رواية اريدك في الحلال الفصل السادس عشر 16 بقلم ايمان سالم
الفصل السادس عشر
#أريدك_في_الحلال
#إيمان_سالم
+
كان ينتظر خروجها ...
يعلم أن هذا وقت الراحة ..
اتخذت حنة من الطرقة المؤدية للسلم الخلفي مكان لها لتختلي بنفسها والمها الكبير، تريد أن تتنفس ولو قليلا تشعر بأن داخلها نار شديدة الاشتعال غير قادرة على اظهارها لأحد لاتريد أن تكون ضعيفة لا تريد أن يراها الجميع فاشلة رغم انها ماعادت مهتمة لامره ..فقط الحقيقة المؤلمة ما حدث لا يبارح عقلها ثانية مشهده وهي بين احضانه على وشك تقبيلها امام عينيها دوما حتى لو اغمضت عيناها لترتاح منه تتخيل الابشع .. لا يشعر بها أحد الحب لسنوات والتضحية يكافئ عليهم المرء في النهاية بالخيانة .. أين العدل أين الاخلاص تتسأل وقلبها ينزف دما؟
شعرت بخنقه كبيرة وغصة تؤلم حلقها فاتجهت للنافذة تفتح بابها الزجاجي قليلا وتقف تتنفس الهواء البارد عله يريح صدرها ولو قليل
+
يراقبها من بعيد ...وقرر الظهور اخيرا
فشعرت برجل تدب خلفها فالتفتت مفزوعه عندما رأته
شهقت برعب وهي تضع يدها على صدرها متحدثه بلهيب حاد هو أنت!؟
سألها مباشرة دون تمهيد .. عاوز اسألك سؤال بس ياريت تقول لي الحقيقة من غير لف ودوران زي عويدكم، أنت ماشية ورايا ليه عاوزه مني ايه .. هي اللي زقاكي عليا مش كده؟
+
تجمدت دموعها واتسع فمها متعجبه ماذا يقصد بتلك الكلمات!؟
اخذت نفس طويل تحاول استجماع نفسها وهتفت بغلظة: أنت مجنون أنت اللي ماشي ورايا .. كل حته بلايق فيها .. أنت اللي عاوز مني ايه؟!
اخيرا لاحظ بكاءها فهتف متعجبا: بتعيطي ليه؟!
جحظت عيناها لا تصدق فضوله وهتفت دون مرعاة لتهذيب: أنت مال اهلك .. اعيط اصوت دخلك ايه! عاوز مني ايه أنت كمان، صدقني المرة الجاية اللي هشوفك فيها فاي حته حتى لو صدفة هوديك ورا الشمس أنت متعرفنيش، وغادرت تمسح دموعها بغضب شديد .. تلعن كلمة ذكر وكل حروفها فهي لم ترى رجلا حقيقي في حياتها كلها حتى الآن
+
ظل آذار يتابع مغادرتها بعيونه العسلية المتسعة والتي ما أن يضغب حتى يتدفق شهدها كأشعة شمس حارقة وهتف منفعلا: أنا غلطان إن سألت بومة زيك متعيطي ولا تتفقلي حتى، واتجه لمكتبه ينتوي قطع صفحة تلك الفتاة هي الآخري من حياته قبل أن تبدأ
+
دلفت مكتبها ..
تشعر بالاعياء الشديد ..
حالتها اشبه بالمريض الذي يعافر السرطان .. الالم الخوف الضعف وبالنهاية حتى لو انتصر سيظل المرض بداخله .. وقد يؤدي بالنهاية لموته في لحظة
حبه كان أكبر خطأ لم ترتكبه بل كان قدر.. كبرت على كلمة واحدة حنة لوسام ووسام لحنة.. هو فتى مرهقتها ورجل احلامها هو الهيرو الخاص بها كفتاة.. كيف تنسى كل هذا إن فعل هو .. وهذا أكثر ما يذبحها كيف فرط في حبها بتلك الصورة المشينة التلك الدرجة كانت بلا قيمة في حياته ..!؟
على دخول ميس وبعض الاخرين التفتت تمسح الدموع وتكمل تمثيلها أنها طبيعية ولم يحدث لها شيء وكم قلب يكتوي بالنار ولا تستطيع أن يصرخ بما يشعر
+
في المستشفى ..
