اخر الروايات

رواية زيف المشاعر الفصل السادس 6 بقلم سلوي عليبة

رواية زيف المشاعر الفصل السادس 6 بقلم سلوي عليبة



                                    
الفصل السادس .....زيف المشاعر 
يظل القلب يدق بعشق الحبيب ويزدهر كالزهرة اليانعة تتفتح للحياة بالإهتمام وتظل هكذا محتفظة بجمالها كلما زادت الرعاية .ولكنها تذبل إذا تم إهمالها ولو حتى عن طريق الخطأ. 
كانت حياة بسملة وساجد مليئة بالسعادة والحب . فساجد لا يخجل أن يظهر حبه لبسملة فى أى وقت ومكان وأمام أى شخص. وكانت بسملة تشعر بالسعادة لذلك وهى الأخرى لا تدخر وسعا فى إظهار عشقها لزوجها وبحثها الدائم عن راحته. 
تجلس بسملة فى المشفى الإستثمارى الخاص بعائلة ماهينور والتى التحقت بالعمل فيه بعد تخرجها . 
دخلت عليها ماهينور وهى تقول: اااااه يارجلى تعبت من اللف وحضرتك قاعدة هنا. 
ضحكت بسملة وقالت: يابنتى إرحمينى دانا لسه يدووب بقعد . 
نظرت إليها بترقب وقالت: لا ياشيخه. طب إيه إيه أخبار سى ساجد . 
إبتسمت بسملة وهى تقول: مش هتعقلى أبدااا .كويس ياختى الحمد لله. قرر النهارده يروح يبات مع مامته عشان أنا سهرانه فى المستشفى. 
تحدثت ماهينور بتهكم وقالت: يعنى سهرانه لوحدك ،مانا متنيله معاكى اهو وكله بسبب سى آدم اللى بيقولى  ثم بدأت  بتقليده بصوت ثخين : لازم تكونى مع بسملة أمال تسيبيها لوحدها يعنى أهو تونسوا بعض. 
تنحنحت بسملة وهى تقول بحرج: يابنتى أدينا بنونس بعض بدل ماتبقى لوحدك فى يوم وانا لوحدى. 
صاحت ماهينور بنزق وقالت: وانا ايه ذنبى يعنى .دانا كنت عايزه أريح النهارده وآدم مرضيش وقعد يزعقلى أكنى خلفتك ونسيتك .ياشيخه بلا نيله الواحد بس مستحمله عشان عمو حبيب قلبى. 
مكنتش أعرف إنى معذبك قوى كده ياست ماهى. 
إنتفضت ماهينور بحده وهى تنظر وراءها لتجد دكتور آدم ابن عمها ومدير المشفى يقف واضعًا يده بجيب معطفه الطبي وهو ينظر لها بسخرية. 
إبتلعت رمقها بقوة وهى تقول بإبتسامة بلهاء: ابن خلال مصفى ،دانا كنت لسه بقول فيك شعر .حتى اسأل بسملة. 
ضربت بسملة رأسها بيدها دليلا على غضبها من صديقتها ولكن دكتور آدم عوضا عن ذلك نظر اليها وقال: لو سمحتى يادكتوره الحالة اللى فى أوضه 45 محتاجك تبصى عليه وتعمليلى تقرير بحالته . 
ثم نظر لماهينور وقال بسخرية:  وانت يا دكتورة ماهينور ياريت تشوفى شغلك ولينا كلام تانى فى البيت. 
خرج آدم من غرفتهم وظلت ماهينور تنظر فى إثره وهى تقول: أنا عارفاه مش هيسيبنى غير لما يدينى موشح محترم.ااااه يانا ياما. ثم نظرت لبسملة وقالت: روحى ياشيخه منك لله. 
ضحكت بسملة عليها ثم خرجت لتمارس عملها حين اتصل بها ساجد للإطمئنان عليها .وظلت تحدثه بهيام تحت نظرات عاشقة تعلم أن تجمعهم يعتبر درب من دروب المستحيل ولهذا فعليه وأد ذلك الحب ولكن كيف وقد تمكن منه حتى أصبح ميئوسًا منه. 
أنهى ساجد الإتصال وخرج من غرفته القديمة للجلوس مع والدته وسارين والتى أصبحت فى نهاية حملها ولم تستطع السفر لزوجها بسبب حساسية وضعها أثناء الحمل. 
نظرت إليه سارين بخبث وقالت: هى  بسملة نبطشيه النهارده ولا ايه؟ 
أجابها ساجد بهدوء: أيوه .هى بتبقى نبطشيه يومين فى الأسبوع. 
تحدثت ببراءه ظاهرة وقالت: طب مش بنت اصحاب المستشفى تبقى صاحبتها ؛ ماتكلمها وتخليها تلغى النبطشيه دى .بدل ماتلاقيها قاعده لا عارفه تنام ولا ترتاح والله اعلم مين اللى بيبقى سهران معاها. أكملت بلؤم: دكاتره رجاله بقه ولا دكاتره ستات . 
نظر إليها ساجد وبداخله شعور بالغيرة من مجرد فكرة وجود زوجته مع أطباء رجال. نفض ذلك التفكير وهو يقول بداخل نفسه : ده شغلها ولازم يكون فيه  تعامل مع رجاله . 
نهض مرة واحدة وهو يقول: أنا داخل أنام .تصبحوا على خير. 
نظرت إليه سارين وهى لاتعلم لمَ شعرت بالإرتياح لمجرد نظرة الغضب فى عين ساجد . 

