رواية بين احضان قسوته كامله وحصريه بقلم سارة احمد
في هذه الحياه يولد البعض وفي قلوبهم بذور الرحمه... وآخرون يولدون ف عروقهم نيران القسوه ....
واخرون يولدون تشكل الحياه القسوه بداخلهم ويتحولون الي آخرون معجونها قلوبهم بظلم الحياه وقسوة بعض البشر ...
+
أما الحب فهو النار التي تحرق الجميع دون تميز ...
ما بين قسوة رجل لم يذق طعم الحنان ... وضعف امرأة ارهقها طعم الظلم حتي تحولت إلى قوة خفيه تقاوم الحياه تدور حكايتنا ...
+
هذه ليست قصة حب عاديه بل قصه أرواح تحترق ... قلوب تعيش ف الظلال ... واحلام تسعي للهروب من سجن الواقع ....
+
عندما يلتقيان قلبان أحدهم مثقل بالجبروت ... والآخر ملئ بالجروح .....
تبدأ لعبة القدر فهل الحب قوه تشفي الجروح ؟!
ام لعنه تضيف الي الالم الم اخر ؟!!!
3
الحب والعشق كلمه يتغني بها الحالمون ...
ولكن ف هذه الحكايه الحب خنجر مسموم مغروس ف الصدور .. هنا القدر لا يرحم أحد ... هنا راجل صنعته القسوه حتي أصبح وجهه مرآة للجبروت ...
+
وامراه كسرت حتي باتت القوه درعها الوحيد للظلم الذي يطارد خطواتها ... الحب هنا كوحش جائع .. وكأن الحياه لا تعرف سوء صنع الكارثه من لقاء الأرواح التائهه ..
+
ف هذه الحكايه يبدأ الصراع بين القلوب أحدهم لا يعرف الرحمه والآخر لا يملك ملجأ سوء الالم ..
فكيف يمكن للظلام أن يجد النور؟! ... وللحب أن يزهو بين الخراب .....؟!
جبران الباشا
رجل عنوانه الجبروت والقسوه عندما تراه للوهلة الأولى تعتقد أنه حجر منحوت ع شكل بني ادم لكن دون قلب أو احساس أو مشاعر وجهه مرآة لا تعكس سواء البرود مستحيل أن يظهر ما يموج بقلبه ع صفحه وجهه عينيه جامده وكأنها شظايا جليد عيون لا تعرف الدفء قط
قاسيه كـ قسوة الخطر لا يرحم قاطعه كـ سيف يقطع الهواء بصمت عينيه مخيفه لا يجرؤ أحد أن يحدق بهما أكثر من لحظه دون ارتعاش
يبلغ من العمر ٤٥ عام صاحب اكبر سلسلة اوتيلات ف الشرق الأوسط
تزوج ف سن صغير وانجب ولد سليم وبنت جيلان
توفيت زوجته منذ ١٥ عام وتركت سليم ابن العشر سنوات وجيلان بنت سنه واحده
.................................
8
سليم جبران الباشا
شخصيه جاد ف عمله جدا معروف بتواضعه وحبه للناس عصبي احيانا لكنه مرح ويحب الحياه
يبلغ من العمر ٢٥ عاما وصاحب شركه حراسه امنيه خاصه ساعده والده ف إنشاءه
...............................
4
نظلي الباشا
اخت جبران الباشا وهي من قامت بتربية أولاده بعد وفاة زوجته لكنها ناعمه مثل الحيه وتتلون مثلا الحرباء حقوده وغيوره جداا
تبلغ من العمر ٤٠ عام
....................................
3
البطله ونس صبحي
تبلغ من العمر ٢٣ عاما قويه الشخصيه وجميله جمال ساحر لكنها حزينه تحمل بداخل قلبها هموم من حولها وف عيونها دموع لو تروي صحراء جرداء تنمو وتزهو بدمعها تعمل ف اي وظيفة بسيطه تقع أمامها لعدم حصولها ع شهاده جامعيه
حتي تستطيع توفيرا طلبات إخوتها وزوجه ابيها
....................................
16
دمع صبحي الاخت الصغري تبلغ ١٨ عشر عام آخر سنه لها ف الثانويه العامه جميله جدا ورقيقه مرح جدااا لكن ما يحزنها حال اختها وحالها ....
.........................
+
صبحي عبدالله
القسوه والقذاره والنداله عنوانه لا يعرف معني الأبوه أو الرحمه لا يعمل شخص بارد لا يتحمل مسؤولية ياخذ من ونس كل مال تعمل بيه حتي يصرفه ع المخدرات والقمار
+
...........