ابدلت ثيابها ومرت على عدلي تخبره انها ستغادر مبكرا اليوم .. فحنة تحتاجها وبالطبع وسام سيستغل الفرصة ان رأها بمفردها ويضغط عليها اكثر وهي لن تترك له الفرصة فهي تشعر بأن اختها ما عادت قادرة على التحمل تخشى ان تفقدها او يصيبها اذي بسببه
تقف امام الشركة تنتظر نزولها بعد أن اخبرتها انها بالاسفل... ظلت تنتظرها حتى نزلت ثم صعدت السيارة كانت هادئة للغاية .. ليست هي حنة المرحة المنطلقة كما تعرفها .. لعنت وسام في سرها فهو السبب وراء ما يحدث لاختها واتجهت تغادر وبينما هي تخرج بالسيارة وجدت سيارته قادمه من بعيد .. زفرت في نفسها بقوة كانت تعلم انه سيطرق الحديد وهو ساخن حتى يلين ولن يهتم بنتائج ما سيحدث ولا على اي شكل سيصبح الحديد بعد طرقه
انطلقت سريعا تغادر المكان قبل وصوله
+
وصل واخذ يبحث عن سيارتها في المكان الذي دوما ما تصف به .. لكن المكان كان خال اليوم .. تعجب لكنه ظن انها ربما غابت اليوم حزنا فقرر الذهاب للبيت ضد رغبته فهو كان يريد ان ينفرد بها بعيد عن الجميع
+
في بيتها ..
وصلوا .. كانت في استقبالهم ضحى كعادتها بحنانها المعهود ..
جلست لجوارها تحاول التحدث في اي شيء وكل شيء حتى تعود بسمتها .. تنسى ما حدث .. رغم علمها المسبق انه صعب للغاية
+
كانت فريدة في المطبخ ترى ما اعدت ضحى للغداء اليوم وآخر شيء توقعته هو ان يأتي اليهم هنا.. فتحت ضحى الباب بعد عدة طرقات للتفاجئ بأنه وسام، اتسعت عيناها وظلت على صمتها
حتى تحدث بلين يستعطفها: أنا عارف انكم اكيد متضايقين مني بس أنا جيت عشان اصالحها وافهمكم اللي حصل بالظبط
ازدردت ضحى ريقها متحدثه: وسام ارجوك بلاش دلوقت تكلمها.. الوضع مش متحمل اي كلام ولا تبرير
هتف بنبرة اعلى قليلا: ليه مش من حقي ابرر ولا هتحكموا علي الموضوع من طرف واحد اختكم وبس
+
عندما استمعت حنة لصوته .. بكت ونهضت لغرفتها تحتمي بها من سطوته التي معادت قادرة على تحملها ابتعدت وفرت.. لا تريد المواجهة فهي خسرت وانتهى الامر لن يفيدها بشيء التحدث معه
+
بينما فريدة عندما وصل لمسامعها صوته الغاضب .. قذفت المغرفة من يدها مسرعه تعلم وقاحته جيدا ولن يردعه غيرها
هتفت وهي تقترب: اهلا اهلا يا وسام ..
نظر لها يشعر بأن كلماتها سخرية اكثر من ترحاب وتأكدت ظنونه وهي تقول بصوت خافت حتى لا يصل لحنة: جاي لوحدك .. مجبتش ليه مونيكا معاك
اتسعت عين وسام من وقاحتها وهتف في غيظ: فريدة الزمي حدودك ايه اللي بتقوليه دا لو مش خايفة على اختك ولا عليا دي سمعة واحدة بردة مينفعش تتكلمي عليها كدا
شهقت فريدة فانتفضت ضحى التي تراقب المشهد عن كثب وهتفت في صياح: يا حنيـــن! ، بتراعي مشاعر الانثي اوي حضرتك .. طب وبالنسبة للي جوا دي ايه دكر بط مثلا؟!
فريدة قالها وهو يقترب خطوتان منها متحدثا بغلظه: مش عاوز اغلط فيكي انتِ بنت خالتي مهما كان بلاش الطريقة دي معايا انا جاي اصلح اللي حصل واراضيها ليه بقى الغلط دلوقت؟
اجابت بانفاس لاهثه: اللي اتكسر مش في كل الاوقات ينفع يتصلح .. لو اتصلح مرة مينفش التانية انتِ اذتها جامد يا وسام المرة دي
زفر بحنق متحدثا: هرضيها ناديها لي بس وانا هصلح اللي حصل صدقيني هي متقدرش تستغنى عني ولا أنا اقدر
اجابته بثقه حد السخرية: هي سمعاك لو كانت عاوزه تيجي كانت جات من ساعتها وأنا بصراحة مش هفرض عليها حاجة يا وسام .. كده احسن ليكم
التفت يحدث ضحى بامر: نديها يا ضحى أنتِ، عرفيها اني هنا وعاوز اتكلم معاها
لم تجبه ضحى خوفا من غضب فريدة ..
