اخر الروايات

رواية اريدك في الحلال الفصل الثاني عشر 12 بقلم ايمان سالم

رواية اريدك في الحلال الفصل الثاني عشر 12 بقلم ايمان سالم 


                                    
الفصل الثاني عشر
#أريدك_في_الحلال
#إيمان_سالم

+


دعني اعشقك اليوم
ولتترك للغد كل الاثام 
فالقلب بالحب يتأمل 
أن يحيا عشقه بسلام 

+


-----------------------------------

+


اوصلها كيان كانت سعيدة بمقابلة والده للغاية ليس فقط لانه ذكرها بوالدتها بل لان كيان خصها بمقابلته وعلمت منه أنه هنا منذ فترة طويلة لا يقابله أحد غير اخواته كل حين، فشعرت ضحى بأنه يريد اشراكها في حياته في كل شيء يخصه .. وكم اسعدها ذلك .. 

+


اليوم اجازته 
اصر عليه أحد الاصدقاء بمقابلته فقبل، اوصلها وذهب له
 قضى وقت ممتع وعاد متأخرا للبيت كانت والدته على اشدها تعلم أنه خرج مع ضحى اليوم، هكذا اخبرها على الهاتف صباحا ولم يرد بعدها على اتصالتها مما اغضبها 
دلف كيان بهدوء وسعادة
قابلته عواصفها الهوجاء وكلماتها المحتدة: كنت فين يا كيان كل دا،طول اليوم غايب عن البيت؟
نظر لها متعجبا واجاب في ثقة: أنت لسه صاحيه يا ماما؟! مساء الخير
كادت تسبه لولا تماسكت وحدجته بغيظ شديد هاتفه: مساء الخير وهو فين الخير دا .. الساعة في ايدك كام؟!

+


نظر لها مطولا ثم لساعته مجيبا اياها بتروي: الساعة "١٢" معتقدش الوقت اتأخر للزعل والغضب دا كله وبعدين انا اوقات برجع متأخر عن كدا بـ كتير ممكن افهم ايه سبب الزعل بالظبط؟ التأخير ولا حاجة تانية؟
ـ والله ليك نفس تتفلسف كمان طب شوف موبيلك رنيت عليك كام مرة وحضرتك مردتش عشان تعرف السبب يا كابتن 

+


حمحم متحدثا: معلش كنت مشغول معرفتش ارد عليكِ وسبته في العربية وقت طويل
هتفت بإنفعال: طول النهار يا كيان دي ملهاش غير تفسير واحد أنك قاصد تعمل كدا مش حكاية كنت مشغول 
متكبريش الموضوع يا حبيبتي، اه انا قدامك، كان في حاجة مهمة

+


تعجبت متسألة: هو حرام اسأل عليك فين ولا راجع امتى .. على فكرة أنا متغدتش لحد دلوقت مستنياك قلت أنك مش هتتأخر بارة مع خطيبتك معرفش أنها هتخليك عندها لوش الصبح

+


اومأ كيان متفهما مقصدها .. فهذا تحديدا ما يزعجها وتحدث بهدوء وهو يضع ما بيده على المنضدة: على فكرة أنا روحت ضحى من بدري يدوب زرنا بابا وكنت راجع لكن واحد صحبي كلمني بقالنا فترة متقابلناش واصر عليا مقدرتش ارفض دي كل الحكاية عشان متفكريش انها السبب ولا حاجة

+


تركت كل ما قال وركزت في كلمة واحدة
زرت باباك النهاردة مع خطيبتك؟
تعجب سؤالها واكد مع ايمائه: ايوه زرته ايه في مشكلة

+


انتفضت زينات وكأن لدغتها عقربة متحدثه بصوت غاضب: أنت بتهزر يا كيان ازاي تاخدها تشوف باباك دلوقت وهو في الحالة، هي لسه مبقتش مراتك سبقت اووي بالحكاية دي

