رواية يكفيني يا قلب الفصل الثامن عشر 18
18...((أبتسم هدئ اعصابك)
طالت ساعات التبضع مما جعل حسام يشعر بالملل....منذ اكثر من ساعة وهو يسير خلفهما بتمهل.....شاعرا بالضجر....وهما كحيوان الكنغر يقفزان من زمحل لاخر دون ملل ولا تعب......
+
وحين فقد صبره نهائيا...قال مخاطبا رحاب بفظاظة:
((ألم تقولي ان طفلتينا اتعبتا أمك....ام انك نسيت هذا امام العدد الهائل من هذه الملابس الغربية....))
+
ابتسمت رحاب تزم شفتيها لكيلا تقهقه وهي ترى تعابير زوجها العابسة الضجرة....وحين قالت سمر معتذرة:
((اسفه لأني اتعبتكما معي.....لم يبقى سوى القليل))...
+
تافف حسام شاعرا بالضيق...وقال يخاطب المرأتين معا:
((رحاب حين تذهب للتسوق تنسى نفسها هناك.....فما رأيك لو وجدت لها رفيقة تشجعها .....ثم كيف لم يبقى لكما سوى القليل...وانتما لم تشتريا شيئا لحد الآن))..
+
اقتربت منه رحاب تهمس بخجل من فظاظته تزم شفتيها باستياء:
((يمكنك انتظارنا في السيارة....ولن نتأخر عليك نصف ساعة فقط))..
+
قال حسام بخشونة وعيناه تحذران زوجته:
((نصف ساعة فقط......ولو تعدت الثانية الواحدة...ساترككما واذهب))...
+
ابتسمت زوجته تقول بنعومة((اتفقنا))..
+
وحين تركتاه....تتابط إحداهما يد الاخرى....تنهد بخشونة ليهمس لنفسه:
((مجنونتان.....))
+
ما زال احمد يجلس بداخل سيارته...متجهم الوجه....وعيناه الغاضبتان تكادان تلتصقان براسه....
يمنع رغبة همجية بالنزول...والذهاب اليها.....وحملها على كتفه...وادخالها غصبا لسيارته.......
لكنه يحاول السيطرة على اعصابه بمعجزة.......فلو حقا فعل ما يجول بخاطره الان......
سيزيد الطين بلة....وسيبعدها اكثر منه....وهذا مالا يريده.....
+
لذا حين سئم من خروجهم.......داس على دواسة الوقود ليستدير راجعا لبيته..........
+
وخلال دقائق قيادته للسيارة كان بين الثانية والاخرى يتصفح هاتفه...لعلها تبعث له برسالة تريح قلبه.....رغم تأكده بأن هاتفه لم يهتز ابدا
+
وحين وصل اخيرا....نزل يصفق الباب بقوة........مفرغا به شحنات جسده السلبية....لكن شحناته السلبية لم تهفت او تتلاشى نهائيا حين دخل الى المنزل....ووجد والدته جالسة هناك بإنتظاره واضعه ساقا فوق الاخرى....تهزهما بنفاذ صبر بينما وشاحها الذي بالكاد يغطي شعرها اضاف الى ملامحها الاستقراطية لمحة تكبر وغرور....اذا لم تكن هي اصلا هكذا من نشائتها المترفة
+
تجاوزها قائلا بنبرة تعبة:
((السلام عليكم))....
+
واكمل خطواته نحو السلم ليصعد غرفته...لكن صوت امه المعاتب اللائم جعله يتوقف ويستتدير اليها ناظرا لها بضيق....وقدتقوس حاجباه بشدة....خصوصا حين ردت على سلامه بفظاظة وخشونة:
((وعليكم السلام.........من الجيد انك تذكرت أن لك اما .........))
+
لم يكن بمزاج يسمح له بالتحدث والجدال مع اي شخص وخصوصا والدته.....وخصوصا من موقفها السلبي تجاه سمر....حتى انها لم تأتي وتزرها في المشفى او ببيت والديها...ولم تتصل بها حتى اتصال هاتفي سريع.......لذا اجبر نفسه على الكلام قائلا بنبرة لطيفة وهو يتقدم نحوها يقبلها على رأسها:
((وكيف لي ان انسى.......انت الخير والبركة.......وبوجودك نشعر بالطمأنينة))....
+
نهضت امه من مقعدها باهض الثمن لتبتعد عنه خطوات وتقول بخشونة ازعجته كثيرا:
((بلى لقد نسيت ان لك اما ستمووت شوقا لحفيدها......منذ رحيل سمر وانت بعالم اخر بالكاد أراك واتحدث معك...........لماذا اشعر بانك اصبحت ضعيف جدا امامها......وضائع.......انظر لنفسك....لقد تغيرت كثيرا.......تقضي ساعات عودتك من العمل حبيس غرفتك..........هل نسيت ماذا فعلت بنا...هل نسيت كيف تشوهت سمعتنا من ورائها...انسيت صورها على مواقع التواصل الاجتماعي...اني اكاد ادفن رأسي بالتراب حين اجتمع مع صديقاتي ويتطرقن لموضوعها ولصورها........رغم كل ما فعلته......تبقي آدم معها.........مابه بيت جده........أم اننا لم نعد نعجبك.......ماذا فعلت لك تلك الشيطانة لتصبح هكذا......كالخاتم باصبعها.....))
