رواية خلف الظلال الفصل الخامس عشر 15 بقلم يسرا
الفصل الخامس عشر.......بقلم يسرا
انتهت الاسره الصغيره من تناول طعام العشاء وساد الهرج والمرج بفعل لهو الصغار فى حضور جدتهم
على الرغم من غياب والدهم عن ارض واقعهم فى خيالات وافكار اجتاحت عقله ...
فأخرجته زوجته من شروده قائله : ما اكلتش ليه يا رفيق ..الاكل مش عاجبك ؟
انتبه رفيق الى زوجته فقال : هه ..لا ابدا الاكل كويس تسلم ايدك
ردت الجده : يظهر انى ضيفه تقيله على قلبكم بقى ...عشان تسيب اكل منى عملاه بأيدها... وانا عارفه نفس بنتى فى الاكل
ابتسم رفيق وقال نافيا : لا والله ...ازاى بتقولى كده يا حماتى دا انتى منورانا النهارده ...انا بس دماغى مشغوله بكذا حاجه
منى : ودماغك مشغوله بمين
رفيق : هوا المفروض السؤال يكون بأيه ؟ مش بمين ؟ لانى مشغول دايما بيكم ...
ردت الجده ضاحكه : اهو قالك ياستى... انتو وبس اللى فى عقله... بطلى بأه
رفيق : قوليلها يا حماتى ...دى مش عتقانى
منى : وياترى ماروحتش الشغل ليه النهارده ؟
رفيق : بقى معقول ابقى عارف ان ماما عندنا النهارده واروح الشغل ؟
الجده : قومى يا منى حضرى الشاى وانا حلم الاطباق ..يالا عشان ادوب الحق اروح انا اتأخرت اووى
اعترضت منى : تروحى ده ايه الساعه داخله على 11 لا يمكن طبعا ..ماتقولها يا رفيق
رفيق : مش محتاجه قواله ده بيتها وبعدين ده امر مفروغ منه هتبات يعنى هتبات
الجده : لا ماينفعش ماعملتش حسابى
رفيق بتصميم: هنده على الولاد يقفلو الباب بالترباس
منى مازحه: وهتتباس ياعنى هتتباس
تعالت ضحكاتهم الى ان سمع رفيق صوت هاتفهه فغادر مجلسهم مسرعا ليجد ان المتصل "ننح" فخرج الى الشرفه ليرد عليه
انتبهت منى الى رغبه زوجها بالانفراد بالهاتف
فقالت لامها متألمه بصوت منخفض : شوفتى ..مجرد ما تليفونه يرن ينسى الدنيا ومافيها
عارضتها امها : يابنتى ماتبقيش شكاكه على الفاضى ...احنا هنا عاملين دوشه وممكن تكون مكالمه مهمه وبعدين ماهو قاعد معانا طول النهار
منى : وتفتكرى مين اللى بيتصل بيه فى وقت زى ده
الام : ان بعض الظن اثم ماتخربيش على نفسك
منى بصوت حزين : احواله مش مرياحانى اليومين دوول
قالت الام مستدركه : سالم اخباره ايه صحيح ...يكونوا متخانقين مع بعض
منى بعصبيه: ابنك مالوش كبير واكيد قارفه ..ما انتى عارفاه ...بس اليومين دوول على غير العاده
الام متحسره: طالع لابوه.. الله لا يسامحه ....ربنا يهديه ويصلح حاله ...ولا بشوف وشه ولا بيسأل عليا ..وكل ما اكلمه يقولى يعنى انتى كنتى سألتى فيا لما اتطلقتى واتجوزتى ابو منى وسيبتينى ...
منى بحسره: الله يرحمك يا بابا ...لو كان عايش ماكنش حصلى اللى حصلى ده
الام : ليه يابنتى بس بتقولى كده ...سالم برضه بيحبك ده مهما كان اخوكى ومعاكى جوزك دلوقتى والله جدع طيب
منى : يا ماما سالم بيكرهنى ...حاطط دايما فى باله انك فضلتينى عنه لما اتطلقتى من اونكل وسيبتيهوله ...وفضلتى معايا حتى بعد ما بابا مات وما اخدتهوش عندك
الام : وانا يعنى كان بكيفى... ما ابوه المفترى مارضاش يدهونى... وكنت استحاله ارجعله
ثم اشارت لها الام بالتوقف عن الحديث فقد دخل رفيق ويبدوا انه شاردا بعض الشىء فى التفكيير بأمر هام
فقالت منى : ايه خير ؟ مين اللى كان عاوزك
رفيق : ده واحد كده كنت طالب منه حاجه وجابهالى هنزل ساعه اجيبها منه واجى ...مش عاوزه حاجه
منى بأعتراض: يعنى انت لازم تنزل دلوقتى ماكنت تأجلها لبكره ...ماما قاعده معانا ومايصحش تخرج
نظر لها رفيق مستاءا : انتى على طوول عايزانى قاعد جنبك ليل نهار ..ماتعمليش حجتها
الام : ااه ما تعمليش حجتى يا منى ..رووح ياحبيبى شوف مصلحتك ..وانا بايته خلاص هروح فين ..
خرج رفيق ليقابل "ننح"فقد احضر له كاميرات المراقبه التى طلبها منه ونقده المبلغ المالى الضخم الذى طلبه
واخذ رفيق طيله طريق العوده يفكر فى كيفيه تركيبهم دون ان يدرى سالم ...ولكن كيف؟؟؟.....
