اخر الروايات

رواية خلف الظلال الفصل الثاني عشر 12 بقلم يسرا

رواية خلف الظلال الفصل الثاني عشر 12 بقلم يسرا

الفصل الثانى عشر......بقلم يـــســرا


فى صباح اليوم التالى اتجه سالم الى قصر المرشدى شريكه فى تجارته القذره ليطلعه على مستجدات الامور

فاستقبله مرشدى فى حديقه القصر الشاسعه والضيق مرتسما على وجهه قائلا : شوفت رجالتك الخايبه واللى عملوه

لوى سالم شفتيه : رجالتى مش خايبه حمدان هوا اللى غدر بيهم وده حسابه معايا تقل اووى

المرشدى : والواد الظابط اللى اتقتل مش واحد من رجالتك اللى قتله برضه الداخليه مش هتسكت

سالم : انا هراضيه واراضى مراته وعياله واخليه يسلم نفسه

المرشدى : انت مش عاجبنى يا سالم الخساير بقت جامده بضاعه تمنها 50 مليون وما خفى كان اعظم

سالم : البضاعه هترجع ورحمه ابويا لكون واخد منه الخمسين ميه وبكره تشوف

المرشدى : عملت ايه مع عادل المحامى حددت معاه ميعاد؟؟؟؟؟؟

سالم : اطمن ....انا فى خطه فى دماغى بدبرها كده وممكن ناخد منه الورق منغير ماندفع ولا مليم

المرشدى : بقولك ايه انا خلااص تعبت وحاسس ان الامور بتفلت مننا ...الورق اللى معاه لو وقع فى ايدين النائب العام يبقى خراب بيت مستعجل هيرفعوا عنى الحصانه ويحققوا معايا وسين وجيم والعين هتبقى اد كده علينا وهنروح فيها ...ياخد اللى هوا عايزه مش مشكله

سالم : يا باشا عيب ..لما سالم يقولك اتطمن يبقى اتطمن

قاطعتهم نانسى زوجه المرشدى قائله : انا خارجه يا بيبى مش عاوز حاجه

المرشدى : لا ياروحى بس مش تيجى تسلمى الاول

نانسى ببرود : هاى يا سالم ازيك

ابتسم لها سالم وقال : انا بخير طول ما انتى بخير يا هانم ...الا ما بقيناش نشوفك ليه ..كده برضه ماعودتيش تنفعينا زى زمان

نانسى : ازاى كده طيب دا انا رايحه استلم عربيتى من عندكم دلوقتى

سالم : ده المعرض ينور يا هانم لو كنت اعرف كنت جيبتهالك بنفسى وانا جاى

نانسى : كده ..وكنت هتروح ازاى

سالم : اكيد معاليكى ماكونتيش هتبخلى عليا بتوصيله

ابتسمت نانسى ابتسامتها الساحره وقالت : باااى

تابعتها انظار سالم بشغف فيما كان المرشدى يعبث بهاتفه بعصبيه وقال : اتفضل يا سيدى شوف الخبر اللى لسه واصلنى ...قوات الشرطه تبحث عن المجرم الهارب فى حادث الامس والذى وقع ضحيته ضابطا فى الثلاثون من عمره يدعى احمد عز الدين الضابط فى مباحث المخدرات ....

قام سالم وقال : ماتقلقش ..انا ماشى اشوف اللى ورايا سلام

وبعد نصف ساعه دخلت نانسى المعرض بطلتها الفاتنه فلوحت رقاب الرجال وتسابقوا اليها يرجون ارضائها

فابتسمت لهم نانسى ثم تجاهلتهم واتجهت الى مكتب هاله التى كانت تجلس تراقب المشهد ساخره داخلها

وقفت نانسى امام مكتبها وقالت لها : ممكن ااقعد

نظرت لها هاله فى تعجب وقالت : اتفضلى

بادرتها نانسى بالسؤال : طبعا انتى عرفتينى

هاله : ايوا .. اقدر اخدمك فى حاجه؟

نانسى : يعنى انا بس كنت عايزه اتطمن ....