+


شغر بالغليان من كلماتها وماعدا قادرا على التحكم في نفسه .. فانتفض هو الاخر متحدثا بثوره: ايه المشكلة لما تروح ولا انتِ خايفة الناس تقول ايه يا ماما؟ بابا مش مجنون ولا مجرم عشان تتكسفي منه دا تعبان هو التعب والمرض هنتكسف منه كمان، ارجوكِ بلاش تتعاملي مع وجود بابا في حياتنا كانه حاجة تكسف، وبعدين لو كنتي شوفتيها وهي بتتعامل معاه وبتهتم بيه ازااي كنتي فكرتي انها بنته مش مجرد خطيبة ابنه زي ما قلتي

+




                
ردت زينات في غضب: تمثيل اكيد عملت كدا عشان تكسب بونت قدامك وتبين لك اد ايه هي كيوت وحبابه

+


زفر كيان و أجابها بحنق: مش مضطره تعمل كدا والحاجات دي بتبان المشاعر يا ماما بتبقى واضحة زي الشمس دا حتى بابا نفسه حبها

+


جلست على الاريكة الوثيرة خلفها تتنفس بقوة ومن شدة الغضب تكاد لا تبصر امامها ظلت انفاسها الصاخبة هي الصوت الوحيد في المكان
اخيرا تكلم كيان بنبرة اهدئ من ذي قبل: ضحى بقت جزء من حياتنا ياريت تتقبلي الوضع الجديد دا وتتصرفي على اساسه .. أنا مش بطلب كتير، دي خطيبتي دلوقت وقدام هتكون مراتي

+


نظرت له في غيظ وهتفت: اتفلق يا كيان اسمع كلام نفسك وبكرة تجيلي بتعيط وساعتها مش هسيبك لكن هفكرك بكلامك ليا دا النهاردة .. وأنا لسه عند كلمتي البنت دي مش شكل ومش هتنفعك ابدا

+


شكرا على النصيحة لكن ياريت تحتفظي بيها لاني مش هحتاجها 
اجابت في حزن: خليك دايما شايفني عدوتك رغم ان مفيش حد هيحبك في الدنيا دي ولا هيخاف عليك قدي، ومفيش حد فهمك يا كيان قدي بردة، هسيبك ومعدتش هتدخل في حياتك خالص ومن النهاردة اعتبرني مش موجودة .. ولو عاوز تعتبرني مت اعتبرني واتجهت لغرفتها سريعا تدق الارض تحتها اقدامها بكعب حذائها العال

+


ظل كيان متجمد مكانه لم يتحرك خطوة واحدة .. وبدلا من صعوده لاعلى غادر المنزل لا يعرف إلي أين

+


----------------------------------------------

+


دا ايه دا؟!
امسكي بس خدي نفسين يا جوجو هتحسي أنك طايره .. النوع دا بيعمل دماغ عليا قوي

+


هتفت جمانة في استياء: يووه بلاش الحاجات دي المرة اللي فاتت كنت هتقفش وبابا معندوش هزار في الحاجات دي دا ممكن يموتني فيها
يا بنتي امسكي دا ساعة الحظ مبتتعوضش الواحد بيبقى نفسه في ساعة يفصل عن الدنيا والناس والارف دا كله

+


ضحكت جمانة بسخرية واكدت وهي تمد اصابعها تتناول اللفافة الغير شرعية: عندك حق والله الواحد حاسس ان كل حاجة حوليه بتخنقه جايا عليه

+


-اللي مقولتليش عريس الغفلة عامل ايه معاكِ
زفرت جمانة بغضب وهتفت: استغفر الله بلاش السيرة دي لاحسن هتفصليني وأنا مش ناقصة
ضحكت صديقاتها وهتفت واحدة منهم: هااا قولي لنا بجد يا جوجو ايه النظام أنا حساه جانتي خالص حاجة كده زي البراوني وتقيل كدا وراسي

+


نفست جمانة الدخان لاعلى وهتفت بضحكة ساخرة ايوه في دي عندك حق تقيل تقيل على قلبي اوووي

