اخر الروايات

رواية اريدك في الحلال الفصل العاشر 10 بقلم ايمان سالم

رواية اريدك في الحلال الفصل العاشر 10 بقلم ايمان سالم 


                                    
الفصل العاشر
#أريدك_في_الحلال
#إيمان_سالم

+


انتظرت طويلا كي تأتي هذه اللحظة، التي يجعلني الله فيها من نصيبك، سنوات مرت تجرعت الفراق بكؤس لا تنتهي، لكن كرم الله كان موجود وردك لي كي تقر عيني بك زوجا وحبيب

+


ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

+


صمتت ضحى وانكسرت فرحتها لم تتوقع ولو للحظة ان يكون رد فعلها بتلك الصورة لو كانت تعلم ذلك لكانت ارتدته دون تفكير هي لا تريد المشاكل وخصوصا مع زينات

+


ابتعدت زينات تنتوي فعل مشكلة الليلة لكن ما اوقفها قليلا صورتها أمام الحضور لعنت ضحى والحفل ومن جعلها توضع في أمر كهذا غير قادرة على ردعها او الثأر لكرمتها

+


الكل منشغل عنها بالمفاجأة التي يحضرونها لفريدة بناء على طلب عدلي، بداية من خاتم الزفاف .. تورته كبيرة مرسوم عليها صورتهم معا ..وبعض الاشياء التي بدأت تضاف سريعا للحفل دون علم فريدة

+


أقترب من فريدة متحدثا بسعادة: تتجوزيني يا فريدة
ضحكت فريدة متحدثه ببراءة: موافقة بس اكيد مش النهاردة يعني
لم يمهلها الوقت و اخرج من جيبه خاتم ماسى لم ترى مثله من قبل
تجمدت فريدة بينما التف الجميع من حولهم يصفقون بحرارة متحدثين له بجدية: لبسها الخاتم، لبسها يالا
نظرت حولها .. تتأكد ما الذي يحدث تحديدا!!
واعادت نظرها له تهتف بعدم تصديق: لا يا عدلي،متهزرش! 

+


ضحك مقتربا منها واومأ بالايجاب هامسا: لاجد الجد
تشعر انها في عالم آخر لم يتوقف الزمن بل انتقل لاحلى لحظة مرت على تاريخ العاشقين في الحب لاول فرحة بمولد بعد اشتياق دام لاعوام كثيرة .. للحظة نجاة كتبت لاحدهم بعد رؤية النهاية الوشيكة دون أمل .. كانت كل تلك اللحظات معا .. تناول كفها بحب يدس خاتمه في اصبعها وهي تكاد ترتجف من هول المفاجأت التي تسقط على رأسها بالتتابع، الكل حولهم سعيد للغاية ..
سقطت دموع فريدة وهي لجوار عدلي .. تشعر أن الله عوضها بحبه عن كل شيء سيء ومؤلم مر بل في تلك اللحظة تجزم انها نست الماضي وكل شيء سبق

+


عدا ضحى ..
التى تحاول التماسك حتى لا تفسد فرحة فريدة يكف فرحتها التي قتلت في مهدها ..
الدموع تتلألأ تحتاج معجزة لينتهي الحفل دون أن يلاحظ أحد تسأل نفسها ماذا ينقصها لتكون حياتها هادئة لا تريد سوى الهدوء والسكينة لا تريد الاموال والنسب ولا الجمال ولا شيء سوى راحة البال

+


وكيان لجوار وسام الذي يطلق الالعاب النارية في السماء بترتيب خرافي جعل البسمة والانبهار لا يفارق كل المدعوين 
انتهى من مساعدة وسام واخذ يدور على محبوبته، يحمل خاتمها الذي لم تلبسه بعد في جيبه

1


ابتسم لوالدته لا يعلم أنها تدعو الآن على حظها العثر الذي اوقعها في هذه الفتاة، تكون هي نصيبه دون عن كل الفتيات

+



                
اقترب من ضحى .. وجدها صامته عيونها لاسفل خائفة ظنه خجلها العادي لا يعلم انها لا تريد أن يراها احد بتلك الصورة عيناها الحمراء والدموع التي تصارع من اجل النزول ..
تحدث ببهجة وتلقائية: شوفتيني وأنا بعمل الحركات الجامدة دي؟
حاولت سحب نفس بصعوبة للداخل وأومأت في صمت
هتف كيان بمرح: لعلمك أنا كنت عاوز اجيب طيارة النهاردة الخطوبة اعمل لكم بها حركتين كده في الجو ولا حاجة بس قلت نأجلها للفراح

