رواية اريدك في الحلال الفصل الرابع عشر 14 بقلم ايمان سالم
الفصل الرابع عشر
#أريدك_في_الحلال
+
انتفضت مفزوعه بصرخة قوية وهي تستمع لصوته الحاد التي لم تعتاده يوما: لا مش ماشيه كويس يؤسفني ابلغك بإن الخطة فشلت وامسك كوب العصير دافعا اياه بعنف سقط قلبها مع سقوطه
صرخت من جديد وزاد اتساع عينيها تزامنا مع انفاسها اللاهثه وحاولت الابتعاد عنه قدر الامكان تتمني أن يكون حلم وتستيقظ في أي لحظة حتى اصتدمت بخشب المطبخ والبراد من خلفها فعلمت أنه واقع لا محال فيه من الهرب
وقفت تنظر له بخوف وعينان متسعتان، غير مدركه لما حدث تنهج بعنف تحاول السيطرة على انفسها المتسارعة واستجماع شجاعتها لتدارك الامر واخيرا خرجت من تلك الحالة وهو مازال يتطلع لها بنظرات غريبة غير قادرة على تفسرها، ينتظر ردت فعلها بشغف كبير
هتفت بتوتر تحاول اخفاءه: متفهمنيش غلط يا ماهر أنا كنت بقول الحفلة كانت ماشية كويس
حدجها بنظره جحيميه جعلت دقاتها تتقافز خوفا من أن يكون كشف سرها
لكنه اقترب منها في لحظة ممسكا بيدها وهتف في غضب: كنت حاطة ايه في العصير؟
هتفت بتلعثم شديد محطتش حاجة ابدا
+
جمانة قالها بعصبية شديدة وهو يضغط على ذراعها بقوة جعلت من اصابعه تحفر علامات غائرة به
صرخت متألمة وهتفت وهي على وشك البكاء: دا دا كان فيتامينز أنت فاكر ايه!
اجابها بوقاحة: وحياة أمك الكلام دا ميخلش عليا، أنا عارف كويس دا ايه
ارتبكت وحاولت الاقتراب منه متحدثه ببكاء لتؤثر عليه: اخص عليك بتشك فيا يعني ايه هحط لك سم مثلا والله دا فيتامينز بخده مش اكتر
تداعى الهدوء متحدثا: حلو، حيث كده خديه تاني يالا
+
ارتجفت كليا وهتفت بذعر: اخد ايه مخلاص انت كسرت الكوباية، هبقى اخده بعدين..؟!
اجابها بغضب وهو ينظر للشريط الذي تحاول اخفاءه خلف ظهرها: خدي من دا قالها وهو يشير على ما تخفيه، فتوترت أكثر ..لكنه لم يمهلها حق الرد وهو يقترب متحدثا ولا اقولك هاتي وأنا هعرف هو ايه بنفسي
اخفته خلف ظهرها تمسكه بقوة، وتحدثت وكأنها تترجاه: مش مهم خلاص هبقى اخده وقت تاني
اجابها وهو يمسك كفها الاخر بقوة: لا طبعا مهم وامسكه بالفعل وهي تعافر معه كي لا يفعل
ترك كفها وامسك الشريط يضغط عليه واخرج منه حبتان واقترب منها متحدثا بغلظه يالا عشان تاخدي الفيتامين بتاعك
اصابها الذعر فهي تعلم انه عقار يصيب الشخص الذي يتناوله بالهلاوس فابتعدت عنه متحدثه بتلعثم وخوف: فتااا ايه لا مش واخده حاجة خلاص
+
امسك فكها بعنف متحدثا بصلابه: لا هتاخديه يالا
حاولت ابعاد كفه عن فمها متحدثه بفزع أنا هقولك الحقيقة خلاص
انتظر ليسمع ما ستقول ويقرر
فقالت بخوف :دا دوا تاني
سألها مستفسرا وهو يضغط الحروف من بين اسنانة: دوا ايه؟
دوا عشان يخلينا نبقى مبسوطين النهاردة ويفك التوتر عشان خاطري سبني واهدي بقى
ضحك بسخرية متحدثا: لا بجد!
-اه والله صدقني هكدب عليك ليه
لكنه فتح فمها بقسوة ووضع الدواء به متحدثا: هتاخديه برده يا جمانة
حاولت التملص منه لكنه اطبق على فمها بيديه ورفعه لاعلى حاولت التملص ومنع نفسها من ابتلاعه لكنها كادت تختنق فما كان منها الا انها ابتلعتهم بصعوبة فتركها
ظلت تسعل بقوة وانخفصت قليلا تحاول الاتزان والتخلص منهم لكنها للاسف لم تقدر فهي ابتلعتهم تماما
+
رفعت انظارها له وهي تلهث ثم هتفت بضعف وكره: مبسوط دلوقت خلاص، طب انا خدت منه خود انت كمان زي
امسك الشريط يدسه في جيبه متحدثا بثبات: مين قالك إني محتاج اتبسط كفاية وجودك جمبي دي اكبر سعادة ممكن احصل عليها
رفعت جسدها بحقد وسألته بشك: أنت اتجوزتني ليه عاوز مني ايه ؟!