فهتف بحزن: حتى انتِ كمان ياضحى؟
اجابته فريدة بتلقائية: كلامك معايا أنا يا وسام ..ملكش دعوة بضحى وبقولك كل شيء قسمة ونصيب واتفضل يالا كفاية لحد كده
+
هتف منفعلا: هي حصلت يا فريدة بتطرديني، أنتِ مين عشان تقولي لي الكلام دا لو هي مش عاوزاني تيجي تقولي الكلام دا بنفسها
+
ارتفع صوت رنين الهاتف الخاص بفريدة كان على المنضدة في الصالة بالقرب منهم .. اتجهت ضحى ترى من المتصل .. كان عدلي ..
كرر الاتصال .. فقررت الرد
+
جاء صوت عدلي الهاديء: وصلتي يا فريدة
اجابت ضحى بتلعثم :أنا مش فريدة أنا ضحى
كان في سيارته على وشك الوصل لبيته .. توقف فجأة بالسيارة عندما استمع لصوت ضحى .. وكان يكفيه نبرتها المهتزة ليفقد السيطرة على اعصابه، فحدثها بتيه وخوف: مال صوتك، فريدة فيها حاجة؟!
لا لا مفيش حاجة فريدة بخير
+
تنهد بقوة وهنا استمع لصوتهم العال فسأل بشك: امال ايه الصوت العالي اللي عندك دا وفين فريدة مبتردش عليا ليه؟
-وسام هنا ومش طبيعي بنحاول نمشيه مصر يقابل حنة وفريدة مش راضية والوضع صعب جدا
اجابها بثبات وهو يشغل السيارة من جديد: طب اقفلي متقلقيش
سالته بخوف هتعمل ايه؟ .. لم يجيبها لانه اغلق الهاتف والقاه جانبا يقود السيارة تلك الامتار بأقصى سرعة لديه حتى وصل البناية لم ينتظر الاسانسير بل صعد الدرج بخطوات واسعة .. حتى وصل لهم
كان الصوت مرتفع بشدة .. اقترب وانفاسه متسارعة غاضبة يهتف بقوة وصلابه: خير يا وسام في ايه؟!
التفت وسام يحدجه بنظرة ساخرة وهتف: أنت مين أنت كمان عشان تسألني في ايه؟ لـتكون ناسي أنا ابقى لهم ايه؟!
+
مال ثغر عدلي في سخرية لاذعه زادت من غضب وسام واجابة ببطء: ابن خالتهم مش ناسي لكن أنت اللي نسيت دا .. بس احب افكرك للتذكير بردة أنا الوقت لي صفة وكبيرة كمان .. يمكن اكبر منك انا جوز فريدة واخوهم من يوم ما دخلت البيت دا
+
لا مش اخوهم يا عدلي متلزقش نفسك فينا وخلاص .. الاصل مبيتشراش
اتسعت عينا فريدة وضحى وكادت أن تجيبه فريدة بكلمات لاذعه .. لكن عدلي امسك كفها متحدثا بثبات: معاك حق الاصل مبيتشراش عشان كدا فضلت محافظ على بنت خلتك وعمري مجرحتها لاني ابن اصول ولا عمري عرفت حد غيرها وكسرتها
اقترب وسام بغيظ متحدثا: قصدك ايه وقصدك مين بالكلام دا؟
+
اجاب عدلي بثبات يفوقه: اللي على راسه بطحه يا وسام بيحسس عليها... واتفضل يالا هننزل سوا البنت مش في حالة تسمح لها انها تقابل حد وخصوصا أنت بالذات سيبها ترتاح الاول كفاية اللي شفته منك متضغطش عليها اكتر من كده
اجابه وسام بحنق: أنت مين عشان تديني الاوامر دي امشي ولا اقعد دا بيتنا أنت هنا اللي ضيف فاهم واتفضل بقى من غير مطرود طريقك اخضر
+
اجابة عدلي وهو يؤكد على كل كلمة: طيب أنا هنا المسئول عن البنات بما فيهم حنة واي حاجة تمسهم تمسني واللي مش عاجبه الكلام دا يوريني نفسه
لم يستطع وسام التحمل اكثر فاعطاه لكمة قوية كانت مباغته بالقدر الذي جعل الدماء تسيل من جانب شفتيه
+
شهقت ضحى برعب وهلع .. بينما فريدة تدخلت تتحدث بغلاظة: كفاية يا وسام انت بقيت عامل كدا ليه اتفضل يالا امشي والله لو مش هتتحرك لمكلمة مامتك وهي تشوف لها صرفه معاك