+




                
أتى الصباح محملًا بالكثير . قلوب يملؤها العشق ،وقلوب تملؤها الغيرة،وقلوب يرهقها تمني المستحيل . 
كانت بسملة تخرج من المشفى ومعها ماهينور وهما يتبادلن المزاح  حتى نادى عليهم دكتور آدم بصوت هادئ وقال: دكتورة بسملة لو سمحتى. 
إلتفتتا كلتاهما إليه و ردت عليه بسملة بجدية وقالت: أفندم يادكتور . 
أقترب منها تحت نظرات ماهينور المحذرة له ولكنه لم يعيرها أى إهتمام وقال بجدية : 
أسف أنى عطلتك بس أنا كنت طلبت منك تقرير بخصوص الحالة فى أوضة 45وللأسف انت تقريبا نسيتى ولا إيه مش عارف! 
خجلت بسملة من الموقف وقالت: أسفة يادكتور ،أنا فعلا عملت التقرير وبعته مع دكتور وائل يديهولك لأنى كنت مستعجله وعايزه أمشى. 
تفهم الأمر وقال : تمام وآسف كمان مرة انى عطلتك. ثم نظر لماهينور وقال : هاه تيجى معايا أوصلك . 
أجابته بهدوء: لا معايا عربيتى .يلا سلام وسلملى على عمى. 
إلتفتت بسملة لتودع صديقتها لتجد ساجد يقف بجوار سيارته ولكنها لا تفهم تعابير وجهه .أما هى فشعرت بالسعادة لوجوده. 
إعتذرت من صديقتها وذهبت إليه .إقتربت منه وهى تقول: إيه المفاجأه الحلوة دى . لو كنت اعرف أنك هتستنانى كنت طلعت من بدرى عشان متتأخرش على شغلك. 
نظر إليها بتعابير مبهمة وقال: أخدت إذن ساعة عشان أوصلك  ومتتبهدليش فى المواصلات . 
كان صامتًا وكلمات سارين تجول برأسه بلا هواده. أما هى فتحاول أن تتحدث ولكن يقابلها بجموده وهي لا تعلم السبب. 
وقف أمام المبنى بسيارته وقال لها: يلا انزلى عشان الحق شغلى. 
نظرت إليه بحزن وقالت: مالك ياساجد فيه ايه؟ د بدل ماتبقى مشتاقلى عشان كنت فى المستشفى وبعدت عن حضنك. 
نظر إليها وقال: إنزلى يابسمله عايز اروح شغلى. 
نزلت بسملة من السيارة وهي لاتعلم ماذا يحدث. صعدت لشقتها ثم أخذت حماما دافئا. خرجت منه وهي منتعشه ،حاولت الاتصال على ساجد مرة ومرة ولكن لارد . 
جلست على تختها وهى حزينه .ولكن قلبها العاشق أرجع غضبه لكونها كانت بعيد عنه وهو يشتاقها. فقررت أن ترتاح قليلا ثم تقوم بتحضير وجبة طعام شهية ولتكون فى استقباله. 
مضى الوقت سريعًا وكانت هى على أتم الإستعداد . دخل عليها فوجدها فى هيئتها تلك التى تؤثر على القديس فكيف بقلب وجسد عاشق حتى النخاع. 
إقترب منها دون شعور وأخذها بأحضانه وهو يكاد يعتصرها بين يديه.شعرت بالفرحة كونه تناسى غضبه ولكن هيهات. 
جاء بخاطره مشهد كلامها مع ذلك الطبيب الذى لا يعرفه وشعر بالغضب والغيره. أبعدها قليلا فشعرت بالإستغراب وقالت: مالك ياساجد ؟فيه إيه؟ 
تنحنح قليلا ثم قال دون مقدمات: أنا مش مرتاح لبياتك بره البيت. 
