اخر الروايات

رواية خلف الظلال الفصل الرابع عشر 14 بقلم يسرا

رواية خلف الظلال الفصل الرابع عشر 14 بقلم يسرا

الفصل الرابع عشر.....بقلم يـــســرا



جلس يراقبه بأعين كالصقر جعلت الاخر يرتجف هلعا

ثم قال له فى خشونه : اتكلم ياراجل انت احسنلك واعترف ...مين اللى باعلك المخزن.... الاسم الموجود فى العقد ده مزيف وده عقد مضروب من الاخر ...

الرجل : انا مش هتكلم كلمه الا قدام المحامى بتاعى

قال حاتم : كده ..طيب ماشى انت اللى جيبته لنفسك ..

ثم تعالى صوته آمراً: ياعسكرى

دخل العسكرى فى الحال وادى التحيه لحاتم فقال الاخير : خده تحت خليهم يظبطوه

انصرف الرجل صارخا برفقه العسكرى والذى دفعه دفعا

ودخل مؤمن صديق حاتم الذى لم يصدق اذنيه : يظبطوه ...انت يا حاتم؟!!!.... ده من امتى ؟ دا انتى يا اخى هاريتنا مواعظ عن معامله المشبوهين وان مش كل الناس زى بعضها

عقد حاتم حاجبيبه بقسوه وقال : ياروح مابعدك روح ..دول قتلو احمد يا مؤمن ...ذنبها ايه مراته واللى فى بطنها يتولد للدنيا على اليتم والحرمان كل ده عشان خاطر.... ولاد ال***** يدخلو مخدرات البلد يقتلونا بيها ويسموا عيالنا

تنهد مؤمن : طيب وصلت لايه ؟

حاتم : انا واثق ومتأكد ان المخزن اصلا بتاع حمدان وكانت فيه المخدرات اللى طبعا سالم تلاقيها استولى عليها تانى وحرقله المخزن

عقد مؤمن حاجبيه وقال: وانت لقيت آثار مخدرات

حاتم : لقيت آثار هيروين وبعتها للطب الشرعى عشان تتثبت فى محضر الجريمه

هز مؤمن رأسه وقال : ربنا يوفقك

حاتم : وانت عامل ايه فى الجنايات مش عاوز تيجى معانا هنا

مؤمن : ههههههههه لا ياعم انا لابتاع مطاردات ولا كلام من ده انا الجريمه تجيلى احقق فيها بعد مايكونوا قتلو فى بعض وخلصوا على بعض... انا راجل عندى عيال عايز اربيها ...سبحان الله كأن احمد كان حاسس كان ناوى يطلب نقله بعد المطارده الاخيره... عشان عرف ان مراته حامل ..خليك انت عزابى كده وعيش حياتك فى المطاردات والقبض على افراد العصابات

حاتم : عارف يا مؤمن ..انا اللى خلانى ارجع المباحث من جديد مش بس موت احمد

مؤمن : امال ايه تانى ؟

حاتم : كلمه واحده مسجونه قالتهالى يوم ماكانت خارجه ... كلمه علمت جوايا اووى وحلفت لنفسى انى مهما ان كان لازم اثبتلها واثبت لنفسى قبلها انها مش صح

مؤمن متعجبا: كلمه ايه ؟

حاتم : قالتلى بالحرف الواحد كده " خيبتكوا ..بتسيبوا الحيتان والديابه تنهب البلد وتقبضوا على اشرف الناس " من هنا ورايح مش هبقى خايب وهقبض على سالم وحمدان وانضف البلد منهم ومسير المرشدى اللى مش عارفين نمسك عليه حاجه ده يقع

مؤمن : ههههههه يقع ...حاسب لا انت اللى تقع ...مش لما يبقى اللى فوقيه نضاف الاول يبقى نوقعه... المرشدى مش لوحده ولو وقع مش بعيد يوقع رئيس الجمهوريه نفسه ههههه..ااه ربنا يستر

