رواية بين احضان قسوته الفصل الثاني 2 بقلم سارة احمد
ليتنا نستطيع حذف ما نريد إزالته من قلوبنا
ليتنا نستطيع أن نمحو الإساءة بسهولة من أعماقنا
ليتنا نستطيع أن ننسى ونعيش كأن شيئاً لم يحدث ...
لكن_للأسف ...
كل ما يحدث لنا يظل راسخا ًبجدران القلب حتى ...
لو استطعنا أن نسامح....
" نعم سنسامح .. لكن لا نستطيع النسيان "
1
"انفتح الباب بقوه وصوت حاد كصوت البرق ف ليله غائمة شق ظلام الغرفه : "ايه اللي بيحصل هنا بالظبط ؟!
ابتعد هذا الكريه عنها برعب ؛ وتسمرت ونس بارضها وهي تنحب وتحاول ستر جسدها بيدها !!
دلف جبران بطول قامته الفارع وملأ الغرفه بصوته الحاد هادرا : "اعتقد مش ده المكان اللي يحصل فيها المسخره والسفاله دي !!
انكمش هذا الوقح ع نفسه برعب وتراجع للخلف ...
تلعثمت ونس برعب من هيبته الطاغيه : يااا فـ فندم أنا !
نظر لها باحتقار مغلف بالعنف وصاح : مش عايز اسمع نفسك ! كل حاجه واضحه مش محتاج تبرير من اشكالك ؛
هزت راسها بالنفي وهتف ودموعها تحفر ع وجنتيها وتتساقط ع الأرض من كثرتها : يا فندم والله أنا عايزه اقلك ...
قطع محاولاتها بصوت حاد يقطع الهواء أمامه : أنا اللي عايز اقلك أن ف اماكن تاني تلم اللي شبهك وهناك هتكسبي اكتر من هنا !
شعرت بانعقاد لسانه داخل فمها وهزت راسها بعنف نظر لها بنفور وهتف الي مساعده : ايمن " مش عايز اشوف الاشكال دي تاني هنا ؛ تصفي حسابها احنا هنا مكان محترم وله سمعته ، ومش هسمح الزباله تكون جزء منه !
أشار إلي هذا الوقح وصاح : وانت يا حيوان انت بترمرم وكمان جبان هتمشي قبلها !!
همس هذا الوقح وهو يحاول الاقتراب والسيطرة ع ارتجاف جسده : يا باشا غلطه ومش هتتكرر هي اللي اغرتني والله يا باشا !!
شهقت ونس بعنف واندفعت بدون وعي وقبضه ع ملابس هذا الوقح وصاحت بقهر : كداب كدااااااب والله العظيم ! أنا اغريتك يا ابن الكلب يا حيوان ؟!
تفاجأ هذا الوقح من هجوم ونس عليه ؛ ووقف جبران يراقب ما يحدث بعينين باردتين كالجليد ؛ ثم أشار إلى مساعده الذي فهم إشارته ؛ واقترب يفصل بينهم وهتف : بس كفايه انتوا فاكرين نفسكم فين هنا بس بقا !!
12
تجمع الجميع ع صياح ونس وصوت هذا الوقح وبدأ الهمز واللمز بينهم بدهشه مما يحدث ...
توقف الجميع برعب عندما هدر صوته الرعدي : عال اووي سايبن شغلكم ووقفين تتفرجوا علي الحاوي ولا ايه ايمن شهر خصم للكل ...
ثم اشار إلي ونس وهذا الوقح وهتف : والاتنين دول يصفوا حسابهم !
هز ايمن رأسه وتمتم: امرك يا باشا ..
وانصرف بغضب شديد يشق طريقه كشراره مشتعله ف كومة قش حرقت الاخضر واليابس.....
..........................
ف قصر جبران الباشا ..
2
ف غرفه تتميز بالطابع الأنثوي استمر الهاتف ف الدق حتي تستيقظ تلك الجميلة النائمه لكنها تغوص ف أحلامها الورديه ؛ دلفت نظلي الباشا وأغلقت صوت الهاتف ،واقتربت من الشرفه وفتحت الستائر وهتف : جولي يا بنت اصحي بقا انتي بتظبطي التنبيه لمين طلما مش بتصحي عليه ؟!
تململت جيلان بكسل وغمغمت: ليه يا انطي أنا كنت سهرانه بذاكر اقفلي الستار بليزز !!