قاطعتها هاله قائله : انى مش هجيب سيره لحد ..اتطمنى واظن انى طمنت رفيق بيه ولا هوا ماقلكيش

نانسى : لاء قالى ..قالى ...بس ...يعنى انا كنت حابه اعرض عليكى تيجى تشتغلى عندى فى شركتى وهديكى اضعاف اضعاف مرتبك هنا

ابتسمت هاله وقالت : تمن سكوتى؟

ابتسمت نانسى واخرجت كارتا صغيرا من حقيبتها : ده الكارت فيه عنوان الشركه روحى انتى بس واديهم الكارت ده وصدقينى هترتاحى هنا معانا اكتر ....حتى هترتاحى من غلاسه سالم ما انا عارفاه اكيد برضه مدايقك

امسكت هاله بالكارت وطالعته واتسعت عيناها دهشه انها نفس الشركه التى كانت تعمل بها هاله سابقا وادينت فيها بتهمه الاختلاس ظلما وزورا

فقالت متساءله بتعجب : حضرتك صاحبه الشركه دى ؟

نانسى : ااه بتاعتى جوزى كاتبها باسمى.... ليه؟

هاله بارتباك : لاء يعنى ...شركه معروفه بس اظن انها كانت مملوكه لواحد اسمه هشام خليل

نانسى ساخره: ااه ....هههههه لا ماهو بعد ما اعلنت الشركه افلاسها جوزى اشتراها منه وسدد ديونه وسجلها باسمى انتى عارفه عشان الضرايب والكلام ده مش حبا فيا يعنى

اطرقت هاله برأسها فقالت لها نانسى : هاه قولتى ايه ؟

هاله بصوت منخفض : اتطمنى يا مدام زى ماقلت لرفيق بيه ان الله حليم ستار وانا عمرى ماهفتح بوقى بكلمه باللى شفته بس انا ليا عندك طلب

نانسى : انتى تؤمرى

هاله : الامر لله ..ياريت لو امكن واحده معرفتى تروح تشتغل فى شركتك

نانسى : اووى اووى يا سلام ...اديها الكارت وابعتيها بيه... هيا اسمها ايه؟

لمعت عينا هاله وقالت : امانى ...هيا معاها دبلوم

نانسى : ولايهمك اعتبريها اتعينت ...هاه فين عربيتى.. رفيق كان قايلى انها جاهزه من بدرى

هاله : حالا اخلى باشمهندس وليد يسلمها لحضرتك



وفى تلك الاثناء كان يجلس شاعرا بسأم عظيم فى غرفه مكتبه بسجن النساء
فلم يكن العمل الروتينى يناسبه بالمره واثناء متابعته لاحدى مواقع التواصل الاجتماعى على هاتفه
قاطعه اتصال من مؤمن احد اصدقائه القدامى

فرد حاتم بصوت حبور : مؤمن ازيك ؟؟

رد مؤمن متلعثما : انا الحمد لله ..اخبارك ايه انت يا حاتم

قال حاتم فى سأم : زهقااان على الاخر ماتيجى نلم بعضنا ونكلم احمد ونطلع على مارينا يوم الجمعه الجايه

قال مؤمن: احمد !!! انت ماعرفتش الاخبار

حاتم بصوت قلق : ايه يا مؤمن خير ماله احمد واخبار ايه ؟

مؤمن بصوت متأثر : احمد تعيش انت يا حاتم ..مات فى مطارده امبارح

قال حاتم صارخاً : ايه انت بتقول ايه؟؟؟؟مش ممكن ده لسه مكلمنى اول امبارح

مؤمن : حصل تبادل رصاص بينه وبين رجاله سالم ابو النجا ضربو عليه رصاص مات فى ساعتها الجنازه بعد صلاه الضهر والعزا بالليل عندهم فى البيت

اغلق حاتم الهاتف وتساقطت العبرات من مقلتيه فقد كان احمد صديقه الحميم

قام حاتم مسرعا وحمل سترته وخرج وتوجه الى مقر مباحث المخدرات وتحديدا لمكتب اللواء فضل

طرق الباب بنفاذ صبر حتى اتاه امر الدخول ..

دخل حاتم وادى التحيه العسكريه بهمه فقال اللواء فضل : كنت واثق انى هشوفك النهارده

حاتم : يبقى اكيد حضرتك عارف انا جاى لحضرتك ليه

هز اللواء فضل رأسه بالايجاب : احمد كان اعز اصحابك وانا مش هكدب عليك انا كنت ناوى اتصل بيك وارجعك المباحث معانا هنا ...الامور بقت لا تحتمل التأجيل

حاتم : وانا تحت امر معاليك انا لازم اخد بتار احمد واللى سبقوه وواثق ومتأكد ان نهايتهم على ايدى ان شاء الله

