رواية خلف الظلال الفصل الثالث عشر 13 بقلم يسرا
الفصل الثالث عشر>>>> بقلم بــســرا
عجبا لما تحمله لنا الايام
لاندرى بأى درب نسير ولا الى ماذا قد نصير
غير اننا نتخبط فى طرقات الحياه
تحملنا الشهوات وتتقاذفنا الاهواء
وقد نصل الى مبتغى الانفس... وقد تباغتنا دنيانا
وهل لنا من دليل بعدما عميت ابصارنا عن منتهانا
لاندرى أتلك ما قادته لنا الاقدار
ام هى ما اثمرت عنه خطانا
ام هى حصاد خطايانا
عندها نرفع الاكف تضرعا لمولانا ...فهل من توبه لنا وهل لنا من شفعاءا ؟
هكذا كان حالها عندما عادت الى منزل صديقتها تغشى عيناها الدموع وقلبها يأن من شده حسرته
واستقبلتها امانى بالترحاب ولكن دموعها كانت الاسبق برد التحيه
فانزعجت امانى للغايه وقالت : ايه خير يا هاله ؟ مالك فيكى ايه ؟
هاله باكيه: ولادى يا امانى ...ولادى خلاص ضاعو منى ومش هشوفهم تانى
امانى : ليه كده ؟
هاله : كنت حاطه امل انهم يرجعوا الدراسه ان شالله على الامتحانات اعرف اشوفهم اتارى ابوهم منه لله حولهم من المدرسه ...والمديره ماتعرفش حتى راحو لفين ...جاب واسطه كبيره اووى وقالتلى الموظفين فى المديريه قالولها اعتبريهم كأن لم يكن ..تخيلى
امانى :لا حول ولا قوة الا بالله ...خلى املك بالله كبير يا هاله وقولى يارب ..ومعلش ادينا بنتظلم فى الدنيا عشان فى الاخره ربنا يجبرنا
عقدت هاله حاجبيها وقالت ثائره : لاء ...لاء ماهو انا مش هتظلم تانى واسكت ...من هنا ورايح هاخد حقى تالت ومتلت... وهبتدى من اول ما اتسجنت ظلم هثبت براءتى
وهفضل وره عادل لحاد اما اعرف اراضيه فين ان شالله يكون تحت الارض هجيبه وهاخد ولادى منه ...وبالعافيه مش بالقانون ..القانون مانصفنيش ...القانون سجنى
شعرت امانى بالقلق الشديد وقالت: هتعملى ايه يا هاله ؟
هدأت هاله قليلا وحاولت ترتيب افكارها فما خطر لها الان لم يكن بحسبانها من قبل
وقالت : انا عايزاكى تساعدينى
امانى : انا تحت امرك انا عنيا عشانك
هاله : تسلمى يا امانى وده كان عشمى ....انا جبتلك شغل فى الشركه اللى كنت بشتغل فيها عايزاكى تروحى تشتغلى هناك وتكونى عينى اللى جواها ...هيا دلوقتى اتباعت لناس تانيه عايزاكى تعرفى اتباعت ليه... وايه اللى حصل من ساعه ماسبتها من خمس سنين ...وتعرفيلى مين بتشتغل هناك دلوقتى ...لحاد اما اعرف مين اللى وقعنى الوقعه دى... ومين اللى حط فى حسابى الفلوس اللى اتسرقت وثبت التهمه عليا ...مين كان السبب انى اتسجن 5 سنين يروحوا فيها احلى ايام عمرى مع امى وولادى ؟
امانى متعجبه : خلاص من النجمه اروح هناك... انما انتى جبتيلى شغل فيها ازاى ؟؟؟وليه ماتروحيش انتى بنفسك ..مش ااقصد يعنى
قاطعتها هاله قائله : عارفه ...فاهمه قصدك كويس ...انا ماينفعش ارجع اشتغل تانى لانى كنت هناك واللى لفقلى التهمه دى اول مايلاقينى ظهرت من جديد يا حاجه من اتنين يا يخبى اللى عمله وساعتها مش هعرف اوصله واثبت براءتى من جديد وارجع ال 75 الف اللى دفعتها غرامه للحكومه ..... يا يدبرلى مصيبه جديده يرجعنى بيها السجن فى الحاله دى انتى لما تروحى تشتغلى هناك هتبقى وجه جديد ماحدش يعرفك قبل كده بس عايزاكى تفتحى عينك كويس
تانى هام جبت الشغل ازاى ... انا ااقولك ياستى بقى اللى اسمها نانسى اللى كانت مع رفيق ليلتها دى متجوزه صاحب الشركه او هيا صاحبتها لانه كاتبها باسمها وخافت لروح افتن عليها لجوزها فقالت تشترينى وتشغلنى عندها هناك واهو ابقى تحت عينها وتحت رحمتها لكن انا رفضت وفى المقابل طلبت منها انها تشغلك هيا وافقت فى ساعتها واديتنى الكارت ده ...
اخرجت هاله الكارت من حقيبتها واعطته لامانى وتابعت : تروحى بيه لشئون الموظفين وتقوليلهم انك من طرف مدام نانسى تبع مريم ...فهمانى انا اسمى مريم فى المعرض مش هاله ...