اقتربت نظلي من الفراش وهتفت : لا يا جولي كفايه كده قومي بابا زمانه راجع وانتي عارفه هيسئل عليكي وبيزعل لما يعرف انك نايمه لدلوقتي قومي بقا ..
اعتدالت جيلان وتمتمت : اوووه قومت اهو يا انطي بجد أنا كنت بذاكر مكنتش بسهر العب !!
نظرت لها نظلي برفعت حاجب وردت : جووولي مش ع انطي أنا عارفه كل حاجه ؟
عضت جيلان ع شفتيها وهمسة بدلال : انطي !!
ضحكت نظلي وهتفت : قومي وبلاش دلع يلا
انا هنزل وربع ساعه تكوني تحت ع الغداء مفهوم ؛؛
تحركت بتجاه الباب ومسكت جيلان هاتفها ولكنها انتفضت وقفزه الهاتف من يدها عندما صاحت نظلي بحده مصطنعه : جوووولي !!
نهضت بسرعه وهرولت بتجاه المرحاض وهي تقول : خلاص خلاص ؛
..................................
امام مدرسه دمع ...
+
وقف سليم ينتظر خروجها من المدرسه بداخل سيارته الرياضه لحظات ، وهلل وجهه بفرح وهو يجدها تخرج من بوابه المدرسه ؛ ابتسم بسخرية ع حاله ف عشق هذه الصغيره وهي بزي المدرسه.... غمغم هامسا : صحيح احترس من الاقربوا الي الأرض تلاته سنتي ع الأرض وشقلبت حالك يا سليم يا باشا !
اقتربت دمع من سيارة سليم وترجل من السياره وهتف: حبيبتي وحشاني يا ديمو "
نظرت له وردت: "بجد والله عشان كده ليكي اسبوع مشفتش وشك يا سليم ؟!
عض ع شفتيه وتحرك إليها وهتف : "غصب عني يا ديمو عندي ضغط ف الشغل ابن لذينه ؛ وانتي عارفه مش بيمنعني عنك اللي حاجه غصب عني !!
نظرت له وهزت راسها بالنفي: لا مش عارفه !
ابتسم بمكر وغمغم : بقا كده ! وانا اللي كنت محضرلك مفاجاه تجنن ..
برقت عينيها وقالت: بجد مفاجاه ايه قول يا سولي بقا !؟
ضحك عليها وربع ذراعيه حول صدره وغمغم: لا يا بت هتضحكي عليا بسولي دي يفتح لله يا اوزعه !!
مطت دمع شفتيها وهمسة بحزن : طب أنا ماشيه بقا ؛
تحركت بخفه وهي تنتظر أن يتمسك بها ولكنه تركها تتحرك سارت بضع خطوات ثم نظرت إليه وهتفت بنزق : ايه انت مش هتمسك فيا ولا ايه ؟!
ضحك عليها كم هي رائعه الجمال مع قلب من ذهب ورقه طفوليه تخطف قلبه بعفويتها ؛؛
اقترب منها ومسك يدها وتمتم: لا همسكك طبعا !
ضحكت بمرح وقالت : قول بقا ايه المفاجأة ؟!
نظر لها بحنان ورد: أنا هكلم الباشا وهاجي اخطبك ف اقرب وقت ؛
ماتت الضحكه ع شفتيها وهمسة بصعوبه : تخطوبني !!
نظر لها بدهشة وقال : " ايوه يا دمع غريبه كنت فاكرك هتفرحي !
سحبت يدها وهزت راسها وغمغمت : فرحانه ايوه بس !!
اقترب منها وتمتم: بس ايه يا دمع ؟!
نظرت له وملأت دموعها عينيها وقالت: خايفه يا سليم ؟
اقترب منها وكور وجهها بين يديه وقال : خايفه من ايه يا قلب سليم ؟!
هزت راسها وهتفت: باباك يا سليم وبابا و..
قطعها سليم بثقه : ولا باباكي ولا ابويا هيقدروا يقفوا قدامنا لو اتمسكنا ببعض و...
قطعته هي : احنا فين وانتوا فين يا سليم ؟!
19
- دمع يا قلبي مفيش احنا وانتو فيه أنا وانتي أنا مستعد اقف قدام الدنيا كلها عشانك بس انتي كمان لازم توعديني انك متضعفيش وتتحملي عشاني اي ضغط واي مطب يقبلني !!