حاتم : مسير البلد تنضف منهم

مؤمن : بيتهيألك مش هما بس اللى مش نضاف ...احنا كمان مش نضاف بسلبيتنا وخوفنا ...يالا كفايه كلام كده الحيطان ليها ودان ...سلام

انصرف مؤمن تاركا صديقه يفكر بعمق متذكرا هاله ونظرتها له ذاك اليوم

لايدرى لما لم تفارقه عيناها منذ ان غادرت السجن
ولايدرى لما فى احلك الظروف والمواقف يطل عليه شبحها ليذكره بها من جديد
فيهون الموقف مع طله وجهها فى خياله ويشتاق قلبه لرؤياها مره اخرى وان كانت اخيره
فينهره عقله وبشده ليركز فى عمله فقط
الا ان حدسه يخبره انه سيقابلها وان أبى .....................هكذا ُسطرت المقادير


وفى اليوم التالى استيقظت هاله وتأنقت استعدادا للخروج للعمل واتجهت الى غرفه امانى لتجدها هى الاخرى اعدت نفسها للذهاب الى الشركه التى تملكها "نانسى "

راقبتها هاله وهى تلتفت حولها يمينا ويسارا امام المرآه فابتسمت لها هاله وقالت : صباح الخير مالك؟

عبست امانى قليلا : صباحك فل ..مش واخده انا على التيرات.. مالها العبايه

نظرت لها هاله موبخه : عبايه !!!!....مهم اووى مظهرك يكون كويس فى اول يوم لانك بتدى انطباع للى قدامك عشان يكون فكره كويسه عنك ...

تنفست امانى بصوت مسموع : عشان خاطرك بس

هاله : ربنا يخليكى ليا وان شاء الله اردهالك ...المهم عارفه هتعملى ايه ؟

هزت لها امانى رأسها مؤكده : عارفه ...ادور على واحده اسمها رجاء ..دى لاتاته وعجانه واحاول استقصى منها على اخبار الشركه

هاله محذره اياها : بس اوعى تخليها تشك فيكى ...يعنى بالراحه المهم اووى ..تصاحبيها وتبينلها انك مالكيش صحاب هنا ..امانى ..خدى بالك الله يخليكى

امانى بقلق : طيب لو كانت مشيت ساعتها ..هنعمل ايه ؟

تنهدت هاله : والله ما عارفه ..ربنا يسهل وتكون لسه موجوده ولو ماكنتش موجوده يبقى على الاقل اعرفيلى اسماء اللى موجودين دلوقتى

امانى : خلاص ..خلاص ..انا بس بفكر معاكى بصوت عالى لكن ان شاء الله نلاقيها

هاله : ياله طيب عشان انا كده هتأخر

امانى : هدى لماما الدوا واقولها انى نازله ..اسبقى انتى

هاله : عارفه هتركبى ايه ؟

امانى : ماتقلقيش عليا ..خدى بالك من سكتك ..لا اله الا الله

هاله : محمد رسول الله

خرجت هاله وذهنها يدور به الكثير والكثير من الافكار ...تحاول التوصل لكيفيه جذب سالم اليها والحصول منه على معلومات عن عادل تفيدها دون ان يشك بها


وما ان دخلت المعرض حتى نظرت لها بوسى شزرا وقالت لها : ايش ايش ....افهم بقى انتى جايه تشتغلى ولا رايحه فرح !!!

نظرت لها هاله ببرود ولم تبالى بنظراتها القاسيه ولا كلاماتها المسمومه واتجهت الى غرفتها وتظاهرت بالعمل

فحين ان عيناها متعلقه بعقارب الساعه المعلقه على الحائط العريض امامها و التى ابت التحرك على مايبدو ..لتمضى الساعات ببطء شديد ..حتى اطل سالم بطلته المزعجه للجميع ماعداها تلك المره

فهى كانت بانتظاره منذ ساعات الفجر الاولى ان صح التعبير

لاحظ سالم تأنقها على الفور ولم يكن هذ فحسب ما لاحظه بل لاحظ وجهها الذى ابتهل لرؤياه ولاول مره
وعيناها التى تعلقت بعيناه لوهله بل وخطواتها التى تسارعت لاستقباله ..