ابتسم في خبث واجابها: عجبتيني
-عجبتك بس بس قالتها بغضب واتبعت: ولا طمعت في فلوس ابويا قلت اتجوز بنته واكوش على كل حاجة
اتسعت ابتسامته واجابها في ثقة: لو كان دا هدفي كنت قلت مش هخاف منك لكن الحقيقة مش هو دا السبب
اجابته بغضب: ولا عجبتك دي هي السبب أنا مش عيله صغيرة اتجوزتني ليه عاوزه افهم
حك ذقنه متحدثا: يالا بينا نطلع فوق وهعرفك
نظرت له في تيه وهتفت: أنا مش عاوزه اطلع دلوقت سبني في حالي أنا حاسة اني تعبانة وشعرت بأن الارض تهتز اسفل قدمها
اجابها وهو يقترب منها متقلقيش دلوقت هتفكي خالص
+
دفعت يده متحدثه بغضب: متلمسنيش أنا تعبانة
مالك قالها وهو يجذبها حتى اصبحت ملتصقه بجسده
واحكم يداه حول خصرها حاولت الفرار متحدثه: ابعد يا ماهر سبني لكنه رفض متحدثا بإصرار: أنت مراتي دلوقت
نظرت له بشمئزاز وهتفت: أنا مش طيقاك ابعد عني
رفع كفه ببطء وقام بملامسه وجهها بحنان فابعدت وجهها دون كلام لكنها صرخت من الالم عندما جذبها من خصلاتها المتساقطة جانب شعرها متحدثا: لما اكلمك او اقرب منك اياك اياك يا جمانة تبعدي
+
دفعت يده الممسكة بشعرها فالمتها.. فتساقطت دموعها دون ارادتها تشعر بالضغف وبدأ جسدها في الارتخاء دون ارادتها تشعر وكأن اطرافها من هلام
شدد الاطباق على خصرها متحدثا بصلابة: بتعيطي ليه هو أحنا لسه عاملنا حاجة دا مجرد تمهيد لحياتنا ووضع اسس هنمشي عليها الاحترام يا جمانة وسماع الكلام اهم حاجة عندي
شعرت بالاستياء وهو يقف يملي عليها اوامره وكأنها أحد جواريه تتذكر الماضي وكيف كانت وهي الان بين يدي رجل بالنسبة لها عجوز متصابي نظرا لفارق السن ليس فقط بل يتحكم فيها منذ البداية وفجأة تذكرت الكارثة وانها لو صعدت معه الان بتلك الحالة سيكشف امرها لا محاله كيف ستحتال عليه الان، كيف؟!
+
حاولت فك يده المطبقة حول خصرها متحدثه بهدوء: حاضر هعملك اللي انت عاوزه بس ارجوك سبني
فك يده فتنفست الصعداء وهي تقف بعيدا عنه سارت خطوات بالجانب حتى لا تتلاقى الاعين
نظر لها مطولا وقال بشك: أنا كمان عاوز اعرف اتجوزتيني ليه؟
صدمها السؤال لو كان في وقت سابق لكانت اخبرته بكلام يسم بدنه لكنها الان غير قادرة على التحدث ظلت على صمتها
فصرخ بغضب: ساكته ليه؟
بدأت الصورة تتشوش امامها نظرت له تراه وكأنه انعكاس لمرآه مكسورة
حاولت اغماض عينها تتأكد مما ترى
اقترب متحدثا بغرابة: مالك؟
اجابته بتلقائية: الحبوب ابعد انت عاوز ايه مني!
امسكها يلف يده حول خصرها لتتحرك بجانبه اصبح جوارها كداعم لها، يجرها معه متحدثا بغضب: امشي وأنتِ ساكتة هطلعك فوق
عندما استمعت لتلك الكلمة وكأنما لدغها عقرب فهاجت تحدثه بخوف: لا خلينا هنا بلاش فوق ونظرت له بضعف فرأته يكشر عن انيابه التي استطالت وكأنه مصاص دماء اتسعت عينيها وهتفت برعب: أنت متوحش ابعد عني
صرخ بها وهو يضمها اكثر: اطلعي وانتِ ساكتة مش عاوز اسمع صوتك
ضربت يده التي تكاد تحطم عظامها وهتفت: يا حقير يا متوحش حوش ايدك هتعمل فيا ايه؟
+
لم يهتم لكلماتها وصعد بها لاعلى حتى وصل لغرفتهم تركها عندما فتح الباب دافعا اياها للداخل فسقطت على الارض تشعر بأنها ورقة شجر في يوم خريفي ليس بها روح
+
اغلق الباب والتفت يتطلع لها جالسة على الارض حتى لم تحاول النهوض اقترب متحدثا: ايه الارض عجبتك ولا ايه؟!
