رواية لعنة الارث الفصل السادس 6 بقلم آيه طه
البارت 6
+
الأيام اللي تبعت لحظة الاتفاق بين علي ورانيا كانت مليانة توتر وأحداث غير متوقعة. كانوا بيشتغلوا في صمت، وكل خطوة بيخطوها كانت مليانة حذر، خوف، لكن في نفس الوقت إصرار. كان واضح إن رحلتهم هتكون مليانة بالعقبات، بس كل واحد فيهم كان مستعد يدافع عن قراره.
+
رانيا: "علي، أنا قدرت أجيب بعض الوثائق القديمة من مكتب جدي. بس المشكلة إن الأوراق دي ناقصة أجزاء مهمة. واضح إنهم كانوا بيخفوا حاجة كبيرة."
+
علي (وهو بيقلب في الوثائق): "مش مهم ناقصة قد إيه، المهم نبدأ نربط التفاصيل. كل معلومة صغيرة ممكن تساعدنا نوصل لحاجة كبيرة. بس لازم نبقى أسرع منهم."
+
رانيا حسّت بتوتر في صوت علي، لكنها قررت تخفي مشاعرها. قربت منه، حطت إيدها على كتفه بهدوء.
+
رانيا: "مش لوحدك يا علي. أنا هنا معاك. مهما كانت النتايج، مش هسيبك تواجه ده لوحدك."
+
كانت لحظة صمت غريبة، كل واحد فيهم كان بيحاول يستوعب اللي هما فيه. الحب اللي كان بينهما كان واضح، لكنه محاط بسحابة من الغموض والخوف من اللي جاي. علي بص ليها بعينين مليانين مشاعر متضاربة، لكنه قدر يبتسم ابتسامه خفيفه.
+
علي: "إحنا اتورطنا في حاجة أكبر مننا، لكن ما دامك معايا، أنا متأكد إننا هنقدر نعدي."
+
في نفس الليلة، قرروا يقابلوا شخص كان علي متأكد إنه ممكن يساعدهم. كان واحد من العمال القدامى في شركة عائلة سليم، شخص عنده ذكريات قديمة عن الصفقات اللي تمت في الخفا. قابلوا الراجل في مكان بعيد عن الأنظار، لكن المفاجأة كانت في كلامه.
+
الراجل: "انتو بتدوروا على حاجات خطر. عائلة سليم وعائلتك، يا علي، مش مجرد عائلات بتتنافس. ده في أسرار لو طلعت للنور، هتوقع عروش."
+
رانيا (بتوتر): "عروش؟ تقصد إيه؟ يعني الموضوع مش بس خلاف على صفقات وأراضي؟"
+
الراجل: "في اتفاق قديم، تم في السر. العيلتين كانوا متفقين على حاجة كبيرة، حاجة لو اتعرفت، هتقلب الدنيا. وأنا ما أقدرش أقول أكتر من كده، لكن خلي بالكم من نفسكم."
+
علي حط إيده على ذقنه، وكأنه بيحاول يربط الكلام ده بكل اللي عرفوه قبل كده. لكنه كان واضح إن في حاجة ناقصة، حاجة أكبر من اللي كانوا متخيلين.
+
علي (بصوت حاسم): "مش هنتراجع. إحنا لازم نعرف الحقيقة كاملة، مهما كان الثمن."
+
رانيا، على الرغم من خوفها من اللي جاي، كان عندها يقين إن علي مش هيستسلم بسهولة. قربت منه، همست بصوت مليان تحدي.
+
رانيا: "لو هنمشي في الطريق ده، فإحنا لازم نكون جاهزين لكل حاجة. مفيش رجوع."
+
اللحظة دي كانت فاصلة. علي ورانيا قرروا إنهم هيكملوا للنهاية، حتى لو ده معناه إنهم هيخسروا أكتر مما كانوا مستعدين يخسروه. لكن السؤال اللي كان بيدور في عقلهم هما الاتنين: هل الحب اللي بينهم هيكون أقوى من العداوة اللي متوارثة بين عائلتهم؟ وهل الحقيقة اللي بيدوروا عليها هتقدر توحدهم، ولا تفصلهم للأبد؟
المعركة بدأت، وما كانش قدامهم غير المواجهة.