+
جن جنون احمد....وقد ثارت اعصابه كثيرا...فرد على والدته متعجبا...تكاد حدقتاه تخرجان من وجهه:
((ماذا...؟؟؟؟؟ماهذا الذي تقوليه..........اتخدعين نفسك ام تخدعيني......ألم تعلمي جيدا ان سمر بريئة....وان ابنة اختك الموقرة هي وراء خجلك مما يتكلم به الناس عن زوجتي....لا اعرف لمّ تصرين على لصق افعال رانيا القبيحة بسمر ......وابعاد الشبهه عنها.......كم احتاج بعد من الأدلة لتصدقي هذا....لتصدقي ان سمر امراءة صالحة......ولا يمكن ان تقوم بما يسيء إلي ولعائلتي))...
+
ابتسمت والدته بدون مرح.......ابتسامة هازئة ساخرة لم تصل لعينيها الكارهتين لسمر ولتؤامها قبلا....وقالت بنبرة باردة فظة:
((اسمعوا من يقول هذا.........؟؟))
+
صرخ احمد غاضبا قائلا بقهر وندم:
((لقد ظلمتها كثيرا....كنت قاسيا معها لدرجة الحقارة والانانية..لكني الان احبها......بل اعشقها....وهي تستحق هذا...تستحق ان اهب لها عمري.....واسعدها مادمت على قيد الحياة........انت من جعلت رانيا تتمادى كثيرا..انت من جعلتيها تعيش أملا زائفا بأني سأكون لها.....ذات يوم.......انت يا امي المذنبة الاولى بما آلت اليه حياتي من تعاسة وقهر.ّ.........لقد.....دمرت حياتي من قصد ومن غير قصد))..
+
هدرت به امه بجنون احمر وجهها له لتصيح بصوت عال قاس:
((ألم يكن من حقي ان اختار لك الزوجة المناسبة التي تليق بك....تليق بابني الوحيد........زوجة من عائلة تتفاخر بنسبها اينما جلست..بدلا من تلك الحثالة التي استبدلتها بابنة خالتك.........وحين ماتت وقلنا ياالله.....ركضت نحو مدارك القديم لتتزوجك تؤامها....))..
+
اتسعت عينا احمد بذهول.....لا يستطيع ان يصدق مدى سطحية افكار والدته...ومدى كرهها...لنهى.....وسمر.......لا يصدق انها وصفت نهى الميتة بالحثالة.......وهي تعلم كم تاذى لفقدها.....ورحيلها ألابدي...
+
لذا قال بعدم تصديق:
((امي.....ارجوووووك توقفي........توقفي....عن اذيتي....انا ابنك من دمك ولحمك....لمّ تريديني ان اصاب بمرضا ما..ّ...كنت تعلمين منذ زمن طويل ان رانيا لا تعجبني كزوجة......طالما اعتبرتها بمثابة اختي...............فارجووووك توقفي عن اهانة ام أبني الراحلة....وزوجتي الحالية...ارجوووك دعيني اعيش بسلام بعيدا عن خططكم النسوية السخيفة............))
+
لكن امه لم ترحمه ابدا...واكملت بقسوة وحدة جعلت احمد يرتجف غضبا وقهرا.....
((طلقها.....يااحمد........طلقها وارتح منها.......لا تدعها تتدلل عليك بهذه الطريقة.....أنها لا تريدك....لاتحبك.......لا توجد امراءة تبتعد عن زوجها بما يقارب الخمسة اشهر لمجرد انه ضربها.ّ...لو كانت تريدك حقا لعادت إليك.........انها تستغلك بنقطة ضعفك...بابنك..........ايعجبك ان طفلك بمكان..وانت بمكان اخر..لمجرد ان ست الحسن والدلال غاضبة منك......اين العدل بهذا.....استفق يااحمد وانظر حولك جيدا.ّ...ما ان تتحرر من سحرهاالاسود. حتى تجد صفوف من اجمل مايكون من النساء بانتظارك......كن رجلا حازما....وتصرف بما يمليه عليك المنطق وليس قلبك الارعن الذي لم تحصد منه سوى الألم))....