امانى متحمسه : ماشى يا مريم ..هههههه ايوا كده روقى وفكرى ازاى ترجعى حقك وفلوسك وساعتها بالفلوس هتعرفى ترجعى ولادك وتعيشى معاهم احسن عيشه بس بالله عليكى خلى املك فى الله كبير واوعى تيأسى
هاله : الفلوس دى انتى هيكون ليكى نصيب فيها يا امانى اوعدك
امانى : اخس عليكى ...بجد انا زعلانه منك ده كلام برضه انا كفايه عليا انى اخدمك وكتر خيرك اكيد الشغل فى الشركه دى هيكون مرتبها حلو اووى
هاله : حلو اووى... ده حلو جداااااا كمان... انا متخيله ان نانسى هتديكى مرتب بالالوفات عشان تضمن سكوتى ...عارفه الاهم من ده كله ايه يا امانى ؟
امانى : ايه؟
هاله : انك مش هتضطرى تتجوزى اللى اسمه حسن ابن عمتك ده ....قلبى مش مرتاح للموضوع ده خاالص
امانى : لااااا ماهو انا ماقولتلكيش انا صرفت نظر من زمان وقطعت معاه
هاله : احسن برضه
قرأت امانى محتوى الكارت بصوت عال ضاحكه : الشركه العالميه للملاحه والتجاره الدوليه ...ياسلااااام ولا بقيتى موظفه يا امانى ....لاء وايه بدبلون كمان
ثم استطردت امانى : طيب وحقك هتعرفى ترجعيه ان شاء الله وتثبتى انك مظلومه انما هتوصلى لعادل ازااى؟
ردت هاله بثقه : هوصله ...ماتقلقيش
امانى باصرار: ايوه ازااى ؟
زمت هاله شفتيها وقالت : سالم يعرف طريقه وبيتعامل معاه وشكل بينهم شغل على كبير اووى
امانى : مش ده اللى مش طايقك وعايز يطردك
هاله : عشان عاوزنى ومش طايل منى حاجه ..لكن
قاطعتها امانى : لكن ايه ..اوعى يا هاله ..كده هترمى نفسك فى النار
هاله : وانا مش فى النار برضه يا امانى ..اطمنى ماتخفيش عليا مابقاش هاله ان ماوديته البحر ورجعته عطشان
نظرت امانى الى هاله غير مصدقه : اتغيرتى اووى يا هاله ..
هاله : لازم اتغير ...هوا بعد السجن والتشريد وبعد عيالى عنى ومستنيه افضل زى ما انا ؟
تنهدت امانى وقالت : معاكى حق ...انتى اتظلمتى كتيير اووى بس اوعى تنسى ان ربك بالمرصاد
تنهدت هاله وقالت : ونعم بالله
وفى تلك الاثناء كان رجال سالم يعملون بكل نشاط فى المعرض وقامو بفك قطع من السيارات ليخفوا داخلها المخدرات
بمهاره ايديهم ودهاء قائدهم
ووصل رفيق الى الباحه الخارجيه وتعجب لدى رؤيه الستائر المسدله بطول المعرض وعرضه فى تلك الساعه المبكره من النهار
ليجد احد رجال سالم يعترض طريقه ليمنعه من الدخول
فصاح فيه رفيق قائلا بغضب : وسع بقولك ...المعرض ده بتاعى
قال الرجل فى خشونه : ممنوع يا باشا دى اوامر سالم بيه
تظاهر رفيق بالانصراف فهدأ الحارس من مقاومته وفجأه عالجه رفيق بلكمه قويه اصابت فكه جعلته يترنح ليسقط ارضا
ودخل رفيق المعرض مسرعا فاعترض طريقه رجلان آخرين
فصاح رفيق عاليا ليتردد صوته فى ارجاء المكان : سالم ..يا سالم
خرج سالم من مكتبه بالدور العلوى وامر رجاله بالانصراف باشاره من يده
صعد رفيق الدرج المعدنى بسرعه بالغه وصاح فى غضب : ممكن افهم ايه اللى بيحصل هنا ...هيا حصلت رجالتك يتهجموا عليا ويمنعونى من الدخول فى ملكى
فقال سالم بهدوء : براحه هدى خلقك ....انا اصلى منبه عليهم ماحدش يهوب المعرض ولما اتأخرت كده قلت يبقى النهارده انت مريح وواخد اجازه تستجم
التفت رفيق يمينا ويسارا ناظرا للاسفل وقال ساخطا : ايه اللى بيحصل ده... والعربيات دى ايه اللى فكها كده ؟ وايه الكراتين دى ...
وعندما لم يجد ردا لاسئلته المتلاحقه قال فى نفاذ صبر :وفيين الناس ؟؟؟؟؟ماتفهمنى ....
تركه سالم غارقا فى حيرته ودخل مكتبه واخرج سيجارا واخذ ينفثه بهدوء فدخل رفيق وراءه غاضبا
وقبل ان يتمكن من النطق قال له سالم بصرامه : ااقفل الباب وواقعد واهدى كده عشان افهمك ...ونعرف ناخد وندى فى الكلام
نفذ رفيق ما امره به سالم وجلس وحاول ان يتماسك اعصابه فقال برويه : ادينى قعدت ممكن افهم بقى ؟
سالم : بقى يا سيدى العمليه اللى فاتت حصلت فيها لعبكه والبيعه ماتمتش زى ماكنت مخطط فمحتاج اخبى المخدرات لحد ما الاقيلها بيعه قريب ...ومالقتش انسب من المكان هنا فكيت كام عربيه وخليت رجالتى يشيلوها جوه الفرش ويرجعوها زى الاول واحسن... بس العربيات دى طبعا مش هتتحرك سنتى من مكانها بعد مانخلص لحد ما اخلص صفقتى ..بس كده
عقد رفيق حاجبيه غاضبا : بس كده يا سلام .انا منبه عليك بدال المره مليون.... انا ماليش فى شغلك.. وماليش دعوه بيك ... صح ولا انا غلطان تقوم تجيبهالى لحاد هنا وكمان تحطنى قدام الامر الواقع
ابتسم سالم وقال : طيب حط نفسك مكانى ولا بلاااش احطك انا قدام الفيلم ده وانت تشوف ..وتقيم الموضوع وساعاتها هتعذرنى
هز رفيق رأسه وقال بنفاذ صبر مستنكرا : فيلم ايه ..انت اتخبلت ولا جرالك حاجه فى نافوخك ...