قام اللواء من مجلسه وقال : على بركه الله بكره تيجى تستلم وانا هطلع دلوقتى على مكتب الوزير اجبلك قرار نقل

مرت الاربع وعشرون ساعه على حاتم ثقيله وما ان حل الصباح حتى اتجه الى مقر عمله القديم ليتسلم زمام الامور بعد وفاه صديق احمد قائد العمليه السابق راجع حاتم كافه التحقيقات والتحريات التى قام بها صديق ولكنه لم يعثر على جديد

فلا زال "سالم ابو النجا" اسم يتردد فى عالم المخدرات دون ان يثبت عليه دليل
ولا تزال علاقته بنائب مجلس الشعب ورجل الاعمال الكبير " المرشدى صالح " علاقه مشبوهه غامضه يكثر حولها الاسئله وتوضع فى نهايتها الكثير والكثير من علامات الاستفهام
ليكتمل مثلث العلاقات المشبوهه بصله الوصل بين الاثنين "عادل سعد الدين" المحامى الذى سطع اسمه فى عالم الاعمال وسط كبار رجاله

جلس حاتم ساعات وساعات يتابع كل صغيره وكبيره وردت فى التحقيقات وايضا يتابع عمليات التفتيش بحثا عن المجرم الهارب والذى اطلق الرصاص على صديقه المرحوم حتى تم نشر نشره باوصاف المجرم فى كافه نقاط التفتيش

وجلس حاتم مترقبا ظهوره حتى يقبض عليه ...

فى تلك الاثناء كان سالم يعد لخطه انتقام من عصابه حمدان والتى استولت على كميه مخدرات تقدر ب 50 مليون جنيه فاستطاع الوصول الى المخبأ الذى يحتفظون فيه بالبضاعه المحظوره

ونفذت عصابته هجوما كاسحا سقط فيه العديد والعديد من القتلى واسترجع ما كان يملكه
واحرق المخزن فى رساله واضحه لحمدان قرأها الاخير بحسره

وصل الى حاتم خبر الحريق واتجه الى موقع الحادث ليجد ان المالك ينكر حدوث هجوما ما ....وادعى ان الحريق حدث بسبب ماس كهربائى بالاضافه ان رجال امن الموقع كانو يدخنون ليلا الى فلابد ان وصلت احدى الشرارات للقش الموجود بكثره فى ارض المخزن فاندلعت النيران والتهمته

لم يصدق حاتم كذبته الملفقه وامر جنوده بالبحث جيدا عن اى اثر للهجوم

وبالفعل ماهى الا ساعه زمنيه حتى عثر الفريق عن فوراغ للرصاص الذى تم اطلاقه
بالاضافه الى اثار دماء متناثره هنا وهناك

نظر حاتم الى الرجل البائس وقال : هاااه ...ماس برضه ورجالتك كانو بيشربوا سجاير باين ولا ضرب نار ومعركه واتحرق المخزن بعد كده

قال الرجل : والله ياسعاده البيه اللى انتو تشوفوه انا هنا راجل غلبان اتحرق مخزنى وعاوز حقى ومش عاوز اظلم حد

حاتم : هاتلى عقد البيع بتاع المخزن

اخرج الرجل العقد بايد مرتجفه ليجد ان تاريخ البيع والشراء تم منذ ساعات قليله

فابتسم حاتم بنصر وقال : اشتريت المخزن النهارده وهوا محروق كده

الرجل : ماهو ...ماهو ..ماهو

حاتم صارخا : ماهو ايه ...اخلص

الرجل : ماهو انا كنت مأجره ولما ربنا فتح عليا اشتريته والبياع اهوه اسمه اهوه حتى اسأله

حاتم بخشونه: هسأله يا اخويا هسأله ...ثم اشار الى فريقه وقال ..اقبضو عليه

ابيض وجه الرجل وعنده قال : والله يا سعاده البيه انا مظلوم انا ماليش دعوه بحاجه يا ناس انا اتحرق مخزنى يقوم يتعمل فيا كده

سار حاتم متجاهلا توسلات الرجل المزيفه فيما قبض عليه العساكر واستقل حاتم السياره واتجه الى مقر عمله

فى تلك الاثناء كان سالم فى قصر المرشدى يبلغه باستيلاء رجاله على المخدرات من جديد ولكن عليه ان يجد مكانا اكثر امانا ليخبئها بعيدا عن اعين الشرطه

