالت : انا؟؟؟ليه ؟؟هوا انا اللى هقتله ولا انت

ابتسم سالم ابتسامه واسعه وقال : لاء انا اللى هقتله بس بالمسدس ده فكراه....

ثم نظر لها وقال منتصرا: اللى عليه بصماتك

بهت وجه هاله وشعرت بالرعشه تسير فى اوصالها وارتجفت يداها وتجمعت العبرات فى عيناها وقالت بصوت مخنوق متوتر : كتر خيرك انك قولتلى من قبلها ..ده عشان اهرب ولا ايه ياترى ؟ ولا مطلوب منى ايه اسلم نفسى من دلوقتى ؟؟؟؟؟

نظر لها سالم مليا وابصر ضعفها وشعر بقلبه يتألم فقال بخشونه : مطلوب بطاقتك

هاله ساخره : ده عشان تحطها بالمره جنب جثته

نظر سالم امامه وقال : عادل معاه ورق يخصنى شايله فى خزنه فى البنك ...الخزنه دى باسمك ...وانا معايا مفتاحها ...ناقصنى انتى والبطاقه عشان افتحها واخد الورق بتاعى ..يا كده يا اقتله واخلص منه وماعدش يهددنى بالورق ده تانى ...انتى اللى فى ايدك القرار...يا تيجى معايا البنك دلوقتى وتفتحيلى الخزنه وتدينى ورقى ويا بكره او بعده بالكتير تلاقى البوليس واخدك بتهمه قتله ؟؟؟

نظرت اليه هاله مليا وشعر سالم انها تخترقه بنظراته فقال بنفاذ صبر : هاه ؟؟؟فكرى بسرعه... انا مش طالب القرب منك لاسمح الله

اغمضت هاله عيناها لوهله ثم ردت بصوت خافت : معايا البطاقه

ابتسم سالم بنصر وقال : اهو كده ..بينا على البنك

وصل سالم الى البنك وقبل ان تترجل هاله من السياره قال لها آمرا : استنى ...انا طبعا مش هينفع ادخل معاكى ...لكن انتى لازم تتصرفى بمنتهى الثقه ....وعشان تبقى فاهمه انتى كنتى عمله توكيل لعادل توكيل عام كان بيجى يفتح الخزنه ويتصرف هوا ...ودلوقتى فى ظروف وكده وانتى محتاجه حاجه من الخزنه ضرورى... معاكى المفتاح...
ثم اعطاه لها واتبع : الخزنه ليها مفتاحين واحد اهوه والتانى مع الموظف... تسيبيه هو يفتح الطبله اللى تخصه.. وبعد مايمشى افتحى الخزنه وطلعى الورق وارجعى اقفلى الخزنه تانى وساعتها الموظف هيدخل عشان يقفل بمفتاحه ...فهمتى ؟

اومأت هاله برأسها وقالت مؤكده: فهمت

نظر لها سالم مطولا : ما تتأخريش انا هفضل واقف مستنيكى هنا

انصرفت هاله الى داخل البنك وماهى الا اربعون دقيقه حتى عادت الى حيث سياره سالم

واقلع سالم بسيارته الى منطقه المقطم وظلت هاله صامته طيله الطريق

وما ان توقفت السياره حتى مد سالم يده اليها فأخرجت هاله الاوراق بصمت واعطتهم اياها ...فقال سالم : فتحتى الورق ؟

هزت هاله رأسها نافيه ولم تنطق بكلمه وكانت عيناها لاتزال محلقه فى الفضاء

وظل سالم ناظرا اليها وردد داخله : هيا اكيد دلوقتى رجعت تكرهنى زى الاول ..احسن ليها وليا

حتى رأى العبره التى سقطت من عيناها.... تماما كما رأها فى حلمه

تلك العبره التى انتحرت من اعلى خدها

فنظر لها فزعا وخبط بيده بقوه على المقود وقال بخشونه : بتعيطى ليه دلوقتى ؟ انتى اديتينى الورق ..ورق مايخصكيش من اساسه ...وبالمقابل اهوه يا ستى ادى المسدس
واخرج المسدس من الدرج ومسح بصماتها من عليه : خلاص ..خالصين ...

نظرت له هاله وانهمرت دموعها بغزاره وقالت :انت ايه ؟ مابتحسش؟ مش شايف نفسك بتعمل ايه ؟ انا ذنبى ايه تورطنى فى جريمه وتطلع انت زى الشعره من العجينه..واروح انا فيها ...

قال سالم : وهيا فين الجريمه ..انا ماقتلتوش

هاله بعصبيه: لكن كان عندك استعداد تقتله ..وتدبسنى فيها.. صح؟

سالم بغموض: ايوا صح ...بس الامور اتغيرت بشكل مش لازم تعرفيه ...وبعدين انتى ماكنتيش هترضى تدينى الورق لولا انى معايا المسدس ده

هاله نافيه بحرقه: مين قالك ؟ جبت منين الكلام ده ؟انا مش زيك على فكره ...ولا زيه ..مش كل حاجه عندى واحد زائد واحد تساوى اتنين ...