فابتسم سالم متهكما فلم تكن تلك شيمتها معه من قبل وتصاعد داخله الشك ان تكون "هند" قد حذرتها

الا انه كان على ثقه ان هند ليست بهذا الغباء او الوعى ....او كليهما ..فجل ما يهمها هو المال الذى يغدقه عليها

وكأنما انتبهت هاله لسرعتها فتوقفت بعدما نهرت نفسها داخلها

وتجاهلها سالم واحاط ذراعيه بكتف بوسى التى قطعت عليها الطريق واتجه الى غرفته بالطابق العلوى

تاركا هاله تميز غيظا ....من نفسها اولا ...ومن بوسى ثانيا

بوسى .... انها هي العقبه الوحيده التى تواجهها بالاضافه الى شجاعتها التى قد تخسرها فى اى وقت

نهرت هاله نفسها وقالت داخله : وبعدين يا هاله اتقلى مش كده كده هياخد باله ويشك.. والشك مش فى صالحك

اتجهت هاله الى مكتبها وجلست واخذت فى النقر على سطح المكتب بتوتر شديد محاوله التفكير فى طريقه تتقرب بها الى سالم

ثم سمعت طرقا خفيفا على الباب فرفعت هاله ابصارها لتجده عامل توصيل الطرود...يخبرها بأنه يحمل طردا لشخص يدعى سالم ابو النجا

فتهلل وجه هاله فرحا وقالت : انا همضيلك عليه واسلمه ليه هوا دلوقتى فى اجتماع

استلمت هاله الطرد من العامل ووقعت على ايصال التسليم بعدما سحرته بابتسامتها وانصرف

وانتظرت هاله مغادره نانسى لغرفه سالم وبعدها اتجهت حامله المظروف المتوسط الحجم لتعطيه لسالم

طرقت هاله باب الغرفه بخفه ودلفت برشاقه لتجد سالم يتحدث الى احدهم على هاتفه الخلوى

وما ان رآها حتى عبس بضيق مما اثار استياء هاله ومع ذلك ابتسمت له ابتسامه مشعه لدى انهاؤه المكالمه

وقالت : الطرد ده جه من شويه

نظر لها سالم بعمق وقال : ومحمد ماطلعوش ليه ؟

ردت بصوت ابح : اجازه ...ثم تنحنحت قليلا ووضعت الطرد على سطح المكتب

وواتتها الشجاعه لتحمل كوب الماء المستقر على سطح مكتبه وتجرعت اكثر من نصفه

نظر لها سالم متعجبا فى البدايه ثم ابتسم ابتسامه واسعه وقال : عطشانه للدرجه؟؟

هزت هاله رأسها وابتسمت :امممم..مش عارفه... حسيت ريقى ناشف

تبادل كلاهما نظره طويله وتعلقت عينا سالم بوجهها طويلا وساد صمت مربك

فحكت هاله اسفل عنقها وقالت قبل ان نتصرف : عن أذنك يا سالم بيه

ثم توقفت فجأه كأنما تذكرت : عملتو ايه صحيح فى التعبان ؟

نظر لها سالم وقال متعجبا : تعبان ؟؟؟؟!!!...تعبان ايه؟

لمعت عيناها بنصر وقد تأكددت شكوكها وقالت برقه متناهيه: باشمهندس وليد مشانا امبارح بدرى عشان كان فى تعبان فى المعرض وقال انه هيجيب شركه تمسكه

قام سالم من مجلسه واوصد الباب وجذب ذراعها على حين غفله واقترب منها فنظرت له هاله بهلع