تسمعه لكن تري اقدامه تبتعد وتقترب في اتجاهها وكأنه سيسير على جسدها .. اغمضت عيناها ولم تجيبه بشئ
انخفض يجلس القرفصاء مواجها لها وملس على وجهها متحدثا بجدية: مالك؟
ابتسمت تهمس بصوت ناعم زال توتره: مليش انا كويسة اوي اوي
ابتسم ومال ثغرة وهو يجذبها من ذراعها لتنهض تواجهه متحدثا: يالا عشان نرتاح
لا لا أنا مرتاحه هنا قالتها وهي تحاول النوم على الارض بالفعل
صرخ متحدثا جمانة قومي .. لم تبدي اي ردت فعل فرفعها ثم دفعها على الفراش تتوسطه
كانت بالنسبة له شمس فقدت أشعتها فقدت الدفء الخاص بها وهو لن ينعم بدفئها يوما حتى لو جادت به
+
عندما دفعها فتحت عيناها على اشدهم .. وكأن الذاكرة عادت لها بعد غياب تطالعه برهبه ..صورته المشوهه في عينها لا تعلم ما سببها ولا مدى صدقها
يطالعها بصمت تنتظر الخطوة القادمة .. وهو كما هو لم يتحرك .. وقت مر لا تعرف كم تحديدا
لكنها حركت عيناها ببطيء ورأسها يكاد ينفجر شعرت بغرابة المكان فانتفضت بألم تتطلع حولها ثم لنفسها فوجدت نفسها بملابسها الداخلية فقط شهقت بقوة وهي تسحب الشرشف على جسدها تتذكر ما حدث لكن عقلها غير مسعف تماما
+
ادارت بصرها في الغرفة فوجدته يجلس على مقعد بعيد في ركن مظلم هيئته اربكتها يجلس يرتدي قميص وبنطال أسود
اعتدلت متحدثه بخوف انت هنا بتعمل ايه .. ونظرت لنفسها بخوف متحدثه: أنت عملت فيا ايه
مال ثغرة في سخرية هاتفا: متخافيش أنا لسه ملمستكيش مرضتش الا اما مفعول الدوا يروح عشان تكوني في وعيك
+
ازدردت ريقها بتوتر وحاولت تذكر ماحدث بالامس اخر شئ تتذكرة عندما كانوا بالاسفل فقط .. بينما ما حدث بتلك الغرفة لا تتذكر منه شيء وبالطبع هذا بسبب العقار الذي تناولته دعت على معتز في سرها فدوما لا يأتي من خلفه الا الهلاك والغم
تنفست بعمق متحدثه: أنت منمتش من انبارح
اومأ بالايجاب متحدثا وهو ينهض متجها لها فضلت جمبك طول الليل اسمع كلامك كله
شحب وجهها متحدثه بخوف: هو أنا اتكلمت بالليل .. نظراته تؤكد لها فاتبعت متحدثه برجاء: قلت ايه عرفني
جلس لجوارها ورفع يده لوجهها متحدثا بخبث: قلت لي كلام كتير عن حبك
اتسعت عيناها اكثر فاتبع وهو يقرص وجنتها: عن حبك ليا
صرخت متألمة ورفعت يدها لوجهها فانشكف جزء لابئس به من جسدها
دلكت وجنتها بغضب تلعنه وتلعن نفسها ومعتز قبلهم ولم تنسى آذار في خضم تلك اللعنات
اتجهت نظراته تتطلع على جسدها بتمهل ورفع يده تلك المرة لعنقها
شهقت وهي تبتعد عنه زاحفه لطرف الفراش
تطلع لها بغضب وهتف وهو يضربها على وجهها بعنف: قلت لك ايه قبل كدا
تناولت الكف فطرحت على الفراش صارخة تمسك وجهها مكان الصفعة غير مصدقة لما يحدث وكادت رأسها تصاب لولا لطف الله
تحدثت بعنف وغضب: بتمد ايدك عليا ونهضت من على الفراش غير مهتمة لما ترتدي واخذت تبحث عن هاتفها متحدثه بانفعال والله لكلم لك بابي يجي يشوف الحيوان اللي اختاره بيعمل ايه في بنته
+
اخرج الهاتف الخاص بها من جيبه وهتف وهو يمده لها: خدي كلميه خليه يجي امسكت الهاتف بغضب تختطفه وهتفت وهي تبحث عن رقمة: هكلمه مفكرني هخاف لا انت لسه متعرفنيش كويس دا أنا جمانة
تحدث وهو يمسح جانب وجهه: خليه يجي ويجيب معاه دكتور
نظرت له متعجبه لم تفهم مقصده بعد
فهتف وهو ينهض عشان يعرف حقيقة بنته
اغلقت الاتصال تتطلع له بأعين متسعه وهتفت بتلعثم: قصدك ايه، مش فاهمة؟!