اتسعت ابتسامه سالم الماكره ولم يرد وقام بتشغيل مشغل الاسطونات ليظهر على الشاشه احد المشاهد الساخنه التى تجمع رفيق ونانسى زوجه المرشدى فى مكتب رفيق فى احدى الليالى السابقه
ابيضت معالم وجه رفيق وجف حلقه وتحشرج صوته ولم يستطع النطق واخفض رأسه فى ذل واضح
تنهد سالم وقال : والله يا اخى انت بتضطرنى اعمل معاك كده ..كان فيها لو كنت اعتبرتها خدمه منك ليا وكنت هشيلهالك بدال مايبان قدامك انى بذلك وابتزك وانت برضك فى الآخر جوز اختى على الرغم انك بتخونها يعنى
اخذ رفيق نفسا طويلا وقال محاولا استجماع شتاته : وهوا يبان ايه غير كده
وضع سالم يده على كتف رفيق وقال هامسا : فكر كده معايا لو ال سى دى ده... وصل للمرشدى هيعمل فيك ايه ؟؟ ولاا هيعمل فى عيالك ايه ؟؟
ازاح رفيق يده ووقف وقال : انا ومش مهم انما عيالى دوول برضه مش يبقوا ولاد اختك ؟؟؟؟
سالم بتصميم : ااه ولاد اختى...او بالاصح شقيقتى ...
ثم عقد حاجبيه وقال بقسوه: بس انت ابوهم وانت اللى جنيت عليهم مش انا ...هاااا اخلى رجالتى تكمل ولا فيدكس يوصل الامانه للمرشدى
رفيق : خليهم يكملو بس على شرط
سالم : عارفه ..تاخد السى دى مش كده ...خدها فى ايدك وانت خارج
مد رفيق يده الى جهاز التشغيل واخرج الاسطوانه وقال : وانا منين اطمن انها النسخه الوحيده اللى معاك
اطلق سالم ضحكه عاليه وقال : وهيا يعنى كانت المره الوحيده اللى اتقابلتو فيها هنا فى مكتبك ...دوول ست مرات يا معلم بست سيديهات بست جمايل الحق حق ..اه وانا راجل حقانى ...
وعندما انتهى من جملته نفث دخان سيجارته فى وجه رفيق الذى ظهر الالم جليا على وجهه فأدار له كتفه وخرج بعدما كسر الاسطوانه
قال سالم فى سخريه : خساره ..الذكريات الحلوه ..هانت عليك
خرج سالم من المكتب ليجد رفيق يغادر المعرض مسرعا فصاح فى رجاله : ايه هنخلص على العشا ولا ايه ماتشدوا حيلكم شويه
انطلق رفيق بسيارته مسرعا يكاد عقله ينفجر من كثره الافكار التى دارت فى مخيلته يسترجع شريط حياته السابقه يوم ان تركه والده وهرب تاركا له اسرته الصغيره ليرعاها امه المريضه واخيه الاصغر ترك دراسته وفضل ان يعمل ليستطيع توفير مصاريف دراسته عل ينتفع بها اخيه الاصغر او تسد احتياجات والدته من دواء
تخبط لوقت طويل فى حياته يتنقل من عمل بسيط الى آخر لايكاد يكفى سد الجوع الذى اخذ ينهش جسده وجسد اخيه وامه
حتى تعرف بسالم والذى اقنعه بالعمل معه فى نشاطه المريب ..
وانسته انهار المال التى كانت تجرى بين يديه لذه الرزق الحلال واخذ ينهل من عسلها المسموم
ليستيقظ ذات يوم على وفاه اخيه اثر تناوله جرعه زائده من المخدرات ....