+


لم تجبه بشيء .. ظهر الاستياء على ملامحه وهتف بصوت غادرة المرح: ضحى أنا بكلمك اظن من الذوق انك تردي عليا حتى 
يعنفها هو الاخر الا يكفيها امه فرفعت وجهها له وسال خطين من الدموع
انتفض متحدثا بتعجب: لا اله الا الله هو أنا قلت حاجة للدموع دي يا بنتي متبقيش حساسة كدا 

+


معلش أنا اسفه وغادرت سريعا تحاول الاختباء بعيدا عن الحضور حتى لا يراها احد، اتخذت من ركن بعيد ملجأ لدموعها وهو يقف خلفها مشدوها ..يشعر بالجنون ويتسأل ما الذي يحدث معها لتكون بتلك الصورة 

+


رأتها حنة تجري للخلف .. شعرت بان قلبها قبض وخصوصا عندما رأتها تترك كيان خلفها .. فكرت ربما ضايقها في شيء حدجته بنظرة نارية .. تلعن كل الرجال في سرها وهي تمر بوسام الذي لم يكلف خاطره ان يسلم عليها حتى الان وكأنها نكرة ليست خطيبته تبا لهم جميعا

+


اسرعت خلفها تجذبها متحدثه: مالك يا ضحى في ايه؟ 
شهقت ضحى، حاولت التماسك وهي تحرك كفيها في الهواء متحدثه: مفيش مفيش أنا كويسه كويسه جدا

+


نظرت لها حنة بنظرة تقيمية وقالت: لا مهو واضح عليكي قوليلي بقى ايه اللي حصل بالظبط بدل ما اقلب الخطوبة دي على دماغ اللي زعلك
بكت ضحى متحدثه: بلاش شغل التحقيق دا دلوقت، قلت لك مفيش يا حنة لو سمحتى امشي وسبيني لوحدي وانا جاية وراكي 
احتدت نبرتها متحدثه: والله لو مقولتي ايه اللي حصل لراحة قالبه الدنيا على دماغه هو واهله اتكلمي قالك ايه، زعلك في ايه؟؟
-ماقلش حاجة ابدا
-ضحى متجننيش، امال زعلانه ليه، انا شفتك وانتِ ماشيه من عنده دلوقت؟!

+


"مامته هي السبب "قالتها ضحى ببكاء
سألتها حنة بتعجب: عملت لك ايه الست دي؟ 
كله دا عشان ملبستش الفستان اللي هيا هجيباه قالت لي كلام وحش انا مبعرفش البس هي شيفاني قليله على ابنها، أنا كنت خايفة من دا .. كلامي طلع صح والله ماكنت قاصدة ازعلها ولا اكسر بخاطرها .. هي اللي فهمتني غلط

+


زفرت حنة متحدثه: أنا هروح لها هي مفكره نفسها مين ازاي تكلمك بالطريقة دي ولما هيا شيفاكي قليلة كانت خطبتك ليه احنا لسه على البر

+


امسكت ضحى كفها متحدثه: لا يا حنة عشان خاطري مش عاوزه فضايح ومش عاوزه حاجة تبوظ فرحت اختك على الاقل

+


تنهدت حنة متحدثه طب والعمل دلوقت اسكت لها؟!
اقترب كيان منهم على غفلة متحدثا: هنلبس الشبكة ولا ايه، الكل بيسأل عن قمري اختفى فين؟

+



        

          

                
اتسعت افواههم ونظرت كل منهم للاخرى تتأكد وتتسأل هل استمع لما قالوا لكنه لم يمهلهم الفرصة لتسأل وهو يخرج منديل لضحى متحدثا بتفهم: امسحى دموعك ويالا بينا
"كيان" قالتها حنة باعتراض طفيف
فوجه كلماته لها متحدثا: ارجوكي يا حنة عاوزين منبوظش اليوم علشان حاجة متستهلش
صمتت تفكر ماذا يقصد من تلك العبارة 

+


بينما اتجهت ضحى خلفه إلى المكان المخصص لهم جلست تحاول افتعال البسمة ومع ارتفاع الاغاني من حولهم اقتربت والدته متحدثه بغضب :عاوزاك يا كيان ضروري، علم بنوايها وما تريد فتحدث ينهي الامر يالا هاتوا الشبكة يا بنات كفاية تأخير