ظل يلهث وسام بقوة وعدلي لم يرد عليه اللكمة بل تحكم في اعصابه على اخر لحظه خوفا من غضبه
+
لكن الشيطان حين يحضر .. يتحكم بالانسان للنهاية فتوجه وسام يدفع فريدة بقوة ليدخل فاصتدمت بالحائط خلفها صرخت بقوة، اقترب عدلي منها بخوف ولم يحسب حساب لوسام وشيطانه
فامسك وسام عدلي من رأسه يدفعه تجاه لوح زجاج كبير لجوار الباب... كانت القاضية
+
لم يفق من موجه غضبه الا على دماء عدلي والزجاج المتناثر حولهم جميعا وصرخات النساء المستنجدة .. شعر بالرهبة والفزع ولم يشعر بنفسه الا وهو يغادر المكان سريعا تاركا عدلي خلفه يترنح
+
صرخات فريدة المرتعبة وهي تنزل لجواره عبئت المكان من حولها
امسك كفها يحاول تهدئتها متحدثا بصعوبة: متخافيش انا كويس دا جرح بسيط اهدي.. لكن كيف و الدماء تغطي رأسه
هتفت بجنون عدلي فووق.. كانت عيناه تائهة .. تشويش وفجاءة غاب عن الوعي
+
-------------------------------------------
+
وجدت الباب مغلق شعرت بالاحباط فهمست بغل كي لا يصل صوتها لمسامعه: الحقير قافل الباب حابسني انا هوريك
عاوزه تهربي يا جمانة
التفتت لتجده خلفها مباشرة
سقط قلبها أسفل قدميها .. شعرت بالبرودة تسرى في اوصالها لكنها حاولت التماسك متحدثه بثبات هش: لا كنت نزله المطعم ... جعانة فيها حاجة دي كمان،ولا حرام الاكل؟!
رفع حاجبه متحدثا بهدوء: جعانة طب ليه مطلبتيش على التليفون واللي عاوزاه هيطلع لك
يووووه قالتها بنفاذ صبر ثم تابعت بقهر: فيها حاجة لما اكل تحت في المطعم دا كمان ممنوع انا اتخنقت
+
هتف ماهر وهو يشير للداخل: طب على الاقل غيري هدومك دي وانا هنزلك تاكلي تحت زي ما انتِ عاوزه بس معايا
نظرت له بكره ودلفت للداخل مرغمة ملقيه ابتسامة صفراء مغلفة بكل الحقد الذي تحمله له
في الداخل تبدل ثيابها وحاولت اشعال ناره والضغط على نقطة ضعفه ارتدت اكثر ملابسها فتنه واثارة رغم انه لا يظهر من جسدها شئ سو جزء من ذراعيها الا انه ملتصق بالجسد كجلد ثاني لها ..
خرجت تتبختر في الثوب .. وهو يطالعها بهدوء .. على يقين تام بكل ما يدور برأسها .. تركها تفعل ما تشاء .. تريده ان يثور يظهر انكساره لها لكنه متماسك .. انتهت تحدثه بنفور خلصت .. ابتسم وهو ينهض واقترب منها في خطوات هادئة ثم امسك فكها عنوة انتفض جسدها كله تزامنا مع صرختها القوية
زمجرا متخليا عن هدوءه وقال بهمس مخيف: بلاش الطريقة دي معايا يا جمانة لانك هتخسري كتير لو اتبعتيها
هتفت تبعده عنها متحدثه: مش فاهمة بتتكلم عن ايه وبلاش انت الطريقة المقرفة دي معايا
جذب ذراعها عنوة متحدثا: صوتك ميعلاش قلت لك
نظرت له بكره وهتفت: أبعد عني وبعدين مستني مني ايه لما تمد ايدك عليا اكيد صوتي هيعلا
+
دفعها ماهر متحدثا بصلابة: غيري اللي انتي لبساه دا حالا لو عاوزه تنزلي
وقفت تنظر له بعنفوان متحدثه: طب لو مغيرتش هتعمل ايه
اجابها وهو ينظر لها بعمق: هعمل كتير
كان جوابها الصلد مش هغير حاجة واعلى ما في خيلك اركبه أنا مش جارية عندك هتتحكم فيها على كيفك
اقترب منها بغضب ....