اميره عوض
زوجه صبحي الثانيه تزوجها بعد وفات زوجته الاول والدت ونس ودمع وانجبت منه طفلتها مي من العمر العشر سنوات طيبه القلب وتحب ونس ودمع كثير ولكنها ضعيفه الشخصيه ومغلوبه ع أمرها وتخشي زوجها جدا فلم تري منه اللي القسوه والعنف ...
.........................
5
وفاء سعد
صديقه ونس وجارتها الصدر الحنون الي ونس ودائما تحاول التخفيف عنها ومصدر الحنان لها وسط متاعب الحياه شخصية حنونه ورقيقه مرح تبلغ من العمر ٢٤ عاما خريجه كليه تجاره
...................................
+
ﻫُﻨـﺎﻙ ﻧﻔـﻮﺱ كالزجاج ؛
ﻻﺗﺘـﺤﻤﻞ ﺃﻱ ﺧـﺪﺵ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺳﻴـﺔ ﺍﻟﺘـي ﺗُـﺮﻣـي ﺑﻬـﺎ ،.. وﻧﻔـﻮﺱ ﻧﻤـﺮّ ﺑﻬـﺎ فـي ﺍﻟﺤﻴـﺎﺓ ﻣــﺮﻭﺭ ﺍلكرﺍﻡ ،.، ﻻ ﻧﻌـﺮﻑ ﻗﻴﻤﺘـﻬﻢ ﺇﻻّ ﻋﻨـﺪﻣﺎ ﻧﺒـتـﻌـﺪ ﻋﻨـﻬﻢ، ﺑﻜـﻞ حـﺮﺹ ﺧـﻮﻓﺎً ﻣـﻦ ﺟﺮﺣﻬـﻢ ﺃﻭﺧـﺪﺷﻬـﻢ
وﻧﻔـﻮﺱ كاﻟﺸـﻤﺲ ﺍﻟﺴﺎﻃـﻌﺔ ؛ ﺗُﺮﺳﻞ ﺃﺷـﻌﺘﻬﺎ ﻭ ﺩﻓـﺌﻬﺎ ﺇﻟـﻰ ﺍﻟﺠﻤـﻴﻊ ﻭﻻ ﺗﻨـﻈﺮ ﻛﻠـﻤﺔﺷـﻜﺮ ، ﻭﻧﺘـﻤﻨﺎﻫﺎ ﺃﻻّ ﺗﻐﻴـﺐ ﺃﺑــﺪﺍً ...
ﻭﻧﻔـﻮﺱ كاﻟﻘـﻤﺮ ؛ ﻧﺤـﺘﺎﺝ ﻟـﻬﺎ ﻭﻻﻧﺴﺘـﻄﻴﻊ ﺍﻟﺒـﻌﺪ ﻋﻨﻬـﺎ ﻧﺸﻜﻲ ﻟﻬـﺎ ، ﻭﻧﺘــﻮﻧﺲ ﺑــﻬﺎ ﻭﻧﺴــﻬﺮ ﻣﻌــﻬﺎ ...
ﻭﻧﻔـﻮﺱ ﻛﺎﻟﺜﻠﺞ ؛ وﻗﺎﺳـﻴﺔ ، وﺟـﺎﻣﺪﺓ وﺑــﺎﺭﺩﺓ ، وﻧﺎﺻــﻌﺔ ﺍﻟﺒﻴـﺎﺽ ،
ﻧﻌـﻢ ﻭلكـن ﻻ ﺭﻭﺡ ﻓﻴﻬـﺎ ﻭﻻ ﺣـﻴﺎﺓ ...
ﻭﻧﻔـﻮﺱ ﻛﺎﻟـﻨﺎﺭ ؛.. ﻧرﺍﻫﺎ ﻣـﻦ ﺑﻌـﻴﺪ ، ﻭنـﺘﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﺗﺸـﻌﺮﻧﺎ ﺑﺎﻟﺪفـيﺀ ، ﻟﻜـﻦ ﺇﻥ إﻗﺘـﺮﺑﻨﺎ ﻣـﻨﻬﺎ ﺃﻛـﺜﺮ ﺃﺣﺮﻗـﺘﻨﺎ ....