+
اجاب وهو يعتدل يطالعها بقوة: لا عارفة يا جمانة واوعي تفكري اني مغفل شرب المقلب، لا أنا كنت عارف كل حاجة من البداية وأنك مش بنت
سقط الهاتف من يدها فأتبع وهو يضيق عينيه بغل: عارف وساكت
"ازاي" قالتها بتوتر وضعف
نهض ممسكا اياها بين يديه وهتف وهو يضغطها بين ذراعيه : ليه فرطتي في نفسك يا جمانة ليـــه؟، بعتني نفسك بالرخيص لواحد حقير زي ده... يا خسااارة
+
هتفت ببكاء وانهيار: والله كان غصب عني صدقني يا ماهر مكنش قصدي ان ده يحصل هو استغلني وعمل كدا ورماني اقسم بالله اني مش وحشه
ـ ليه يا جمانة تعملي فيا كدا
ـ أنا اسفه صدقني اسفه ارجوك يا ماهر سامحني واغفرلي غلطتي دي واوعدك هعيش جارية تحت رجليك بس عشان خاطري متفضحنيش
دفعها للفراش متحدثا بصلابه: مش هفضحك متخافيش
تنفست بتوتر وخصوصا عند اقترابه.. اغمضت عينها وتركت له الحرية الكاملة .. شيء مقابل شيء
هكذا هو القانون وليتها توقفت عند هذا الحد
نهض بغضب اكبر يدفع الابجوره فتهشمت كحال جسدها لا تصدق ما يحدث .. جلس على الكرسي في المنطقة الخافتة لا يريد أن ترى تعبيرات وجهه متحدثا بلهاث حاد: سألتيني اتجوزتك ليه يا جمانة عاوزه تعرفي اتجوزتك ليه وأنت مش بنت، لاني مش هقدر اكون زوج ليكي في يوم من الأيام، اتجوزتك عشان اجيب وريث يشيل اسمي وبس، هتكوني معون يا جمانة انتِ اللي هتحققي الحلم اللي حلمت بيه سنين، عرفتي ليه يا جمانة
+
اعتدلت متحدثه بتلعثم: قصدك انك ..مممم
ايوه اللي فهمتيه
توترت وهتفت بارتباك: ممكن يكون دا عشان اول مرة بينا يعني وكدا
اكد متحدثا، لا متقليش، مش يوم بس على طول
ـ يعني ايه مش فاهمة؟
نهض متحدثا بغلاظة: أنتِ هتستعبطي يا بت انتِ فاهمة كل حاجة وقلت لك حياتنا مع بعض هتكون كده
اعتدلت على الفراش متحدثه بتعجب: ازاي حياتنا هتكون كده دي مش حياة طبيعية، وبعدين وريث ايه اللي عاوزني اجيبه ليه مفكرنا في عصر المماليك انا لا يمكن اوافق على حاجة زي دي انا مش جارية
+
ابتسم متحدثا بتشفي: هيحصل يا جمانة، دا عقابك على اللي عملتيه مفكرة ايه هتضحكي على الناس كلها وكل حاجة هتمشي زي ما انتِ عاوزه،أنتِ ولا حاجة يا جمانة افهمي ده كويس، أنا قلتها لك كلمة وهعيدها تاني انتِ هنا عشان تحققي حلمي وتكوني أم لابني
+
هتفت بهستريه: مش دا لم تكون راجل تبقى تفكر ساعتها في الخلفة أنا ايه يجبورني اعيش مع واحد عاجز زيك
اتجه لها متحدثا بغضب وهو يصفعها بقوة: قلت لك صوتك ميعلاش يا جمانة
نهضت متحدثه بغضب اكبر: لا هيعلى ولازم افضحك كمان
اقترب يعطيها الهاتف الخاص به متحدثا: اتصلي باللي نفسك تكلميه اتصلي وساعتها هيعرفوا حقيقتك كويس اوعي تفكريني سهل يا جمانة أنا اللي يلعب معايا لو مكنش قد اللعب هيخسر قالها وهو يمسك ذراعها بعنف يحذرها
+
فضيحته مقابل فضيحتها ... السكوت هو الأقرب كاختيار ... عجوز متصابي وعاجز ايضا ... تشعر بأنها في كابوس كبير .. والاسخف من كل هذا رغبته في أن تنجب طفل ... نظرت له بكره وهتفت في حقد: اوع تفكر اني هكون ام لاولادك في يوم، مستحيييل شوف وحده غيري للمهمة دي، وبعدين لم انت عارف كل دا عني قابل ازاي تتجوزني مشفتش برود كدا واهدته نظرت احتقار اخيره
+