+
ظل احمد واقفا بمكانه...ينظر لوالدته بعدم تصديق ذاهلا مما يسمعه منها.....والان تحديدا....الآن بعد ان عشق سمر...واحبها.............ماهذا الهراء الذي يسمعه من امراءة بمثل سنها....لذا حاول كتم غضبه بمعجزة وقال بلا مبالاة:
((انت لا تهمك سوى المظاهر الخداعة الزائفة....وما تقوله صديقاتك عنك....لايهمك ابنك..ولا حفيدك...الذي سيصاب بالجنون لو جلبت له اما اخرى........لذا ارجووك ياامي دعيني احيا حياتي كما اريد انا........واقرر من هم الاشخاص الذين اعيش معهم..........ولو رجعت بذاكرتك قليلا لانتبهت اني لم اتقدم لخطبة سمر ولم اكن افكر فيها ابدا...والدي هو من اقترح ونفذ........والان بعد ان تكيفت مع زوجتي..واحببتها تريدين ان اطلقها...........لماذا...لماذا...؟؟؟؟؟؟.....لأ جل اختك العزيزة وابنتها...طالما كانت سمر. مؤدبة معك..وخدومة..ومطيعة..ومتحملة لدرجة لاتوصف............سامحيني ياامي.....فطلبك غير مقبول اطلاقا...))...
+
استدار احمد..صاعدا السلم بخطوات سريعة. هاربا من الامه كلها لغرفة نهى.....حيث حبه الاولى الذي كان ومايزال يداعب قلبه برقة ونعومة..........مضيفا اليه حديثا حب سمر الفتاك.......ليصبح داخل قلبه المنهك خليطا غريبا من المشاعر العاصفة......لتؤامين احباه كلا بطريقتها الخاصة....متجاهل بمعجزة تهديد امه الصارخة وهي تهتف بغضب مجنوون....وغطرسة:
((لن تدخل تلك الهزيلة بيتي مرة اخرى.......وان حاولت ......سترى مني مالم تحمد عقباه....))....
6
..............
+
بينما كانت سمر على النقيض من احمد تماما.....كانت سعيدة مبتهجة.........وهي تستمع بين الحين والآخر لدعابة من دعابة رحاب المضحكة......كانت اليوم تحديدا متفائلة كثيرا.....تشعر بالنشاط والحيوية...تشعر وكأنها ولدت من جديد....كأنها لم تعرف احمد ولم تلتقي به...ولم يكن جزءا مهما اوربما حياتها كلها......فحين خرجت مع صديقتها اخيرا من المركز التجاري...بعد ان اشتريتا كل ماارادتا.............باتجاه سيارة حسام الذي ماان راهما حتى استغرب كثيرا من الجنس اللطيف بأسره...متعجبا....من كونهما كانتا اكثر من ساعه يتجولان بدون ان يشتريا شيئا...وبعد ان منحهما وقت قصير جدا....مايقارب العشر دقائق استطاعتا ان تتبضعا هذه الأكياس كلها.........
ماهذه المخلوقات الغريبة.....؟؟؟!!!!
+
انتبه حسام على صوت رحاب المنزعج وهي تامره بأن ينزل ويساعدهما على وضع الاغراض في حقيبة السيارة الخلفية.......
+
نزل حسام مندهشا وعلى محياه الكثير من التساؤل الذي لم يتبلور على شكل كلمات بعد......وحين انتهى اخيرا واغلق حقيبة السيارة بكلتا يديه بحركة قوية مصدرا الحديد صوتا مزعجا..سالهما وهو يتجه ليفتح لهما الباب :
((عجبا.....عجبا....اشتريتما كل هذا بعشر دقائق فقط؟؟؟؟))
+
ابتسمت رحاب وهي تستدير برأسها لسمر الجالسة خلفها ..تغمز لها بعينيها....ثم تقول:
((اسأل سمر.....))
+
لكن حسام.....لم يكن بمزاج جيد وخصوصا ان الجوع كاد ان يقتله..فاستسلم قائلا:
((لا أريد سماع الجواب.......المهم عندي انكما لم تتاخرا ولا دقيقة عن الوقت المحدد الذي الزمتكما به))
+
لكن سمر ابتسمت ثم قالت بهدوء:
((لان هذا اخر محل تقريبا لم ندخل له....وحين وجدنا ان الاسعار متساوية نوعا ما....تسوقنا كل مانريده من المحل الاخير))
+
صمت حسام للحظات متفاجئ ثم سأل بفتور:
((واذا لم يكن المحل الاخير...مشابه لاسعار المحلات الاخرى ماذا كنتما ستفعلان؟؟؟؟))
+
اجابتا معا وبنفس النبرة الواثقة:
((اما نعود لاحدى المحلات السابقة او نخرج ونذهب فيما بعد لمركز تجاري آخر.......)
+
زفر حسام بنفاذ صبر ليقول ببرود:
((يبدو ان وصف غريبتا الأطوار....يلائمكما كثيرا))..
+
ابتسمت سمر....لكن رحاب قهقهت عاليا وحين هدأت قليلا....قالت لزوجها:
((لقد اتصلت بي والدتي قبل لحظات قائلة بأن الطفلتين نامتا بعمق.....فلا داعي للعجلة))
+
ادار حسام عينيه اليها قائلا بسخرية وقد ضاقت عيناه كثيرا:
((صحيح لاداعي للعجلة))....
+
هتفت سمر من خلفهما:
((اذن سنتناول الغداء على حسابي...))