ﻭ ﻧﻔـﻮﺱ كاﻟـﻤﺎﺀ ؛ ﺗﺮﻭﻳﻨـﺎ ﻭﻗـﺖ ﻋﻄـﺶ ﺍﻟﺰﻣـﺎﻥ ﻧﺤـﺘﺎﺝ ﻟﻬـﻢ
وﻻ ﻏـﻨﻰ ﻋﻨﻬـﻢ ﺃﺑﺪﺍً ﻓـﻰ ﻛـﻞ ﻭﻗـﺖ .... ﻭ ﻧﻔـﻮﺱ كـاﻟﻮﺭﺩ ؛ ﻧﺘـﻤﺘﻊ ﺑﺠﻤﺎﻟﻬـﺎ ﻭ ﻋﺒـﻴﺮﻫﺎ ﻭ ﺷـﺬﺍﻫﺎ ﻭﺃﻟﻮﺍﻧـﻬﺎ ﻭ ﻻ ﻧﺴﻠـﻢ ﺃﺷـﻮﺍﻛﻬﺎ ﺣﻴـﻦ ﺍﻟﻐﺪﺭ ﺑــــﻬﺎ ... ﻭ ﻧﻔـﻮﺱ كاﻟﻔﺮﺍﺷـﺔ ؛ ﺭﺍﺋـﻌﺔ ﻻ ﺗﻮﺟـﺪ ﺇﻻّ ﻭهـي ﺟﻤﻴـﻠﺔ ﺣﺴـﺎﺳﺔ ﺑﺮﺍﺋﺤـﺔ ﻭ ﻟـﻮﻥ ﺍﻟـﻮﺭﺩ ﻣﺤـﻤّﻠﺔ ﻧﺴﻌـﺪ ﺑﻬـﺎ ،.. ﻭهـي ﺗﻬﻴﻢ ﺣـﻮﻟﻨﺎ ﺗﺸـﺎركنا ﻓـﺮﺣﺘﻨﺎ ﻭﺃﺣﺰﺍننا ﺑﻜـﻞ ﺭقة.......
ليس كل من تربطك بهم صلة الدم او القرابة فقط هم أهلك
بل هناك أهل قد يكونون أقرب لك منهم.هم من تألفهم الروح و يأنس بهم القلب
فليس كل أخ لك هو من ولدته أمك فهناك إخوة تلدهم لك الأيام والمواقف ويكونون لك خير رفيق وسند في الحياة ......
+
.........................................
+
" ف احد احياء القاهره الشعبية ، بداخل منزل اكل وشرب الزمن ع جدرانه الباليه ، وتشقق سقفه كما تشققت قلوب ساكنيه من الهم والقهر ، كانت تجلس بطلتنا الفاتنه التي انعم عليها الله بقدر كبير جدا من الجمال ! لكن علي قدر جمالها الساحر تمتلك أيضا اسوء حياه ؛ تتمثل في أب لا يمت للأبوه أو الرجوله بصله شخص تجرد من كل معاني الانسانيه !! لو أردنا أن نضع له عنوان سيكون الخسه والنداله والجشع والقذاره عنوانه ...
1
تململت ونس ف جلستها بعدم راحه ! فهي لا تعرف الراحه ولا السكينه ف حضوره ابدا ؛ كانت دائما تسئل نفسها لماذا ؟؟ حتي عندما كانت صغيره وتري آباء أصحابها ف الحي أو المدرسه يهتموا لأولادهم ؛ وهي لا تري الا القسوه والعنف!! كانت مجرد طفله محرومه من طعم الحنان ! ماذا طعم الحنان؟! فهي لما تذق هذا الطعم ولا تعرفه من قبل؛ فهي لا تعرف سواء العنف والقسوة والحزن ؛ وتلك الغرفه المظلمه البارده التي تسجن بها عندما تقف أمام جبروت هذا المتجبر القاسي !!
+
أطلقت زفيرا محمل بالهم والألم ونظرت إلى اختها الصغره التي تصغرها بخمسه أعوام تلك الدمع !! نعم أطلق عليها دمع وطلما اعتبرها نذير شؤم ؛ وسبب ف قتل والدتها أثناء ولادتها فما ذنبها إذن يا ساده ؟!
+
نفضت ونس هذا الأفكار المتزاحمه بداخل عقلها عندما قالت دمع : عارفه يا ونس أنا جبت النهائيه ف امتحان الميد ترم !
+
ابتسمت ونس بسعاده لا توصف وهتفت : مبروك يا قلبي شد حيلك يا دمع عايزكي تجيبي مجموع حلو عشان ترتاحي ف كليه بتحبيها ؛
+
وقفت الكلمات ع شفتيها وماتت الضحكه عندما هتف هذا الكريه : كليه ايه يا روح امك انتي وهي هو مين فيه حيل لمصريف كليات ؟!
+
بلعت اميره تلك الزوجه المغلوبه ع أمرها لعابه بصعوبه وجحظت عيون ونس بذهول تزامنا مع صياح دمع : يعني ايه؟! بعد التعب ده كله مش هدخل كليه !! وانا ايه كان صبرني ع تعب المذاكره غير اني ادخل كليه واهرب من الهم ده !!