ان سالم قد جهز المعرض بكاميرات مراقبه خاصه به وسيعلم من خلالها ما سوف يفعله رفيق
اذن عليه التفكيير فى حجه تجعله يقطع الكهرباء عن المعرض بأجمعه
او قد يستخدم اجهزه تشويش حتى يتم تركيب الكاميرات الخاصه به
وعليه ايضا الانتظار حتى يغيب سالم خارج حدود القاهره على الاقل
حتى يتسنى له العمل على ذلك دون مقاطعه من الاخير ...فترك الكاميرا بسيارته ...لتبقى دائما تحت يده فى اى وقت
صباح اليوم التالى اتجهت هاله الى قسم الشرطه التابعه له ...وقبل ان تنصرف اجتاحتها رغبه عارمه باقتلاع عينا الضابط مرتين
المره الاولى عندما نظر لها ببلاهه طالبا منها عنوان عادل زوجها السابق!!!!! ...
والثانيه عندما نظر لها باحتقار شديد لدى معرفته بانها كانت نزيله بسجن النساء مما مكن عادل من اختطاف اولادها
تركت هاله عنوان صديقتها امانى المقيمه به حاليا وانصرفت شاعره بخيبه رجاء واليأس متصاعدا لذروته داخلها
واتجهت الى عملها بعدما ودعت صديقتها امانى التى اتجهت هى الاخرى للشركه
وصلت هاله متأخره للغايه فاستقبلتها "بوسى " : الله الله..هوا ان غاب القط العب يا فار ولا ايه ؟
نظرت لها هاله نظره احتقار وقالت : مش فاهمه تقصدى ايه ؟
اشارت بوسى للساعه المعلقه على الحائط: هوا عشان سالم بيه مسافر النهارده ..حضرتك جايه الساعه 12
قاطعها رفيق والذى ما ان سمع بخبر سفر سالم رقص قلبه طربا ...فاهى فرصته قد لاحت فى الافق
فقال متوعدا نانسى : وهوا انتى فاكره انك انتى وسالم اصحاب المعرض ولا ايه يا ست بوسى ؟
امتقع وجه بوسى واستدارات سريعا لتواجهه قائله مصطنعه المرح : لا لا يا خبر ما يجيش من بعدك يارفيق بيه ..اصلى لقيت مريم متأخره اووى فقلت يكون عندها خبر بسفر سالم بيه عشان كده اتأخرت
رفيق : مالكيش دعوه بمريم ..مريم انا اللى مشغلها ...وبعدين هيا تعرف خبر سفر سالم منين ؟
ردت مريم اخيرا : قولها يا رفيق بيه ...
رفيق : وانتى عرفتى منين انه مسافر يا بوسى ؟
ارتبكت بوسى وشعرت ان زله لسانها ان علم بها سالم فستكلفها الكثير
وقالت فى صوت خفيض بعيدا عن مسامع هاله : ابدا يا رفيق بيه ...كنت بتكلم معاه امبارح قالى انه رايح الاسماعيليه باين وهزرنا شويه ان كان يجبلى مانجا من هناك بس هوا قال انه يوم واحد النهارده وراجع على بالليل كده اظن
رفيق : طيب يا بوسى روحى على مكتبك ودفتر الحضور والانصراف اللى انت قاعده عليه ده اقفليه... احنا مش فى الحكومه هنا
انصاعت بوسى لامره باستكانه وانصرفت
ونظر رفيق الى هاله قائلا : مالك يا مريم ؟ شكلك مدايق ..انا عرفتهالك مقامها اهو ..خلاص بأه ؟
ابتسمت هاله رغما عنها وقالت : لا ابدا انا اتعودت على رزالتها
رفيق : لو حاسه انك تعبانه روحى ...
تنهدت هاله وقالت : لا انا كويسه اووى ...ماتقلقش
انصرف رفيق بخطى سريعا الى خارج المعرض بعيدا عن كاميرات المراقبه الخاصه بسالم والتى لايعلم كم عددها ولا اين تواجدها
واخرج هاتفه الجوال من جيبه واتصل ب "ننح"
وما ان رد الاخير حتى قال آمرا بصوت صارم : جهز رجالتك ساعه زمن وتكون عندى فى المعرض
اخذ رفيق يبحث عن طريقه يقطع بها الكهرباء عن المعرض دون ان يثير شكا او ريبه واخذ يلتفت يمينا ويسارا حتى وقعت عيناه على اجهزه التكييف المعلقه بالخارج والى خلفها حجره توصيلات كهربائيه عملاقه خاصه بها..
فاتجه اليها دون ان يشعر به احدا وفتحها سريعا وقام بقطع الغلاف المطاطى بعده اسلاك مما تسبب فى احداث شرارت قويه ادت الى احتراق احد اجهزه التكييف مؤديا بدوره الى قطع الكهرباء
انصرف رفيق مسرعا اللى داخل المعرض بعدما اغلق الحجره المعدنيه بأحكام متظاهرا بالعبث فى جواله
اتجه اليه محمد عامل الامن قائلا : الكهربا اتقطعت يا رفيق بيه ...