هزت راسها وهمسة : اوعدك يا سليم ، أنا بجد بحبك ومعرفش اعيش من غيرك ،ولو خسرتك هيبقي كده خلاص كل أمل لي ف الدنيا ضاع !!
مسك يدها وقبلها وتمتم: وانا مش هسمحلك تخسريني !! ولا تضيعي من ايدي أنا مصدقت لقيتك يا دمع ..
سحبت يدها منه وقالت : خلاص بقا احنا ف الشارع !
ابتسم لها واردف: طيب تعالي اوصلك يا اوزعه ؛
لكزته بقوه وهتف: الله ! هو عشان انتي طويل هتتريق ع خلقت ربنا ..
- اطلعي يا بت وبطلي لماضه ...
فتح باب السياره وصعدت واغلق الباب وتحرك الي مكانه وصعد السياره وانطلق بسرعه ..
......................................
ف منزل ونس ..
2
دلفت دمع وهتفت : أنا جيت يا ميرا بت يا مي !
خرجت اميره من المطبخ و تحمل اطباق الطعام ووضعتها ع السفره وقالت : حماتك بتحبك يا بت يادمع الغداء جاهز ؛
ضحكت دمع وهمسه ؛ وانا بموت ف ابنها !
نظرت لها اميره وردت : بتقول ايه يا دمع ؟!
عضت دمع ع شفتيها وقالت : لا ولا حاجه ؛ هي مي رجعت من المدرسه ؟!
هزت اميره راسها وهي تعود إلى المطبخ وهتفت : لا بس ونس رجعت من الشغل بردي النهارده مش عارفه ليه ؟!
قطبت دمع حاجبيها وقالت: غريبه دي كانت بتقول النهارده اليوم صعب ف الشغل واحتمال تتأخر مش ترجع بدري ؟؟
7
وضعت دمع حقيبتها ع السفره ، وتحركت بتجاه غرفه شقيقتها ،وفتحت الباب وشهقت بفزع عندما وجدت ونس تتكور ع نفسها ف فراشها وتنحب بصوت مكتوم وجسدها يهتز بقوه !!
صاحت وهي تهرول إليها : ونس يا قلبي مالك عامله ف نفسك كده ليه ؟!
1
حاولت رفعها بصعوبه وهي تشعر بالرعب ع شقيقتها حتي استطاعت رفعها وضمها بحضنه وشدد عليها وهتفت : مالك يا ونس ! ايه حصل يا حبيبتي بابا مد أيده عليكي ولا ايه ؟ وجيتي من الشغل بدري ليه؟!
تمسكت بها ونس وهي تنحب وتشهق بصوت يقطع نياط القلب وغمغمت بدموع : كسروني يا دمع ومسحو بكرامتي الأرض !!
هزت راسها وصاحت ودموعها تنهمر: مين دول يا ونس مين عمل فيكي كده ؟؟
شهقت ونس وهي تحاول تجميع كلماتها وبدأت بقص كل شي لشقيقتها وهتف: قالي ف اماكن للزبال اللي زيك هنا مش مكانك ؛ أنا كنت راضيه اكون خدامها وف الاخر اتهان ف كرامتي وشرفي بطريقه المرعبه دي ..
مسحت دمع ع راسها وهتفت : اهدي يا ونس حرام عليكي قلبك هيقف متعمليش ف نفسك كده !!
صاحت ونس بعنف: اهدي ازاي يا دمع بقلك قدام كل الناس انطردت من الشغل بتهمه بشعه واهانه هتموتني !!
هتفت دمع : عارفه يا ونس صعب بـ ..
1
قطع جملتها دخول صبحي الغرفه بعنف وهدر: عاملتي ابه يا شـ**** يابت ال***** خلتيهم برفدوكي من الشغل بعد اسبوع ؟!
نهضت ونس ودمع وهي تتمسك بشفيقتها وهتفت : اختي معملتش حاجه مديرها راجل ظالم وميعرفش ربنا !!
قبض ع ذراع دمع وسحبها خارج الغرفه ودفعها وهي تحاول التملص منه وتصيح : حرام عليك يا بابا اختي ملهاش ذنب ف حاجه ؛
اغلق الباب واندفع الي ونس ولطمها بقوه أسقطها ع الفراش وهدر : وبعدين فيكي يا بت امك كل ما اجبلك شغل متعمريش فيه اسبوع وترجعي قفاكي يقمر عيش !!