+


ضحك الجميع على كلماتها وظلت الامسيه على هذا المنوال حتى انتهت

+


غادرت جمانة تشعر بأنها سعيدة تريد أن تضحك صعدت سيارتها وفي قراره نفسها تلعن والدها وخطيبها فوالدها اتصل منذ قليل ليوبخها ويخبرها بأن خطيبها موجود في الفيلا يريد رؤيتها هتفت في استياء رغم حالة الانتشاء المصاحبة لها: وايه اللي جابه يابابا دا دلوقت
اخبرها والدها بحسم ان تصل سريعا لان التأخير ستكون نتائجة وخيمة، ادارت السيارة تلعن اليوم الذي رأته فيه ورن الهاتف بأسمه وهي تقود فانحت قليلا بالجانب تتناول الهاتف ولم ترى السيارة القادمة
صدمة لم تكن قوية لكن العربية تأذت بالفعل وهي المخطئة هي من انحرفت عن مسارها
نزل الرجل من سيارته يشعر بتنميل في ذراعه لكن لم يحدث له شئ هو الاخر وتطلع لسيارته بشئ من الغضب
كانت جمانة بين الوسادة الهوائية والمقعد تشعر بأنها سقطت في بئر

+



        

          

                
اقترب بعض المارة من سيارتها وحاولوا اخراجها وكانت بخير لم يصبها شئ .. وعلى وجهها بسمة بلهاء اثارت فضول الجميع

+


اقتربت من الرجل صاحب السيارة ومازالت البسمة البلهاء تزين ثغرها متحدثه: هصلح لك العربية متقلقش
سبها الرجل في نفسه لكنه صمت المهم عنده الان هو اصلاح ما افسدته

+


عادت للبيت بعد وقت فتلك الحادثة عطلتها بالطبع
عندما رأها والدها بتلك الصورة نهص متحدثا: مالك وشك احمر كدا ليه وايه الدم ده؟! 
جلست بارهاق وكأنها لم ترى ماهر وهتفت: عملت حادثة وانا جاية

+


اتسعت عين والدها ونهض ماهر عند سماعه تلك الكلمة يقترب منها متحدثا بحنان: حادثة .. ليه ايه اللي حصل، أنتِ كويسه

+


نظرت له جمانة بغضب وهتفت: رنيت عليا فوطيت اجيب التلفون محستش بنفسي الا وحاجة بتخبطني جامد لولا الامان اللي في العربية كان زماني مدشدشه دلوقت

+


اقترب والدها يحتضنها لصدره متحدثا: الحمدلله ربنا سلم
ومنه خلفه هتف ماهر: أنا هكلم دكتور صديقى يجي يطمنا عليكِ
اجابت وهي تخرج من حضن والدها يظهر على وجهها الالم: لا أنا كويسه مفيش داعي
اكد والدها في قلق: لازم نطمن عليكي حتى لو كويسه، اتصل يا ماهر

+


هتفت وهي تحاول الفرار منهم: صدقوني أنا كويسه أنا بس محتاجة ارتاح
ناد والدها على الخادمة لتساعدها في الصعود لاعلى وتلبيه احتيجاتها
واستأذن الاخر ليغادر .. كان يشعر والدها بالحرج منه على الرغم من تفهم ماهر وتقبله لكل ماحدث بهدوء دون اي رد فعل سئ

+


------------------------------------------------

+


في المساء ...
قام بأرسال رسالة نصية مضمونها «عاوز أتكلم معاكِ مش معقول هنفضل متخاصمين كدا »
قرأت الرسالة مرة واثنان وأكثر بشرود عيناه تجول على الكلمات بحزن 

+


لم يرسل غيرها .. ظنت أنه سيحاول مرارا لكنه لم يفعل وضعت الهاتف لجوارها وتكورت على نفسها في الفراش تلتمع العبرات في عينها تأبى النزول .. شعور بغيض بالحسرة يحرق صدرها .. الوقت يمر تريد النوم الخلاص من كل تلك الافكار فلديها عمل في الغد تريد أن تبدأ من جديد .. لن تدع أحد يكسرها مهما كانت مكانته لديها ستحاول
شردت تتسأل بداخلها أين السلام الذي كانت تحياه من قبل؟

+


مر وقت طويل حتى غفت لم تستيقظ إلا على صوت المنبة في الهاتف... نهضت تبدأ يومها بالصلاة تدعو الله أن يكتب لها التوفيق في هذا العمل وقررت اخراج صدقة خفية ليسدد خطاها في عملها الجديد استعدت ونزلت مبكرا 