تظاهر رفيق بالبلاهه : ماتتقطع عادى يعنى.. بلغوا شركه الكهربا
محمد : لا يا فندم ده زى ما يكون حصل قفله ولا حاجه احنا لازم نجيب كهربائى
اكد وليد صدق ماقاله محمد : انا سمعت القفله وحاجه كأنها فرقعت ..وجهاز التكييف اللى عن سالم بيه فوق بيطلع دخان يظهر انه اتحرق
ابتسم رفيق داخله فلم يكن يظن ان الحظ اصبح حليفه الى تلك الدرجه فهو لم يقصد ان يحدث ضرار بالجهاز الخاص بغرفه مكتب سالم ....مما سيمكنه الان من دخول غرفته وفى غيابه
قال رفيق : هوا يوم باين من اوله ....انا هتصل بشركه التكييف يبعتوا بتوع الصيانه بتوعهم ...واتصل يا وليد بسالم بلغه باللى حصل عشان يكون عنده علم اننا هندخل اوضته
وليد : امرك يا باشا
انصرف وليد ليتصل بسالم والذى اجابه بعد فتره : خير يا وليد ؟
وليد : سالم باشا ..حصلت قفله جامده فى المعرض والتكييف اللى فى اوضه ساعتدك بيطلع دخان... وخايفين ليعمل ماس ولا حاجه
سالم متوترا : طيب ما تتصرف يا بنى آدم ولا تسبوا المعرض يتحرق
وليد : ماتقلقش يا باشا ..بتوع التكييف نص ساعه بالكتير ويكونوا هنا.. انا بس حبيت ابلغك انهم هيدخلو اوضتك طبعا
سالم : مش مهم الاوضه.. المهم عينك على العربيات اللى فيها البضاعه ...ان لولا انى دخلت فايد ..كان زمانى لفيت ورجعتلك تانى
وليد : ماتقلقش يا باشا ....الموضوع بسيط
سالم : طيب اول ما يجوا بتوع التكييف ابقى طمنى ...ورفيق فين ؟
وليد : موجود
سالم بتصميم : عينك عليه لا يعمل حاجه فى العربيات
وليد : ماتخفش يا باشا
اغلق سالم هاتفه والقاه الى جواره بتوتر
وماهى الا دقائق حتى وصل الى مقر فيلا " عادل" فأطلق زمور سيارته عاليا
وبعد قليل فتح الحارس الباب المعدنى الضخم ودخلت سياره سالم لتسير فى ممر ممهد
على جانبيه اشجار الياسمين ومرت من تحت سقيفه خشبيه مزدانه بأغصان الريحان التى بعثت عطرها الشذى فى الاجواء ..
ابتسم سالم داخله ساخرا وقال : والله ونضفت يا عادل
توقفت سياره سالم فى امام الباب الرئيسى للفيلا وترجل سيارته سريعا صاعدا درجات السلم الرخاميه القليله
وطرق الباب الزجاجى ففتحت له خادمه اجنبيه فقال لها : مستر عادل ..ايز هير ؟
اومأت له الخادمه وادخلته الى الداخل واستقبله عادل بترحاب كبير : يا اهلا ...يا اهلا...ياخى بقالى شهر بتحايل عليك تيجى ...ماتجيش الا فى السقعه ده الجو بيبقى تحفه فى الصيف
نظر لها سالم نظره ثاقبه : وانت ايه اللى مقعدك هنا فى السقعه
عادل : لاا ما انا خلاص استقريت هنا ...زهقت من دوشه القاهره وزحمتها ..كمان دخلت الولاد مدرسه انترناشيونال هنا
تظاهر سالم بالصدمه : ولاد انت لحقت خلفت
عادل مزهوا : عندى ولدين من مراتى الاولانيه بس ماتجيبش سيرتها قدام منال ..احسن بتغير عليا مووت
ابتسم سالم : احنا هنقعد مع المدام ولا ايه ..انا جايلك عشان نخلص الموضوع اياه
عادل سريعا : هنقعد هنقعد ..بس تعالى ناخدلنا كاسين الاول
سالم رافضا ببرود: لا اعفينى ما بشربش بالنهار
عادل مازحا : زى ماانت ماتغيرتش ...يبقى نشرب قهوه تعالا
وفى تلك الاثناء كان قد حضر رجال "ننح " متظاهرين انهم فريق صيانه اجهزه التكييف كما اشار لهم رفيق
وقامو بتركيب كاميرات المراقبه فى شتى ارجاء المعرض
والاهم فى غرفه سالم وقامو بصنع التوصيلات الخاصه بها وتركيبها فى غرفه رفيق
وفى خلال ساعتين من الزمن كانو قد انتهو دون ان يلاحظهم احد
واتجه رفيق برفقه "ننح" الى الحجره المعدنيه خارج المعرض
وقام الاخير باصلاح العطب الذى احدثه رفيق عن عمد
قال ننح : كده يبقى كله تمام يا باشا
اخرج رفيق رزمه ماليه ضخمه واعطاها الى "ننح" : خد دوول
ننح : يا باشا خيرك مغرقنا
صمم رفيق : امسك ...بس عارف لو طلعت فى حاجه فى الكاميرات ..هعمل فيك ايه ؟
ننح بصوت خفيض: انت هتعرف انى خدمتك احلى خدمه لما تشوف ...وتسمع كمان .ماهوا انا زرعتلك جهازين تصنت فى اوضه سالم.... وفى صاله المعرض تحت ..ودوول كادو جدعنه منى
ابتسم رفيق وخبط على كتفيه بخفه : تسلم..تصدق عدت عليا
اومأ ننح برأسه : لكن ماتعديش عليا يا باشا
انصرف ننح برفقه رفاقه ودخل رفيق المعرض وقال لوليد : هاه تمام كده ؟
وليد : تمام يا باشا ..المعرض رجع نور بصحابه
عقد رفيق حاجبيه وقال بمكر : انما انا ماشوفتكش واقف مع الرجاله ليه ؟
وليد : هه..لا اصل قلت طالما حضرتك معاهم يبقى انا عينى على العربيات ...حد فيهم يعمل حاجه كده ولا كده ..يخلع لامؤخذه جهاز كاسيت ولا حاجه .ما انا اصلى عارف الاشكال دى
ضحك رفيق قائلا : جدع ..تعجبنى
وعلى الجهه الاخرى كان سالم جالسا برفقه عادل بعدما انتهو من احتساء القهوه فى غرفه مكتب الاخير
فقال سالم : هاه يا عادل ...مطلوب ايه ؟
اشار له عادل بكلتا يديه... فاتسعت عينا سالم قائلا فى ذهول : عشره!!!!!!!!!!!!!!!
