رواية لعنة الارث الفصل الخامس 5 بقلم آيه طه
البارت 5
+
رانيا كانت واقفة متسمرة مكانها، وعيونها بتلمع بين الخوف والغضب. علي بص لها، شايف في عينيها كل حاجة هي مش قادرة تقولها. قرب منها، مسك إيدها بحنية، وصوته كان هادي، لكنه مليان تصميم.
+
علي: "رانيا، ما تخافيش. اللي قاله مش هيفرق معانا. إحنا اللي بنختار طريقنا، مش حد تاني."
+
رانيا رفعت عينيها له، صوتها كان ضعيف لكنه واضح.
+
رانيا: "علي... بس لو كلامه صح؟ لو حبنا فعلاً هيكون سبب في وجع أكبر؟ مش عايزة أكون السبب إنك تخسر كل حاجة."
+
علي (بصوت ثابت): "ما فيش حاجة اسمها كل حاجة لو إنتي مش فيها. الخسارة الحقيقية إننا نستسلم للواقع اللي فرضوه علينا."
+
رانيا قربت أكتر، وصوتها بقى أهدى لكنها كانت بتتكلم بجدية.
+
رانيا: "بس إحنا محتاجين نكون واقعيين. العداوة بين عيلتنا مش هتختفي في يوم وليلة. وكل خطوة هنمشيها هتكون تحت عينهم. إنت مستعد فعلاً تعيش حياتك كأنك في معركة مستمرة؟"
+
علي (ابتسم ابتسامة صغيرة): "طالما إنتي معايا، ما تفرقش المعركة. يمكن هو صح... يمكن إحنا بنلعب بالنار. بس النار دي هي اللي هتنور لنا طريقنا لو عرفنا نتحكم فيها."
+
رانيا سكتت، لكن في عينيها كان فيه بريق جديد. البريق ده كان مزيج من الأمل والخوف. فجأة، قررت إنها تواجه الحقيقة اللي كانت هربانة منها طول الوقت.
+
رانيا: "طيب، لو ده قرارنا، يبقى لازم نعرف إحنا واقفين على أرض صلبة. لازم نعرف كل حاجة عن العداوة دي... السبب الحقيقي، واللي مستفيد منها. ما ينفعش ندخل المعركة وإحنا مش عارفين عدونا الحقيقي."
+
علي (بحماس): "أنا معاكِ في كل خطوة. هنكتشف كل حاجة، وهنواجههم سوا. وأول خطوة لازم نعملها، إننا نبدأ من البداية... نعرف التاريخ اللي إحنا جزء منه."
+
رانيا شدت نفسها شوية، ونظرتها بقت مليانة تصميم زي علي.
+
رانيا: "البداية؟ يعني نرجع للماضي اللي حاولوا يخفوه. يمكن نلاقي فيه إجابة للأسئلة اللي بتطاردنا."
+
علي هز رأسه موافق.
+
علي: "الماضي مش هيخوفنا. كل سر مخبيينه، هنطلعه للنور. ووقتها بس هنقدر نقرر إحنا هنعمل إيه."
+
الجو كان هادي للحظة، لكن في قلبهم كانوا عارفين إن الطريق قدامهم مليان تحديات. ما كانوش لوحدهم في اللعبة دي، والكل كان مترقب حركتهم الجاية.
رانيا فجأة لمحت ورقة صغيرة تحت حجر قريب. قربت منها ورفعتها، ولما فتحتها، كان مكتوب فيها بخط غامض: "لو قربتوا أكتر، النهاية مش هتكون زي ما تتمنوا."
علي قرا الكلام، وملامحه اتشدت أكتر. رفع عينه لرانيا، وقال بهدوء مليان غضب.
+
علي: "واضح إنهم عارفين كل خطوة بناخدها. بس ده ما يهمش... لو فاكرين إنهم هيخوفونا، يبقوا غلطانين."
+
رانيا (بنبرة تحدي): "بالعكس، ده معناه إننا قريبين من الحقيقة. كل خطوة بيحاولوا يمنعونا بيها، بتأكد إننا ماشيين في الطريق الصح."
+
علي مد إيده ليها، وهي أخدت نفس عميق ومسكت إيده. اللحظة دي كانت بمثابة عهد جديد بينهم، إنهم هيواجهوا العاصفة سوا، مهما كانت النتايج.
من بعيد، في مكان مظلم، كان فيه شخص بيراقبهم بابتسامة خبيثة، وكأنه مستني اللحظة المناسبة ليلعب ورقته التالية...
علي ورانيا كانوا ماشيين في الشارع، كل واحد منهم مشغول بأفكاره. الجو كان غريب، والظلام اللي كان بيغلف المكان خلاهم يحسوا بضغط غير عادي. لكن رغم الخوف، كانوا متأكدين إنهم على وشك اكتشاف حاجة كبيرة. فجأة، رانيا لفت نظرها حاجة غريبة في طرف الشارع.
+
رانيا (بصوت خافت): "علي، شوف... في حد هناك."