فقال له المرشدى : وانتى مخبيها فين دلوقت؟

رد سالم بصوت منخفض : مخزن فى وسط البلد

رد المرشدى مستنكرا : وسط البلد انت اتجننت مش خايف الداخليه تشم خبر

سالم : اطمن ...اللى بيدور على حاجه بيفضل يفتش عليها يمين وشمال ولا يمكن يخطر بباله انها تحت عينيه..تعرف انا جاتلى حته دين فكره

المرشدى : ربنا يستر من افكارك دى

سالم : المخزن مش امان برضه انا هشيلهم عندى فى المعرض منهم يبقوا تحت عينيا ومنها ماحدش هيفكر انهم ممكن يكونوا هناك

المرشدى : ازاى ؟ المعرض كله موظفين ورايحين جايين وزباين داخله وطالعه

سالم : وانا يعنى هشيلهم فى مدخل المعرض واعرضهم فى الفاترينه لاء طبعا في كام عربيه كده مش بيتحركوا هشيلهم فى الابواب وجوه الكراسى واهو تبقى المخدرات محفوظه وساعه النقل نتحرك بالعربيات دى ولا من شاف ولا من درى

المرشدى : طيب ورفيق هيسيبك تعمل كده ؟

حك سالم ذقنه وقال : عندى اللى يلوى دراعه ويخليه المرادى يتحايل عليا عشان اعملها كمان

المرشدى : انت ..انت ربنا ما يحكمك على قوم ابدا ..عندك ذله لكل اللى حواليك وماحدش عارف يمسك عليك حاجه ياخوفى تكون شايلى حاجه انا كمان

سالم بتملق : العفو يا باشا انا لحم اكتافى من خيرك وبعدين انا بعمل كده ليه ؟ ماهو كله عشان خاطر معاليك تبقى فى السليم ومبوسط ومرتاح 24 قيراط

المرشدى : وبالنسبه لعادل ...عملت ايه ؟

سالم : عرفت انه فى فايد فى فيلته اللى كاتبها باسم مراته بكره او بعده اطب عليه واخلص معاه

المرشدى : تخلص معاه تخلص عليه انت حر... المهم الورق يكون فى ايدى... بس طبعا والعين تكون بعيد عننا فاهمنى طبعا

ابتسم سالم ساخرا وقال : مش محتاجه مفهوميه يا باشا اطمن وحط فى بطنك بطيخه صيفى ..انا هقوم

المرشدى : طب ماتستنى تاخدلك كاس معايا

سالم : لا اعفينى مش متعود الساعه دى لو كنا بالليل متأخر كان اوك ...سلام

انصرف سالم متجها الى المعرض وما ان دخله حتى سار مسرعا باتجاه مكتبه وعيناه لاتفارق وجه هاله ..والتى تحاشت نظراته ببرود بعدما امر وليد "ذراعه الايمن" بأن يوافيه فور دخوله مكتبه

طرق وليد الباب ودلف مسرعا قائلا : امرك يا باشا

سالم : رفيق فين؟

وليد : لسه مجاش

سالم : طيب عايزك تمشى الكل وتفضيلى المكان بس منغير ماحد ياخد باله

وليد مستغربا : تحت امرك ...بس فى حاجه كده كنت عاوز ااقولهالك ...فى وقت ولااا ؟؟؟

سالم متأففا : اخلص يا وليد

وليد بصوت منخفض: كاميرات المراقبه اياها ياباشا

سالم بحذر : مالها؟

وليد : ابدا يظهر السوفت وير بتاعها فيه حاجه خلالها مقدمه ساعتين ومش عارف اظبطهم ..قلت اسأل حضرتك ابعت اجيب مهندس يظبطهم ...ولا ايه النظام كمان عشان رفيق بيه مايحسش بيهم

سالم باستهتار: ياااا اخى ....ايه يعنى الساعه بتاعتها متقدمه ولا متأخره ..المهم شاغلين كويس وبيسجلو ولا فيهم حاجه

وليد : لا يا باشا تمام ..وبيسجلو والرؤيه واضحه جدا كمان

سالم : خلااص سيبك بقى من الموضوع ده وركز معايا فى المهم ..بعد ماتمشى الناس عايزك تحضرلى العربيتين الفور باى فور والمينى باص تفكلى الكراسى بتاعتهم وارضياتهم وسقفهم كمان

وليد ساخرا : مش فاهم ليه كل ده هنبعهم خرده

سالم بحزم: يا اخى اعمل اللى بقولك عليه ماتبقاش بجم ...انا هجيب البضاعه واخزنها فيهم

لمعت عينا وليد : يا باشا انت مش سهل خاااااااااالص انا مش عارف بتجيب الافكار دى منين وانا اللى قلقان وبقول وسط البلد والرجل رايحه جايه لكن هنا تحت عنينا وتحت امرنا

سالم حانقا: طيب ما اديك اهو بتفهم امال مالك ساعات كده بتقفل ومخك بيتربس

وليد : تلميذك يا باشا ولسه بتعلم برضه ....