كشر عادل عن انيابه وقال : ايه كتير ؟
سالم ببرود: انت شايف ايه ؟
عادل ثائرا : شايف انه حقى ...والصراحه يادوب كمان ...ده كسب من وره الورق ده مليارات ..خساره فيا 10 مليون ..دوول ولا حاجه
سالم : يا عادل اعمل لبكره ...احنا كنا يوم من الايام زيتنا فى دقيقنا برضه
عادل بصوت ملول: لا خلاص سيبتلكو الجمل بما حمل وعايز اعيش واتمتع بالفلوس ...وخليكو فى اللى كوشتو عليه واللى لسه هتنهبوه ..اما انا خلاص
سالم بهدوء: الدنيا اخد وعطا ويوم ليك ويوم عليك ...ممكن بكره تحتاجنا برضه
اشاح عادل بيده قائلا : لا ياعم انا مش محتاجلكم فى حاجه ..انا ليا البيزنس بتاعى دلوقتى ...وانتو ليكو البيزنس بتاعكو ..يفتح الله
رجع سالم واسندر ظهره الى الكرسى الوثير وقال : بس هوا مش هيرضى يدفعلك المبلغ ده كله
عادل بعصبيه : اقنعه ..هوا فاكر ايه ..فاكرنا عبيد ولا خدامين عند اللى خلفوه ..
ثم اتبع بصوت منخفض :دا انا دخلت مراتى.. ام عيالى السجن عشان خاطره ..وحرمت عيالى امن امهم لاخر عمرهم برضه عشان خاطره ...عشان ياخد شركه الملاحه اللى عن طريقها بيدخل للبلد كل اللى هوا عايزه ويخرج اللى هوا عايزه ....من غير لاحس ولاخبر ...وبتراب الفلوس كمان ...ده ال10 مليون دوول مايجوش تمن الشركه والاراضى اللى اخدها بالعقود والاوراق المزوره اللى عملتهاله
سالم :بس انت وقتها اخدت تمنهم
عادل مستنكرا : تمنهم ....ولا ولا يجوا شعره من تمنهم ..ده اللى عندى 10مليون والا ممكن تلاقيهم 20
سالم : خلاص هكلمه ...بس اعمل حسابك ان مش هجيلك المره اللى جايه ..انا مش كل يوم والتانى اسيب اشغالى واسافرلك ..تنزل القاهره تسلم واستلم ..اتفقنا
عادل موافقا فى الحال : امتى وفين ؟
سالم : امتى دى لسه ...فين بقى ...فيييين ...
تظاهر سالم بالتفكيير فحك جرحه مطولا ثم ضاقت عيناه وقال فجأه : عند جوز اختى فى معرضه ..عارفه اللى جيت اخدت منه عربيات قبل كده ..بعيد عن العين واهو على اول الصحراوى تعرف تيجى وتروح ولا من شاف ولا من درى
لمعت عينا عادل وقال : خلاص ...وبالمره تغيرلى العربيه
اطلق سالم ضحكه عاليه وقال : دا انت ماصدقت بقى ....بس خلاص ماعدتش ينفع بعت نصيبى فيه
عادل : خساره ..بس جوز اختك مش هيستغرب اننا نتقابل هناك بعد مابعت نصيبه
قال سالم ساخرا : وهوا هيعرف منين ...
واستطرد مهددا :وانت اوعى تجيب سيره لحد انك جاى ...دارى على شمعتك
عادل ببلاهه : ايوه صح صح ..ده لو منال شمت خبر ...هتاخد على الاقل نصهم
ابتسم سالم منتتصرا فهاهو عادل قد وقع بالفخ دون ان يدرى وانصرف سالم مزهوا ..فلم يشك به عادل ولو بمقدار ذره واحده
وقام سالم اثناء عودته للقاهره بالاتصال بوليد ليطمئن على احوال المعرض فرد الاخير : باشا
سالم : هاه ايه الاخبار
وليد: كله تمام يا باشا ؟
سالم : اتصلحت الكهربا
وليد : ااه ..كان جهاز التكييف الاسلاك بتاعته ...فى البوكس اللى بره ..الظاهر سخنت فساحت وعملت قفله فى المكان... وبالمره شيكوا على بقيت الاجهزه فى المعرض كله مالقوش حاجه الحمد لله
سالم بقلق: مافيش حاجه حصلت كده ولا كده ؟
وليد مطمئنا اياه : لااااا ..اطمن حتى دخلت المكتب عندك وشغلت الكاميرات من تانى بس جيت اظبط ساعتهم برضه مافيش فايده
سالم : المهم انها شغاله
وليد : زى الفل
سالم : ورفيق فين ؟
وليد : مع زبون بيخلص معاه
سالم : وهاله ؟
وليد : هاله ؟؟؟هاله مين !!
سالم مستدركا سريعا : ااقصد مريم ..مريم
وليد متأثرا: اهى قاعده فى مكتبها ..وجايه متأخره النهارده وشكلها معيط اما قايل يا بس.. والله بتصعب عليا البت دى ..غلبانه ومالهاش حد
سالم شاعرا بالغيره : انت طبيت !!!!!..ياعينى ياعينى ..طيب ماتروح تاخدها فى حضنك وتطبطب عليها
وليد يائسا: لاا بقى.. خلاص ماعدتش نافع ..شكلها ماشى فى سكه قال الله وقال الرسول
سالم بضيق: طيب اقفل اقفل...