+
انفلتت منه ضحكه مستفز بارده وهتف : تهربي من الهم وتسبينا احنا فيه يا روح امك ؟!
+
نهضت ونس بعنف وهي تشعر حقا بالاختناق من جو الغرفه العام وهتفت : كفايه بقا مش كفايه حرمتني أنا اكمل تعليمي كمان هتظلم اختي حرام عليكي بقا !!
+
صرخ بحده : حرمت عليكي عيشتك يا بت الكلب يا ناقصه كل واحد عايش ف البيت ده لازم يشتغل ويصرف ع البيت أنا مش هصرف ع حد تاني !
+
همسه دمع : امتي صرفت علينا حرام عليك ارحمنا بقا هو حد طالع عينه ف البيت ده غير ونس وياريت سيبها ف حاله كمان بتاخد فلوسها تصرفها ع الارف اللي بتشربه !!
+
صرخت ونس بعنف : عندك حق أنا بنت كلب بس مش ناقصه ابدا ..
+
نهض بعنف حتي سقط الكرسي من خلفه واقترب منها وهدر بفحيح افعي سامه : بت كلب بس مش ناقصه هاا ؟!
+
نهضت اميره تحاول منع هذا المتجبر عنها وهتفت : سايق عليكي النبي هي متقصدش دي عيله ومش فاهمه هي بتقول ايه يا خويا !!
+
قبض ع شعرها بعنف وهدر : اوعي انتي كمان يا مراة يا بت العـ** !
1
ودفعها بعنف وقبض علي ذراع ونس بعنف متجبر وقام بلوي ذراعها خلف ظهرها بغل وهدر : أنا هوريكي الكلب ده هيعمل فيكي ايه يا بت ال*****؛
+
صاحت دمع وهي تنحب وتشهق وتحاول الدفاع عن شقيقتها الكبرى وهتفت : حرام عليك سيبها بقا !!
+
ضغطت ونس ع شفتيها تمنع شهقتها ودموعها تنهمر بصمت يقتل روحها بالبطئ كالسم البطئ ؛؛
+
دفع صبحي دمع ع الأرض وسحب ونس بعنف إلي تلك الغرفه التي شهدت عذابها و قهرتها منذ الصغر دفعها داخل تلك الغرفه المظلمه كـ ظلمت قلبه المتحجر و بارده كـ عينيه الخاويه من الحنان والرحمه
+
واغلق الباب بعنف وصاح : أنا هربيكي من اول وجديد يا بت ال***** ..
+
اقترب من دمع واميره الجالستان علي الأرض ؛ وتضم دمع وطفلتها مي التي ترتجف من شده الخوف ؛ فهي لما تبلغ الا العشر سنوات ؛ ولكنها تري هذا المشهد يتكرر شبه يوميا أمام عينيها.. ياالله ارحم قلوب صغيره وبريئه لكنها مقهوره ..
+
وهدر بعنف : اللي هيفتحلها الباب هيكون اخر يوم ف عمره..
+
وتحرك خارج الشقه واغلق الباب بعنف اهتزت له جدران الشقه ..
+
وصوت نحيب ونس بداخل الغرفه يعانق صوت شهقات ونحيب اخواتها واميره المتحسر الناقم ولكن مغلوب ع أمره
+
...............
+
ف مكتب جبران الباشا
يوما بارد كـ بروده قلبه ، وسماء ملبده بالغيوم كـ حياته الملبده بـ الكأبه الشمس بالكاد أشرقت، لتغمر المدينة بضوء خافت يشق طريقه عبر زجاج النوافذ الممتدة في مكتب جبران الباشا المكتب يعكس شخصية صاحبه فخم ، ولكنه صارم خالٍ من التفاصيل غير الضرورية. كل شيء في مكانه، مرتب بدقة متناهية.
+
جلس جبران خلف مكتبه الضخم، وهو يراجع التقارير المالية عبر شاشة الحاسوب. وجهه جامد، عينيه تركزان بحدة على الأرقام التي تمر أمامه، وكأنها معركة يخطط للفوز بها بأي ثمن.
+
دق الباب بطرقات مترددة، ودلف أحد الموظفين مسرعًا، بعيون يملؤها الخوف من القادم وهويحمل مجموعة من الأوراق في يده، ويتصبب عرقًا رغم برودة المكيف في المكتب.تقدم الموظف أمام المكتب
+
وقال بتلعثم :ـ جـ جبران باشا .. آسف عـ على الإزعاج، بس فيه مـ مشكلة في المطبخ."
+
لم يرفع جبران عينيه عن الشاشة، للحظه شعر الموظف أن صوته لم يصل الي هذا القابع خلف مكتبه لم يظهر اي تعبير ع صفحة وجهه
+
تنحنح الموظف وهمس : جبران باشا !!
