اخر الروايات

رواية خيوط القدر الفصل التاسع 9 بقلم سارة المصري

رواية خيوط القدر الفصل التاسع 9 بقلم سارة المصري


الفصل التاسع

ماهذا ؟؟..هل جن احمد ؟؟بعد ثلاث سنوات وفى المكان نفسه ، نفس المكان الذى افترقا فيه اخذها اليه وقد تزين بنفس الزينة التى كانت عليها منذ سنوات وكأن الزمن قد توقف او قد عاد للخلف ، حتى عربة الايس كريم تقف بعيدا فى نفس مكانها ، تركته وأخذت تتجول فى المكان الذى اخلاه احمد تقريبا الا من نادل او اثنين مع عمال المطعم ، مشاعر شتى جالت وصالت بداخلها دون ان تشعر بقدرتها على السيطرة ، نظرت الى المسرح الصغير االذى وقف عليه ادهم ليعلن للناس عن حبه لها وهى تظنه احمد ، كانها تسمع صوت الضحكات وتتذكر كم الامانى التى تمنتها فى هذا اليوم ، عادت الى المكان بعد ثلاث سنوات ومعها احمد الذى ظلت تبحث عنه يومها ولم تجده ، تفاجأت به يقف امامها ويحمل كوبين من الايس كريم ويمد يده بواحد لها ، ابتسمت وهى تنظر الى ثلاجة الايس كريم وتلتقط منه الكوب وقالت وهى تنظر الى العشب ” انا يوميها لقتيته هنا مدلوق على الارض وقعدت ادور عليك ملقتكش ..مهما اوصفلك احساسى يوميها مش هقدر اوصلهولك ”
وضع احمد كوب الايس كريم الخاص به على الطاولة المجاورة له قائلا ” انا آسف ”
هزت ندى رأسها وقالت فى سخرية ” هتفضل تقول انا آسف ..آسف ..لو ده كل اللى عندك فانا خلاص سمعته ومفيش داعى نفضل هنا اكتر من كدة ” كانت قد ملت ويأست من صمته وبدأت تفقد السيطرة تماما على مشاعرها فى هذا المكان ، لقد فرت من كل شىء يتعلق به ويأتى هو بكل بساطة ليعيدها الى تلك اللحظة وكأن الزمن قد توقف ، وضعت كوبها على الطاولة وقالت فى حزم ” انا ماشية ” ، امسك احمد بمعصمها ليمنعها من الذهاب قائلا ” ارجوك يا ندى ” ، نظرت الى يده التى تمسك معصمها باحكام وكأنه تعيد له قولها منذ دقائق بعدم لمسها فترك يدها فى رفق ودسها فى جيبه واخرج منها علبة صغيرة فتحها امامها وقال ” معايا من تلات سنين ..مقدرتش اتخلص منها ..كان المفروض يومها انزل على ركبتى كدة واعرض عليكى الجواز ”
وركع على ركبته بالفعل وهو يمد يده بالخاتم لها ، ذهلت ندى لما رأت ووضعت كفها على ثغرها فابتسم قائلا ” وانتى كنتى هتتخضى كدة برضه ”
استند احمد بيده على الارض لينهض من جديد قائلا وهو يمد يده بالدبلة اليها لتجد اسمه منقوشا عليها وتاريخ اول لقاء لهما ، ودبلة اخرى معه اعطاها لها فوضعت يدها على صدرها وهى تقرأ اسمها عليها ، مالذى يريد صنعه بها ، لما يوقظ تلك المشاعر التى خمدت منذ زمن ، هل يريد ان يكون الوداع موجعا ، ام يريد تعجيزها عن اتخاذ قرار ، سقطت من عينها دمعة وهى تتخيل كم كان سيتغير كل شىء لو حدث هذا فعلا ، ولكنها اعتصرت عينيها فجأة وسؤال واحد يراودها لماذا لم يحدث ؟؟، نظرت اليه وهى تعتصر الدبلة بين أصابعها وتقول ” وانت ليه مشيت ؟؟“