عندها قرر ان يبتعد كل البعد عن تجاره المخدارت وان يكتفى بالعمل فى التهريب وغسيل الاموال ظنا منه انها الأمن له ولعائلته
وتزاحمت صوره زوجته وسط افكاره لتبرز واضحه فهزت كيانه
منى
شقيقه سالم
ظن انها فى البدايه اخت سالم من نفس الاب والام
ظن ان بزواجه منها سيأمن غدر شريكه
لكنه تفاجىء بأنها اخته من الام فقط وكان قد فات الاوان ليتراجع
ولم يكن بأمكانه خذلانها وكيف وعيناها تحمل كل رجاء
فقد ظنت هى انه الفارس الهمام الذى جاء لينتشلها من مستنقع شقيقها البائس
والان قد غرق هو لأذنيه فى هذا المستنقع
وعلاقته الغير مشروعه بزوجه المرشدى ستودى به الى الهلاك
لا يهم هو ...بل ما يهمه هو صغاره وزوجته التى لاذنب لها
عليه ان يجد الحل
عليه ان يهرب وان ينجو بحياه اطفاله
عليه ان يحذرها هى الاخرى
قاد سيارته لمنطقه المقطم وجلس ينتظرها بعدما بعث لها برساله نصيه يخبرها فيها ان عليها الحضور للاهميه
واخيرا حضرت الفاتنه .....تلك الفاتنه التى غزت قلبه بشعرها الاشقر وعيناها الزرقاوتان
ترجل رفيق من سيارته واقترب من سيارتها وفتح الباب لها فخرجت نانسى منزعجه : ايه خير في ايه يا رفيق
رفيق : اتأخرتى كده ليه ؟
نانسى : انت فاكر الموضوع سهل عبال ماعرفت اخلص من البودى جارد طمنى مال وشك مخطوف كده
رفيق : مصيبه ..مصيبه وحلت فوق راسنا
نانسى : ايه ؟؟؟؟فى ايه انت بتقلقنى اكتر ما تتكلم
رفيق : سالم طلع كان بيسجلنا
جحظت عينا نانسى الزرقاوتان وقالت : ايه ؟ بيسجلنا ايه ؟
رفيق : انا وانتى لما كنا فى المعرض مع بعض عنده بتاع ولا 6 تسجيلات لينا سوا
خبطت نانسى على رأسها وبقوه وامسكت بشعرها وشدته فى محاوله منها للاستيقاظ من ذاك الكابوس الذى ادخلها رفيق فيه الا انها وجدت انه ليس بكابوس انه الواقع وان ماسمعته اذنها هى الحقيقه
فقالت صارخه وجسدها يرتجف من الصدمه: قولتلك الف مره المعرض لاء ..قعدت تقولى امان ..امان ...ادى الامان طلع متسجل فيه كل حاجه... كل حاجه ..انت عارف المرشدى هيعمل فينا ايه دى مش هيقتلنى انا وانت بس دى هيقتل عيالك ومش بعيد كمان مراتك ومايهموش سالم واهلى كلهم
واخذت نانسى فى البكاء : انت لازم تتصرف لازم تعمل حاجه
رفيق : انا فعلا لازم اعمل حاجات كتير اووى مش حاجه واحده ..احنا لازم ننهى اللى بينا يا نانسى ...وان كان على التسجيلات فسالم مش غبى هوا هيطلب قصادهم طلبات من طلباته اللى انتى عارفاها ..وانا طبعا هضطر انفذهاله لحاد ما امسك عليه ذله اكبر من اللى معاه ...انا بس حبيت ااقولك عشان تعملى احتياطك وياريت لو تعرفى تهربى بره البلد وتنفدى بجلدك من المرشدى
نانسى : اهرب ؟؟؟....اهرب ازاى ..ولفين ؟ وان هربت انا ...امى وابويا واخواتى حيهيربوا هما كمان
اهرب انت اهرب بولادك ومراتك ده اسهل ...
رفيق : ده اللى هيحصل بس انا مش ههرب الا لما اخلص عليهم هما الاتنين واوقعهم فى شر اعمالهم
نانسى : انت مش ادهم يا رفيق ...انا بيتهيألى ساعات ان المرشدى ارحم من سالم ..سالم ده شيطاان
اقترب منها رفيق وقال : ماتخفيش عليا ...يالا عشان تروحى وخدى بالك من نفسك
نظرت له نانسى وقالت : هتوحشينى ...وابقى افتكرنى بالخير... انت عمرك ماهتعرف انا بحبك اد ايه
رفيق : لكن انا عارف انا بحبك اد ايه .بحبك لدرجه ان الاسلم انى ابعد عنك قبل ما حد يمس شعره منك بأذى
ركبت نانسى سيارتها وانطلقت مبتعده وهى تبكى لفراق حبيبها الذى كانت تعلم انها لابد ان يأتى يوم وتفترق عنه
الا انها لم تعلم انها كان قريبا لهذا الحد فلم تكن ايام عشقهم المحرم تجاوزت السنه الماضيه فحسب
ووقف رفيق يراقب اضواء السياره وهى تخفت تدريجيا الى ان اختفت وعندها علم ان معشوقته اصبح ماضيه الذى لايغتفر بجانب الكثير والكثير من افعاله الماضيه والحاضره التى لاتغتفر ايضا
امسك رفيق بهاتفهه وطلب احدهم يدعى احمد ننح رد الاخر الذى كان يبدو مشغولا بأمر ما فقال : رفيق بيه ممكن خمسه وتكلمنى تانى معلش يا باشا
رفيق : لاء انا مش هعطلك انا عايزك تجهزلى 5 كاميرات مراقبه بس يكونوا حاجه نضيفه...