+


وبالفعل احضرت حنة الشبكة وبنات العائلة لجوارهم يضيفون جو من البهجة والمرح وطقم من الماس اختاره كيان بعناية فهو هدية لها كما اخبرته خالتها الشبكة هدية العريس ولم يشترطوا شيء
هتف وهو يلبسها اياه اخترته فراشة زيك بالظبط يا ضحى
ابتسمت ضحى رغم الالم الذي بداخلها .. كلماته البسيطة كانت كبلسم خفف ولو قليل عنها 
اقترب وسام من حنة التى كانت رغم سعادتها مكسورة شاردة وتكلم بسخرية: على كده لازم اجبلك تنين
التفتت تتأكد من كلمته وتساءلت غاضبة: بتقول ايه يا وسام؟!
اجابها بتأكيد كل حرف: تـنـيــن
تسألت متعجبة: قصدك أنا شبه التنين يعني؟ 
ابتسم وسام مداعبا ايها: تنين حياتي
اجابته وهي تدفعه قليلا: طب عدي كدا بدل مطلع نار في وشك دلوقت وتركته متجهه لفريدة
وضع وسام يده مكان دفعتها متألما وقال: تنين تنين بس عسل

+


كانت فريدة لجوار عدلي في منطقة مجاورة خصصت لهم .. 
المعارف والاقارب تتتابع عليهم تبارك وتهنئ وكان منهم أنس بالطبع فهو صديق 
بعد مباركة حارة تحدث بود لعدلي: فريدة دي جوهرة حافظ عليها يا عدلي واعمل حسابك لو زعلتها في يوم من الايام محدش هيقف لك غيري أنا 
صدمته الكلمات وحمحم متحدثا: اه، لا منا عارف انها جوهرة خليك فحالك أنت بس وكله هيبقى تمام ووفر خدماتك دي مش هنحتجها إن شاء الله يا دكتور 
غمرت فريدة عدلي تترجاه ان يلطف من كلماته الصفيقة تلك 
لكنه حدجها بنظرة غاضبة فزفرت بداخلها تهمس: احنا لسه بنقول بسم الله الرحمن الرحيم .. هو ماله وخدها جد كده ليه؟!
بتقولي حاجة يا فريدة سألها بشك وكأنه قرأ ما يجول بخاطرها 
فهتفت بتأكيد: ابدا يا حبيبي مفيش حاجة
ابتسم عدلي واقترب منها متحدثا ببسمته الرائعة: حبيبي دي حلوة اوي منك يا فريدة، يااااه لما بسمعها بحس اني برجع ابن العشرين تاني
اقتربت هي الاخري تمهس له بنوعمه متناسين وجود أنس: هتسمعها على طول لحد مخليك ترجع بيبي صغير من تاني
ضحك عدلي متحدثا: ياااريت
حمحم أنس يشعر بالحرج: لا أنا شكلي كده عزول عن اذنكم ولم يتغافل عن التحدث مع حنة ببعض الكلمات المهذبة وأبدى اعجابه بما ترتدي وبالطبع هذا لم يلقى استحسان وسام بل شعر بـ الغضب، لو طاله لكسر عنقه الآن .. فكر في الانتقام وكيف يكون فاكتفى بضربه كوع افتعلها غير مقصوده وهو يمر من جواره لكنها كانت ضربة اصابت عينه مباشرة

+



        
          

                
انتفض أنس صارخا للخلف من شدة الضربة 
كاد أن يفقد عيناه بسبب تلك الضربة

+


لم يدرك أن تلك الفعلة ستجعل الكل حوله حتى فريدة وضحى العروستان معا 
هتفت أخته صديقة حنة: مالك يا حبيبي حاسس بــــ ايه
اجاب أنس وهو يضع يده على عينه: مش عارف حاسس اني مش شايف حاجة
يالهووى قالتها اخته بلهفه
اقتربت حنة تحدج وسام بنظرة غيظ وتسألت بقلق: طب نطلب دكتور نتصل بالاسعاف
لا مفيش داعي أنا هبقى كويس 
هتفت فريدة بقلق: اجبلك تلج يا أنس
ضحى ببراءة: ايوه يا فريدة خديه جوه نعمله كمدات عليها حاسه انها ورمت
نظرت اخته لوسام بغل وقالت لحنة بضيق: عجبك كده خطيبك وعاميله يا حنة
شعرت حنة بالخجل لكنها بررت متحدثه: اكيد مكنش قصده، حقك عليا حقكم عليا أنا