استند احمد على كرسى امامه ووضع يده على عنقه كأن الكلمات قد حشرت فيه فواصلت ندى فى عصبية ” عشان فكرت ان فيه بينى وبين ادهم حاجة ..فكرت انى حقيرة لدرجة انى اكون بحب بنى ادم واقرب منك فى نفس الوقت وبالطريقة دى ”
قال دون تردد ” لا ياندى ..مفكرتش كدة ابدا ”
كانت ندى قد نفذ صبرها حقا فقالت وهى تشد على حزام حقيبتها ” انا زهقت وتعبت وانت مش عاوز تجاوبنى ...جبتنى هنا ليه ؟؟..عشان تفكرنى باللى كنت عاوز تعمله ومعملتوش ...عايز توجعنى ولا توجع نفسك ”
وقف احمد امامها ليمنعها من المغادرة وقال فى حزم ” ندى انا متفاجئتش باللى حصل ..انا اتفاجئت بادهم نفسه ”
نظرت ندى حولها فى حيرة وقالت ” ادهم...قصدك ايه ”
جلس احمد على الكرسى فى تعب وقال ” ادهم يبقى صاحبى يا ندى ..طول الوقت كان بيحكيلى عن بنت بيحبها بس عمره ما قال اسمها ..وقبل الحفلة بأيام قالى انه قرر يفاجئها ..كانت آخر حاجة تيجى فى بالى انى الاقيه واقف هنا ..والبنت دى تكون انتى ”
شعرت ندى بقواها تخور فارتمت على الكرسى وهى تقول فى شرود ” ادهم يبقى صاحبك ”
هز احمد رأسه فى ألم وهو يدفنها بين كفيه قائلا ” من وقت ما كنا فى ثانوى ..هوا دخل شرطة وانا دخلت هندسة وفضلنا اصحاب لحد ...“ فواصلت ندى الجمله عنه قائلة ” لحد ما اكتشفت انه بيحبنى ” هزرأسه وواصل ” وقتها معرفتش اعمل ايه ..حسيت انى مخى اتشل ...لهفتك وجريك ناحية المسرح وقتها عمانى ...وظهور ادهم سود كل حاجة فى وشى ...وقتها هربت منه ومنك ومن البلد كلها ..صممت اقتل نفسى فى الشغل عشان اقدر انساكى ..وبعدت عنه هوا كمان ”
نهض من مكانه وهو يواصل فى أسى ” مكنش سهل ابدا يا ندى مكنش سهل ..كنت بفكر فيكى فى كل لحظة مع كل نفس وانا صاحى وانا نايم وانا بتكلم مع زمايلى فى الشغل ...وقتها عرفت انى اخترت لنفسى اقسى عقاب ممكن تتخيليه ..وانى اموت مليون مرة وانتى قدامى وشايفك مع راجل تانى اهون من بعدك عنى ولو للحظة ”
كانت ندى تحاول تسقبل الصدمة وهى تضع رأسها بين كفيها وعجزت حتى دموعها عن اسعافها ، سمعته يناديها فى رقة ” ندى انتى بخير ؟؟“ ، لم يعد شىء بخير بعد الآن ، لقدأصبح الامر اكثر صعوبة من اى وقت مضى ، ادهم واحمد صديقان ، لقد اختلف كل شىء وانقلبت موازينها من جدبد .
*******************************************************************************
كانت الساعة تقترب من الثامنة صباحا حين وصل عمر الى حيقة المشفى ليجد ياسمين وقد وقفت تتشاجر مع رجل ، لم يستطع تبين ما تقوله جيدا ولكن تلويحها بيدها وملامحها العابسة توحى بان هناك امر ما ، وقف للحظات يتأمل الامر عن بعد ، ولكن دون وعى أسرع اليها حينما كانت تهم بالذهاب وامسك هذا الرجل معصمها ليمنعها ، اقترب عمر وامسك بيد الرجل قائلا فى عصبية ” سيب ايدها انت اتجننت ” ، ترك الرجل يد ياسمين وحملق بعمر الذى كان يرمقه بنظرة حادة غاضبة فقال الرجل وهو يطالعه بغضب مماثل ” وانت ايه حشرك ..انت مين اصلا ”