+
رفع جبران عينه ببرود مستوحا من جليد القطب الشمالي بالتأكيد وقال : اكيد مش هترجاك تقول ايه المشكله ؟!
2
يلع الموظف لعابه بصعوبه وقال "الموردين رفضوا يسلّموا الطلبية النهارده. بيقولوا إن الدفع متأخر."
+
هنا، توقف جبران عن الكتابة على لوحة المفاتيح، ورفع رأسه ببطء شديد. كانت عيناه تُشع بنظرة باردة كالجليد، تتغلغل داخل الموظف حتي أصاب قلبه بالصقيع جعله يهتز في مكانه
+
.هتف جبران بنبره عميقه ولكن يملؤها الاستهزاء : "متأخر اه ؟ والدفع مش كان المفروض يتم الأسبوع اللي فات؟"
+
حاول الموظف تبرير التأخير قائلا : "أيوه يا فندم، بس كان فيه ظروف وأنا.. أنا مضيت الشيك بناءً على الموافقة الأولية."
+
نهض جبران من كرسيه فجأة، بطوله الفارع وهيبته الطاغية التي ملأت الغرفة مما دافع الآخر الي التراجع خطوات للخلف
+
خطا بخطوات ثابتة نحو الموظف، حتى وقف أمامه مباشرة.وهدر بصوت مكتوم بغضب: "ظروف؟ ظروفك دي تخصك لوحدك ، أنا شغلي لازم يمشي زي عقارب الساعة حتي لو بتموت . أنا اللي يهمني إن الطلبية توصل في معادها. مفهوم !!
+
هز الموظف رأسه بسرعة، محاولًا إظهار موافقته، لكنه لم يستطع النطق بأي كلمة.
+
أردف جبران بحده أكثر : "أنا مش بدير سوق خضار هنا. ده أكبر فندق في البلد، والسمعة فوق أي شيء. كلمة تأخير مش موجودة في قاموسي. لو مش عارف تتصرف، الباب مفتوح. ويجي مكانك الف عارفين شغلهم كويس ،، اظن فاهم؟"
+
تلعثم الموظف بالاعتذار :"أنا... أنا آسف جدًا، يا فندم. هتصرف حالًا."
+
لكن جبران لم يمنحه الفرصة للهرب بسهولة. أشار بيده إلى الأرض بجانب قدمه، حيث كان كوب القهوة الذي كان يشربه على وشك الانتهاء. أمسك بالكوب ببطء، ثم ألقاه بقوة على الأرض، ليتهشم إلى قطع صغيرة، محدثًا صوتًا مدويًا في الغرفة.
+
هدر جبران بصوت رعدي مخيف : "ده اللي هيحصل لأي حد يغلط هنا! أظن الرسالة وصلت ؟"
1
هز رأسه بزعر وعينيه تتأرجح بين شظايا الكوب والشظايا الملتهبه التي تندلع من عينين هذا الجبران وهمس : "واضح يا فندم ... هتصرف فورًا."
+
أشار جبران إليه بيده، وكأنه يطرده من أمامه وهدر : "اختفي من هنا دلوقتي، وقبل ما تطلع من باب الفندق لازم تكون المشكلة اتحلت."
+
هرول الموظف من المكتب بسرعة وكأنه يهرب من عاصفة ثلجية سوف تبتلعه أن انتظر لحظه اخري
+
وبقي جبران واقفًا مكانه للحظات، ينظر إلى الشظايا على الأرض،بنظرات خاويه قبل أن يعود إلى مكتبه.
+
التقط الهاتف ، واتصل بأحد مساعديه الموثوقين.
+
وهدر بصوت جامد : "أنا عايز تقرير كامل عن الموردين النهارده. مين اللي اتأخر، وليه؟ وحابب أسمع حلول قبل نهاية اليوم."
+
أغلق الهاتف دون انتظار رد وأسند ظهره إلى الكرسي. مرر يده في شعره، وعينيه تحدقان في الفراغ أمامه. خلف كل هذه القسوة كانت هناك هالة من الغموض، رجل يحمل أعباءً ثقيلة لا يراها أحد.ولا يشعر به
+
...................................
+
ف شركه الحراسه الخاصه بـ سليم الباشا ...
يجلس خلف مكتبه، أنفاسه ثقيلة وكأن أفكاره تبتلع كامل تركيزه
+
دلف آدم وهتف :" سليم ؛ السيوفي عايز يغير قائد الحراس للمره الثانيه ؟!
+
انتظر رد من سليم لكن دون جدوى دار حول المكتب وجلس أمامه وهتف : سلــــــــيم !!!