الواحده فيهم تكون اد زرار البدله عارف زرار البدله ولا عمرها ما عدت عليك
ضحك ننح وقال :مش احنا يا باشا اصحاب البدل لكن حاضر من عنيا عندى طلبك
رفيق : هتجيبهولى امتى
نحنح : ادينى 3 ..4 ايام كده
رفيق : هوا بكره
ننح : كده هيبقى سعرهم حراق اووى انا كنت هخلص شغلانه واسافر عند حد حبيبى اجيبهم من عنده
رفيق : اللى تطلبه ...خلص وادينى الو عشان نتفق هنتقابل فين
ننح : اوامرك يا باشا بكره بأذن الله اتصل بيك
اغلق رفيق هاتفه وردد : العين بالعين والسن بالسن والبادى اظلم يا سالم
ثم ركب سيارته هو الاخر وانطلق عائدا الى منزله
عجبا لما تحمله لنا الايام
لاندرى بأى درب نسير ولا الى ماذا قد نصير
غير اننا نتخبط فى طرقات الحياه
تحملنا الشهوات وتتقاذفنا الاهواء
وقد نصل الى مبتغى الانفس... وقد تباغتنا دنيانا
وهل لنا من دليل بعدما عميت ابصارنا عن منتهانا
لاندرى أتلك ما قادته لنا الاقدار
ام هى ما اثمرت عنه خطانا
ام هى حصاد خطايانا
عندها نرفع الاكف تضرعا لمولانا ...فهل من توبه لنا وهل لنا من شفعاءا ؟
هكذا كان حالها عندما عادت الى منزل صديقتها تغشى عيناها الدموع وقلبها يأن من شده حسرته
واستقبلتها امانى بالترحاب ولكن دموعها كانت الاسبق برد التحيه
فانزعجت امانى للغايه وقالت : ايه خير يا هاله ؟ مالك فيكى ايه ؟
هاله باكيه: ولادى يا امانى ...ولادى خلاص ضاعو منى ومش هشوفهم تانى
امانى : ليه كده ؟
هاله : كنت حاطه امل انهم يرجعوا الدراسه ان شالله على الامتحانات اعرف اشوفهم اتارى ابوهم منه لله حولهم من المدرسه ...والمديره ماتعرفش حتى راحو لفين ...جاب واسطه كبيره اووى وقالتلى الموظفين فى المديريه قالولها اعتبريهم كأن لم يكن ..تخيلى
امانى :لا حول ولا قوة الا بالله ...خلى املك بالله كبير يا هاله وقولى يارب ..ومعلش ادينا بنتظلم فى الدنيا عشان فى الاخره ربنا يجبرنا
عقدت هاله حاجبيها وقالت ثائره : لاء ...لاء ماهو انا مش هتظلم تانى واسكت ...من هنا ورايح هاخد حقى تالت ومتلت... وهبتدى من اول ما اتسجنت ظلم هثبت براءتى
وهفضل وره عادل لحاد اما اعرف اراضيه فين ان شالله يكون تحت الارض هجيبه وهاخد ولادى منه ...وبالعافيه مش بالقانون ..القانون مانصفنيش ...القانون سجنى
شعرت امانى بالقلق الشديد وقالت: هتعملى ايه يا هاله ؟
هدأت هاله قليلا وحاولت ترتيب افكارها فما خطر لها الان لم يكن بحسبانها من قبل
وقالت : انا عايزاكى تساعدينى
امانى : انا تحت امرك انا عنيا عشانك
هاله : تسلمى يا امانى وده كان عشمى ....انا جبتلك شغل فى الشركه اللى كنت بشتغل فيها عايزاكى تروحى تشتغلى هناك وتكونى عينى اللى جواها ...هيا دلوقتى اتباعت لناس تانيه عايزاكى تعرفى اتباعت ليه... وايه اللى حصل من ساعه ماسبتها من خمس سنين ...وتعرفيلى مين بتشتغل هناك دلوقتى ...لحاد اما اعرف مين اللى وقعنى الوقعه دى... ومين اللى حط فى حسابى الفلوس اللى اتسرقت وثبت التهمه عليا ...مين كان السبب انى اتسجن 5 سنين يروحوا فيها احلى ايام عمرى مع امى وولادى ؟
امانى متعجبه : خلاص من النجمه اروح هناك... انما انتى جبتيلى شغل فيها ازاى ؟؟؟وليه ماتروحيش انتى بنفسك ..مش ااقصد يعنى
قاطعتها هاله قائله : عارفه ...فاهمه قصدك كويس ...انا ماينفعش ارجع اشتغل تانى لانى كنت هناك واللى لفقلى التهمه دى اول مايلاقينى ظهرت من جديد يا حاجه من اتنين يا يخبى اللى عمله وساعتها مش هعرف اوصله واثبت براءتى من جديد وارجع ال 75 الف اللى دفعتها غرامه للحكومه ..... يا يدبرلى مصيبه جديده يرجعنى بيها السجن فى الحاله دى انتى لما تروحى تشتغلى هناك هتبقى وجه جديد ماحدش يعرفك قبل كده بس عايزاكى تفتحى عينك كويس
تانى هام جبت الشغل ازاى ... انا ااقولك ياستى بقى اللى اسمها نانسى اللى كانت مع رفيق ليلتها دى متجوزه صاحب الشركه او هيا صاحبتها لانه كاتبها باسمها وخافت لروح افتن عليها لجوزها فقالت تشترينى وتشغلنى عندها هناك واهو ابقى تحت عينها وتحت رحمتها لكن انا رفضت وفى المقابل طلبت منها انها تشغلك هيا وافقت فى ساعتها واديتنى الكارت ده ...
اخرجت هاله الكارت من حقيبتها واعطته لامانى وتابعت : تروحى بيه لشئون الموظفين وتقوليلهم انك من طرف مدام نانسى تبع مريم ...فهمانى انا اسمى مريم فى المعرض مش هاله ...