وضع سالم هاتفهه جانبا وابتسم متوعدا : بتعيطى يا هاله ..ولسه ...مابقاش انا ان ماجبتكيش راكعه لحد عندى
انتهت الاسره الصغيره من تناول طعام العشاء وساد الهرج والمرج بفعل لهو الصغار فى حضور جدتهم
على الرغم من غياب والدهم عن ارض واقعهم فى خيالات وافكار اجتاحت عقله ...
فأخرجته زوجته من شروده قائله : ما اكلتش ليه يا رفيق ..الاكل مش عاجبك ؟
انتبه رفيق الى زوجته فقال : هه ..لا ابدا الاكل كويس تسلم ايدك
ردت الجده : يظهر انى ضيفه تقيله على قلبكم بقى ...عشان تسيب اكل منى عملاه بأيدها... وانا عارفه نفس بنتى فى الاكل
ابتسم رفيق وقال نافيا : لا والله ...ازاى بتقولى كده يا حماتى دا انتى منورانا النهارده ...انا بس دماغى مشغوله بكذا حاجه
منى : ودماغك مشغوله بمين
رفيق : هوا المفروض السؤال يكون بأيه ؟ مش بمين ؟ لانى مشغول دايما بيكم ...
ردت الجده ضاحكه : اهو قالك ياستى... انتو وبس اللى فى عقله... بطلى بأه
رفيق : قوليلها يا حماتى ...دى مش عتقانى
منى : وياترى ماروحتش الشغل ليه النهارده ؟
رفيق : بقى معقول ابقى عارف ان ماما عندنا النهارده واروح الشغل ؟
الجده : قومى يا منى حضرى الشاى وانا حلم الاطباق ..يالا عشان ادوب الحق اروح انا اتأخرت اووى
اعترضت منى : تروحى ده ايه الساعه داخله على 11 لا يمكن طبعا ..ماتقولها يا رفيق
رفيق : مش محتاجه قواله ده بيتها وبعدين ده امر مفروغ منه هتبات يعنى هتبات
الجده : لا ماينفعش ماعملتش حسابى
رفيق بتصميم: هنده على الولاد يقفلو الباب بالترباس
منى مازحه: وهتتباس ياعنى هتتباس
تعالت ضحكاتهم الى ان سمع رفيق صوت هاتفهه فغادر مجلسهم مسرعا ليجد ان المتصل "ننح" فخرج الى الشرفه ليرد عليه
انتبهت منى الى رغبه زوجها بالانفراد بالهاتف
فقالت لامها متألمه بصوت منخفض : شوفتى ..مجرد ما تليفونه يرن ينسى الدنيا ومافيها
عارضتها امها : يابنتى ماتبقيش شكاكه على الفاضى ...احنا هنا عاملين دوشه وممكن تكون مكالمه مهمه وبعدين ماهو قاعد معانا طول النهار
منى : وتفتكرى مين اللى بيتصل بيه فى وقت زى ده
الام : ان بعض الظن اثم ماتخربيش على نفسك
منى بصوت حزين : احواله مش مرياحانى اليومين دوول
قالت الام مستدركه : سالم اخباره ايه صحيح ...يكونوا متخانقين مع بعض
منى بعصبيه: ابنك مالوش كبير واكيد قارفه ..ما انتى عارفاه ...بس اليومين دوول على غير العاده
الام متحسره: طالع لابوه.. الله لا يسامحه ....ربنا يهديه ويصلح حاله ...ولا بشوف وشه ولا بيسأل عليا ..وكل ما اكلمه يقولى يعنى انتى كنتى سألتى فيا لما اتطلقتى واتجوزتى ابو منى وسيبتينى ...
منى بحسره: الله يرحمك يا بابا ...لو كان عايش ماكنش حصلى اللى حصلى ده
الام : ليه يابنتى بس بتقولى كده ...سالم برضه بيحبك ده مهما كان اخوكى ومعاكى جوزك دلوقتى والله جدع طيب
منى : يا ماما سالم بيكرهنى ...حاطط دايما فى باله انك فضلتينى عنه لما اتطلقتى من اونكل وسيبتيهوله ...وفضلتى معايا حتى بعد ما بابا مات وما اخدتهوش عندك
الام : وانا يعنى كان بكيفى... ما ابوه المفترى مارضاش يدهونى... وكنت استحاله ارجعله
ثم اشارت لها الام بالتوقف عن الحديث فقد دخل رفيق ويبدوا انه شاردا بعض الشىء فى التفكيير بأمر هام
فقالت منى : ايه خير ؟ مين اللى كان عاوزك
رفيق : ده واحد كده كنت طالب منه حاجه وجابهالى هنزل ساعه اجيبها منه واجى ...مش عاوزه حاجه
منى بأعتراض: يعنى انت لازم تنزل دلوقتى ماكنت تأجلها لبكره ...ماما قاعده معانا ومايصحش تخرج
نظر لها رفيق مستاءا : انتى على طوول عايزانى قاعد جنبك ليل نهار ..ماتعمليش حجتها
الام : ااه ما تعمليش حجتى يا منى ..رووح ياحبيبى شوف مصلحتك ..وانا بايته خلاص هروح فين ..
خرج رفيق ليقابل "ننح"فقد احضر له كاميرات المراقبه التى طلبها منه ونقده المبلغ المالى الضخم الذى طلبه
واخذ رفيق طيله طريق العوده يفكر فى كيفيه تركيبهم دون ان يدرى سالم ...ولكن كيف؟؟؟.....