سالم بصوت مرتجف: يعنى لو كنت جيت طلبت منك الورق ماكنتيش هتطلبى على الاقل اجيبلك عيالك منه

هاله باكيه: انا فعلا عايزه ولادى ..بس انا مش بطلبهم منك ولا من اى حد تانى... انا بطلبهم من ربنا سبحانه وتعالى هوه وبس اللى يقدر يرجعهم سالمين ليا... ويحفظهم من كل سوء وهما بعاد عنى ...وحتى لو اديتك الورق ......وانت بس.....

ثم اخذت نفسا عميقا وتابعت : بس عرفتنى طريقهم .....كنت هتخسر ايه؟

ثم مسحت هاله وجهها وقالت بهدوء : ليه اصلا تفكر انك تقتل بنى آدم وتزهق روح ...ومن قتلها فكأنما قتل الناس جميعا ...انت مش خايف من ربنا ..فكرك انه بعيد عنك ..لا والله ربنا قريب اووى بس انت اللى بعيد عنه ..بعيد اووى ..ثم اتبعت بحسره :اووووى

وترجلت هاله من السياره ورحلت تاركه سالم محدقا امامه لا يقوى على النظر اليها ولا مواجهتها

وظل شاردا لبعض الوقت وعاد الى منزله شاعرا بألما شديدا يعتصر قلبه
وما ان دخل الى المنزل حتى طالع صورته فى المرآه المذهبه التى تحتل حائط المدخل الجانبى
ونظر مليا الى وجهه ولاول مره يشعر بالتقزز من جرحه فاخفض ناظريه سريعا ...
فلم يكن بامكانه اطاله النظر الى نفسه اكثر من ذلك

واتجه الى غرفته وخلع ملابسه ثم اتجه الى الحمام ليهنىء بدش دافىء يريح عضلات جسده واعصابه التى احترقت بفعل التوتر ...

وبعد قليل سمع طرقا قويا على الباب فخرج بعدما ارتدى مئزره واتجه الى الباب وفتحه

ليطالع وجه رفيق الغاضب فعرف انه علم بأمر صفقه السلاح الاخيره

التى قد استولى هو عليها ولم يعطه نصيبه منها ....فارتسم السأم على وجهه

دخل رفيق وقال فى غضب : هيا حصلت يا سالم تاكل حقى عينى عينك كده؟

اغلق سالم الباب وقال فى هدوء : اكل حقك؟ مش كبيره دى يا صاحبى ..الله يسامحك ..

قاطعه رفيق : بقولك ايه الشويتين بتوعك دوول انا حافظهم

سالم : جرى ايه رفيق انت نسيت ولا ايه ؟ ولا افكرك ...هفضل محتفظ بالسيدهات ومدفيهوملك يعنى ؟..واحده بواحده مش عايزه مفهوميه

رفيق حانقا : واحده بواحده ...كمان ..يعنى السيدهايه تمنها 2 مليون واكتر!!!

سالم متهكما: اصل السيديهايه دى كنتو مطولين فيها شويه بتاع 3 ساعات كده ..اه يا شقى ...يوم جمعه بقى والمعرض قافل وبراحتكم ...ياعينى عليكى يا منى ...تلاقيها ولا بتطولك 3 دقايق مش 3 ساعات

ارتسم الضيق على وجه رفيق وقال : هات السى دى ..اخلص

اومأ سالم برأسه وقال بهدوء: بكره يا رفيق ..النهار له عنين يا اخى ..

رفض رفيق وقال بعند : دلوقتى فاهمنى ..وحالا

نظر له سالم مليا وزم شفتيه وقال : ماشى ...اقعد عبال ما اجيبهالك

انصرف سالم الى غرفته واغلق الباب جيدا بالمفتاح وحمل سلاحه واخفاه فى طيات مئزره

وفتح الخزنه داخل دولابه وحمل الاسطوانه

وخرج ليجد رفيق ينظر من النافذه مديرا له ظهره

فقال سالم : اهيه يا سيدى ...خالصين

التفت رفيق واخذ الاسطوانه واتجه مغادرا فقال له سالم متهكما : بسرعه كده.. مش تقعد نتفرج سوا ونشربلنا كاس انا وانت ؟؟؟؟ دى السهره لسه فى اولها

التفت رفيق اليه وقال : انا يمكن فيا كل العبر ...بس انا انضف منك ..على الاقل انا مستحمل كل سخافاتك دى كلها بس عشان الست اللى انا بحبها ..لكن انت مافيش فى صدرك قلب من اساسه

سالم بهدوء: وياترى قلبك الرقيق ده هوا اللى قالك تخون مراتك وتحرق قلبها ؟؟؟؟.....انت خايب وهتفضل طول عمرك خايب ...لو تعرف ان الست اللى تستاهل التضحيه عشانها هى منى مراتك.. ماكنش ده يبقى حالك ....منى بتحبك

رد رفيق بسرعه: ونانسى بتحبنى

ضحك سالم بقوه وقال : والله ...بكره نشوف

نظر له رفيق ولم يفهم مغزى كلماته وانصرف سريعا تاركا سالم عاقدا حاجبيه بقسوه وهو يردد : بأه فاكر انك احسن منى يا رفيق ...بكره تشوف مين اللى احسن من التانى


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close