صرخت ونس بعنف وهي تحاول التملص منه: أنا مليش دعوه هو اللي مشاني أنا ذنبي ايه حرام عليك بقا ارحمني ؛؛
قبض ع شعرها وهزها بعنف وهدر: انتي اللي بومه ووش فقر يا بت الكلب أنا هوريكي عشان بعد كده تمسكي ف شغلك بايدك وسنانك يا بت ***** !!
3
استمر صبحي ف ضرب ونس بجميع أنحاء جسدها بغل وحقد اسود غير مفهوم ؛ لماذا يحمل انسان كل هذا الحقد والغل بقلبه ولمن لأقرب الناس إليه ما هذا يا رجل فقد عجزت عن وصفك ووصف سواد قلبك وكل الكلمات لا تكفي وصف خبث روحك النتنه حقا أشعر بـ اشمئزاز منك ...
ام ونس فقد استسلامة تلك المسكينه الي قدرها ورحبت بتلك الغيمه التي تقترب منها وتود ابتلاعها بداخلها وهي تتمني الا تعود لتلك الحياه مره اخري ..
..................................
ف قصر الباشا ..
4
دلف جبران من باب القصر وخلفه بعض العاملين وهتف : خلاص كل واحد ينفذ اللي مطلوب مش عايز غلطه انتو عارفين الحفله الليله مهمه اد ايه !!
اوما الجميع وتحرك كل منهم لتنفيذ مهمته ..
+
تحركت جيلان ونهضت بسرعه وهي ترمق والدها برهبه
اقترب من السفره وجلس ع راس السفره وجيلان ع يمينه ونظلي ع اليسار وبدا الخدم ف وضع الطعام لهم ثم بدأ تناول الطعام بهدوء نظر الي جيلان وتمتم بصوت مستنكر : أنا مش قولت بلاش اللبس الغريب ده يا جيلان ؟!
نظرت جيلان الي ملابسها التي كانت عبارة عن تيشرت اسود وبنطال جيبنز به كثير من الشقوق وهمسه: حاضر يا بابي !!
ثم نظر الي مكان سليم وغمغم : امال سليم فين هو مش عارف معاد الغداء ؟!
1
-عارف طبعا يا باشا أنا آسف اتاخرت خمس دقايق !!
نظر له واردف بنبره عميقه: ياريت نلتزم يا سليم ؛
اوما برأسه وقبل راس جيلان ثم نظلي وجلس ع كرسيه ..
تحرك أحد الخدم كي يضع الطعام الي سليم وغمغم بهدوء : شكرا يا عم حسن !
بدأ سليم ف تناول الطعام تحت نظرات نظلي المتعجبه ونظرات جبران الغير مبالية ..
نظر سليم إلي والده بتوتر التقطه جبران بسهوله ونظر له ،كان التوتر واضحًا في عينين سليم ، لكنه مجرد وميض خفيف ، لكنها لم يخفَ عن والده. بعينين حادتين كعينَي صقر، استطاع جبران أن يقرأ ما خلف النظرة المرتبكة في جزء من الثانية. لم يحتج إلى كلمات، فقط نظرة واحدة كانت كافية لتكشف له القلق الذي حاول ابنه إخفاءه. وكأن عينيه قد خُلقتا لتلتقطا أدق التفاصيل، ليفهم كل ما يدور في قلب ابنه قبل أن ينطق به."
1
غمغم جبران بصوت عميق : سليم عايزك بعد الاكل ..
اوما سليم وهي يحاول السيطره على أعصابه ورد : تحت امرك يا باشا !
تبادل نظلي وجيلان النظرات بينهم بدهشه من هذا الغموض ف صوت جبران والتوتر الجلي ع وجه سليم ..
.............................
ف منزل ونس ..
1
اقتربت منها دمع وهي تحاول وضع كمادات ع جرح بجانب فمها وهي تنحب بصمت علي حال شقيقتها
تألمت ونس وهمسة: براحه يا دمع والنبي !
عضت دمع ع شفتيها تمنع شهقتها وقالت : حاضر يا ونس حاضر ؛
رجعت الي طبق الماء البارده ومسكت قطعت قطن مشبعه بالمطهر وهمسه: وبعدين يا ونس هنفضل ف الهم ده لحد امتي ده ربنا ميرضاش بكده ابدا !!
أغمضت عينيها بقهر وردت : احنا لازم نساعد نفسنا يا دمع عشان ربنا يساعدنا ؛
قطبت حاجبيها وقالت: هنعمل ايه يعني ؟!