ضحكت بريبة وقالت: بيات بره البيت! هو أنا ببات فى الشارع ولا ايه ؟ د شغل وفى مستشفى محترمة وليها إسمها . 
صاح بغضب وغيرة : أنا مليش فيه . وكمان مش بنت صاحب المستشفى تبقى صاحبتك ،خلاص بقه كلميها وقوليلها بلاش بيات فى المستشفى. 
ضحكت بسملة بسخرية وقالت: إزااى أطلب منها كده وهي نفسها بتبات فى المستشفى،يعنى هى معملتش لنفسها أى استثناءات هتقوم تعملى أنا. 
جلس على المقعد وهو يمسح وجهه بكفيه دليل على غضبه وقال: مش عارف بقه.وكما أنا يبقى قلقان ومش عارف مين سهران معاكى .ياترى سهران دكاتره رجاله ولا ستات . 
نظرت إليه بحزن وقالت: انت مش واثق فيا ياساجد . 
إنتفض من مكانه وقال بصدق: لا طبعا واثق فيك جدا كمان .بس اعذرينى غصب عنى .غيران عليكى يابسملة. 
هدأت قليلا وقالت وهى تمسك يده: يا حبيبى أنا دائما قاعده مع ماهى. حتى لينا أوضة لوحدنا.بحكم بقا انها بنت اصحاب المستشفى فليها مميزات وعاملينلها أوضة خاصة بيها وانا بكون معاها. ومفيش دكاتره رجاله تقدر تدخل علينا ده أولا. أما ثانيا بقه فأنا فى شغلى مبيهمنيش اللى قدامى راجل أو ست .اللى بيهمنى المريض اللى قدامى وبس. 
هدأ ساجد قليلا وقال: تمام يا بوسى وانا صدقينى مش زعلان من شغلك بس بياتك مضايقنى بس هحاول أنى اتأقلم عليه . 
كان ساجد يحاول بالفعل ألا يغضب بسملة منه بسبب غيرته الزائدة ولكن بالمقابل لا تجد سارين أى فرصة حتى تسم عقله بكلام ليس له أساس من الصحة. 
وكانت بسملة تحاول بكل الطرق أن تمتص غضب ساجد الغير مبرر من وجهة نظرها. فهى دائما ما تلتمس له الأعذار .فالحب دائما عندها يشفع أى خطأ . 
تتجول بسملة فى المشفى  لتتابع الحالات المرضية  المتابعة لها حتى أتى لها إتصالا من زوجها يخبرها بتعب سارين ولكن طبيبتها غير موجودة . أخبرته دون تردد أن يأتى بها إلى المشفى حيث يوجد أفضل الأطباء فى قسم النساءوالتوليد . 
أتت سارين وهى تصرخ بشدة ومعها ساجد ووالدتها حتى صابرين والدة بسملة قد أتت معهم. 
دخلت سارين غرفة العمليات للولادة القيصرية .إقتربت منهم بسملة وهى تقول: متقلقوش هى كويسه هو بس الرحم مفتحش وكان لازم قيصرية. 
جاءت ممرضة وهى تحمل طفلة صغيرة وتقول: مبروك عليكم القمر دى تتربى فى عزكم. حملها ساجد وهو يبتسم .ثم أخذتها والدته وهى تقول: بسم الله الله أكبر .عقبال ما اشيل عيالك ياساجد ياااارب. 
أمن الجميع على كلامها.ثم إقتربت الممرضة منهم وقالت: آسفه بس لازم آخد المولوده عشان ادخلها أوضة الأطفال وأكتب بياناتها. 
وقفت بسملة وقالت: أنا هروح أطمن على سارين . ثم نظرت لساجد وقالت: بالحق ياساجد انت متصلتش على شريف تعرفه أن سارين ولدت. 