+


وكانت المفاجأة..
وجدته ينتظرها في سيارته بالاسفل .. تعجبت وجوده وحاولت رسم عدم الاهتمام وكأنها لم تراه فأسرعت لسيارتها تستقلها سريعا لكنه نزل من سيارته وسبقها.. فتحت بالفعل باب السيارة وقبل أن تصعد دفع وسام الباب قليلا متحدثا بصوته الهادئ حد البرود: مش حلو تعملي نفسك مش شيفاني يا حنة

1



        
          

                
ظل بصرها لاسفل غير قادرة على النظر له تحاول الهدوء حتى لا تجيبه بكلمات شديدة اللهجة تزيد الأمر سوء
اتبع وسام في ثبات: يالا تعالي معايا هوصلك، وعاوز اتكلم معاكِ
رد فعلها كان وقتي فرفعت نظرها في تعجب وخرجت عن صمتها متحدثه: ليه هو أنت عارف أنا راحة فين!
اجاب في تأكيد: ايوه عارف يا حنة الشغل ويالا تعالي معايا هوصلك من غير نقاش
نظرت له بعدم استيعاب وسألته بشك: وأنت عرفت منين إني راحة الشغل النهاردة؟!
نظر لها مطولا واجاب في النهاية بنفس النبرة الهادئة: من ضحى أي اسئلة تانية ولا التحقيق خلص وهنمشي؟ 

+


ظلت تحدق به .. واخيرا دفعت الباب بعنف متحدثه: ولما حضرتك هتتكرم عليا وتوصلني دلوقت هروح ازاي بعد الشغل

+


هوصلك وهجيبك يا حنة اتفضلي يالا 
هل يفرض سيطرته .. أم هذا حب واحتواء؟!
تتسأل في داخلها بحزن اتجهت لسيارته صعدت بالفعل، تنظر من النافذة المجاورة لها بألم تود الثورة وافساد كل شيء وليكن ما يكن لكن هناك شيء يمنعها لا تعلم ماهيته!

تحدث وهو يصعد لجوارها فطرتي ولا لسه
ظلت على صمتها لم تجيبه فزفر بحنق وهو يدير السيارة منطلقا بأقصى سرعته
كانت شاردة حزينة طوال الوقت لم تعره ادنى اهتمام وكأنه غير موجود من الأساس

+


لم يتحمل أكثر فصف سيارته على جانب الطريق وتحدث بنبرة صارمة: ليه كل الزعل دا؟ أنت شايفة نفسك مش غلطانة يا حنة؟!
التفتت له تطالعه بذهول واجابت: غلطانه في ايه يا وسام عرفني؟! 
لا بجد! ازاي تقابلي راجل من غير ما اعرف شايفني ايه اريل أنا مش من الرجاله المنفتحة يا حنة وأنتِ عارفة كدا كويس أنا بحبك وبغير عليكِ وأظن دا حقي

+


ربعت يدها أسفل صدرها متحدثه ببسمة غاضبة: فعلا معاك حق جدا، طيب بالنسبة لي أكون اريل عادي يا وسام بتعطي لنفسك الحق وليا لا ليه، اللي اسمها مونيكا دي تعلق على صورتك بصورة قلب وعليه كلمة بحبك ده بصفة إيه، بينك وبينها ايه عشان تعمل كدا كانت من قريبنا وأنا معرفش، فهمني ليه تقبل بحاجة زي دي، مفكرتش إن ممكن ازعل 

+


حمحم متحدثا: هيكون بينا ايه يا بنتي وبعدين ما كتير علق على الصورة اشمعنا هيا بس اللي ضايقك تعليقها دي مجرد صورة عادية، اخرجت الهاتف سريعا تفتح تلك الصورة وتقرأ التعليقات واحد تلو الاخر، كانت اغلب التعليقات من الرجال ماعدا القله من النساء وكانوا من الاقارب فقط، كانت تقرأ بحدة كيف تجرء على وضع تعليق هكذا دون غيرها فهناك عشرات النساء على صفحته لم يفعلن، فإن كانت لا تهتم لصورتها أمام الناس فيجب عليه هو فعل ذلك 

+


ظل يطالعها بهدوء حتى انتهت واجابها وهو يحك ذقنه: أنت عارفة انها زميلتي في الشغل وكتبت كدا من بابا الزماله مش اكتر بعشم يعني يا حنة كنتِ عاوزني أعمل ايه ابلكها مثلا