وقال بصوت رخيم : انت عاوزه يا هاله

شحب وجهها ولم ترد من اثر الصدمه ..فقالت متسائله : هند قالتلك ؟

هز سالم رأسه وترك ذراعها وقال بصوت منخفض: وانتى فكرك انها ممكن تخبى عنى حاجه زى دى ؟ اعرفى ان انا كنت عارف من ساعه الحفله اياها وانى سايبك هنا تاكلى عيش بمزاجى ...وعارف كل صغيره وكبيره بتحصل هنا او بره من ورايا

هاله بحذر: وبعدين؟؟؟؟

سالم بهدوء: ولا قابلين ...عاوزه توصلى لعادل ..صح ؟

اتسعت عيناها بذهول وقالت بصوت متهدج: انت عارف موضوع عادل كمان

سالم : قولتهالك من شويه ..انا اعرف دبه النمله ..ماعرفش حاجه باينه زى عين الشمس ...يوم ماكنتى بتسجلى الاوراق ماكونتيش على بعضك لما ملفه وقع فى ايدك

هاله : واضح ان فى ايدك كل الخيوط

سالم ساخرا : الله ينور عليكى ..انا هنا اللى ماسك الخيوط كلها ..مش سى رفيق ابو قلب رقيق ..عرفتى بأه مصلحتك مع مين ..انا ولا هو؟

هاله بسرعه : اكيد انت

سالم : تمام كده ...انتى اكيد عاوزه الملف اللى فيه عناوينه وتليفوناته مش كده

هاله : وهوا حضرتك ماتعرفش مكانه فين بالظبط

سالم : الصراحه الصله اتقطعت بينى وبينه من زمان اووى ...لكن ممكن الملف ده يكون فيه حاجه توصلك ليه

هاله : يعنى حضرتك هتدهونى.... كده ...بالبساطه دى

اطلق سالم ضحكه مرتفعه ثم قال : اهو عندك فى الخزنه ...

واشارالى الحائط خلفه وقال :واهى مفتوحه قدامك خوديه

اتجهت عيناها صوب الخزانه حيث تشير يد سالم ...فاتجهت قدامها لاشعوريا نحوها

وفتحتها بيسر تام لتجد مسدسا كبيرا يقبع تحته الملف الخاص بزوجها السابق

وقفت لبرهه تنظر له وقلبها يدق بعنف ...شعرت انه هناك خطب ما يكمن وراء عرض سالم السخى

واخذ السؤال داخلها يتصاعد ..ما المقابل ..ما المقابل ؟؟؟؟؟؟

حتى اتاها الجواب ..


انها يد سالم التى التفت حول خصرها حتى كادت ان تعتصره

ففزعت هاله ودون تفكير امسكت بالمسدس بحركه سريعه والتفت لتواجه سالم مهدده اياه ليبتعد عنها ...

وبالفعل ترك سالم خصرها ولكنه بالمقابل لم يبتعد بل اقترب اكثر واكثر ليلصق صدره بفوهه المسدس المعدنيه الحاده نوعا ما

فتصاعد الخوف داخلها ...وتصاعدت معه اصوات دقات قلبها كالطبول وقد صمت أذناها ...وتأهبت حواسها جمعاء

ونظر لها سالم متحديا اياها ان تطلق ولو رصاصه واحده

وقال بصوت منخفض حمل تصميما لم يخطأه سمعها: اضربى ...خايفه ليه ؟ ماتضربى

ابتعلت هاله ريقها وكادت الدموع ان تفر من مقلتيها وقالت بصوت مرتجف: انا برضه قلت انه مستحيل تدينى الملف منغير مقابل

سالم : سجن خمس سنين ..اكيد تكونى اتعلمتى ان كل شىء فى الدنيا دى لازم يكونله تمن

اخفضت هاله المسدس وتراجعت خطوه للخلف وقالت : آسفه يا سالم بيه ..بس التمن اللى انت طالبه غالى اووى

هز سالم رأسه وقال: مايغلاش عليا .....ولا ايه ....عامه ان ماكنش برضاكى فاميلزمنيش ....