رفع عمر حاجبه وقال فى سخرية ” لا والله ..انا اللى مين ..انت ازاى تتكلم مع دكتورة ياسمين كدة ..انت قليل الادب وعايز تتربى ”
نظر الرجل الى الاسفل وتنفس فى عمق وعاد ليرفع رأسه الى عمر وهو يطرق كتفه بظهر يده قائلا ” خليك انت بعيد أحسن ”
استفز عمر بشدة فأمسك يده قائلا وهو يقبض عليها بقوة ” ايدك دى لو اتمدت تانى عليها او على ا ى حد هنا هقطعهالك ”
صفر الرجل بشفتيه قائلا ” تقطعهالى مرة واحدة ” ونظر الى ياسمين التى كانت تراقب الموقف بقلق أعجزها عن النطق وقال ” انت ايه رأيك با دكتورة فى اللى بيقوله ده ..تحبى نجرب ونشوف مين هيقطع ايد مين ” واستدار وهو يدفع عمر بكلتا يديه فكاد ان يسقط لولا ان حافظ على توازنه فى اللحظة الاخيرة وعاد اليه ليسدد لكمة حملت له كل غضبه ، رفع الرجل قبضته ليسدد لعمر لكمة مماثلة وهو يتحسس بيده الاخرى اثر لكمته عليه ولكن ياسمين وقفت امامه فجاة وامسكت بذراعه قائلة ” كفاية ” والتفتت الى عمر وهى تصرخ به ” كفاية لحد كدة ” ، انزل الرجل ذراعه وهو ينظر الى عمر فى حنق وغل وهو مالم يبال به عمر تماما وتوجه بالكلام الى ياسمين مباشرة وهو يشير اليه باصبعه ” مين ده يا يا سمين ”
لم ترد ياسمين وتراجعت من مكانها خطوتين فكرر عمر سؤاله بغضب ، فصرخت ياسمن به ” وانت مالك...مين سمحلك تتدخل فى حاجة ما تخصكش ...لو هترتاح ده يبقى قريبى ”
تفاجىء عمر بطريقتها ولكنه حاول ان يقول فى توازن ” قريبك وبيكلمك بالطريقة دى وبيشدك من دراعك ”
واصلت ياسمين صراخها وهى تقول ” قولتلك ملكش دعوة ...واتفضل بعد اذنك ” قالتها وهى تشير بذراعها ليذهب ، نظر عمر الى ياسمين فى دهشةغير مصدق انها توجه له هذا الكلام ، لقد ظن انها ..ولكن لم يجد شيئا ليقوله سوى ان يقول فى لهجة شابتها خيبة الامل“ آسف ...حقيقى اسف ” ، وتركها مع من تدعى انه قريبها وهو يحمل تجاهها كل غضب الدنيا ، لقد اعترف لنفسه للتو بانه يحبها ولكن ما تفعله يعود به الى نقطة الصفر من جديد ، فلا يوحى بان هناك املا فى وصوله الى مشاعرها مطلقا ، لقد طردته هكذا وهو من كان يدافع عنها ، كان هناك الف طريقه لصرفه غيرالصراخ والطرد على هذا النحو ، حسنا هى من أرادت هذا ، ولن يتدخل فى حياتها من جديد وسيتجاهل اى مشاعر ولدت بداخله تجاهها سيئدها بيده قبل ان تنمو ويصعب السيطرة عليها .
انشغل بالعمل طيلة اليوم ولم يلتقت لها رغم انه كان يشعر بطرف عينه انها تنظر اليه بين الحين والآخر ولكنه لم يهتم بها او بالأحرى منع نفسه بصعوبة من الالتفات للتأكد انها تنظر اليه هو ، كان غاضبا بشدة من تحولها هكذا الى النقيض فى وقت قصير ، كان يمنى نفسه بانها ستعتذر له عما بدر منها ولكنها لم تفعل .انتهى اليوم والقت السلام وذهبت دون كلمة واحدة ، اذن فقد عادت ياسمين المتجهمة والعابسة دائما من غيبتها واستبدلت مكان ياسمين صاحبة الابتسامة الساحرة ولكنه لن يحاول من جديد ، فحتى فضوله تجاهها قد فتر .