+
---------------------------------------------
+
دلف يشعر بالتيه وكأن كل شيء بعد فراقها تغير
+
حدثته والدته بقلق: هااا يا وسام طمني كلمت بنت خالتك النهاردة؟
توقف عن السير لحظة ويداه ما زالت في الهواء تحمل المفتاح ثم نظر لها في نصف ابتسامه ساخره متحدثا: لا مكلمتهاش لسه
هتفت بغضب: انت بتهزر .. بقالك كام يوم تقولي نفس الكلمتين دول!
اجابها بحنق: عملين عليها كردون ومحوطنها النهاردة كان معها فريدة فكرت اروح اتكلم معاها لكن مردتش، أنا عاوز اكلمها لوحدها
مكسوف يا وسام بعد اللي حصل سألته بشك وحزنت لقولها ذلك عندما بدت ملامح الحزن والضعف عليه
دلف غرفته متجاهلا سؤالها وهتف قبل ان يغلق الباب: متعمليش حسابي على الغدا انا اتغديت برا
+
جلست والدته على المقعد تشعر بالحزن يعصف بقلبها فمن يوم ما حدث وتبدلت اوضاعه تلك المرة تراه مختلف فراقها دوما يؤثر عليه لكن المرة كانت اكثرهم تأثيرا ... ليتها تستطيع فعل شيء لجمعهم معا من جديد لكن كيف ذلك بعد ما حدث؟!
+
مر اسبوع كامل..
يحاول الانفراد بها بعد تلك المشاجرة الكبيرة التي حدثت بينهم وضربه لعدلي »
+
ذهااااب..
على مرور احد الجيران فساعدهم في الوصول للمشفى سريعا والقلق يفتك بهم جميعا
+
صعدت لغرفة العمليات تخبرهم
بسرعة كلمولي دكتور أنس شفوه فين
اجابت الممرضة بجدية: دكتور راضي هنا ودكتور انس في بريك بيتغدا
هتفت فريدة بانفعال كلموه وقلوله فريدة عاوزاك في حالة مستعجلة
اجابت الممرضة وهي تسرع للخارج حاضر يا دكتوره فريدة هكلمه حالا
في الاسفل في المطعم الصغير الخاص بالمشفى يجلس يتناول وجبة الغداء بعد عملية مرهقة للغاية ممسكا بيده قطعة من دجاجة مشوية استنشقها بتلذذ ووضعها في فمه يتناولها بتلذذ أكبر
جاءه اتصال على هاتفه الموضوع على الطاولة .. يعلم الرقم جيدا واستنتج ما خلف هذا الاتصال لذا اهمله وكأنه لم يراه من الاساس ووضع الشوكة يلف بها المكرونة متحدث بنهم الصوص يجنن
اعادت الممرضة الاتصال للمرة الخامسة
تأفف جذبا التليفون بيد والاخري تحمل ورك فرخة تحدث بضيق: خير يارب الواحد مش عارف ياخد راحته وياكل له لقمه في المستشفى دي
+
هتفت الممرضة في عجاله: دكتورة فريدة هنا وطلباك ضروري
هتف في ضيق لو في حالة مستعجلة دكتور راضي عندك قوللها
اجابت الممرضة سريعا: قلت لها بس المشكلة في المصاب نفسه
سأل بشك: ليه مشكلة .. مين اصلا المصاب
اجابت بحزن: دكتور عدلي
اتسعت عين انس وهتف في تعجب: دكتور عدلي بتاعنا
ايوه هو
اجابها بدهشه: طب اقفلي اقفلي انا طااالع ووضع الهاتف متحدثا بغضب لا حول ولا قوة الا بالله وترك الورك كما هو في الطبق يطالعه بنظرات حزن
ثم نهض متحدثا: الحق اللي فوق ربنا يستر خطوتان ثم عاد من جديد ممسكا الورك يقضم منه قطعة متحدثا بشهية تتألم لتركه: مكنتش عارف تستني شويه يا عدلي ثم تركه بندم صاعدا
+
في غرفة العمليات ..