+
انتبه سليم وهز رأسه وتمتم: "ايه !حصل ايه! بتزعق ليه؟
+
- 'أنا شايفك متوتر يا سليم... مالك؟
+
تنهد سليم : "خايف يكون الموضوع أكبر مني يا آدم.!!
+
حك آدم جانب فمه ورد : "خلاص، قولي اللي في بالك.؟!
+
غمغم سليم بنبرة عميقه بعمق قلبه : "دمع... أنا عايز أخطبها.
+
آدم: "عارف إنك بتحبها من زمان. إيه الجديد؟
+
اعتدال سليم وهو يمسح ع وجهه : الجديد هو أبويا!!!جبران الباشا يا آدم !
+
تنهد ادم وهمس لنفسه : 'سلاما قولا من رب رحيم "
+
اكمل سليم : عارف إنه مش هيوافق بسهولة! يمكن حتى يرفض تمامًا!!
+
شرد سليم وغيم الحزن عينيه وغمغم : أبويا شايف كل حاجة بمنظار مختلف. بالنسبة له، أي حاجة مش في خطته تبقى ممنوعه . ودمع... مش من الطبقة اللي هو متوقعني أتجوز منها!!
+
قطب آدم حاجبيه وقال : "يعني عشان مش بنت ناس أغنياء؟
+
ضغط سليم ع جبهته وهتف : "بالضبط! وده اللي بيخليني أفكر مرتين قبل ما أتكلم معاه !!
+
نهض آدم ومال بجسده ع المكتب وهتف بجديه : " بس إنت مش صغير يا سليم ؛ إنت الراجل اللي مسك الشركة دي، واللي أثبت إنه يقدر ياخد قرارات لوحده ؛الحب اللي بينك وبين دمع أكبر من التردد اللي مالي عينيك ده !!
+
اوما سليم برأسه وقال : عارف بس... مش عايز دمع تتحط في موقف صعب بسببي ؛ انت عارف جبران الباشا مش هيرحمها ؛وممكن يوصلها يخليها تندم إنها وافقت!وتبعد عني هي !!!
+
ذم آدم شفتيه بحنق وقال : "طيب، إنت سألت نفسك سؤال بسيط؟
+
نظر له سليم : إيه هو؟
+
آدم: هي دمع تستاهل المخاطرة دي ؟
+
طغت المشاعر علي وجه سليم وغمغم : اكتر مما تتخيل. دمع مش مجرد حبيبة، دي الشخص الوحيد اللي فهمني، اللي شافني على حقيقتي وحبني زي ما أنا.
+
غمغم آدم بدهشه : ولما هو ده إحساسك!! يبقى مفيش أي حاجة توقفك. أبوك هيفهم في الآخر، يمكن مش بسهولة، بس هيفهم. وأي ضغط ممكن يعمله على دمع، مش هيقدر عليها لو كانت بتحبك بنفس القوة؟
+
ابتسم سليم بخفه ورد : "دمع بتحبني بس برضو لسه صغيره!!
+
هتف آدم ناصحا : "بس بتحبك والحب مش بالسن انت لازم تتمسك بالحب ده ؛ مش سهل نلاقي الحب اللي بجد ف زمانه دي يا صاحبي !
+
نهض سليم وهتف بإصرار : "هتكلم مع أبويا. مش هخليه يتحكم في حياتي أكتر من كده.!!
1
ربت آدم ع كتفه وهتف : وأنا جنبك، يا صاحبي. مهما حصل، دمع تستاهل إنك تحارب عشانها.
+
............................
+
ف منزل ونس ...
"هتعملي ايه يا دمع انتي اتجننتي ؟!
+
هتفت بها اميره وهي تتمسك بيد دمع التي تتمسك بأحدي سكاكين المطبخ ؛ وتحاول فتح باب الغرفه لشقيقتها وهتف : اوعي يا ابله أنا هفتح الباب ده ؛ وهخرج ونس الجو برد اوي والاوضه دي زي الثلاجه حرام عليكم !!
+
تمسكت بها اميره وهتفت وهي تسحب السكينه منها : "بلاش ابوس ايدك يا دمع ابوكي يطين عيشتك يا بنتي !
+
استيقظت ونس التي غفت ع الأرض ف وضع الجنين علي أصواتهم ؛ ونهضت وهي تشعر بتيبس أطرافها من بروده الغرفه التي اكلت الرطوبه جدرانها ؛ وزحفت الي الباب وتمتمت : "دمع يا قلبي اسمعي الكلام ؛ بلاش انا هتحمل يا دمع !!