ضحك ماهر متحدثا بصلابة: عشان هدفي اعمل اي حاجة واوعي تفكري ان رجلك هتعدي بارة عتبت البيت دا
دفعت يده متحدثه بقهر: ليه هتحبسني عندك
اكد متحدثا: هحبسك تسع شهور وبعد كدا هديكي حريتك مش عاوزك
لا تصدق ما يقول فاقتربت متحدثه بذهول يعني عاوزني اعيش معاك اخوات واخلف لك وفي الاخر ترميني وتحرمني من ابني طب ازاي انتِ واعي بتقول ايه سامع نفسك
+
اجاب مؤكدا: هديكي حريتك لكن مش هحرمك منه دا في حالة واحده بس لو كنتي فعلا اتغيرتي .. اعتبري جوازك مني دا تطهير لكل ذنوبك اللي فاتت
هتفت بغيظ شديد: ليه هو أنت ربنا عشان تكفر ذنوبي وبعدين بص لنفسك الاول وابقى اتكلم ما انت كمان خدعتني
هتف مؤكدا وهو يقترب منها: دا اللي عندي يا جمانة غير كدا مش حابب تشوفي الوش التاني، واوعي تفكري تلعبي معايا لانك هتكوني الخسرانه
ابتعدت عنه تجلس على الفراش بحنق شديد تتسأل بألم: هل هي تلك الزيجة التي حسدتها عليها كل البنات امس تشعر بان خنجر مسموم ضرب في صدرها رفعت انظارها له تتخيل نفسها وهي تنقض عليه تنهش لحمة بأظافرها ولم تفق من شرودها الا على صوته الامر قومي جهزي لي الفطار
+
ايه؟ قالتها بتعجب
فأكد لها بصلابة: يالا اللي سمعتيه الفطااار
+
--------------------------------------------------
+
مرت الايام سريعا
واليوم هو اليوم الذي انتظره لسنوات طويلة
أن تصبح حلاله وملكا له، يمسك يديها أمام العالم ولا يستطيع أحد منعه من ذلك، يخبر الجميع أنها حبيبته يحارب العالم بها ولها
+
ارتدي حلته وهو يطالع نفسه في المرأة برضى تام اقترب اخيرا من تحقيق اجمل احلامه الذي تمناه في حياته جاءت من خلفه أماني وبطنها منتفخ قليلا تمسك بكتفه متحدثه ببهجه مبروك يا عدلي مبروك يا حبيبي لو تعرف فرحانه لك قد ايه مش هتصدق وقبلت كتفه بعمق وحنو
انحنى يضمها مقبلا رأسها وهتف بصدق: فرحتى مبتكملش الا وانتِ جمبي أنا النهاردة حاسس إني طاير فووووق
+
ضحكت اماني وعيناها تبرق بدموع السعادة: يارب يفرح قلبك على طول يا دكتور بس اوعي وانت طاير فوق يخطفك الفضائيين
ابتسم متحدثا بلين وهو يحتضنها اكثر: ياريت يخطفوني بس وأنتم معايا ونفضل هناك العمر كله
ابتعدت اماني متحدثه بجدية: استني اوريك جبت ايه لفريدة شوف كده حلوة هتعجبها واتجهت لحقيبة كانت على الفراش
تحدث قبل أن يرى محتواها: هتعجبها من غير ما اشوفها الهدية اهم حاجة فيها انها تكون جاية بحب ودي حاجة انا واثق منها
هتفت اماني بقلق مش عارفة يا عدلي يمكن ميعجبهاش واخرجت هاتف ماركة ايفون أحدث إصدار له
هتف عدلي وهو يتانوله من يديها تسلم ايدك يا أماني اكيد هيعجبها
يارب يعجبها يا عدلي يالا قوام بقى خلص زمانهم مستنين عيب نتأخر عليهم
+
هتف مؤكدا يالا بينا وبعدين المسافة مش كبيرة كل الحكاية خمس دقايق يا اماني مش هنسافر يعني
ـ طب يالا قوام
هتف مؤكدا امسكيلي ديل الفستان بتاعك دا احسن انا خايف عليكي ادوس عليه والقيكي طايرة ولا مدحرجة زي الكرة قدامي
ضربته على كتفه متحدثه: لا متخافش عليا وبعدين الديل دا استيل الفستان كدا الحق عليا عاملة لك شغل شوف اما نروح الكل هيتجنن عليه ازاااي
ضحك من اعماق قلبه وهو يغلق الباب متحدثا: على الله التساهيل
+
كان جمع عائلي هادئ كما طلبت