+
علي بص في اتجاه اللي بتشاور عليه، وركز نظره على الظل اللي كان بيظهر من بعيد. كان فيه شخص واقف تحت عمود النور، مش واضح ملامحه، لكن كان فيه إحساس غير طبيعي في الجو.
+
علي: "مين ده؟"
+
رانيا شدّت إيد علي، وصوتها كان متوتر.
+
رانيا: "مش عارفه. بس إحساسي بيقول إن ده مش شخص عادي."
+
العينين بتاعتهما التقت، وكأنهم متفقين من غير ما يتكلموا. قرروا يتجهوا نحوه بحذر. وكلما اقتربوا أكتر، زادت التوترات في الأجواء.
وصلوا للشخص ده، ولاقوا إنه واحد غريب. كان لابس ملابس قديمة، وشكله كان شبه الناس اللي في الماضي. كان واقف هناك وكأن الانتظار هو الهدف الوحيد بالنسبة له.
+
الشخص الغريب: "كنت مستنيكم."
+
كلماته كانت بسيطة، لكن لها معنى عميق. علي ورانيا تبادلوا النظرات، وكل واحد منهم كان حاسس بحاجه غريبه جواهم.
+
علي (بتردد): "إنت مين؟ ومستني إيه؟"
+
الشخص الغريب (ابتسم ابتسامة خفيفة): "الأسئلة دي لازم تتركوها بعدين. في الوقت ده، المهم إنكم عرفتم إن في ناس تراقبكم. أنا مش هنا عشان أوقفكم، لكن عشان أخبركم بشيء مهم. اللعبة أكبر منكم، وأكبر من عائلتكم."
+
رانيا كانت تحاول تستوعب الكلام، لكنها حست بوجع في قلبها. هي وعلي كانوا في دوامة من الأفكار، ما بين مشاعرهم المتضاربة وعلاقتهم اللي بدأت تزداد تعقيد.
+
رانيا (بحذر): "إنت عايز تقول إننا مش لوحدنا في المعركة دي؟"
+
الشخص الغريب (نظراته كانت عميقة): "إنتوا مش أول ناس دخلوا اللعبة دي، مش هتكونوا آخر ناس. عيلتكم، وعيلة سليم، كل شيء بينكم مربوط ببعضه. والتاريخ مش هيسمح لكم تهربوا من اللي اتكتب."
+
كانت الكلمات دي بمثابة صاعقة لعلي ورانيا. فجأة، كل حاجه بقت أكبر من مجرد خلافات عائلية. كان فيه قوى أكبر، مخفية ورا الستار.
+
علي (بصوت حاسم): "وأنت، إيه دورك في كل ده؟"
+
الشخص الغريب: "أنا مش هنا علشان أكون جزء من قصتكم، لكن لو عايزين تكتشفوا الحقيقة، هتلاقوا المفاتيح في الأماكن اللي حاولوا يخبوها. بس خلي بالكوا، في كل مفاتيح، في أبواب لازم تتفتح. ومش كل الأبواب هتكون آمنة."
+
الشخص ده بدأ يختفي في الظلام ببطء، كأنه كان مجرد سراب. علي ورانيا واقفين مكانهم، مش قادرين يستوعبوا كل اللي سمعوه. كان فيه إحساس قوي عندهم إنهم على وشك اكتشاف شي هايل، لكن في نفس الوقت، كانوا عارفين إن ده هيوصلهم لمفترق طرق خطر.
+
رانيا (بصوت متردد): "يعني إيه؟ كل حاجه كانت مؤامرة؟"
+
علي: "لأ، مش مؤامرة. ده صراع، وكلنا جزء منه. بس لو قررنا نكمل، لازم نكون مستعدين ندفع الثمن."
+
اللحظة دي كانت فاصلة في حياتهم. مشاعرهم تجاه بعض اتغيرت، والأمور اتعقدت أكتر. لما بدأوا يمشوا مع بعض تاني، كان كل حاجه قدامهم مليانه غموض وتحديات.
الظلام كان بيميل للانقشاع ببطء، لكن الطريق اللي اختاروه كان مليان مفاجآت. وكانوا عارفين إنهم مش لوحدهم في المعركة دي. كان فيه أعداء في الظل، وكان كل خطوة جديدة بتقربهم من الحقيقة، لكن بنفس الوقت كانت بتعرضهم لخطر أكبر.
+
رانيا: "إحنا لو بدأنا دلوقتي، ممكن نوصل للحقيقة؟"
+
علي (بنظرة ثابتة): "مفيش حاجة مستحيلة. لو نقدر نواجه اللي حصل في الماضي، هنقدر نغير كل حاجه."
+
وكانت الأيام الجايه هي اللي هتحدد مصيرهم... والاختيارات اللي هياخدوها كانت هتغير مسار القصة كلها.
في الأيام اللي بعدها، كانت الأجواء بين علي ورانيا الجو يعم من التوتر المستمر. رغم المحاولات الكتيرة للهرب من الحقيقة، كان الواقع يلاحقهم في كل خطوة. بين مشاعرهم المتضاربة عن حبهم لبعض، والمعركة الداخلية اللي كانت تسيطر عليهم بسبب عداوة العيلتين، كانوا عارفين إنهم في مرحلة حرجة.