ان سالم قد جهز المعرض بكاميرات مراقبه خاصه به وسيعلم من خلالها ما سوف يفعله رفيق
اذن عليه التفكيير فى حجه تجعله يقطع الكهرباء عن المعرض بأجمعه
او قد يستخدم اجهزه تشويش حتى يتم تركيب الكاميرات الخاصه به
وعليه ايضا الانتظار حتى يغيب سالم خارج حدود القاهره على الاقل
حتى يتسنى له العمل على ذلك دون مقاطعه من الاخير ...فترك الكاميرا بسيارته ...لتبقى دائما تحت يده فى اى وقت
صباح اليوم التالى اتجهت هاله الى قسم الشرطه التابعه له ...وقبل ان تنصرف اجتاحتها رغبه عارمه باقتلاع عينا الضابط مرتين
المره الاولى عندما نظر لها ببلاهه طالبا منها عنوان عادل زوجها السابق!!!!! ...
والثانيه عندما نظر لها باحتقار شديد لدى معرفته بانها كانت نزيله بسجن النساء مما مكن عادل من اختطاف اولادها
تركت هاله عنوان صديقتها امانى المقيمه به حاليا وانصرفت شاعره بخيبه رجاء واليأس متصاعدا لذروته داخلها
واتجهت الى عملها بعدما ودعت صديقتها امانى التى اتجهت هى الاخرى للشركه
وصلت هاله متأخره للغايه فاستقبلتها "بوسى " : الله الله..هوا ان غاب القط العب يا فار ولا ايه ؟
نظرت لها هاله نظره احتقار وقالت : مش فاهمه تقصدى ايه ؟
اشارت بوسى للساعه المعلقه على الحائط: هوا عشان سالم بيه مسافر النهارده ..حضرتك جايه الساعه 12
قاطعها رفيق والذى ما ان سمع بخبر سفر سالم رقص قلبه طربا ...فاهى فرصته قد لاحت فى الافق
فقال متوعدا نانسى : وهوا انتى فاكره انك انتى وسالم اصحاب المعرض ولا ايه يا ست بوسى ؟
امتقع وجه بوسى واستدارات سريعا لتواجهه قائله مصطنعه المرح : لا لا يا خبر ما يجيش من بعدك يارفيق بيه ..اصلى لقيت مريم متأخره اووى فقلت يكون عندها خبر بسفر سالم بيه عشان كده اتأخرت
رفيق : مالكيش دعوه بمريم ..مريم انا اللى مشغلها ...وبعدين هيا تعرف خبر سفر سالم منين ؟
ردت مريم اخيرا : قولها يا رفيق بيه ...
رفيق : وانتى عرفتى منين انه مسافر يا بوسى ؟
ارتبكت بوسى وشعرت ان زله لسانها ان علم بها سالم فستكلفها الكثير
وقالت فى صوت خفيض بعيدا عن مسامع هاله : ابدا يا رفيق بيه ...كنت بتكلم معاه امبارح قالى انه رايح الاسماعيليه باين وهزرنا شويه ان كان يجبلى مانجا من هناك بس هوا قال انه يوم واحد النهارده وراجع على بالليل كده اظن
رفيق : طيب يا بوسى روحى على مكتبك ودفتر الحضور والانصراف اللى انت قاعده عليه ده اقفليه... احنا مش فى الحكومه هنا
انصاعت بوسى لامره باستكانه وانصرفت
ونظر رفيق الى هاله قائلا : مالك يا مريم ؟ شكلك مدايق ..انا عرفتهالك مقامها اهو ..خلاص بأه ؟
ابتسمت هاله رغما عنها وقالت : لا ابدا انا اتعودت على رزالتها
رفيق : لو حاسه انك تعبانه روحى ...
تنهدت هاله وقالت : لا انا كويسه اووى ...ماتقلقش
انصرف رفيق بخطى سريعا الى خارج المعرض بعيدا عن كاميرات المراقبه الخاصه بسالم والتى لايعلم كم عددها ولا اين تواجدها
واخرج هاتفه الجوال من جيبه واتصل ب "ننح"
وما ان رد الاخير حتى قال آمرا بصوت صارم : جهز رجالتك ساعه زمن وتكون عندى فى المعرض
اخذ رفيق يبحث عن طريقه يقطع بها الكهرباء عن المعرض دون ان يثير شكا او ريبه واخذ يلتفت يمينا ويسارا حتى وقعت عيناه على اجهزه التكييف المعلقه بالخارج والى خلفها حجره توصيلات كهربائيه عملاقه خاصه بها..
فاتجه اليها دون ان يشعر به احدا وفتحها سريعا وقام بقطع الغلاف المطاطى بعده اسلاك مما تسبب فى احداث شرارت قويه ادت الى احتراق احد اجهزه التكييف مؤديا بدوره الى قطع الكهرباء
انصرف رفيق مسرعا اللى داخل المعرض بعدما اغلق الحجره المعدنيه بأحكام متظاهرا بالعبث فى جواله
اتجه اليه محمد عامل الامن قائلا : الكهربا اتقطعت يا رفيق بيه ...