+
صرخت دمع بقهر ورد :" ليه ! ليه انتي تتحملي كل ده حرام والله حرام يا ونس "
+
سندت ونس ظهرها ع الباب وسندت دمع من الجهه الاخري وكأنه سندت قلبها ع قلب شقيقتها وهمسه ونس : أنا بحبك اوي يا دمع ؛ صحيح اللي بينا خمس سنين بس؛ بس بحس انك بنتي يا حبيبتي !!
+
جلست اميره بجانبهم وهي تضم ابنتها وتنحب بصمت !!
+
همسة دمع بدموع متحسره :" مش هستسلم يا ونس ؛لازم يجي اليوم اللي نرتاح فيه ؛ وانتي اكتر حد لازم يرتاح يا ونس!!
+
همسة ونس وهي تمسح دموعها بقهر: "اكيد يا دمع خليكي عندك ثقه ف ربنا يا حبيبتي !
+
دقت دمع الباب بضعف شديد وهمسة : "يارب يا ونس ؛؛
+
شعرت اميره بصوت المفتاح يفتح شهقت برعب وهي تتمسك بيد دمع وهمسه:" قومي قــ قومي يا دمع ابوكي جيه قومي يابنتي ؛
+
لكن لما يحالفهم الحظ؛ ودلف هذا الكريه قبل أن يتمكنوا من النهوض ؛ واقترب منهم وهي ينظر لهم بعيون ثقيله ويتطوح بتمايل شديد وغمغم :" ايه متلاقحين كده ليه يا وش الفقر منك ليها ؟!
+
نهضت اميره وسحبت دمع ومي ف يدها وردت بتلعثم : اابدا يا خـ خويا سلمتك ااحطلك تتعشي ؟!
+
نظر له بنفور وغمغم : "مش عايز من خلقتك زفت يا بومه!!
+
تحرك بتجاه باب الغرفه وهتف : " اوعوا كده جاتكم الهم !
+
تحركوا برعب , وقام بفتح الباب ، نهضت ونس بصعوبه من الم ظهرها وأطرافها وتراجعت للخلف ...
+
اقترب منها وقبض على ذراعها بعنف وهتف ونفسه الكريه يلفح صفحة وجهها : أنا جبتلك شغل يا غندوره ؛ وعارف المرتب بتاعك كام يعني مش هتعرفي تلعبي بديلك معايا من بكره هتستلمي شغلك !!
+
تراجعت ونس وهي تبعد وجهه ع مرمى أنفاسه الكريهه وهتفت : شغل ايه ده ف كباريه برضو ؟؛ ولا شقه مشبوها زي المره اللي فاتت؟!
1
ابتسم بجانب فمه بطريقه مستفزه : لا يا بت وانتي اخلاقك عاليه اوي ؛ بس لا ! المره دي ف مطبخ ف اكبر فندق ف البلد لما اشوف حجتك المره ده ؟!
+
حاولت نزع ذراعها وقالت ودموعها تنزل ببطئ: " مطبخ يعني هشتغل ايه ؟!
+
- "خدامه طبعا !!
+
غمغم بها بنبره مستهزي متشفيه ...
+
همسه ونس بقهر : "خدامه !!
+
صاحت دمع بعنف وقد فاض الكيل: " لا كفايه بقا ! حرام عليك ف اب يعمل كده ف بنته ارحمنا بقا !!
+
تمسكت بها اميره وهمسه : " لاا يا دمع اسكتي!!
+
دفع صبحي ونس بعنف ؛ وقبض ع شعر دمع وصرخ بصوت مرعب وعينيه تطلق شرارات ناريه : "حتي انتي يا نحس يا وش الفقر هتقفي قدامي ؟!
+
تمسكت ونس بشقيقتها تحاول نزع قبضته من شعرها وهي تنحب وتشهق بصوت يقطع نيض القلب : " خلاص سيبها وانا موافقه بس سيبها !
+
هتفت اميره وهي تنحب بضعف شديد وتشعر أن قلبها ع وشك التوقف من شده الحزن : " سيبها يا اخويا هتموت ف ايدك !
+
شهقت دمع ودموعها تتسابق على وجنتيها:" لا يا ونس كفايه ذل بقا !
+
هدر صبحي بصوت مرعب لكنه جليدي : "طيب ايه رايك انك انتي كمان هتشتغلي معاها ؟!
+
صرخت ونس بعنف: " لالالا ابوس ايدك خلاص ؛ انا هشتغل وهعمل كل حاجه بس سيب اختي والنبي !!
+
دفعهم صبحي بعنف حتي سقطت ونس ودمع فوقها وهدر : " ماشي يا بت الكلب دي اخر مره ؛ ولو حصل ووقفت قدامي تاني حتي البيت ده هيتحرام عليكم يا بت الحرام انتي وهي.