اخفضت هاله رأسها وتصاعدت خيبه الامل داخلها فقد باءت محاولتها بالفشل الذريع

فهاهو سالم على علم بماضيها بل وحاضرها مما جعله يقرأ سطور خطتها بيسر تام

الا ان سالم قد خالف توقعاتها وقال بخفه : خدى الملف يا هاله

نظرت له هاله غير مصدقه وقالت بشك : ما انا قلتلك التمن اللى انت طالبه غالى اووى

سالم : خوديه يا ستى.. ولما تحبى تدفعى انا موجود ..ولو مش عاوزه تدفعى ..اعتبريه كادو منى ...يمكن تكون الحاجه الوحيده الصالحه اللى عملتها فى حياتى ...خوديه

ومد يده وامسك بالملف ودفعه دفعا لها وقال : خديه ....انتى اولى بولادك منه ....عادل مايستهلهومش

ولم تتمالك هاله دموعها بعد ذلك وانهمرت بغزاره ووضعت المسدس على سطح المكتب بهدوء

ولم تقاوم الاغراء ... ومدت يدا مرتجفه اليه واخذته منه دون اى مقاومه منه

واتجهت الى باب الغرفه لتنصرف بخطوات متسارعه وفتحت الباب ووقفت لبرهه

ونظرت لسالم بامتنان واضح وقالت : انا مش عارفه اشكرك ازاى

كان سالم قد اتجه الى الكرسى المقابل لمكتبه مديرا لها ظهره واشار لها بحركه يد امرتها بالانصراف

ففعلت هاله واغلقت الباب وانصرفت

وبعدما انصرفت ابتسم سالم ابتسامه واسعه وتعلقت عيناه بالمسدس المستقر على سطح مكتبه وهو يتمتم : انا اللى مش عارف اشكرك ازاى

حملت هاله الملف وتسارعت خطواتها لاسفل الدرج لتتجه الى مكتبها واغلقت الباب خلفها واخذت تفر فى الملف بعصبيه شديده

ثم حملت حقيبتها واطلقت ساقيها للرياح الى اول عنوان مدون فى الاوراق

وحاولت طيله الطريق جمع شتات نفسها وتهدئه افكارها وتخيلاتها التى تزاحمت برأسها

وقالت محاوره نفسها : اهدى يا هاله ..اهدى ..ممكن مايكونش موجود فى العنوان الاولانى وجايز يكون برضه العنوان التانى مش موجود بس انا اعمل اللى عليا وادور فى كل العناوين ....وان شاء الله ان شاء الله الاقيهم

وبعد مضى ساعه كامله وصلت الى اول عنوان واستقبلت هاله جواب حارس العقار الذى نفى وجود عادل فى هذا العنوان منذ زمن بعيد فقد تركه منذ اكثر ما يزيد عن عامين ...بنفس بارده نوعا ما

واتجهت الى العنوان الذى يليه وكلها رجاء ان تعثر عليه ..الا ان رجائها لم يتحقق مره اخرى

ثم الى الذى يليه والذى اتضح لها انه مقر شركته الموجود فى مدينه نصر لتكتشف انه قد باعها منذ عام تقريبا


..وظلت تجوب الشوارع والطرقات تسأل فى كل عنوان فى كل مكان ذكر فى الملف ... تبحث وتبحث....

حتى اظلم الليل عليها وقد فرغت جعبتها من جميع العناوين المذكوره الى... لاشىء ...

لا اثر ..

لا وجود لعادل .....ولا لاطفالها ...