تظاهر رفيق بالبلاهه : ماتتقطع عادى يعنى.. بلغوا شركه الكهربا
محمد : لا يا فندم ده زى ما يكون حصل قفله ولا حاجه احنا لازم نجيب كهربائى
اكد وليد صدق ماقاله محمد : انا سمعت القفله وحاجه كأنها فرقعت ..وجهاز التكييف اللى عن سالم بيه فوق بيطلع دخان يظهر انه اتحرق
ابتسم رفيق داخله فلم يكن يظن ان الحظ اصبح حليفه الى تلك الدرجه فهو لم يقصد ان يحدث ضرار بالجهاز الخاص بغرفه مكتب سالم ....مما سيمكنه الان من دخول غرفته وفى غيابه
قال رفيق : هوا يوم باين من اوله ....انا هتصل بشركه التكييف يبعتوا بتوع الصيانه بتوعهم ...واتصل يا وليد بسالم بلغه باللى حصل عشان يكون عنده علم اننا هندخل اوضته
وليد : امرك يا باشا
انصرف وليد ليتصل بسالم والذى اجابه بعد فتره : خير يا وليد ؟
وليد : سالم باشا ..حصلت قفله جامده فى المعرض والتكييف اللى فى اوضه ساعتدك بيطلع دخان... وخايفين ليعمل ماس ولا حاجه
سالم متوترا : طيب ما تتصرف يا بنى آدم ولا تسبوا المعرض يتحرق
وليد : ماتقلقش يا باشا ..بتوع التكييف نص ساعه بالكتير ويكونوا هنا.. انا بس حبيت ابلغك انهم هيدخلو اوضتك طبعا
سالم : مش مهم الاوضه.. المهم عينك على العربيات اللى فيها البضاعه ...ان لولا انى دخلت فايد ..كان زمانى لفيت ورجعتلك تانى
وليد : ماتقلقش يا باشا ....الموضوع بسيط
سالم : طيب اول ما يجوا بتوع التكييف ابقى طمنى ...ورفيق فين ؟
وليد : موجود
سالم بتصميم : عينك عليه لا يعمل حاجه فى العربيات
وليد : ماتخفش يا باشا
اغلق سالم هاتفه والقاه الى جواره بتوتر
وماهى الا دقائق حتى وصل الى مقر فيلا " عادل" فأطلق زمور سيارته عاليا
وبعد قليل فتح الحارس الباب المعدنى الضخم ودخلت سياره سالم لتسير فى ممر ممهد
على جانبيه اشجار الياسمين ومرت من تحت سقيفه خشبيه مزدانه بأغصان الريحان التى بعثت عطرها الشذى فى الاجواء ..
ابتسم سالم داخله ساخرا وقال : والله ونضفت يا عادل
توقفت سياره سالم فى امام الباب الرئيسى للفيلا وترجل سيارته سريعا صاعدا درجات السلم الرخاميه القليله
وطرق الباب الزجاجى ففتحت له خادمه اجنبيه فقال لها : مستر عادل ..ايز هير ؟
اومأت له الخادمه وادخلته الى الداخل واستقبله عادل بترحاب كبير : يا اهلا ...يا اهلا...ياخى بقالى شهر بتحايل عليك تيجى ...ماتجيش الا فى السقعه ده الجو بيبقى تحفه فى الصيف
نظر لها سالم نظره ثاقبه : وانت ايه اللى مقعدك هنا فى السقعه
عادل : لاا ما انا خلاص استقريت هنا ...زهقت من دوشه القاهره وزحمتها ..كمان دخلت الولاد مدرسه انترناشيونال هنا
تظاهر سالم بالصدمه : ولاد انت لحقت خلفت
عادل مزهوا : عندى ولدين من مراتى الاولانيه بس ماتجيبش سيرتها قدام منال ..احسن بتغير عليا مووت
ابتسم سالم : احنا هنقعد مع المدام ولا ايه ..انا جايلك عشان نخلص الموضوع اياه
عادل سريعا : هنقعد هنقعد ..بس تعالى ناخدلنا كاسين الاول
سالم رافضا ببرود: لا اعفينى ما بشربش بالنهار
عادل مازحا : زى ماانت ماتغيرتش ...يبقى نشرب قهوه تعالا
وفى تلك الاثناء كان قد حضر رجال "ننح " متظاهرين انهم فريق صيانه اجهزه التكييف كما اشار لهم رفيق
وقامو بتركيب كاميرات المراقبه فى شتى ارجاء المعرض
والاهم فى غرفه سالم وقامو بصنع التوصيلات الخاصه بها وتركيبها فى غرفه رفيق
وفى خلال ساعتين من الزمن كانو قد انتهو دون ان يلاحظهم احد
واتجه رفيق برفقه "ننح" الى الحجره المعدنيه خارج المعرض
وقام الاخير باصلاح العطب الذى احدثه رفيق عن عمد
قال ننح : كده يبقى كله تمام يا باشا
اخرج رفيق رزمه ماليه ضخمه واعطاها الى "ننح" : خد دوول
ننح : يا باشا خيرك مغرقنا
صمم رفيق : امسك ...بس عارف لو طلعت فى حاجه فى الكاميرات ..هعمل فيك ايه ؟
ننح بصوت خفيض: انت هتعرف انى خدمتك احلى خدمه لما تشوف ...وتسمع كمان .ماهوا انا زرعتلك جهازين تصنت فى اوضه سالم.... وفى صاله المعرض تحت ..ودوول كادو جدعنه منى
ابتسم رفيق وخبط على كتفيه بخفه : تسلم..تصدق عدت عليا
اومأ ننح برأسه : لكن ماتعديش عليا يا باشا
انصرف ننح برفقه رفاقه ودخل رفيق المعرض وقال لوليد : هاه تمام كده ؟
وليد : تمام يا باشا ..المعرض رجع نور بصحابه
عقد رفيق حاجبيه وقال بمكر : انما انا ماشوفتكش واقف مع الرجاله ليه ؟
وليد : هه..لا اصل قلت طالما حضرتك معاهم يبقى انا عينى على العربيات ...حد فيهم يعمل حاجه كده ولا كده ..يخلع لامؤخذه جهاز كاسيت ولا حاجه .ما انا اصلى عارف الاشكال دى
ضحك رفيق قائلا : جدع ..تعجبنى
وعلى الجهه الاخرى كان سالم جالسا برفقه عادل بعدما انتهو من احتساء القهوه فى غرفه مكتب الاخير
فقال سالم : هاه يا عادل ...مطلوب ايه ؟
اشار له عادل بكلتا يديه... فاتسعت عينا سالم قائلا فى ذهول : عشره!!!!!!!!!!!!!!!