+
خرج من الغرفه وهو يدفع اميره ومي الي الحائط بعنف وهتف : " أنا هوريكم يا شوية عرر نسوان تجيب الهم المستعجل .....
+
..........................
+
ف اليوم التالي
أمام أحدي اكبر فنادق القاهره وقفت ونس تنظر إلي حجم الفندق الضخم بذهول وهمسة : "ايه المكان ده ؟!
+
سحبها صبحي بعنف وهدر بين فكيه : " يلا يا اختي انتي لسه هتنحي !!
+
اقترب من البوابه الي أحد رجال الأمن صديق صبحي وهتف : ازيك يا عامر ايه الكلام ؟!
+
أشار له هذا العامر وهو يلتهم ونس بعينيه بدون خجل ورد : الكلام ع القشطه ؛ اوع تقولي دي بنتك اللي عايزه تشتغل ف المطبخ يا صبحي ؟!
+
نظرت له ونس وهي تشعر بالاختناق من نظرات هذا الوقح دفعها صبحي من ظهرها وقال : " ايوه هي يا خويا !!
+
أشار لها عامر وغمغم :" تعالي معايا يا ست البنات !!
+
أشار لها صبحي أن تتقدم خلف عامر بعنف نظرات له ونس بحنق مخلوط بالغضب ودلفت خلف هذا العامر !
+
واستلمت عملها الجديد عاملة نظافه ف مطبخ الفندق ""
+
................................
+
بعد مرور أسبوع
كان المطبخ أشبه بخلية نحل لا تهدأ، حركة مستمرة ووجوه متوترة. الأصوات تتداخل: صوت السكاكين وهي تقطع الخضروات بسرعة، وصوت الأواني المعدنية وهي تتشابك، وصوت الطهاة وهم يتبادلون التعليمات بصوت عالٍي فاليوم الاحتفال السنوي بذكر افتتاح الفندق الرئاسي لـ جبران الباشا...
+
وسط هذا الجنون كانت ونس تعمل بجد، يديها تتحركان بسرعة وهي تحاول إنجاز مهمتها وتنظيف ما يتلفه الطهاة خلفهم من اواني وأسطح متسخه دون أن تشعر سقط ع ملابسها بقعة صلصه لطخت ملابسها البيضاء ..
+
شهقت ونس وهمسه :" يالهوي مش وقته خالص !!
+
تركت ما بيدها واشاره الي أحدي الفتيات وهمسه:" معلش يا نرجس عندك يونفورم تاني عشان ده زي ما انتي شايفه ؟!
+
نظرت لها نرجس بحنق وغمغمت : "يا خبر يا ونس هو احنا ناقصين تأخير!! انتي شايفه اليوم عامل ازاي ؟!
+
سحبتها ونس وقالت: " تعال بس هاتلي اليونفورم وانا هلبس بسرعه ؛
+
سارت معها نرجس ع مضض وهن لا يشعرون بتلك العيون الخبيثه التي تلمع بخبث وهو يراقب ونس من اول يوم لها.
+
اخذت ونس اليونفورم ؛ ودلف أحد الغرفه حتي تبدل ملابسها بسرعه ؛ بدأت بنزع سترتها ومسكت السترته الاخره ؛ ولكنها تلبشت برعب عندما سمعت صوت صفير وقح مع صوت بغيض : " شديده اوووي يا مزه !!
+
انتفضت بحده وحاولت ستر جسدها من تلك العيون الوقح وصاحبها الذئب البشري الذي يسيل لعابه بشهوه مقززه اشاره له بيدها وهتفت بستنكار:" انت ايه دخلك هنا ؟! انت اتجننت امشي اطلع بره يا حيوان !!
+
ضغط ع مفتاح الاضاء اغلق الضوء واقترب منها وهو يمسح ع شفتيه بشهوه ورد بفحيح : اطلع بره ده قبل ما اشوف جسمك كوم ؛ وبعد ما شوف القشطه البلدي دي كوم تاني ؛؛
1
اقترب منها وتراجعت ونس بزعر وصاحت :" لا يا ابن الكلب!!
+
قبض على يدها ويده الأخري ع فمها يحاول السيطره عليها ودفعها الي اخر الغرفه ...
+
حاولت ونس دفعه والدفاع عن نفسها بشكل جنونه ..
+
وهي تشهق بعنف وتركل باقدامها وتحاول التملص منه ونزع يده من ع فمها ..
+
حتي انفتح الباب بقوه وصوت حاد كصوت البرق ف ليله غائمة شق ظلام الغرفه : ايه اللي بيحصل هنا بالظبط ؟!
+