**************************************************************************
ارتمت ندى على فراشها فى ارهاق جسدى ونفسى كبير ، كل مافرت من اصبحت عليها الان مواجهته ، لم يعد لديها شك بان مشاعرها تسير صوب احمد ، وبان ضميرها يجلدها مع كل نبضة قلب له من اجل ادهم ، مالذى فعلته فى حياتها لتستحق هذه الحيرة ، هلى تترك ادهم فى النهاية لتتزوج صديقه ؟؟، كيف تجرحه وتهينه بهذه الطريقة ؟؟، انه فى النهاية ادهم اكثر من ساندها ووقف الى جوارها وجوار عمر فى ازمتهما ، لا يمكنها حتى ان تخدش مشاعره ، ولكن كيف تستطيع ان تصم اذنيها عن كل ماسمعته اليوم ، كيف تواصل مع ادهم ومشاعرها مع صديقه ؟؟، وماذا ان تزوجته والتقى الثلاثة فى مكان واحد يوما ما ، كيف ستواجه نفسها وهى تحمل مشاعر تجاه صديق زوجها وهو مثلها تماما ، كيف ستقبل ذلك على ادهم ، امسكت رأسها لتقاوم الصداع الذى نتج عن كثرة التفكير وهى تحاول ان تجد مخرجا لكل هذا ، فلم يكن هناك سوى حل واحد وهو الابتعاد عن الاثنين ، ادهم من البداية يعلم ان تحديه وتجربته معها قد تحتمل الفشل اكثر من النجاح ، احمد أيضا ستحرق صفحته تماما من حياتها مهما كلفهاالثمن فلن تصبح زوجة لصديق ادهم ابدا ، لن تستطع ان تكون جرحا فى قلبه ابدا فليكن الجرح فى قلبها هى ، استقرت على هذا القرار واطمانت له ونامت فى هدوء حتى دون ان تبدل ملابسها .
***********************************************************************
امسك ادهم الهاتف فى غضب وهو يحاول الاتصال بندى دون جددوى وبدا يشعر بالقلق عليها ، اتصل بهاتف والدتها فأخبرته انها نائمة فاطمان باله ، أخذ نفسا عميقا وهو يستند على احد الكراسى بقاعة الانتظار فى المشفى ، والدته حالتها ساءت اليوم واضطر الاطباء لنقلها الى غرفة العناية المركزة ، ظل ادهم طيلة اليوم الى جوارها فى قلق وزاد من قلقه تلك الندى التى لاترد على مكالماته ، شعر بشخص يجلس الى جواره ، التفت ليجده أيمن ، تنفس فى عمق وهو يقول فى عتاب ” لسة فاكر حضرتك ؟؟.....فينك من اول اليوم ”
ألقى ايمن بسترته على الكرسى جواره وقال وهو يتثاءب فى ارهاق ” والله يادوب خلصت فى المجموعة وجيت ..ولا كلت ولا نمت من امبارح ..اخبار ماما ايه ؟؟“
رد ادهم فى تعب ” الدكتور قالى من شوية ان الحالة مستقرة ”
ربت ايمن على كتف اخيه قائلا ” طيب يا ادهم لو عايز تروح ترتاح شوية وانا افضل معاها روح انت ..شكلك ميت اصلا ”
تنهد ادهم فى حزن ” انا مش هتنقل من هنا غير لما اطمن عليها ”
قال ايمن فى الحاح ” يابنى قعدتك ملهاش لازمة ..شكلك منمتش بقالك كتير ”
قال ادهم وهو يمسك بجبهته ” ده حقيقى ...انا بقالى يومين منمتش ..بس مش هيجيلى قلب اروح وهيا تعبانة كدة ..لازم اطمن عليها الاول ”
هز ايمن كتفيه قائلا ” خلاص براحتك ” وقال مغيرا الموضوع ” اخبار ندى ايه ؟؟“ رفع ادهم رأسه وقال فى دهشة ” وانت من امتى بتسأل عنها ؟؟..مش بالعادة يعنى ؟؟“
ضحك ايمن قائلا ” تصدق والله انا غلطان لاهلك ..يعنى سألنا نستغرب ماسألناش تقول مبتطيقوهاش ”
قال ادهم وهو يعقد ذراعيه ” لا مش الفكرة ..بس ايه اللى فكرك بيها ؟؟“
تنحنح ايمن قائلا ” كنت مع خالها النهاردة