+
وبعد مايقارب النصف ساعة كان الثلاثة في احدى مطاعم الوجبات السريعة......يتناولون اشهر أكلة معروفة بالبلاد كلها................تمتاز بكونها طيبة المذاق رخيصة الثمن...وهي نباتية بحته خالية من اي نوع من انواع اللحوم........يكفي سلطتها التي تظم انواعا من الخضار الشهية...... ...........
+
..............
+
عند المساء.....
+
.كانت سمر تنثر مشترياتها على سريرها المزدوج......ترتدي كل حجاب لبضع ثواني........تتاكد من كونه يلائم بشرتها تماما رغم انها مقتنعة بذوق رحاب الذي ساعدها كثيرا.. .......
+
وبعد بضع دقائق...وحين استلقت على سريرها اخيرا منهكة القوى لان يومها كان حافلا حقا........بجانب آدم الذي غفى باحضانها. سريعا ماان وضع رأسه على الوسادة بجانبها........حدقت بالسقف قليلا....تنظر اليه بشرود وضياع......تحت ضوء غرفتها الخافت....تتدفق افكارها التي تدور بمحور واحد..محور اسمه احمد منصور....جاعلة مشاعرها التي تحاول السيطرة عليها وترويضها لكيلا...تشتاق............تمووت شوقا...تموت انتظار...تموت لهفة....لسماع صوت اهتزاز هاتفها لوصول رسالة منه.....
+
تعلم جيدا انها تكابر......تكابر بشدة حتى لا تنهار امام مشاعر الحب العاصفة والتي ياللغرابة تزداد يوما بعد يوم بعد أن فقدت جنينها..........تلك الساعات التي قضاها معها في المشفى كانت ساعات مميزة رغم رفضها الهش لوجوده...ساعات لن تمحو من ذاكرتها ابدا...
+
ماهذا الشعور الكئيب الذي يختلج بصدرها لأنها لم تستلم منه رسالة منذ ان كانت تتبضع......
لقد قرأت رسالته بعد مايقارب الساعة من وصولها رغم انها اصرت إلا تفتحها إلا ان تصل للبيت.....
+
لكن ذلك النبض الخائن الذي يغزو قلبها ويسيطر عليه يدفعها لان تغير قراراتها بين لحظة واخرى.....
+
لاتنكر ابدا ان رسائله المستمرة.........تسعدها......تبهج قلبها وروحها..تشعرها بالدلال والغنج........تشعرها بأنها عادت من جديد انثى جذابة ...يتملق لها الوحش الحزين...ذاك قاسي القلب جامد الروح.....
يتملق لها ويحاول ارضائها.............وان صبر وانتظارذلك اليوم الذي كانت تتمنى ان تصبح به ملكة قلبه...قد اتى أخيرا......وملكها الوسيم ينتظر مجرد اشارة من اصبعها ليفرش لها السجادة الحمراء......لتتهادى عليهابدلال الى ان تصل اليه.....وتكون بين احضانه........
+
وهذا الذي تشعر به....يقودها لسؤال مهم وبغاية الخطورة...سؤال تحاول الهرب من اجابته بجبن وكبرياء مزيفة.....
هل يعني هذا انها سامحته........غفرت له عذاب تلك الأشهر الطوال التي عاشتها محطمة الفؤاد منكسرة الروح والخاطر..........
اذ لم تكن سامحته بعد فلم ّهذا الضعف والوهن الذي يعتريها مجرد ان تسمع صوته الرخيم عبر الهاتف او تنظر لعينيه السوداوتين المشعتين حنانا وندما حين يأتي اليها....يجلبه شوقه ورغبته.....؟؟؟؟؟؟
+
اذ لم تسامحه بعد.....فماذا يسمى ماتشعر به....
3
واليس من المفترض ان تكون غاضبة منه كاره له.....أليس من المفترض ان تنزعج بصدق من الحاحه المستمر بالتواصل معها.....لا يطرب قلبها فرحا وسرورا....انسيت ماذاقت على يديه من التياع مرير لا تتحمله اي انثى......على وجه الكون......
+
حين اهتز هاتفها اخيرا واضاءت شاشته بضوء وهاج..كانت هي قد غفت لتوها.............
+
وعندما احست به....رفعته لاذنها بأنامل غير واعية مثل عقلها النائم تماما....
+
وصل همسه الاجش الناعم لاذنها جاعلا دقات قلبها تتخبط داخل صدرها ....
((احبك)).....
+
اغمضت عينيها بقوة رغم انهما كانتا مغمضتين قليلا لكن الإحساس العميق الذي حملته همسته ونطقه لهذه الكلمة السحرية وصلتها بقوة جعلت مفاصل عظامها تتفكك تدريجيا.......
