اخر الروايات

رواية خيوط القدر الفصل السادس 6 بقلم سارة المصري

رواية خيوط القدر الفصل السادس 6 بقلم سارة المصري


لفصل السادس
“ تجيلى فين يا مجنونة ..ندى ” ، القى عمر بالهاتف فى عصبية وهو يتمتم ” مجنونة وغبية ” ، رفع نظره ليجد ياسمين وقد التفتت الى صوته وهى ترتدى المعطف الخاص بها ، رفع كفيه قائلا ” أكيد مش قصدى انتى خالص ”
ابتسمت ياسمين ابتسامة واسعة ” سمعتك بتقول ندى متخافش ”
ضحك عمر بدوره ، كانت ياسمين تعلم ان ندى شقيقته ولكنها كانت تريد ان تستغل الموقف لتعرف لماذا ترك عمر خطيبته فأرادت ان تحتال قليلا فى السؤال فقالت ” بس مش هيا كان اسمها ريم على ما اظن ”
تلاشت ابتسامة عمر وتنحنح قائلا ” لا ندى دى اختى ..ريم كانت خطيبتى ”
رفعت حاجبيها فى دهشة قائلة ” كانت ؟؟“
قام عمر من مكانه متسائلا ” فين أسماء ؟؟...ولا حد غيرها معانا فى الشيفت ”
ردت ياسمين وقد ندمت على طرح السؤال بعد ان شعرت بمحاولته للهروب ” معاها نص ساعة على ماتيجى ..بتجهز شوية حاجات قبل مانبدا الشيفت ”
نظر لها عمر فى فضول ، هل حقا يهمها ان تعرف لماذا ترك خطيبته ، لم يعد يزعجه امر ريم مطلقا ، كل مايزعجه انه يذكره بكيف كان يعيش وكيف ضاع كل شىء ، وكيف تخلى عنه الجميع ، وكيف اضطر للابتعاد عن شقيقته وامه وتركهم لخاله يتحكم فى مصائرهم ، أما ريم فحتى شعوره بالانزعاج ناحيتها بدأ يتلاشى تدريجيا مع الوقت ، جلس على كرسيه قائلا وكأنه يواصل ما بدأه ” انا وريم سيبنا بعض من حوالى تلات سنين ..بعد تخرجنا على طول ”
وضعت ياسمين يدها على خدها بعد ان جلست على كرسى امامه قائلة ” بعد الحب ده كله ..الناس فى الجامعة كلها كانت بتضرب بيكو المثل ”
ابتسم فى سخرية قائلا ” الناس بتشوف قربنا من بعض بس عمرهم ما قدرو يقرو اللى جوانا ”
فرك عمر جبينه وتناول قلما يعبث به بين اصابعه قائلا ” بعد الازمة اللى حصلتلنا بعد وفاة بابا وضياع الثروة والمستوى الاجتماعى ..مقدرتش تستحمل كل ده ”
شعرت ياسمين بالاشفاق عليه فقالت ” معقول اتخلت عنك ؟؟؟“
هز كتفيه فى بساطة قائلا ” ممكن تكون معذورة ..مش هتقدر تتنازل عن مستوى الحياة اللى اتعودت عليه من يوم ما اتولدت ..مش هتقدر تركب تاكسى او ميكروباص وميبقاش عندها عربية احدث موديل ...مش هتقدر تخرج فى افخم مطاعم ..ولا تشترى براندات اللبس اللى بتيجى من برة ”
قالت ياسمين وهى تلوح بكفها فى اعتراض ” انت بجد شايفها معذورة ؟؟...انا شايفة انها لو بتحبك كل ده كان هيبقى كلام فاضى ”
ابتسم عمر ، ياسمين تتحدث عن الحب ، شرد فى وجهها للحظات فأطرقت فى خجل ، فتنفس فى عمق مواصلا ” هيا حبتنى ..بس الحب درجات ..فيه حب ممكن يخليكى تدى روحك لللى بتحبيه ..وحب كل اللى تقدرى تعمليه ليه هوا شوية مشاركة فى مشاعره مش أكتر..هيا بقا حبها مكنش بالدرجة اللى تخليها تضحى بكل حاجة عشانى ”