امانى متحمسه : ماشى يا مريم ..هههههه ايوا كده روقى وفكرى ازاى ترجعى حقك وفلوسك وساعتها بالفلوس هتعرفى ترجعى ولادك وتعيشى معاهم احسن عيشه بس بالله عليكى خلى املك فى الله كبير واوعى تيأسى
هاله : الفلوس دى انتى هيكون ليكى نصيب فيها يا امانى اوعدك
امانى : اخس عليكى ...بجد انا زعلانه منك ده كلام برضه انا كفايه عليا انى اخدمك وكتر خيرك اكيد الشغل فى الشركه دى هيكون مرتبها حلو اووى
هاله : حلو اووى... ده حلو جداااااا كمان... انا متخيله ان نانسى هتديكى مرتب بالالوفات عشان تضمن سكوتى ...عارفه الاهم من ده كله ايه يا امانى ؟
امانى : ايه؟
هاله : انك مش هتضطرى تتجوزى اللى اسمه حسن ابن عمتك ده ....قلبى مش مرتاح للموضوع ده خاالص
امانى : لااااا ماهو انا ماقولتلكيش انا صرفت نظر من زمان وقطعت معاه
هاله : احسن برضه
قرأت امانى محتوى الكارت بصوت عال ضاحكه : الشركه العالميه للملاحه والتجاره الدوليه ...ياسلااااام ولا بقيتى موظفه يا امانى ....لاء وايه بدبلون كمان
ثم استطردت امانى : طيب وحقك هتعرفى ترجعيه ان شاء الله وتثبتى انك مظلومه انما هتوصلى لعادل ازااى؟
ردت هاله بثقه : هوصله ...ماتقلقيش
امانى باصرار: ايوه ازااى ؟
زمت هاله شفتيها وقالت : سالم يعرف طريقه وبيتعامل معاه وشكل بينهم شغل على كبير اووى
امانى : مش ده اللى مش طايقك وعايز يطردك
هاله : عشان عاوزنى ومش طايل منى حاجه ..لكن
قاطعتها امانى : لكن ايه ..اوعى يا هاله ..كده هترمى نفسك فى النار
هاله : وانا مش فى النار برضه يا امانى ..اطمنى ماتخفيش عليا مابقاش هاله ان ماوديته البحر ورجعته عطشان
نظرت امانى الى هاله غير مصدقه : اتغيرتى اووى يا هاله ..
هاله : لازم اتغير ...هوا بعد السجن والتشريد وبعد عيالى عنى ومستنيه افضل زى ما انا ؟
تنهدت امانى وقالت : معاكى حق ...انتى اتظلمتى كتيير اووى بس اوعى تنسى ان ربك بالمرصاد
تنهدت هاله وقالت : ونعم بالله
وفى تلك الاثناء كان رجال سالم يعملون بكل نشاط فى المعرض وقامو بفك قطع من السيارات ليخفوا داخلها المخدرات
بمهاره ايديهم ودهاء قائدهم
ووصل رفيق الى الباحه الخارجيه وتعجب لدى رؤيه الستائر المسدله بطول المعرض وعرضه فى تلك الساعه المبكره من النهار
ليجد احد رجال سالم يعترض طريقه ليمنعه من الدخول
فصاح فيه رفيق قائلا بغضب : وسع بقولك ...المعرض ده بتاعى
قال الرجل فى خشونه : ممنوع يا باشا دى اوامر سالم بيه
تظاهر رفيق بالانصراف فهدأ الحارس من مقاومته وفجأه عالجه رفيق بلكمه قويه اصابت فكه جعلته يترنح ليسقط ارضا
ودخل رفيق المعرض مسرعا فاعترض طريقه رجلان آخرين
فصاح رفيق عاليا ليتردد صوته فى ارجاء المكان : سالم ..يا سالم
خرج سالم من مكتبه بالدور العلوى وامر رجاله بالانصراف باشاره من يده
صعد رفيق الدرج المعدنى بسرعه بالغه وصاح فى غضب : ممكن افهم ايه اللى بيحصل هنا ...هيا حصلت رجالتك يتهجموا عليا ويمنعونى من الدخول فى ملكى
فقال سالم بهدوء : براحه هدى خلقك ....انا اصلى منبه عليهم ماحدش يهوب المعرض ولما اتأخرت كده قلت يبقى النهارده انت مريح وواخد اجازه تستجم
التفت رفيق يمينا ويسارا ناظرا للاسفل وقال ساخطا : ايه اللى بيحصل ده... والعربيات دى ايه اللى فكها كده ؟ وايه الكراتين دى ...
وعندما لم يجد ردا لاسئلته المتلاحقه قال فى نفاذ صبر :وفيين الناس ؟؟؟؟؟ماتفهمنى ....
تركه سالم غارقا فى حيرته ودخل مكتبه واخرج سيجارا واخذ ينفثه بهدوء فدخل رفيق وراءه غاضبا
وقبل ان يتمكن من النطق قال له سالم بصرامه : ااقفل الباب وواقعد واهدى كده عشان افهمك ...ونعرف ناخد وندى فى الكلام
نفذ رفيق ما امره به سالم وجلس وحاول ان يتماسك اعصابه فقال برويه : ادينى قعدت ممكن افهم بقى ؟
سالم : بقى يا سيدى العمليه اللى فاتت حصلت فيها لعبكه والبيعه ماتمتش زى ماكنت مخطط فمحتاج اخبى المخدرات لحد ما الاقيلها بيعه قريب ...ومالقتش انسب من المكان هنا فكيت كام عربيه وخليت رجالتى يشيلوها جوه الفرش ويرجعوها زى الاول واحسن... بس العربيات دى طبعا مش هتتحرك سنتى من مكانها بعد مانخلص لحد ما اخلص صفقتى ..بس كده
عقد رفيق حاجبيه غاضبا : بس كده يا سلام .انا منبه عليك بدال المره مليون.... انا ماليش فى شغلك.. وماليش دعوه بيك ... صح ولا انا غلطان تقوم تجيبهالى لحاد هنا وكمان تحطنى قدام الامر الواقع
ابتسم سالم وقال : طيب حط نفسك مكانى ولا بلاااش احطك انا قدام الفيلم ده وانت تشوف ..وتقيم الموضوع وساعاتها هتعذرنى
هز رفيق رأسه وقال بنفاذ صبر مستنكرا : فيلم ايه ..انت اتخبلت ولا جرالك حاجه فى نافوخك ...