زفر ادهم فى تأفف قائلا ” برضه عملت اللى فى دماغك ودخلت معاه فى الصفقة دى ”
ضرب ايمن كفيه ببعضهما وهو يقول ” والله مش فاهمك انتى مش بتطيقه ليه ”
قال ادهم فى غضب ” العوبان يا ايمن ..مش سهل ابدا انتى ناسى عم حسام الله يرحمه ابو ندى وعمر خسر كل فلوسه من تحت راسه ”
هز ايمن رأسه قائلا ” ياسلام ..ولما هوا كدة رايح تتجوز بنت اخته ليه ؟؟“
رفع ادهم يده فى اعتراض قائلا ” لا انا بتجوز ندى البنت اللى بحبها ...بنت حسام عمران اقرب صاحب لابونا الله يرحمه واخت عمر صاحب عمرى ”
مط ايمن شفتيه وقال فى سخرية ” وبرضه بنت اخت صفوت صديق ..ولا ناوية تتبرى منه ”
لوح ادهم بيده فى تأفف فواصل ايمن بلهجة حازمة ” طب اقولك على حاجة ...خالها ده نفسه كان هيموت ويجوزهالك عشان يقرب بالنسب ده مننا ونقبل الشغل معاه ..ده طبعا لما ملقاش امل انك تبص لبنته اتمسك بجوازك من ندى عشان يحقق اللى هوا عايزه باى تمن ”
قال ادهم بابتسامة ساخرة ” على اساس الحاجات دى تفرق معاك ؟؟“
هز ايمن كتفيه قائلا ” لا طبعا ولا يفرق معايا الكلام ده بتلاتة تعريفة ..البزنس مفيهوش عواطف ولا مشاعر ولا مجاملات ده اول درس اتعلمته من ابوك ...الصفقة دى هنطلع منها بمكاسب هايلة طبعا من غير شرح لانك متعرفش حاجة عن شغل المجموعة ..بس مختصر الكلام انا مبدخلش صفقات خسرانة ”
نظر له ادهم وقال محذرا ” طب بص بقى واسمعنى الراجل ده حرص منه على قد ما تقدر خلى اللى عمله فى حسام عمران قدام عنيك على طول ”
قهقه ايمن وهو يضع يديه خلف راسه ويسترخى فى مقعده ” لا باينلك نسيت اخوك يبقى مين ..انا ايمن الالفى يا ادهم ..اشتغلت فى البيزنس ده وانا مكملتش ستاشر سنة ..اكبر حيتان فى البلد مقدروش ياخدو منى حق ولا باطل ..يعنى صفوت صديق ده يوم ما اعوز العبه ع الشناكل ...بس ما تجيش انت وقتها تقول خال مراتى ومش عارف ايه ”
زفر ادهم قائلا ” لا بص طلعلى ندى من الحوار ده ...ندى بعيد عن خالها وبعيد عن اى صفقات او بيزنس ..فاهمنى يا ايمن ؟؟“
صمت ايمن للحظات وتامل شقيقه قائلا ” اشمعنا ندى يا ادهم ”
قطب ادهم حاجبيه لللحظات فواصل ايمن ” اشمعنا هيا اللى مجنناك اوى كدة ..فيها ايه زيادة عن نص بنات مصر اللى يتمنو منك اشارة ”
صرف ادهم نظره عن اخيه الى الفراغ وقال فى سخرية ” هيا امك عشان عيانة بتاخد انت دورها ؟؟“
وقف ايمن امامه قائلا ” بحس فعلا ان معاها حق يا سيدى اتجوزها محدش قالك حاجة ..بس حبك الزيادة ليها ده غلط عليك ”
فرك ادهم وجهه وتطلع الى اخيه فى تمعن وبنظره فهم منها ايمن كل شىء قال ادهم ” انت شايف كدة ؟؟“
لم يفعل ايمن سوى ان جلس الى جوار شقيقه واسند رأسه مغمضا عينيه مسترجعا يوما بعيدا منذ ثلاثة عشر عاما بالتحديد كان فى مكتب ابيه وصوت صرخات والده يتعالى ”انا سايبك على راحتك لحد دلوقتى وقولت مسيره يزهق منها بس جاى دلوقتى تقولى عايز تتجوزها انت بتتكلم جد ؟؟”
رد ايمن فى حزم ” ايوة يا بابا فعلا بحبها وعاوز اتجوزها ”
لوح والده بكفه قائلا ” عاوز تتجوز واحدة بياعة فى محل وهيا اهلها مش لاقين ياكلو وعايشين فى حارة ..انت اتجننت يا ايمن ”
اخفض ايمن رأسه خجلا وعاد يرفعه قائلا فى صرامة ” بحبها وهتجوزها مهما كان التمن ”