+
علي (وهو واقف على شرفة البيت، عيناه مشغولة في التفكير): "رانيا... أنا مش قادر أستوعب. كل حاجه بينا بدأت تبقى معقدة. عائلتنا مش بس أعداء، كمان فيه تاريخ مليان كذب وخداع."
+
رانيا دخلت من وراه بهدوء، كانت بتشعر بنفس الارتباك، لكن كانت بتقدر تحمل نفسها أكثر. هو كان غارق في التفكير، أما هي كانت أكثر حذرًا.
+
رانيا (بصوت هادئ): "مفيش حاجة في الحياة بتيجي ساهلة. حتى لو عيلتنا أعداء، ده مش معناه إننا مانقدرش نكون مع بعض. الحب ده مش حاجه تقدر تمنعها. يمكن هو اللي هيوصلنا للحقيقة."
+
علي (بصوت غاضب): "الحب مش هيغطي على الواقع اللي إحنا فيه. لو استمرينا في العيش في عالمنا ده، هنكون مجرد عرايس في ايد الآخرين. كل حاجه حوالينا مليانه مؤامرات، وكل خطوة بنخطوها بتخلي الوضع أصعب."
+
رانيا كانت حاسة بتعبه، لكن في نفس الوقت، كان عندها يقين إن فيه فرصة لتغيير كل حاجه. كان في قلبها أمل رغم كل شي.
+
رانيا: "لكن لو فضلنا نتجنب الحقيقة، هنعيش في دوامة. إزاي هنكون قادرين نبني حاجة مع بعض لو عشنا في خوف دايم؟ لازم نواجه الماضي عشان نقدر نبني المستقبل."
+
علي بص نظرة محيرة على رانيا، وعيناه مليانة بالشكوك. كان في قلبه معركة كبيرة، مش بس عشان حبهم، لكن كمان عشان هويتهم ومكانتهم في العائلات.
+
علي (بصوت منخفض): "وإزاي نواجه الماضي؟ لو الحقيقة بينا وبين بعض كده، إزاي هنتعامل مع الحقيقة عن العيلتين؟ احنا هنكون مش لوحدنا في المعركة دي."
+
رانيا تقدمت خطوة للأمام، ملامحها صارمة، لكن عيونها كانت مليانة أمل.
+
رانيا: "نقدر نواجههم مع بعض. يمكن نكون آخر أمل في تغيير الوضع. أنا مستعدة، ولو أنت كمان مستعد، هنقدر نغير كل حاجه."
+
الفكرة دي لمعت في ذهن علي. رانيا كانت على حق، وما دام كانوا مستعدين للمواجهة، كانوا في وضع يمكنهم من صنع فرق حقيقي.
+
علي (بتنهدة ثقيلة): "بس ده معناه إننا لازم نواجه كل حاجه. عيلتنا، سليم، الماضي كله... ومش بس كده، لازم نتحمل عواقب اللي هنعمله."
+
رانيا سكتت للحظة، وبعدها ردت بصوت هادي، وكأنها كانت عارفة إنها ما بتقدر تتراجع.
+
رانيا: "مفيش حاجة في الحياة بتستاهل لو ما خدتش القرار الصحيح. والقرار ده، هو إننا نواجه الحقيقة. هكون معاك، مهما كانت العواقب."
+
اللحظة دي كانت فاصلة في حياتهم. علي ورانيا كانوا على وشك اتخاذ خطوة هتغير مجرى حياتهم. على الرغم من العداوة بين العيلتين، وعلى الرغم من الخطر اللي كانوا هيدخلوا فيه، كان عندهم شجاعة واحدة، وهي أنهم يواجهوا العالم مع بعض، رغم كل شيء. في الوقت ده، كان علي ورانيا بيخططوا لجمع الأدلة اللي هتساعدهم في كشف الحقيقة. في ذهنهم كان عندهم تصور واضح إنهم لو فضلوا يتعاملوا مع الوضع بحذر، هيتجنبوا كتير من الأذى، لكن ده مش هيمنعهم من مواجهة الحقيقة، مهما كانت عواقبها.
+
علي (بثقة): "هنبدأ دلوقتي، ونكشف كل شيء. لازم نتعاون، ونعرف كل حاجة عن الصفقة القديمة، وعن السبب اللي خلا العيلتين يدخلوا في صراع دائم. لو عرفنا الحقيقة، ممكن نغير كل شيء."
+
رانيا كانت مبتسمة بخفة، وأخيرًا، بانت على وجهها علامات الأمل، وكأنها بدأت تصدق إن ده الوقت المناسب لبدء الرحلة الحقيقية. كان كل شيء قدامهم مليان تحديات، لكن كان عندهم بعض من الإيمان أنهم في النهاية هينجحوا.
كانت البداية الحقيقية لرحلة جديدة... رحلة مليئة بالخطر، ولكن كمان مليانه بالأمل.
+