+
وحين طال الصمت ولم يسمع قلبه المشتاق سوى تهدج انفاسها أعاد همسه الناعم بنبرة اعمق واخطر جعلتها تفتح عينيها على اتساعهما.....فاغرة فاها بطريقة مضحكة:
((احبك....احبك...احبك.....احبك يااحلى امراءة في الدنيا...واجمل وردة.........احبك يامن تشبه ابتسامتك شعاع شمس الصباح.....يا من تسير على قلبي كأنها نسمة ربيع عذبة.....احبك وهل عندك شك بهذا))
+
رمشت بعينيها..للحظات وحين وجدت صوتها ظلت تثرثر ببلاهة:
+
((منذ متى وانت تكتب الشعر...؟؟ثم هل هذا الوقت المناسب للاتصال باحدهم انظر الى الساعة..أم انك لا تملك ساعه....انها الثانية صباحا....هل انت بلا عقل لتتصل باحدهم في هذا الوقت...إلا تقول اننا نائمون وهذا يزعجنا كثيرا.........وردا على كلماتك الاخيرة...بلى عندي شك بحبك...........اين كنت سابقا.......انت يااحمد......نادم فقط.....وقلبك مازال ليس لي))...
+
تافف بخشونة ناعمة....وصلت اليها لتجعل جسدها يرتجف تحت غطائها الصوفي السميك...ليقول بنبرة ناعسة مغرية وبطيئة:
((انت تسألين كثيرا.......ماهذه الاسئلة التي امطرتيني بها....كل هذا ....لإني قلت احبك.........فقط........))
+
لكنها لم تصمت وهتفت قائلة بانزعاج:
((احمد...توقف ارجووووك))
+
همس لها بخفوت جعلها نبرته الرخيمة الهامسة ترمش بعينيها بدون وعي منها:
((اتوقف عن ماذا...؟؟؟ارجوك انت اصمتي ودعيني اجيب عن اسئلتك...انا احبك حقا ياسمرائي....وانت روحي...جزء لا يتجزء مني...وليس احدهم....وقد اتصلت بك لأن الشوق اليك تضاعف كثيرا ولم اعد قادر على تحمله.............لقد بدأت بقراءة الشعر مؤخرا...لان عيناك تستحقا ان يتغزل بهما....وتكتب قصائد طوال بلونيهما.........
+
سمر.....احبك بصدق...واياك ان تشكي بهذا......إياك .....قلبي الان ملك لك يتوسلك أن تعودي.........لا تكوني قاسية معه ...لا تدعيه يتعذب .و...يعاني....اكثر.......يا سمرائي))
+
لم تجب سريعا.......وحين قررت ان تتكلم....بللت شفتيها...ثم بحركة سريعة انقلبت على بطنها ترفع ساقيها قليلا وهما تحت الغطاء تلوح بهما بدون تركيز....لتهمس ببرود :
+
((مازالت ثقتك بي منعدمة.....وتصرفك الطفولي وانت تتبعنا بسيارتك دليل كلامي....لقد كنت كمحقق فاشل يتبع مشتبه بهم........طالما كنت محل للشبهات بنظرك........))
+
همس بخشونة قاسية:
((لا تقولي هذا......لوكنت محل للشبهات لما جعلتك تعيشين معي تحت سقف واحد....))
+
همست هي بعبرة بكاء غير مرحب بها اطلاقا واناملها تضغط بقوة على ظهر الهاتف تكادتسحقه...لتهتف بلوعة:
((انت مازلت لا تثق بي.......ومجرد ظهور حسام معي تنقلب لشخص اخر.......رغم معرفتك بأني لا اكن له سوى مشاعر الاخوة....وهو أيضا....يعتبرني كاخته فقط....لقد تجاوز مرحلة انه كان يحبني ويريد الزواج بي منذ مدة طويلة جدا....انه متزوج ووالد لطفلتين......عليك اخذ هذا الامر بعين الاعتبار....انا لست دنيئة ولا مبتذلة....لاتودد بطريقه فاسقة لأبن عم زوجي....وزوج صديقتي المقربة...........عليك أن تتجاوز هذه الشكوك التي تجعلك تحيا بدوامة تجرفك قريبا إلى اماكن لا تريدها.......))
+
اغمض عينيه بقوة......يتنفس بعمق........لتخرج انفاسه لاهبة ساخنة.....تلفح مسمعها.....وهي تلتقط باذنها كل همسة معذبة تصدر منه لتخترق الامواج الصوتية بينهما وتصل لروحها........همس اخيرا بلهجة شديدة الصرامة كأنه يريد اقحام كلماته غصبا داخل رأسها:
+
((اعرف هذا.....والله اعرف هذا.... ....واذا كنت قد قرات رسالتي التي بعثتها لك اثناء تبضعك لما قلت هذا الكلام....عليك ان تراعي ظروفي.....أنا أغار عليك بشدة.....رغم ان الفضول فقط من دفعني لاتبعكما.....أليس هذا من حقي...الست زوجتي حبيبتي.......لم يكن الامر مسألة ثقة...بل فضول لا اكثر))...
+
لم تعلق على كلماته...لانها تعرف ان الخوض معه في بحر الكلمات سيغرقها.....وهي ليست بسباحة ماهرة....لذا تنهدت بيئس لتهمس بغظاظة:
((اريد ان انام...........هل تسمح))
+
ابتسم لنفسه بالمرأة التي امامه ليقول بخفوت ذات همس اجش فائض بمشاعر تكاد تزهق روحه:
((بالطبع اسمح ياروحي.....))