كان هناك سؤالا قرأه عمر فى عين ياسمين ، وقرأ ايضا خجلها من قوله ، كان يريد ان يعرف ماذا ستقول ولماذا التردد فى طرحه بهذا الشكل ولكن دخلت أسماء فجأة وهى تقول ” فى حالة معدية اشتباه فى التهاب سحائى زى المرة اللى فاتت ..الدكتور جاى ورايا ..ياريت نلبس الماسكات ”
ناولتهم أسماء الاقنعه ، فاخذته ياسمين وألقته على المكتب كعادتها ، راقبها عمر وهى تفعل ذلك بينما هو يحكم غلق قناعه على انفه وفمه ، التقط القناع الخاص بها واقترب وهو يمد يده به اليها قائلا ” ياسمين ”
التفتت اليه ونظرت الى الماسك فى يده فى دهشة والى نظرة الالحاح والرجاء فى عينيه وهو يقول ” ارجوكى البسى ده ” ، مدت ياسمين يدها فى تردد وتوقفت قليلا فى منتصف الطريق الا انها واصلت حتى أخذته منه وهى تبتسم وترتديه ، ابتسم عمر وشعر بسعادة بالغة لشعوره بان ياسمين فعلت ذلك من أجله ، حانت منه التفاتة الى أسماء والطبيب معها وهما ينظران الى ياسمين فى دهشة وهى ترتدى القناع الخاص بها وينظرا الى بعضهما البعض ، نظر الى ياسمين من جديد وهو يتنهد ويتساءل فى نفسه ترى الى اين ستأخذه هذه الفتاة ؟؟
*******************************************************************
عادت ندى من عملها والقت الحقيبة فى غيظ على الفراش ، لقد رفض مديرها ان يستلم احد زملائها العمل عوضا عنها فى فيلا احمد ، ولم تجد اى مبرر تسوقه اليه حين سألها عن سبب لما تفعله ، اذن فعليها من الغد ان تقضى اغلب وقتها فى الفيلا حتى ينتهى العمل ، وأحمد هذا أليس لديه عمل يذهب اليه ؟؟ام انه سيظل يأتى كل صباح ليتابع العمل فى الفيلا بنفسه ، وخطر على بالها سؤال آخر اليس لديه عائلة ؟؟، الم يتزوج الى الان ، لم تلحظ بيده دبلة للزواج ولو كان فعلها لما تقرب منها بهذه الطريقة ، ولكن عليها ايضا ان تخبره بارتباطها بادهم ، تنهدت وهى تردد فى نفسها ادهم ، أخرجت هاتفها فوجدت العديد من المكالمات الفائته منه فلقد نسيت الهاتف على وضعية الصامت ولم تنتبه له ، وقفت امام مرآتها للحظات وهى تفكر ، العقل والمنطق وكل شىء يخبرها ان ادهم هو الانسب ، ولكن هذا القلب الملعون لما لايزال يرتجف هكذا دون اى قرار ، مالذى يحدث له حين يقترب أحمد ، مالذى فعله ليذكيه عن أدهم ، هزت رأسها وهى تنفى ، لا ، انها لاتحبه ، هو مجرد ذكرى ، وقصة لم ولن تبدا ابدا ، وهذا الارتباك الذى تشعر به طبيعى للغاية ومع مرور الوقت سينتهى ، رفعت هاتفها وتحدثت الى ادهم وطلبت منه أن ياتى فقد قبلت دعوته على الغداء ، قررت اخيرا ان تعطى الفرصة لادهم وليس احمد .