اتسعت ابتسامه سالم الماكره ولم يرد وقام بتشغيل مشغل الاسطونات ليظهر على الشاشه احد المشاهد الساخنه التى تجمع رفيق ونانسى زوجه المرشدى فى مكتب رفيق فى احدى الليالى السابقه
ابيضت معالم وجه رفيق وجف حلقه وتحشرج صوته ولم يستطع النطق واخفض رأسه فى ذل واضح
تنهد سالم وقال : والله يا اخى انت بتضطرنى اعمل معاك كده ..كان فيها لو كنت اعتبرتها خدمه منك ليا وكنت هشيلهالك بدال مايبان قدامك انى بذلك وابتزك وانت برضك فى الآخر جوز اختى على الرغم انك بتخونها يعنى
اخذ رفيق نفسا طويلا وقال محاولا استجماع شتاته : وهوا يبان ايه غير كده
وضع سالم يده على كتف رفيق وقال هامسا : فكر كده معايا لو ال سى دى ده... وصل للمرشدى هيعمل فيك ايه ؟؟ ولاا هيعمل فى عيالك ايه ؟؟
ازاح رفيق يده ووقف وقال : انا ومش مهم انما عيالى دوول برضه مش يبقوا ولاد اختك ؟؟؟؟
سالم بتصميم : ااه ولاد اختى...او بالاصح شقيقتى ...
ثم عقد حاجبيه وقال بقسوه: بس انت ابوهم وانت اللى جنيت عليهم مش انا ...هاااا اخلى رجالتى تكمل ولا فيدكس يوصل الامانه للمرشدى
رفيق : خليهم يكملو بس على شرط
سالم : عارفه ..تاخد السى دى مش كده ...خدها فى ايدك وانت خارج
مد رفيق يده الى جهاز التشغيل واخرج الاسطوانه وقال : وانا منين اطمن انها النسخه الوحيده اللى معاك
اطلق سالم ضحكه عاليه وقال : وهيا يعنى كانت المره الوحيده اللى اتقابلتو فيها هنا فى مكتبك ...دوول ست مرات يا معلم بست سيديهات بست جمايل الحق حق ..اه وانا راجل حقانى ...
وعندما انتهى من جملته نفث دخان سيجارته فى وجه رفيق الذى ظهر الالم جليا على وجهه فأدار له كتفه وخرج بعدما كسر الاسطوانه
قال سالم فى سخريه : خساره ..الذكريات الحلوه ..هانت عليك
خرج سالم من المكتب ليجد رفيق يغادر المعرض مسرعا فصاح فى رجاله : ايه هنخلص على العشا ولا ايه ماتشدوا حيلكم شويه
انطلق رفيق بسيارته مسرعا يكاد عقله ينفجر من كثره الافكار التى دارت فى مخيلته يسترجع شريط حياته السابقه يوم ان تركه والده وهرب تاركا له اسرته الصغيره ليرعاها امه المريضه واخيه الاصغر ترك دراسته وفضل ان يعمل ليستطيع توفير مصاريف دراسته عل ينتفع بها اخيه الاصغر او تسد احتياجات والدته من دواء
تخبط لوقت طويل فى حياته يتنقل من عمل بسيط الى آخر لايكاد يكفى سد الجوع الذى اخذ ينهش جسده وجسد اخيه وامه
حتى تعرف بسالم والذى اقنعه بالعمل معه فى نشاطه المريب ..
وانسته انهار المال التى كانت تجرى بين يديه لذه الرزق الحلال واخذ ينهل من عسلها المسموم
ليستيقظ ذات يوم على وفاه اخيه اثر تناوله جرعه زائده من المخدرات ....