لم تساعده في شيء ..
يدها كانت تهتز غير قادرة على تقطيب غرزة واحدة له
هتف انس في تأكيد واهتمام: اهدي يا فريدة دا مجرد جرح مش اكتر واحنا اطمنا بالاشاعة
هتفت بحزن: مش مسامحه نفسي على كل العرز اللي خدها بسببي دي
اجابها بتأكيد: متتحسبش كدا يا فريدة وبعدين كويس انه ادخل بدل ما كان الغبي اللي اسمه وسام دا مد ايده على وحده فيكم لقدر الله
ياريت كنت أنا وهو لا، هو ايه ذنبه يتبهدل كدا
اجابها بتأكيد: ذنبه انه خطيبك وبيحبك، اي راجل كان هيعمل اللي هو عاملة
+
عووووودة ..
جاءته الفرصة اخيرا
وجدها تنزل من البناية بمفردها..
تنفس الصعداء واسرع ينزل من السيارة قبل أن تغادر، نادها بشوق: حنة
نداءه ..كان كجمر مشتعل القي على مسامعها .. فتأذت .. اقشعر جسدها تزامنا مع استحضرها للصورة التي لا تغيب عن عينيها وهو مع مونيكا يضمها لصدره
وقفت تحاول استجماع شتات نفسها تحاول رسم الثبات الزائف .. وأد قلبها النازف .. تحاول الالتفات له لكنها عاجزه .. كمن شلت قدماه
+
اقترب في خطواته محاولا تلطيف كلماته: وحشتيني الاسبوع دا كله
كم اوجعتها الكلمة كثيرا وكأنه يسبها فالتفتت تنظر له بألم، سابقا كانت تحبه وحتى لو ابتعدت عنه لخلاف ما تتأثر بتلك الكلمات فور رجوعهم كانت تثلج قلبها تشعرها بأنها تطير عاليا.. اما الان تتخيله وهو يقف مع غيرها يخبرها بنفس الكلمة بل ربما أكثر .. شردت تتخيل والحزن مرسوم على وجهها الذابل
حنة نادها مجددا
استفاقت تتطلع له في صمت ونفور
تحدث برقة يحاول استمالة قلبها: بقالي اسبوع بحاول اشوفك لوحدك عشان نتكلم بس مش عارف، بعد اللي اختك عملته فيا يومها معرفتش الا دلوقت
لم تجبه ايضا بل ظلت على صمتها تتأمله
+
هتف بضيق وحزن: أنا خلاص بعترف اني غلطت، حقك عليا يا حنة لو لسه زعلانة مني سامحيني
شبه بسمة ساخرة ارتسم على ملامحها الحزينة والدموع بدأت في الظهور لعيناها وهمست بصوت مذبوح: لسه زعلانة!!