في الأيام اللي تلت اللقاء مع الراجل القديم، علي ورانيا كانوا بيحاولوا يكملوا بحثهم، لكن التوتر بينهم كان بيزيد. الحقيقة اللي كانوا على وشك اكتشافها بدأت تظهر ملامحها، لكنها كانت بتزيد الصراع جواهم. ما بين الحب اللي ربطهم، والعداوة اللي فرضها الواقع عليهم.
+
علي: "رانيا، أنا مش قادر أفصل اللي بينا عن اللي حوالينا. كل خطوة بناخدها بتبين إن العداوة دي مش مجرد خلاف قديم... ده كأنه مكتوب علينا نفضل أعداء."
+
رانيا (بغصة في صوتها): "وأنا مش عايزة نفضل أعداء. بس... تفتكر الحب لوحده كفاية؟ يعني نقدر نقف قدام كل اللي حوالينا؟"
+
علي اتنهد بعمق، حاسس إن الكلام مش كفاية عشان يعبّر عن اللي جواه. قرب منها، بص في عينيها بشجاعة، لكن كمان بخوف من المستقبل.
+
علي: "لو إحنا مش قادرين نحارب عشان اللي بينا، يبقى مفيش معنى لأي حاجة. أنا عارف إن الطريق ده صعب، وإن عيلتك مش هتسامحك، زي ما عيلتي مش هتسامحني. بس أنا مش عايز أستسلم."
+
رانيا قعدت تفكر للحظات، وعيونها مليانة دموع مش عارفة تكبتها. فجأة قامت وقفت، وأخدت نفس عميق، كأنها بتحاول تستجمع قوتها.
+
رانيا: "طيب، لو إحنا هنمشي في الطريق ده، يبقى لازم نبقى جاهزين. مش بس للحرب مع أهلنا، لكن كمان للحقيقة اللي بندور عليها. لأن الحقيقة دي ممكن تفرقنا أكتر."
+
علي: "أنا مش خايف من الحقيقة، يارانيا. أنا خايف نفقد بعض بسببها."
+
كان كلام علي كأنه سهم أصاب قلبها. قربت منه بهدوء، لمست وشه بحنية.
+
رانيا: "حتى لو الحقيقة فرقتنا، أنا هفضل أحبك. بس دلوقتي خلينا نكمل طريقنا."
+
قرروا يكملوا شغلهم، وكل خطوة كانت بتقربهم أكتر من الحقيقة. اكتشفوا إن الصفقة اللي حصلت بين العيلتين كانت متعلقة بمشروع كبير، مشروع بُني على أسرار وتضحيات بشرية. الصفقة دي كانت السبب في خلافات كبيرة وجرائم تمتد لسنين طويلة.
وفي ليلة، وهم قاعدين يراجعوا الأوراق اللي جمّعوها، علي فجأة لقى وثيقة قديمة مكتوب فيها اسم رانيا! اتصدم، قلب الورقة أكتر من مرة مش مصدق.
+
علي: "رانيا، اسمك هنا... ليه اسمك موجود في وثائق قديمة زي دي؟"
+
رانيا (بتوتر واضح): "مش عارفة... يمكن جدي كان ليه دور في الصفقة دي. بس ده مش معناه إن ليا علاقة مباشرة."
+
علي: "لا يا رانيا، اسمك هنا كأنه جزء من العهد اللي تم بين العيلتين. كأنهم خططوا لكل حاجة حتى قبل ما نتولد."
+
الصمت كان خانق، وعيني رانيا كانت مليانة خوف وشكوك. فجأة، الباب اتخبط بقوة، وصوت من بره بيصرخ.
+
الصوت: "افتحوا الباب فورًا! عارفين إنكم هنا."
+
رانيا بصت لعلي بخوف، وعلي قام بسرعة يخبّي الأوراق. كل حاجة بقت مربكة، والليلة دي كانت بداية فصل جديد مليان مواجهات.