وكيلها عم والدها ولجواره وسام شاهد على العقد وزوج اخته
الفرحة كبيرة ترتسم على الوجوه .. هتفت احدي اقاربهم «كبيرة في السن» اوعوا حد يشبك ايده والكتاب بيتكتب
اقتربت حنة تسألها بتعجب: ليه يا تيتا منشبكش ايدينا
اجابت بتأكيد عشان الجوازة تبقى مبروكة
ردت في تعجب: ايه التخارف دي يا يتيا
اجابتها بغيظ وهي تضربها بعصاها: بس يا بت اش فهمك انتِ دي حاجات خدناها عن امهاتنا لازم تسمعوها وتعملوها من غير نقاش
ضحكت حنة وهي تقبل رأسها متحدثه : انتم الخير والبركة والله يا تيتا حاضر اللي تقولي عليه
+
تم عقد القران واشتعل الجو بالمباركات والدعوات المبهجة .. اقترب عدلي من فريدة يقبل رأسها متحدثا بمحبة: اخيرا يا فريدة
ابتسمت في خجل وقلبها يدق بعنف تشعر أن السعادة التي في قلبها تكف العالم أجمع
امسك كفها يخلل اصابعه بين اصابعها في حب والكف الاخر حر طليق
اقتربت اماني تعطيها هديتها وكم فرحت بها كثيرا ودعت الله ان يكمل حملها على خير
واقتربت من عدلي متحدثه بخجل: مكنش في داعي انها تكلف نفسها كفاية اللي أنت عمله يا عدلي بجد دا كتير
شدد على كفها متحدثا بمحبة: لو جبت لك الدنيا باللي فيها قليل عليكِ يا فريدة لو تعرفي انا بحبك اد ايه هتعرفي ان كل اللي بعمله ميجيش نقطه في بحر حبي ليكِ يا فريدة
نظرت له بعيون تلمع شغفا وهمست: ربنا يخليك ليا يا عدلي وميحرمنيش من حبك دا ابدا العمر كله
هتف بحماس: الله على الكلام الحلو كان فين دا من زمان؟!
اجابته بعشق ممزوج بخجل: طول عمره موجود بس كنت مستنيه الوقت اااالـ مناسب
رفع يدها يقبلها على مرآى من الجميع واجابها: احلى وقت هو اللي بكون جمبك فيه على طول
+
اقترب وسام متحدثا بسماجة: مش كفاية وشوشة كده كتير استنوا طيب لما نمشي
انتفضت فريدة على صوته واحتقن وجه عدلي لكنه تمالك نفسها ورد بسماجة اكثر منه: وأنت رامي ودانك معانا ليه يا اخي معندك خطيبتك روح حب فيها زي ما أنت عاوز
نظرت له فريدة بضيق وهتفت: اظن مفهاش حاجة لما نتكلم يعني دا النهاردة كتب كتابنا يا وسام
اقتربت حنة متحدثة لتلطف الاجواء: مبروك يا ديدا أنتم السابقون
فأكمل وسام متحدثا وهو يتطلع لعيناها: ونحن اللاحقون
هتف عدلي وهو يشعر ببعض الضيق: هتفضل واقف كده يا وسام
ـ آه المكان هنا عجبني قالها بمشاكسة لم تلق استحسان عندهم
فـنادت حنة وسام بحجة شيء وهمي لتترك لهم بعض المساحة
+
وعلى الجانب الاخر تقف ضحى مبتسمة وهي تتابع الحوار القائم بينهم فنهض كيان من مكانه ووقف بالقرب منها لم تشعر بوجود الا عندما حدثها بنعومة: عبالنا احنا كمان
انتفضت متفاجئه من وجوده لجوارها وتورد وجهها خجلا واخفضت بصرها عنه متحدثه بصوت مهتز: ان شاء الله
اجاب كيان براحة: الحمدلله في تطور كبير .. أنا خلاص مش هفقد الامل
فضحكت غير قادرة على مجارته فاتبع قوله متحدثا: أنا بقول المأذون لسه تحت نجيبه ويبقى الفرحة فرحتين ولا ايه رأيك قالها بحماس
فالتفتت له باعين متسعة ورهبة وقالت: مأذون ...! لا لا لسه بدري
بدري! قالها كيان بتلذذ واتبع هما خلاص فتحوا نفسي على الموضوع أنتِ ايه رأيك
شبكت اصابعها في بعض تشعر بالخجل الزائد يكاد وجهها ينفجر من شدة الاحمرار الذي لحق به