+
همست هي وقد اثقل النعاس جفونها كثيرا:
((جيد))
+
وكادت ان تقفل الخط لولا كلماته التي اوقفتها عما ارادت فعله:
((سأمر عليكم غدا صباحا.....أريدك ان تجهزي آدم....ساخذه معي لزيارة قبر والدته....وإذا شئت تعالي معنا....))
+
هتفت بانزعاج وقد فارقها النعاس فجاءة:
((آدم سيذهب معك للمقبرة صباحا...إلا ترى انه مازال صغيرا...وهذا ......))
+
قاطعها مستغربا.....وقد استلقى على ظهره بعد أن كان جالسا على السرير:
((مالذي تلمحين اليه.....وماذا لو كان صغيرا........سيزور قبر والدته......ويرحل...مالضير ّفي هذا..))
+
زفرت بضيق..وقالت بخشونة حادة:
((انت تعلم جيدا ماكنت اريد قوله))
+
همس لها بنعومة..وكأنه يغازلها لا يتحدث عن ابنه:
((لا تخافي عليه..سيكون بأمان ان شاء اللة ساحصنه بأية الكرسي))
+
تنهدت مستسلمة...لتقول بخفوت :
((حسنا))
+
((وانت))؟؟؟؟؟
وصلها سؤاله المختصر برقة داعبت قلبها فاشعرتها بالضيق من نفسها.....لتساله منزعجة من مشاعرها التي تريد التحرر من سجنها القسري.....
+
((انا ماذا؟؟؟؟))
+
تكلم بخفوت مترجي:
((إلا تأتي معنا.....غدا الجمعة وليس عندكم عمل))
+
هتفت باستياء وقد ازعجها مشاعرها المتلهفة اليه...والى كل شيء فيه:((ولم ّ اتي معك بالذات.ّام انك تريد لآدم الذهاب معك لتجبرني على المجيء ايضا........لو كان هذا ماتخطط اليه فأنا اشفق عليك حقا))
+
قال بخشونة وقد بدأ الغضب واضحا على لهجته:
((لم يخطر ببالي ماتتهميني به......ولا داعي لشفقتك...انت حرة............وداعا)).....
+
واغلق الخط بوجهها....فشاطت هي غضبا....تسأل نفسها بعدم تصديق.....ماذا فعل للتو...؟؟؟؟....لقد اغلق الهاتف بوجهي.....
لم يفعلها ولامرة منذ ان أهداها الهاتف....كانت هي المبادرة بإنهاء المكالمة او قطع حديثه.....ماذا....افقد صبره معها.....ألم يعد يرغب بتدليلها........أم انه بإختصار سئم من طول الانتظار.....
+
رمت الهاتف بعنف على السرير لتنام لكن...هيهات....وهل تستطع ان تغمض عينيها بعد هذا....
....................
+
...................
+
حين اغلق احمد الخط....رمى الهاتف بقربه......يضع يديه خلف رأسه...مستلقي بعدم ارتياح على سريره الكئيب البارد....يشعر بالاختناق والمرارة.......لقد تدهورت حياته من دون سابق انذار...وهو يقف في المنتصف عاجز عن إيجاد الحلول المناسبة لإصلاح الأمر.........وكأن القدر يريد أن يعاقبه اكثر واكثر.....فاضاف اليه......بعد وجع حب سمر...غضب والدته وقراراتها الغريبة...............
+
مازال غاضبا جدا مما قالته والدته....بدل ان تصبره وتقف بجانبه لإصلاح ماافسدته ابنة اختها........تريد تدمير حياته الزوجية فوق ماهي على وشك الدمار...........
+
يطلق سمر.....!!!!!!!!!!!!!!!!!!.ما اقسى وقع هذه الكلمات على قلبه....رغم انه كان سابقا يطلب منهاهذا بعظمة لسانه.....كان سابقا يريد رحيلها من حياته........لأنه لم يكن يعلم بأنها حياته...واذا رحلت ستغادر معها روحه وسيحيا هو بعيدا عنها......كسمكة اخرجت من الماء........كان يظن ان قلبه بعد رحيل نهى وموتها المفاجئ الذي لم يتجاوز هو لوعة فراقها إلا بشق الانفس وطول عناء وعذاب...بأنه لن يعشق ثانية وان قلبه لم يفتح ابوابه لامراءة غيرها....لكن سمر وحبها القوي وصبرها على كل قسوته ....ازهر قلبه مجددا واعاد اليه التفاؤول والامل.....
+
لا يعلم كيف يتصرف......مالذي يتوجب عليه القيام به ليصلح الامور.......ويجمع افراد اسرته القليلة تحت سقف واحد.......داخل بيت يسوده الحب والانسجام.....
+
لقد تعب حقا....يريد ان يرتاح......يتمنى حين يضع رأسه على الوسادة ليغفو......ينام مرتاح البال قرير العين.ّ....وفي احضانه زوجته وطفله..........