****************************************************************
” اوكى يا حبيبتى انا جايلك ”
قالها ادهم بينما يقود سيارته ويضيق عينيه ليتعرف على فتاة وقفت على جانب الطريق ليستطيع تعرفها ، وما ان تعرفها حتى اوقف سيارته ، لقد كانت رنا ، نقر نفير السيارة لتلتفت له ، فابتسمت بمجرد ان رأته سألها عن سبب وقوفها هكذا فأخبرته ان سيارتها معطلة وقد اضطرت لأخذ تاكسى ، دعاها ادهم للركوب ليقوم بتوصيلها ، فجلست الى جواره فى سعادة من هذا الاهتمام البسيط وهى تقول ” معلش هتعبك ”
ادار ادهم السيارة من جديد وهو يقول ” انا رايح عندكو على كل حال ”
ضغطت رنا على شفتها فى خيبة أمل واشاحت بوجهها الى النافذه وبعد دقائق من الصمت قالت ” انتو ليه لحد دلوقتى محددتوش معاد للخطوبة رسمى ”
قال ادهم دون ان ينظر لها ” براحتنا ..انا عن نفسى مش مستعجل ”
رنا كانت تحب ادهم بجنون وكان يحز فى نفسها ان يحمل تلك المشاعر التى تتمنى معشارها لندى التى لا تكترث بها ، قطع افكارها ادهم وهو يقول ” لسة زعلانة منى ؟؟“
ردت وعيناها فى النافذه لا ترفعها اليه ” من ايه ؟؟“
هز كتفيه قائلا ” يعنى ..اخر مرة كنت عصبى معاكى شوية ”
تذكرت رنا هذا اليوم وتهديده ووعيده لها فاحتقن وجهها وارادت ان تنفجر بتلك الكلمات التى لم تستطع ان تقولها فى هذا الوقت فنظرت اليه قائلة ” ادهم انت عارف انت ايه بالنسبالى ”
تنهد ادهم فى عمق وهو يركن سيارته فى جانب الطريق قائلا ” بلاش يارنا ”
واصلت رنا وهى تمسح دمعة نافرة من عينه ” بلاش ايه ..بلاش اقولك انى بحبك يا ادهم ”
هتف ادهم فى حدة ” رنا !!!“
ابتسمت رنا فى سخرية حزينة ” حاول تتجاهلها زى ما انت عاوز .بس ادينى قولتهالك فى وشك على الاقل مش هيجى يوم اندم فيه انى مقولتهاش ”
امسك ادهم بجبينه بين سبابته وابهامه قائلا ” رنا ...انتى لسة صغيرة وياما هتشوفى وهتقابلى ..واوعى فى يوم تغلطى الغلطة دى ..اوعى تصارحى حد بمشاعرك ومن غير ما تتأكدى انه شايلك جواه قدها مليون مرة ”
وأضاف وهو ينظر لها فى جدية ” او على الاقل مش شايل جواه مشاعر لحد تانى ”
لم تستطع رنا ان تحبس دموعها اكثر فسالت على خديها غير عابئة بارادتها من عدمها وقالت فى حرقة ” ليه حبيت ندى ؟؟...عشان فيها ايه مش موجود فيا ؟؟“
امسك ادهم بعجلة القيادة وهو يقول ” وانتى لما حسيتى انك بتحبينى كان فيا ايه زيادة عن اى حد تانى ”
هزت رنا رأسها فى الم وهى تقول ” انا اصلا مبشوفش حد تانى غيرك ”
ابتسم قائلا ” وانا كمان مبشوفش حد تانى غيرها ”
أخذ ادهم عدة مناديل ورقية وناولها لرنا وهو يقول ” شوفى يا رنا ..كويس ان الموضوع ده اتفتح عشان منرجعش نتكلم فيه تانى ..انتى هتفضلى زى اختى ..وعارف انى بوجعك بكلامى بس دى الحقيقة ومش هينفع اضحك عليكى ..انا بحب ندى وده شىء مش هيتغير ابدا مهما حصل فحاولى انتى كمان تحبيها ومتضايقهاش ”