اقتربت منها وهمسة: نهرب ونسيب المنطقه دي ونبعد عنه وعن ظلمه يا دمع ؟!
فتحت دمع فمها بدهشه وغمغمت : نهرب ازاي ؟ ونروح فين !واحنا ملناش حد ف الدنيا يا ونس !! وكمان اميره ومي هنسيبهم ازاي ؟!
ضغطت ونس ع جبهتها وهي تشعر بصداع شديد وردت : يعني احنا هنا لينا مين يا دمع واميره ومي نخدهم معانا ونسيبه بقا ونعيش بعيد عنه وانا اشتغل ونحاول نعيش يا دمع !!
+
انفتح الباب بعنف وصاح صبحي بغضب حارق : بقا كده ع اخر الزمن عايزين تهربوا وتجيبوا العار يا بت الكلب انتي وهي أنا هقطع خبركم من الدنيا خالص يا ناقصين الربايه !
صرخت دمع وونس وتشبث ببعضهم برعب ، واندفع صبحي بعنف وقبض على ذراع دمع ودفعها ع الأرض ؛ وهجم ع ونس بشراسة وقبض ع عنقها وهو يضربها ف أنحاء جسدها بغل وحقد ويصيح بجميع انواع الألفاظ والسب ...
4
نهضت دمع وهي تحاول سحبه من فوق شقيقتها التي تسحب أنفاسها بصعوبه وتصيح وتشهق بصوت مكتوم ..
دفعها صحبي بعنف حتي سقطت دمع وصدم راسها بزاويه الطاوله وسقطت ع الأرض والدماء تسيل من راسها ..
صرخت اميره بفزع التي كانت تحاول فتح باب الغرفه ع هذا المنظر البشع ..
صاحت اميره وهي تلطم وجنتيها بعنف : يا نهار اسود البت دماغها انفتحت ودمها سايح يا ناس الحقونا يا خلق !!
+
ترك صبحي ونس بعنف وحدق الي جسد دمع الملقي ع الأرض بستكانه تامه ودائرة دماء تتسع حول راسها جحظت عينيه برعب وزحف الي باب الغرفه ثم الشقه وفر هاربا ..
3
تحركت ونس من الفراش برعب وهي تصيح ع شقيقتها ورفعتها من الأرض وهي تصرخ : دمع لالالا يا دمع قلتلك ملكيش دعوه يارب لا والنبي !
ضمت شقيقتها الغائبة عن الوعي وهي تصرخ وتصيح: يا ماما الحقيني يا ماما ...
معرفتش أحافظ ع دمع يا امي .. وصيتك ضاعت مني يا امي !!
تجمع الجيران ع صوت صراخ ونس واميره وتم نقل دمع الي المستشفي بسرعه !!
...................................
ف قصر الباشا
توقف سليم امام غرفه المكتب وهو يحاول تنظيم أنفاسه
ودخل الي المكتب بخطوات ثقيلة. المكان كان يعبق برائحة الجلد والخشب المعتق، والهدوء الذي يسيطر عليه كان أشبه بثقلٍ يخنق الكلمات علي شفتين سليم كان جبران يجلس خلف مكتبه، وينظر إلى سليم كما لو كان يقرأ أفكاره قبل أن ينطق...
نظر له وغمغم باقتضاب : اقعد ..
جلس سليم وهو يفرك يديه بتوتر وقال :كنت عايز أكلمك في موضوع مهم يا باشا "
أشار جبران بيده ليستمر:"أنا سامعك
تردد سليم للحظة، ثم نطق بهدوء:"فيه بنت... اسمها دمع انا عايز أتقدم لها."
ظل جبران يحدق في ابنه لثوانٍ دون أن يرد، وكأن عقله يزن الكلمات. ثم قال بصوت بطيء:"دمع مين دي؟ ومين أهلها؟"
+
ـ اهلها ناس طيبين، يا باشا ، بس ظروفهم بسيطة."
مال بجسده للأمام وغمغم برفعت حاجب :"بسيطة؟ بسيطة دي يعني فقرا؟"
أومأ سليم برأسه :"آه، يا باشا ظروفهم ع اد حالهم ."