لم ينجدها من الموقف الا نداء خالتها
زفرت براحة وهي تتحرك تجاه خالتها وزفر الاخر بحنق متحدثا: خليك واقف لواحدك بقى زي عمود السواري
ضربه وسام على كتفه بقوة متحدثا: بتقول ايه يا كابتن
حدجه كيان بنظرة مشتعلة وهتف الله يخربيتك كسرت كتفي خف ايدك شويه
ضحك وسام متحدثا بمكر: طبعا ايديا تقيله اجبلك ايدين ناعمة منين بس وهو ينظر لضحى
امسكه كيان من رابطة عنقة متحدثا بصلابة: لا بقولك ايه اضبط كدا بدل ما اظبطك يا وسام وعينيك دي خليها معايا هنا لو عاوز تروح بيها سليمة
ضحك وسام متحدثا: خلاص يا عم كيان متزوقش وافلت نفسه من بين يديه يزفر بغيظ
+
كانت الفتيات تتابع المشهد فتحدثت فريدة لضحى بمكر: خطيبك دا حمش اوي
اجابتها ضحى ببراءة: ايوه وقليل الادب كمان
شهقت فريدة واضعة يدها على فمها ثم هتفت: قليل الادب ليه؟! عمل ايه وامسكت يدها تقربها منها لتستجوبها
ابعدت ضحى يدها متحدثه بغيظ: مش حاجة من اللي في بالك اوعي كدا ودفعت يدها برفق
اقتربت فريدة منها تميل عليها متحدثه بحنان: عمل لك ايه ابن زينات قولي متخافيش سرك في بير
اجابتها ضحى بحزن: عيب يا فريدة والله عيب تفكيرك ميروحش بعيد و هو قليل الادب في كلامه دايما كلامه بيحرجنى ويوترني
احتضنتها فريدة من خصرها متحدثه بحنان: لانه انسان متفتح فجريء شويه في كلامه هو طبعه كده مش قاصد يوترك حبه حبه هتاخدي عليه
+
وهنا استمعوا لصوت عدلي العال وهو يقول: معلش يا جماعة ثانية كده اسمعوني ..
التفتت الانظار جميعها له وساد الصمت اتبع عدلي بسعادة: بكرة الجمعة واجازة طبعا عندكم فأنا حابب كلنا بكرة نحتفل على يخت كبير هعمل عليه حفلة بسيطة على ادنا بالمناسبة دي وعاوزكم كلكم حولينا ومعانا
لو يعلم عدلي في تلك اللحظة كم زاد قدره عندها
+
غادر الجميع على وعد باللقاء غدا في الحفلة المقامة على اليخت وظلت طوال الليل تفكر كيف ستكون الحفلة في الغد
+
---------------------------------------------------
+
دق كيان الباب على والدته
اجابته بغضب: ادخل
دخل كيان الغرفة فوجدها لم تستعد كما توقع فسألها بتعجب: مجهزتيش ليا يا ماما المفروض نمشي دلوقت
اجابته بفتور: مش عاوزه اروح يا كيان حاسة اني تعبانة روح انت واتبسط
ـ اتبسط ايه يا ماما الناس مستنيانا مش حابب النهاردة كمان متروحيش على الاقل عشان خاطري
+
ـ انا حاسة اني مرهقة مش عارفة مالي
نظر لها كيان بغضب وهتف: انبارح قولتي مشغولة مش هقدر مرضتش اضغط عليكِ والنهاردة تقولي تعبانة يبقى انتِ قاصدة انك متروحيش
نظرت له بغضب واكدت: ايوه قاصدة يا كيان مش حابه اروح هناك أنا حرة
نظر لها مطولا وهتف: بس في حاجة اسمها شكليات ومنظر عام واظن حضرتك اول واحدة بتتكلم في الموضوع دا وبتهتم بي
+
ضحكت متحدثه: بهتم بي وعشان كدا قلت لك بلاش البنت دي وانت اصريت كل واحد حر
زفر بحنق متحدثا: مفيش فايدة فيكِ بردة بنلف ونرجع لنفس النقطة
اجابته بضيق: قول لنفسك متقوليش وبعدين أنا مرواحي مش هيفرق يعني لانه لو مهم كده كانت الهانم خطيبتك المحترمة اتصلت بيا اكدت على حضوري بس هي معملتش وكأن وجودي مش فارق معاها معندهاش اي واجب ولسه بتقولي تعالي لا يا كيان مش هروح لمكان احس اني مش مرغوبة فيه قلت لك روح أنت