كانوا محبوسين في الصمت، النظرات بينهم كانت مليانة أسئلة ومشاعر مختلطة. علي راح بسرعة ناحية الباب، حاول يسمع الصوت اللي برا قبل ما يتصرف. رانيا وقفت مكانها، ماسكة نفسها بصعوبة، خوفها بدأ يسيطر عليها، لكنها كانت بتحاول تبان قوية.
+
علي (بصوت واطي): "رانيا، خدي الأوراق دي وادخلي الاوضة جوه. ماتخرجيش لحد ما أقولك."
+
رانيا (بإصرار): "مش هسيبك لوحدك. لو هما جايين عشان يهددونا، هنواجههم سوا."
+
علي: "رانيا، ده مش وقت عناد. خليكي جوه."
+
رانيا بصت له بعيون مليانة قلق، لكنها قررت تسمع كلامه. دخلت الاوضة وفضلت ماسكة الأوراق بإيدين بترتعش. علي قرب من الباب، فتحه بشويش، ولقى راجلين واقفين قدام الباب، شكلهم مش غريب.
+
أحد الرجال: "أنت علي؟"
+
علي: "أيوه. مين حضرتكوا وعايزين إيه؟"
+
الراجل الثاني (بصوت صارم): "إحنا من طرف عائلة سليم. جايين نحذرك. اللي بتعمله ده هينتهي بشكل ما يعجبكش. الأفضل ليك تبعد عن البحث اللي شاغلك."
+
علي (بثبات): "ومين قال إني هسمع كلامكوا؟ الموضوع ده مش مجرد بحث، دي حياتي وحياة ناس تانية ضاعت بسبب أسرار عيلتكم."
+
الرجلين تبادلوا النظرات، وكأنهم بيخططوا حاجة. الراجل الأول قرب خطوة.
+
الرجل الأول: "آخر تحذير ليك. سيب الموضوع ده وعيش حياتك بعيد عن مشاكل مش ليك فيها."
+
علي ضحك بسخرية، لكنه ما ردش. الراجلين مشيوا بعد ما سابو التهديد معلق في الهواء. قفل الباب ورجع، لقى رانيا خارجة من الاوضة.
+
رانيا: "كانوا عايزين إيه؟"
+
علي: "تحذير. لكن الواضح إنهم خايفين من اللي ممكن نوصله."
+
رانيا (بتوتر): "علي، أنا حاسة إن الموضوع أكبر مما توقعنا. لو فضلت مكملة معاك، هيجي يوم هنكون في خطر حقيقي."
+
علي (بحسم): "رانيا، لو انتي خايفة ممكن تبعدي. بس أنا مش هوقف. الحقيقة دي لازم تظهر، مهما كان الثمن."
+
رانيا قربت منه، مسكت إيده، عيونها مليانة دموع لكنها بتضحك بخفة.
+
رانيا: "أنا معاك، يا علي. مهما حصل. بس اوعدني... لو حسيت إن الدنيا بتضيق بينا، هنحاول نحمي بعض."
+
علي (بهدوء): "أوعدك، يا رانيا. بس انتي كمان لازم توعديني إنك مش هتخفي عني أي حاجة تانية."
+
رانيا: "وعد."
+
اللحظة بينهم كانت مليانة مشاعر، لكن جو الغموض والخوف كان محاوطهم. في الليلة دي، قرروا يكملوا رحلتهم، مهما كان اللي مستنيهم. كانوا عارفين إن العدو مش هيسيبهم بسهولة، لكن الحب اللي بينهم كان بيقويهم.
مع الوقت، الحقيقة بدأت تظهر أكتر. اكتشفوا إن الصفقة اللي تمت بين العيلتين مش بس كانت مبنية على فساد، لكنها كمان مرتبطة بجريمة قتل قديمة راح ضحيتها شخص كان قريب جدًا من علي.
رانيا بدأت تتغير. الصراع بين ولائها لعيلتها وحبها لعلي كان بيزود الضغط عليها. وفي نفس الوقت، علي بدأ يشك في كل خطوة، وكل شخص حواليه. المشاعر كانت بتتصاعد، لكن المواجهة الحقيقية لسه مستنياهم.