+
لقد اشتاق لجو التألف والطمانينة......اشتاق ان يعيش مثل بقية الناس المتزوجين.....صحيح انها ليست حياة مثالية...لكنها طبيعية...........محتاج بشدة ان يكون سعيدا بين من يحبهم....يبثهم حبه.....ويعاملوه بالمثل......
+
متى....يتحقق هذا..؟؟؟؟؟؟....وحبيبته العنيدة مازالت....غاضبة منه.....متى ينشد الراحة اخيرا...ويرتاح من دوامه حياته التي كما يبدو لا تهدأ أبدا.......متى يحيا كبقية خلق الله......
+
لقد اتعبه الجفاء......محتاج بشدة للحب والحنان...قدر احتياجه للماء والهواء.........ففي النهاية هو انسان مليء بالمشاعر والاحاسيس....وليس كائنا خارقا اسطوريا....وكلمة حب واحدة تؤثر فيه وتروي عطشه....وتقلب كيانه وتنعش جفاف مشاعره المتصحرة بفعل الحزن القديم والجفاء الحديث........
+
..............
+
عند ما حل الصباح اخيرا استيقظت سمر على صوت بوق سيارةاحمد التي جعلت جميع سكان الحي يستيقظون......
لم تكد تفتح عينيها اللتان لم تاخذا كفايتهما من النوم بسببه حين وصلت رسالته اليها
((هل جهزت آدم))...
+
زفرت بحنق تضغط على الحروف بغيظ
+
((على مهلك ....استيقظت للتو))
+
.
رمت الهاتف واستدارت نحو آدم توقظه وتجهزه للرحلة.......
+
انطلق أحمد بسيارته نحوالمقبرة.......شاعرا بسعادة وحبيبة قلبه تجلس بجانبه....رغم تجهم تعابيرها وانقباض اساريرها..... تكاد تلتصق بباب السيارة محاولة جعل مسافة آمنه بينهما رغم شعورها بأن قلبها النابض بحبه لاامان له..........
+
في حين ان سمر لم تصدق لهذه اللحظة انها حقا استسلمت لالحاح و الدتها بالذهاب معهما......
+
ظل احمد منبهرا بطلتها الجديده...فمازال مظهرهاالجديد وهي تخرج من المنزل تسير بهدوء الى سيارته عالقة بذهنه....تشعره بالرضا والفخر
1
ملابسها المحتشمة...الانيقة...وحجابها الزهري الفاتح يزيد من جمال تعابيرها المنحوته بدقة.....ويضيف اليها لمسة جمال خاصه بها وحدها...تجعله يود لو يفترسها الان....ويبعثر كل غضبها منه...يود لو ياخذها بين ذراعيه يقبلها حتى يدمي شفتيها.....
+
لكن وجود آدم معهما......يعيق افكاره......المجنونة....
+
.....
وحين وصلوا اخيرا الى القبر حيث ترقد نهى.....فسح المجال لسمر بأن تاخذ بعض الوقت الخاص بها مع شقيقتها أمرا آدم بان يبقى مع سمر...في حين انه ابتعدعنهما قليلا....ينظر اليهما بقلب ينزف وجعا..وعين تكابر بشدة إلا تذرف دموع الاشتياق امامهما.....
+
وحين طالت الدقائق وسمر مع آدم مازلا هناك...امرهما بالصعود الى سيارته حيث يركنها قريبا منهم ليأخذ هو دقائقه الخاصه مع زوجته الراحلة.....
+
ظلت سمر تنظر لاحمد من نافذة السيارة حيث تستطيع رؤيته بوضوح واقفا امام قبر تؤامها.....
يتكلم معها كأنها مازالت على قيد الحياة...
حفظت بذاكرتها هذا المشهد أمامها...حين رأته يمسح عينيه يجفف دموع الفراق والاشتياق...
+
لا تعلم ماشعرت به .......خليط من مشاعر متضاربة لكن الشعور القوي الذي طغى على بقية ما اختلج بصدرها....هو الاحترام والتقدير لهكذا انسان...مخلص كل الاخلاص لحب مات وانقضى......فرجال مثله فلة
+
قلة ما نجدهم..مخلصين بهذا العمق لزوجاتهم الراحلات.......
+
في طريق العودة...كانت سمر صامتة.....تحدق من نافذة السيارة بالطريق الطويل امامها بذهن شارد.....بينما آدم قد غطى بنوم عميق حالما تحركت السيارة.....
+
بادر هو قائلا بعد فترة صمت مزعجة:
((الحجاب يلائمك......تبدين كزهرة اقحوان بمظهرك الجديد))...
+
لاتنكر ان الكلمات دغدغت قلبها برقة لكنها ظلت صامته تتظاهر بعدم الاهتمام.....
+
فاكمل هو بهدوء ناعم وعيناه تنظران الى الطريق امامه:
((انت جميلة بحجاب وبدونه..لكن الحجاب اضاف لمظهرك فرادة مميزة تزيد جاذبيتك...وهذا الامر طبعا ليس بصالحي لأن العيون ستلاحقك اينما ذهبت وهذا يشعرني بالغيرة))...