عندها قرر ان يبتعد كل البعد عن تجاره المخدارت وان يكتفى بالعمل فى التهريب وغسيل الاموال ظنا منه انها الأمن له ولعائلته
وتزاحمت صوره زوجته وسط افكاره لتبرز واضحه فهزت كيانه
منى
شقيقه سالم
ظن انها فى البدايه اخت سالم من نفس الاب والام
ظن ان بزواجه منها سيأمن غدر شريكه
لكنه تفاجىء بأنها اخته من الام فقط وكان قد فات الاوان ليتراجع
ولم يكن بأمكانه خذلانها وكيف وعيناها تحمل كل رجاء
فقد ظنت هى انه الفارس الهمام الذى جاء لينتشلها من مستنقع شقيقها البائس
والان قد غرق هو لأذنيه فى هذا المستنقع
وعلاقته الغير مشروعه بزوجه المرشدى ستودى به الى الهلاك
لا يهم هو ...بل ما يهمه هو صغاره وزوجته التى لاذنب لها
عليه ان يجد الحل
عليه ان يهرب وان ينجو بحياه اطفاله
عليه ان يحذرها هى الاخرى
قاد سيارته لمنطقه المقطم وجلس ينتظرها بعدما بعث لها برساله نصيه يخبرها فيها ان عليها الحضور للاهميه
واخيرا حضرت الفاتنه .....تلك الفاتنه التى غزت قلبه بشعرها الاشقر وعيناها الزرقاوتان
ترجل رفيق من سيارته واقترب من سيارتها وفتح الباب لها فخرجت نانسى منزعجه : ايه خير في ايه يا رفيق
رفيق : اتأخرتى كده ليه ؟
نانسى : انت فاكر الموضوع سهل عبال ماعرفت اخلص من البودى جارد طمنى مال وشك مخطوف كده
رفيق : مصيبه ..مصيبه وحلت فوق راسنا
نانسى : ايه ؟؟؟؟فى ايه انت بتقلقنى اكتر ما تتكلم
رفيق : سالم طلع كان بيسجلنا
جحظت عينا نانسى الزرقاوتان وقالت : ايه ؟ بيسجلنا ايه ؟
رفيق : انا وانتى لما كنا فى المعرض مع بعض عنده بتاع ولا 6 تسجيلات لينا سوا
خبطت نانسى على رأسها وبقوه وامسكت بشعرها وشدته فى محاوله منها للاستيقاظ من ذاك الكابوس الذى ادخلها رفيق فيه الا انها وجدت انه ليس بكابوس انه الواقع وان ماسمعته اذنها هى الحقيقه
فقالت صارخه وجسدها يرتجف من الصدمه: قولتلك الف مره المعرض لاء ..قعدت تقولى امان ..امان ...ادى الامان طلع متسجل فيه كل حاجه... كل حاجه ..انت عارف المرشدى هيعمل فينا ايه دى مش هيقتلنى انا وانت بس دى هيقتل عيالك ومش بعيد كمان مراتك ومايهموش سالم واهلى كلهم
واخذت نانسى فى البكاء : انت لازم تتصرف لازم تعمل حاجه
رفيق : انا فعلا لازم اعمل حاجات كتير اووى مش حاجه واحده ..احنا لازم ننهى اللى بينا يا نانسى ...وان كان على التسجيلات فسالم مش غبى هوا هيطلب قصادهم طلبات من طلباته اللى انتى عارفاها ..وانا طبعا هضطر انفذهاله لحاد ما امسك عليه ذله اكبر من اللى معاه ...انا بس حبيت ااقولك عشان تعملى احتياطك وياريت لو تعرفى تهربى بره البلد وتنفدى بجلدك من المرشدى
نانسى : اهرب ؟؟؟....اهرب ازاى ..ولفين ؟ وان هربت انا ...امى وابويا واخواتى حيهيربوا هما كمان
اهرب انت اهرب بولادك ومراتك ده اسهل ...
رفيق : ده اللى هيحصل بس انا مش ههرب الا لما اخلص عليهم هما الاتنين واوقعهم فى شر اعمالهم
نانسى : انت مش ادهم يا رفيق ...انا بيتهيألى ساعات ان المرشدى ارحم من سالم ..سالم ده شيطاان
اقترب منها رفيق وقال : ماتخفيش عليا ...يالا عشان تروحى وخدى بالك من نفسك
نظرت له نانسى وقالت : هتوحشينى ...وابقى افتكرنى بالخير... انت عمرك ماهتعرف انا بحبك اد ايه
رفيق : لكن انا عارف انا بحبك اد ايه .بحبك لدرجه ان الاسلم انى ابعد عنك قبل ما حد يمس شعره منك بأذى
ركبت نانسى سيارتها وانطلقت مبتعده وهى تبكى لفراق حبيبها الذى كانت تعلم انها لابد ان يأتى يوم وتفترق عنه
الا انها لم تعلم انها كان قريبا لهذا الحد فلم تكن ايام عشقهم المحرم تجاوزت السنه الماضيه فحسب
ووقف رفيق يراقب اضواء السياره وهى تخفت تدريجيا الى ان اختفت وعندها علم ان معشوقته اصبح ماضيه الذى لايغتفر بجانب الكثير والكثير من افعاله الماضيه والحاضره التى لاتغتفر ايضا
امسك رفيق بهاتفهه وطلب احدهم يدعى احمد ننح رد الاخر الذى كان يبدو مشغولا بأمر ما فقال : رفيق بيه ممكن خمسه وتكلمنى تانى معلش يا باشا
رفيق : لاء انا مش هعطلك انا عايزك تجهزلى 5 كاميرات مراقبه بس يكونوا حاجه نضيفه...
الواحده فيهم تكون اد زرار البدله عارف زرار البدله ولا عمرها ما عدت عليك
ضحك ننح وقال :مش احنا يا باشا اصحاب البدل لكن حاضر من عنيا عندى طلبك
رفيق : هتجيبهولى امتى
نحنح : ادينى 3 ..4 ايام كده
رفيق : هوا بكره
ننح : كده هيبقى سعرهم حراق اووى انا كنت هخلص شغلانه واسافر عند حد حبيبى اجيبهم من عنده
رفيق : اللى تطلبه ...خلص وادينى الو عشان نتفق هنتقابل فين
ننح : اوامرك يا باشا بكره بأذن الله اتصل بيك
اغلق رفيق هاتفه وردد : العين بالعين والسن بالسن والبادى اظلم يا سالم
ثم ركب سيارته هو الاخر وانطلق عائدا الى منزله