الليل كان هادي بره، لكن جوه البيت كان مليان توتر ما بين علي ورانيا. كل واحد فيهم قاعد في ركن، عيونه بتسرح بعيد وكأنهم بيحاولوا يلاقوا إجابة للأسئلة اللي في عقلهم. فجأة، علي كسر الصمت.
+
علي: "رانيا... عاوز أسألك سؤال، وأتمنى تجاوبيني بصراحة."
+
رانيا (بتردد): "قول يا علي..."
+
علي: "ليه عيلتك مهتمة قوي إننا نبعد عن الموضوع ده؟ إيه اللي مخبيينه؟"
+
رانيا أخدت نفس عميق، ملامحها اتغيرت وكأنها بتصارع مع نفسها.
+
رانيا: "علي... أنا مش عارفة كل التفاصيل، لكن واضح إن الموضوع فيه أسرار قديمة العيلة بتحاول تدفنها. وأنا... أنا ما كنتش أعرف إن اللي بندور عليه ممكن يضرهم بالشكل ده."
+
علي: "رانيا، أنا مش قادر أفهم. إزاي تقدري تكوني جزء من عيلة زي دي، وفي نفس الوقت تكوني معايا؟"
+
رانيا قربت منه، عيونها مليانة دموع.
+
رانيا: "أنا ما اخترتش أبقى من عيلتهم، زي ما إنت ما اخترتش اللي حصل لعيلتك. إحنا الاتنين وقعنا في نص حرب مش بتاعتنا."
+
علي (بصوت مليان غضب): "لكن إنتي كنتي عارفة! كنتي عارفة إن اللي بندور عليه مرتبط بعيلتك، وسكتي !"
+
رانيا: "ما كنتش عارفة الحقيقة كلها! ما كنتش عارفة إن الموضوع هيقلب بالشكل ده!"
+
لحظة من الصمت تقطعت بنظرات مليانة مشاعر متضاربة. علي قام، بدأ يتحرك في المكان وكأنه مش عارف يهدى.
+
علي: "رانيا، أنا محتاج منك إجابة واحدة... إنتي معايا فعلاً ولا العيلة بتستخدمك عشان توقفي اللي بعمله؟"
+
رانيا (بثبات): "علي، أنا معاااااك. لو كان في شك إنك مش هتصدقني، ما كنتش فضلت هنا."
+
علي بص في عيونها للحظة طويلة، وكأنه بيحاول يقرأ الحقيقة في ملامحها. في النهاية، أخد نفس طويل.
+
علي: "طيب... لو إنتي فعلاً معايا، يبقى لازم نكمل لآخر الطريق. بس أوعديني إن لو حصل أي حاجة، هتقولي الحقيقة من غير ما تخبي أي حاجة تانية."
+
رانيا (بإصرار): "وعد."
+
الحوار بينهم خلَّف لحظة من الهدوء المتوتر. لكن في قلب الهدوء ده، كان فيه دفء بدأ يبان. رانيا قربت خطوة منه، ومدت إيدها لتمسك إيده.
+
رانيا: "علي... مهما حصل، أنا بحبك. حتى لو كل الدنيا وقفت ضدنا."
+
علي حس بنبضة ألم وسعادة في نفس الوقت. مد إيده ولمس خدها بلطف.
+
علي: "وأنا كمان، يا رانيا. بس الحب لوحده مش هيكفّي. لازم نكون أقوى من الظروف دي كلها."
+
في اللحظة دي، حسوا إنهم مش لوحدهم، وإن الحب اللي بينهم هو السلاح الوحيد اللي ممكن يساعدهم يواجهوا الحرب دي. لكن الحقيقة كانت دايمًا أقوى من أي حب، وكان لسه فيه كتير مستنيهم.
الليلة دي خلَّفت وراها علامة استفهام كبيرة. هل هيقدروا يتخطوا عداوة عائلتيهم؟ أم إن الحب هيكون مجرد محاولة فاشلة قدام الحقيقة المرة؟
+