هتف ببطء :حنة أنا بحبك ومقدرش استغني عنك شوفي ايه اللي انت عاوزاه ويرضيكي وانا هعملهولك بس نرجع تاني انا مقدرش ابعد عنك ولا انتِ تقدري تبعدي عني.. جوبيني يا حنة أنتِ تقدري على بعدي؟
+
اجابته بألم :عارف كنت مفكره إني هموت في بعدك عنى لكن أنا لسه عايشه قدامك وممتش رغم إن جرحك ليا بيدبحني كل يوم أكتر .. وكل يوم اسأل نفسي سؤال واااحد ليه عملت فيا كدا ليه بعت حبي ليك بالرخيص؟
-يا حنة افهمي أنا بحبك انتِ والبنت دي مجرد زميله لا اكتر ولا اقل متهمنيش في حاجة ولو عاوزاني ابعد عنها أنا موافق
هتفت بدموع واللي شوفته بعينيا بينكم كان في اطار الزمالة بردة .. رد أنت وجاوبني؟
خلاص يا حنة أنا مش هبرر تاني حاجة، أنا راجع وبعتذرلك وبقولك ارجعيلي أنا تايه من غيرك
+
مبقاش ينفع عارف كنت ممكن اسامحك على اي حاجة حتى لو كنت ضربتني، موتني، أنما الخيانة لا يا وسام .. مش هقدر اسامحك، أنت مبقتش في عيني زي زمان... مش أنت وسام اللي حبيته أنت واحد تاني أنا معرفوش .. كسرني وداس على قلبي ورماه في اقرب سلة ذبالة
+
طيف من الدموع زار عيناه وترجاها ولاول مرة بتلك الطريقة: هصلح اللي اتكسر وهرد لك اعتبارك نتجوز ونعيش مع بعض أنا بحبك وانت بتحبيني هاا يا حنة قلتِ ايه؟
-ياااه كان نفسي اشوف اللهفة دي في عينيك من زمان اتمنتها كتير وملقتهاش .. دلوقت بتجود عليا بيها بعد ايه خلاص مبقاش ينفع إننا نكمل مع بعض
+
"حنة" قالها بعصبية وشعور بأنه اوشك على فقدانها حقا
وأتبع بتأكيد: أنتِ بتاعتي أنا وبس ولا يمكن تكوني لحد تاني غيري
-أنت أناني .. مبتفكرش الا في نفسك وخلاص .. خساره الحب اللي حبتهولك
-انا يا حنة الكلام دا ليا واقترب يحاول امساك ذراعها
اشارت له وتحدثت بصوت خرج غير طبيعي بالمرة: اياك ثم اياك تلمسني تاني ابعد عني كفاية اللي شفته منك وانساني .. روح لها وانسااني
+
زفر بحنق شديد متحدثا: لو كنت عاوزها كنت روحت لها من زمان لكن أنا عاوزك أنتِ
فتحت ذرعاها بحرية وهتفت بصلابة: بس أنا مش عاوزاك
اقترب منها يحاول امساك ذراعها عنوة فدفعته بكل شراسة تملكها
تطلع لها لا يصدق نظرات الغل التي تصبها عليه وهتفت بقسوة قبل أن تصعد سيارتها: انا اعتبرتك مت من يوم ماشفتك معاها بالصورة دي، ياريت تعتبرني مت أنا كمااان
+
--------------------------------------
+
تحدث الممرضة بلغتها: ممكن التليفون اكلم والدي ضروري لان تلفوني فصل شحن
لبت الممرضة طلبها على الفور واعطتها الهاتف
ابتسمت لها جمانة براحة فهي في كل الاحوال لن تستطيع فهم ما ستقوله على الهاتف
الاتصال كان من نصيب معتز الذي اجاب بعد مدة قليلة هتفت في نفسها بغل «آه يا حقير رديت على الرقم الغريب في ثواني ولو أنا مش هترد عليا»
اجابته ببرود: ازيك يا معتز لسه فاكر صوتى ولا نسيته خلاص
اجابها بتعجب: جمانة .. اخر حد اتوقع انه يكلمني دلوقت
ـ مضطرة لولا كده مكنتش عملت
سألها بضيق: ليه متصلتيش من رقمك
اجابته في شك: حاسة ان ماهر مراقب التليفون وكل حاجة عليه، ثم تابعت في غضب: المهم فوق لي كدا لاني اللي هقولهولك دا لازم تنفذه على طول وبالحرف، ماهر عرف اني كنت على علاقة قبله وبيضغط عليا عشان يعرف هو مين
شعر معتز بالخوف قليلا ثم هتف: وانا مالي بالليلة دي وبتقول لي ليه
لا، مالك يا معتز ولو مسعدتنيش اهرب منه صدقني هقول له كل حاجة كانت بينا وهو هيعرف شغله معاك
اجابها بثقه: قوليلوا ولا يهمني هقوله كدابه سهله
لا يا معتز هو هيصدقني عندي اللي يخليه يصدق
+
هتف معتز في ضيق: هنفضل في الحوار دا كتير انجزي يا جمانة عاوزه ايه بالظبط انا زهقت
اجابت في غضب: اتصرف خليه يحل عني واسافر اي دولة تانية المهم ميعرفش مكاني نهائي
ظل صامتا لفترة ثم قال اخيرا بصوت قاتم: حاضر يا جمانة هشوف الموضوع دا وهرد عليكِ
النهاردة قبل بكرة يا معتز انا معدتش قادرة اتحمله ولا طايقه اشوفه انت متعرفش هو بيعاملني ازااي
خلاص يا جمانة قلت لك هتصرف يالا سلام
هستنى اتصالك، قالتها برجاء والم
+
والتفتت تعطي الهاتف للممرضة على دخول ماهر ليرى الهاتف في يدها ثم يد الممرضة سرت الرعشة بجسدها تفكر وتتسأل هل استمع لحديثها مع معتز .. لو كان نعم سيقتلها ولو كان لا سيشك بها
التفتت تضبط ملابسها لتغادر معه في صمت مهيب
+
--------------------------------------
+
اسرعت فهي متأخرة اليوم ...