سالم : هاه قدامك اد ايه

وليد : ادينى ساعتين زمن وتلاقى المكان جاهز

سالم : هيا ساعه يلا انجز عبال ما اكلم الرجاله عشان يتحركوا قبل حركه المرور ماتبقى صعبه

انصرف وليد ليخبر الموظفين بحتميه انصرافهم بحجه وهميه

حملت هاله حقيبتها وسألت وليد : نمشى دلوقتى يعنى الساعه لسه 11 داحنا لسه فاتحين مابقلناش ساعه

وليد : ايوا يا مريم دلوقتى وحالا كمان الشركه هتيجى ترش المكان

هاله : ترش المكان ليه المعرض نضيف مافهوش حتى نمله

وليد : هوا انا لازم اخوفك طيب يا ستى هوا مش نمل ولا صراصير ...لاء تعبان ...شوفناه النهارده والاحسن انكم تمشوا ونقفل المكان عبال ماتيجى الشركه وتمسكه

سمعت بوسى حديثهما فصرخت فزعه : تعبان ....يا مامى...انا ماشيه ومش راجعه تانى الا لما تتصل بيا يا وليد وتطمنى انكم مسكتوه والا اعتبرونى مستقيله

شعرت هاله بالقلق ولكن شيئا ما انبئها ان وليد يكذب ولكنها لم تدرى كنهه الا ان حدسها اكد لها اعتقادها
فمشيه وليد الواثقه الخطى لا تدل اطلاقا عن وجود ثعبان بالمكان ...

الا ان وجود سالم ذلك الثعبان البشرى فى تلك الساعه المبكره بالنهار تبعث داخلها شكوك لا حصر لها

خرجت هاله وهى تلتفت خلفها علها تلمح شيئا ما ولكنها باءت بخيبه الامل ولكنها توجهت الى مدرسه ابناءها يحدوها الامل بأن تجدهم فقد مر وقت طويل على غيابهم عن الدراسه

دخلت هاله المدرسه وهى تدعو الله ان تجد ابناءها

وتوجهت الى مكتب مديره المدرسه التى قابلتها باستياء شديد قائله : يا مدام انتى تاانى ...ولادك خلاص بقو مش عندنا ...باباهم طلع ساحب ملفهم من المديريه بقاله اكتر من شهرين

شعرت هاله كأن دشا من الماء البارد انصب فوق رأسها فقالت : يعنى ايه ....

ردت المديره باقتضاب : يعنى ولادك ماعدوش مقيدين فى المدرسه عندى

هاله بعصبيه شديده : امال راحو فين؟

المديره : ماعرفش يمكن مدرسه تانيه او بلد تانى حتى ....والله انا اول مره اشوف حاله زى كده فى الغالب بيجيلى طلب ويا اما اوافق او ارفض بس يظهر والدهم جايب واسطه جامده اوووى سحب ملفهم والموضوع انتهى والرد اللى جانى من الاداره بالحرف كده " اعتبريهم كأنهم لم يكن"

هاله منهاره ببكاء حار : نعم!!!.. كأن لم يكن ...يعنى ايه دوول ولادى من لحمى ودمى ..ازاى كأن لم يكن انا امهم ومن حقى اعرف هما فين والا هوديكو فى ستين داهيه

ردت المديره بانزعاج : ارجوكى يا مدام مافيش داعى للغلط انا مافيش فى ايديا حاجه ..وبعدين ده ابوهم والقانون بيديله حق الرعايه التعليميه حتى لو كانو تحت وصايتك ..وبعدين ماعندك اقسام الشرطه روحى اعملى بلاغ واعملى محضر انه خاطفهم منك وهما يبقوا يدوروا عليهم ...لكن ارجوكى بطلى تيجى هنا وتعمليلى شوشره وسط طلابى والا هطلب من الامن مايدخلوكيش تانى

غادرت هاله المدرسه بدموع متحجره وقلب مكلوم وروح ممزقه ....


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close