+


هتفت في سخرية: تبلكها لا ودي تيجي .. الزماااله ليها حدود يا أستاذ.. يعني مسموح لي اعمل كدا مع اي زميل في الشغل عادي بدل هي زماله بريئة
اشتعلت عيناه غضبا وامسك كفها متحدثا بصوت حاد: متضايقنيش يا حنة وتطلعي شياطيني عليكِ أنا مش عاوز نتخانق كل يوم، انا جاي بصالحك اه رغم أنك غلطانه لكن تقولي كلام مش لطيف هتشوفي مني اللي مش هيعجبك أنا ابن خالتك قبل ما اكون خطيبك وعرفه طبعي كويس

+



        
          

                
دفعت يده في غيظ وهتفت ايدك دي متلمسنيش تاني فاهم أول وآخر مرة واعمل حسابك أنا هكلم خالتو تشوف لها صرفه معاك لاني تعبت ونزلت من السيارة سريعا غاضبة 
نزل خلفها متحدثا بنفاذ صبر .. اطلعي يا حنة معايا مش عاوز اعمل حاجة مش هتعجبك في قلب الشارع 
نظرت له في غضب وهتفت صدقني لو عملت حاجة مش هبقى على أي حاجة بينا يا وسام لاني خلاص تعبت ، سبني يا وسام أنا هركب تاكسي وهروح الشغل وأنت شوف وراك ايه متشغلش بالك بيا، تمام

+


تحدث بصرامة: صدقيني لو مشيتي دلوقت مش هتشوفي وشي تاني يا حنة 
نظرت له في غضب وهتفت: أنا حقيقي زهقت من الكلمة دي بقيت بكرهها اوي واتجهت بالفعل تشير لسيارة أجرة غير مباليه بكل تهديداته.. توقفت السيارة
فحدثها بنبرة محذرة قبل أن تصعد: لو مسمعتيش كلامي اعتبري كل اللي بينا انتهى

+


يهددها بعين وقحة .. هل هذا من تغير؟!
لم تفق من شرودها الا على صوت السائق متسائلا: هتركبي يا أنسة ولا امشي؟
هركب قالتها وهي تفتح الباب مصره على موقفها وليفعل ما يريد

+


صعدت السيارة تكاد لا ترى امامها من شدة الحزن فأول يوم لها في العمل يبدأ بتلك الصورة تبا للحب ولما يأتي من وراءه

+


وصلت الشركة ..
ترجلت من السيارة تتأمل الشركة من الخارج فالمقر الرئيسي لها يخطف الانفاس .. ظلت تتطلع يمين ويسار من أسفل نظارة الشمس خاصتها وصلت الاستقبال اخبروها لاين ستتجه .. الدور الثالث .. اتجهت للمصعد وهي تخرج هاتفها ..
كان يتحدث على الهاتف وانهى للتو اتصاله وقف لجوارها بمسافة، جذبه رائحتها الناعمة فاتجه ببصره لا اراديا يرى من جواره
فكانت الصدمة رؤيته لها هنا في الشركة
ظل يتأملها بنظرات خطيرة
لاحظت حنة فالتفتت تتأكد من كونه ينظر لها .. وللعجب لم يهتز او يحاول ابعاد نظره
كان ينقصها نظراته تلك فهتفت باستياء شديد: أنت بتبص لي كدا ليه؟!
ظل يحدق بها مكفهر الوجه 
تذكرته فجأة فتابعت بغيظ في نبرة تحقرية: بشبه عليك مش أنت الـ مصور اللي كنت في خطوبة ضحى وكيان

+


رفع حاجبه في استياء هاتفا: بتشبهي عليا!! يا سلام
رفعت حاجبها في عدم فهم وهتفت: قصدك ايه؟
لم يجيبها بل حدجها بنظرة ازدراء شديدة كادت تضربه بحقيبتها وتغادر على وصول المصعد 
دلف المصعد فورا عندما وصل تاركا اياها في الخارج تقف في ذهول صعد تاركا اياها في الاسفل وكأنها سراب.. متسعت العينان لا تصدق ما حدث .. متعجبه هل وصلت قلة الذوق الي تلك الدرجة؟ .. تتسأل في جنون ماذا أصاب الرجال؟