+
لم تتكلم.....لكن نظرة عينيها اوحت بأنها تأثرت جدا بكلماته وهذا زاد من حماسه بمتابعة الكلام قائلا بهمس حلو جعلها على وشك ان تستدير اليه وتتعلق بعنقه:
((صفاء روحك ونقاوة قلبك احلى مافيك رغم أنك جميلة من الداخل والخارج....انت درة فريدة من نوعها بعثك الله لي لكني لم احافظ عليك...لم امنحك الاهتمام الذي تستحقينه .......أنت يا سمرائي كنز ثمين......وتستحقين رجل افضل مني...رجلا يحبك ولا يؤذيك..يقدرك....ويحترمك...ويجعلك ملكة قلبه ومنزله..))
+
وهنا استدارت له لانها فهمت كلماته الاخيرة خطأ....فسألته بتوتر وقد فقدت عيناها بريقهما وكل لمحة حياة فيهما:
((ماذا تقصد....الى ماذا تلمح))؟؟؟؟؟
+
عرف انه لامس وترا حساسا بقلبها....لكنه قال متهربا من الاجابة:
((سآخذ آدم معي....والدتي مشتاقة له كثيرا))
+
انتفضت غاضبة تصرخ بجنون لا داعي له:
((لماذا لم تخبرني بهذا سابقا لم أحضر اي ملابس له....))
+
ابتسم بهدوء لعينيها اللوزيتين ليقول بعذوبة جعلتها تستدير بعينيها عنه:
((لا داعي لكل هذا الغضب....هل نسيت ان غرفته هنآك بمنزلنا وخزانة ملابسه موجودة بداخلها ومليئة بالملابس .....))
+
فكرت سريعا......ستبدو بمنتهى الحماقة لومنعته من اخذ ابنه....لذا. هتفت بانزعاج قائلة:
انزلني هنا.....حالا))
+
حدق فيها بغرابة وفهم ان مؤشرات الجنون لديها ستزداد كثيرا....فأسرع بسيارته متجاهل طلبها الغير معقول....
+
بعد ساعات طوال من وصولها للمنزل معه رغما عنها..فهي حقا ارادت النزول....واستئجار سيارة ما....
+
وحين اخذت كفايتها من النوم فور وصولها جلست معد والدتها تخبرها عن رحلتهم....حين رن هاتفها بإلحاح ازعجها...ورغم انها لم تفتح عليه الخطج الا من المرة الرابعة....فهو لم ييئس ابدا واستمر يتصل دون تهذيب او مراعاة لمشاعرها...وحين وصلها صوته العميق الاجش قائلا بلطف فائق:
((كيف حالك))
+
ردت ببرود:
((وكيف يكون حالي وانت لا تتوقف عن اتصالاتك التي تزعجني حقا.....))
+
((اسف حبيبتي))
+
ارتجف قلبها بسذاجة....لنبرته الناعسة المغرية.....لكنهابعد لحظات قالت بخشونة :
((كيف حال آدم؟؟؟))
+
همس لها باغراء((آدم بخير اسألي عن حال والد آدم المشتاق لك))
+
ارتبكت بحماقه كاد الهاتف يقع من يدها....وهي تسمعه يقول هامسا بصوت غنائي مزعج قليلا لكنه لامس برودة قلبها ليذيبها جاعلا منها حريقا هائلا.
+
((ابتسم هدئ اعصابك....خلي رأسك بين ايدي..ّواخذ بوسة صلح مني وكافي تدلل علي........))
1
وحين كرر هذا المقطع ثلاث مرات تحت اسماعها الغير مصدقة المتفاجئة فهي لم تسمعه يغني ابدا اكمل هو بصوت غنائي:
+
((ادلل عليّ ادلل ....ادلل عليّ....ياهبة ربي من السما واجمل هدية))....
+
لم تستطع مسكها نفسها اكثر....فانفجرت ضاحكة تقول باهتزاز ممزوج بقهقهات متقطعه:
((تبدو بغاية الحماقة....توقف ارجوووك))
+
ابتسم هو ايضا هامسا بنعومة:
((لايهمني ان بدوت احمقا....المهم عندي اني سمعت ضحكتك التي اشتقت لها كثيرا))....
+
ابتسمت هي وقد تورد وجهها كله....لكنها قالت بصوت ثابت :
((عليّ الذهاب الان....والدتي تناديني))
+
وحين اغلقت الخط رمت نفسها على السرير..ناظرة نحو السقف مبتسمة بإشراف......
+
بينما ظل هو واقفا امام المرآة ينظر لانعكاس صورته وابتسامته النابعة من اعماقه...والى عضلات صدره التي تعلو وتنخفض لحدة تنفسه.....
+
اما عينيه كانتا تخبئان خلف نظراتهما العادية..أملا مليئا بالتفاؤل.......والحزم لاسترجاعها...
+
.............
+
انتهى الفصل.....
+
قراءة ممتعة....
+