+


اقترب كيان متحدثا بناريه لوسام منك لله كان لازم تخبطه يعني طول عمرك فقري يا شيخ 
زفر وسام متحدثا: بحنق اه اللي حصل بقى... غصب عني وفي داخله «من ناري الواد دا مش مزبوط حنين كدا ونايتي وأنا بصراحة متغاظ منه ومن كلامه مع حنة»
اقترب عدلي بغيظ متحدثا: لا عنكم أنا المهمة دي هتولي تلج بس وماية في طبق كبير وشاش وقوم ندخل جوه وسحب أنس من ذراعه بغيظ
هتف أنس ببسمه للبنات وهو يسير معه للداخل: معلش عملت لكم ازعاج
هتفوا جميعا في نفس واحد : متقولش كدا يا أنس المهم عينيك تبقى كويسه
تحدث عدلي بغضب: والله شكلي هصفيله التانية دلوقت

+


في الداخل وضع الشاش البارد عليها بضغطه قوية
تألم انس متحدثا: مبراحة شوية يا عدلي
هتف وهو يشمر اكمامة: لا أجمد كده أحنا لسه بنقول يا هادي

+


وقفت والدته تحدثه بغضب: عجبك العيلة دي بقى هو دا النسب اللي فرحان لي بيه ... ولا الهانم خطيبتك عجبك اللي عملته فيا النهاردة عجبك انها تكسر كلمتي ومتلبسش الفستان بقى كل قريبنا مسنين الفستان اللي جاى من باريس والكل هيتهبل ويشوفه تلبس لي فستان لوكل زي دا، أنا كنت هقع من طولي أول ما شوفته عليها
ظل يستمع لها بصمت حتى توقفت فجأة عندما رأته غير متجاوب معها
فسألته بريبة: مالك ساكت ليه مش بكلمك اوعى يكون عاجبك عاميلها
زفر كيان متحدثا :يا ماما هي العروسة براحتها تلبس اللي هي عاوزاه ما يمكن الفستان التاني وحش عليها ضيق واسع طويل قصير اي عيب فيه مضايقها

+


هتفت في غضب: كانت قالت لي كنت طلبت يتعدل انما هي قررت ونفذت لبست فستان مقرف قصده تكسر كلمتي وتهزئني وسط الناس

+


-ياماما متكبريش الموضوع أنا شايف انه ميستهلش كل الغضب اللي انتِ فيه دا
اتسعت عيناها متحدثه بذهول أنت شايف كده، هي لحقت قلبتك عليا للدرجة دي .. وشعرت بغصة متابعة: بقى ابني الوحيد اللي خرجت بيه من الدنيا كلامي وزعلي عنده ملوش اي اهمية
اقترب متحدثا بلين: عشان ابنك الوحيد زي ما بتقولي عدي اليوم وبعد كده نتكلم في اللي انتِ عاوزاه
ماشي يا كيان قالتها وهي تبتعد بغضب تكاد لا ترى أمامها

+



        
          

                
خرج أنس عيناه تقريبا مغلقة واللون الازرق يحيط بها

+


اقترب عدلي من فريدة التي مازالت تشعر بالقلق على أنس فسألته بخوف: ها عينيه عامله ايه دلوقت يا عدلي 
اجابها بحنق شديد: فريدة بقولك ايه سيبك من أنس وعنيه دلوقت وخلينا في لحظة العمر اللي استنانها كتير
اجابته بغيظ: بلاش شغل الغيرة دا، عيب عليك يا دكتور أنت أكبر من كدا
اجابها عدلي وهو يقترب: لا أنا في الامور دي عيل عادي جدا
ضحكت فريدة متحدثه: مش مصدقه بقى أنت عدلي أنت؟!