+


ظلت تنتظر المصعد حتى وصل من جديد
بينما هو صعد واتجه لغرفته يقف على الباب يريد أن يعرف اين ستتجه لانه لم يضغط زر المصعد هي من ضغطته .. إذن هي متجه لنفس الدور .. يتسأل الي من جاءت .. هل تعرف احد هنا .. وآخر شيء يتوقعه أنها ستعمل معه في نفس الشركة

+


حاولت حنة التماسك ونسيان ما حدث تتجول في المكان برهبة فهي مازالت لا تعرف شيء والمكان مجهول بالنسبة لها اخيرا وصلت للمكان الذي ارشدها له موظف الاستقبال... قابلتها فتاة جميلة بشوشة اخبرتها عن طبيعة عملها
توقع آذار عند دخولها تلك الغرفة أنها صديقة ميس
فدخل غرفته يحاول الهدوء وازالة التوتر الذي اصابه عند رؤيتها يتسأل متى تنتهي من حياته تلك اللعنة المسماه جمانة هي وكل من حولها .. متى؟

+



        
          

                
------------------------------------------------

+


انتهى العمل ..
وعند وقت المغادرة نزلت مع ميس فهي زميلتها في المكتب .. حوار وضحكات خفيفة .. وآذار خلفهم متعجب لماذا لم تغادر منذ الصباح .. حتى توقف احدهم يحدث حنة بصوت مسموع له والواضح ان لديهم معرفه سابقه بها شعر بضيق لا يعلم سببه لكنه رمى اذنيه معهم كليا، يحاول معرفة الامر : ايه دا أنتِ هنا بتعملي ايه يا حنة؟ 
ابتسمت حنة متحدثه بثبات: بشتغل هنا
ايه دا بجد أنا كمان بشتغل هنا
ابتسمت حنة مجاملة اياه 
غادر تاركا اياها مع ميس، عرضت عليها ان توصلها في طريقها لكنها رفضت وقررت ان تأخذ سيارة أجرة افضل، لن تحمل احد فوق طاقته

+


في طريقه شارد مهموم تدور الأفكار في عقله منذ علم بأنها اصبحت معه في الشركة تأكدت ظنونه وعزم النيه انه لن يتركها وشأنها أن حاولت استغلاله

+


--------------------------------------

+


في غرفة العمليات ..
الابتسامة على وجههم ..
الحب يتقافز بينهم وكأنه كرة تنس
وانس في النصف يشعر بأنه عزول
انتهت العملية فهتف انس في غرفة التجهيزات بضيق: بقول لكم ايه العملية الجاية أنا ماشي وسايب لكم المكان، عشان تعرفوا تحبوا كويس 

+


حدجه عدلي بنظرة قاسية
فعدل كلماته متحدثا اقصد: تشتغلوا كويس
اجابت فريدة ببسمة ساحرة: احنا منقدرش نستغنى عن وجودك يا دكتور انس
ضحك انس بقوة واجاب: لا تقدري عادي يا بنتي بلاش تجميل للحقايق
اجاب عدلي وهو ينهض يفتح له الباب: معاك حق روح انت كفاية عليك كدا ارتاح النهاردة لاني شايفك تعبان
اجاب أنس بغيظ: بتطردني يا عدلي ماشي مردوده لك بإذن الله وغادر أنس تحت ضحكات فريدة الرنانة

+


هتف عدلي بغيرة: لا بقولك ايه نخف الضحكة دي شوية انا مبتحملش .. 
اجابته بدلال: يعني ايه مضحكش يا عدلي عاوزني اعيط
لا طبعا اضحكي هو أنا يهمني ايه الا سعادتك لكن نظبط الضحكة شوية ولا ايه
نظرت له بود وهتفت:واوعدك حاضر

+


ـ فريدة، عاوز اتكلم معاكِ في موضوع مهم
ـ خير يا عدلي ..
اجابها بمشاعر صادقة: انتي عارفة ان اماني هتنزل اخر الشهر دا اجازتها مع جوزها .. ايه رأيك نكتب الكتاب وهما هنا كفاية انها محضرتش الخطوبة
ابتسمت بخجل وتوردت وجنتيها .. ثم هتفت بدلالها المحبب له: لا الكلام دا مش معايا كلم خالتو واتفق معاها واللي هيا تقول عليه أنا موافقة