وأهم قواعد الشركة الانضباط في المواعيد
وقفت تنتظر الاسانسير اخيرا وصل .. على وقوف آذار لجوارها سريعا هو الاخر لم يرها عند دلوفه .. ما يشغله هو الالحاق بالمصعد سريعا قبل ان يتأخر التفت تلقائيا ليراها جواره .. تفاجأ كل منهم ونظروا لبعض نظرات غاضبة مستفزة نظر للمصعد ثم لها وهتف بغيظ: واقفه مستنيه ايه؟
نعم قالتها بغضب شديد ثم اتبعت واللي بيقف هنا بيستني ايه ان شاء الله المترو اكيد الاسانسير يعني ..اللي لسه واصل عن اذنك
ودلفت للداخل تاركه اياه مضيق عينه بغضب كادت تضغط زر المصعد لكنه تحرك للداخل متحدثا: مش شيفاني واقف
نظرت له بغيظ تريد ضربه بحقيبتها على رأسه فهو شخص لا يطاق حقا ما كل تلك السوقية التي يتعامل بها معها، لم تجبه بشيء والتفتت للجانب الاخر تقف في اخر المصعد توليه ظهرها .. انعكاسه في المرآة زادها غضب .. تراه بشكل واضح .. تطالعه بعبوس .. وتتسأل هل كل مرة مقدر لها رؤية هذا الشخص ستفور دمائها كالقهوة
مازالت تطالعه في المرآة بشرود
بينما هو يحدث نفسه بغيظ: مفكرة نفسها مين بنت القاضي دي .. والتفت يطالعها ماذا تفعل
تفاجئت باستدارته وحاولت الابتعاد عن مرمى عيناه لكنه امسكها بالجرم المشهود وهي تطالعه في المرآة .. وصل المصعد فاهداها نظرة اشعلتها كليا قبل ان يغادر لمكتبه
+
هتفت وهي تخرج من المصعد: انسان مستفز ايه دا انا نقصاه هو كمان يارب قويني على اللي أنا فيه
1
-------------------------------------
+
اخيرا امسكت شيء ضدهم وخصوصا هي لن تترك الفرصة حتى تثبت له رأيها .. طلبته فجاءها ملبيا
+
-اقعد يا كيان عاوزاك
-خير يا ماما مالك حاسس ان في حاجة؟
اكدت متحدثه: ايوه طبعا في موضوع مهم، أنت عرفت ان حنة اخت خطيبتك ووسام سابوا بعض
اتسعت عين كيان متحدثا بتعجب: سابوا بعض ايه الكلام دا ياماما، أنت متأكده ؟!
ايوه طبعا متأكده هي الحاجات اللي زي دي بتستخبى يا كيان عرفت واتفاجئت زيك بالظبط
"طب ليه سابوا بعض" سألها ومازال التعجب مسيطر عليه
+
أنت بتسألني، اسأل الهانم خطيبتك اللي مكلفتش خاطرها تقولك معقول تكون اخر من يعلم نعرف من بارة يا كيان
اجاب مبرر: زمانهم مضايقين يا ماما واكيد مش هيكون قصدها تخبي عليا منا كده كده هعرف نسيا ان وسام ابن عمي، وجايز يكون خلاف عادي بينهم وهيرجعوا تاني
+
زفرت زينات بغيظ متحدثه: انا ماكنش عاجبني النسب دا من الاول واهه شفت بنفسك عاوز ايه تاني عشان تصدق، اقولك كلمها وشوف الهانم هتقولك ايه
1
ظل شارد لمدة ليست بقليلة واخيرا اتجه لغرفته ينفذ كلمات والدته دون ارادته .. اطلقت رصاصة في حقل بترول...
فامسك هاتفه يتصل بها
جاءه الجواب الناعم ....
1
تفاعل مع الفصل
دمتم بخير
+