كشر عادل عن انيابه وقال : ايه كتير ؟
سالم ببرود: انت شايف ايه ؟
عادل ثائرا : شايف انه حقى ...والصراحه يادوب كمان ...ده كسب من وره الورق ده مليارات ..خساره فيا 10 مليون ..دوول ولا حاجه
سالم : يا عادل اعمل لبكره ...احنا كنا يوم من الايام زيتنا فى دقيقنا برضه
عادل بصوت ملول: لا خلاص سيبتلكو الجمل بما حمل وعايز اعيش واتمتع بالفلوس ...وخليكو فى اللى كوشتو عليه واللى لسه هتنهبوه ..اما انا خلاص
سالم بهدوء: الدنيا اخد وعطا ويوم ليك ويوم عليك ...ممكن بكره تحتاجنا برضه
اشاح عادل بيده قائلا : لا ياعم انا مش محتاجلكم فى حاجه ..انا ليا البيزنس بتاعى دلوقتى ...وانتو ليكو البيزنس بتاعكو ..يفتح الله
رجع سالم واسندر ظهره الى الكرسى الوثير وقال : بس هوا مش هيرضى يدفعلك المبلغ ده كله
عادل بعصبيه : اقنعه ..هوا فاكر ايه ..فاكرنا عبيد ولا خدامين عند اللى خلفوه ..
ثم اتبع بصوت منخفض :دا انا دخلت مراتى.. ام عيالى السجن عشان خاطره ..وحرمت عيالى امن امهم لاخر عمرهم برضه عشان خاطره ...عشان ياخد شركه الملاحه اللى عن طريقها بيدخل للبلد كل اللى هوا عايزه ويخرج اللى هوا عايزه ....من غير لاحس ولاخبر ...وبتراب الفلوس كمان ...ده ال10 مليون دوول مايجوش تمن الشركه والاراضى اللى اخدها بالعقود والاوراق المزوره اللى عملتهاله
سالم :بس انت وقتها اخدت تمنهم
عادل مستنكرا : تمنهم ....ولا ولا يجوا شعره من تمنهم ..ده اللى عندى 10مليون والا ممكن تلاقيهم 20
سالم : خلاص هكلمه ...بس اعمل حسابك ان مش هجيلك المره اللى جايه ..انا مش كل يوم والتانى اسيب اشغالى واسافرلك ..تنزل القاهره تسلم واستلم ..اتفقنا
عادل موافقا فى الحال : امتى وفين ؟
سالم : امتى دى لسه ...فين بقى ...فيييين ...
تظاهر سالم بالتفكيير فحك جرحه مطولا ثم ضاقت عيناه وقال فجأه : عند جوز اختى فى معرضه ..عارفه اللى جيت اخدت منه عربيات قبل كده ..بعيد عن العين واهو على اول الصحراوى تعرف تيجى وتروح ولا من شاف ولا من درى
لمعت عينا عادل وقال : خلاص ...وبالمره تغيرلى العربيه
اطلق سالم ضحكه عاليه وقال : دا انت ماصدقت بقى ....بس خلاص ماعدتش ينفع بعت نصيبى فيه
عادل : خساره ..بس جوز اختك مش هيستغرب اننا نتقابل هناك بعد مابعت نصيبه
قال سالم ساخرا : وهوا هيعرف منين ...
واستطرد مهددا :وانت اوعى تجيب سيره لحد انك جاى ...دارى على شمعتك
عادل ببلاهه : ايوه صح صح ..ده لو منال شمت خبر ...هتاخد على الاقل نصهم
ابتسم سالم منتتصرا فهاهو عادل قد وقع بالفخ دون ان يدرى وانصرف سالم مزهوا ..فلم يشك به عادل ولو بمقدار ذره واحده
وقام سالم اثناء عودته للقاهره بالاتصال بوليد ليطمئن على احوال المعرض فرد الاخير : باشا
سالم : هاه ايه الاخبار
وليد: كله تمام يا باشا ؟
سالم : اتصلحت الكهربا
وليد : ااه ..كان جهاز التكييف الاسلاك بتاعته ...فى البوكس اللى بره ..الظاهر سخنت فساحت وعملت قفله فى المكان... وبالمره شيكوا على بقيت الاجهزه فى المعرض كله مالقوش حاجه الحمد لله
سالم بقلق: مافيش حاجه حصلت كده ولا كده ؟
وليد مطمئنا اياه : لااااا ..اطمن حتى دخلت المكتب عندك وشغلت الكاميرات من تانى بس جيت اظبط ساعتهم برضه مافيش فايده
سالم : المهم انها شغاله
وليد : زى الفل
سالم : ورفيق فين ؟
وليد : مع زبون بيخلص معاه
سالم : وهاله ؟
وليد : هاله ؟؟؟هاله مين !!
سالم مستدركا سريعا : ااقصد مريم ..مريم
وليد متأثرا: اهى قاعده فى مكتبها ..وجايه متأخره النهارده وشكلها معيط اما قايل يا بس.. والله بتصعب عليا البت دى ..غلبانه ومالهاش حد
سالم شاعرا بالغيره : انت طبيت !!!!!..ياعينى ياعينى ..طيب ماتروح تاخدها فى حضنك وتطبطب عليها
وليد يائسا: لاا بقى.. خلاص ماعدتش نافع ..شكلها ماشى فى سكه قال الله وقال الرسول
سالم بضيق: طيب اقفل اقفل...
وضع سالم هاتفهه جانبا وابتسم متوعدا : بتعيطى يا هاله ..ولسه ...مابقاش انا ان ماجبتكيش راكعه لحد عندى