+


ابتسم عدلي متحدثا :عيوني لخالتو اكلمها طبعا
هتفت وهي تنهض: هطلب لنا شاي 
اومأ في رضى ومازالت البسمة تزين ثغرة .. قرر مهاتفه خالتها ولم تعترض على الموعد الذي يريد فشعر بسعاده كبيرة، فنهاية الشهر .. موعود كتب الكتاب الخاص بهم، وفكرت رقية .. في ان تكون الفرحة فرحتنان ويكون كتاب حنة ووسام معهم حتى ترتاح ويطمئن قلبها .. فالقلق ينهشه دون رحمة خائفة فعلاقاتهم دائما في توتر وخصوصا بالفترة الأخيرة حتى وإن لم يخبروها 

+


تفكر في الامر على دخول حنة ..
دخلت متحدثه بهدوء: عاوزه اكلمك يا خالتو في موضوع
قبض قلبها وهي تستشعر ما الذي تريد اخبارها اياه لكنها تمالكت نفسها متحدثه ببشاشه: تعالي يا قلب خالتو في ايه مالك
ارتمت حنة بين احضانها تبكي ولاول مرة منذ وقت طويل تبكي بصوت عالي وحرقة شديدة
لدرجة جعلت من رقية كالمجنونة تسألها بشك: مالك في ايه وسام عاملك حاجة زعلك .. حد زعلك اتكلمي يا حنة متقلقنيش يا بنتي
اجابت حنة من بين دموعها وشهقاتها: انا تعبت والله تعبت .. أنا بحبه بس هو مبيحبنيش ولا بيثق فيا

+


هتفت رقية في تعجب: ايه اللي حصل للكلام دا عرفيني يا حنة متخابيش عليا حاجة
قررت حنة في لحظة يأس ان تحكي لها كل شئ حدث وقد كان لكنها اقتصت من الحكاية تمثيلها لفقدان الوعي في المطعم حتى لا تظهر بمظهر المحتال الضعيف
كانت خالتها تستمع بتعحب وغضب وهتفت في النهاية بتسأل مريب: مين هيكون بعت له الصورة دي اكيد حد عاوز يوقع بينكم وزمانه دلوقت مبسوط، ما خطته جابت نتيجه اهي .. منه لله
اخرجت حنة هاتفها لخالتها واخرجت من اارسائل صورة له مع مونيكا في مطعم والضحكة على وجههم 

+


عندما رأت رقية الصورة تخصب وجهها وشعرت بسخونه ضربت رأسها تعلم ان تلك الفتاة هي التي كان يريد الارتباط بها عندما كانت الامور بينهم سيئة .. لكنها تعلم ايضا انه لم يحبها يوم وان حبه وقلبه ملك لحنة
زفرت رقية وهي تخبرها بألم: مش عارفة اقولك ايه لكن كل اللي هقدر اقوله وسام غلطان مفيش كلام المفروض يكون واعي اكتر من كده أنا كل يوم بدعى ان حياتكم تستقر والخلافات اللي بينكم دي تروح لحالها

+


اكدت حنة الكلام متحدثه: المفروض يكون عنده ثقه فيا أكتر من كدا أنا حاسة لو اي احد قابلة وقاله حنة بتعمل اي حاجة غلط هيصدقوا على طول من غير ما يفكر مع انه عارف اخلاقي كويس، انا عمري ما عملت حاجة غلط ولا عمري هعمل ومش عشان واحد ربنا ينتقم منه هفضل اتحاسب طول عمري على ذنب انا معملتوش، اتكلمي مع وسام لاني بجد تعبت وأنا لاخر لحظة مش عاوزه اخسره وسام مش خطيبي وبس يا خالتو وانتِ عارفة كده
ضمتها خالتها بحنان كبير وهتفت هكلمه وهعرفه غلطه، انتِ زعلك عندي غالي يا حبيبتي

+


انتهى الفصل
دمتم بخير 💜

+



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close