+
اجابها برجاء: على فكرة عمرها متكون قصدة اللي جه في بالك دا هي بتتعامل بشكل عفوي ابسط مما تتخيلي
اجابته بحنق: عذر اقبح من ذنب يا كابتن متحاولش مش هاجي يعني مش هاجي
+
ماشي يا ماما براحتك عن اذنك وغادر يشعر بالاحباط وكلماتها تتردد في ذهنه ويتساءل بينه وبين نفسه هل حقا ضحى مخطئة
1
-----------------------------------------------
+
على اليخت
كان كل ثنائي يقف معا
كيان وضحى
عدلي وفريدة
وسام وحنة
اماني وزوجها
رقية وعمتها
أنس واخته صديقة حنة
وبعض من المقربين
+
وقف عدلي يقطع تورته كبيرة من عدة ادوار ممسكا بيد حبيبته على تشجيع وضحكات من حولهم
تحدث أنس بمرح: لو عاوز مساعدة أنا موجود اديني السكينة وملكش دعوة
رد عدلي في ضيق: لا شكرا مش محتاج مساعدة قطع التورته واخرج قطعة صغيرة في طبق مميز ثم امسك شوكة يقطع جزء صغير ويضعه في فم فريدة وهي فعلت بالمثل
+
وعلى الجانب الاخر يشعر كيان بالضيق وعلى غير العادة عابس الوجه تحجج بمرض والدته وعدم تمكنها من الحضور لهذا السبب
لاحظت ضحى ضيقه فطلبت من الشيف تجهيز طبق من التورتة والحلويات واقتربت منه متحدثه ببشاشة: اتفضل
نظر للطبق ولها متفاجئا من فعلتها لم يتوقع ذلك واخيرا ابتسم من اول الحفلة لاهتمامها، شكرها على فعلتها تلك وبدء الجو من حوله يصفو
كانت سعيدة للغاية بذلك ودت لو تسأله عن سبب حزنه الظاهر لها لكنها اكتفت بالصمت والاقتراب منه غير قادرة على سؤاله شيء
وهو حائر بين سؤالها عن سبب عدم دعوة والدته بين الصمت صراع طويل كانت نهايته الغلبة للصمت
+
وهناك من تلتقط انفسها بعد نزولها للجزء السفلى من اليخت حتى تلامس الماء بيدها اخبرها وسام بأن هذا جنون لكنها اصرت عليه فما كان منه الا ان يلبي رغبتها وبالفعل جلست على الحافة وانحنت تمسك بعض قطرات الماء بيدها المفتوحة فتسقط في منظر محبب لقلبها تكرر الفعل وهو يشاهدها مندهش من رغبتها ففعل شيء ساذج كهذا اومأ بنفي وهتف في داخله البنات دول عليهم حاجات بنت مجانين
+
وانس ممسك بطبق كبير من الحلويات يحدث شقيقته بتلذذ: لا الحلويات حلوة اوي الشيف دا ممتاز ضحكت اخته متحدثه بتعجب: مشاء الله عليك يا انس بتاكل ومش بيبان عليك
هتف في ضيق: الله اكبر في عينك دي اللي هتجبني الارض
ردت في ضيق: خلاص كل براحتك الحق عليا خايفة على صحتك
اكد متحدثا: لا متخافيش أنا عارف كويس مصلحتي
+
انتهت الامسية بعودة الجميع في سعاده عدا القليل منهم
+
في صباح يوم جديد اخذت عهد على نفسها ستحاول فعل المستحيل لتنجح علاقتهم لن تكون متسرعه بعد اليوم وستترك حزنها وحساسيتها الزائدة خلف ظهرها
وكان اول قرار مفاجئة وسام فاليوم هو يوم ميلاده
اتفقت مع مطعم خاص بالحلويات لتجهيز تورته صغيرة وقررت شراء ساعة ثمينة له فهو من عشاق الساعات ثم الذهاب له في العمل ومفاجئته
حضرت كل شئ ولم تأخذ اجازة كاملة بل اذن ساعتين فقط واتجهت للشركة بكل حب كان في نيتها الاحتفال مع زملائه في المكتب لتسعده وتبدء اولى خطواتها في مشروع جديد تنوي به التغير لتنجح علاقتهم
كان الباب مغلق فتحته فوجدت منظر صدمها
سقطت العلبة ارضا كقلبها وتناثرت لاشلاء
+
انتهي الفصل توقعاتكم للقادم
دمتم بخير
+