واصلت رنا البكاء فى حرقة فرفع ادهم رأسه للاعلى يفكر كيف يخرج من هذا الموقف الذى وضع نفسه فيه فقال محاولا ابداء تعاطفه معها ” رنا انا آسف ..بس كان لازم اقولك كدة عشان افوقك وعشان متستهلكيش مشاعرك مع الشخص الغلط ..مسيرك يوم ه...“
قاطعته رنا فى حدة قائلة ” كفاية ..انا حافظة الكلمتين دول ..متتعبش نفسك ..من فضلك عاوزة اروح ”
شعر ادهم بالشفقة عليها ، ولكن شعوره بالراحة كان أقوى ، فمنذ ان أحس بان رنا تكن له مشاعر خاصة تظهر من خلال ابتساماتها ونظراتها ومعاملتها الجافة لندى وهو لم يفعل اكثر من التهرب منها ومعاملتها بجفاء لتصرف نظرها عنه ، ولكنها هى من فرضت عليه اليوم ان يتحدث معها بصراحة لينهى ذلك الامر العالق بالنسبة لها ، دموعها كان يراها بطرف عينه وهو يقود سيارته ، كان يحزنه صوت نشيجها ولكن كل ماكان بحوزته من كلمات التعاطف قد استنفذها ، ولا يريد ان يؤذيها بنظرة شفقة منه تجرح كرامتها .
****************************************************************
انتبهت ندى على صوت ادهم وهو يناديها ويشير الى طبق الايس كريم امامها والذى تحول الى سائل من تقليبها فيه دون ان تاكل ، نظرت ندى الى الطبق فى خجل ، لم تنطق بحرف منذ ان اتت معه ، كان هو من يتحدث وهى تهز رأسها وتبتسم بعينين شاردتين وهى لاتعرف ماذا يقول ، كان عقلها فى مكان آخر مع شخص آخر مهما حاولت ان تبعده عن خيالها او تزيحه يعود بقوة ليظهر امامها فى تحدى ، تحاول دائما الهروب منه فى العمل كلما حاول الاقتراب منها بتوجيه تعليماتها الى العمال او بخلق محادثة مع اى شخص على الهاتف ، ورغم ذلك تراقبه عن بعد دون ان يشعر وربما دون ان تشعر هى الاخرى بما تفعله ، تشعر بسعادة غريبة تنكرها على نفسها وهى تراه يبتسم او ياكل او يشرب متذكرة تلك اللحظات التى كانا قريين فيها بشدة ، عادت بصوت ادهم الى الواقع من جديد وسمعته يقول ” مش عاجبك ...انا قولت نغير المكان بس ”
ابتسمت وقالت فى توتر ” لا ده حلو جدا ..بس باين انا اللى سرحت شوية ”
قال بنظرة حانية ” ايه اللى ممكن يزعلك وانا موجود ”
حنانه ورقته وعطفه يجعلها تشعر بالخجل من روحها ، لاحظت الارهاق الذى بدا على ملامحه حين رفعت وجهها لترد عليه فقالت فى اشفاق ” ادهم ...شكلك تعبان اوى ”
هز رأسه فى تعب وهو يقول ” اكيد اللى حصل امبارح والنهاردة مش شوية ”
قطبت حاجبيها فى استفهام قائلة ” وايه اللى حصل امبارح والنهاردة ”
نظر لها ادهم فى دهشة وقال ” ندى انا كنت بقول ايه من الصبح ؟؟“
تنحنحت ندى فى خجل ، لقد كان يقص لها عن مشاكله وتعبه وهى فى واد آخر غير عابئة به فقالت محاولة اخفاء خجلها ” اسفة يا ادهم ...انا كمان مرهقة جدا ومتوترة شوية ...معلش ممكن تستحملنى وتقولى ايه اللى حصل ؟؟“