كأنه بالفعل .....لم يكن

وعادت هاله تجر قدما خلف الاخرى من شده خيبتها الى منزل صديقتها

واستقبلتها امانى وحملت ملامحها القلق عنوانا وقالت لها : كنتى فين يا هاله عماله اتصل بيكى مش بتردى

افاقت هاله من شرودها وقالت : ماكنتش سماعه الموبايل

امانى : مالك ؟ فيكى ايه ..هو انتى كل يوم تنزلى كويسه ترجعى بالمنظر ده ؟

تهاوى جسد هاله النحيل على الاريكه المجاوره للمدخل واخذت فى البكاء وقالت : انا مش عارفه انا عملت ايه فى دنيتى وحش اووى كده استاهل عليه البهدله دى كلها

امانى : لا حول ولا قوة الا بالله ...وحدى الله يا هاله.. وبعدين معاكى امال ...طيب دا انا جيبالك خبر حلو النهارده

قالت هاله ساخره : بجد؟؟ طيب ماتقولى ساكته ليه

تجاهلت امانى سخريتها وقالت : لقيت اللى اسمها رجاء

وعلى عكس ماتوقعت امانى استقبلت هاله هذا النبأ ببرود تام وقالت هاله : كويس ..على الاقل حد فينا لقى حاجه اهو

نظرت لها امانى بتعجب شديد وقالت : وانتى مالقتيش ايه

رفعت هاله رأسها المسنده على كفها وقالت : عادل ...مالقتهوش فى ولا عنوان من السته اللى موجودين فى الملف اللى كنت قايلالك عليه ...ومش هتصدقى كلها عنواين حقيقيه ..كلها عناوين كان موجود فيها وكلها سابها من سنتين ولا سنه بالكتير

امانى بحيره : وانتى جيبتى الملف منين ؟

ضحكت هاله ضحكه فارغه : سالم ادهونى ..تخيلى ..سالم يعمل معايا انا حركه جدعنه ...لاء وكمان عارف ان اسمى هاله ...وانى طليقه عادل ...هند الله يسامحها قالتله رغم انى كنت مواصياها ..ومع ذلك مالقييش ولادى

امانى : اخس عليكى ياهند ..كده برضه ..ماتزعليش روحك ...والله انا قلبى حاسس انها هتتعدل قريب ومسيرك ولادك يباتو فى حضنك يوم ..دا انا امى بتدعيلك ليل نهار وانا والله ياهاله مابنسكيش من الدعا .,..انتى كمان ..ولا تقنطو من رحمه الله يا هاله ...خليكى مع الله ..وربنا يحفظهملك ويردهم ليكى عن قريب يارب

هاله بصوت خنقته العبرات : يارب ..يارب ...عشان انا تعبت... والله تعبت

كفكفت هاله دموعها وقالت بصوت هادىء : انا بكره هروح اعمل محضر فى القسم ان شاء الله

امانى : وانا هاجى معاكى

هاله : ماقولتليش ..عملتى ايه فى الشركه ..اشتغلتى ايه ؟

امانى : ابدا قعدونى فى مكتب حلو اووى وجنبى ماكنه تصوير... اللى عايز يصور ورقه ولا بتاع اصورهاله وبس ياستى ..واتعرفت على رجاء ..وشوفى... سبحان الله.. هيا اللى جت لحد عندى تلت وتعجن ..عايزه تعرف قرارى ومنين اعرف مدام نانسى.. بس انا مريحتهاش ....وكل ما اعمل نفسى مشغوله تلوك اكتر واكتر ..انا هسيبها كده يومين تلاته ..وبعدين بقى احاول اعرف منها على اللى حصل فى الشركه من 5 سنين ..عشان ماتشكش فيا زى ما انتى مفهمانى

هزت هاله رأسها : تمام كده ..وهى اكيد عايزه تصاحبك لانها عرفت انك من طرف نانسى شخصيا وبيقولو من جاور السعيد يسعد ....ربنا يسترها معاكى يارب

امانى بصدق : انا وانت...قومى يالا كلى لقمه معايا وادخلى ريحى شويه

ردت هاله : هصلى العشا الاول ...

انصرفت هاله الى غرفتها والقت بحقيبتها والملف الذى كانت تحمله طيله النهار على السرير ..واخرجت صوره صغيريها من تحت وسادتها وقبلتها

وتردد فى مسامعها صوت الشيخ الشعراوى "انا عند ظن عبدى بى ..ان كان خيرا فهو خير "

..فقالت : خير ان شاء الله


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close