+


انتظرت حنة انشغال كيان وضحى واتجهت لوالدته لن تترك الامر يمر هكذا دون ان تأخذ حق اختها

+


اتجهت لزينات متحدثه بهدوء وتهذيب: ممكن اتكلم مع حضرتك على انفراد شوية
طبعا قالتها زينات وهي تنهض معها .. وقفت معها جانبا وحدجتها بنظرة مشتعلة قائلة: حضرتك أم مش كده؟!
تعجبت زينات من كلماتها وتسألت: قصدك ايه؟ 

+


قصدي إن المفروض انك أم تكوني سعيدة بخطوبة ابنك وسعيدة لسعادته مش بس كده المفروض تكوني بدل ماما الله يرحمها لضحى تحسسيها كأنها موجودة البنت بتبقى في اللحظة دي محتاجة مامتها مش تجرحيها وتحسسيها انها قليلة اوي كده ... اكيد عارفة أننا اغنيا واختى لو عاوزه فستان ... لا فستان مين لو عاوزه دار أزياء كاملة تقدر تجيبها، لكن هي مبتهتمش بالكلام الفاضي دا، ضحى عندها الاهتمام بالافعال قلبها ابيض ونقي مش بتركز على المظهر و الشكل الخارجي، فهماني 

+


نظرت لها زينات بضيق وهتفت: أنت جاية تنظري عليا وتعليميني ايه يصح وايه ميصحش ... كويس جدا ولما حضرتك فاهمة في الاصول اوي كده ليه معرفتيش اختك أنه عيب متلبسش هديتي وانه من الذوق حتى لو مش عجبها تلبسه يا اما كانت عرفتني كنت جبت غيره مش تاخده وتشكرني وبعدين اتفاجئ انها لابسه فستان متواضع في خطوبتها اللي هيا خطوبة ابني وعاوزاني اسكت ليه، اللي بيته من ازاز ميحدفش الناس بالطوب، اختك اللي غلطت من الاول يبقى متلوميش عليا في رد فعلي واحمدي ربنا ان الخطوبة تمت غيري كانت لغت كل حاجة في لحظة، عن اذنك
تركتها زينات متجهه لمقعدها من جديد لكن تلك المرة تشعر بأن النيران تتصاعد منها عاليا

+


اتجهت حنة لضحى وكيان تسير تكاد لا ترى من شدة الغضب، تشعر أن الدنيا ليست عادلة حقا ... فضحى ذات القلب الملائكي تقع مع شيطانة كزينات 

+


ايوه يا ابني أنت فين من الصبح بقى هو دا الكلام هي دي المواعيد منك لله الخطوبة هتخلص وأنت لسه ماوصلتش
-خلاص خلاص أنا داخل عليكم اهه
أنا غلطان اللي اعتمدت عليك كان زماني جبت غيرك كان زمانه مكهرب الدنيا من الصبح صور وحركات 

+


ضحك آذار متحدثا: يعني ايه ارجع تاني 

+


يالا ياعم انجز بقى أنا من الصبح عمال اقول لهم صاحبى جاي صاحبى جاي يعني متأخر و عاوز ترجع
-خلاص يا كيان اقفل أنا وصلت اهه
مااشي سلام

+



        
          

                
بالفعل وصل للمكان والحفل
نزل آذار يضبط ملابسه مبتسما .. تلك المناسبات تفكره بغلطة عمره التي لا تنسى ...لكن ما عساه ان يفعل يعتكف عن الناس اجمع
دلف آذار يحمل الكاميرا في يده، سمح له بالدخول فورا
كان في لحظات وسط الجنينة والحفل يلتقط الصور هنا وهناك واتجه بعدها على الفور لكيان يحتضنه متحدثا: الف مبروك يا كيان فرحت لك اوي
الله يبارك فيك يا آذار عقبالك
لا يا عم احنا زي الفل كدا
واقترب يبارك لضحى ..
وكذلك عدلي وفريدة ..
التقط مجموعة من الصور الرائعة وظل في الحفل يمارس هوايته في التقاط لقطات نادرة كما يقولون حتى مرت من أمامه حنة

+


في البداية كان الامر عادى استغرق ثلاث ثوان حتى التفت يتأكد من أنه يعرفها .. وثلاث ثوان آخرى حتى تذكر أنها الفتاة التي صدمته في المطار .. عبس آذار وهو يحاول استجماع الصورة .. هل تترصده، هل تنقل اخباره لـ جمانة ..إذن هي جاسوسة!