ابتسم جبران ابتسامة باهتة لم يستطع سليم تحديد ماهيه تلك الابتسامه الغريبه لكنه انتظر حتي هتف جبران : وأنت شايف إن دا ينفع؟ شايف إنك ممكن تعيش معاها رغم الفروق دي؟"
رد سليم بثقة يشوبها توتر لم يترك صوته : "يا باشا أنا بحبها، وحاسس إنها الانسانه اللي تستاهل اكمل حياتي معها هي جدعة ومحترمة و
قاطعه جبران، وهو يشبك أصابعه أمامه بصوت عميق : "الحب حاجة، والجواز حاجة تانية. الجواز مش مجرد إحساس يا سليم، دي مسؤولية وحياة طويلة. فكرت في كلام الناس؟ فكرت في المشاكل اللي ممكن تواجهها بسبب الفروق دي؟"
6
سحب سليم أنفاسه بهدوء وقال: "أنا فكرت، ياباشا أنا مؤمن إن دمع تستاهل اني أواجه كل ده. عشانها ، هي قويه وظروفها صعبه بس بالرغم من ده بتعرف تواجه الظروف دي وتحاول تكمل دراستها ومش مستسلمه لظروفها وأنا... مستعد أتحمل أي حاجة علشانها."
لم يبدُ على جبران أي انفعال، لكنه ظل ينظر إلى سليم وكأنه يختبر صلابته وهتف : "قولي، يا سليم... انت متاكد أن دمع دي بتحبك زي ما أنت بتحبها؟"
+
ابتسم سليم ابتسامة خفيفة،وكأنه اخيرا وجد فرصة لإثبات وجهة نظره لكنه تعمد أن ينعته بصفته ف حياته وقال : آه يا بابا هي بتحبني ومش طمعانة في أي حاجة. لو شفتها... لو كلمتها بس خمس دقايق، هتعرف قد إيه هي مختلفة ..
اخذ جبران نفس عميق وتراجع في كرسيه ثم قال بنبرة جادة:"طيب، وأنت شايف إن الحب لوحده كفاية؟ شايف إنك تقدر تواجه كل حاجة لوحدك؟"
رد سليم بثبات: مش لوحدي يا بابا أنا ودمع مع بعض هنقدر."
ظل جبران صامتًا للحظات، عيناه معلقتان بسليم، ثم قال فجأة: "طيب لو أنت شايف كده، خلاص اتجوزها "
تجمد سليم في مكانه بعدم تصديق وتلعثم : " أانت موافق قصدي حضرتك موافق بجد ؟!
1
- آه موافق بس خلي بالك القرار ده مش لعبة لو مشيت فيه ما فيش رجوع ؛؛
وقف سليم بسرعة، وعيناه تلمعان بفرحة مخلوطه بالدهشة وهتف : "شكرًا، يا بابا والله مش هخيب ظنك !!
+
أومأ جبران برأسه دون أن يبتسم، واشاره له بالخروج خرج سليم وبقي جالسًا في المكتب وحده. أخذ رشفة من كوب القهوة أمامه، وعيناه تحدقان في الفراغ. في داخله، كان يعيد كل كلمة قالها، لكنه اختار أن يخفي كل مشاعره خلف عينيه الباردتين ..
...............................
ف المستشفى ..
+
وقفت ونس واميره وهن ينحبن بصوت مكتوم وهن ينتظرنا خروج اي احد حتي يطمن قلوبهم الملتاعه ع دمع ..
فركت ونس يدها ببعض وهي تشعر أن قلبها ع وشك التوقف .. اخير خرج الطبيب المعالج هرولت إليه ونس واميره وهتفت : طمني يا دكتور اختي عامله ايه ؟!
أشار إليهم الطبيب وغمغم : "الخبطه كانت شديده عليها عندها ارتجاج وتجمع دموي هنحاول نصرفه بالعلاج !
همسه ونس ودموعها تنهمر بشده :" طيب لو متصرفش يا دكتور ؟!
هز الطبيب رأسه بأسف وقال : "ف الحاله دي مش هيكون قدامنا الا التدخل الجراحي !!
شهقت ونس برعب ووضعت يدها على فمها: عمليه !!
ضربة اميره ع صدرها وهتفت : يا نهار اسود عمليه ف المخ ؟!
أشار لهم واردف: " يا جماعه اهدو العمليه هتكون اخر حل ؛ وان شاء الله منوصلش ليه .. والتجمع يتصرف بالعلاج عنئذنكم !!
انصرف الطبيب وهبطت ونس ع الكرسي بعنف وهي تهمس : ربنا ينتقم منك اختي هضيع مني ياربي !!
........................
1