ضرب على رأسه وقال: والله نسيت مجرد ما  ماما اتصلت بيا لقيتنى مش عارف أتصرف. 
نظرت إليه وقالت: طب ياريت تبلغوه وكمان تبلغوا اهله وتعرفوهم برضه .وانا هروح ابص عليها وأكمل شغلى وهبقى أجيلكم. 
خرجت سارين من العمليات والتف الجميع حول الطفلة. 
كانت بسملة تحمل الطفلة بقلب صاف حتى قالت والدة شريف: عقبالك يادكتوره . 
إبتسمت بسملة وقالت: يارب ياطنط دعواتك. 
تدخلت سارين والتى ذهب آثر البنج عنها وقالت: شكلها كده مأجله الخلفة عشان شغلها . 
نظر إليها ساجد وكذلك بسملة بريبة.أما صابرين فقالت لحظة لم تتحكم بها: وايه لزمته الكلام ده ياسارين .وكمان بوسى هتمنع الحمل ليه ان شاء الله 
تحدثت سارين بتبرير وقالت: أنا بس قصدى ان بقالهم فوق ال 6 شهور متجوزين ومفيش حاجه . 
تحدثت بسملة بحزن: وانا همنع ليه ياسارين .دانا نفسى النهارده قبل بكره أجيب طفل من ساجد .بس كل الحكاية إن لسه بدرى على مانكشف وندور. نظرت الى ساجد ولكنها وجدته صامتا فحزنت بداخلها على عدم رده على أخته .ولكنها كالعادة حاولت التماس الأعذار حتى لو لم يوجد هناك أى عذر. 
دخلت ماهينور ودكتور آدم للإطمئنان على سارين بعد معرفته بصلة القرابة من ماهينور. 
تحدث آدم ببشاشة : حمدالله على السلامة للمريضة وللنونو وتتربى فى عزكم. 
أجابته رباب بفرحة: الله يسلم حضرتك يا دكتور. . 
نظر إليه ساجد بغيرة فهو ذلك الطبيب الذى كان يقف مع بسملة. فهو من قريب وسيم للغاية ،شعر بإزدياد غضبه ولكن عليه إلا يظهره الآن .فقال بتكلف: شكرا لحضرتك يادكتور . ثم سأله بسماجة: هو حضرتك دكتور إيه بالظبط.أصل دكتور النسا جه من شويه يعنى. 
شعر آدم بالغضب ولكنه قال بهدوء حذر معرفا عن نفسه: أنا دكتور آدم مدير المستشفى .ولما عرفت أن حالة مدام سارين تبع دكتورة بسملة فحبيت أجى بنفسى وأطمن. لأن دكتورة بسملة من الشخصيات المحترمة والمحبوبة فى مجال عملها هنا فى المستشفى. 
شعرت بسملة بالخجل من إطراء آدم وقالت: شكرا لحضرتك يادكتور أنا مبعملش حاجه زيادة عن شغلى. 
تحدثت ماهينور لتزيل التوتر وقالت: مبروك ياسارين وربنا يباركلك فى النونو القمر دى . 
يلا عن إذنكم احنا عشان نشوف شغلنا. 
نظر آدم تجاه بسملة وقال: تقدري تاخدى بقيت اليوم أجازه عشان تقعدى مع الجماعة يا دكتورة. 
شكرته مرة أخرى تحت إستشاطة ساجد ونظرات الخبث من سارين . فهى ورغم وقوف بسملة بجوارها الا ان هذا لم يزيدها الا غيرة منها خاصة عندما رأت وضعها بالمشفى وحب الجميع لها .

+



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
close