+


سأل أحد الحضور عن هويتها وعلم أنها أخت العروس
يفكر ويحاول استجماع الذاكرة اين رأها في المرة الاولي فبناء على ذلك سيتحدد كون الامر صدفة عادية أم حيلة مدبرة منها .. لكنه حتى الآن غير قادر على التذكر
اتجه لكيان وضحى وكانت هي لجوار اختها حدجها بنظرة غريبة مع القاءه التحية
شعرت بأنها رأته سابقا حاولت التذكر اين رأته
واخيرا تذكرت فهمست لنفسها بغضب«دا قليل الذوق اللي خبطني في المطار » لم تكتف بتذكره بل اعطته نظرة استهجان ..زلزلت كيانه شعر بالغيظ منها ودفعه ذلك لعصر ذاكرته أكثر حتى يعلم اين رأها سابقا

+


انتهي الحفل .. 
نهاية سعيدة الكل عاد لبيته فرحا
واتجه آذار لغرفة التحميض الضيقة الملحقة بغرفته فهي تكاد تسعه بصعوبة يبحث في الارفف يشعر أن هذا الوجه مر على كامرته من قبل وقد كان حيث اخرج صورة من نجاتف قديم يعود زمنه لعامين سابقين

+


------------------------------------------------

+


نهاية الاسبوع ..
حفل الخطبة الخاص بجمانة على عريس الغفلة «شريك والدها ماهر دويدار » 
تلعن حظها السيء .. تفكر ماذا ستفعل لتنجو من فضيحة قادمة، باق عدة ايام فقط على الزفاف ..
ومعتز يضع يده في الماء البارد وكأنه لم يفعل شيء
لجوارها ماهر يعاملها بحنان الكون .. يكبرها بما يقارب خمسة عشر عاما.. لذا يعاملها كأنها ابنته لا خطيبته
ووالدها سعيد للغاية فهو الان مطمئن عليها مع رجل بمعنى الكلمة ليست هي فحسب بل مطمئن على امواله وتجارته انها ستجد من يديرها بعد وفاته

+


ماهر بصوت رخيم: كان نفسي اعمل الخطوبة بشكل اقيم من كده لكن ما حبتش افرض رأي عليكي
اجابته جمانة بفتور: كده كويس وبعدين أنا مبحبش الهيصة والكلام دا
ارتفع حاجب ماهر في شك ولسان حالة انك ام لهذا الكلام لكنه اكتفى بتلك النظرة
زفرت بحنق متحدثه: يالا نرقص
امسك كفها برسمية واتجه للمكان المخصص للرقص
كانت بين يديه تتجرع الالم تشعر بالغثيان ولسان حالها يقول «بقى بعد معتز وآذار اكون معك أنت .. دا أنت لاشكل ولا منظر ولا فيك حاجة حلوة ياربي ليه حظي كده»
تكاد تصاب بنوبة قلبية من التوتر والغضب بينما هو هادئ متغاضى عن كل البرود الذي يشعر به ونظرات الاشمئزاز التي تحدجه بها

+


انتهى الحفل وظلت تبك في غرفتها طويلا وفي نهاية المطاف .. هاتفت معتز
اجابها مداعبا: اهلا بالعروسة 
عروسة ليك عين تهزر كمان ... مش مقدر حجم المصيبة اللي أنا فيها
يوووه رجعنا لنفس الكلام منا قلت لك على الحل وانتِ اللي خوفتي اعملك ايه بقى؟!

+


ياسلام عاوزني ارمي نفسي بين ايدين دكتور ملوش اسم، دا إن كان دكتور اصلا للدرجة دي مش فارقة معاك يا معتز
اجابها ببرود: يا بنتي العملية سهلة جدا انتِ بس اللي خوافه

+


معتز أنا بكلمك بجد لو مشوفتش لي حل هنتحر وقبل ما اعمل كدا هكتب رسالة لبابا هقوله فيها على كل حاجة واعرفه انك اللي دمرتني وضيعت شرفة في الارض

+


شعر بصدق كلماتها فهتف مفكرا طب بوصي سبيني يومين اشوف لك حل وهكلمك
صدقني يا معتز هما يومين بعدهم هعمل اللي قلت لك عليه وعليا وعلى اعدائي
خلاص وعد يومين وهكلمك

+


انتهي اليومين وهي تنتظر اتصاله حتى جاءها كطوق نجاة لغريق يعافر

+


كانت كلماته محدده وقليلة: قابليني بعد شوية في المكان .... متتأخريش هستناكي
استعدت سريعا واتجهت له ..
وصلت المكان ..نزلت من السيارة وركبت سيارته متحدثه بقلق: هااا ايه الحل وليه مقولتليش في التليفون 

+


وهناك من يتابعها بسيارته بدء من خروجها من الفيلا حتى صعودها سيارة معتز
لحظات قليله وهاتف ماهر متحدثا: ايوه يا ماهر باشا 
ركبت مع واحد عربيته

+


انتهي الفصل عاوزه تفاعل حلو
دمتم بخير

+

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close