اخذ ادهم نفسا عميقا وهو ينظر الى الاعلى قائلا ” ماما تعبانة شوية ..وكان عندى مشاكل فى الشغل ”
شهقت ندى وهى تضع يدها على ثغرها ” مالها يا ادهم ؟؟؟ومقلتليش ليه عشان اجى اطمن عليها ”
ـ محبتش اقلقك ..ماما مرضها بالقلب مزمن ..ومشاكل الشغل خلاص بقت روتين يومى اتعودت عليه ”
قالت فى أسى ” ربنا يشفيها يارب ” ثم نظرت اليه فى ابتسامة قائلة ” بس انت امبارح كلمتنى عادى ولا كأن الدنيا مدربكة حواليك ”
انحنى قليلا وهو يقول فى جدية ” وهوا الدنيا لما تتدربك ده مش هيخلينى اطمن عليكى ؟؟...هو انت فيلم ولا مسرحية اشوفها بس لما اكون فاضى ...انتى اهم حاجة فى حياتى يا ندى ..انتى قبل الشغل وقبل اى حاجة ”
كانت تريد ان تضع يدها على ثغره حتى يتوقف عن الكلام ولا يشعرها بالذنب اكثر ، رفعت عينها الى عينه فوجدت الحب باديا ساطعا كسطوع الشمس ، نكست من رأسها لتهرب من الحقيقة فامتدت انامل ادهم لترفع وجهها اليه قائلة ” مالك يا ندى ؟؟“
ردت بتلقائية غريبة ودون وعى وبهمس ” خايفة ”
سحب يده وتاملها للحظات صامتا ونظر الى النافذة قبل ان يقول فى تردد ” ندى ...انتى عاوزة تتراجعى ؟؟؟“
تفاجات ندى بكلماته وشعرت وكأنه يكشف النقاب عما تخفيه وعما يدور فى عقلها فقالت محاولة اخفاء توترها ” ايه التحدى خلص ؟؟؟“
ابتسم قائلا ” لسة حتى ما ابتداش بس لو مش عايزة تكملى فيه وحاسة انى بضغط عليكى ..بلاش ”
ضمت ندى يديها الى بعضهما البعض واستندت بذقنها عليهما وهى تقول ” شكلك انت اللى زهقت وخايف تخسره ”
رفع حاجبيه وخفضهما قائلا ” بالعكس انا واثق انى لو كملت هكسبه من غير شك ”
ضحكت ندى وقالت ” والثقة دى جايبها منبن ؟؟“
قال فى حب ” من مشاعرى يا ندى ..اللى جوايا ليكى مفيش راجل على وجه الارض يقدر يشيله ناحية ست ..واثق ان مفيش حد ممكن يحبك ولا يخاف عليكى قدى ”
وكانه يخبرها ان تلك المشاعر نادرة الوجود والتى تتمناها اى امرأة من رجل مثله هى الآن بين يديها ، هى من بيدها ان تحافظ عليها او الاتعطيها بالا وتذهب لتبحث عن اخرى تحتاج زمنا لتثبت مصداقيتها ، حديثه زاد حيرتها وزاد من شعورها بالذنب ، تعلق ادهم بها يزداد مع هذا القرب وعليها ان تضع له حدا ، وجدت نفسها تقول وهى توجه نظرة واثقة الى عينيه ” ادينى شهر ..بعده هقولك نكمل ولا لا ”
الشهر الذى اختارته هو المدة التى سينتهى فيها العمل فى فيلا احمد ، حينها ستنهى بيدها اى علاقة لها بالماضى او تواصل الماضى بالحاضر بعيدا عن كل شىء ، حينها ستقررهل حقا استطاعت تجاوز الماضى وأصبحت بحاضرها ومستقبلها كله مع ادهم ام ماذا ؟


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close