وقبل ان يرد رن جرس هاتف ابيه فتنهد قائلا ” دخليها ” ، ورمق ولده بنظرة غريبة وهو يشعل سيجارته ويجلس على رأس المكتب ، تفاجىء ايمن بشهد حبيبته تدخل فى تردد فقال والده بصوت ساخر ” قربى تعالى ..متتكسفيش ” ، اقتربت وهى تنظر الى ايمن كانها تلوذ به ، وهو لم يكن يعرف مالذى ينوى عليه والده ، أخذ والده نفسا عميقا من سيجارته وتأملهما بهدوء حتى قال لشهد وهو يدور بكرسيه ” بتحبيه ؟؟“ ، نظرت شهد الى ايمن وقبل ان تنطق كان سؤال عبدالرحمن التالى ” تاخدى كام وتبعدى عنه خالص ..الرقم اللى انتى عاوزاه هديهولك ..ها تاخدى كام ..مليون اتنين تلاتة ..قولى ما تتكسفيش ”
ضغطت شهد على شفتها السفى لتقاوم دموعها ورفعت راسها قائلة وهى تنظر الى ايمن ” ولا فلوس الدنيا كلها تساوى عندى لحظة واحدة معاه ”
ابتسم ايمن وتمنى لو ضمها بين ذراعيه ولكن والده استمر فى حديثه فى لهجة باردة قائلا ” حلو اوى جو الافلام ده ..يعنى انتى مش عايزة الفلوس ...“ وتوجه بنظره الى ايمن قائلا ” وانت بقا مش فارق معاك حاجة برضه ؟؟؟“
طالعه ايمن فى حيرة وحين هم ان ينطق نهض والده قائلا ” كل حاجة وليها تمن يا ايمن بيه ...انا مش هعمل فيها شرير الرواية وادور افرق بينكو واروح اولع فى يبتهم واقتل فى عيالهم والجو الاهبل ده ..انا مؤمن بالاختيار اوى ..انت اختار لو اتجوزتها مش هتطول مليم واحد من مجموعة الالفى حتى لو مت مش هتطول قرش واحد ...رجلك مش هتخطى جوة المجموعة تانى ...ياريت بقا تنسى حياتك الى فاتت كلها وتنسى احلامك واسمك اللى عملته واللى الناس بتتحاكى بيه ومش مصدقين ان فى حد فى عمرك يقدر يعمل اللى انت بتعمله ..انت مكملتش تلاتة وعشرين سنة وعملت اسم يشيب حتان فى السوق ..انسى ده كله وروح اتجوزها وعيش معاهم فى الحارة ..واشتغل بقا اى حاجة عجلاتى ميكانيكى اى حاجة ..انت ورزقك بقا ”
شعر ايمن بقسوة والده وهو مادفعه للتحدى قائلا ” هتجوزها وهعيش معاها ومش عاوز اى حاجة تانية ”
تعلقت شهد بذراعه فى سعادة وتأمله والده فى برود قبل ان يقول ” بما انك قررت يبقا اتفضل برة ...من النهاردة ملكش مكان هنا ”
كان يعلم انه يقسو عليه بشدة ولكن هذا قدره فهو الابن الاكبر له ، هكذا فعل معه والده وعلمه ان المشاعر لادخل لها فى عالم التجارة والاعمال ، كان لابد وان يعرف ان الامبراطورية التى صنعها ابا عن جد يجب ان تبقى الاختيار الاوحد ، كان يعلم فى قرارة نفسه ان ولده سيستسلم ويعود لاحلامه وعمله ، لن يتحمل تلك الحياة المقدم عليها ابدا ، ولكن كان عليه ان يقدم اول تضحية فى سبيل المجموعة ، تلك التضحية ستقتل مشاعره تماما وتجعله لا يقدم على مثلها من جديد ، ستحوله الى مجرد عقل فقط وهو ما يريده منه .
عاد ايمن من افكاره على رؤية ممرضة تخرج بسرعة من غرفة والدته وتعود من جديد ومعها طبيب ، نظر ادهم الى شقيقه ايمن فى هلع وقلق ، ولم يستطع ادهم الانتظار فدخل خلف الطبيب اتسعت عيناه فى خوف وهو يراه يحاول تنشيط قلب والدته بجهاز الصدمات دون جدوى ، اغمض عينيه بقوة محاولا التماسك وشعر بايمن اخيه وهو يمسك ذراعه وعينيه معلقتين بامه ، لم يطل الوقت اذ استدار الطبيب اليهما بعد دقائق وبنظرة حملت معنا واحد


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close